Skip to main content

Full text of "مجلة السياسة الدولية"

See other formats


OT TTT LOE RTI E 





Scanned by CamScanner 








e e +‏ روي مب 


Scanned by CamScanner 





الغرب الكونى والشرق المتفرد: الحضارات بين الصراع والحوار 1 0 


¥ نهضة الصين: الصعود السلمى فى عالم متعدد الأقطاب م ممما المح ماو مجعو مداه وو مو ام اقفن لوي هوق للق 

E LN KSA oro saa 4000 العالم وحماية البيئة م11‎ ۴١ 
اشاق خم‎ Ren orea حول إشكاليات العولة‎ ۴ 
النظام الدولى إلى النظام العالمى 0 ۰..... د. بهجت قرنى‎ 7 5 
لما طاو‎ e يج أ‎ RR تطور الاطار النظرى لعلم العلاقات الدولية معي رع مسوم مد ص‎ 051 
Ae انهيار نظام الأمن الجماعى مسج و سم سس ع سوم وسح بوم وس معزو روقص اداو‎ 0۲ 
Ja AMES e تطور مركز الفرد فى القانون الدولى خلال العقود الأربعة الأخيرة معدم وموم‎ 
السيد‎ a a emen االجتمع القشى: الفاعل الجديد على المسرح الدولى‎ 5 
ت و ا‎ eme ۲٠٠٠١ - ۱۹1۰ لذ أربعون عاما من الصراع مع إسرائیل‎ 
مصير الايديولوجيا فى السياسة الدولية لس مسمس وهر ورر يوي يزيويوق بريه ا‎ ¢ 
الدول العربية وخطوات الإصلاح فى أربعين عاما ا‎ 5207 


١‏ من أرشيف السياسة الدولية 


ب حقوق الإنسان فى أربعة عقود: إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 


Scanned by CamScanner 










۲۲۸ 
۲ 
۲۳ 
4 
0۲ 
۳۰ 
۷۰ 
۲۷۸ 


4۲ 


من أرشيف السياسة الدولية 


Scanned by CamScanner 


الفملددلحادىوالستونبعمدالاائنة 


دوليو ۲+۰0 


العولة تجدد تساؤلات عصر النهضة فى العالم العربى م م وف کوک سام اك أو في أب أل 
ظاهرة الارهاب الدولى لاسي تسم س سن سات ة تاشت د يوم اق أحفد لواليها 
من رشيف السياسة النولنة 

إفريقيا فى الفكر السياسى المصرى (رؤية أولية) اي م م تم نجه مس براقي او اقم ق ایی 
من أرشيف السياسة الدولية 

هل يتجه النظام الدولى نحو التعددية القطبية ؟ ماس ا ا ee‏ اي 
العولة والدولة ج 
الثابت والمتغير فى سياسة الولايات المتحدة الخارجية + 0041 0 0 1 قار القتۈزيچى 
الاتحاد الأورويى: تطور التجرية a lhe RRR‏ 
العنف يهدد الأمن الإنسانى فى عصر العولة 0000 1[ 1771101011 
الأسلحة النووية وعالم القرن الحادى والعشرين ممعت مهاه جلدم دودرم إقاء يکد اعد السلا 
من أرشيف السياسة الدولية 

كشف حساب العلاقات الأفروآسيوية (رؤية تحليلية) مع معو وا رخسو ولاو لصوو رع قا لقدسن 
تطور العلاقات الهندية - الباكستانية ممممم ومدمه دعم ومم ووم ومو رمعم ممه جم نم66 10000206443 متصمق سيق سليم 
الصراع على النفوذ فى أوراسيا سم نينت ا سيت شم ما يي اباك لبد عط 
التطورات السياسية فى السودان منذ أربعين عاما EE‏ 00 
قراءة فى افتتاحية السياسة الدولية AN caer‏ 
الكتب والدوريات من المكتبات إلى الإنترنت SANE AEE LOSE N aa‏ 


د.أسامهاةالفقغزلىحغرب 
فى سن الاربعين ! 


/ قد نول س الأرتعت ! واذا كان القمتق] 

مع صدور هذا العدد - فى أول يوليو ۲٠٠٠‏ - تبلغ مجلة السياسة الدولية ا ا 
الشائع هو أن الإنسان» فى حوالى الأربعين» يصبح أقرب ما يكون إلى اكتمال نضجه لعقلى و هنىء وتد 
مفاهيمه وأفكارهء فإن الأمر - فيما يبدو - ينطبق إلى حد كبير على "السياسة الدولية' كمنتج ثقافى علمى مصرى, 

يم“ وافكارةء فإن الامر - فيما يبدو - ينطيق | “لك ال e‏ 
مكرس لقضايا السياسة الخارجية والعلاقات الخارجية منذ يوليو !١975‏ وربما يعزز من ذاا: لتصور حقيقة أن 
لحظة ميلاد 'السياسة الدولية" أتت فى الواقع وسط فترة تفتح وفوران لقيادات وأفكار, ومذاهب:وتظام Fe‏ 
ومتصارعة؛ كانت كلها محملة بآمال واحتمالات متعددة, ثم آلت اليوم إلى حال ريما كان من المستحيل تصورها أو 
التنبؤ بها قبل أربعين عاما! 

غير أن التطورء الذى عرفته "السياسة الدولية" فى العقود الأربعة اا ا د ان الهائلة 
فى البيئة الدولية والإقليمية المحيطةء وبالتالى القضايا المطروحة للبحث والنقاشء وإنما أيضا نتيجة ثورة المعلومات 
التى غيرت - على نحو ثورى غير مسبوق فى التاريخ الإنسانى - من سرعة وكيفية اسول فلن العلودات 
وتداولهاء والتى كانت المجلة فى مقدمة الإصدارات المصرية التى تجاويت معهاء ثم عكست المجلة - ثالثا - فى 
كتابها ومحرريها الروح الجديدة للأجيال الجديدة من الباحثين والأكاديميين المصريين والعرب فى العلاقات الدولية. 
والعلوم السياسية عموما. 

على مستوى القضايا والاهتمامات الدولية والإقليمية عندما ولدت "السياسة الدولية", كان النظام الدولى القديم 
القائم على الاستقطاب الثنائى بين الشرق الشيوعىء بزعامة الاتحاد السوفيتىء» والغرب الرأسمالىء بزعامة 
الحرب الفيتنامية .. بحيث وصل عدد الجنود الأمريكيين - قرب نهاية ذلك العام (1515) - إلى ربع ليون جا 
بالإضافة إلى ۸٠١‏ ألف جندى من القوات المتحالفة! وكانت فيتنام - فى تلك اللحظة - ساحة المواجهة الدامية بين 
الطرفين. وفى الوقت نفسه»ء فإن أطرافا قوية على الساحة العالمية كانت تبنى مكانتها التى ترسخت بعد ذلك : 
وعلى الجانب الآخرء كانت أورويا تسير فى خطواتها الراسخة نحو الوحدة منذ إنشاء السوق المش: كة فى عام 
: وقبل أن تنتقل - عام 1157 - إلى تكوين الجماعة الأوروبية". وخارج ساحة المواجهة بين تلك القوى 
العملاقةء كانت الآمال لا تزال واسعة فى فعالية وجدوى حركة الحياد وعدم الانحياز التى سادت فى آسيا وإفريقيا 
العام السابق - 1115 - قمة عدم الانحياز الثانية» بعد أن عقدت القمة الأولى فى بلجراد عام 1551. 

على المستوى الإقليمى العربى؛ أتى عام 1416 فى سياق فترة من "المهادنة' بين ما وو SE‏ 
"التقدمية" والقوى "الرجعية ي a‏ العربية الثلاثة الأولی فی ۱۹1٤‏ و ٠٩٩۰‏ اتات 
كلها على إجماع عربى شكلى وسلبى؛ أكثر منه إج حقيقبا أو إيجابياء فى مواجهة القوة الإسرائيلية امتتاىة 
وهو ما كان مقدمة منطقية لهزيمة يونيى ١١17‏ ی ا المقية این وان ی کس و ی و 
سلا - إسرائيلى؛ وهو ما بدا حينها فى رد الفعل الغاضب على رة ٠٠‏ 2 45 (مكانية للحديث عن 

e‏ : : ت الرئيس بورقيبة فى أريحا ذ 
العام نفسه - 15715 - حول إمكانيات السلام مع إسرائيل! E‏ 

اا شمن فى تاق ات طوريد عو اح و ا الإثارة : فنظام القطبية الثنائية انهار تماما 
بالسقوط المدوى للاتحاد و ا ۴ ا “ا عها فى أواخر الثمانينيات وأوائل التس. ٠‏ 4 2 : 
محله الآن نظام جديد تنفرد بمقتضاه الولايات التحدة بمكانة القوة الءن الوحيدة على قمة النظام العا 


. "سه 
و و اه کا حلم ف 2 اللمجلد ده 


Scanned by CamScanner 


والمشكلات الإقليمية التى ارتبطت بالنظام القديم مثل فيتنام» وأزمة برلينء ذهبت فى طى النسيان لتبرز 
مشكلات النظام الجديد في أفغانستان والعراق والشرق الأوسط! والأمة الصينية مرت - فى تلك العقود - بمراحل 
صعبة ومتقلبة إلى أن استقرت الآن كقوة عملاقة, يزدهر اقتصادها بمعدلات وكيفية مذهلةء ومتحدية للعالم كله. 
وفى الوقت نفسه. شهدت العقود الأربعة نفسها ازدهارا آسيويا عاماء أبرزته أمثلة عديدة» فى مقدمتها كوريا 
الجنوبية والهند وماليزيا وإندونيسيا .. الخ» إلى جانب القوة الراسخة والمزدهرة لليابان! أما على الصعيد 
الأورويى: فقد شهدت العقود الأريعة - من ناحية - تقدما مطردا على صعيد الوحدة الأوروبية, خاصة فى المجال 
الاقتصادى» كما شهدت - من ناحية ثانية - العملية التاريخية الصعبة لإعادة اندماج بلدان أوروبا الشرقية - بعد 
تفكك الكتلة الاشتراكية - فى الكيان الأوروبى العام بكل ما تحمله تلك العملية من آلام وآمال. أما حركة “العالم 
الثالث, للتكتل تحت راية 'الحياد وعدم الانحيان". فقد خفتت وتراجعت؛ خاصة بعد تفكك النظام الدولى القديم .. 
وانتقل ثقل التركيز فيها من قضية التضامن والتنسيق السياسى الى التضامن والتنسيق من أجل انعاش 
أوضاعها الاقتصاديةء والحصول على أفضل الشروط فى علاقاتها التجارية مع العالم النامى ! 

ولم يكن التغيير على المستوى الإقليمى والعربى أقل إثارة ! ففى عام ١4717‏ شكلت الهزيمة أهم منعطف فى 
تاريخ الدول العربية منذ استقلالهاء وكشفت العيوب الجسيمة التى شابت نظمها السياسية. خاصة تلك "التقدمية" 
و "الثورية'! وكانت الهزيمة هى المحفز لحشد القوى لنصر أكتوير 157, ثم كان النصر ذاته نقطة الانطلاق لبدء 
عملية السلام العربية - الإسرائيلية منذ عام 14177 مع زيارة الرئيس السادات للقدس. وفى الفترة نفسهاء اهتزت 
المنطقة كلها مع تفجر الثورة الإيرانية وانتصارها عام ١۱۹۷ء‏ والتى ما لبثت أن انغمست فى حربها الطويلة مم 
العراق. وفى حين اخذت المجتمعات الخليجية تبنى نفسها بفعل عائدات النفط الهائلة بعد ١۱۹۷ء‏ فإنها سعت إلى 
التكتل لحماية نظمها مع اندلاع شرارة الحرب» ولكن هذا التكتل لم يفدها - بعد ذلك - فى تجنب الغزو العراقى 
للكويت عام ١11١‏ بتداعياته المأساوية المعروفة. ولقد ظلت قضايا السلام العربى - الإسرائيلى على رأس قائمة 
الأعمال العربية والشرق أوسطية فى أغلب فترات العقود الأربعة. حتى عام ١٠٠١١‏ وأحداث 4/١١‏ فى الولايات 
المتحدة؛ التى بمقتضاها أصبح العالم العربىء والشرق الأوسط بل والعالم الإسلامى كله» فى بؤرة الاهتمام 
الاستراتيجى الأمريكى والغربى؛ وانتقل رد الفعل الأمريكى من هزيمة نظام طالبان فى أفغانستان» إلى إسقاط نظام 
صدام حسين فى العراقء ثم الضغوط من أجل الإصلاح الديمقراطى فى العالمين العربى والإسلامى! 

غير أن "الإصلاح' ليس إلا أحد العناوين الكبرى الجديدة التى يشهدها العالم العربى الآنء والعالم كله. ففى 
غمار العقود الأربعةء شهد المسرح العالمى قضايا ومصطلحات جديدة زاحمت الأفكار والقضايا القديمة؛ فى 
مقدمتها : الإرهاب» والإرهاب الدولىء والعولة بتأثيراتها الهائلة على الدولة والمجتمع والفردء والدور المتنامى 
للمجتمع المدنى» سواء على الأصعدة القومية المحلية؛ أو على الصعيد العالمى؛ والمناظرات الكبرى حول صراع 
الحضارات والثقافات: وما يرتبط به من تأثيرات على مكانة الأيديولوجيات والمشاعر القومية .. كذلك برزت قضايا 
حقوق الإنسان والحريات المدنية» وما يرتبط بها الآن من تطور لمكانة الفرد على الصعيد العالمى؛ ثم هناك أخيرا 
قضايا البيئة التى أخذت طابعا كونيا غير مقصور على بلدان وقارات بعينها. 

لقد تابعت "السياسة الدولية' كافة تلك التطورات من خلال مناهج وأساليب تكيفت بسرعة مع تطورات ثورة 
المعلومات. فكان موقع 'السياسة الدولية' على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) - الذى أنشىء عام ۱۹۹۷ - فى 
مقدمة مواقع الدوريات العربية على الشبكة؛ ثم تلاه - منذ يناير عام ٠٠١١‏ - إعداد موجز لأهم المواضيع باللغة 
الإنجليزية يلحق بالمجلة؛ نأمل أن نصل به قريبا ليكون إصدارا مستقلاء يسهم - بحق - فى تفاعل الجماعة العلمية 
المصرية فى حقل العلاقات الدولية والعلوم السياسية مع العالم الخارجى .. واستلزم هذان التطوران إحداث 
تجديدات فى تبويب المجلة. وشكلهاء ثم يضاف إلى ذلك حاليا اصدار أول اسطوانة مدمجة ((01©) تتضمن أعداد 
المجلة المائة والستين منذ يوليو ١976‏ حتى اليوم» والتى سوف تطرح فورا بالأسواق. 

وفى واقع الأمرء لم يكن هذا التغيير ممكنا بدون الدم الجديد الذى تدفق فى شرايين "السياسة الدولية' من 
خلال انضمام شباب يمثلون - بلا شك - أفضل من فى أجيالهم من موهبة وكفاءة وجدية؛ ترصع أسماؤهم 
'ترويسة" المجلة جنبا إلى جنب أسماء أساتذتنا الكبار الذين أسسوا المجلة. ورعوها طوال عقودها الأريعةء ولا 
يزالون يشهمون معنا بأفكارهم وإبداعاتهم» التى يحفل بها هذا العدد التذكارى. ويشرف بالكثير منها ! 





و کا ا السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


د. بظرس بظرس فالی 
الأمبسن السام السابسق للأهم المنش. 
ورئيس المجلس القنومى لحقوق الس 





السياسة الاوليسة تسن 
توفسية الرأى النخام الغ 
بشرورة التخلص من الألغا 
الفكرى والاشنتاع فلي الام 


حوار : 








۴۳ *د. بطرس غالى .. الشخصية الدولية المرموقة .. ذات المنهج الفكرى المتزن والرؤى السياسية الناضجةء تميزت شخصيته فى مرا) 
' حياته المختلفة بالعمق والانفتاح على جميع التيارات الفكريةء غربية كافت أو شرقية: والتفاعل الإيجابى معها. هدفه الأكبر هو العمل.م 
وكااورو ع e‏ ا و ا ا 5 
* درس القانون فى كلية الحقوق - جامعة القاهرة. واستكمل دراساته العليا فى القانون العام والاقتصاد والعلوم السياسية فى فرنى 
وحصل على درجة الدكتوراه فى القانون الدولى من جامعة باريس عام ١٤۱۹ء‏ كما حصل على العديد من درجات الدكتوراه الفخريةه 
جامعات فرنسا والسويد وكندا واستراليا والولايات المتحدة والصين وغيرها .. ١‏ 5 
+ عمل أستاذا للقانون الدولى والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة ثم رئيسا لقسم العلوم السياسية 1446 /رره ْ 
* رأس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام. ّ 
| أسس مجلة الأهرام الاقتصادى ورأس تحريرها (1910-1570): وأسس مجلة | 3 
۱ * أسبس مح E‏ 4 سس مجلة السياسة الدولية ورأى - 
* شغل مخصب وزين الدولة للشئون الخارجية من عام ۱۹۷۷ إلى ۱۹۹١‏ حين | صبع نائبا لرئيس الور“ لا e‏ 
* وفى عام ,؛ اختير أمينا عاما .انظية الأخم المتحدة واتسمت فترة رئاسته لهزه المزذا الدولية بالحى“ 7 أرجيةه. 
النؤليةوغيم الاتصياع إلى ماني دون الخو وميم الاستماع الى أي حمسو توي وى ا وو سبيت 
طلنا شب رکید ركاسية القرى. وقى سام 36٠ل‏ قرا متت المي العام ا ارو ی دى إلى عداء أمريكا له. ووقوف 
الدراسات السياسية الاوسنطیة بمونت کارلۍ ویتولی هند ۲١۰۴‏ رئاسة مركي الج 5 تمرك وفى عنام 5.٠.1‏ راس مغل 
کا آله قوق الإنسان. رئاسته منذ عام ۰.٤‏ 
المجلس القومى لحفوق الانسان :2 م 
* للدكتور بطرس غالى العديد من المؤلفات باللغات العربية والإنجليزية والفرن قف إزق. 

sk u‏ ن أن يستغرق حصرها صفحات وصفحاء 2 © 2 فى نون الدولى العلاقات | 3 لە“ 
والديمقراطية والتنمية . يمكن r.‏ رو 3 ت .. وقد أولى اهتماما خا 3 ت لدولية والاقتما 
القضادا العربية. وآخر ما نشر له بالعربية 'عولمة الديمقراطية ( )و خط الست اخ - صا بالدراسات الإفريقية بالاضافة !! 

E‏ ا ا م والتنمية والديمقراطية" (6؛ ع 
الجزء الثانى من مذكراته فى 9 ر `( بالإضافة ! 


سسس ی ی بے 


١ 


س 


سوم جرس OT AT RTT E Trg‏ 
تمع اطا شر عد سف اه حر ا 


ج سات اہ ت8 


Scanned by CamScanner 


حوار سوسن حسين 
حدثنا عن ذكرياتك مع مجلة السياسة الدولية .. كيف نشات فكرة إصد 


ار مجلة تهتم أساسا 
بالسياسة الدولية وليس بالسياسة المحلية أو العربية؟ 


© كنت أتولى الإشراف على مجلة "الأهرام الاقتصادى' منذ بضع سنوات» وكان الهدف من سس 4 
الوت ان کو ایا ی ا واكن فى الوقت نفسه سياسية أيضاء على غرار مجلة وقنوا تالاتصالكانت ا 
الايكونوميست البريطانية الشهيرة التى كانت تصدر كل أسبوع. أما "الأهرام الاقتصادئ' فكان 0 , | . _ 
يصدر كل أسبوعين. دانما ممنوحة بينى وبين 1 


ال أعضاء "السياسة الدولية" 
وفى أثناء مناقشة مع ساق وة حسسيتين هيكل. طرح فكرة أن يزداد الأهرام دولل 


الاقتصادى تخصصا فى النواحى الاقتصادية, وأن تصدر مجلة أخرى متخصصة فى رغم أننى لمأكنأنتسمى 
السياسات والسياسة الدولية بالذات. حينئذء دار نقاش حول توقيت صدور هذه المجلة.. فل إلىالجلة ١‏ 
تكون مجلة شهرية أم تكون ربع سنوية؟ وبعد تردد كبير. وجدت أننى لن استطیع تحمل اعباء۔ ےا 
١‏ رئاسة تحرير 'الأهرام الاقتصادى” وإصدار مجلة أخرى شهرية فى السياسة الدولية. | 






واتفقنا على أن تكون المجلة ربع سنوية على غرار مثيلاتها من المجلات الأجنبية اللتخصصة فى السياسات الخارجية, 
ظ وانتقلنا بعد ذلك إلى شكل المجلة؛ وكانت الفكرة السائدة أن يكون للمجلة حجم مختلف عن المجلات الأخرى. ويعد مناقشات ' 
طويلة مع الأخ عبد المنعم القصاص. اتفقنا على حجم لا مثيل له فى المجلات الأسبوعية أو الشهرية الأخرى التى تصدر فى ا 


مصرء ثم دار النقاش حول السعرء واستقر الرأى بعد موافقة الأستاذ هيكل على السعر الكبير حينئذ. 1 
١‏ 
وكم كان السعر الكبير حبنئذ؛ 


© كان عشرين قرشا ! فالأهرام كان يباع بقرش واحد والمجلات الأسبوعية بقرشين أو ثلاثة قروش. وكانت مجلة السياسة 
الدولية هى أول مجلة تباع بهذا السعر الكبير فى ذلك الوقتء ثم بدأت البروفات لإصدار العدد الأول وكان موضوع افتتاحية 
العدد الأول هو المؤتمر الإفريقى - الآسيوى الذى كان من المقرر أن يعقد فى أول يوليو ١1115‏ فى الجزائر. وكان من المفروض 
أن یکون ثانی مؤتمر بعد مؤتمر باندونج الذى عقد عام ١٠٠٠ء‏ أى بعد عشر سنوات. وتعددت الآراء بشأن عقد هذا المؤتمر. هل 
سيعقد المؤتمر أم لاء لذلك كتبت افتتاحيتين. واحدة فى حالة عقد المؤتمر, والثانية فى حالة عدم عقده. ونشرنا الافتتاحية الثانية 
لأن المؤتمر لم يعقد 


وهل احتفظت بالافتتاحية الأخرى .. هل مازالت موجودة» 


© ريما موجودة فى بعض الملفات .. ولكننى حاولت البحث عنها ولم أجدها. 


ساعدت فى إخراج السياسة الدولية إلى حيز الوجود؟ 


© المشكلات كانت أولا هى الموضوعات: ومن هم الكتاب الذين سيكلفون بكتابة هذه الموضوعات, فلجأنا أولا إلى زكى 
الشافعى. باعتباره عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى ذلك الوقت؛ وطلبنا منه دراسة عن مؤتمر جنيف للتجارة والتنمية. 
وكان زكى الشافعى قليل الكتابة .. ولكن كانت له مكانة كبيرة فى المجال الاقتصادىء» ووافق على أن نفتتح العدد الأول 
بدراسته. وأتذكر أننى طلبت من الأستاذ محمد حسنين هيكل أن يكتب مقالا كما فعل فى العدد الأول من "الأهرام الاقتصادى ' 
ولكنه لم يكتب. وقد أردنا أن نجعل من مجلة “السياسة الدولية' مجلة متخصصة يكتب فيها مجموعة من أساتذة العلوم 
السياسية. وكتبت أنا مقالا عن القنبلة الذرية الصينية. وكان انفجار أول قنبلة ذرية صينية قد وقع منذ ثلاثة أسابيع. طلبنا 
أيضا من الأخ ابراهيم شحاتة أن يكتب مقالا عن جنوب إفريقيا والأمم المتحدة؛ وكتب الأخ سامى منصور عن خطة منظمة العمل 
الدولية لإسراتيل. وكتب د. عبد الملك عودة عن رياح الثورة فى البحر الكاريبى: وكتب د. على الدين هلال ومالك جبر عن قضايا 
أورويا المعاصرة. ولجأت إلى الأصدقاء والأقارب؛ فكتب قريبى ابراهيم أمين غالى عن الدبلوماسية المصرية فى مفاوضات سعد 


١ 
۰ 
ما هى المشكلات التى صادفتك عند تنفيذ هذا المشروع؛ ومن هى الشخصبات أو الجهات التى‎ ! 


٤ 


لاف السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 5..؟ - المجلد “٠‏ 





Scanned by CamScanner 


د بطرس بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة - ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان - لقاء العدد 
وماكدونالد. ونشر لأول مرة خطابا أرسله سعد زغلول إلى عمى واصف غالى» وكان 
آخر لشهريات الأحداث. وياب ثالث لنشاط المنظمات الدولية. وكانت المجلة تنقسم إلى قسمين : قسم الدراسات التى تتضمن 
الهوامش. وقسم المقالات الخفيفة أو القصيرة. وهكذا صدر العدد الأول من مجلة "السياسة الدولية بالافتتاحية ومجموعة من 
الدراسات. ومجموعة من التقاريرء ومكتبة السياسة الدولية التى تتضمن تعليقا على أشهر الكتب؛ إلى جانب شهريات الأحدان, 
ونشاط المنظمات الدولية والوثائق الدولية. 


هناك باب لمكتبة السياسة الدولية. وبار 










إذن المجلة لم تتغير كثيرا فى تقسيماتها .. وكيف قوبل العدد الأول من المجلة؟ 


© لاقى العدد الأول نجاحا كبيرا رغم هجوم بعض النقاد عليه واتهامه بأنه عدد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية:؛ لأن الذى 
كتب المقال الأول هو د. بطرس غالىء والمقال الثانى د. عبد الملك عودة .. وكان هذأ هو الهجوم الوحيد على المجلة. وفيما عدا 
ذلك» نجح العدد الأول نجاحا عظيماء لأنه كان يتضمن مقالات لكبار الكتاب ووثائق نادرة تنشر لأول مرة. 


عرف عنك ارتباطك الشديد بمجلة السياسة الدولية. وظهر هذا الارتباط واضحا عندما تم اختيارك 
لمنصب وزير الدولة للشئون الخارجية؛ فكان شرطك الوحيد هو الاحتفاظ برئاسة تحرير مجلة 
السياسة الدولية .. كيف تم ذلك؟ 


٠ ۳ ° ۳‏ . ۹ - ۰ - °“ 
e . 5 9‏ البداية عن عدم قبول المنصب الوزارى على أساس أن لى مجموعة من المناصب الدوليةء فقد كنت 
8 ا .2 السياسة الدوليةء وعندئذ أكد ممدوح سالم أنه لا مانع لديه فى أن احتفظ بكافة هذه المناص. 
تصورردان هاده ٠‏ حت له 1 .- لة إلا تفاظ 3 ك َ 3 => 
ولکنني سر. ستحا حتفا بهدد المناصب, ن هدد المنظمات الدولية نصدر أحكاما 
الحربالباردةقد ودين المصرية. فمثلا إذا كانت مصر لا د تحترم اتفاقية العمل الدولية, فستقوم هيئة 

5 2 2 لخير ء في منظمة ١‏ الد لئةندا خطان ىه “i alls‏ 2 

د مت الأبواب أمام فى مة العمل الدولية بإرسال خطاب يشير إلى المخالفات التى صدرت من جانب 
72 الحكومة المصرية تجاه اتفاقية وافق- : د أن - 

د يه وافقت عليها مصرء وأنا بحكم منصبى لا أستطيع المشاركة فى 
الآممالمتحدةلتلعبي ذذلك. وهنا سالنى ممدوح سالم عن المنصب الذى أريد أن احتفظ به. فقلت هناك مجلة دورية 
دورا 5 ديافى تصدر كل ثلاثة أشهر ولا تتعارض مع منصب وزيرء لأنها مجلة علمية متخصصة. افق أل 

ساد احتفظ برئاسة تحريرها .. فوافق على الفور. وعندما تول . : ا 
ا وین ٠‏ وعندما توليت منصب وزير الدولة للشئون 
العلاقات الدولية. فى الخارجية. أرسلت خطابا إلى رئيس تحرير الأهرام أقول فيه ٠.1‏ . : 

iT 8 3‏ ۳ - إن رئيس الوزراء لا ماذ لدئه . 
تعرضت لهجوم عنيف من جانب بعض الصحفيين الذين قالوا 0 ly‏ 
قررتان تكونهى «اتقاضى راتبا من الأهرام»! وكانت صورة الشلا ی و یں یر کے اک ن أكون وزيرا 
القطلب الأوسين ال فی وا ن السا الدولية بلا مقابل مالى. لان ١‏ - جوم تادا خی 

: يتعارض مع العمل الوزارى الذى كلفت به. عبر أنه منصب شرفى لا 


حين كانت أمريكاقد 





حتى عندما توليت منصب أمين عام الأمم المتحدة واضطررت إلى ار » إصلاح الأممالمتحدة 
تستقيل من جميع مناصبك, لم تنقطع علاقتك بالسياسة الدولی ممکنإذاکے. : 
وواصلت اهتمامك بها وتوجيهها عن بعد .. كيف استطعت ٠1‏ - 0 : اليد ۶ردیس 
ذلك وسط مسئوليات منصبك الجسيمة؛ “عل أمريكى يؤمنبالتعددية 
© فى أحيان كثيرة: كنت أرسل وثائق متعلقة بالأمم المتحدة لكى تنشر فى السياسة إل ٠‏ - وبرسالة الأمم المتحدة 
كما كنت أرسل أيضا المقالات التى اكتبها للمجلات الاجنبية. واطي إر اة الدولية, 
اللغة العربية. أو بعض المحاضرات التى ألقيها بعد تغيير اللازم لكى تصبح مقالا. او - فين #عى ترجمة هذه المقالات إلى 
فى السياسة الدولية. وساعد على استمرار علاقتى بالسياسة الدولية الصداقة التى ا لكى يستمر نشر ا 
` ى #رئيس تحرير المجلة کا 


۲ ال .£ 0 


Scanned by CamScanner 





حوار . سوسن حسين 
الغزالىء بالود الذين يعملون فى المجلة سواء أحمد يوسف القرعى أو سوسن حسين أو نبية الأصفهانى. وكانت قنوات 
الاتصال مفتوحة دائما بينى ويينهم وكنت دائما على اتصال بهم لكى أعالج أو أوجه بعض الملاحظات. وخلال زياراتى للقاهرة, 
كنت أحرص على الاجتماع مع العاملين فى السياسة الدولية لكى أناقشهم فى سياسة عمل المجلة .. وكانت لفتة كريمة من 
المسئولين فى المجلة أن يقبلوا نصائحى أو توصياتى رغم أننى لم أكن انتمى إلى المجلة. 


قدمت السياسة الدولية على صفحاتها دراسات عديدة عن الأمم المتحدة والجبهات المتصارعة 
بداخلها ودوريها الحالى والمستقبلى على الساحة الدولية .. هل يمكن أن تعقد لنا مقارنة بين دور 
الأمم المتحدة فى الستينات» أى فى الأعوام الأولى من عمر المجلةء وبين دورها اليوم؟ 


© الفرق بين دور الأمم المتحدة فى الستينات ودورها اليوم هو أنها كانت فى الستينات تعمل فى إطار الحرب الباردة. وفى 
إطار مواجهة بين المعسكر الغربى والمعسكر الشرقى» وكان هناك دور لدول عدم الانحياز التى 
هقد تستردروسيا - رغم ضعفها - استطاعت أن تلعب فى أحيان كثيرة دورا توفيقيا بين الكتلتين المتنازعتين, 
قوتها القدمة:ت وفى أحيان أ< الدفاع عن مصا العالم الثالث. 

قوتها القديمة وتلع. فى احيان أخرى دور الدفاع عن مصالح دول العالم 


دورا صديداعلى أما اليوم؛ فقد انتهت الحرب الباردة وانتهت المواجهة بين الشمال والجنوب - المواجهة 

1 السياسية على الأقل - بانتهاء الأبارتهيد فى جنوب إفريقياء وبالتالى فقدت حركة عدم الانحياز 
المسوى الدولى دورهاء وانتقلنا من القطبية الثنائية إلى القطب الأوحدء واختلف دور الأمم المتحدة» فأصبحت 
منظمة خاضعة إلى حد كبير للعملاق الأمريكى. 





ولكنك رفضت هذا الخضوع عندما كنت سكرتيرا عاما للأمم المتحدة .. وربما هذا يفسر العداء 
الأمريكى القوى لإعادة ترشيحك مرة أخرى؟ 


على المعسكر الشيوعى بدليل أن الشيوعية انهارت, والإمبراطورية الشيوعية انهارت والدول التى كانت خاضعة للاتحاد 
السوفيتى استقلت والدول التابعة لمعاهدة حلف وارسو تخلصت من النفوذ السوفيتى. فمنذ ١۱۹۸ء‏ بدأ التسلط الأمريكى على 
ستعزز من دور الأمم المتحدة. وستساند شكلا من أشكال التعددية الدولية والديمقراطية فى « لا قائدةمن تدعيم 

قات 9 , 2 خنطا 5 خظطات EES E‏ و . - وت أل" م 5 به ei‏ 
الأمم المتتحدة تستطيع أن تلعب دورا جديدا بعد انتهاء الحرب الباردة» دورا قياديا فى 5 1 
العلاقات الدولية. وهنا وقع التصادم بينى وبين الولايات المتحدة: لأننى تصورت - وهذا خطأ كان على راس المجنمع 
منى - أن نهاية الحرب الباردة قد فتحت الباب أمام الأمم المتحدة لكى تلعب دورا جديدا فى الدولى قوة واحدة 
العلاقات الدولية .. بينما كانت الولايات المتحدة قد قررت أن تكون هى القطب الأوحدء وأن 
تكون الأمم المتحدة خاضعة لإرادتها. وبالتالى كان لا بد من اختيار أمين عام يكون متماشيا مع السياسة الأمريكية. 








وما هى رؤبتك لإمكانية إصلاح المنظمة الدولية؟ وهل يمكن أن يتم هذا الإصلاح فى المستقيل 
القردب؟ 


© فيما يتعلق بالأمل فى التغيير فى المستقبل القريب؛ هناك احتمالان؛ الأول أن يأتى رئيس جمهورية أمريكى يؤمن بالتعددية 
ويؤمن بالأمم المتحدة وبأهمية المنظمات الدولية. ويجب ألا ننسى أن الذى أنشأ عصبة الأمم المتحدة هو الرئيس الأمريكى 
ويلسون. والذى ساهم فى إنشاء الأمم المتحدة هو الرئيس الأمريكى روزفلت. وأستطيع أن أتصور قدوم رئيس أمريكى فى 
السنوات القادمة يستطيع أن يقنع الرأى العام بأنه من مصلحة الولايات المتحدة أن تلجأ فى سياساتها الخارجية إلى التعددية, 
وإلى المنظمات الدولية. فى الواقع أن الرأى العام الأمريكى لا يرتاح كثيرا إلى قيام الولايات المتحدة بدور البوليس الدولى؛ بل 
والاكثر من ذلك أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تلعب دور البوليس الدولى على المستوى العالمى: لأن هناك عشرات وعشرات 
من المنازعات الدولية 


ب ١اه‏ السباسسة الدولية العدد ١6١‏ يوليو 52.48 - المجلد ٤١٠‏ 


Scanned by CamScanner 


ڌ قوق | قاء ال 
و“يطلريين يطربن خالى الامين العام السابق للامم المتحدة - ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان - لقاء العدد 


هذا هو الاحتمال الأول ... أما الاحتمال الثانى فهو ظهور دولة كبرى فى السنوات القادمة مثل 
« الأزمةالتى تهربها الصين او الهند أو الاتحاد الأوروبى. وربما تسترد روسيا قدرتها القديمة وتلعب دورا جديدا على 
التو الدولى . حينئذ سننتقل من القطب الأوحد إلى التعددية القطبية وهذه التعددية الدولية هى | 





الجامعةالعربية PRR‏ 
a E‏ خطوة جديدة من أجل تدعيم الأمم المتحدة. ومن أجل تدعيم أى منظمة دولية عالمية قد تحل محل 

مرتبطة بالأزمة الح الام المتحدة. | 
نمريها الأمم المتحدة | 





هل تست تستطيع ا لمنظمات الإقليمية أن د تلعب دورا فى هذا الصدد؟ 
© لا .. المنظمات الدولية لا تستطيع أن تلعب دورا إلا إذا وجدت منظمة دولية عالمية. بمعنى آخرء المنظمات الإقليمية تعبر عن 
اللامركزية الدوليةء وتكون خاضعة للمنظمة الدولية وتعمل بتوجيهات منها. أما إذا كانت المنظمات الإقليمية مستقلة بعضها عن 
البعض الآخر دون وجود منظمة دولية عالمية تتولى الإشراف على هذه المنظمات الإقليمية. فسنقع حينئذ فى مشكلات متعددة. 
المنظمات الإقليمية تستطيع أن تلعب دورا بشرط أن يكون هذا الدور فى إطار عمل المنظمة الدولية العالمية. 


هل تستطيع أن تتصور قيام منظمة إقليمية فى العالم العربى تشارك فيها إسرائيل فى المستقبل؟ 


© هذا ممكن لو قامت الدولة الفلسطينية واستتب السلام فعلا. وإذا رجعنا إلى الاتفاقية المصرية - الإسرائيلية. فسنجد أن 
الهدف منها كان هو تحقيق الخطوة الأولى نحو السلام العادل والدائم فى المنطقةء ولم يتحقق هذا السلام حتى الآن. وإذا تحقق 
هذا السلام فسنستطيع أن نحقق التطبيع الحقيقى بين مصر وإسرائيل وبين الدول العربية وإسرائيل. وبالتالى لا مانع من 
اشتراك إسرائيل فى منظمات إقليمية أو فنية مشتركة بينها وبين الدول العربية 


وماذا بشأن الدور الذى يمكن أن تلعبه المنظمات الأهلية غير الحكومية 711.0.0.5 .. فهناك العديد | 
من الآمال المعقودة على هذه المنظمات؛ 


© لا شك فى أن اتات عر اوم بک أن تلعب دورا فى ديمقراطية العلاقات الدولية. وهنا أقول إننى قدمت فى ١1‏ 
ديسمير 555 أى قبل اء منصب الأمين العام للأمم المتحدة باسبوعين» وثيقة "أجندة للديمقراطية" وهى الوشقة الثالخة التى 
قدمتها. الوثيقة الأولى كانت أجندة للسلام ٠‏ والوثيقة الثانية كانت أجندة للتنميةء وفى هذه الوثيقة ذكرت أنه لا فائدة م٠‏ - 
الديمقراطية الوطنية إذا كان على رأس المجتمع الدولى قوة واحدة. وإذا لم توجد ديمقراطية ا 

ا 0 : : ٠‏ ا ر ك ا سس سه 
عالمية. بمعنى آخرء إذا وجد تنظيم دولى غير ديمقراطىء وإذا كانت العوللة غير خاذ ف اتا 2 
للديمقراطية. فكيف تعزز العولة الديمقراطية الوطنية؟ إن هناك تناقضا .. كيف ننار سسمع الدولى فقل 
بالديمقراطية على المستوى الوطنى ولا توجد ديمقراطية على المستوى العالمى؟ إذن لابد من الد لنقة فى فكرةالت: ۶ 
وجود ديمقراطية دولية؛ ولكى نحقق هذه الديمقراطية الدوليةء فلابد من تحقق خطوتين : : 

١ 5‏ لخطوة الأولى هى أن تكون الأمم المتحدة خاضعة للديمقراطية. أن تكون أكثر ديمقراطية مما الدولى 


هى عليه فى الوقت الحاضر. لك 


الخطوة الثانية أن تشترك فى اتخاذ القرارات المتعلقة بالعولة هيئات أخرى غير الهيئات الدى  ,‏ 
نستطيع أن نتصور اشتراك البرلمان: والحكم المحلى؛ ورؤساء بلديات المدن الكبرى 0 ود 
- با 


٠‏ أى إلى جانب الدولة. 
نتصور اشتراك المنظمات 
ولية وديمقراطية العولة 
وماذا عن جامعة الدول العربية؟ لقد أثرنا قضية إصلاح الجامعة العريية 

السياسة الدولية, وتحدثنا فى هذا الموضوع فى لقاعين من لقاءا فی أعداد كثيرة من محلة 


الأمين العام السابق والحالى للجامعة .. ما ا لسياسة الدولرة 1 
: القريب أو حتى لمتوسطلة فى رؤيتك لهذا الإصلاح وهل يمكن ۴ a‏ | 
ا 8 5 ِِ 1 
أ © فى الواقع أن الأزمة التى تمر بها الجامعة العربية مرتبطة بالازمة التى 


نمر بها الأمم المتحدة. لان أزمة الأمم المتحدة لها | 


۲ المحلد .4 اه 


56 اللسيءء ١1١١‏ هولنة 9 


Scanned by CamScanner 


3 


حوار : سوسن حسين 

تأثير مباشر أو غير مباشر على كافة المنظمات الدولية. سواء كانت منظمات دولية إقليمية أى منظمات دولية فنية أو منظمات 
دولية تجارية. الأمم المتحدة يُنظر إليها على أنها المنظمة الدولية المثالية. فإذا وجدت منظمة الأمم المتحدة نفسها فى أزمة وفقدت 1 
مصداقيتهاء فإن هذا يعنى فقدانا لمصداقية التنظيم الدولى نفسه. وبالتالى هذا يؤثر على كافة المنظمات الدولية. إن الجامعة ١‏ 
العربية ليست هى المنظمة الوحيدة التى تمر بأزمةء فهناك أيضا منظمة الوحدة الإفريقية, | 
ه توسعات الاتحاد «منظمة الدول الأمريكية .. عشرات من المنظمات الدولية التى تمر بأزمةء لأن المجتمع الدولى فقد 4 
الأوروبى لبي تكبيباة ”2 الثقة في تالجم ادوا دة ن ا الأولى#ولكن > في يابي- أن الجتشمع الفزلى 
سيجد نفسه»ء إن آجلا أو عاجلاء فى حاجة إلى منظمة دولية بسبب العولمةء سواء عن طريق 
كما تنصور إصلاح المنظمات الدولية القائمة: أو إنشاء منظمات دولية جديدة, إقليمية أو دولية» كهيئة العمل 
الدولى أو هيئة اليونسكو. وقد نتصور أيضا تنظيمات تربط بين قارتين أو أكثر. وأذكر أنه فى 
مارس عام ۱۹۷۷ء عقد هنا فى القاهرة لأول مرة مؤتمر عربى - إفريقىء وكانت أول قمة عربية - إفريقية تربط بين جامعة الدول 
العربية ومنظمة الوحدة الإفريقيةء ولكن للأسف لم يؤد ذلك إلى أية نتيجة. ومن الأمثلة الأخرى لمحاولات الترابط» نرى أن الاتحاد 
الأوروبى يحاول أن تكون له علاقات مع آسيا ومع العالم العربى وأمريكا اللاتينيةء وكلها محاولات لربط المنظمات الدولية 

الإقليمية بعضها ببعض. 





اا 111ص 





ما رأيك فى التوسعات التى حدثت فى الاتحاد الأوروبى .. وهل يعتبر ذلك مؤشرا على رغية 
| أوروبا فى أن تلعب دورا يناطح الدور الأمريكى على الساحة الدولية؟ 


© التوسعات ليست كبيرة كما نتصورء لأننا إذا نظرنا إلى الدول التى انضمتء سواء دول البلطيق أو دولة كالمجر. فسنجد 
أن هذه الدول لا يزيد عن سكانها على كذا مليون. الدولة الوحيدة التى سيكون لها وزن إذا انضمت هى تركياء لأن عدد سكانها 
٠‏ مليون نسمةء آما بقية الدول الأخرى التى انضمت: فلا يتعدى عدد سكانها عدد سكان حى من أحياء القاهرة. وبالتالى يبدو 
التوسع من الناحية الجغرافية كبيراء ولكنه محدود من الناحية السكانية. مثلا دولة مثل السويد أو النرويج تعدادها © أو ٦‏ 
ملايين. الدولة الوحيدة ذات التعداد الكبير هى بولنداء أما باقى الدول فيتراوح تعدادها بين 5 و ٦‏ ملايين. وبالتالى السؤال يجب 
١ )]|‏ ألا يكون عن التوسع: وإنما السؤال هو : هل سيستطيع الاتحاد الأوروبى التغلب على تناقضاته؟ هل سترحب الولايات المتحدة 
بهذا الاتحاد أم ستعرقل قيام الوحدة الأوروبية الحقيقية؟ بالطبع لها مصلحة فى عرقلة الوحدة الأوروبية الحقيقية. 


ا 


و 


N‏ لا أحد يعلم فى الواقع. حتى الآنء نجد أن الدول الأوروبية مازالت متمسكة بسيادتها وغير مستعدة للتنازل عن هذه السيادة 
أ بسبب اختلاف اللغة أو اختلاف التقاليد. بمعنى آخر, الاتحاد الأوروبى ليس لديه سياسة والاتعادالأوروبى لا 

| ا اه اتاو ا اتاك م اقتاد الول الاف هاب اقات سي اة عار کدی 

| فرنسية, سياسة خارجية المانية. سياسة خارجية إيطالية .. الخ بدليل انقسام اوروبا ف لملكسياسةخارجية 

١‏ موقفها من حرب العراق. فقد انقسمت أوروبا إلى دول أيدت الولايات المتحدة هى إسبانيا موحدة 

| وإنظاليا وانجكتزاء ودول عارشت الولآيات التحدة هى قزتساؤانائيا والى حد ما بلييكا. إذن سس سه 
دلت اا الان او ی سناسا کار 


ما هى الدول التى تتوقع أن یکون لها دور سیاسی قوی مستقبلا؛ 


© لا شك» كما ذكرت من قبل» أن الدول العملاقة القادمة هى الصين أولاء والعملاق الآخر هو الهند» وهذه الدول ستلعب دورا 

+ خطيرا فى السياسة الدوليةء وأيضا يجب ألا نقلل من احتمال استرداد روسيا لمكانتها القديمةء ويجب ألا ننسى أنه فى عام 

E‏ 7 كانت القوات الألمانية على أبواب موسكوء ودمرت كافة المدن الموجودة فى الاتحاد السوفيتى من ستالنجراد إلى ليننجراد 

إلى سان بترسبورج .. ومع ذلك وفى أقل من عشر سنوات» أصبحت روسيا دولة عظمىء ومن المحتمل أن تسترد روسيا بعد 

عشرة أو خمسة عشر عاما مكانتها وقوتهاء لأن لديها الإرادة السياسية لكى تلعب دورا فى سياسة العالم» كما أنها تتمتع 

| بموقع جيوبوليتيكى نادر يمتد من آسيا إلى أوروياء إلى جانب ثرواتها الطبيعية الضخمة. ولديها كفاءات نادرة غير موجودة فى 
أ اغلبية الدول الأخرى. 


- ۳ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲١.٠١‏ - المجلد ٤٠٠‏ 


Scanned by CamScanner 


درس لزنن غالي الافين القام السابق للامم المتحدة - ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان - لقاء العدد 
اهتمت السياسة الدولية فى أعدادها الأولى اهتماما كبيرا بأمريكا اللاتينية: ولكن هذا الاهتمام 
خف إلى حد كبير فى السنوات الأخيرة .. فهل تعتقد أن هذه القارة فقدت أهميتها على الصعير 
العالمى؟ 


© لا .. لم تفقد أهميتهاء فى رأيى. إن السياسة المصرية - عندما كنت مسئولا فى وزارة الخارجية - أولت اهتماما خاصا 
لأمريكا اللاتينية, لأن اهتمامى فى ذلك الوقت كان منصبا على قارتين هما أمريكا اللاتينية وإفريقيا. وقد ترجم هذا الاهتمام إلى 
أبحاث ودراسات ومقالات .. الخ. ولكن لا شك أن زيارة رئيس تحرير الأهرام إبراهيم نافع لدول أمريكا اللاتينية خطوة إيجابية 
س" لإحياء الاهتمام بهذه الدول مرة أخرى» وأنا حاليا أهتم بأمريكا اللاتينية من خلال رئاستى لمنظمة 
«العملافان القادمان الجنوب التى أنشأها الرئيس نيريرى ومقرها جنيف. وهذه المنظمة تجمع بين دول من أمريكا 
هما الصين والهند اللاتينية الكبرى مثل البرازيل والمكسيك» وبين دول آسيوية مثل الهند وإندونيسياء ودول إفريقية 
ههه مزل السنغال وتنزانيا وتحاول أن تنشط التعاون بين الجنوب والجنوب» أى بين أمريكا اللاتينية 
وإفريقيا وآسيا رغم أن هناك اختلافا جذريا بين دول الجنوب؛ فبعض دول الجنوب فى الواقع تنتمى إلى الشمال. دولة مثل 
اليابان تقترب أكثر من الدول الغربيةء دولة مثل كوريا .. ولكن هناك قاسما مشتركا أعظم بين دول الجنوبء هو الفقر.. فإلى 
جانب التقدم التكنولوجى الكبيرء هناك فقر كبير أيضاء فأغلبية سكان الصين. وأغلبية سكان الهندء وسكان الدول الإفريقية 
يعيشون فى مستوى فقر شديدء جنبا إلى جنب مع أقليات مثقفة لا تختلف كثيرا عن القيادات الموجودة فى العالم الغربى. 















ف ق ی و ف کک ن ی ن ی کیت ی ی مس نال 


© لا أهمية لهذا المد اليسارىء فهو موجود فى كافة الدول الفقيرة» حيث لابد من وجود فكر يسارى وآراء يسارية لمعالجة 
الفقر. وتضييق الهوة بين الأقلية الغنية والأغلبية الفقيرة فى هذه البلاد. 


7 دكا ا ا ت ج ا 


منذ صدور العدد الأول من مجلة السياسة الدولية, والصراع العردى, الإسرائيلى يحتل الجزء 
ا E‏ الأكبر من صفحاتها .. ما رأيك فيما يتردد من أن الصراع العربى - الإسرائيلى قد أصبح الصراع 
6 الفلسطينى - الإسرائيلى؟ ١‏ 


© ما زال الصراع صراعا عربيا - إسرائيليا ... فما زال هناك خلاف مع سوريا ذا سس 
ا يتعلق بالجولان: ومع لبنان فيما يتعلق بمزارع شبعا .. والخلاف الأكبر حول القدس الذى يهم ٠‏ جميعأخطاءالعالم 
۴ لخت E‏ دي E E‏ العربى وفشله تعلق على 
١‏ 5 5-9 شماعة کامب دیضد 
هل ستقوم دولة فلسطينية لها مقومات الاستمرار؟ س 


بس سسب 


الدولة الفلسطينية .. دولة فلسطينية تكون لها فرص النجاح؛ وليس غزة أولا وغزة أخيرا. E.‏ فى نيام 


ما رأيك فى الهجوم الذى مازال مستمرا على اتفاقيات كامن ديفن . . ۴ 
أفضل الحلول للتوصل إلى السلام الدائم فى المنطقة؛ > 2-2 حنى بعد أن ثبت أنها كانت 

© فى حديث لى على قناة الجزيرة. قلت إن جميع أخطاء العالم العربى وفشله تعلق على شماءة ى ۰ 
بين إيران والعراق كانت تسيب كامب كيفيد؟ هل الحزب الدائرة حالها في دأرقور .| ې © ديفيد .. هل الحرب 
الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب يعود إلى كامب ديفيد؟ هذا غير صحيح ودليل على الة <اء” ديفيد؟ هل الخلاف حول 
الذى يحاول بقدر الامكان إيجاد مبرر لفشله :فى الماقدئ: كنا فقيل الامنتعمار وتملق ا السبائك فى العالم الغربى 
انتهى الاستعمار نقول كامب ديفيد .. ويعد ذلك سنقول التمييز العنصرى ضد العالم ال ر على شماعة الاستعمار, وعندما 
شماعة أخرى لكى نبرر تخلفنا وفشلنا . وفى رأيى أن التخلف موجود فى العقل | کن الا شم الا ریپ 
الاجتماعية. ف وليس فى النواحى الاقتصادية أو 


918 2 المجلد‎ = Ten lia (I nN + 


Scanned by CamScanner 


as a ea ا االل‎ 


E zi RE 


ا 


ص 
ر 


r SEE EEE 





خان شوش ج 


| فى الختام» نسالك عن رأيك فى أداء السياسة الدولية خلال أعوامها الأربعين .. وبماذا تنصح؛ 
259 د بعين .. وب 
® فى مجموعه أداء طيب» ولكن لى بعض الملاحظات الفنية سأذكرها للمسئولين فى المجلة. حتى تستطيع المجلة أن تكون 
: نفس مستوى مثيلاتها من المجلات الأجنبية. وفيما يتعلق بالملضمون» على السياسة الدولية أن 
واللخلفموجودفى ‏ تتخلص من الأسلوب التقليدى فى معالجة المشكلات الدوليةء وأن تهتم بشكل أكبر بالمشكلة 
ا - 2 aE‏ - الى ٠.‏ _- 7 | = 1 : 
الفقل السريى وليقن ا اچ وهى العولمة .. عولمة فى الأوضاع الاقتصادية؛ عولمة فى مشاكل البيئة» عولة 
لعفل العردٍ لإرهاب» عولمة تجارة المخدرات .. وبالتالى يجب ألا تركز المجلات المتخصصة - مثل السياسة 
فىالنواحى الدولية - على العلاقات أو المنازعات بين دولتين أو أكثرء أو العلاقات بين المنظمات الدولية 
الاق“ ادي ةأو ومشكلاتهاء بل يجب أن تهتم بهذه الظاهرة الجديدة التى تحتاج إلى عشرات البحوث 
2 والدراسات» ولیست هناك عولمة واحدة؛ بل عشرات الأنواع من العولمة : عولمة الفكر. عولة 
الاجتماعية الإعلام» عوللة الاتصالات, عولمة الاقتصاد .. الخ .. الخ .. وقد ظهرت مجلات متخصصة جديدة 
سه تعالج العولة فقط. 





| | هل تستطيع هذه المجلات المتخصصة التأثير على سياسات الدول والحكومات؟ 
a‏ 


© على الأقل تساعد الرأى العام أو الحكومات على إدراك الظاهرة الجديدة التى يجب أن تؤخذ فى الحسبان. فعادةء نجد أن 


الحكومات مازالت تفكر وفقا للأسلوب القديم» أى العلاقات الثنائية والخلافات الثنائيةء أو العلاقات داخل منظمة إقليمية أو | 


دولية .. ولكنها لا تعطى الأهمية الكافية لمشاكل العولةء التى إن لم تشارك فى معالجتهاء فسوف تفرض عليها قواعد العولة من 
قبل مجموعة ضئيلة من الدول الكبرى. وبالتالى لو اهتمت مجلة السياسة الدولية بمعالجة قضايا العولمةء فحينئذ قد تساعد 
الرأى العام العر بى على إدراك ضرورة التخلص من الانغلاق الفكرىء والانفتاح على العالم الخارجى إذا أراد أن يساهم فى 
العولة. 


5٠ المجلد‎ - ٠٠٠٠ يوليو‎ ١7١ السياسة الدولية العدد‎ ١8 


Scanned by CamScanner 


فى ل 





28 


EES 


ہسیپ س سی 
ETDS‏ 


TERETE REISE 


EERIE 1 


الغرى الكونى والشرقالخثرة: 
لفان بن الان السار 


مرت إشكالية الحضارات ١‏ 


والتفاعل بينها بدورة كاملة من 
الجدل العالمى العنيف. وتحولت 
المناقشة من دعاوى صراع 
الحضارات إلى دعوة حوار 
الحضارات» حتى وصلنا فى 
الوقت الراهن إلى مرحلة 
چن کر ا ن 
بين الثقافات» وقد برز موضوع 
الحضارات منذ عام ١‏ بعل 
سقوط الاتحاد السوفيتى 
والكتلة الاشتراكية وانهيار 
النظام الثنائى القطبية الذى 
دار فى جنباته الصراع 
الأبديولوجى الحاد بين 


الرأسمالية والشيوعية. ٠‏ 





وظهر نوع من أنواع الصراع الأيديولوجى بعد سقوط النماذج القديمة فى 
العلاقات الدولية والسياسية والاقتصاد والاجتماع. 


ودار صراع فكرى سيسى بين اتجاهين: الأول: يزعم أن صراع 
الحضارات سيكون هو البديل للصراع الأيديولوجى الذى ساد طوال القرن 
العشرينء والثانى يدعو للحوار بين الحضارات فى ضوء العولمة التى غيرت من 
شروط هذا الحوار وطريقة تنفيذه. 


وقد ساد الاتجاة الثانى إلى حد كبين بعد المبادرة الجسور الرئيس محمد 
ل المتحدة ودعوته إلى حوار الح اوو ا الجمعدة 
مة للأمم المتحدة فى عام ٠۹۹۸‏ قرارا بالإجماع بأن يكو. a e‏ 
خا ا وا او بي 


عقدت ندوات شتى تحت إشراذ 0 نسكو حول 
الحضارات» أبرزها الؤتمر الذى نظمته اليونسكو فى ليتوانيا و۶ 8 0-5 
0 نوكن اكه فليا کی ا آلےے ےو ا 
e,‏ رة فى القرن دی 


كما أن اإيران مادورت تت 
ن إيران بادرت بتنظيم حوارات أ ا 2 5 
واليونانية والرومانية والمصرية. سد بد القديمة: الفارسية 


غير أن تتبعى الدقيق للخطاي الذ له 
1 د Ge‏ 3 5 الفكرى لحوا ١‏ ِ 5 =± . 
ووضوح عن آن هذا الحوار يفتق حتى الآن إلى oR‏ كشف لى بجلاء 
وأجندة الموضوعات التى يقيقى إن يزور ےر "ا 4ع محدد فرؤية واضحة 
ل 

لكل ذلك» 1 5 5 

ومن واقع دراساتى المنشي ۾ 0 

و ا ی ای و ای ےی ی و 
لحضار افترح منهجا ورؤية لهذا ا ف ا أؤصل لحوار 
2 كدده بحث محددة:؛ 


( «) مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتىحىة 


ا الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


٤. يوليو 6 المجلد‎ ١ 


ا 


ا 


Saa ce taama a meman 


السيد يسين 
تركز على بحث الإشكاليات المعرفية والمشكلات الواقعية التي ستواجه الإنسانية فى القرن الحادى والعشرين. 


١‏ موف المعرفية تم تحديدها فى مؤتمر "حو ارات القرن الحادى والعشرين” الذى عقدته هيئة اليونسكو من 
سنوات. والمشكلات الواقعية حددها بشكل علمى تقرير 'حالة المستقبل" الذى أصدره عام 1495 المشروع الألفى الز 
تقوم به جامعة الأمم المتحدة فى طوكيو. 7 

العولمة وحوار الحضارات : 


خين تلقيت الدعوة من هينة اليونسكو للاشتراك فى المؤتم الدولى عن " حوار المضازات" الذى عقد فى فيلينوس 
عاصمة جمهورية ليتوانيا فى الفترة من ۲٢‏ الى ۲۷ أبريل ١۲۰۰ء‏ لم أتردد فى قبول الدعوةء وقبلت تكليفى بإعداد بحث 


ویرد ل المؤتمر والاشتر اك فی مناقشاته الى أننى اهتممت مبكراء منذ عقد كامل» بموضوع حوار 
0 ان حضرت مؤتمرا دوليا عقد فى لشيونة كان موضوعه " أورويا والعالم , وكان ذلك فى سبتمبر عام 

وقد نشرت بحثا عقب حضورى هذا المؤتمر بعنوان "حوار الحضارات فى عالم متغير" قلت فيه "بعد الأحداث الهائلة 
التى تسارعت منذ عام ١5/85‏ الذى كان نقطة تحول فى القرن العشرين. ستتغير ظروف الحوار بين الحضارات 
وتطبيقاته بصورة جذرية فى ظل ما بعد الحداثة" كاسلوب جديد فى التفكير: وتعمق الكونية (العولة)» وانتشار العلاقات 
الدولية المتعددة الأطراف, وأبرزها التكتلات الاقليمية وإحياء القومية". 

واس هذا التنيؤ المبكر بما انطوى عليه من اشارات, وان كانت موجزة حقا لأهم العوامل السياسية 
والاقتصادية والثقافية التى ستشكل المشهد العالمى فى القرن الحادى والعشرينء قد أثبتت صدقه أحداث العقد الماضى 
) ۰-.۰۰). 
ثنائى القطبية ساده الصراع الأيديولوجى الضارى بين الرأسمالية والشيوعيةء والثانية تتمثل فى الحوار فى عالم ما بعد 
الحداثةء وان كان أفضل أن نقول عالم العولمةء فمعنى ذلك أن كل مرحلة من هاتين المرحلتين كانت تثير اسئلة مختلفة 

شروط الحوار وتنفيذه : 

فى مؤتمر لشيونة (199), قدم الباحث رولاند دراير بحثا عن حوار الحضارات من ۹ حتى 9 وأنهى بحثه 
باثارة الاسئلة المتعلقة بشروط وتنفيذ الحوار. ولما كنا ما زلنا فى مرحلة طرح الأسئلة الرئيسية الخاصة بحوار 
طرحها مؤتمر فد فيلينوس (۲۰۰۱)»لنعرف الفرق بين أسئلة مؤتمر لشبونة. حيث كانت العولة -كظاهرة مازالت فى 
البداية- تشق طريقهاء لتصبح الآن بعد عشر سنوات الظاهرة الرئيسية التى تملأ الدنيا وتشغل الناس. ويصبح السؤال: 
هل أثرت العولة فى وضعها الراهن على طريقة صياغة الأسئلة الخاصة بحوار الحضارات؟ 

- هل تساند التغيرات السياسية الهائلة فى أورويا الشرقية وما أحدثته من صدى دولى كبير للحوار الحضارى بين 
أوروبا والعالم والسعى نحو الحريات - الديمقراطية فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية؟ 

ت هل الحوار المتكافئ والمتبادل بين | لحضارة الأوروبية العلمية والتكنولوجية والد 3 ارات التقليدية للعالم الثالث 
ممكن؟ 
- هل تعبر القيم العلمية والتكنولوجية عن حضارة عالميةء أم أنها تعكس تقنينا لحضارة واحدة؟ 
- الى أى مدى تعتبر القيم المتضمنة فى البيان العالمى لحقوق الانسان جزءا من حضارة عالمية؟ 


- ۷ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 7٠.5‏ - المجلد :4 


Scanned by CamScanner 


الغرب الكونى والشرق المتفرد : الحضارات بين الصراع والحوار 
ما بالذ بة لتنفيذ الحوار بين الحضارات»: فإن دراير يثير الأسئلة التالية : 
- هل تنفيذ الحوار بين الحضارات يتطلب تعريفا عالميا متفقا عليه عن ماهية الحضارة؟ 
- كيف يمكن التوفيق بين وجود كيانات حضارية كبيرة (من الناحية الجغرافية) وأقاليم حضارية فرعية دون الإشار: 
الى التقسيم التقليدى والمثير للجدل بين ما يسمى الثقافات الوطنية؟ 
- هل الاتصال بين الحضارات أمر مرغوب فيه؟ وما هى حدوده؟ 
- ما هى الخطوات الملموسة أو الواقعية التى يجب اتخاذها لضمان التكامل المتبادل الأفضل للقيم الحضارية 
أسئلة مؤتمر فيلينوس: 
طرح مؤتمر فيلينوس الذى عقد عام 2٠١١‏ طائفة من الأسئلة لم تكن مثارة عام ۱۹۹۰ء حين طرح رولاند دراير أسئلت 
المثيرة للتامل: وذلك لسبب بسيط منؤداه ان مرور عقد كامل شهد سيادة ظاهرة الغؤلة يكل تجلياتها السياسية 
والاقتصادية والثقافية» كان من شأنه اعادة صياغة الأسئلة القديمة وطرح أسئلة مستحدثة. 
ويظهر ذلك جلیا ى ورش العمل الست التى انقسم اليها المؤتمر وهى : المعرفة المتبادلة والتفاعل؛ العولمة والتنوع 
الثقافىء الهويات المتعددة والقيم المشتركةء التجارة والعلم والمبادلات الثقافيةء مسألة الآخرء ومفاهيم الحضارة فى القرن 
الحادى والعشرين . 
شروط الحوار بين الحضارات : 
ة 9 كانت العولمةء بكل تجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافيةء ستؤثر على شكل ومضمون واتجاهات الحوار بين 
٠‏ ا فإن علينا أن نناهقن شروط هذا الحوار التى طرحها فى سلسلة من الأسئلة المهمة رولاند دراير فى بحثه 
لمهم الذى قدمه فى مؤتمر أوروبا- العالم فى لشبونة. 
السؤال الأول هو: هل تساند التغيرات السياسية الهائلة ة فحة E a‏ 
ا افونا الها 555 | فى أوروبا الشرقية وما أحدثته من صدى دولى كبير للحوار 
رى بين 'ورويا والعالم والسعى نحو الحريات ‏ الديمقراطية فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية؟ 
ااال ك م عام.1994 أثبتت خبرة العقد الماد : : 
إن ' ی صيغ عام ۱۹ انبتت حبرة العقد الماضى صدق حدس الباحث 2 ب 
لا شك فيه أن انهيار الاتحاد السوفيتى وزوال الكتلة الاشتراكية بعد التحولات العمىةة lr‏ 8 الضوعة هيما 
لدولها والبنية الاقتصادية لمجتمعاتهاء قد فتح الطريق واسعا وعريضا أمام تحولات ديمقراطية نت فى النظم السياسية 
مستوى الغالم أجمع. مغراطية كبرى داخل أوروباء وعلى 
لقد ترافقت هذه الأحداث النهاية الفعلية للقرن العشرىن الذ 1 12 2 2 
م 9 2 لعشرين الذى سادته ل a‏ 
السياسى المنظم للشعوب والإلغاء الفعلى للمجتمع المدنى بكل ما كان ر را وای شی ادم خلن اناس اتشر 
السشياسية الراهتة: ولاشك أن التغير ات التى حدثت قو الانعاد اتويت را رو النظم 
السقوط النهائى لتراث النظم الشمولية. ومن ناحية أخرىء» بدأت معركة ال: کا يه كانت إعلانا مدويا عن 
آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تحارب آخر معاركها. > تمد النظم السلطوية التى مازالت فى 
ولیس و و التيمقراطية والتمدنية واحترام حقوق الإتضان اصتيمن بن فى ب 
النظر عما يحيط بكل ر ل القيم E E‏ معرفية ومشكلات واقعرة فهل 6 شعارات العولة بغض 
تمثل ذ قزاطا القربةة آ أن ستاك حعوات لضاعه د د اي ا این 
يتمثل فى الديمقراطية الغربية؟ أم أن دعو + ادج أخرى آل 1 .اع وحيد للديمقراطية 


الخصوصية الثقافية لحضارات بعينها مثل الشورى الإسلامية؟ وهل يى أ ممقراطية تحمل فى طياتها بصمات 
التكامل الإقليمى للدول لو صعدت بعض التيارات السياسية دعواتها ا بالتعددية الثقافية الى قاط على 


07 ود لنت “انيد اد د د 
الذاتى؟ وكيف يمكن حل التعارض الممكن فى حقوق الإنسان بين العالمية وال: ل مدي الثقافية لكى تطاب بالحكم 


السداسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 5٠١.5‏ - المجلد ٤٠١‏ ج - 


Scanned by CamScanner 


وبغض النظر عن هذه الإشكاليات المعرفية والمشكلات الواقعية, 
فمما لاشك فيه أن الديمقراطية: نظرية وممارسة, أصحت 1 
الموضوعات المهمة الداخلة فى صميم حوار الحضارات» ويشهد على 
ذلك نمو وتصاعد الجهود الفكرية فى مختلف القارات فى مجال 
تأصيل نظرية الديمقراطية وإبراز أنماطها المتعددة وتحليل 
إشكالياتها والتصدى بإيجابية لتذليل العقبات أمام تطورها. ولو 
رصدنا كم لكب والمجلات التى صدرت فى العالم فى العقد الأخير 
لعالجة وشنو الديمقراطية لأدركنا أنه يكاد يكون الموضوع الأول 
الذى شغل عشرات الباحثين والمفكرين, وإن أضفنا إلى هذه الحركة 
الفكرية العالمية الجهود العملية فى كثير من المجتمعات لإحداء تقال 
المجتمع المدنى.حيث نشأت جمعيات تطوعية ا تهة 
التنمية البشرية -لأدركنا أننا فى خضم الموجة الثالثة للديمقراطدة” 
كما عبر عنها المفكر السياسى الأمريكى صمويل هنتنجتون- بأنها 
"مجموعة من التحولات التى تشكل مرحلة انتقالية مختلفة للانتقال 
من النظم الديمقراطية إلى الديمقراطية". 


وهكذا يتضح ك التحولات الكعبرى التى حدثت فى أورويا عقب 
انهيار الاتحاد السوفيتىء وسقوط الكتلة الاشتراكية, ساعدت على 
انتشار الموجة الثالثة للديمقراطية. 


إشكاليات الحضارة العامة : 


هناك مؤشرات ثقافية متعددة تشير إلى أننا بصدد تشكل 
حضارة عالمية, ولیس هناك من شك فی أن تصاعد موجات العولةء 
بتأثير تعمق آثار الثورة الاتصالية الكبرى التى تعتبر شبكة الإنترنت 
هی رمزها البارزء أسهم فى بلورة عديد من ملامح هذه الحضارة 
العالمية البازغةء التى تعتمد اعتمادا أساسيا على الثورة العلمية 
والتكنولوجية التى قامت منذ عقود فى عدة بلاد صناعية متقدمة, 
وساعدتها على الانتقال بكفاءة من المجتمع الصناعى إلى مجتمع 
المعلومات العالمى والذى يتحول- ببطء وإن كان بثبات- إلى مجتمع 
المعرفة. 

وهذه الحضارة العالمية تثير فى الواقع إشكاليات متعددة. ولعل 
أول الأسئلة المطروحة بشأن شروط حوار الحضارات فى هذا المجال 
هو: هل الحوار المتكافئ والمتبادل بين الحضارة الأورويية العلمية 
والتكنولوجية والحضارات التقليدية للعالم الثالث ممكن؟ 


ولكنه ضرورى. بل إنه- بناء على استقراء الشواهد الواقعية- قائم 


السيد يسين 
حقوق الإنسان تجسد القيم الأساسية 
للحضارات البشرر نة 





















مهما اختلف الناس, فإن جميع الثقافات تعتنق 
مبادئ مشتركة معينة: فما من ثقافة تتسامج مع 
استغلال البشرءوما من ديانة تسم ح بقتل الأبرياء, 
ومامن حضارة تقبل العنف والهول. 
النعذيببفيض للضميرالإنسانى.الوحشية 
والفسوة مروعنان فى كل عرف وناموس. 
وبالاختصار فإنهذهالمبادئالمشتركة؛ التى 
تنشارك فيها كل الحضارات: تعكس صورة حقوقنا 
الإنسانيةالأساسية. وهى الحقوق التى يثمنها 
عاليا؛ وينعلق بها؛ كل إنسان فى كل مكان. 
لذا.فإن النسبية الثقافية يجب الاتستخدم 
كذريمة لاننهاك حقوقالإنسان.يماأنهذه 
الحقوق تجسد أعمق قيم الحضارات البشرية 
جذرية. فالإعلان العالمى لحقوق الإنسان مقتضى 
وجوده عالميا ينطبق على الشرق والغرب معا. 
وينسجم مع كل إيمان ودين. والتقصيرعن احترام 
حموقناالإنسانيةلايؤدىإلا إلى تقويض 
إنسانيتنا. 
فلنعمل على ألاندمرهذه الحقيقة الجوهرية 
لأنناء إنفعلناذلك فلنيجد الضعفاءمكانا 
يلجأون إليه. 





شيرين عبادى - امحامية الايرانية 
الحائرة على جائزة نوبل للسلام عام ٠٠١١‏ 
نقلا عن تقرير التنمية البشرية لعام ٠٠١:‏ 


فعلا منذ عقود طويلة؛ ذلك أن ممثلى الحضارات التقليدية من الساسة والمفكرين أدركوا منذ زمن أنه لا يمكن لهم أن 
يخرجوا من دائرة التخلف والدخول فى عالم التقدم الإنسانى بكل ميادينه إلا باقتباس عديد من القيم والمؤسسات 


والإنجازات التى حققتها الحضارة الأوروبية العلمية والتكنولوجية. 


ولم يمنع من دوام عملية الاقتباس "المناظرات" الكبرى التى دارت بين المحافظين فى الحضارات التقليدية والمجددين؛ 
التقليدية. دارت هذه المناظرات فى العالم العربى والعالم الإسلامى على اتساعه باسم الخصوصية الثقافية العربية 


ا 


Scanned by CamScanner 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠.١‏ - المجلد ٤١‏ 


الغرب الكونى والشرق المتفرد : الحضارات بين الصراع والحوار 

والإسلامية كما دارت فى آسيا -وفى اليابان على وجه الخصوص- بين ES‏ 3 ا 0 ودعاز 
التجديد الذين دعوا إلى عملية اقتباس واسعة من الحضارة الغرة و ادن نسي م 0 د بان علميا 
وتكنولوجياء بحيث أصبحت فى مقدمة الدول الصناعية والتكنولوجية الرائدة فى دريو > ان يار المحافظ قر 
هزم تاريخياء غير أننا فى العالم العربى مازلنا نضيع وقتنا فى هذه المناظرات العقيمة: لأننا لم نستطع- لأسبار 
سياسية وثقافية متعددة- أن نعبر عتبة التخلف» وأن نحلق فى آفاق التقدم. 

الحوار إذن دائر منذ زمن بين الحضارة العلمية والتكنولوجية والحضارات التقليدية. ولكن: هل هو حوار متكافئ أم 
لا؟ الإجابة أنه لا يمكن أن يكون متكافئاء ذلك أن الحضارة العلمية والتكنولوجية فى مركز القوة» وهى صاعدة بقوة الدفم 
التى استمدتها منذ قرون حين قامت الثورة الصناعية فى أورويا التى شيدت على أساسها مجتمعات صناعية أثرن 
کا عميقا فى أنساق القيم واتجاهات الناس وسلوكهم الاجتماعى. وذلك اعتمادا على قيم الحداثة الغربية التى تتمثل 
على ما يمكن قياسه؛ والابتعاد عن أنماط التفكير الأسطورى والغيبى. غير أن الحضارات التقليدية مازالت فى غالبيتها 
العظمى غارقة فى أنماط التفكير غير العلميةء وكثير من الأقطار الواقعة فى دائرتها تسودها نظم شمولية وسلطوية غير 
ديمقراطيةء ويالتالى هناك حواجز عديدة أمام حرية التفكير والتعبير. وحتى بالنسبة للدول الشمولية والسلطوية من بينها 
0 نجحت فى اقتحام ميادين العلم والتكنولوجيا الحديثة فهى لم تستطع تسخيرها للقيام بالتنمية البشرية المتكاملة 

يجة دخول هذه النظم فى حروب عقيمة مع جيرانها أو لانغماسها فى حروب أهلية نتيجة ضيق الأفق السياسى 

وانسداد طرق التعبير الديمقراطى. 

وهناك سؤال آخر: هل تعبر القيم العلمية والتكنولوجية عن حضارة عالمية أم أنها تعكس تقنينا لحضارة واحدة؟ 

وفى تقديرنا أن القيم العلمية والتكنولوجية أصبحت فى الواقع تعبر عن حضارة عالمية» وهى ان نبعث أساسا فى 
rs‏ الغربيةء فعلينا آلا ننسى أن هذه الحضارة هى حضارة إنسانية سبق لها أن أخذت من حضارات سابفة 

- وآهمها على وجه الإطلاق الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإسلامية فى عصرها الذهبى, أيام كانت هنتدة 

للعلم بكل فروعه؛ ورائدة فى علوم الطبيعة والكيمياء والفلك. ١‏ 


ويبقى سؤال أخير: الى أى مدى تعتبر القيم المتضمنة فى البيان العالمى لحقوق الإنسان جزءا من حضارة عالمية؟ 


والإجابة أن قيم حقوق الإنسان أصبحت بالفعل- نحن ف , بدابئة الق ٠‏ = عق 
يم مع ونحن فى بداية القرن الحادى والعشري:- عو ا 
عالميةء وذلك بغض النظر عن المناظرات القائمة فى هذا المجال بين العالمية والخصوصية فى حة a e‏ 3 
إجماعا على أن غالبية القيم» التى وردت فى الإعلان العا مى لحقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق الت باه A‏ 
الواقع عن ضمير عالمى سائد, وتبقى مجموعة صغيرة من القيم يدور النقاذ زر ين 
ا 5 د - ع يكين لاض سولها على أساين اذا قزم او 
الواقع برغم الادعاء أنها قيم عالمية. قيم آوروبية فى 
إشكاليات معرفية ومشكلات واقعية : 


إذا كنا طرخنا من قبل مجموغة مترابطة من الأسظة تتعاق بشروط الحواز بين الم 1 . . 1 
بتجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية» فإنه من المهم أن نتعرض لكيفية تنفيذ الحوا يم تيرك لكي" 
2 ربد ضارات. 
ولعل أول الأسئلة المطروحة هو: هل تنفيذ الحوار بين الحضارات يتطلى : 
الحضارة: والإجابة هى نعم بالتأكيد وإن كان ينبغى القول إن التفرقة القدى 
مفهوم واسع للحضارة. 


وإذا كنا اهتممنا بأهم و المعرفية فى حوار الحضارات. وهى إشكالية تى رن 
الثقافة, فإنه- فى مجال تنفيذ حوار الحضارات- يثار سؤال مهم: هل يمثل 2.0 ريف الحضارة والتفرقة بينها وبين 
مدى يجب أن تكون الثقافة الشعبية جزءا من الحوار؟ فون الحوار بين الحضار ات؟ وإلى أى 
والواقع أن هذا السؤال بالغ الأهمية؛ ذلك لأن المثقفين عادة ما ريتى . 
ثقافة الشعبية. وقد أثبتت دراسات التحلط ا ٠‏ #فتعون بما يطلق عليه 'الثزادة ٠‏ .؛ .. 
حد كبير الثقافة الشعبية. وقد أثبتت دراسات التحليل الثقافى الحديثة الأهمية ا يطلق e‏ العالمية' ويتجاهلون إلى 
١‏ نبيا > وتأثيرها الحاسم 


- عالميا متفقا عليه على ماهية 
به“ بين الحضارة والثقافة تسقط فى إطار 


As‏ العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠.٠.١‏ - المجلد ٤١‏ وا 


Scanned by CamScanner 


CaaS OA 


السيد يسين 

فى تشكيل الوعى الاجتماعى وفى صناعة العقل الشعبى. 
ومن هنا يمكن القول إنه لا ينبغي أن يقتصر الحوار بين الحضارات على المثقفين: بل لابد أن يشارك فيه ممثلون 
للثقافات الشعبية بمختلف تياراتها؛ ذلك أننا نعرف جميعا أنه فى عدد من المجتمعات المعاصرة تسود ظاهرة "الانفص) 
الثقافى". ونعنى بها الفجوة المعرفية والفكرية بين النخبة والجماهيرء ناهيك عن الاختلافات العميقة فى الحساسية الفندة 
والأذواق والاتجاهات الجمالية. ١‏ 00 


1 إذا تا سق ال آخر: هل الاتصال ما بين الحضارات أمر مرغوب فيه؟ وما هى حدود؟ه فإن الإجابة لدينا أنه ما من 
شك إذا وه فى الاعتبار الستزاع الحاد على جبهة المجتمع العالمى بين الدول والملل والأعراق والأقليات, فإن الحوار 
بين الحضارات أاضحى عملية ضرورية تهدف فى المقام الأول إلى التعريف بالذوات الحضاريةء والتعرف على الآخر 
أ 3 لختلف حضاريا من خلال عملية مدروسة لإسقاط الصور | د لنمطية الجامدةء سواء عن الذات أو عن الآخر. 


وفى هذا المجال: ليست هناك حدود لحوار الحضارات؛ ذلك أن الأمل هو التوصل فى النهاية إلى الاتفاق على صياغة 
مجموعة متناسقة من القيم العالمية التى تأخذ فى اعتبارها التنوع الإنسانى الخلاق فى الوقت الذى تسعى فيه إلى 
التركيز على القواسم المشتركة بين حضارات العالم جميعا. 

ومما لاشك فيه آن الثورة الاتصالية الكبرىء التى يتعمق مجراها منذ عقود أدت إلى توسيع نطاق الاتصال 
الإنسانى بغير حدود» بحيث يمكن القول إنها تمثل فى الواقع البنية التحتية التى ستساعد فى النهاية على تخليق 
حضارة عالمية تقوم بدورها فى تقليل المسافات بين البشرء وتعمل على تعميق التفاعل الإنسانى. 

وإذا أردنا أن نلخص أخيرا الموقف العالمى الراهن بالنسبة لإشكالية الحضارة بين الصراع والحوارء لقلنا إننا على 
أعتاب بزوغ نظرية جديدة هى التعايش بين الثقافات: على أساس إننا فى الواقع نعيش فى ظل حضارة واحدة. 


- 1 - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 5..؟ -- المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





ا وس :جا ا 





5 وكذا الأمر لو أردنا إدراك مغزى 'الصعود السلمى" للصين منذ تولى الجيل ||| 
52 الرابع قيادة الحزب والدولة حول الرئيس هوجينتاوء وكذا لو بدا الرصد منذ 
من الأرقام » عندما أعلن دنج هسياوينج» كبير قادة الصين بعد الرئيس ماوء السياسة 

الى الفلسفة , من الاقتصادية الجديدة. بعض الأرقام على تنوعها تعين بادئ ذى بدء. 
الت | فى عام ٠۲٠٠۶‏ بلغ الناتج القومى للصين ١15٠١‏ بليون دولارء بزيادة 5 , 4/ عن 
لتنمية الى العام السابقء بحيث أصبحت الصين سادس أكبر اقتصاد فى العالم» بعد أن 
الأيدية ارة ا كانت فى مؤخرة الدول النامية قبل 55 . وكذا أصبحت الصين ثالث أكبر دولة 
المداخا لحادلة تجارية فى العالم؛ إذ ارتفعت تجارتها الخارجية بنسبة ,7/50 , أى أكثر من رقم 
خل لمحاو الولايات المتحدة الذى بلغ ألفا ومائة بليون دولار. وأخيرا » وليس آخراء بلغ نصيب 
رصد وتقيد الصين من النمو الاقتصادى العالمى ۰ عام ۲۰۰٤‏ . الموضوع اتا س 
E‏ تعبئة مئات الملايين من الأيدى العاملة فى مجالات الانتا آل اروا بكثور 
مسدرة الصين والمعاملات التجارية . أرسلت الصين أكثر من oa ٠۸٠‏ ات < 
الطودلة مذذ إنشاء درجات الدكتوراه فى العلوم المتقدمة فى الولايات المتحدة وعش ان 5١‏ ل على 
3 3 المراكز العلمية والبحثية المتقدمة فى أورويا خلال السنوا اله ا لاقن اذى 
جمهوردة الصين أخبرتنا الاحصاءات الدقيقة من المصادر الغربية ا 5 لبد - 
E‏ ظروفا ممتازة للسكن والعمل والبحث المتقدم والإسهاء ليم اريك وان 
٩۹‏ نتسع والتكنولوجياء وكذا رفع مستوى الذكاء الانتاجى ی و مخطت العلوم 
0 ۹ د و قت | - . 
للعديد من ۱ عليكا جريدة وول س يت جورنال" قامات الات القومى» وقد 
1 أربعة أضعاف الولايات المتحدة أصين تقوم بتخريج مايسا 

الخبارات حسب ا أكلايات التحدة من المهندسين , ويل ي" “ريي 5 
كار 5 0 خريجى الولايات المتحدة: ٠‏ أ ٠‏ عد خريجى اليابان الى 
الأولويات RS Ê‏ وول ستريت جورنال”", FF ٥‏ 00 مايساوى ا 
طريق الودبة لها آم آنهاء فی حقيقة الأمر, تمثل . مجرد إشارات على 
"الصعود السلمى"؟ ١‏ لوجية بشكل واع ومتصل لتكون قاعدة 


(*+) عالم الاجتماع و المفكر المعروف . 


م .. - المجلد ٤١‏ ت 
الساسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠‏ : 4 


Scanned by CamScanner 





جمهورية الصين الشعبية 


- العاصمة بكينء المساحة ٩,٥۷۱,۳۰۰‏ كيلو متر مريع 

تعد الصين أكبر دول العالم من حيث عدد السکانء حيث تضم /۲١‏ 
من سكان العالم. فى يوم ١‏ يناير سنة ٠٠٠5‏ استقيلت الصين المواطن 
رقم ١,”‏ مليار. ويتوقع أن يبلغ عدد سکان الصین ١,٤٤۸,٤٤۷,۱٤۹‏ 
نسمة فى عام ١.75‏ 

الصين مجتمع متعدد الأعراق:ء إذ يوجد 57 جماعة آثنية بالبلاد. 
والجماعة الآثنية الأساسية بالبلاد هى الهان. ويشكل أفرد قومية الهان /٠۲‏ 
من عدد سكان الصين واللغة الشائعة بالبلاد هى لغتهم. تشكل الآثنيات 
الأخرى 8/ من عدد سكان الصين ومن أهم تلك القوميات تشوانغ. هوى, 
الويغورء يى؛ مياو. منشورياء التبت: منغوليا. توجياء كوريا؛ دونغ؛ یاو باى, 
شانى. القازاق:داى ولى. وغيرها ومن بين تلك الأقليات يوجد ١6‏ قومية 
تعيش فى الصين يزيد أفراد كل منها على مليون نسمة:؛ هذا بالإضافة إلى 
° قومية يتراوح عدد أفراد كل منها ما بين -٠٠١‏ مليون نسمة 

العملة الرسمية: اليوان إجمالى حجم التجارة الخارجية للصين عام 
88.87 مليار دولار. تشكل فيها إجمالى نسبة الصادرات 
الصينية 5, /5١‏ من قيمة تجارتها الخارجية فى عام 19174 بلغ حجم 
التجارة الخارجية الصينية ٠١,۹٤‏ مليار دولارء ثم ازداد ليبلغ ١١١,۷۹١‏ 
مليار دولار وذلك فى عام , أى معدل النمو فى حجم التجارة الخارجية 
الصينية على مدار العقود الثلاث بلغ //١5 5 , ١‏ 

وقد وقعت الصين فى 79 نوفمبر ٠٠١4‏ اتفاقا مع الدول أعضاء رابطة 


المصادر 


Scanned by CamScanner 


CIA Fact Book - Encarta Encyclopedia,2005 - The IMF : 


الآسيان (بروناى, ماليزياء إندونيسياء الفلبين. سنغافورة: تايلاند. كمبوديا, 
ميانمار؛ لاوسء فيتنام) يقضى بإقامة أكبر منطقة للتجارة الحرة فى العالم 
مما يعنى تنازلها عن حقها فى اتخاذ اجراءات مكافحة إغراق أسواقتها 
بالمنتجات الصينية. 

معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى عام 7٠٠١4‏ 8,7/. ومع هذا فهذا 
العام مثل نسبة أقل من أعوام أخرى شهدها عقد التسعينيات من القرن 
نمو الناتج المحلى الإجمالى فى الصين فى عام 1197 ما نسبته 8, ؟١/:‏ ثم 
ازداد فى العام التالى ليسجل ؛ , ./١‏ كما بلغ فى عام ,١١7..‏ 8/ 

قيمة احتياطات الصين من النقد الأجنبى والتى قدرت ب ٠٠‏ ؛ بليون دولار. 

ووفقا لدليل التنمية البشرية لعام ٠١١٤‏ بلغ قيمة الناتج المحلى الإجمالى 
الصينى ٠١١,١‏ مليار دولارء كما بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلى | 
الإجمالى 584 دولار. 

نسبة الانفاق العسكرى ٠‏ , 7/ من نسبة الناتج المحلى 

كانت الصين تستورد ١١‏ مليون طن من البترول الخام عام 1997 
وارتفع استرادها إلى ٠‏ مليون طن عام 2٠٠١7‏ ومن المنتظر أن تستورد Nes‏ 
ملیون طن خلال ۰۲۰۰۰ ٠١‏ ملیون طن بحلول عام ۲۰۱۰ ومن ۲٠۰‏ إلى ۲۰۰ 
مليون طن عام .۲١٠١‏ وبذلك ستصبح الصين ثانى أكبر مستهلك البترول بعد 
الولايات المتحدة وثالث أكبر مستورد للبترول بعد الولايات المتحدة واليابان. 








السياسة الدولية العذد ١١١‏ يولي ٠١٠١‏ - المجلكد 6٠‏ 





نهضة الصين : ' الصعود السلمى فى عالم متعدد الأقطاب 
5 

١| : 9‏ ا جميع اركان المعمورة فى السنوات الأخيرة. خا , 

من الأرقام ومؤشرات التنمية الى تصاعد موجة 'ظاهرة الصيٍ 3 | e‏ بمكانة قطب الهيمنة العالممة ا 

منذ نهاية نظام القطسة الثناسة الأمريكية - السوفيتية عام ۱ , وتفرد لولايات ا 0 > وحر 


EEN sa‏ ع ن فى الحسبان حدوث ما يمكن أ: 

فى هذا الجو الرتيب » الهيمنة الأوحد بعد انهيار طاقم الثنائية الغربيةء لم يكن فى ا 6 O‏ 

فی SAAS‏ 1 ¿ قبل منذ أكثر من أربعة قرون. واللافت أن أمم العالم ودول 
جديدا فى تاريخ العالم؛ دعنا من طرح بدائل لم تواجد من قبل منذ أكثر من أربعة قرون ال 
جدید فى داري 5 dE‏ تها وثقافتهم » أدركت أن طفرة آسيا الشرقية حول الصين أمر واقع؛ بل إن 
وشعويه. على تتوع وتباين أنظمتها وتوجهاتها وثانافتهم آدركت أن:طفرة لعلمية والصناعية والتنويرية فى الغرب, هن 
يشكل. أول جديد فى تاريخ البشرية؛ مثذ عصبر الاكتشافات البحرية: والثورات العلمية و 3 ا 
: 0 : ئية الشمرييية ج اکا وکام هبون اکور = بلقت فى تيال 
بينما كادت القناعة تسود بأن الحركات والثورات الوطنية التحريرية - بعد كود a‏ ال 
السبعينيات من القرن العشرين حدود ما طرحته رؤية باندونج. ومن ثم أصبح لزاما على كل باحث معنى بصحوة الصين أز 
يغوص الى الأركان » أى أن يسعى الى ما وراء الظاهرة. 
- .¬ ه الالوه» ع6. Ts 9 ٠.‏ 2 نالتا فا" 

١‏ - حجم الظاهرة أولا 8 الصين مساحة وشعيا أكثر من خمس المعمورة (ثلاثة أضعاف قارة ا د و 
الطفرة التنموية غير المسبوقة فى تاريخ التنمية لأى وحدة اقتصادية؛ وفى ايعس يمن العصدون»: ١‏ ن E a‏ 
فى الجو الرهيب الخانق الذى وصفه مفكرو الهيمنة بأنه 'نهاية التاريخ" . فهل ترى أن التاريخ لم ينته ؟ وأن التاريخ له تاريغ 
؟ وكذا له مستقبل ؟ قد تكون إذن الظاهرة الهائلة غير المرتقبة جزءا من "المستقيل”؟ َ 

تكاثرت الكتابات والبحوث ورحلات التنقيب والمنتديات البحثية والندوات والمؤتمرات . الساحة الفسيحة الهائلة ليسي 
العريقة إن لم تكن فى قدم الحضارة المصرية الفرعونية تماماء فإنها تميزت بالاتصالية منذ نشأتها حتى مسرت بينما 
انتقلت الحضارات المصرية عبر المراحل الفرعونية الكبرى, ثم القبطيةء حتى المرحلة الإسلامية. كما أن الحضارة الفارسي 
عرفت مرحلتى الفارسية القديمة › ثم الاسلامية الشيعيةء وقد اعترت الحضارتين المصرية والفارسية تغييرات لغوية مهمة 
هذا بينما الحضارة الصينية امتزجت مع صياغة المجتمع القومىء أى الأمة الصينية › داخل حدود كادت تكون ثابتة عبر 
أجيال: أى أن ظاهرة الصين بوصفها الحضارة - الأمة الثابتة المتصلة أتاحت للصين المعاصرة قدرة متفردة لتعبئة كافة 
طاقات الصين الحضارة - الأمة حول مركزها الإمبراطورى » الذى اتخذ فى عصرنا شكل جمهورية الصين الشعبية. ومن 
هنا على وجه التحديد استطاعت الصدين:آن تحقق تغبنة مثات الملايين: الى ل ١١١١‏ عليون نسمة دون مواجهة عوامل التفتيت 
والتفرقة والتمايز الداخلى والإقليمى المعهودة فى الكثير من الأقطار : 

۲ - اندلعت ثورة الصين من قلب هذه الساحة المتميزة واتسمت بخصوصية غير معهودة الإ نادرا فى أحوال الثوراتن 
الحديثة والمعاصرة : ثورات "التايبينج الفلاحين المعدمين يدا فى يد مع صغار الملاك ومتوسطيهم على فترات متتالية طوال 
القرن التاسع عشي ثم ثورة "البوكسرز شم مناطق الامتياز الأوروبية التى احتلت الموانى وكبرى المدن. وهى التى منها 
تكون الحزب الوطنى الكوومينتانج تلبية لتداء زعيمه التاريخى صن يات سن عام "١91‏ وقد سعى هذ الحزب الى قيادة 
الثورة الوطنية التحريرية فى الصين على أساس جبهة وطنية واسعة من أثرياء المدن وملاك الأرض يدا فى يد مع المأقفرن 
التقليديين والثوريين والقطاع الأوسع من كوادر الجيش الإمبراطورى ؛ وكذا جماعات ثورية فى الريف والمدن والمى اثى . 

قد تأكدت هذه الصيغة التجميعيةء أى صيغة الجبهة الوطنية. حسب المصطلح المعا 5 ال 

و 8 : ث2 | 
الصینی فی شنغهای عام ۱۹۲۱ء ساعيا الى تمايز الطبقة العاملة فى قيادة الجبهة. ملحمة الحو ال لح ۰ 
افا ی ی ا ی ی ی الد رور ۲ 

ایک كم اده لسن سوب ١‏ فلحي ومعة كوا اھ2 e‏ 2 : : 
اليسارى المتزمت › ثم قد جيش حرب و حين» ومعه نواة القيادة التاريخية الحر ۴ E 1 ١‏ 
شنغهاى الى مغارات ينان في جبال غرب الصين بعيدا عن موانى الحيط الهادى والعواصم i‏ المسيرة 
العام كان خط الجبهة الوطنية المتحدة قبل أى اعتبار آخر لتحرير الوطن من الاحتلال الإمبريالى الغر ل 
اليابانى القادم من الشمال. أقام الحزب هذه الجبهة تحت قيادة المارشال شيانج ا : بى؛ و | جيش لغزد 
الكوومينتانج ورئاسة الجمهورية ٠‏ وذلك بهدف تجميع كافة القوات المسلحة والكوادر ا اا 32 اميق فى زيم 
بع الاعتراف بتموعية رئيس الجمؤورية»وقد بانع كيتشيك ۰ بعد خیانن ونا كي حزيين الكبيرين امتنافسين 
جيشى الحزب الشيوعى عام 1١‏ . ورغم هذا عاد ماوتسى تونج ؛ وحاول شوان ل 7 ا م ۹؛ وسحق أحد 
فى فترة قصيرة » حتى انقلب المارشال شيانج كيتشيك على عهر عام e ۱۹٤۸‏ دة تكوين الجبهة, فعادت الجبها 
الى الجبهة, ا التوجه الى العاصمة" ويالفعل یھ اھر لے ب © ۳ ماوتسى تونج إليه : "اما العودة 
عند i e gp E E A o‏ ا ا حول حزبه برئاسة ماوتسى 
أكتوير عام ١159‏ . “ی لقصر الإمبراطورى فى الأول من 

التزادة انماس الو واوا تت اوا اا یرن ری ر ر 

على نفس النمط الجبهوى مخ 


٤٠ 


السداسة الدولية العدد ١7١١‏ يوليو ه.5” - المجلد دو 


Scanned by CamScanner 


| د. أنور عبد الملك 
1 تأكيد التوجه الأيديولوجى الماركسى - اللينينى بالنسبة لقيادة وكوادر الحزب الشيوعى منذ تأسيسه . 
وبفضل سيادة المنهج الجبهوىء نجح الحزب الشيوعى الصينى فى حشد عدد كبير من أبرز ممثلى وقادة مختاة 

الطبقات والفئات والقطاعات من المدنيين والعسكريين جنبا الى جنب مع القيادات الثورية الشابة النابعة من الريف والمراكز 
الصناعية فى المدن. وكان رمز ذلك منذ البداية طاقم ماوتسى تونج من أسرة صغار الملاك يعملون بالتعليم, وشوإن لاى , 
رئيس الوزراء التاريخى المرموق » وليوشاوشى من أبناء البيوتات العريقة؛ والمارشال شوته من كبار العسكريين الإقطاعيين 
وزملائهم . وقد تم انصهار الخط العام -رافعا شعار الجبهة الوطنية المتحدة -حول القيادات المركزية للحزب والدولة بفضل 

١‏ تحرك الصين فى إطار فلسفتها الحضارية التقليدية الكونفوشية فى الأساس وجناحها التاوى المعنى بالفاعلية المجتمعية 
! والمبياسيا 4ت الدائرة التى عبر عنها فكر ماوتسى تونج الذى احتل مكانة موازية للفكر الاشتراكى فى برنامج الحزب 

ودستور الدوله . 


a aaa e 


ص لانت 

من الأركان إلى التحرك؛ إلى ساحة تحرك الصين فى مرحلة صياغة العالم الجديد والتفاعل الجدلى المركب بين البعدين 
العالمى والداخلى. وقد رأينا أن نضىء الأركان الرئيسية لمجتمع الحضارة - الأمة الصينية بداية فيما سبق. 

أولا: القاعدة الثابتة لتحرك الصين العالمى إنما هى المبادىء الخمسة للتعايش السلمى التى تم إعلانها فى مؤتمر باندونج 
(أبريل 1155). كانت الصياغة الأولى لهذه المبادىء الخمسة هى التى وضعها رئيس وزراء الصين شو إن لى فى لقائه عام 
7 مع وفد حكومى هندى. وهى تشمل على وجه التحديد: الاحترام المتبادل لسيادة ووحدة الأراضىء عدم الاعتداء 
المتبادل» عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى, المساواة والمنفعة المتبادلةء وأخيرا التعايش السلمى. وسرعان ما 
انتشرت هذه المبادىء الخمسة إلى نص وثائق تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأكثر من مائة دولة. خاصة أنها تتفق 
مع 'ميثاق الأمم المتحدة" فى الأساس. 

ومن المهم أن ندرك أن هذه المبادىء الخمسة انطلقت من مبدأ السيادة. بوصفه المفهوم القانونى الرئيسى لنظام الدولة 
القومية الحديثة منذ معاهدة وستفاليا (/14١).؛‏ ذات المبدأ الذى تعمل سياسة الهيمنة الأمريكية على تفكيكه بواسطة مفهوم 
الحرب الاستباقية لفرض رؤية ومصالح دولة المركز بالقوة على العالم. ولكن المبادىء الخمسة؛ حسب الرؤية الصينية 
السائدةء تعبر أيضا عن روح التسامح فى الكونفوشية والبوذية على أساس التجارب التى مارستها والشكاوى التى عبرت 
عنها الدول الشرقية الحديثة. ولعل من المعالم البارزة للمبادىء الخمسة للتعايش السلمى» من حيث المضمون والشكلء أنها 
ترحب بكل شىء. وتصوغ تركيبا متناسقا للعناصر الشرقية والغربية بحيث تصبح شاملة وعميقة فى آن واحد. ولذاء فإن 
هذا الترحيب يمثل واحدا من الأسباب متعددة الأوجه التى جعلت غالبية البلدان من مختلف الأنماط فى العالم تتعرف على 

| نفسها فيها. 
ثانيا: من القاعدة الرئيسيةء من المبادىء الخمسة للتعايش السلمىء إلى العالم الجديد بعد الحرب العالمية الثانية. خاصة 

بعد تفتت نظام القطبية الثنائية الغربيةء وما يشهده العالم من تقلبات وتغيير فى الأعماق» والعودة إلى سياسة شن الحروب 
الهجومية بعيدة المدى والأجل - تنفتح ساحة واسعة من التناقضات والصراعات» وكذا الامكانات لم تكن فى الحسبان على 
هذه الصورة فى مرحلة باندونج. 

إن معظم تحليلات مرحلة الزوابع التى نحياها تدور فى جو يكاد لا يرى بديلا للأزمة والاختناق: وهو ما تؤكده وسائل 
الإعلام, خاصة التلفزه فى معظم دول العالم» أى أن أدراكنا لعالم اليوم يعتمد على نهج موضوعى لا يفسح المجال لرؤى 
بديلة إلى حد أن مفهوم 'تغيير العالم' أصبح يعنى الانحدار إلى النظام العالمی القائم عام ١٤۹٠ء‏ أى إلى عالم مجبر على 
الحياة فى دائرة تأثير المركز المهيمن الاوحد. 

ما هو التغيير؟ وما هو الجديد؟ تسود الحيرة وعدم الثقة محاولات البحث عن الصياغة الموضوعية لمستقبل لم نحيه بعد. 
من هنا كان التماسك الدقيق الذى نشهده فى نسيج سياسة الصين الخارجية لافتا يدفع إلى التأمل. الواقعية فى كل مقام 
ومكان وكل قضية ومبادرة تسود دون أدنى تنازل لدبلوماسية المناسبات والمجاملات. ولكن جنبا إلى جنب مع هذه الواقعية 
العنيدة, تأكيد متصل بأن شعوب وأمم العالم ودوله تمارس تجارب وتواجه قضايا وتحديات. وتكتشف إمكانات بعيدا عن 
الركود. ثم ان مؤشرات ومفاهيم جديدة تنتشر فى الرؤى والممارسات الصينية على ساحة العالم, اظ الأضواء على معالم 
التغيير خاصة إيقاعه المتصاعد بدرجات متنوعة فى معظم القضايا والساحات. لسنا فى "عالم جديد" حتى الآن ولاشك؛ 
ولكن الجديد يتبدى فى الأفقء والجديد يجب أن يحتل المكانة الرئيسة لو أرادت شعوب العالم أن تتخطى الحواجز 
والحصارء على أن يتم ذلك مرة أخرى بأسلوب واقعى لا يترك الزمام لأحلام اليقظة. 

ثالثا: الدراسة الواقعية لبوادر الجديد فى عالم اليوم تلقى مزيجا من الاعتراف والتنكر: الاعتراف أولا ينصب على أن 
الطفرة التنموية الهائلة للصين لا تقتصر عليهاء أى على خمس المعمورة: وإنما تعتبر مركزا لصعود شامل جبار لشرق آسيا 
من اليابان إلى إندونيسياء تلحق به إلى حد ما عملية التحديث والتنمية فى الهند. ومعنى ذلك أن القارة الآسيويةء حيث 
يعيش ثلثا سكان المعمورة؛ والتى على سطح وأعماق أرضها أعلى نسبة من المنتجات والخامات ومصادر الطاقة» أصبحت 


- 0 - السياشة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 7٠0.0‏ - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


نهضة الصين : " الصعود السلمى فى عالم متعدد الأقطاب 
5 ة أمريكا اللاتينية. خاصة الجنوبية, 
٠. -.‏ .-- 85 2 کذاء فا صكق عد . - 
الآن هى الدائرة المركزية 00 0 الا 000 9 ال ع إن معظم عالم الجنوب ("القارات اثلا . 
منظمة "ميركوسور' بريادة البرازيل تتشابك مع اسيا عبر اي 0 توى الريادة فى المستقيل القريس - |أ 
تقال الخال" ١‏ « ن الأمس) 1 ب طريقه إلى الصاقت الأولء ويتطلع إلى مستوى لريادة فى ر لقريب 


| سيط. !| هنا والاتفاق يسود. ١‏ 5-5 : 5 
لکن pr‏ على أشده فيما يتعلق بمغزى هذه الطفرة غير المسبوقة فى تاريخ العالم؛ وغير المرتقبة؛ بل وغير القبول 
اش e‏ واسعة فى الغرب والمناطق التابعة؛ ذلك أن الطفرة الاقتصادية لا تعود إلى مجرد أسباب تقنية أو حيل انتاجي 
I E E‏ يي فسان وَعَرَانُم فكرية ومجتمعية وسياسية تدرك مغزى المسبيرة اويا عفد بداية 
العصر الحديث. خاصة أسباب الانحدار والتخلف من ناحية؛ والتحديث والنهضة من ناحية 0 ا 
E ES a E a‏ لا 
السداسيا علي العمل ومراجية تسوات التعان وكين اشرو : وهذا بالشد ف وي 1 الا ت 
فى طفرة الصين الخارقة وإعلانها "الصعود السلمى' تحديا حضاريا غير مقبول يتعدى : 

رابعا: ترى ما هو هذا "الجديد' الذى يزعج؛ بل ويثير الريبة فى الأعماق؟ 4 

موجة أولى تمت إلى السذاجةء ترى أن صعود الجديد على الساحة العالمية معناه زوال ما هو قائم» أى أن صعور 
الصين فى قلب الشرق الناهض يعنى انحدار الغرب الذى مازال المركز الرئيسى للنظام العالمى» كما كان منذ القرن السادس 
عشر. ولكن هذه النظرة البدائية الساذجة تصطدم بواقع ما يشهده المحلل المدقق لسياسة الصين الخارجية؛ إذ إنها تؤكد أن 
الصعود السياسى' يجب أن يقترن بالإبقاء على علاقات حميمة مع كل من الولايات المتحدة وأورويا فى كافة المجالات» حتى 
لى اقتضى ذلك تنازلات للابقاء على حجم العلاقات الاقتصادية بين مختلف الأطراف. وكذا تبين أهم الدراسات والمخططات 
بالنسبة لمستقبل النظام العالمى بعد تفكيك الاتحاد السوفيتى الأسبق (خاصة كتابات بريزنسكى الرائدة ثم وثيقة 'تقرير 
6 العالمى') أن دولة هيمنة القطب الواحد ترفض مجرد فكرة ظهور قطب عالمى ثان» دعنا من تصور عالم متعدد الأقطاب, 
ليس لمجرد احتمال أنه غريم أو عدو ولكن لمجرد أن يتخذ هذا الجديد شكل الشريك فى عالم يسوده التعايش السلمى. 
حديدل. 

ولكن الجديد". أى العالم الجديد الذى بدأت تتضح معالمه. يتخد شكلا مغايرا فى رؤية القوى الصاعدة: وعلى وجه 
التتقسسيمن الصدف: وهذا الشكل المغاير يمكن وصفه بأنه عالم متعدد الأقطاب والمراكزء متشابك العلاقات والمنافع؛ بحيث 
يصبح فرض الهيمنة بالحروبء وإن كانت استباقية, غير ممكن؛ ويفرض التعايش السلمى. ولكن جوهر الجديد يكمن فى أن 
مركز الثقلء أى مركز المبادرة التاريخية فى هذا العالم الجديد متعدد الأقطاب والمراكزء قد بدأ ينتقل واقعيا إلى الشرق 
الناهض بالمعنى الأوسع بدلا من انحسارها فى الغرب الذى مازال هو المركز الرئيسى. ولذاء فإن انتقال مركو المبادر: 
التاريخية من الغربء أى دائرة الأطلنطى الأمريكية - الأوروبية إلى الشرقء إلى دائرة آسيا متعددة الدوائر حول آسيا 
الشرقية والصين مركزاء وامتدادها إلى قطاعات أوسع من الدائرة الإسلامية؛ وكذا أمريكا الوسطى والجنويية اللاتيشة - 
يمثل سيناريى للتعايش السلمى غير مقبول فى الدوائر التى اعتادت الهيمنة والتحكم منذ أربعة قرون. e‏ 

مرة أخرى: العالم الجديد متعدد الأقطاب والمراكز فى رؤية الصين وكل من يسعى إلى المستقبل الأمل لا يقضى على ولا 





ستبيعد أحداء بل انه يعمل ن أجل عالم متعاية سلميا دذ 0 8 5 8 5 

يست بل إنه يعتمل هن 1- :تع ايش سلميا يفسح المجال لعيش جميع الشعوب والامم ىا /. “ 

رغدة, تضيئها الثقافة والعلم والفنون والقيم. ليس هناك بطبيعة الأمر صورة لعالم الغد. يل د و ما ي 
١‏ در . م ى يمكن 


أن يتخطى تهديد العالم e r E‏ الحروب, وتدمير البيئة» وإجهاض كل ما هو جدين. 
خامسا: إن ترتيب الأولويات فى السياسة الخارجية للصين ذ القر ٠‏ ا 
ما! إن تريب الاوتوات فى السياسة غار ين فى مطلع القرن الحادى والعشرين يواكب هذا التوجه العاء. 
-١‏ التركيز فى المقام الأول فوق أى اعتبار آخر. هو على دفع مستوى طاقة الصين وقوتها فى كافة المجالات | ا 
العلمية: الاسة3 اتيجية:, أى أن أى تحرك يؤدى ! تعطيل هذا ۴ ,5 هات قتصادية 
ال2 " سر ل لی و لی ہے ان ری ا چا ا 
#حمين هذه القاعدة الثانتة الثامنة هكل متضل مه آل عا و 
من 0 00 20 لصين لمكانة الريادة سا وزان .)2 3 
تتراكم يوما بعد يوم: تهدئة أجواء الأزمة المحيطة بكوريا الشمالية, الشراكة n‏ وذلك بإيقاع لا يعرف الملل. الأمئلة 
"آسيان“ تشابك نمط التنمية الصينى مع جديد فيتنام؛ تطبيع العلاقات وبناء المشاري, إ٦‏ وع دول جنوب شرق آسبا 
إا واوا دوو کے رو ر املو ن او یر e‏ عت حي 
الحديد": العلاقات الحميمة مع الدائرة ال "مالية" أى إن . 
اا الل ل ال ا ضر a a ag‏ عن 
اسنتراليا وتيوزيلئدا ...من هذا كله: يتصاعد شيناريو الشراكة الاستراترج.: ايه lT‏ 
20 وموسكو, مثلث يملك 





٤١ المجلد‎ - ٠6. 
يوليو ° : ت‎ ١١١ التسامتة الدولية العدد‎ 


Scanned by CamScanner 





الحركات الانفصالية في الصين 


الحركاتالانفصالية فى الصين 


مشكلة التبت : 
ينقسم إقليم التبت إلى قسمين هما التبت الداخلية Inner Tibet‏ 


| والتبت الخارجية ]1156” ۳ وتتمثل التبت الداخلية فى أقاليم 


Kham‏ ,1200 بينما تشمل التبت الخارجية وسط وجنوب وغرب 
التبت بالإضافة إلى أجزاء من 131۳١‏ . وطوال الفترة من عام ٠۹۱۲‏ 


| حتى عام ٠۹١ ٠‏ تمتع الإقليم بقدر من الاستقلال عن الحكم الصينى: لكن 
| مع انتصار الشيوعية فى الصين عمدت الحكومة الصينية إلى اتباع 


سياستين مختلفتين تجاه قسمى التبت إذ نظرت للتبت الخارجية على إنها 
جزء التبت المتمتع بالحكم الذاتى واتبعت إجراءات ليبرالية غير شيوعية 
تجاه هذا القسم من التبت. فى حين اتبعت سياسة شيوعية ردايكالية 
تجاه التبت الداخلية. ومن ثم فقد عمدت إلى اتباع حملات دعائية 
أيديولوجية فى الإقليم كان الهدف منها ان تحل محل القيم البوذية فى 
التبت. 

وقد أدى هذا إلى الموجة الأولى من النزوح والهجرة القسرية من 
التبت الداخلية إلى التبت الخارجية فى منتصف الخمسينيات من القرن 
العشرين: ثم إلى دول جنوبى آسيا فى أواخر الخمسينيات من القرن 
العشرين. 

وفى عام ١155‏ فر الدلاى لاما الزعيم الروحى لشعب التبت وحوالى 
٠‏ آلف من اتباعه إلى الهند. إذ استقر فى مدينة درما سالا الهندية 
وشكل هو واتباعه حكومة فى المنفى إلا انه لا توجد دولة فى العالم بما 
فيها الهند تعترف بحكومة التبت فى المنفى وقد شكل لاجئى التبت بزعامة 
الدلاى لاما ما يشبه منظمة سياسية تمثلهم فى المفاوضات مع الحكومات 
أو المنظمات الغير حكومية. كما تم تشكيل جمعية وطنية لتقوم بمثابة 


- ¥ د 


Scanned by CamScanner 


برلان فى المنفى. 

سكان التبت البالغ عددهم حوالى ١‏ مليون نسمة منهم فى الهند 
وحدها حوالى ۱.۰ آلف لاجئ وفقا لإحصاءات عام ۲. ۰و الف 
لاجئ من التبت فى نيبال. كما وصل خلال عام ٠٠٠١7‏ حوالى 74٠٠‏ طالب 
لجوء جديد إلى الهند فى ظل استمرار حكومة الصين فى انتهاكاتها 
اللستمرةلحقوق الإنسان فى الإقليم» ومنذ عام 15/5 سعت الصين 
لتهجير عدد كبير من الصينيين إلى الإقليم بهدف تغيير الوضع | | 
الديمغرافى فى الإقليم وذلك كرد على سعى الدلاى لاما لتدويل قضية 
التبت. 

الحركة الانفصالية فى إقليم إكسيمانج (تركستان 
الشرقية): 

فى هذا الاقليم يعيش ١١‏ مليون نسمة ٠‏ منهم من ذوى الأصول | 
التركية الإسلامية, معظمهم من الايجور الذى يسعون إلى إنشاء دولتهم 
المستقلة عن الصين فى الإقليم تحت اسم تركستان الشرقية. وتبلغ || 
مساحة الإقليم ١,878,516‏ كم ” وهوما يمثل خمس مساحة الصين, 
وضعف مساحة إندونيسيا . وكلمة تركستان تعنى "أرض الأتراك” وتطلق 
الصين على الإقليم إكسيمانج ويعنى فى اللغة الصينية الأرض الجديدة ٠‏ 
وتاريخيا ينقسم الإقليم إلى تركستان الشرقية وتركستان الغربية: إذ 
احتلت روسيا الأخيرة عام ۱۹۲١‏ وهذه المنطقة تمثل الآن دول آسيا 
الوسطى الخمس التى استقلت عام 194١‏ عن الاتحاد السوفيتى 
(طاجيكستان وتركمنستان وكازاخستان وقيرغيزيا وأوزيكستان) وقد 
ترتب على استقلال الأخيرة سريان روح الاستقلال إلى سكان تركستان 
الشرقية حيث تمثل نسبة كبيرة من سكان الاقليم من العناصر التركية من 
أسيا الوسطى خاصة الكازاخ. والطاجيك. والأوزيك. والقيرغيز 





السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 7٠0.0‏ - المجلد ٠؟‏ 











نهضة الصين  :‏ الصعود السلمى فى عالم متعدد الأقطاب 


-- = ۰ e لات لكنه لا بعادى أحدا. 5 َه‎ 2 » “e es 
إمكانات هائلة فى كافة لمجال 3 الثالث أوسم نطاق؛ مع إعطاء الأولوية للمناطق الغنية من حيث الطاقة وكا‎ 
ثم كلتى الحلاقة يدول الحنوت (العالع الثالت) شع لاماي 0 م - الصعة سوف تصسيعكاتلى مستورد [اىد‎ 

دم دائی 3 3 EA ie‏ وء غ إن الصين سوف دصبح نی مستورد للبترور 
أنواع الخامات. نظرا لارتفا ع احتياجات التنمية 1 لصينية بشكل 3 حي ا كنانا الشعوب العادلة دون شنار ا 
بعد الولايات المتحدة خلال سنوات قليلة. هذا بينما تواصل الصين الدفاع عن . | 3 


صدامات مندانبة. = َ 
ت ميدائيه ۶ 2 ب 5 5 ا 1 حصا المتقدمةء وبالتا سيد 
العلاقة مع الدول الصناعية المتقدمة تزداد أهمية مع تزايد احتياجات الصين 0 ی .7 
العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية فى مكانة متقدمة من الاهتمامات. إن والدفاع عن الصعود مى د ى ب خضي 
العمل على إيجاد ساحات مصلحة مشتركة لمنع تفجير الخلافات. خاصة بعد أن بدأت الحرب فى نة ثم العراز 
اید ت Î e.‏ لخنق متطلئات الصين, وبالتا 
بهدف السيطرة على مناطق الطاقة فى الشرق الأوسط وجنوب روسيا وجنوب غرب أسد .. 7-6-5 
إجهاض طفرتها الاقتصادية الشامخة. تقترن هذه العملية أيضا بتطويق الصين بالقواعد ا E‏ 0 
وفى مواجهة هذا التهديد الخطير لوحدة الأمة؛ تؤكد الصين شعار "أمة واحدة ونظامان" بالتعاون مع زعماء احزاب المعارضة 
فى تايوان» خاصة حزب الكومنتنج هناك. 
E‏ ات 
إن هذا المسح السريع للمعالم الرئيسية لسياسة الصين الخارجية يؤكد خصوصية المنهج الذى يحرك الفكر والعمل 
الصينى فى كافة المجالات, ألا وهو "إن التناقض جوهر الوجود" حسب رسالة ماوتسى تونج الشهيرة. ماذا تعنى هزه 
العبارة الغريبة؟ لأول وهلة: إنها تعنى فى الجوهر أن كل الظواهر والأعمال والأفكار والكيانات التى تحتوى على تناقضان 
وصراعات جدلية فى باطنها لا تتطور نحو تفجير هذه التناقضات من أجل توليد تركيب جديد حسب المنهج الجدلى 
التقليدى. ولكنهاء وهذه خصوصية التوجه الفكرى الصينىء تظل تحتوى على هذه التناقضات الداخليةء بينما تتغير صيغ 
الصراع بين مختلف الأطراف داخل دائرة كل ظاهرة. وهذا التغيير المتصل يدفع إلى تطوير وتغيير الظاهرة أو المؤسسة 
المعنية» ولكن مع الإبقاء على العوامل التى لم تعد مسيطرة بداخلهاء بحيث يمكن لها أن تواصل الإسهام فى إثراء المرحلة 
الجديدة: وهذا بالضبط ما يتم مع شريك وعدو الأمس؛ حزب شيانج كيتشنك, حزب (الكومنتنج) الذى تمت هزيمته ثم 
ترحليه إلى تايوان عام 1144 إنه اليوم يعود إلى الصورة شريكا يرحب به الحزب الشيوعى الصينى الحاكم, ومعه ثمانية 
أحزاب أخرى تشارك فى المجلس النيابى الثانى فى بكين. إن هذا المنهج يؤكد تعبئة كافة القوى السياسية والمدارس الفكرية 
المؤمنة بحق الوطن على ولائها وإسهامهاء دون تفرد الحزب الشيوعى الحاكم بالساحةء وكأنه صاحب الأرض والماضى 
والمستقبل. 
ا 
آن الأوان لكى نتساعل فى هذا العرض السريع : أين ترى ساحة التناقض الر؛ ت ا > 
مرحلة صياغة الغالم الجديد على أوسع تطاق؟ قض الرئيسى فى عالم اليوم؛ وقد تفتحت أبواب 
لم يعد التناقض الرئيسى كما عرفناه بعد الحرب العالمية الثانية تناقضا أيديولوجيا ىب ال : ا 
الإمبريالية والشيوعية. لقد ارتفعت أصوات تدعى أن الإسلام السياسى حل محل ا ا والاشتراكية 
فى عصر العولةء وهو التصور الذى مازال واردا بدرجات متفاوتة فى الإعلام 7 و ساس يان الغربية 
۴ يستمد حدته من تناقضات يصعب التوفيق بينهاء فيصبح التوجه المرتقب نحو الصدام والتك لتين» ومادام الصراع 
ولكن الرؤية الضينية تنحو إلى توجه آخرء إذ ترى أن التناقض الرتيسى فى عصرن i‏ 0 
القطب الواحد بالعنف على العالم؛ مقابل نظام عالمى متعدد الأقطاب والمراكز. الولايات كاف ى يتفاقم بين تحكم هيمنة 
العالمى؛ بينما تفوق الإنفاق العسكرى فى العام نفسه على مجموع ما أنفقته ا 3 أى 57,٠؟/‏ من المح ١‏ 
يتساعل الخبراء مع باتريك سيل هل لأمريكا أن تكسرب المعركة ذ العراة؟" 5 1 ريع عشرة دولة متقدمة. غم ذلك 
ا اک ی ا ا بود يالية "كنا “م 3127" (السيلة” ر مرو Ty‏ 
استراتيجية ہد عيلية واا وریا فا .)٣‏ ويرون ”احتمال کارة 
ذلك أن "القوة" لا تكفىء إذ لا بد من سياسة' إعمال هذه القوة لتحديد المكانة الى ر ج 
تطيح بالاتفاقات الدولية والقانون الدولىء وتضعف مكانة الأمم المتحدة, و: ولية. إن سياسة هيمنة القطب الواحد 
الاختلاف مع أوروبا منذ حرب العراق. إن مفهوم ميزان القوى بين الدول الى بمصالح العديد من الدول وال 58 
كز العالم'. وهى ليست كذلك لأسياب عدة : استحالة الانتصا د > يدبع من الإيما. ر. " ع 
ng DS‏ ا ر فى حالة © © 2 مان بان الدول الكبرى فى 
الساحة الاقتصادية:؛ التنافس على التأثير السياسى والمعنو. : کرب بین دول عظمی ا ر 

3 5 الت تعدة اق ١‏ ¬ 2 2 على مختلف الم ١.)‏ ' انتقال المنافسة إلى 
التناقضات غير المحسومة التى تعيق إقرار سي ة مركز هيمنة القطب الأوحر طق .. إلى غير ذلك اا 
وفى هذا الجو. تتصاعد فاعلية مفهوم "الترابط الصينى, إن إن ٠‏ 07" ر 

5-8 يستطيع أن يتعامل مع عدر 
A= e.‏ كبير من أنماط التناقضات 


ال ساسة الدولية العدد ۱١١‏ پوليو ٠٠٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


د. أنور عبد الملك 


انوا فقن تغييب أى من القوى الفاعلة. ومن بين هذه الترابطات مثلا "ثنائية السلام العام والحرب الجزئيةء الانفراج العام 
والتوتر الجزئى, الثبات العام والتفجير المحلى' ("انترناشيونال ستادين” - مارس 5.٠؟, .)51-١8‏ 
»ا * 

فى هذه اللحظة من لقائنا الفكرى على ساحة محاولة إدراك مغزى "الصعود السلمى' للصين العملاقة فى مرحلة صياغة 
العالم الجديد متعدد الأقطاب والمراكزء ريما يمكن أن نفيد من لقاء مع كونفوشيوس "المعلم الأول" ٤۷۹(‏ - 501 ق.م). 

* يتساعل كونفوشيوس عن كيفية نجاح الأمم وكذا كيفية تدهورهاء أى أنه يدخل فى صلب فلسفة السياسة. ساله أحد 
المريدين : 'أستاذنا : هل هناك شعار واحد يمكن أن يؤدى إلى خراب بلد بأسره؟" أجاب كونفوشيوس : 'الحق أن مجرد 
كلمات لن تحقق هذا الخرابء لكن هناك قولا ريما يفيد : "إن اللذة المترتبة على تولى الإمارةء اللذة الوحيدةء هى أن الأمير 
يملك حق ألا يقبل التناقضء فإذا كنت على حق ولا تجد أحدا يعارضك فهذا أمر ممتانء ولكن إذا كنت على خطأ ولا تجد 
أحدا يعارضك. ألا ترى معى أن هذا الأمر يكون بمثابة الإجابة على سؤالك؟ فهل هناك شعار واحد يمكن أن يدمر بلدا مثل 


هذا الشعار...؟". 
* حول معنى الفضيلةء وكيف أن خير الكلام ما قل ودلء هناك ثلاثمائة 3 قصيدة فى كتاب الشعرء ولكن جوهرها يتلخص 
فى عبارة واحدة "ابتعد عن الأفكار البذيئة". 


* عن ضرورة تسمية الأشياء بأسمائهاء أى ضرورة عدم التمويه والنفاق. تسمية الحرب العدوانية العنصرية مثلا بأنها 
أعملية سلام ؛ وغير ذلك من شعارات الإعلام الكوكبىء وضرورة تحديد الأمور والمسئوليات والواجبات. وكذا الحقوق : "إن 
أهم ما نحتاج إليه إنما هو تصحيح التسميات (...) فليكن الحاكم حاكما والوزير وزيرا والوالد والدا والابن ابنا ...". 

* كيف يكون الخير؟ وكذا كيف يكون العمل الصالح؟ كيف يمكن التفرقة بين مفهومى 'يى' أى الصلاح و'لى' أى 
المنفعة؟ يقول الأستان الأول : "إن الإنسان الراقى يفهم الصلاح بينما الإنسان المتدنى يفهم المنفعة" إلى أن يضيف قوله: "أن 
يكون الإنسان له قلب وفؤاد معناه أنه يحب الآخرين". 

* وعن قواعد وأصول المعاملات بين الناس .. يرتفع صوت 'كونفوشيوس" : 'لاتفعل مع الآخرين ما لا تتمناه لنفسك .. 
إن الرجل الصالح هى ذاك الذى إذ يريد الإبقاء على نفسه يساند الآخرينء وإذ يريد أن ينمى ذاته فهو ينمى الآخرين." إلى 
أن يأتى إلى مفهوم أناحية التقويم”؛ يقول : "لا تستعمل ما لا تحبه فى رؤسائك فى التعامل مع من هم أقل منك مكانة, لا 
تستعمل ما لا تحبه فيمن هم أدنى منك مكانة فى طريقة خدمة من يعلو عليك مقاماء لا تستعمل ما لم تحبه فيمن جاء بمسلك 
لكى تتقدم أنت على من هم خلفك» لا تستعمل ما تمقته فيمن يأتون بعدك» لكى تسير وراء من هم قبلك» لا تستعمل ما لا تحبه 
على يمينك للتظاهر به بالنسبة لما هو على يسارك ولا تستعمل ما لا تحبه فيما هو على يسارك بالنسبة لما هو على يمينك .. 
هذا هو ما يسمى باسم ناحية التقويم". وفى ناحية التقويم هذه؛ أى العدل فى المعاملات الاجتماعيةء تعليمات واضحة دقيقة 
: 'اخدم والدك كما تريد أن يخدمك ابنك .. اخدم حاكمك كما تطلب ممن تحت إمرتك أن يخدمك أنت ... اخدم أخاك الكبير 
كما تبغى أن يخدمك أخوك الصغير .. ثم اضرب مثلا بكونك تعامل أصدقاءك كما تريد منهم أن يعاملوك أنت. ' 

* ذات يوم يساله المريدون عن النجاح والفشل» يأتى جواب المعلم : ألو سادت المبادئ ساحة العالم فإنه "المينج": وإذا 
تمرغت فى التراب لكان هذا أيضا هو المينج. ما معنى هذه الدعابة؟ وما هو "المينج' ترى؟ إنه يعنى القضاء. أو القدرء أو 
ما تقررء أى أنه إرادة السماءء وقراره بالنسبة للإنسان." ومن هنا - من قبول القضاء والقدر بالمعنى الأوسع - تكون راحة 
البالء بل والسعادة : "الإنسان العاقل بعيد عن الشكوك» الإنسان الفاضل بعيد عن القلق الإنسان الشجاع بعيد عن 
E‏ 

* يقول كونفوشيوس: "عندما كنت فى الخامسة عشرة من العمر عقدت العزم على تحصيل المعرفة؛ وعندما بلغت الثلاثين 
من عمرى استطعت أن أقف, وعند الأربعين من العمر أصبحت بلا شكوك» وعند الخمسين عرفت قرار السماءء وعند الستين 
وصلت إلى مرتبة الامتثال لذلك القرار» وعندما بلغت السبعين استطعت أن أحقق رغبات عقلى؛ ولكن دون أن أتخطى حدود 
ما هو صالح» هكذا يكون العمر : "الإنسان السامى يكون سعيدا على الدوام» أما الإنسان الممرود فإنه كثيب على الدوام". 

* ومن مقام الإنسان إلى العالم المحيطع عالم الأمم والحضارات» يقول المعلم الأول : "لى أرادت السماء أن تترك 
الحضارة إلى شأنها تفنىء فإن الأجيال التالية (قبلى) لم تستطع أن تشارك فى هذه الحضارة: ولكن ويما أن السماء لم تود 
للحضارة أن تفنى» فماذا يستطيع أهل الشر أن يفعلوا معى؟ " إلى أن يضيف : 'لقد ظل العالم بلا نظام برهة طويلة من 
الزمن: ولكن الآن سوف يستعمل السماء السيد وكأنه ناقؤوس للصحوة .. النظامء نظام العالم» وهو مجال "السيد" (سيد 
"كون). لا يمت إلى عالم الغيبيات. بل إنه يحقق التناسق بين قوانين العالم الطبيعى من ناحية ومبادئ المعاملات من ناحية 

** القوة الناعمة: المكانة المعنوية بين الأمم وفى قلوب الناس, طريق تحقيق "الصعود السلمى' نحو عالم جديد متعدد 
الأقطاب والمراكز والثقافات بدأ يتشكل من حولناء والصين فى قلبه. 


- ۹ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠١٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





السام ربا الج 


بعلم القارئ الكريم أن 
إحدى القضايا الرئيسية 
التى برزت بشدة على 
الساحة الدولية خلال 
العقود الأريعة الماضة هى 
قضية حمابة البيئة. 
صحيح أن علاقتنا 

بالبيئة وتعاملنا معها يمند 
إلى ازمان معيدة: ولكن 
الاهتمام الدولى بالبيئة لم 
دا إلا فى اواخر 
الستينيات من القرن 
الماضى, واقع الأمر فى 
نفس الفترة التى نشات 
فيها هذه المجلة القيمة. 


ا 
| 
ا 
ْ 


[و:سدينا لسر اللوس وق الى وت ميا اقل وازن ما ورمافة فر 
العيش أدى عبر آلاف السنين إلى استنفاد متزايد لمصادر الثروة الطبيعية على هذا 


الكوكب» وهى المكونات الرئيسية للبيئة. 


ولكن الشعوب لم تبدأ فى التعاون الجاد فيما بينها فى مجال حماية البيئة إلافى 
العقود الأربعة الأخيرة» ولو أن قدرا من الإحساس بحق الجوار فى هذا الشان بدا 


منذ القرن الثالث عشر. 


إن مفهومنا عن المسئولية البيئية الجماعيةء ونحن فى بداية القرن الحادى 
والعشرين يقوم على أسس برزت منذ ما يقرب من قرن ونصف قرن مضى عندما 
حدد جورج بيركنز مارش فى عام 1م 
الإنسان التحكم فى الطبيعة من أجل المنفعة 
الحكمة هى فى البحث عن المحافظة على توا 
الجيل الحالى مسئولية المحافظة على رفاهة الأجيال القادمة". 
إن هذه المبادئ هى نفسها المبادئ التى نبنى عليها 
أو ما نسميه التنمية المستدامة التى تبناها المجتمع الدولى فى العقد الأخير من القرن 


الماضى وأكدها فى مطلع القرن الجديد. 


يتفق الكثير من علماء البيئة على أن الحركة البيئية | 
من القرن الماضى كرد فعل لقضية التلوث الناتج بر 


الولايات المتحدة الأمريكية التى ركز 


الساكن (1515). تلى هذا القلق الشديز 
أورويا - وبالذات فى السويد والنرويج - وهی دول تمد . 


ويخرج إليها سكانها فى اجازات نهايات | 


لاحظ سكان هاتين الدولتين فى النه ف القاة 


الأسماك فى بخيراتهما تطفو ميتة على 


من الولايات المتحدة. هذه الشعوب لديها 


معفواة, اذلك فإن تحركها وضغطها يكون عار 
وبالتالى حكوماتهم. نتيجة ضغوط هذير از 


السويد ا الأمر لا f‏ 


. 
3- 
حب‎ ٠ 


(*) المدير التنفيذى لمنظمة الأمم المتحدة للبيئة ساىق 


السداسة الدولية العدد ١١١‏ بوليو ف = الجلذ. »+ 


Scanned by CamScanner 


کے 


مصطفى كمال طلبة 





ضمن ما حدد -ميداً يقول 'يستطيم 
ومن أجل الضرر". ومبدأ آخر يقول إن 
زن الطبيعة. ومبدا ثالثا هو 


الآن ضوابط التنمية الرشيدة 


عن المبيدات والكيماويات السامة ذ 
عليها كتاب راشيل كا : 
بكثرة البحيرات فيها. 
لترفيه بصيد السمك. وقد 
سطح بد اد رسيي عيبو ع ' 
لاتخاذ إجراءات تحد من هذه الكارثة, وكانت ا 0 ١‏ ل صلتهم 

2 2 ره ج د قد و 3 
فة وثقافتها عالية وحرياتها 
ضح فى انتخابات برلماناتهم 
ها هت 7 فى عام ۹1۸ 
ي فأقرت الأمم المتحدة ذلك 


: ص ن ستصدى له لة 
إلى الأمم التحدة تطلب عقد مؤتمر دولى البيئة الإنسا 


|| 


لدي 


ا 


د مصطفى كمال طلدة 


ESR. 


ET 
ا‎ : 


اسك د 


انفجارالمفاعل الذرى بتشيرنوبيل 


يعتبر الانفجار الذى وقع فى 5١1‏ أبريل 1987 بالمفاعل 
الذرى فى تشرنوبيل أوكرانيا (الاتحاد السوفيتى فى ذلك 
الوقت) أسوأ كارثة بيئية نووية تعرض لها العالم حتى 
الآن. 

فقد اندفعت الغازات والذرات المشعة الناتجة عن 
الانفجار لمسافة ثلاثة أميال فى الغلاف الجوىء وظلت 
النيران مشتعلة لمدة عشرة أيام. وحسب الاحصاءات 
الرسمية فى ذلك الوؤقت فقد تعرض ١.٠: ١‏ .8,5 شخصسن 
من بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا للإاشعاعء كما تأثرت به 


دهم 


Scanned by CamScanner 


أراض مساحتها ٠٠١‏ ألف كيلو متر مربع؛ وتسبب فى 
تلوث أراض زراعية تبلغ مساحتها ”5 ألف كيلو متر مربع 
(أكبر من مساحة الدانمارك) وقد تم تهجير ٤١٤‏ آلاف 
شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل. 


ونتج عن الانفجار سحابة ملوثة امتدت غربا إلى بولندا 
والدول الاسكندنافية ووسط أوروياء ووصل تأثيرها إلى 
المملكة المتحدة وإيطالياء كما امتدت إلى الشرق نحو آسيا 
واليابان وشمال الأطلنطى حتى وصلت إلى الجزء الغربى 
من أمريكا الشمالية. 


السياسة الدولية العدد ١١7١‏ يوليو 5٠.5‏ - المجلد 





E 


العالم وحماية البيئة لوو اقل وی س ۷۷ء وکانت السويد قد عرضت ا المؤتمر 
لمؤتمر فى استوكهولم عاصمة لسو e‏ نادى روما فى عام ۱۹۷۱ عن حدود القع | ى تبنى مفهور 
الدراسة التى 0 صملية التتمية فى 53 #اقسيرة. أثار هذا التقرير جدلا شدير 
إلى وتف ٠‏ يستندون إلى أن التطور التكنولوجى المتسارع فى تلل 
:. من الملوثات الناتجة عن استغلالها بل 
الاستهلاك غير الرشيد الذى 


وقررت أن يعقد | ِ 
وفى أثناء الإعداد لمؤتمر ا e‏ 
اا ا a Sa RE‏ 
فى الأوساط العلمية بين مؤيد ومعارض. ل اک اا 
فى 321 نالك ة لترشيد استهلاك المواد و ۶ 
الفترة كفيل بالوصول إلى أ مكل 3 AT‏ 2 5 نك ح لآراء نادى روما على أن 
والوصول إلى د I o‏ 3 ة التنمية. 5 
نمارسه مع مصادر الثروة الطبيعية لابد أن يؤدى إلى توقف عملية تغلال غير الرشيد لمصادر الثروة الطبيعية التى هى المكور 
E i‏ فإن هذا التقرير قد نبه العالم إلى خطورة الاستغلال غير الرشيد لمصادر للتعافل مع تشه الث 
ورغم كل هذا الجدل.قاإن هذا التقريراقة نبة العالم إلى لمناسبة والأساليب المثلى معدي یی 
0 ضرورة العمل الدولى التعاونى لإيجاد الحلول المناسبة وا عاد ايه 
الرئيسى للبيئة» وبالتالى برزت ضرورة العمل الدولى پو تاريخ الحقيقى للحركة البيئية الحديثة يبدأ مع قصف 
لا أن أذكر هنا أن هناك عددا كبيرا من علماء البيئة يرى أن التاريخ ا - القلق عندما شاهد العالم كيف 
بد آن ن e‏ ة الثانىة. ذلك القصف الذى ولد الكثير من ت الا 
هيروشيما بالقنبلة الذريةء قرب نهاية الحرب العالمية الثانيةء ذ تى شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثاني 
Ta a‏ ف الي 5 ن البناء وقد ضاعف من هذا القلق الكوارث التى شهد : ل 
دمح التقتم لی ھی ام بم ادث البشعة فى مجال نقل واستخراج البترول. 
مثل مرض ميناماتا فى اليابان» والحوادث البشعة فى مجال و ا 3 متظلمة الأمم المتتحدة ووكالاتيا 
: ذا القلق إلى نشاط كبير فى حركة البيئة العالمية الحديثةء وإلى نشاط مماثل فى منظمة الأمم و 
دی کل هذا اقلق إلى کبیر فی حرکة لإنسانية فى استوكهولم عام .۹۷١‏ وقد نظرت العديد من الدول النامية -فى 
المتخصصة؛ إلى أن عقد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الإنسانية كوم - بذك ,اشع إلى محاولة جعل قضية البيئة مشاطة هالا 
بداية السبعينيات من القرن الماضى عند الإعداد لمؤتمر استوكهولم - د فق کال اسک عن سان الي تسو اساسا 
0-0 ذا الشك نتيجة للطريقة التى كانت تعرف بها البيئة فى ذلك الوقت. فقد كان الحديث عن حماية البدِ 2 
وكان هذا الشك يجة للطريقة التى كانت تعرف ڊ ESS 3K e‏ وهذا تعريف محدود نابع من اهتمام 
على الحد من التلوث. وهو أمر كانت الدراسات فى تلك الفترة تعتبره إلى الصريفة سن اجزيزتف القردى البيك غل افا 
المجتمعات الصناعية بتلك المشاكل فى ذلك الوقت» ونظرت الدول النامية إلى الصرخة من أجل و: ا 
7 .ول الغتية لث فقيرة من التصنيع» وبالتالى من النمو والتقدم» كما كانت الدول النامية تخشى 
د تخطيط من الدول الغنية لمنع الدول الفقيرة من التصنيع؛ ود لى من النمى والتقدم كت عن 2 القن ا لد 
ماع وي تقازة تور دة الت اء المتطلبات البيئيةء بالإضافة إلى خشيتها من ضرار التی 
الإضافية للتكنولوجيا (للتقانة) والمعدات المستوردة التى سی مع 8 RR EEE‏ ا العاله المتقد 
يمكن أن تعود على عمليات التصدير من الدول النامية نظرا للإجراءات الجديدة لحماية البيئة التى يتد لم 2 0 
فى مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الإنسانيةقه الذى عقد كما ذكرنا فى استوكهولم فى عام 00 ایی مياد + , 
التثمية والددكة: وأوضحت الدراسات التى أعدت للمؤتمر والمناقشات التى دارت حولها فى أثناء المؤتمر نفسه أن شاكل الف 
الكتجلق التن تناتى مقي الدول النامية ناتجة عن الاستغلال غير الرشيد لما وهبها الله من مصادر الثروة الطبيعية الأمر الذى 
ا إلى نمو اقتصادى هزيل وتنمية اجتماعية ضحلةء وينعكس هذا طبعا على حاجة المواطنين إلى البحث عن العيش بأى 
وسيلة بما کیام ای چیا یی اباو و ا ا کی ا نام لي نعلت عا 
مؤتمر استوكهولم واقترح المؤتمر توجها يضع فى اعتباره العوامل الاجتماعية وا 1 دية التى تقف - ّ يد من ت 
ال“ > ودعا إلى معالجة الأثر عن طريق معالجة المسببات وهى عادة مسبيات اجتماعية واقتصافية. لقد کان ق الاتجاه 
مخفا كماما هما كان سائد ارمق 3ل سر انز التاكيد دائما على أن التكنولوجيا هى الحل. الأمر المهم هى أن مؤتمر 
استوكهولم أعاد تعريف أهداف التنمية على أنها يجا رقو الل من الحياة (تطيع: ووعاية خرة ولفاق وگن وجرد 7 
الجا نعوضا بين الهاولات الدائعة للامتحسوان على المطعات المانية (ريادة الناتج القوبى ورأس المال) كمحدد أساسى لنجاح 
التنمية. وأعاد تعريف البيئة على أنها المخزون الديناميكى للمصادر الطبيعية والاجتماعية المتوافرة فى أى وقت من أجل تلبية 
احتياجات الإنسان, وتعريف عملية التنمية نفسها على أنها عملية استخدام تلك المصادر , بهدف زيادة رفاهة الإنسانء أو على 
الأقل المحافظة على مستواها. ويذلك أصبح واضحا أن حماية البيئة وتحقيق الأهداف التنموية أمران يكمل كل 


منهما الآخر. 
وپالتالى» فبداية من مؤتمر استوكهولم» بدأ البحث عن مفهوم جديد موسع للتنميةء يرتبط بحدود قاعدة الموارد الطبيعية المتاحة 


وكعيدطي hr O SS O‏ 
قن ااسستتوى التطور الفكر ىقلن هذا ا اس الأيكولوجية والتنمية دون تدمير لمصادر الثروة الطبيعية وبدائل 
التنمية وأساليب الحياة إلى أن انتهى بعد عشرين عاما إلى تبنى مفهوم | الو ساد لع قن لما ارون عا 00100 المفهوم 
بو كلل أن التنمية الرشيدة تستند إلى أعمدة ثلاثة نمو اقتصادىء وتنمية اجتماعية, وحماية البيئة وكلها مرتبطة ببعضها البعض. 
: أعقب مؤتمر استوكهولم ظهور فيض كبير من الاتفاقات غير اللزمة بين الدول ب عا ربط ببعضها ال 
البيئية عابرة الحدودء أو ما سمى بالقانون الرخو (/218آ 5011) . 
تبع ذلك خلال العقود الثلاثة الأخيرة صدور عدد كبير من الاتفاقات المزمة الإقليمية والعالمية لح 
ا جديد من فروع القانون الدولى هو القانون البيئى الدولى. . 
تكن هذه طبعا أو ة أماكن تفريخ سمك السالمون ول 8لا عندما اتفقت الدول المشاطزة لزي إن ) . وى 
تستطيع ذلك. : 
٠‏ - المجلد ٤١‏ او 


ية البيئةء مما أدى إلى 


2. 
النساسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 


Scanned by CamScanner 


د. مصطفى كمال طلبة 
وخلال الفترة بين الحربين العالميتين - أى فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى - حاولت عصبة الأمم وخ 
اتفاقية دولية عن حماية البحار من التلوث الناتج عن السفن. وعلى الرغم من فشل تلك المحاولة فقد أدى الجهد الذى بذل فى 

وضعها إلى إصدار الكثير من الاتفاقات حول حماية مصادر الثروة الطبيعية بعد الحرب العالمية الثانية. 

وخلال العقود الأربعة الماضية. وضعت كل دولة من دول العالم قانونها الخاص لحماية البيئة فيها, كذلك استقر عدد من 
المبادئ التى تحكم العلاقات بين الناس فى قضايا البيئة؛ من بينها مبدآن رئيسيان هما : مبدأ الملوث يدفع الشمن 
(PPP) (Polluter Pays Principle)‏ وقد تطور استخدام نفس الحروف الآن لتصبح تعنى أن منع التلوث استثمار له عائد 
nڊj Prevention Pays)‏ 0 ۴ هذا التطور جاء ليحفز أصحاب الأعمال على العمل على منع التلوث على أساس أنه 
مفيد لهم اقتصاديا. المبدأ الثانى هو مبدأ "المسئولية المشتركة" الذى أصبح الآن "المسئولية المشتركة ولكن المتفاوتة . وترى 
الدول النامية أن التفاوت يجب أن يبنى على قدر التخريب البيئى الذى سببته التنمية فى الدول الصناعية فى الماضى قبل ظهور 
القواعد البيئية بينما ترى الدول الصناعية أن التفاوت يجب أن يبنى على أساس الماضى والمستقبل؛ لأن الدول النامية التى تشكل 
تختلف اختلافا واضحا بين الشمال والجنوب ولا يمكن فك هذا الاشتباك إلا عن طريق التعاون الدولى وإيجاد الصيغ التوفيقية 
لهذا النوع من المسئولية المشتركة. 

إن اتفاقية السلام- التى وقعت فى عام ١14/‏ فى ويستفاليا لتنهى ثلاثين عاما متصلة من الحروب- كان المبدأ الأساسى 
فيها أن ما يجرى داخل حدود الدولة هو شأنها الخاصء وليس لأحد أن يتدخل فيه أى مفهوم السيادة الكاملة للدولة على ما 
يحدث فى أراضيها. ولكن هذا المفهوم بدأ يتغير فى بدايات القرن العشرين عندما تحرك المجتمع الدولى لمناقشة قضايا حقوق 
ذلك أصبحت الاتفاقات الدولية الملزمة فى تلك المجالات تنص على ما يمكن اعتباره قدرا من تدخل كل دولة فى شئون الآخرين. 

أختتم هذا العرض السريع لتطور الفكر حول قضايا البيئة فى العالم بأن أتعرض بشكل مختصر جدا للوضع البيئى فى 
العالم العربى. 

إننا فى العالم العربى نعانى من العديد من المشكلات البيئية. سواء الناتج منها عن التخلف الاقتصادى والاجتماعى أو 
الناشئ عن عمليات التنمية نفسها التى لا تأخذ فى الاعتبار قضايا حماية البيئة كمكون أساسى فى تخطيطها وتنفيذها. ولعل 
أهم هذه المشكلات البيئية: ندرة المياه وتدنى نوعيتها محدودية؛ الأرض والاستخدام غير الرشيد لها التصحرء التأثير السلبى 
لتزايد استهلاك الطاقة تلوث المناطق الساحلية خاصة عن طريق المصادر التى تأتى من اليابسة: وأخيرا تدهور بيئة المدن 
وقضايا النفايات الصلبة والسائلة والخطيرة فيها. 

ليس هذا التدهور البيئى بسبب غيبة التنظيمات المؤسسية أو القوانين» فلدينا فى مصر مثلا جهاز لشئون البيئة ووزير دولة 
لشئون البيئة وقانون خاص بالبيئة صدر فى عام 1545. ولكن القانون مازال يعانى من ضعف التنفيذ. وهذه صورة أعتقد أنها 
متكررة بشكل أو بآخر فى كل الدول العربية. 

ودولنا كلها فى العالم العربى أعضاء فى اتفاقات دولية تعالج الكثير من مشاكلنا البيئية مثل المياه والتصحر وتلوث المناطق 
الساحلية وآثار استهلاك الطاقة. 

حقيقة إن العمل البيئى قد تطور فى المنطقة العربية تطورا كبيرا خلال العقدين الماضيين وخصوصا فى عقد التسعينيات. غير 
إلى صعوية تنفيذ السياسات البيئية وضعف القدرة على تنفيذ قوانين البيئة. 

لست أرى سببا واضحا لهذا التدهور البيئى الناتج أساسا عن ضعف القدرة على تنفيذ قوانين البيئة. 

هل العيب فى صياغة القوانين نفسها؟ أم فى غيبة المشاركة الشعبية الفعلية عند إعدادها؟ وكيف نصحح هذا أو ذاك؟ أم أن 
العيب ليس فى القانون وإنما فى العجز عن التنفيذ الحازم للقانون؟ وإذا كان هذا هو الصحيح فما أسبابه؟ وكيف يمكن علاجها؟ 

هل العقوبات المنصوص عليها فى القوانين تكفى وحدها لضمان التنفيذ؟ أم أن هناك حاجة فعلا إلى زيادة الوعى البيئى على 
كافة المستويات وإيجاد حوافز واضحة تشجع الناس على التعاون فى التنفين؟ 
هل يعد خريج الجامعة فى المنطقة العربية إعدادا يؤهله للتعامل بفهم وموضوعية مع قضايا البيئة بعد خروجه إلى سوق 
٩‏ 


العمل 
هل يحاط القائمون على العدالة فى وطننا العربى علما بالمخاطر الناجمة عن ضعف اهتمام الأجهزة التنفيذية بمراجعة الآثار 
البيئية للمشروعات القومية الكبرى؟ 


كل هذه أسئلة تحتاج إلى حوار هادئ للوصول إلى الأساليب المثلى للتعامل معها. 
أرجو أن أكون قد أثرت بعض النقاط للحوار البناء من أجل المساهمة فى تحقيق هدف سام هو ضمان حق الإنسان العربى 
فى العيش فى بيئة سليمة بعد أن تدهورت معظم مكونات البيئة حولنا إلى الدرجة التى تستوجب وقفة جادة؛ وعددا من الإجراءات 
القانونية والتنفيذية الحاسمةء وقدرا واضحا من الفكر العلمى السليم لمواجهة كل هذه المشكلات. 


= السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 5٠.8‏ - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 





1 | 


]+ ولا وجود فى القاموس لكلمة "العولمة". على الأقل. حتى ما يقرب من عقد من 
| الزمانء بل ربما قيل إنه لا حاجة إلى الكلمة أصلا .. فمنذ أن أصبح فى مقدور 
هذه ليست 


البشر السفر والترحال والانتقال من موقع إلى آخرء وأن يجول او الكرة 

ا بشخصه وجسده ومداركه إلى أى موقع فوق سطح الكرة الأرضية كان 

ولكن طرح لعدد من للبشر تاريخ قبل أن يملك هذه القدرة .. وقت أن كان التنقل مهمة تصعب 
القضايا التى تثيرها ممارستها عبر بيئات طبيعية" شديدة التباين والاختلاف .. وربما سوف يكون 
: : للبشر مستقبل لا يظل مقصورا على العيش فوق سطح كوكب الأرض فقط . 


العولمة .. فكما سنرى, | وبين هذا الماضى وهذا المستقبل» تنهض ظروف مواتية لظاهرة وصفت مؤخرا د 
ليس للعولمة تعريف .. ا ظ 


قفا خو آله : - ا . e‏ 0 
١‏ يحوية | بينم تميز الفرنسية بين هذه 1220) 1000 
معدى .. هناك التعريف الكلمة و كلمة Mondialization «Mondial‏ اة 3 35 ك mr‏ 
للعولمة الناجم عن الاقم وليس الكوكب' .. والاشتقاق من 010631 يوطني واب 
المعنى الدارج للظاهرة, نراقي بینم الإشارة إلى 840806 عر[ تركز على التمر. الحا 
الحضارية .. ومن هنا ترجمة الرى: اللعولة" ب 'الکرک 2 یں» وعلى لجتوائب 
وهناك محاولات إيجاد ةيماع اام عرزت ایو ور ا کیاکی ادرال 
فر ری لكوم جوع سوس ل 
كاوها | لقول إن العولة" قد أشرفت على نهايتها .. ؛ ۱ a‏ دوافر ؟ حتى جاز 

للكلمة .. فلقد ترتب على کو ا > ٠ ٠‏ ودورد ان تشرف عليها. 
تعريف اتصوره جديرا بلعل قو وی انی ی 


الابهام المحيط بالكلمة يتسع لكوكب الأرض كله .. مستو. يعلو مستوى | تھا بروز مستوی 
التباسات شتى. فى عالم أوسع تصادفه فيه معوقا لعن اویه دان السيادة .. وينتشر 


ت ت ا چ ا 
تمر على الكرة الارضية و ٠‏ جذ منسوبة إلى مرجعية فضائرة لا 


“ها اللحظة الحرجة اللتى تزع وري| 


| 


RE‏ . “ع فر ة الى 5 ب 
5 | عن تلبية احتياجنات مزه الكدرم ر رر" ت ان الكرة الارضية تمجز 
ر فتتعر 8 ا د 
ی يسور ب وو 98 بات سدی س 
(*) كاتب بجريدة الأهرام . م پیر س ر ہے e‏ 
ب الجا ب 


8 ۰< 
السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ©٠‏ جات 


Scanned by CamScanner 


ع د س نجس موس ود وو 


محمد سيد أحمد 

الاختناق .. بالمعنى الحقيقى والمجازى للكلمة .. إننا بصدد عنق زجاجة فى تاريخ البشرية كله.. 

العولة هى آلا تبقى أسرى قشرة الأرضء أو حتى أعماق المحيطات» أو حتى أن نكون قادرين فقط على ارتياد الكواكى 
القريبة .. لقد نشات الكائنات الحية كى تعيش داخل ما يعرف ب "البيئة الحيوية 81050106156" المهيئة لحياة كائنات حدة؛ 
من الفيروس إلى الديناصور .. ومع ذلك فالاتصال المادى بين الكواكب وارد» ولو عن طريق الشهب والنيازك ويالذات 
البالغة الصغر منها .. إنها تجد نفسها منجذبة نحو الأجرام السماوية الضخمة ذات جاذبية بالغة القوة. 

ثم اكتشف مؤخرا أن كائنات "تعيش" فى ثنايا الشرائح الداخلية للأرض على الكبريت وليس على الأكسجين .. 
وبالتالى فإن تنويعات أشكال الحياة أكثر تعقيدا مما نتصور. 

العولة. باختصارء هى ألا نبقى أسرى قشرة الأرض .. إننا بصدد هذه المرحلة من التاريخ التى أصبع البشر 
يتطلعون فيه إلى تجاوز الامكانات المتاحة على سطح الأرض التى نشأوا أصلا فيهاء وذلك دون معرفة إلام يقودهم هذا 
الانفتاح على المجهول. 

تعريف العولة : 

ليس للعولمة تعريف محدد» بل جاز لنا تصور كل ما هو عصرى وحديث بأنه منسوب إلى "العولمة"'؟. ولكن لماذا 
اختراع مصطلح جديد غير كلمة "العالمية' عند الحديث عما هو منسوب إلى "العالم'؟ والحقيقة أننى أريد أن أنتقى 
موضوعات بعينها وأنا أتعرض لموضوع "العولة". بصفتها تنطوى على إشكاليات يحيطها غموضء ويحاجة إلى تأصيل 
.. وأول هذه الموضوعات إشكالية "تعريف" العولة.. 

فإن الجنس البشرى ينمو ويتطور على سطح كوكبنا .. وقد بلغ تعداده حوالى ستة بلايين ونصف بليون نسمةء ذلك 
بينما الطبيعة التى يقيم فيها سكان الأرض لا تنموء ولا تتسع, ولا تتمتع بنفس القدرة على التكيف والتغييرء ولا تبدى أية 
السؤال المطروح: كم من البشر بوسع كوكبنا استيعابه فوق سطحه دون الاستفادة من الفضاء الخارجى؟ وما العمل 
عندما يصل تعداد البشر إلى رقم لا تحتمل القشرة الأرضية احتواء ما يتجاوزه؟ 

هذا السؤال فى الحقيقة لا يتعلق فقط بكم سكان الأرض الذين يعيشون فى مختلف أرجاء الكوكبء وإنما أيضا 
بكيفية معيشتهم .. ب "الكيف” وليس بمجرد "الكم' .. ذلك أن الكيف مقرر للكم؛ والعكس أيضا صحيح .. فثمة "كم' مع 
مختلف مراحل التطور البشرى يلائم "كيفا' معينا والعكس بالعكس .. طبعا فى إطار نوعية محددة من الحياةء وشكل 
معين من الحضارة والنموء وتقاليد معينة من التاريخ .. إلخ ... إلخ. 

المهم فى هذا الصدد أن البشرية فى مستقبل منظور تقترب فى تعدادها من رقم يصبح تجاوزه خطرا على استمرار 
الحياة وأسلوب معيشة البشرء وأصبح مطلويا توسيع الحيز المناسب؛ حتى يصبح من الممكن توفير متطلبات الحياة 
لعدد أمثل من الأحياء على سطح كوكبنا وفى المنطقة المحيطة به .. هذا التكييف هو الذى يشار إليه بظاهرة "العولة". 

ظاهرة فريدة فى التاريخ : 

والظاهرة التى نتحدث عنها فريدة فى التاريخ .. ذلك ان التاريخ لم يرصد (حتى الآن على الأقل) جنسا أشبه 
بالجنس البشرىء لم يكن فى يوم ما حيا وحسبء بل أيضا صاحب قدرة على السلوك العقلانى, والتفكيرء والكلام 
وتبادل الآراء .. وقد كثر من حيث العدد حتى أصبح يشغل الكرة الأرضية برمتهاء ولدرجة الإشباع .. بوجه عام. سوف 
يتسع حيز العالم 'المعولم' ليشملء. من جانب» هذا الجزء من القشرة الأرضية التى سكنها البشر عبر التاريخ» وجزءا 
أخر من فضاء الكون الذى كانء لدرجة أو أخرى» 'مكشوفا' لحواس البشر: على سبل المثال» الشمس» القمر» بعض 
الأجرام السماوية, الخ 5 ان الإنسان بحواسه الخمس» يدرك وجودهاء وان أساء تفسير حقيقتها 2 والآن» بفضل ارتياد 
الفضاء. أصبح بمقدور البشر التوصل إلى 'لمس' هذا القطاع من الكون .. والتحقق من وجوده المادى؛ وإن كنا ما زلنا 
فى بداية عمليات الاستكشاف. 

إن مرحلة العولمة هى المرحلة التى تتجاوز فيها البشرية حدود كوكب الأرض لتنتمى إلى قطاع أوسع من الكونء ريما 
تبدأ بالحيز الذى يتضمن كواكب المجموعة الشمسية التى تدور -مثل كوكب الأرض- حول الشمس.ء ولتمتد -إن آجلا أم 
عاجلا - إلى كواكب أخرى منتمية إلى سيل نجوم مجرتنا.. وبديهى أن اكتساب منطقة الفضاء التى تخضع ل 'غزو' 
البشر هذه الأبعاد إنما هو عملية لا بد أن تستغرق قرونا .. فنحن إذن بصدد عملية سوف تمتد لحقبة تاريخية طويلة 
الأمد. متعددة الوجوه. 


٤١ المجلد‎ - ٠.٠٠١ يوليو‎ ١١١ السياسة الدولية العدد‎ Os 


Scanned by CamScanner 


حول إشكاليات العولة 


نحو تجاوز الحواس : 0 
: تضاف الخور > لا يعنى فقط تجاوز عقبة تعترض الانتما, 
تجاوز القشرة الأرضية لا يعنى مجرد استكشاف الكون الواسع لا يعنى 1 


إن ا لفآلم 1 اوشم فا ستتى ]1 
ê ٤ 5‏ ب 20 هناك حدود وبتشع واوسع واستموان ...ع 
قطاع أوسع من الكون, وإنما يفسح المجال للانتماء لت و jean‏ و 0 أله د 0 
متناهى الكبرء يمتد إلى ما لا نهاية. ببلايين المجرات التى يجرى استكشافها كل يوم .. ويتعذر التعرف عليها بحوارر 
e‏ ضيات. 


البشر الخمس وحدهاء دون الاستعانة بتكنولوجيا الفضاء البالغ الرقى, وبالعلم والاختبارات العملية e‏ 

إننا نستكشف المتناهى الكبر. ونستكشف أيضا المتناهى الصغر .. وليس المتناهى الصغر الذى نستكشفهر 
المتناهى الصغر فى البعد المكانى وحسب. وإنما أيضا فى البعد الزمانى .. وقد حصل الدكتور أحمد زويل على جائز 
نوبل فى الفيزياء لما اتجوّ اق سبال ارتياد المتناهى الصغر فى بعده الزمانى .. إن الإنسان بسبيله إلى التحررمر 
الحجم .. بمعنى أن حجمه الطبيعى لم يعد عقبة فى وجه ارتياد عوالم بالغة الصغر أو الكبر. 


متى بدأت العولمة؟ 

منذ منتصف القرن الثامن عشرء أرجع حكام الدول ما وصفوه بصلاحياتهم السيادية على رقعة أرض معينة إلى ما 
يملكونه من قوة سلاح .. أى إلى قدرتهم على دفع أية هجمة تأتيهم من قوة معادية؛ وهكذا يستقر لهم الحكم . 
25 لوجياء؛ أ هذا الح" | PS‏ نق يعدا لتبرد الهيمنة على السلطة. 
يديولوجيا. أرجعوا هذ لحق' إلى مكتسب إلهى؛ أو حق موروث, واى سند لح 00 

لقد ظهرت فكرة "السيادة" فى القرنين السادس عشر والسابع عشر فى وقت كانت أورويا فيه تبحٿ عن مرجع 
علمانية, تخرجها من الحروب الدينية» وبالذات الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت .. لقد وضعت هذه الحروب الأساس 
العلمانى لسلطة الدولة-الأم Nation-States‏ فى ضوء علاقات دولية تحقق لكل دولة سيادية حقوقا متساوية مع غيرها 
. كان الافتراض هو أن لكل دولة السلطة كى تحكم نفسها بنفسهاء كى تعلن الحرب على غيرها ... إلخ. ولكن طرأ على 
فكرة السيادة بعد ذلك تغيير .. إن القانون الدولى المعاصر, ومعه المعاهدات التى تربط الدول بعضها ببعضء قد غيرت 
من القواعد التى تحد من السلطات المطلقة المملوكة للدولة ذات السيادة: والتى لم تعد فعالة فى عصر التجسس من 
الفضاء .. لقد أصبحت الأمم المتحدة هى المستودع الرئيسى لهذه السلطات التى تباشر نوعا من الرقابة الشرعية على 
الصلاحيات السيادية. 

بمقتضى السلطات التى تفارسنها أمة فى حق مواطنيهاء فإن السيادة هى نقيض التعبير السياسى الطليق .. إن 
المهمة الأولى لأية دولةء هى أن تحقق لنفسها البقاء .. وإن إحدى طرق تحسين ظروف بقائها هى الحد من حن 
الصراعات الداخلية .. غير أن هذه الصراعات هى الطريقة "الطبيعية" الى ایی کیا كومات أنشطتها المعبرة عن 
جماعات ورؤى سياسية مختلفة» وكثيرا ما تكون متعارضة .. إن ممارسة السيادة فى الديمقراطيات الحديثة مقصورة 
على الأوقات التى يكون البقاء على قيد الحياة فيها موضع امتحان .. كزمن الحرب مثلا. - 

قبل العولمةء لم يكن يوجد مستوى أعلى 3 الدولة ذاءه = 5 ت 2 

د ا من مسبوى الدوا ذات السيادة .. كان رئيس الدولة أ 3 ٠‏ 
مؤمنا -قانونا- ضد أى ملاحقة .. وكثيرا ما شاهدنا رؤساء دول ينتهكون إلى ا مه اه هو أعلى سلطةء وكان 
د : 0 ويرتكبون الجرائم؛ ولا تكون الكلمة 
الفضاء الخا ¢ يالتالى تحدى سيادة أية دولة؛ د ۰ التعرد لعقويات 1 ل رة على ارتياد 
رجی؛ ود : ون ص :ت ۰۰ بل کان جاجارین. فی قت 
الفضاء .. لم يكن للعولة" فى ذاك الوقت وجود على وجه الإطلاق. فكت ما, يجول وحده 

مصير العولمة مستقيلا : 

ما مصير العولة مستقبلا؟ بادئ ذى بدءء علينا أن نسلم بأن العولة تزداد أهمية كلما أتيحت إنا : 
الفضاء الخارجى .. لقد تخيلنا بادئ الأمر أن كل الأجرام السماوية متماظة, فاك كازرهدها دا ى ٠‏ فرص أوسع لارتياد 
وق القمر أكبرهاء إن لم يكن أيضا أقربها .. ثم أصبح فى الإمكان تصوير الف ا فو كثر لمعانا من غيرهاء 
الغلاف الجوى للارض .. بالذات منذ إقامة المنظار الفلكى هابل" الث ده وهنا تبين إن جى من مواقع فضائية خارج 
تدا می کل وات ان كانت الصرى اھ رھ شا نا ای ری لصورة مختلفة نوعيا عما كان 

8 ٠ صعر‎ - ٠ 5 3 ملا . الذ‎ o. مه‎ ٠. . - a - 

امجموعة الشمسية إلا نجم فى مجرة تضم ملايين النجوم فى عالم يتسع لبلايين المجرات لنجم صغير نوعا. وما 


قدرئنا على اسنتكشاف الفضاء الخارجى. زدنا علما س دين الكين الواسع؛ وردنا إدرا ب ۳ 0 


دنا اد اکا یما لا نعلمه .. وكلما اتسعت دائرة ما نى ف |د a‏ . 
الواسع, زدنا إن . 4 حي در دعرهه, اتسعت بشع( 2 زدنا علما بالكون 
وكلما اتسعت دائرة ما نعرفه بطريقة طلقةء تقلص د فتنا هذه بطريقة نسدرة 0 ب ما ندرك أننا لا نعرفه 0 

> لصعدى أن زسدية 


١‏ ما نعرفه إلى ما ندرك 
السباسة الدولبة العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ ا 


Scanned by CamScanner 


محمد سید أحمد 

أننا لا نعرفه نسبة تتضاءل باستمرارء رغم تعاظم ما نعرفه. 

وهنا يثور سؤال: ما علاقة الانتقال من "العولمة" إلى "العالمية" بالانتقال مما يوصف بما هو ”قبل العولة" إلى “العولة”؟ 
الشىء المؤكد أن معرفة البشرية بالعالم المحيط تزداد ثراء مع تتابع تجارب الحياة .. ولا صحة للإدعاء بأن المزيد من 
هذه التجارب من الممكن أن يكون مصدر إفقارء على الأقل فيما يتعلق بالمدى الطويل .. من الممكن أن تنمحى حضارات؛ 
ومن الممكن حتى أن تسهم البشرية فى القضاء على نفسها .. وكاد النظام الدولى الثنائى القطبية يفضى إلى عملية افناء 
ذاتى للجنس البشرىء ولكن تطلع البشرية إلى أن تعيد بناء الحياة تطلع يظل حيا مادامت هناك حياة. 

إن تجاوز العولمة إلى العالمية إنما يعنى انتصار الديمقراطية .. وزوال الدولة ذات سيادة إلى نوعية مختلفة من 
العلاقات بين الدول .. إنه ينطوى على تطوير مفهوم السيادة, إلى اكتشاف أبعاد لها لم تتحقق بعد .. ومن أهم سمات 
عالم ها يعد الول : فك ا س السيادة والأرض .. ومن العوامل التى نهضت بدور أساسى فى هذا الصدد بلوغ 
القدرة التكنولوجية على غزو الفضاء الخارجىء وبحث قضايا مثل ملكية الفضاء» وملكية القمر وغيره من الكواكب .. 
وغزو أعماق المحيطات والبحار والإقامة فيها. 

والسؤال الأعم هو: هل العولمة مرحلة انتقالية؟ بمعنى أن حلول العالمية هو تعبير عن نهاية العولة .. أم العولة هى 
مرحلة ممتدة. متواصلة. موضع تطور دائم, وبالتالى لد 5 مرحلية أو مؤّقتة؟ 

أسئلة مهمة : 

إن دراسة ما سميناه "المستوى الأعلى الجديد" [1[2116153-]205 أو ما يمكن تسميته "السيادة المصطنعة"., 
أى المنفصلة عن مواقع منشئها .. 1201111165 061-50056 إن نموذج سويسرا -الاستثنائى- إن كل هذه البدع وارد 
فى هذا الصدد أن تتحول إلى قاعدة .. والملحوظ أن العولة تحرك آلية تكسب الأثرياء مزايا وتعمق فجوتهم مع الفقراء. 
لاضطرابات متجددة. 

أين "الاتحاد الأوروبى" من مستوى ما فوق مستوى الدولة ذات السيادة"؟ ما مصيره مستقبلا؟ إنه قائم على 
ابتداع مستوى عالمى جديد يعلو أية تجارب أخرى .. ولكن لا يصل إلى مستوى "الجمهورية الأوروبية' .. إننا بصدد 
مستوى لا هو مستوى الدولة. ولا هو الاتحاد فحسب» ولا المستوى الأعلى الشامل للكرة الأرضية كلها. 

هل يتكرر الاتحاد الأوروبى أم أن ظروف الحروب العالمية التى شهدتها أورويا فى القرن العشرين وراء هذه التجربة 
الفريدة؟ فل من المتصور اتحاد عريى مماثل؟ وماذا فى مثل هذه الحالة غن إسرائيل؟ هل يكون الاتحاد العزيى فى 
لن تستقر حدود الدول فى المنطقة بصفة نهائية؟. ثم ماذا عن التجرية النقيضء أى تفسخ دول وتفككها إلى أقاليم لتصبح 
-أى 5 تصبح- هى الأخرى دولاء كتجرية جمهورية التشيك وسلوفاكيا مثلا ؟ ماذا عن تجدد "الإقليمية" 1681002211510 
كوجه مضاد ومكمل لعمليات الاتحاد؟ ثم متى بدأت العوللة ومتى تنتهى ؟ هل مع تعميم النظام الدولى "العولى' .. أم مع 

ثمة أشكال جديدة من السيادة .. السيادة "بالريموت كونترول" (الذى يجرى تحريكه عن بعد) .. بل السيادة المنفصلة 
عن الأرض .. السيادة المرتبطة بآلية "الشبكة" .. ثم التسليم بأن العولة مرحلة انتقالية .. هل عبر كيانات مثل أوروبا أم 

ثم هل من عالمية فى نهاية المطاف .. أم هى مرحلة انتقالية بطبيعتها؟ بمعنى أن أجزاء من السيادة أصبحت عقبة فى 
وجه التقدم .. وأجزاء من العالمية لم تنضج بعد .. إن العولة ليست عملية سلبية» بل تسهم فى إنتاج مزيد من الاستقطاب 
صوب العالمية .. وهى أيضا تعرض البشرية لمزيد من خطر الإبادة والفناء .. إن أبرز الصراعات من قبل كانت بين البشر 
.. أصبحنا مهددين الآن بأن تصبح أكثرها ضراوة هى تلك التى تجرى فى مواجهة الطبيعة (تسونامى جنوب آسبا 
ذكرتنا بذلك) .. بل قد يحاول البعض الاستفادة من المواجهة مع الطبيعة لتبرير منطق يقول إن تعداد البشرية ينبغى أن 
ينخفض» وإشاعة نظريات عنصرية كالقول إن ازدهار البشرية مسألة كيف قبل أن تكون مسألة كم!! فلنقض على الكم 
الذى لا يضيف!. 

فى حالة عدم وجود تمايز فاصل بين العولمة والعالمية, فلا مجال لاستخدام مصطلحين 5 وفى حالة وجود فاصلء فما 
هى نوعيات الأنظمة التالية على العولمة؟ هل تكون امتدادا لها أم تأتى بانقلاب عليها بثورة عنيفة أو غير عنيفة ضدها؟ 


- ۷ السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 7.0.5 - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


حول إشكاليات العولة 

ذلك أن الانتقال : العولة إلى ما بعد العولة ليس صورة عكسية للانتقال مما قبل العولة إلى العولة .. على ب 
الكال: ظاهرة اتفسال السيادةعن الارن, أ القدر من الكون المحيظ الذى بوسح التشى الوسصول إليه:. أو در 
الإنسان 2 بلوغ المتنافى الكبء أو المتناهى الصغر» ستكون كلها بوسائل تختلف نوعيا عن تلك المتاحة إلى الآن .. إر 
أن يكون للانسان الع بتي عن الذين نالفهم نتيجة الاساءة بيئيا إلى الكوكب .. (الإيدز .. ثقوب الأوزون الدفين 
.. تحرر المرأة .. أن يصبح لها مقام وأدوار تختلف عما ألفناه لها منذ أقدم العصور). 

ثم هناك المشاكل الأبعد مدى .. كالإقامة فوق سطح القمر .. أى الاستيطان فى كواكب قريبة تحتمل الحياة البشرين 
فوق سطحها .. هل وارد الاتصال بكائنات حية, ذكيةء تملك القدرة على تطوير لغة مشتركة مع البشر فى محيط يتجاور 
الكرة الأرضية؛ وفى مواقع لا يبعد عن كوكبنا حد استحالة الوصول إليها؟ 

لنتصور القدرة على إجراء عملية جراحية لحشرة على سبيل المثال .. أى عن طريق "مستشفى" ندخله الجسم ونوصل 
مثلا إلى المخ عن طريق آلات متناهية الصغر .. ما نوعية العلاقات البشرية فى ظل مجتمع يتسم بمثل هذه السمان؛ 
هذه كلها نوعيات من "الانقلابات" تختلف عن النوعيات التى ألفناها حتى الآن. 


العولمة وثورة المعلومات : 

إن ثورة المعلومات هى الوجه المكمل للعولمة .. إنها مؤشر من مؤشرات "المعلوماتية" 1721011236105 .. بمعنى أن آلية 
المعلوماتية هى آلية العولمة .. وبالذات فى مجال "البحث والتطوير" .. © & إن وسائل الإنتاج هى عبارة عن معلومات, 
عن أنباء» لأن أدوات الإنتاج عبارة عن متغيرات» ولم يعد ينظر إليها كثوابت لسرعة إيقاع التغيير فى حضاراتنا 
المعاصرة .. إنها الإمكانيات التى أصبحت متاحة للانتقال من نقطة إلى أخرى .. وخدمة أكثر من غرض فى أن واحد. 
لأن الحياة لا تلبى مطلبا واحدا فقط فى وقت محدد .. هناك التفاعلات المتبادلة فى أكثر من اتجاه .. ومن هنا بروز 
وضبطه» بإعمال آلية التغذية الıkaية Feedback‏ أى الاقتراب التدريجى من الهدف» من خلال آلية الخطا والتصحيح. 

البشر والطبيعة : 
بون سا سبق» واا لو اشنا كتعريف للعولة ما سبق أن حددناه» فإننا ما زلنا فى بدايات طريق طويل 
سي ب 2 الوقوع فى أخطاء تعرضها للهلاك؛ فليس من المستبعد» فى يوم ماء اكتشاف 
سبل للاستعان بالعول للاتصال بكواكب اخرى.. وكمثل على ما نعنيه لنفتوض - وهذا متاح - ناء بفضل تقدم العلم 

پا چ ا 8 > رص فى “ريخ محدد فى الستقبل, وليكن مثلا بعد ريع قرن .. وأن هذا النيزك 

سيصيب كوك وتران يالفة كما هدك للفيناضورات مذ +115 یون تست مقلا قل تين البشر سا e‏ 
على وجه السرعة لابتداع تكنولوجيا للصواريخ قادرة على حرف النيزك من مساره؛ وإنقاذ الجنس الءة و و 
تكون الأولوية للفئات الممتازة كما كان الحال مع الباخرة الفاخرة "تايتانيك" ان اتيا كتلة به ا ج هل 
رحلاتها عبر المحيط عام 1117؟ لقد منع بقوة السلاح مسافرو الدرجة الثالثة من الاقترا تين اياي 
يستقلها فقط مسافرو الدرجة الأولى! .. بعبارة أخرى؛ أن يحتدم البشر فى مصا امه النجاة .. حتى 
هجمة الطبيعة!. 0 لبشر لعجز البشر عن مواجهة 

هذا هو المنطق الذى يقف وراء سلوك اليأس والإحباط المفضى إلى الإزهان . و 4ل . . . 
البشرية ككلء يتم الاستسلام لفكرة التخلى عن جزء من الى أى الأنعاب .. فى ظروف يتعذر فيها حل مشاكل 
لكا ْ © مصخت ی و الکن يور باهو هذا 

سلبيات العولمة : 

ومن هنا نقول إن العولمة تنطوى على سلبيات أيضاء مصدرها آليات النظام؛ وليست 
شأن التغييرات الجسيمة التى تدخلها العولة على بنية الاقتصادء وزعزعة الأنظمة | 
فرص الفقرا لاستفادة من التحولات الكيرة اتاحة وادفع الجتمع زمر .ري رى النائة فإن فرص الأثراء اكب من 
بزدادوا ثرا ويتعرض الفقرا لزيد من التردى والفقر. والفسان . إن و اا من الاستقطاب» حيت يترافر ريا ان 
عمقاء ومهما قيل عن جهود لتخفيف وطاة ا التباينات, فإنها لا تستمر K3‏ عن التباينات الاجتماعية تزداد 
هشاشة aE‏ ۰ ا ل فيها قبل أن تحدئ و e‏ من آليات النظام, وإنما من إدراك 
أعذارا للتقليل من شان الضمانات الاجتماعيةء وتحميل العبء على الأقل قدرة على : لضراوة التنافسء فإن هناك دائما 


مجرد سلبيات عا 022 7 
لقائمة. فا رصه .. فمن 


ا ج الأوضاع. 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ف = الجلد ٤٤‏ تر 


Scanned by CamScanner 


بحو و سنو ع صرح N‏ وا ٠.‏ ا ع ب س ممم 


محمد سيد أحمد 

يتفسن المنطق: نجد اتجاه العولمة لعدم احترام مبدأ المساواة بين المواطنين فى المجتمع؛ مهما قيل فى ادعاء عكس ذلك 
.. إن التكنولوجيا الحديثة تتجه باستمرار إلى إحلال الآلة محل الجهد البشرى فى بناء صرح الصناعة: وبالتالى فثمة 
مصلحة فى بلوغ البطالة حدا معيناء لا تتجاوزه» فتظل للعاملين قوة تفاوض فى تحسين الأجور والمرتبات, ولا تحد مه 
فتتجه الأسعار إلى الارتفاع .. إن هدف العولمة ليس تحسين معيشة المجتمع» بل ضمان تعظيم الأرباح» ومن هنا 
فأصحاب صانعى القرار ليسوا هم بالذين يقررون مجريات الأمور. 

ثم إن العولة تتجه بالاقتصاد فى اتجاه العسكرة, لأن صناعة الأسلحة أكبر مصدر ربح فى أى مجتمع.. وبسبب أن 
العولة مجتمع يقوم على التنافس الحاد, فإن التسلح - وكذلك تكنولوجيا الفضاء - "ضمان اقتصادى' لرجال الأعمال 
فى مواجهة "الضمانات الاجتماعية" التى يسعى العمال إلى الحصول عليها. 

هل من مخرج؟ 

هل من علاج لهذا التدهور؟ هل يفضى منصطق العولة إلى نقيضه: إلى واقع مستقبلى يتجاوزه وينفيه؟ هل من الممكن 
تصور مخرج لهذا المأزق التاريخى الخطير؟ هل من جدوى لمناقشة الفكرة المطروحة فى الشرق الأقصى عن "التكامل” 
مع الطبيعة؛ بدلا من الفكرة الغربية عن "التناقض" مع الطبيعة؟ فى هذه الحالة؛ يكون التكامل والتناقض وجهين لعملة 
واحدة .. التكامل هو نتيجة الجهد المبذول للانتصار على التناقض .. هو الانطلاق من الإيمان بأن الانتتصار على 
التناقض ممكن. 

إن مفتاح الموقف -وهذا درس العولمة الأول- هو أن يجرى تغليب التناقض مع الطيبعة على التناقض بين البشر .. 
وأن تتخذ الديمقراطية أداة لنزع عامل العنف من عملية التحول .. تحت تهديد الإفناء الذاتى أو المتبادل .. إن البديل 
الديمقراطى كفيل بأن يحل محل العنف كمفتاح لتجنب الحرب .. والانطلاق من افتراض أن كل تناقض وارد حله بطرق 
سلمية؛ وأن القضية هى اكتشاف الآلية التى تفضى إلى هذه النتيجة. 


ااا السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 7٠.0‏ - المجلد ٤٠‏ 


Scanned by CamScanner 





الكتابة عن الأعوام 
الأربعين الماضية هى 
دوع من التأريخ وكتابة 
التاريخ .. التاريخ 
المعاصر. ويقول لنا 
المؤرخون إن التاريخ 
متصل الحلقات. ولكن 
هذه الحلقات المتصلة 
تكونها أحداث, 
والأحداث - الكديرة 
خاصة - تصبح علامات 
طريق فى حياة الأفراد 
كما شى فى حياة الدول 
والشعوب. 


(») مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط , و 


السياسة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


ل ال الف ووم ها لوكي اتور الك ية إن ا 


أحداث مماثلة تترك بصماتها على حياة الشعوب وعلى هيكل التفاعلات الدولية 


AVY‏ منظر الهجوم الانتتحارى على برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك 


| 


٤١ المجلد‎ - ۲٠.٠١ يوليو‎ ١ 


فی سبتمبر عام ۲۰۰۱ غزو العراق فى عام ۲٠١۳‏ .. أهمية هذه الأحداث 
الكبيرة - علامات الطريق فى التاريخ المتصل الحلقات - أنها تفصل "قبل" عن 
بعد فنقول مثلا قبل أو بعد اغتيال الحریری» أو انسحاب سوريا من لبتان .. 

إن ظهور العدد الأول من مجلة السياسة الدولية يعتبر علامة على طريق 
الفكر السياسى العربى» خاصة مع استمرارية هذه المجلة لمدة ٤٠١‏ عاما فى 
متها المت يم الوس قن الفك ركسا في:اللمارسنة. اللي ونان اختلاف 
حت الاق وكتابها: وحتى توجهات المجلة, ولكن المهم أن هذه المجلة 
ستمرت فى الظهور بصفة منتظمة لمدة 25 عاما. ولكن ماذا عن الهيكل 
الأساسى للنظام الدولى وتفاعلاته فى عا 6 , عا COTE,‏ 
الآن؟ م م صدور المجلةء وأين نحن 


مقولتى الا قن عاو 3ت 

ساسية فى هذه المقالة - الاحتفا ن أهم سمة لهذ 
التفاعلات الدولية خلال الأعوام الأريعين إل الأ هى أن أهم سمة لهذ 
الللطلات ااي خلال ا و کے ا ر 
دو ا كه ول ومؤسساتها الرسمية والتمثيلية) إلى نظام عالمى 
ى كثافة التفاعلات بين الشعوب والأفراد", بحيث اننا فعلا فى طور ھر 


يبدا الجزء الأول باست: 
: ول باستخلاض سمات عا 56ل فز . 
ا ا ساس الى 
ديناميكات a‏ يي 0 اريخ الكوبية. أما 1 ٤‏ الخاد لهاوية . / 0 
7 ة الثنائة 5 ثيةء وأثر ظهور العا . : ئی» فيركز 4 
لقطبية الثنائية الجامدة إلى قطبية مرنة لم الثالث لكي تتحول هذه 





ج و لی 
سے 


57 العلاقات الدولية والاقتصا 


د السياسى , 
ع وتان "ى ٠‏ الجامعة الأمريكية بالقاهرة . 


za aoa EEK 


د بهجت قرنى 

ويتعرض الجزء الثالث للانفراج الدولى الذى سيطر على مقادير العالم فى فترة السبعينيات: ويركز اهتمامه على 
ا سکن اکا أما الجزء الرابع» فيواجه نهاية الحرب الباردة بإثارة السؤال الأساسى : هل نحن فعلا انتقلا 
إلى نظام عالمى جديد؟ ولكى يجيب على هذا السؤال» ينتقل بين الفكر والسياسة لاستخلاص السمات الأساسية 
لتفاعلات الدولية منذ بداية التسعينيات» وسيطرة النظام العالمى أحادى القطبية. ثم - فى الجزء الخامس - الآثار 
السياسية للعولمة خاصة فيما يتعلق بدعائم ثلاث للتفاعلات العالمية المعاصرة : وضعية الدولة (الفاعل التقليدى منذ 
١‏ تتا مفهوم السيادة الوطنية, ثم مفهوم الأمن القومى. ثم تحاول الخاتمة التأكيد على الصفة الأساستة 
للتفاعلات العالمية فى الوقت الحاضر وآفاق المستقيل. | 

أولا - عام 1956 : القطبية الثنائية بعد حافة الهاوية : 


على مستوى أحداث النظام الدولى - كما كان يسمى أساسا فى ذلك الوقت - لم یکن عام ٠۹٣١‏ عاما استثنائياء 
ولم يشهد e‏ کار للعنادة. انی النظام الدولى ثنائى القطبية يعيش فى ظل ميزان الرعب النووى. كانت الكتلتان - 
الشرقية والغربية - لا تزالان تشكلان نظما مغلقة على نفسهاء وكانت الحواجز كبيرة بين هاتين الكتلتينء ولم يتم نجاح 
جهود الانفراج الدولى إلا بعد ذلك بسنين مع تحرر التبادل التجارى. خاصة نجاح مؤتمر هلسنکی عام ٠۹۷١‏ (كما 
سنرى فيما بعد). 

بالنسبة للولايات المتحدة؛ كان عام 1976 عام الانغماس أكثر وأكثر فى مستنقع حرب فيتنام واستنزاف موارد هذه 
الدولة العظمى المالية والبشرية وحتى رأسمالها الاخلاقى والسياسى:؛ وذلك دون حل يبدى فى الأفق. شكلت هذه الحرب 
الأمريكية أهم مظاهر الضغوط المتزايدة على الدولار - العملة الرئيسية فى أسواق المال العالمية - والذى كان يقوم بدور 
ركيزة النظام النقدى العالمى؛ ولكن انتهى الأمر بتحويل الدولار - فى أوائل السبعينيات - إلى عملة "غير ذهبية" يتراوح 
سعرها فى سوق الأوراق المالية طبقا لأداء الاقتصاد الأمريكى. تحرر الدولار إذن من أن يكون ركيزة النظام المالى 
العالمى» واستردت الولايات المتحدة حريتها فى اتخاذ القرار منفردة بتخفيضه أو رفعه. 

على الجانب الآخر فى الكتلة الشرقية؛ كانت شعوب هذه الدول فى عام 19714 تتململ فى صمت ثم فى همس 
استعدادا 'لربيع براغ", ولكن الغزى السوفيتى لتشيكوسلوفاكيا فى 11718 منع هذا الهمس من أن يصبح صياحا وثورة 
جامحة تطيح بالنظام الاستالينى السائد فی هذه الدولء ولكن إجهاض ربيع براغ لم يمنع تزايد المد الشعبى مثلا فی 
ثورة النقابات فى بولندا فى السبعينيات والثمانينيات. 

ولكن أهم ما كان يميز العلاقات بين الكتلتين فى عام ٠١١١‏ هو استخلاصات أزمة الصواريخ الكوبية عام ٠۹٦۲‏ 
أن العالم اقترب بخطورة شديدة من حافة حرب نووية مدمرة شبيهة بانتحار للكوكب الأرضىء غير أن الاتحاد السوفيتى 
والولايات المتحدة تمكنتا فى آخر لحظة تقريبا من وقف نذير الانتحار المتبادلء ولكن تجليات الأزمة تركت آثارها على 
سلوك القطبين الأعظمين اللذين قاما بالتفكير جديا وعمليا فى تجنب مثل هذه الأزمات بعد ذلك؛ حتى لا ينفلت العيار عن 
طريق قرار خاطىء أو حادثة معينة. وتصبح الحرب النووية واقعا مميتاء ويتحول "المستحيل" إلى ممكن مدمر. 

كان أهم قرار غداة هذه الأزمة هى إنشاء خط التليفون الساخن للاتصال المباشر بين واشنطن وموسكو لتبادل 
المعلومات فورا وتجنب أى سوء فهم أو سوء إدراك يؤدى دون قصد إلى عواقب وخيمة فعلا. 

ثانيا - بعض المرونة فى القطبية الثنائية : 

فى عام ١٠۹٠ء‏ لم تكن هذه القطبية الثنائية جامدة تماما كما كان يتصور الكثيرونء ولكنها كانت قطبية ثنائية مرنة. 
فأولا. كانت هناك خلافات داخل كل من الكتلتين» وكانت هذه الخلافات فى كثير من الأحيان خلافات أساسية وليست 
عابرة. ففى الكتلة الشرقيةء كان هناك الخلاف المذهبى بين الاتحاد السوفيتى من ناحية والصين وألبانيا من الناحية 
ولكن على المستوى الاستراتيجى النووى. 

ولكن - ثانيا - كانت أهم مظاهر المرونة فى القطبية الثنائية الحاكمة للعلاقات الدولية آنذاك هى وجود طرف ثالث 
خارج الكتلتين : مجموعة دول عدم الانحياز أو العالم الثالث كما لا يزال يعرف حتى الآن. فمثلا قبل ظهور مجلة 
المؤتمر بعدة شهور - أى فى يونيو عام 1575 - عقد الدورة الأولى لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة N٣146‏ 0ا 
فی جنیف› وتولى رئاسته الاقتصادى الأرجنتينى البارز رؤول بريبسن, المطور الأكبر لنظرية التبعية فى شرح التخلف 


- £ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 7٠.5‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


من النظام الدولى إلى النظام العالمى 
1 2 خ - ۰٠‏ 5 ع ا 6 

الاتتصادى والاجتماعى. وأكبر مقابل النظريةالاقتصادية اليبرالية كما انتخب نائبا لرئيس هذا تمر د عبد الم 
القيسونى؛ وزير الاقتصاد آنذاك فى الجمهورية العربية المتحدة. كان ون 5 بمثابة النقابة الاقتصادية العا 
الثالث ويزغ منه بعد ذلك بقوة احتجاجية - عقائدية وسياسية - كبيرة مجموعة ال ۷۷ . 

وبالرغم من فشل عقد مؤتمر القمة الإفريقية - الآسيوية - أو باندونج الثانى - فى الجزائر فى عام ا 
أعضاء مجموعة دول عدم الانحيازء وكذلك مجموعة ال ۷۷ استمروا فى النمو والتزايد (يبلغ عدد اق مجموعة ال ۷ 
حاليا ١١١‏ دولة). ونجحت هذه المجموعة فى فرض اهتماماتها ومشاكلها على أجندة السياسة الدوليةء وأصبحر 
موضوعات التنمية أو مشاكل الديون سمة "الصراع بين الشمال والجنوب" الذى ينافس فى الأهتمام به 'الصراع بر 
الشرق والغرب". 

ثالثا- السبعينيات قمة الانفراج الدولى .. عملية هلسنكى ومغزاها : 

سواء بسبب 'لحظة الحقيقة" أثناء أزمة الصواريخ الكوبية؛ أى بسبب المشاكل الداخلية فى كل من الكتلتين» أى بسبر 
ازدياد 9 وعنفوان دول العالم الثالث. تحولت مرونة القطبية الثنائية تدريجيا إلى انفراج دولی» وظهر أحد المعالم 
الأساسية لهذا الانفراج على المستوى العسكرى فى الاتفاق الاستراتيجى الأول 541-11 أثناء زيارة الرئيس الأمريكى 
نيكسون لموسكو فى عام 1177, واستمر هذا الاسترخاء العسكرى. حيث تم توقيع الاتفاق الاستراتيجى الثانى 5۸11 


4 فى عام 1415 فى اجتماع بين الرئيس الأمريكى كارتر والسكرتير الأول للحزب الشيوعى السوفيتى ليونيد بريجينيف 
فى فيينا. بين 'سولت“ الأول و 'سولت' الثانىء انسحبت الولايات المتحدة من فيتنام» كما تم توقيع اتفاقية هلسنكى فى 
الاين ۴° من جانب كل الدول الأوروبية (ما عدا ألبانيا)ء بالإضافة إلى الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة 
وحددا. 


فس ينه الاتفاقية علامة مهمة فى الانفراج الدولى وفى مسيرة النظام العالمى: لأنها أصبحت نموذجا يحتذى به 
بالحدود القائمة مند الحرب العالمية الثانيةء خاصة الحدود بیس ألمانيا الشرقية والغربية, وكانت هذه سياسة مهمة یطالی 
الشرقية على فتح الحدود لتنقل الأفراد وتبادل المعلومات» ويالتالى بدأ الاتصال المباشر بين الجماعات والشعوب وتزعزع 
انهيار هذا النظام الذى وصل إلى مداه فى عامى 1585و1940 , معلنا نهاية الحرب الباردة والقطعة 0022 
يجب التأكيد فعلا على أن السبعينيات كانت الفترة الذهبية للانفراج الدولى (هذا الانفراج الذى لم يتر 
الحرب الباردة الجديدة التى تزامنت مع وصول ريجان للسلطة فى بداية الثمانينيات)ء وأن عملية ا ت 
معالمهاء لأنها كانت نقلة نوعية فى العلاقات الدولية لتأكيدها على مبادىء شبه ن أ "ا ٠‏ ۵ سى جسدت 
E 86‏ ت بادىء شبه جديدة فى علات بين الدول مثل حقوق 
الإنسان وحرية التنقل وتدفق المعلو ت فيما وراء حدود هذه الدول؛ وبالتالى أصبحت تشكل أولى إرها 3 
العالمى الجديد الذى أعقب نهاية الحرب الباردة. : وألى إرهاصات النظام 


رابعا - نهاية الحرب الباردة : نظام عالمى جديد ؟ 

النظة التوغية الكبرى فى هذه العلاقات الدولية في بلا شك :فى عامى :1146-9514 لى ب د 
أورويا الشرقية؛ ثم انهيار الاتحاد السوفيتى ومعه نهاية الحرب الباردة والقطبية الثنائىة ٠ا‏ يسمى ثورة الشعوب فى 
الكبير إرهاصاته ونتائجه الفكرية. 1 2 ٠‏ وبالطبع كان لمثل هذا الحدث 


فمثلاء اعتبر بعض المفكرين - وفوكوياما أشهرهم - أن أحداث بداية التسعينيان ل ).١‏ . . 

ولكن نهاية التاريخ نفسه كما عرفناه» بمعنى أن الصراع الأيديولوجى الذى حك 0-6 تعلن فقط نهاية الحرب الباردة 
القرن ال 14 ثم قيام الثورة الروسية فى عام 1511؛ ثم تأسيس الاشتراكية الدواية ا شيوع الفكر الماركسى فى 
العالمية الثانية - قد وصل إلى مداه بهزيمة هذا التيار وحسم المعركة بالضرية القاخية © الشرقية عقب انتهاء الحرب 
الرأسمالى. وقد يكون فوكوياما ومدرسته محقين فى هذه النقطة, مي إن إ. ٠‏ شريبا لصالح النظام الليبرالى 
أمتتوازية وعتفوان بعضي النظلع المتياسما خارج ا#دففا لثى كائت يوي اع ع د “تماد السوفيتى قد اثر على 
النظم - باستثناء كوبا مثلا تحت قيادة aa E N‏ الدولية. ويدات هذه 

ا ريه لکی تقوم بتطبيق 


اا اة الدولية العدد 1713 يوليو ٠٠٠١١‏ - المجلد 6٠‏ ات 


Scanned by CamScanner 


جا سه مسد م مس 


د . بهجت قرنى 

سياسة 0 واقتصادات السوق أو ما يعرف الآن بتوافق واشنطن 00115725105 5[108]08ة'81 116 الق: 
على شيوع افكار وسياسات صندوق النقد الدولى ومستشاريه. 2 

۲ تدرج دولی معقد ولكن نظام أحادى القطبددة : 

إذا ع ومدرسته محقين فعلا فيما يتعلق بتفسير نهاية القطبية الثنائية على أنه انتصار للفكر الليبرالى 
والعسكر الرأسمالى: فإنهم عير محقين فى توجههم بان انتصار هذا الفكر يعنى أن العالم يثعم فى جنة من ال 
5 1 01 6 بان ر يعدى ان يدعم فى جنه من السلام 
و تسو بن . ففى الواقع» لم تتوقف المنافسة داخل المعسكر الرأسمالى بل على العكس زادت مع اختفاء 
اي ا ا فيما سمى حروب التجارة" بين الولايات المتحدة واليابان» ثم إن الحروب العرقية أو 
حروب الهود لم تتوقف بل زادت أيضاء وأصبحت تهدد كثيرا من الدول: ليس فقط فى العالم الثالث بل فى أورويا أيضا 
كما هو الحال فى إسبانيا او فى يوغوسلافيا والتى انتهت بتقويض هذه الأخيرة. 

أدت نهاية الحرب الباردة الى تطور فكري آخر خاص وتحديدا بهي> النظام الدولى: وتركز هذه المدرسة على السؤال التالى : 

ماذا a‏ القطبية؟ هل هو هيكل عالمى متعدد الأقطاب أم - على العكس - أحادى القطبية؟ وكان من 
الطبيعى أن ينقسم المنظرون بين مؤيد لتغددية الأقطاب ومعاركن لهناء ونفن الاخقلاف والجدال بالفسية للإحابية 
القطبية. ٠‏ 


بالنسبة لنا فى منطقة الشرق الأوسط -على الأقل-. فإن هيكل النظام العالمى هو أحادى القطبية؛ فحتى قبل غزو 
العراق» سل المحافظون الجدد الذين يحكمون فى واشنطن منذ وصول بوش الى السلطة أحداث ١١‏ سبتمير لتطوير 
استراتيجية استباقية وفرزض سيطرتهم وسطوتهم على الغالم: بحيث لم تصبع الولآيات المتحدة فى الشرق الأوسط قوة 
افتراضية فقط ولكن قوة شرق أوسطية حقيقية تجثم قواتها على الحدود مع إيران» السعودية وسوريا وتركياء بل تحوات 
عن طريق الحكومات الخائفة أو الموالية - ليبيا أو العراق - قوة ذات شأن فى بعض المنظمات التى لا تكون صراحة 
مشتركة فى عضويتهاء مثل الأويك. 

ولكن الهيكل الأحادى القطبية يتعدى منطقة الشرق ليؤثر على مقادير العالم فى أركانه المختلفةء على الأقل من ناحية 
القوة المادية. خاصة العسكرية. فمثلاء تتعدى ميزانية الدفاع والتسليح فى الولايات المتحدة مجموع ميزانيات الدفاع فى 
الدول التسع التى تليها مباشرة مجتمعةء كما أن الناتج القومى الأمريكى يبلغ أكثر من عشرين ضعفا فى دولة بازغة 
مثل الهند. وتسعة أضعاف الصينء وثلاثة أضعاف تقريبا الناتج القومى فى اليابان» وأكثر من خمسة أضعاف ألمانيا 
وحوالى 1 أضعاف بريطانيا العظمى. 

كما أن مؤشرات الإبداع/الاختراع وكذلك التنافسية التجارية تعطى المقام الأول للولايات المتحدة دون منازع؛ وهو 
نفس الحال بالنسبة لغزو الفضاء» ففى عام ۲٠٠۳‏ مثلا أرسلت الولايات المتحدة ٠١‏ مركبة فضائية بينما لم ترسل 
الصين غير ١‏ وفرنسا ٤‏ والهند ۲ وكذلك اليابان. 

كما أن الولايات المتحدة تسهم بحوالى ربع ميزانية الأمم المتحدةء وأكثر من خمس ميزانية صندوق النقد الدولىء 
ونحن نعرف أن نظام التصويت فى الصندوق يعتمد على مستوى إسهام الدولة فى الميزانيةء كما لايزال الدولار - رغم 
صعوده وهبوطه - العملة الدولية الأكثر استعمالا فى الحسابات العالمية. كما أن طريقة عمل النظام الأمريكى وميزانية 
البحث العلمي المخصصة له جعلتا هذا المجتمع ركيزة الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات التى توجه كثيرا من أحوال 
العالم فى هذه الآونةء فالأمريكيون يحتلون دون منازع المرتبة الأولى فى الحصول على جائزة نويل فى الاقتصادء وفى 
الطب» وفى الطبيعة. وفى الكيمياء بفارق عدة أضعاف عن مواطنى الدولة التى تليهم؛ وهم أكثر الناس الذين ينتجون 
ووشترون كتبا, آى يستعملوق الإتتزنت > وأيضساً بقارق عدة اشتعاف عن امقالهم فى الدول الضناصة الأشرى. 

هناك بالطبع "دول صناعية جديدة" فى آسيا أو أمريكا اللاتينية» ولكن القرن العشرين كان قرنا أمريكيا أكثر منه 
قرنا أسيوياء رغم أن الطفرة التكنولوجية الآسيوية نافست -وتنافس- بقوة التكنولوجيا الأمريكية. 

خامسا - العولمة من منظور سياسى: 

يعتبر الحديث عن الثورة التكنولوجية المدخل المنطقى ذا التأثير المباشر لمعالجة أحوال النظام العالمى حالياء أى بعد 
انهيار الحواجز المصطنعة بين الشعوب والتى فرضها نظام الكتل فى أثناء الحرب الباردة. 

وإذا كان هناك مفهوم يلخص أهم خاصية لهذا النظام فهو تعبير "العولة". والذى يصف بحق انكماش العالم فى قرية 
كونية بسبب الثورة التكنولوجية. خاصة فى جانبها الاتصالى. 


- ۳ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠.٠.٠‏ - المجلد 40 


Scanned by CamScanner 


من النظام الدولى إلى النظام العالمى 1 :2 8 
خاصة الوعى بهذا الاختزال فى جا الوعر 
2 , ا ا تشافات تكة حدة سابقة. وما يجعل هذ حدرال حفيفة يوم 
اليومى هو ما يميز العولة الحالية عن أى تقدم أو اكتشافا تکنولوج :د تت وغدافا من وسائل الاتصضال كااط “ 
ال ذلك انتقال الأخبار واستخدام الإنترنت وغیرھ من د ر 
ملموسة هى ثورة الاتصالات كما يدل على ذ 2 سمة. ومن المتوقع بلوغها الضغف خلال الأ ) 
المحمول. فمثلاء يصل مستوى استخدام الإنترنت حاليا إلى نحو بليون ی 0 قل الآن فى أكثر ا 
بعداء فتدل الإحصائيات عن افريقيا مثلا خلال عامی ۲۰۰۲ و٤٠ ٠٠‏ ا اكان واا کا واد ہے 
من جنوب إفريقيا وسوازيلاند» وزاد أكثر من مرة ونصف مرة فى كل من أوغند 0 ع الأقوان ا الحال ۶ 
۷ مرات فی نیجیریا (من ۲۰۰,۰۰۰ مشترك الى ۲,٠۰۰,۰۰۰‏ مشترك). وهكذا أصبح فر م 
الدول - جزءا من "القطيع الإلكترونى العالمى'. | 
ترتب على العولمة وخاصيتها التكنولوجية الاتصالية عدة نتائج ذات صلة مباشرة بهيكل النظام العالمى وتفاعلات, 
نذكر منها ثلاثا على الأقل : وذ ضعية الدولء ومفهوم السيادة ومفهوم الأمن : 
-١‏ اضمحلال قدرة الدولة على التحكم فى مواطنيها أو رعاياها : 
ونحن نعرف أنه منذ معاهدة وستفاليا فى عام 1٤۸‏ والتى أرست دعائم النظام الدولى الحديث» كانت الدولة هى 
هذه الدعامةء ولذلك عندما يصيب أى خلل الدعامة نفسهاء فإن أشياء كثيرة بالتالى تختل» وفى مقدمتها احتكار العمل 
السياسى على المستوى الدولى بواسطة هذا الفاعل. 
ففى الوقت الحاضر. تعانى الدولة من حصار من أعلى ومن حصار من أسفل. من اعلى عن طريق ظهور واستتباب 
فاعلين دوليين على مستوى 'فوق القومى 511212112]101121", مثل الاتحاد الأوروبى أو النافتا التى تجمع الولايات المتحدة 
وكندا والمكسيك وفى طريقها الى الانفتاح على بعض دول أمريكا اللاتينيةء وفى الواقع فإن بعض هؤلاء الفاعلين الجدد 
يستولون أكثر وأكثر على وظائف الدولة. وحتى بالرغم من تعثر الموافقة الشعبية على الدستور الأوروبى الموحد فى دول 
مثل فرنساء فإن وجود البرلمان الأوروبى عن طريق الترشيح والانتخاب المباشر وكذلك وجود اليورو كعملة أوروبية موحدة 
ولكن حصار الدولة عن طريق فاعلين جدد منافسين يمتد أيضا الى أسفل» الى داخل الدولة» عن طريق ظهور الهيئات 
غير الحكومية. ففى دولة مثل مصرء يبلغ عدد الجمعيات الأهلية أو منظمات | لمجتمع المدنى ١٠‏ ألف منظمة تعمل فى 
مجالات التعليم, اللسكانء حقوق الإنسان, مواجهة اليطالة, بينما ارتفعت عضوية |! شبكة العربية كك 7 ا ات الأهليدة التي 
تضم منظمات وطنية من ١9‏ دولة عربية فى السنوات الثلاث 4 > ا من ۷۳ الى ies‏ زخا 1 أى 'ئادة قد ظط 
4 مرة (الأهرام ۲۲ ديسمبر ٠٠٠٠١‏ أمانى قنديل : المجتمع المدنى العالمى). 0 
ولا داعى لتكرار الكلام المعروف هنا عن زيادة عدد الشركات المتعدية الحنسسدة 2 

eS EN 3‏ ت ية الج ية والحدودء والت ‏ | تذ . 
منتصف الستينيات حتى منتصف التسعينيات بحوالى ۰/ وهى تسيطر الآن على ما لشيس 
العالمية. ونحن نعرف أن ميزانية شركة جنرال موتورز تزيد الآن على الميزانيات المجتمعة لثلاثين | من التجارة 

هذه العوامل؛ بالإضافة الى زيادة الحروب العرقية- الأهلية, أدت ال سد سن "أ للا 
E 2 1‏ هليةء أدت الى تدهور الأحقية التمشلة:" 1 .. 1 
منككن بالقل (الصومال: اقفانستاة الكونجو) وأصبح من خصائص النظام العامى غار ي لبعض الدول التى 
ا ا ا 1 هرة الدول المنهارة أو الفاشلة. 
أدى هذا التغير فى وضعية الدولة الى تغيرات هيكلية أخرى تذ 1 كن 
التملقة بالسيانمات التكيا رمال الوجرة واللاعتين و : لو 4 على الأجندة الد 
ذٍِ 9 = . “حابنء ونجار راتء وغسل الأموال, والة 


والعولة -باختصار شديد- هى اختزال الزمان والمكان» 


ولية, فازدادت البنود 


ااك ۱٩‏ سبتمبر لم تؤد إلى العودة للأجندة القديمة المرتبطة باا E?‏ العلا 711 الديمقراطى .. وحنى 
موضوع الإرهاب ومحاريته بالسياسات الدنيا مثل نوعية النظم السياسية ارد “٠٠‏ . ٠4ا‏ والنواحى العسكرية, بل ارتيا 
E‏ رهاب . 


الكلام عن الربط بين الإرهاب ونوغية النظام السيا ان 
والكلزم عن الربط بي رشاب ونوعيا 0 يأسى الداخلى يجرنا ماد 
تحوا النظام الدولى الى النظام الغالمى : آلا وهو التغين فى مفهوم السيادة: 3 للكلام عن 

؟- إعادة تعريف السيادة الوطنية: 

ن تكريس الوضعية المتميزة للنولة في منغاقفة وستفاليا/ |ز لے الدولة دمج 
ارتكز تعريف السيادة علي او واستبعاد, أى احتكار للسلطة داخلى 0 سمفهوم السيادة الوطنية, وتقليديا 
ممننا وكقها هزه الميزة» ثم إنها تتمتع خارجيا بالا حفية التمثيلية المطلقة, اواو عر و ب التى لا تسم للآخرين 

“داجع الدولة راج 5 
خليا وخارجيا. 


السئاسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠‏ - المجلد TE ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


سم عت عب © a ac‏ ةل 


ل . بهجت قرنى 

دخولها فى حرب مع رعاياها المفروض أنها تحميهم» ثار جدل عنيف عن مفهوم السيادة كما يطبقها المجتمع الدولى 
ومنظماته» وفى مقدمتها الأمم المتحدة, وأثير التساؤل عن وظيفة هذه المنظمة العالمية» وهل هى لحماية الدول أم لحماية 
التحدةء فيكفى إن نقول أن الفقه القانونى والسياسى العالمى يتجه الآن الى إعادة تعريف السيادة الوطنية لكيلا تكون 
فى المقام الأول ار للسلطة من جانب الدولة» وإنما تتمثل فى المسئولية عن حماية المواطنين» بواسطة الدولة أولاء أو 
بواسطة آخرين إذا فشلت هذه الدولة. ويفتح هذا التفسير الباب على مصراعيه لاستخدام مايسمى حق التدخل 
الإنسانى» عن حسن أو سوء النيةء ولم تستطع الأجندة الدولية حسم هذا الموضوع حسما نهائيا حتى الآن. بل من 
المتوقع أن يستمر إدراجه كبند دائم النقاش لسنوات قادمة. خاصة فى ضوء عدم الأمن الذى يشعر به كثير من الدول 
والشعوب فى ظل النظام العالمى الأحادى القطبية. 

ويجرنا هذا الى معالجة تغير فى مفهوم دعامة أخرى للتفاعلات العالمية يبين التحول من النظام الدولى التقليدى الى 

- إعادة النظر فى مفهوم الأمن : 

النظاع الدولى الذى فننته معاهدة وستفالياء والقائم على وجود الدول ذات السيادة المطلقةء يصبيبح بالضرورة نظاما 
فوضوياء أى يتميز بالفوضى الدولية 

فمادامت كل دولة تتساوى من الناحية القانونية مع الآخرين؛ وهى ذات سيادة مطلقة ولا تعلو سلطة قرار فوق 
سلطتهاء ففى حالة تنازع السيادات واشتداد الخلافاتء تكون القوة = خاصة العسكرية = ھی | لفيصل» ومن هنا سميت 
السياسة الدولية بسياسة القوة وأصبح أهم أسس السلوك الدولى هو الدفاع عن الأمن القومى فى عالم يسوده قانون 
الغاب والتهديد العسكرى الدائم لوحدات هذا النظام الدولى. 

ولكن مع بروز السياسات الدنيا المرتبطة بالفقرء أو التنميةء أو البيئة أو الإيدزء أصبح التهديد ليس بالضرورة تهديدا 
خارجياء ويالتالى فلا يصلح حياله استخدام القوة العسكرية. ومع فشل كثير من الدول فى القيام بأهم وظائفها فى هذا 
المضمار (مشكلة دارفور مثلا) والنقاش حول تعريف السيادة؛ أصبح مفهوم الأمن كذلك محل جدال. فلم يعد مفهوم 
مفهوم "الأمن الإنسانى' بنود الأجندة الدوليةء لكى ينافس -إن لم يحل محل- مفهوم الأمن القومى. 

فإذا كان "الأمن القومى" يقوم أساسا على الدفاع عن الدولة» فإن الأمن الإنسانى يضم الفرد فى المقدمةء وإذا كان 
التهديد فى الأول هو أساسا ضد حرمة الحدود الدولية وانتهاك الاستقلال الوطنىء فان التهديد فى الثانى هو ضد 
الأمان الفردى بجميع أبعاده أو انتهاك الحرية الشخصية: وإذا كانت وسائل الحماية فى الأول هى أساسا القوة 
عن القوة العسكرية التى لا تجدى- من أجل إنشاء آليات حاكمة فى مجالات السياسات الدنيا والعليا لتقوية رفاهية 
الأفراد وليس فقط الدول. 

خاتمة : 
الدولية منذ أربعين عاما- قد اختفى تماماء ليحل محله نظام عالمى جديد مائة فى المائة. فمثلا مشاكل الحدود بين الدول 
لاتزال موجودة -كما هو الحال فى- الخليج مثلا أو فى افريقيا أو حول كشمير. وإذا كان حلف وارسو قد اختفى من 
الوجود تماماء فإن حلف الأطلنطى -رغم تغير اختصاصاته- ليس فقط موجودا بل ازداد عدد أعضائه. كما أنه بالرغم 
من تدهور وضع الدولة فإن التسابق للحصول عليها لايزال يكلف كثيرا من الأرواح (فلسطين)؛ كما أن بعض الدول 
تضع كأولوية قصوى الأمن العسكرى (إسرائيل). 

من المؤكد إذن أننا نعيش حاليا فى مجتمع عالمى مهجن أو مختلطء أى أنه يحتوى جنبا الى جنب على القديم 
والجديدء ولكن تفاعلاته تسير الآن بوتيرة أسرع كثيرا مما كان عليه الحال فى الأعوام الأربعين الماضية. 

هذا الاختلاط بين القديم والجديد يفسر كلا من التقدم والتعثر أيضا فى المشروعات الأساسية لتعديل هذا النظام 
مثل الخطط المختلفة لإصلاح الأمم المتحدة وجعلها منظمة عالمية تمثل بالفعل الأمم الأعضاء فيها, ولكن هذا موضوع 
مقال آخر. 

حر 


- 4&0 - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد 6٠‏ 


Scanned by CamScanner 





نطور الإطار النظري لعلم السباصة الل بے 


عندما صدر العدد 
الأول من مجلة 
'السياسة الدولية؛ كان 
علم العلاقات الدولية 
يشهد مرحلة تحول فى 
الرؤى الفكرية 
الحسيطرة على العلم من 
رؤية تدوز حول 
الكولية على انهااختسم 
بالفوضى الدولية, إلى 
رؤية أخرى تدور حول 
تصور أن تلك السياسة 
تحدث فى مجتمع 
عالمى'. 


(+) مدير مركز الدراسات الأسيوية ؛ كلية الاقتصاد والعلوم الس 


السياسة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


د. محمد السيد سليم 


وبعد حوالى ربع قرن من صدورهاء بدا علم العلاقات الدولية يشهد بزوغ 
زؤية فكرية ثالثة هى رؤية "ما بعد الحداثة". فكذاء شهدت 'السياسة الدولي" 
عبر سنوات عمرها ظهور وصراع ثلاث رؤى فكرية دولية متكاملة. تكمن أهمية 
استعراض تلك الرؤى فى أنها شكلت الأطر الفكرية العامة التى حكمت التحليل 


| نظريات العلاقات الدولية, وهى التى كثيرا ما وظفها مؤلفو الدراسات المنشورة 


٠ يوليو 1...0 - المجلد‎ ١ 


فى المجلة لفهم الظواهر الدولية. 
وفى هذه الدراسة, سنعرض بإيجاز لأهم معالم التطور النظرى للرؤى 


| الفكرية المشار إليها كمقدمة لفهم الإطار الفكرى الذى كتبت فى إطاره دراسات 


بحكم امتلاكها عنصرى القوة والسيادة. وا 


السياسة الدولية. 


وقبل أن نشرع فى ذلك» فاذ عه 7 2 e ef‏ واه 1 . 
8 َ 3 : ونه ينبغى أن نوضح آننا نفصد بالروؤية الفكرية 
لف القيارات الى ظهرت واكلقت فى سقب:تاريخيا معة .بال ای د الواقئ: 
أو السلوكية وما بعد السلوكية. فهذه تيارات فرعية کور ا 
أشمل» وهى ما يعنينا فى هذه الدراسة. س 
أولا- رؤية 'الفوضى الدولية: 

تعد هذه | 76 - 0 . 5 
لرؤية هى أقدم الرؤى | يه للعلاقا. ك 
كانت تسيطر على ال اتحليل النظرى العا س 5 ا الرؤية التى 
© . والمقصود بالفوضى الدولية هو 1. اي السياسة الدولية" سنة 
سلطة عليا فوق سلطة الدول» ور . . 0 © ت الدولية تتسم بعدم وجود 


من قرارات وما تة . 
رات و “هم © من سلوكيات بما يجء| 
صراعية بالأساس. ويمكن تلخ مقولات 2 من العلاقان الدولية عملية 


-١‏ الدولة هى الذ 
ولة هى الفاعل الرئيسىء إن لم يكن الوحيد فى العلاقات الررلة 
لفحدات الدولية الأخرى ل....- إلا 





سدية , 
- جامعة القاهرة , 
- ات 


عمس وی ی س چ حت 
r‏ 


د محمد السيد سليم 


اا ا يسته الخارجية. ولي لها جود وى مسق منم ا افم ری ی و 

؟- تختلف العلاقات الدولية اختلافا بينا عن العلاقات الداخلية. بمعنى آخرء فالعلاقات بين الدول تتميز بخصائص 
تميزها عن العلاقات بين الوحدات السياسية داخل الدولة الواحدة, فالعلاقات الداخلية تتم فى إطار ملزم؛ بمعنى وجور 
سلطة ليا (تشريعية: وتنفيذية. وقضائية) فى المجتمع الداخلى فى إطار سيادة الدولة» بينما يفتقر النظام الدولى إلى 
سلطة عليا فوق سلطة الدول. ومن ثم. فالنظام الدولى يتسم بالفوضى, حيث إن كل دولة تستطيع أن تفعل ما تراه 
محققا لمصالحها. إن نقطة البدء فى فهم العلاقات الدولية؛ طبقا لتلك الرؤية؛ ينبغى أن تكون الاعتراف بالفوضى الدولية 
كعلامة مميزة للعلاقات الدولية. 

"- يترتب على ذلك أن الصراع هو الخاصية الأساسية للعلاقات الدولية. فمادامت لا توجد سلطة عليا فوق الدول, 
فإن كل دولة تتبع مصالحها طبقا لما تتصوره. ولما كانت مصالح الدول متناقضة؛ فإن العلاقات الدولية لابد أن تة 
بحالة من الصراع الدائم. العلاقات الدولية تشبه. طبقا لتلك الرؤيةء حالة الطبيعة الأولى التى تصورها المفكر الإنجليزى 
توماس هوبز. يترتب على ذلك أن العلاقات الدولية هى "مباراة صفرية" بمعنى أن مكسب أى دولة هو خسارة محققة 
للدولة الأخرى. 


-٤‏ كذلك يترتب على هذا التشخيص للنظام الدولى تصور محورى مؤداه i)‏ الدول فى ظل الفوضى الدولية تواجه 
'معضلة أمنية دائمة". فكل دولة تتخذ من الإجراءات ما يكفل حماية أمنها القومى» بيد أن الدول الأخرى ستنظر إلى تلك 
الإجراءات باعتبارها مهددة لأمنهاء ومن ثم ستتخذ إجراءات مضادة من شأنها إلغاء أثر الإجراءات الأولى: وهكذا تدخل 
الدول فى دوامة مستمرة من الإجراءات الأمنية والإجراءات المضادة: مما يعنى أن قضية الأمن تصبح بمثابة القضية 
المحورية فى العلاقات الدولية. 


4- ومن ثم» فإن أجندة (قائمة الأعمال) العلاقات الدولية والسياسات الخارجية للدول هى أجندة محددة وثابتة؛ إذ 
تتميز بترتيب محدد للقضاياء أساسه هيمنة وأولوية قضية الأمن القومى؛ بمعناه العسكرى. ذلك أنه فى ظل الفوضى 
الدوليةء فإن الأداة العسكرية تصير هى الأداة المركزية لحماية الأمن» ومن ثم فإن الأمن القومى ينطبع بطابع عسكرى 
واضح. 

1- إن حالة الفوضى الدوليةء وإن كانت تعنى ديمومة الصراع؛ فإنها لا تعنى بالضرورة ديمومة الحروب الدولية» أو 
أن تلك الحروب هى مسألة محتومة؛ ذلك أن هناك آليات معينة فى العلاقات الدولية تقلل من احتمال نشوب الحروب» لعل 
أهم تلك الآليات هى “توازن القوى" بين الدول. ففى حالة التوازن: يقل احتمال نشوب الحروب بين أطراف التوازن. 
بعبارة أخرى» فهناك "كوابح" معينة فى العلاقات الدولية من شأنها جعل تلك العلاقات فى حالة من الهدوء النسبى؛ إذ 
إنها تقلل من ميل الدول إلى العدوان. 

۷- يتسم سلوك الدولة فى العلاقات الدولية بالرشادة. ورغم ما قد يبدو من تناقض بين مفهومى "الفوضئ' 
و"الرشادة"؛ فإنه ليس ثمة تناقض لأن الفوضىء» كما أشرناء تنصرف إلى عدم وجود سلطة عليا إلزامية فى النظام 
الدولى» بينما يشير مفهوم الرشادة إلى التصرف بناء على حساب موضوعى للمكاسب والخسائر واختيار البديل 
الأكثر تعظيما للمكاسب أو تقليلا للخسائر. ويؤكد أنصار تلك الرؤية أن الدول حين تتصرف فى العلاقات الدوليةء فإنها 
تفعل ذلك بعد حساب رشيد للبدائل المتاحة. ومن ثم؛ فإنه يمكن فهم العلاقات الدولية وتحليلها بل والتنبؤ بها انطلاقا من 
تلك الحسابات الرشيدة. يترتب على ذلك أن العوامل السيكولوجية (أى غير الرشيدة) ليست ذات أهمية فى فهم 
العلاقات الدولية. ويقصد بالعوامل غير الرشيدة:؛ تلك العوامل المرتبطة بتطورات وقيم وانفعالات وإدراكات القائد 
السياسى للدولةء وهى كلها عوامل ذاتية خارجة عن الحساب الموضوعى الرشيد. ومن ثم» تهمل تلك الرؤية دور الفرد 
(القائد السياسى)ء والعوامل النفسية فى العلاقات الدولية. 

لعل من أهم النظريات التى ظهرت فى إطار تلك الرؤية هى نظريات الجيوبوليتيكس المختلفةء وأشهرها نظريات 
ماكيندر وماهان» ونظرية القوة (مورجنتاو)ء وتحليل عناصر قوة الدولةء ونظريات توازن القوى المختلفة. كذلك يمكن القول 
إن الخلاف بين المدرسة المثالية والمدرسة الواقعية كان قد دار داخل رؤية الفوضى الدوليةء فقد قبلت المدرستان المقولات 
النظرية للفوضى الدولية» وكان الخلاف بينهما محصورا حول تصور المثاليين إمكانية حصر الفوضى الدولية من خلال 
الحكومة العالميةء بينما تصور الواقعيون استحالة ذلكء فالخلاف كان محصورا فى النتائج وليس المقدمات. 


لاع - السياسة الدولية العدد ١١١‏ بوليو ۲٠٠.٠١‏ - المجلد 1٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


تطور الإطار النظرى لعلم السياسة الدولية 


ثانيا- رؤدة "المجتمع العالمى': ة العلاة 
ا a e‏ لد طقن وجري فلو درت العلافات آي 

كانت الرؤية -التى اقضحد رم ج إي أن العلمبة. بيد أن هذه الرؤية بدأت تتراجع نظرا لحدوث تطورا ز 
وأنتجت مجموعة من المناظرات الفكرية والنظريات ١.‏ نة الفوض الدولية؛ وأدت بالتالى إلى ظهور رؤية جدير: 
النظاء الد ألقت بظلال 4 الشكوك على كثير من مقولات رؤيه الفوضى 3-3 5 0 َء 1 ديل 

0 قات الدولية فى الوقت الراهن. لعل أهم تلك التطورات هو ظهور الوحدار 
ما زالت تسيطر إلى حد بعيد على علم العلاقات الدوليه فى و ر وو ااا 
| - 2 كات الت الوطنى الشركات متعددة الجنسية واضطلاعها بدور 3 - وليه 
لدولية الجديدة كحركات التحرر و 4 i ee‏ الحرب العالمية الثانيةء وهو ما أ 
هذا بالإضافة إلى ظهور التوازن النووى بين القوتين العظميين فى النظام أ ولى بعد 0 02 "زک اه دی 
إلى استحالة نشوي الحرب العالمية الثالثة, وحول العلاقات الدولية إلى مباراة لا 0 ؛ يمعي إن ا 
6 2 - - 5 53 ۰ 1 6 | ھ۵ . 
الأطراف يؤدى إلى مكسب لجميع الأطرافء وبالعكس» فإن نشوب الحرب النووية يؤدى 3 اء من سئة /1801 حا 
وهذا هو جوهر مفهوم ميزان الرعب الذى ميز العلاقات الدولية خلال تلك الفترة» وبالتحديد ا 00 
امتلك الإتحاد السوفيتى الأداة التى تكفل نقل قنابله النووية إلى أراضى الولايات المتحدة. وأخيراء فان تور تكنولوجيا 
الاتصال الدولىء وتعاظم حجم المعاملات الدولية خلقا شبكة من المصالح بين الوحدات الدولية وحولا العالم إلى قري 
عالمية واحدة" وأنتجا ظاهرة "ترابط المصائر" بين مختلف وحدات النظام الدولى. 

وأخيراء فقد برهنت بعض الدراسات العلمية على الدور المحورى الذى تلعبه العوامل النفسية (غير الرشيدة) فى 
العلاقات الدوليةء بعكس ما تتصور الرؤية التقليدية. ولعل أهم تلك الدراسات هى تلك التى أجريت على أسباب نشوب 
الحرب العالمية الأولى؛ والتى أشارت إلى أن العوامل النفسية الإدراكية لعبت دورا محوريا فى قرار الإمبراطورية 
الرشيد كان يتطلب عدم اتخاذ هذا القرارء لأن توازن القوى الشامل (النمسا وحلفاؤها ضد صربيا وحلفائها) لم يكن 
لصالح الدولة التى أعلنت الحرب. فشعور النمسا بالإهانة القوية الناشئة عن اغتيال ولى العهد على يد متطرف صربى 
دفعها إلى إعلان الحرب رغم علمها بأن توازن القوى الشامل ليس فى صالحها. 
ال ا البو فكرية جديدة للعلاقات الدوليةء أطلق عليها الدارسون "المجتمع العالمى' يمكن اختصار 

صر د ر ة 
-١‏ الدولة ليست هى الفاعل الوحيد فى العلاقات الدولية, 'فالنظام العالمى' يتضمن العديد من الوحدات التى قد تأخذ 
شكل الدولة وقد تأخذ أشكالا أخرى. كما أنها قد توجد داخل الدول ذاتها. وهذه الوحدات تشكل شبكة م٠‏ ال حداد 
المترابطة ذات المستويات المتعددة التى تبدأ من مستوى الوحدات الفاعلة دا 5 ٍ 0 e‏ 
#الشرفاك متسدعة الجصسدة 506 5< ا والفوله والؤمساف الأشرين 

"- تتميز العلاقات الدولية والعلاقات الداخلية بالتشابه والترابط. 


أ- تؤكد هذه الرؤية أن العلاقات الدولية لا تختلف جذريا عن العلاقات الداخلة :4؟. ١‏ - 
هذا الصدد إنما هى نتيجة لتركيزها م ال وا ل 000 2 5 تصورته الرؤية التقليدية فى 
ولكن من الصحيح أيضا أن الوظيفة التشريعية موجودة فى العلاقات الول لکن يوج فى النظام العالمى" برلان. 
التى تؤدى من خلالها فى النظم الداخلية. إن العبرة فى فهم العلاقات ا من خلال اشكال مختلفة عن تلك 
بالتركيز على الأشكال والصيغ الرسمية لتلك الوظائف. ولنأخذ على ر ل ى لهم الوظائف التى تؤدى, وليس 
المصالح التى يشير إليهما دارسو السياسة المقارنة كوظيفتين للنظام السيا وظيفتى التعبير عن المصالح وتجمد 
بالتعبير عن مطالبهم إزاء النظام السياسى, بينما يقصد بالوظيفة الثانية اک ا e‏ الأولى قيام الأفراد 
شكل برامج سياسية محل ويينما تضطلع جماعات المصالح وجماعات الضغط e‏ لفردية المتعددة والمتناثرة فى 
السياسى الداخلى» تقوم الاحزاب السياسية بوظيقة تجميع امصالع فى هذا النظاء. >٠‏ بير عن المصالح فى النظاه 
أن وظيفة التعبير عن ا العلاقات الدولية» وإن كانت تؤدى من خلال 0“ نصار رؤية 0 شع الفا 
الطالية يتزع السلاح ال حمابة البيئة كنا انها بو عن مطالتي] د .موك ند ل التكرى الوظنى..والجمامات 
المذكر ات» واختطاف الطائرات؛ تماما كما تقوم الاتحادات العمالية والمهنية الو rî‏ كالتظاهر السياسى: وإرسال 
لداخلى الا بعد قياء حركات التحرر الوطنى. أو جماعات حماية وري دان الداخلية بالتعبير عن االصالي في اننا 
موازيا لقيام النقابات العمالية بالتعبير عن مطالب إزاء الحكوماى ٠"‏ "بير عر 
مصالح ومطالب الأفراد فى شكل برامج سياسية فى النظام السا ولحي فار 
الدوليةبتجبيع مصاح النول الحم دلى الملاتات رای ی ا 


السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 50.5 - المجلد 5٠‏ -4- 


Scanned by CamScanner 





د. محمد السيد سليم 
a E‏ راب العلاقات الدولية والعلاقات الداخلية فإنه يقصد بالترابط ذلك التتابع السلوكى امتتالى الذي 
ينشأ فى مجال معين وينتج رد فعل فى مجال آخر. ومن ثم, فإن ترابط العلاقات الدولية والداخلية يعنى أن الغلواء 
والأحداث التى "لعدديفى تعد الجاليق تفيل إلى المجال الآخر فى شكل انعكاسات وردود أفعال؛ أى أن الحدث لا بى: 
وينتهى فى ماد الخاص وأكنه ينتقل إلى الميدان الآخرء وياخذ الترابط عدة اشكال أهمها: )١(‏ الترابط بين المي 
السياسية وا #تصانيا داخل الوحدات الدولية» وبين السلوك الخاريمي لفك الوحذ ات فالنظم الدسقرائلية 2 2 
خارجية قد تكون مختلفة عن السياسات التى تتبعها النظم التسلطية. (1) الترابط بين القوى السياسية والاقتصادية فى 
النظام الدولى وبين السلوك الداخلى للوحدات الدوا لية. فالدور الذى تقوم به الشركات متعددة الجنسية قد يؤثر على 
ماو ا فى اخول النامية: كا هدك بالنسية انور يحض فاك اله رکاج فى إسقاظ رة التي فى فة 
سنة .۹۷١‏ (۳) الترابط بين النظم الداخلية للوحدات الدوليةء ويقصد بذلك وجود علاقات عبر الحدود بين جماعات 
داخلية: ومن ذلك العلاقات بين الاحزاب الاشتراكية فئ العديد من الدول والتى اسفرت عن إنشاء "الدولية الاشتراكي: 
كتنظيم دولى غير حكومى. 
إن اهمية التركيز على التشابه والترابط بين العلاقات الدولية والعلاقات الداخلية هى أنه وسع من نطاق التحليل فى 
EI‏ الدولية» ومكن الباحث من استعمال أدوات تحليل ومناهج دراسة النظم السياسية الداخلية لدراسة العلاقات 
١‏ ولية. 


٣‏ لا يعد الصراع هو السمة الأساسية للعلاقات الدوليةء فقد ظهرت أشكال مهمة للتعاون والاعتماد المتبادل بين 
الوحدات الدولية أدت إلى تضاؤل أهمية الأشكال الصراعية للعلاقات الدولية. فقد تطلب توازن الرعب العالمى تعاون 
القوتين العظميين فى عصر الحرب الباردة لمنع نشوب حرب عالمية ثالثة. لأن تلك الحرب ستؤدى إلى خسارتهما معا. 
كذلك» فقد ظهرت قضايا دولية جديدة لا يمكن حسمها بالقوة العسكرية والصراع المسلح» وإنما يتطلب حلها أشكالا من 
التعاون الدولى, ومن ذلك قضايا التصحرء والإنفجار السكانى وتلوث البيئةء والهجرة. وثقب الأوزون:» وغيرها. ومن ثم 
فإن جوهر العلاقات الدولية تحول من الصراع إلى أشكال مختلفة من التعاون تشمل المفاوضة والمساومة: والحلول 

5ح إن مفهوم الأمن قد اتسع من مجرد مفهوم عسكرى بحت أساسه الردع من خلال القوة العسكرية ار ليصبح 
مفهوما مجتمعيا شاملا يشمل التنمية الاقتصادية والاستقلال الإقتصادى» والعدالة التوزيعية» وغيرها. ومن ثم فقد 
تغيرت طبيعة المعضلة الأمنية من مجرد معضلة السباق مع الآخرين لتشمل السباق مع الذات لبناء البنية الداخلية الكفيلة 
بتحقيق الأمن. هذه البنية ليست مجرد بنية عسكرية ولكنها اقتصادية اجتماعية بالأساس. 

*- إن قائمة أعمال العلاقات الدولية لم تعد محددة وثابتةء فلم تعد قضية الأمن بمعناه العسكرى هى القضية التى 
تحظى بالأولوية المطلقة فى قائمة أعمال العلاقات الدولية والسياسة الخارجيةء وإنما أصبحت تلك القائمة متغيرة فى 
أولوياتها. فربما احتلت قضية نقل التكنولوجياء أو مقاومة التصحر البند الأول فى قائمة أعمال السياسة الخارجية لدولة 

-١‏ إن تغير طبيعة العلاقات الدولية بالشكل السالف يعنى أن التعامل بين الوحدات الدولية أصبح يتطلب إنشاء 
أشكال مختلفة من المؤسسات الدولية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية: واتباع أشكال من العلاقات قوامها 
المفاوضات والحلول الوسطء والتركيز على "توازن المصالح أكثر من "توازن القوى". 

۷- العوامل النفسية (أى غير الرشيدة) تلعب دورا مهما فى العلاقات الدوليةء فالذين يتصرفون فى العلاقات الدولية 
هم بشر تتحكم فى تصرفاتهم العوامل املف بالعقائد والايديولوجيات والإدراكات: بل والانفعالات والعواطف. 
والخصائص الشخصية للأفراد. إن ذلك يعنى أن السلوك الدولى لا ينطلق فحسب من قواعد الحساب العقلانى 
الخالصء وإنما ينبغى توقع أثر العوامل النفسية فى صنع القرارء وقد فتح ذلك الباب واسعا أمام إدخال التحليل 
النفسى فى العلاقات الدولية من أوسع أبوابه. ويشمل ذلك نظريات الإدراك والنسق العقيدى المختلفة. 

ولعل من أشهر العلماء الذين قدموا ودافعوا عن تلك الرؤية ديفيد سينجرء وجيمس روزناوء وأول هولستى وجوزيف 
ناى» وغيرهم» ممن تحدثوا عن 'وحدة النظام ای وعن میا الروابط'؛ وعن "التحليل الإدراكى". وعن "العلاقات 
عبر القومية" على التوالى» وهى كلها إسهامات مهمة فى نظرية العلاقات الدولية. 

ثالثا- رؤبة مابعد الحداثة (مابعد العلاقات الدولية): 

لا تقدم هذه الرؤية تصورا لعناصر العلاقات الدوليةء ولكنها تركز علي أهمية احتر ام الفروق بين الوحدات 

- £4 - السياسة الدولية العدد ١8١‏ يوليو 7٠0٠.4‏ - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


تطور الإطار النظرى لعلم السياسة الدولية 
50000 د ا- ٠>‏ عل التفصملات الدقيقة التى يهملها العلم فى سياق دعوته للى 
ا - 0 م الذاتى والحدس دورا مهما فى فهم الظواهر الاجتماى 
إلى نظرية ا ر ج بز المقلانية. كما تؤكد أنه لا توجد علاقة أفضلية لنمط أو منهج للمعرفة بالقر: 
وهو الدور الذى فقداه نتيجة هيمنة مفهوم العقلانية ي ا 1 تسقط المعايير وتعلى من شأن التنوع والتفا,” 
بالآخرء لأنه لا توجد معايير للمفاضلة بين المعارف والثقافات. هذه لرؤية پیر والتفاور 
وبشكل أدق, فإن منظور ما بعد الحداثة يؤكد المقولات التالية: : 
-١‏ ليس هناك قوانين أو أنماط أو تعميمات ثابتة, فكل هذه المفاهيم ذات طابع نسبى. 
٠ 59‏ ى انض الفموض تفوق جوانب الوضوح. 
۲- إن الواقع الاجتماعى يتسم بقدر كبير من الغموض» بل إن جوانب الغموض تفوق جوانب الوضوح 
5 5 امه . 0-5 iF‏ نطة ثائت لتلكء أ ھ 
۳- إن القاعدة فى الحياة الاجتماعية هى العشوائية. والعفوية؛ والنسبية, فليس هناك منطق ثابت لتلك الحياة. 
4- إن الحياة الاجتماعية مليئة بالتفاصيل التى لا يمكن استيعابها فى نظرية معينةء ولا يمكن لأى منهجية مه 
ادعت من علمية أن تحيط بتفاصيل تلك الحياة. 
4- إن المنهاجية العلمية الوضعية هى واحدة من مجموعة من المناهج المتاحةء وليست هى المنهاجية الوحير 
الصحيحة بالضرورة. 
1- من المهم التركيز على البعد الإنسانى للظواهر الاجتماعية:؛ أى "أنسنة العلوم الاجتماعية : بمعنى الاهتما, 
تركيزه على منهج الوصول إلى هذا المضمون. 
۷ إن المنهج العلمى الذى يقوم على العقلانية والوضعية يمكن أن يؤدى إلى نتائج ضارة بالإنسانء كالتدهور البيئى 
وانتاج أسلحة الدمار الشامل. 
من أهم التعبيرات عن هذا المنظور فى علم العلاقات الدولية هو الرؤية التى قدمها جاديس فى دراسته "نظرا 
العلاقات الدولية بعد نهاية الحرب الباردة". فقد أكد جاديس أن جميع نظريات العلاقات الدولية لم تستطع أن تفسر أ 
تتنباً بنهاية الحرب الباردة عموماء وبالشكل الذى انتهت به؛ بل إن بعضها تنبأ بالعكسء ومن أمثلة ذلك نظرية صعرد 
وسقوط الإمبراطوريات التى قدمها كيندىء وتنبأ فيها بسقوط الولايات المتحدة. ويرى جاديس أن السيب هو أن هذ 
النظريات ركزت على استخلاص القوانين العامة وأهملت التفاصيل والجزئيات أو "النواحى غير المنتظمة فى التحليل' 
كما أنها أهملت جانب القيم؛ وهى الإطار الذى يتم فيه النشاط الإنسانى. ومن ثم؛ فإن فهم الظاهرة السياسية الدولنا 
يتطلب استعمال كل الأساليب اا إلتتسون والتنبؤ. كذلك نشر روزناو كتابا فى سنة ۱۹۹۲ بعنوان "متاعب أ 
لضتطرابات ا ایی داقع ا منظور فا بعد العلاقات الدولية. أكد روزناو أن "السياسة العالمية" ا 
السياضة الدولي) قد شهدت تحولا جذريا صحبه سقوط معظم النظريات التقليدية. ولعل من أهم علامات هذا التحول م 
صعود دور الفرد فى العلاقات الدولية» وتحول الاستثناءات والظواهر الفريدة إلى ظواهر عامة؛ مما رما اقمة لكا 
أشكال التنظير. كحي دام 
م ناحية أخرى» ظهر منظور 'العقلانية التأملية" .101811512 : 0008 
من ناحية أخرى ااي 3 28 161166176 ويتفق هزا |۰ 
الحداثة فى التخلى عن اليقين بصحة نتائج المعرفة العلميةء أو قابليتها اله ٠‏ فنك هذا المنظور مع منظور ما ب 
ase‏ ا ار 7 التعميم؛ وفى التسليم بأن العقل الحديث يمكن أ: 
ينتج معرفة ذات نتائج ضارة بالبشرء وفى لاستعداد لقبول فلسفات العلوم البديلة والتعايش ين د ل 


التأكيد على أن العقلانية مازالت هى أساس فلسفة العلوم؛ وأنه من الممكن إصلاح ا ولكنه يختلف عنه فى 


شلال "عقلنة العقلانية"؛ هذا فى الوقت الذى تخلت فيه ما بعد الحداثة عن العقلان 7 ب التى ربما تؤدى إليها مز 
٠. 9‏ ت 62 
نيه وسعت إلى 5 اف قلس 1 


جديدة وبديلة. وفى إطار علم السياسةء عبر آلكر عن هذا المنظور فى دراسة بهن ٠١ . ٠‏ لأس ايجاد 
الدولية". دافع آلكر عن منظور جديد للعلم سماه "النزعة الإنسانية زات الطابع ال ا الإنسانية فى الدراساذ 
می الل فرح شرل اتان الاجتماعية من منظور إنسانى, ای بج الملنني Humanism‏ 0116)., وهی 
الإنسان فى الوقت الذى يتم فيه التمسك باانهج العلمى. بعبارة أخرى, فإن اثر إا لى يركز على مشكلا: 
العلم. ومن ثم» فإن المنظور الجديد لفلسفة العلم يتسم بأربع خصائص عنر کے ھی ان 0 کے کے ا 
هدف يسعى إليه. هو تحسين مستوى الإنسان. (؟) تعددى بشكل حقيقى أى ميسولا ) محدد الهدف, أى أنه ! 
وتعددية مصالح البشر. (؟) ويعترف بالتعددية الثقافية الحقيقية. )٤(‏ “ارات بتعددية الظاهرة السياسية 


ومحددن المنهاجية, ١‏ 1 2 1 
الو انه لا يتخلى عن المنهم 
e‏ 0 اد للجلد, +2 »0 — 


Scanned by CamScanner 


د. محمد السيد سليم 
أدى هذا التحول إلى ظهور قضايا جديدة فى دراسة العلاقات الدوليةء وتعاظم أهمية قضايا أخرى كانت تحتل 
المرتبة الثانية. فقد ظهر اهتمام جديد بالقضايا الثقافية والحضارية: ويالدراسات الثقافية عموما التى أصبحت تشكل 
حقلا متميزا فى العلوم الاجتماعية. كما تبلور اهتمام بالقضايا المتعلقة بالديمقراطية والرأى العام؛ وتلك المرتبطة 
بالدراسات البيئيةء بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالمرأة» و هى كلها قضايا كانت تحتل مكانة هامشية فى أدب العلاقات 
الدولية. 


ارتبط ظهور هذا التحول بعديد من العوامل؛ فقد أدت الثورات التكنولوجية إلى توسع صناعى وعسكرى هائل أسفر 
بدوره عن تدهور البيئةء وتراكم أسلحة الدمار الشامل مما هدد مصير البشرية ذاته. كما أن هذه الثورات أدت إلى 
توسيع السوق العالميةء وتزايد حركة الاتصالات العالمية. مما أسفر بدوره عن حركة أوسع للاحتكاك بين الثقافات, 
خاصة أن بعض تلك الثقافات (كالثقافات الآسيوية) استطاع أن ينتج نماذج خاصة للتنمية فى إطار القيم الثقافية 
التقليدية (القيم الآسيوية)ء مما تحدى النموذج الغربى للتنميةء وأسقط الأحادية الثقافية الغربية. كذلك, فإن وضوح بعض 
الآثار السلبية للعى له فى الميدان الاقتصادىء كالأثر السلبى لتحرير التجارة على الطبقات الاجتماعية الدنياء أدى إلى 
إدراك العقلانيين أن العقل قد يكون مصدرا للمشكلة: وليس مصدرا للحل. أما العامل الحاسم فى ظهور تلك الرؤية, 
وبالتحديد زحف رؤية ما بعد الحداثة إلى علم العلاقات الدوليةء فكان هو انهيار الاتحاد السوفيتى» وما أسفر عنه من 
تشكيك فى صحة النظريات التقليدية. 

ما دلالة هذا كله بالنسبة لتطور الدراسات العلمية فى مجلة السياسة الدولية؟ يمكن القول إن الغالبية العظمى من 
دراسات المجلة قد كتبت فى إطار الرؤية الفكرية للفوضى الدوليةء وهى الرؤية التى لاتزال تسود لدى غالبية علماء 
السياسة العرب. فقضايا الصراعات الدولية وسباقات التسلح هى الأكثر شيوعاء ويمكن تفسير ذلك فى ضوء أن المنطقة 
العربية تقع فى قلب الصراعات الدولية» سواء فى حقبة الحرب الباردة أو ما بعدهاء فالرؤى والكتابات الفكرية تعكس 
الواقع العملى الذى تتم فى إطاره. ومن المفارقات أن هذا الاتجاه لم يتغير كثيرا فى حقبة ما بعد الحرب الباردة: نظرا 
0 لأن نهاية تلك الحرب لم تؤد إلى حسم أهم الصراعات الإقليمية فى المنطقةء بل إن تلك الصراعات ريما زادت عمقا لدى 
سيكولوجية الشعوب نتيجة خلل توازن القوى الذى جعل الحكومات العربية غير قادرة على بناء علاقات إقليمية متوازنة 
تكفل تسوية الصراعات. وعقب الحادى عشر من سبتمبر سنة ٠١٠٠ء‏ زادت حدة تلك الصراعات. فالصراع الأفغانى 
الذى بدا أنه قد حسم باتفاقات جنيف سنة ۱۹۸۸ سرعان ما تجدد بقوة فى أكتوير سنة ١١٠٠ء‏ كما أن الغزى الأنجلو- 
أمريكى للعراق قد أضاف بعدا جديدا للطبيعة الصراعية لمنطقة الشرق الأوسط. ومع التسليم بذلك كله, فإن هذه المنطقة 
تواجه تحديات أمنية جديدة مثل تحدى تدهور البيئة» ونقص المياه والطاقة المتجددةء وتغير المناخ» وهى كلها قضايا يجب 
أن يهتم بها باحثو مجلة "السياسة الدولية" لأنها ستحدد إلى حد كبير مستقبل العالم العربى. 

من ناحية أخرىء يلاحظ على كثير من دراسات مجلة 'السياسة الدولية" الميل الواضح إلى تبويب وتصنيف وتحليل 
المعلومات دون أن يتم ذلك فى إطار منهجى واضح. ومن ذلك أن يحدد الباحث منهجية بحثه أو الإطار المفهومى الذى 
يعمل من خلاله. بعبارة آخرى» فإن انشغال المجلة بتحليل القضايا الدولية الراهنة يجب أن يتوازى مع اهتمام مماثل 
بالتحليل النظرى للسياسة الدولية من خلال تتبع المدارس الفكرية المختلفة؛ وريما تستطيع المجلة أن تسهم فى بلورة 
مدرسة فكرية عربية فى نظريات السياسة الدولية. 





0١ -‏ - السياسة الدولىة العدد ١١١‏ نوله -٠..٠١‏ المحلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





د تقفو ةا حه > 
مهد فس راصن سف نح لماع ن 


انيب نماو ين حبسا 


له-2 عام 4 مدت عدي وس سطنحة. »...د . 








. وزيادة لإنضاج المجتمع الدولى ونقله من حال إلى حال. فقد كانت هذه الحرر 
حين سكنت مدافع | بمثابة ساحة قتال شارك فيها ٠١‏ مليون مقاتل من 7 دولة؛ وراح ضحيتها ٠١‏ 
الحرب العالمية الأول أ ألا ا تلا م ؟ ميان جريع. وبلغ حجم الخساشر المادية فيها ۲١۸‏ بلاين 
0 سم ودر. فى ن من الطبيعى أن يسود عقب هذه الحرب المهولة شعور طاغ بأز 
بدا النظام الدولى وقتها E‏ اندلاع حرب عالمية جديدة يجب أن يكون هو الهدف الذى يسمر 
» هداف الأخرى. وفى سياق هذا | | |“ لتخا 1 8 
وكانه وصل ادر توازن القوى' فى إدارة العلاقات الدولية وتبنى E‏ 6 م 
من النضج تؤهله لإحداث الأمن الجماعى, بات أمرا ممكنا وقابلا للتطبيق. خرى بديلة هى نظريا 
ا 5 تنو غار ا 1 "FTES‏ 
وروی الاد و | ر باصي 2 تاي على فكرة بسيطة مفادها أن اى اعتداء بف 
تستهدف نقله من 'حالة | فإنمسئية :0004 ر يعد اعتداء على الجماعة الدولية ككل وبالتالى 
ون سو رد هذ العدوان أو ردعه لا بد اا ولد ود 
الطبدعة', حدث تدا | وإنما هى مسنولية تضامنية تق" فع على | ولة المعتدى عليها وحدها 
اا ا عه لد ) هذه الرؤية» وتأسيسا عليهاء قرر | 5 لجماعة الدولية كلها. وانطلاقا من 
العلاقات بمنطق الغاب | إنشاء هيئة دوابة تقيم نظام زرو . الك الدداى لأول مرة فى تاريخ البشرية 
والقوة الغاشمة, إلى كر جب الاحترام من جاتب كافة الر مو مبادئ وقواعد متففا 
: د هاوه هده الدول على حل المناءىئ_ ٠‏ . 0 برها وصغيرهاء وآليات ووسائل 
حالة المجتمع, التى تدار ومزودة بکل ما يمکنها من رو كيده يا ۱ 6 وأجيزة مسثيلا 
فيها العلاقات وفق ٠‏ «قدع. وسميت هذه الهيئة “عيب |بوادان أد الرد الجماعى عليه وقمعه حال 
للقانه  ١‏ 3 عير ان ندلاع حرب عالمية 5). 1 ِ 
دون؛ اى بموجب عقد يكن له : > “نيه بعد أقل من عد ٠‏ . 
سداسی بین الدول سی ى فامت من أجله - به الأمم رقت ع ا 1 
ا فى هذه الحرب التی ےه“ دمالتالی کان ر ا شات فى تحقيق الهدف 
نسنهدف نوقدر املد تلك التى نجمت عن الجر إو ادان وا لخسائر | 0 ا 
والأمن للجحسع. 5 باس الحظ فإن اندلاع حر 0 لبشرر والمادية أ 
د همية وخ ةف ٍ 3 ۹ 
8 ال امي ا ا الدولى افد لم يفقد قادة ومفكرى العالم 
IER‏ هووء القادة والمفكرون : إيمانهم بجدوى نظرية الأمن 
ت من الحري العالمية الثانىة أكثر 
( *) أستاذ العلوم السياسية , كلية الاقتصاد والعلوم السبيمنية ‏ کیت و 
2 -* » جامعة الى مب وج ع ين 
١‏ يوليو ه..” - المجلد ٤١‏ 0¥ ت 5 


السساسة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


سس سس ہی چ > ع مم ةق تم مس ___ 


د. حسن نافعة 
تصميما على إقامة هيئة دولية جديدة تتلافى عيوب عصبة الأمم» وتكون أكثر تأهيلا لتأسيس نظام للأمن الجماعى أكثر 
قدرة وكفاءة. وفى هذا السياقء تم تأسيس "هيئة لأمم المتحدة. 

وإذا كانت هذه الهيئة لا تزال قائمة حتى الآن» ويعد مضى ٠١‏ عاما على إنشائهاء فإن الفضل فى ذلك لا يعود إلى 
كفاءتها وفاعلية نظام الأمن الجماعى الذى أسسته بقدر ما يعود إلى موازين الرعب النووى التى حالت دون اندلاع حرب 
عالمية ثالثة. :. 

وتستهدف هذه الدراسة إلقاء الضو ٠‏ على تأثير التحولات الدولية التى استجدت بعد الحرب العالمية الثانية, حتى 
الآنء على نظام الأمن الجماعى الذى تضمنه ميثاق لأمم المتحدة, وكيف قلصت هذه التحولات من فاعلية هذا النظام | 
الدرجة التى يبدو فيها على وشك الاحتضار على الرغم من عدم وجود مصلحة لأحد فى الإعلان الرسمى لوفاة الأمم 
امتحدة نفسها. 

: طبيعة النظام الدولى المنشىء للأمم المتحدة‎ -١ 

مشروع النظام الأساسى للأمم المتحدة (الميثاق)» الذى طرح على مؤتمر سان فرانسيكو التأسيسى, صاغته الدول 
الثخلاث الكبرى المتحالفة والمنتصرة فى الحرب العالمية الثانية وهى: الولايات المتحدة ويريطانيا والاتحاد السوفيتى, وأقرته 
فيما بينها قبل أن تعرضه على بقية الدول التى اجتمعت فيما بعد فى مؤتمر تأسيسى عقد بمدينة سان فرانسيسكو فى 
أبريل - يونيو .١55٠‏ وكانت هذه الدول الثلاث قد وافقت فيما بينهاء ويمحض إرادتهاء على أن تضم إلى نادى الكبار 
دولتين أخريين احتلتا أثناء الحرب»ء لكنهما ظلتا جزءا من معسكر |! حلف المنتتصر فى الحرب» وهما فرنسا والصين. 
ولذلك حصلت هاتان الدولتان على نفس المزايا التى اختصت بها الدول الثلاث الكبرى وهى: مقاعد دائمة فى مجلس 
الأمن وحق الفيتو. 

ورغم الأهمية الاستثنائية التى حظى بها الوجود الأمريكى لأول مرة داخل التنظيم الدولى العالمى؛ إلا أن الولايات 
المتحدة لم تكن فى نهاية المطاف سوى واحدة من ثلاث دول كبرى متحالفة ومنتصرة فى الحرب العالمية الثانيةء قام على 
أكتافها نظام الأمن الجماعى للأمم المتحدة. وهذه المجموعة, التى ضمت الاتحاد السوفيتى ويريطانيا إلى جانب الولايات 
الملتحدة» هى التى قررت» ولأسباب تتعلق بالمواءمة السياسية» ضم فرنسا والصين إلى مشاوراتها عندما كانت الحرب 
تشرف على نهايتها. وعندما طرح مشروع الميثاق الذى أعدته هذه الدول على مؤتمر سان فرانسيسكوء تبين وجود حالة 
من الاستقطاب بين ثلاث مجموعات من الدول مختلفة المواقف والرؤى. 

الأولى: مجموعة الدول الكبرى فى مواجهة الدول الصغيرة والمتوسطة. وهى مجموعة تقتصر على دول خمس حددها 
مشروع الميثاق بالاسم وميزها عن باقى الدول الأعضاء بمنحها مقاعد دائمة فى مجلس الأمن وحق الاعتراض على 
قراراته (الفيتى), وهو ما أثار حفيظة باقى الدول. وتقع الولايات المتحدة ضمن هذه المجموعة بالطبع» ويلغ من حرصها 
على المحافظة على المزايا الممنوحة للدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن حدا دفع بالسيناتور كوناللى إلى تمزيق نسخة 
من الميثاق فى إحدى جلسات المؤتمر وهو يعلق صائحا: "من دون الفيتو لن يكون هناك ميثاق أصلا". 

الثانية: مجموعة الدول الاستعمارية فى مواجهة الدول الجديدة والدول غير الاستعمارية. ويينما سعت هذه الأخيرة 
لتوسيع سلطة الأمم المتحدة لإحكام نظام الوصاية ومتابعة تطور الأوضاع فى الدول التى لا تتمتع بالحكم الذاتى؛ حاولت 
الأولى عرقلة هذا الاتجاه. وقد اتخذت الولايات المتحدة موقفا مناهضا بشكل عام للاستعمار التقليدى؛ وإن كان بدرجة 
اقل فشكا من مؤقف تحاف السوقيقى الأكثر راديكالية. 

الثالثة: مجموعة الدول الفقيرة فى مواجهة الدول الغنية. وبينما سعت الأولى لتوسيع نطاق السلطات الممنوحة للأمم 
المتحدة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية؛ حاولت الدول الأخرى تركيز الجهود الأممية على المجالات المتعلقة بصيانة 
السلم والأمن الدوليين. وقد أسفر الجدل الذى ثار حول هذه القضية عن رفع مستوى المجلس الاقتصادى والاجتماعى 
إلى مصاف الفروع الرئيسية. ولكن دون سلطات حقيقية. ولم تكن الولايات المتحدة تمائع فى دعم هذا الاتجاه. 

وأيا كان الأمرء فقد اتسم النظام الدولى الذى أفرز "الأمم المتحدة' بوجود مجموعتين من الدول إحداهما منتصرة 
والأخرى مهزومة. المجموعة المنتصرة أصبحت هى نفسها الأمم المتحدة", وفرضت على | د فة أن تبقى 
خارج المنظمة الدولية الوليدة حتى إشعار آخر. ولم يكن آى من المجموعتينء المنتصرة والمهزومة معاء يشكل كتلة 
متجانسة المصالح والأهداف عند نشأة الأمم المتحدة. فالمجموعة المنتتصرة كانت تنقسم» كما سبقت الإشارةء إلى 
محورين » أحدهما يتكون من الدول الكبرى التى تحملت العبء الأكبر فى تحقيق النصر وهى: الولايات المتحدة, والاتحاد 
خلال العضوية الدائمة فى مجلس الأمن وحق الاعتراض أو "الفيتو", والآخر يتكون من بقية الدول, المتوسطة والصغيرة: 
والتى فرض عليها أن تسلم فى المؤتمر التأسيسى للأمم المتحدة بالمزايا الممنوحة للدول الكبرى» وأن تقبل بأوضاع لم 
تكن مرحبة بها أو مرتاحة إليها. أما المجموعة الأخرى التى كانت تقف خارج أسوار المنظمة الدولية الوليدة عند نشآتهاء 


كاه ب السياسة الدولية العدد ١18١‏ يوليو ۲٠.١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


SEE‏ ا احتلالها وتقسيمها (المانيا) أو فرض. 
انهيار نظام الأمن الجماعى : الفوق "المهزومة التى جری ETT‏ للاستعما 221 
نت تنقسم بدورها إلى نوعين من الدول: اليابان)» والبلدان التى كانت لا تزال د رس 
را ل GLE‏ | يابان)» و ` 
0 إذ N e‏ ن ما طرأ عليه تحول جذرى. فقد تصدع تحالف الدور 
00 7 انول الذي أفرز ميثاق الأمم | 3 اران انار فتن شی کل منهما للهيه نة على العالم. وأثار 
شین ن ااام * أنة إلى معسكرين أيديولوجيين للعبة التى كان قد تم الاتفاق عليها فى الميثاق. فز 
١‏ المنتصرة فى الحرب» وام ۽ 7 E.‏ قواعد ELSE | > : ١‏ 
لكبرى لق ت وردود الأفعال غيرت من 2 بالضرورة على دول المحور ومن ن دقف 
ذا الانقسام سلسلة من التفاعلات وردود الأفعال + العدو مقصورا بالضرور 3 4 
ظلل اننا الدولى ثنائى القطبيةء تغير مفهوم العدو 0 الاس“ اق التقليدى» وأصبحت الممستعمرات نفس 
FET‏ أثناء الحرب» كما تغيرت النظرة ! mm‏ كان لهذا التحول فى بنية النظا 
ل ف . أنناء أ ب» 5 5 .|“ .و 3 
معها فى خندق واحد فى أ 0 على النفوذ بين القطبين المتنافسين عل انه رمقو اقول إن زا 
كات التحرر الوطنى فيها محلا للصراع یجاباء كما سنرى فيما بعد. بل إنه د ا 
الوا ااا الهائلة على مسيرة الأمم المتحدة سلبا وإد ا مختلفة تماماء لو أن هذا التحول فى النظا, 
0 نظمة "الأمم المتحدة" أن تنشأ أصلاء أو تقوم على قواعد وأسس فقد ساعد هذا التحول على فتح طريق 
يمكن لمنظمة "الأمم | ه أن اواس على أى حالء؛ فقد ا 
۴ > نعقا م ها التأسيسى فى سان فرا - ف PPE‏ 2-6 الحرب العالمية الثانية. 
الدولى تم قبل | ل مودمر E ١‏ إلى كونها ذا ة للدول المتحالفة والمنتصرة فى 3 
العالمية أمام الأمم المتحدة بعد أن كانت أقرب ! د ن نصف قرنء رغم حدة الصراع المحتدم بين القطبين 
وإ A‏ ا ا إلى أن المرب التى اندلعت بيثهما ظلت “باردة" طوال هذه لان 
العظميين من أجل المويتة على العالع نااك رون ادان ا تعين على نظام الأمن الجماعى أن يكيف نفسه 
e‏ ليطا لجيج بود وحم 
باستمرار مع نظام دولى ود وب عن ا 
؟- الأمن الجماعى فى ظل القطبية 2 1 اناا ة أهمها: -١‏ 
#سيكاق الأمع التسدة ف وم اما نو متكاملا للامن الدولى يقوم على عناضر واليا 0 FF‏ 
توي ا بها كافة الدول» كبيرها وصغيرهاء فى العلاقات الدولية. ۲ 
مجموعة مبادئ وقواعد سلوك عامة وموحدة يتعين أن تلتزم به [اأعديما قیها الام مسل مکی ت مواج 
اد اليا ة مراقبة سلوك الدول كما يملك سلطة فرض الجزاءات» بما فيها القيام د 2 
جهاز يملك صلاحية مراقبة : ة من الأجهزة والآليات المكملة: هدفها اما مساعد: 
خارجين على قواعد الشرعية الدولية (مجلس الأمن). ؟- مجموعة من الأجهزة والآليات E‏ 
الخارجين على قواعد ال ا ران تهيقة اقسا ا لكفيلة بتمكين مجلس الأمن من القيام بوظائفه؛ بما 
hr FRE ¥‏ يه و/ او تَهدٍ يله بدمكين مح 
فى ذلك الجانب ١‏ ى منها. 
فى ذلك الجانب العسكر ا ا 1 
غمواتك تتيفيل هذا انكام ووضسعه موضع التطبيق توقف على تحقق شرط جوهرى هو توافق آرا. وإاسساع لدول 
ائسة العقسوية. ولان هذه الدول كانت قد تمكنت من تحقيق التحالف بينها أثناء الحرب العالمية الثانية, يني ديه 
نظام الأمن الجماعى كله على افتراض أن التحالف الذى تحقق أثناء الحرب مميستمر بعدها. ومع ذلك؛ فقد ثبت من 
تطور الأحداث فيما بعد أن هذا الافتراض لم يكن صحيحاء إذ اتشتق التكالف المفتصر فى الحرب إلى معسكرين 
- ارعين بعدها. وكان من الطبيعى أن يكون لهذا الانشقاق اثار واتعكاسات تطيرة على نطام الامن الجاع ن 
اک لم يتم استكمال آليات هذا النظام نفسة, لان لجنة أزكان الحرب (الملنصوص عليها فى المادة لاع كجهاز معاون 
25 الآمن فى الآمور العسكرية) لم تتمكن هنن الاتفاق على وضمع ا٣‏ ا ٤١‏ (والخاصة بتشكيل جيش دولى يمكن 
لدا اج ا کی شی ال ا ایی ای اراج اع رہ ا 
من الآدأة العسكرية التى تمكنه من قمع العدوان أى ردعه. ومن ناحية أخرى, أدت الحربي الباردة بين المعسكرين 
المتضارعين إلى إسزاف الدول.دائمة العضوية فى استخدام حق النقض (الفيتو) فى غير الأغراض. ال شيعي ل ينا 
أدى إلى عرقلة عمل مجلس الأمن إلى درجة الشلل أحيانا. وتشير الأرقام إلى أن حق النقض استخدم أكثر من ١.١‏ 
ة خلال حلة الحرب الباردة :.)١1580-١551(‏ وإلى أن الاتحاد السوفيتى كان أكثر الدول دائمة العضوبة اسة خدانا 
0 الستينيات. قبل أن تنعكس الآية ود الولايات المتحدة هى الأكثر | تایا ہڈا الیے, ےی چ 
له حتى منتصف ينيات: فيل أن يه وتصبح د سنخداما لهذ لحقء تليها | 
ا الجما فقا للد ذ عليه ذ 
كان سمت هذا آنانظاء الأمن الجساعىها پیر ی ثى اليثاق؛ أجهض فى الواقع قبل أن يولد 
: تكوب" لذلك بدأت الدول الكبرى» خاصة دول المعسكر لغری نی ترا 0 . 
طفلا مكتمل التكوين. وا : ٠‏ الحما ال ا2 المقاة 1 ١‏ . كن درتيبات جماعية أخرى لحمابة 
أمنها خارج إطار نظام الأمن الجماعى المنصوص خخ ا ی ا یاو ولد حلف شمال الأطلنطى عام 
٩۹‏ ثم حلف وارسو عام .١405‏ ويصرف أنظر عما قيل وقتها عن شرعية قيا هذه الأحلاف اسستفاد! إلى نص المادة 
اله ا کی حل لطاع الجاع عن لقان ا ر د تأثى | ۴ دجن 
ال 61 من مياق ١‏ . هذين الحلفين واشتعال الحرب الباردة بينهما, نظا 7 جرا سلبيا خطيرا على 
نظام الأمن wa‏ 00 موص عليه فى اميثاق ويتناقض معه كلا وز اظام جديد هو "نظام مناطق النفوذ 
و ووه مسئولية جماعية على الكل لمواجبهة اى عدوان يقم على الي الى يتعامل مع الكون كل 
كوحدة واحدة ويرتب النفوز يؤدى عملا . 


ف -8© - 
السساسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 5٠.5‏ - للمجلد 


Scanned by CamScanner 


د 
u‏ خ 


د. حسن نافعة 
إلى تقسيم العالم ووضع كل قسم تحت الحماية المنفردة لقوة عظمى والحيلولة دون أن يكون لأى طرف آخرء بما فى ذلك 
الأمم المتحدة نفسهاء أى دور للمحافظة على السلم والأمن الدوليين داخل هذا الحيز المحجوز, وهو ما حدث بالفعل. 
ولذلك؛ لم تتمكن الأمم المتحدة طوال فترة الحرب الباردة من القيام بأى دور داخل منطقة النفوذ المباشر لكل من الاتحار 
السوفيتى أو الولايات المتحدة. ولم يكن باستطاعة قرار "الاتحاد من أجل السلام”؛ الذى اتخذته الجمعية العامة فى ۲ 
نوفمبر 119٠‏ بعد إصابة مجلس الأمن بالشلل أثناء الأزمة الكورية, إيجاد نظام بديل أكثر فعالية. فهذا القرار يتيح 
للجمعية العامة صلاحية التعامل مع الأزمات الدولية فى حالة إصابة مجلس الأمن بالشلل نتيجة لاستخدام الفيتو, لكنه 
لا يملك أن يزودها بسلطات لا تتمتع بها بحكم الميثاق. والمعروف أن الجمعية العامة» بعكس مجلس الأمنء لا تملك سلطة 
إصدار القرار الملزم فى مواجهة الدول الأعضاء. 

وعلى أى حال فقد اختبرت فاعلية نظام "الاتحاد من أجل السلم" مرتين عام ١١۹٠ء‏ الأولى: أثناء الأزمة التى 
تفجرت بسبب تدخل الاتحاد السوفيتى لقمع ثورة المجر بقوة السلاح, والثانية: أثناء أزمة السويس التى تفجرت بسبب 
العدوان الثلاثى على مصر. واتضح بالدليل القاطع منذ ذلك الوقت أن قرار الاتحاد من أجل السلام قد يفيد فى إيجاد 
مخرج لدور تقوم به الأمم المتحدة فى الأزمات التى تقع خارج نطاق النفوذ المباشر لأى من القوتين العظميين ويموافقتهما 
معا (وهو ما حدث فى أزمة السويس). لكنه عديم الفائدة تماما بالنسبة للأزمات التى تقع داخل مناطق النفوذ هذه أو 
بالنسبة للأزمات التى تكون إحدى القوتين العظميين طرفا مباشرا فيها. 

فى هذا السياقء يمكن القول إن دور وفاعلية الأمم اللتحدة فى تسوية الأزمات الدولية العنيفة فى مرحلة الحرب 
الباردة اختلفا باختلاف طبيعة هذه الأزمات, والتى يمكن التمييز بين ثلاثة أنماط منها: 

-١‏ الأزمات التى اندلعت داخل منطقة النفوذ المباشر لإحدى القوتين العظميين: وهى نمط لم تستطع الأمم المتحدة, 
سواء من خلال مجلس الأمن أو من خلال الجمعية العامةء أن تلعب أى دور فاعل فى معالجته. فقد تحولت الأزمات التى 
تقع داخل هذه المناطق إلى ميدان محجوز للمعالجة داخل أطر مؤسسية أخرى تهيمن عليها القوتان العظميان (حلف 
وارسو بالنسبة للاتحاد السوفيتى» وحلف الأطلنطى ومنظمة الدول الأمريكية بالنسبة للولايات المتحدة). 

”- الأزمات التى انخرطت فيها إحدى القوتين العظميين كطرف مباشر (فيتنام أو أفغانستان على سبيل المثال)» وهو 
نمط من الأزمات عجزت الأمم المتحدة, أحياناء عن مجرد مناقشته (أزمة فيتنام)» بينما اقتصر دورهاء فى أحيان أخرى. 
على مجرد توفير غطاء لانسحاب القوة المهزومة (أزمة أفغانستان). 

-٣‏ الأزمات التى دارت رحاها خارج مناطق النفوذ المباشرء أو لم تكن إحدى القوتين العظميين طرفا مباشرا فيها. 
وكان هذا هو النمط الوحيد من الأزمات الذى سمح فيه النظام الدولى ثنائى القطبية للأمم المتحدة بأن تلعب دورا اختلفت 
أشكاله من أزمة لأخرى (جهود وساطةء لجان توفيق ومساع حميدة» لجان بحث وتقصى حقائق» قوات طوارئ دولية ... 
الخ)» كما اختلفت فاعليته أيضا من حالة إلى أخرى وتوقفت على عوامل عديدة من بينها: حجم المصالح الدولية 

ورغم ضعف نظام الأمن الجماعى عموما فى معالجة الأزمات الدولية خلال مرحلة الحرب الباردةء إلا أن التوازن 
الدولى النسبى الذى ساد خلال تلك الفترة حال دون أن يتحول مجلس الأمن إلى أداة فى يد أى من المعسكرين 
التصارعين. ومع ذلك يتعين علينا أن نتذكر أن موازين القوة الفعلية فى النظام الدولى كانت تميل فى الواقع لصالح 
الولايات المتحدة وحلفائها وهو ما ألقى بظلاله السلبية على الأمم المتحدة بدليل أن إسرائيل تمكنت فى مرحلة الحرب 
الباردة من أن تشن فى عام ١91717‏ عدوانا على الدول العربية المجاورة» وأن تحتل أراضى شاسعة من هذه الدول؛ وأن 
تحتفظ بهذه الأراضى كورقة مساومة تفرض من خلالها شروطها للتسوية على الدول العربية. ولم يتمكن مجلس الأمن 
من مجرد الإشارة فى قراره بوقف إطلاق النار إلى انسحاب القوات المتحاربة إلى الخطوط التى كانت عندها قبل بدء 
العمليات العسكرية كما اعتاد أن يفعل فى مثل هذه الأزمات. وكان ذلك مؤشرا مبكرا على عجز الأمم المتحدة عن تقديم 
الحماية الضرورية لمن يحتاج إليها من الدول الصديقة للاتحاد السوفيتى من خارج دول الكتلة الشرقية. ومع وصول 
الجناح اليمينى فى الحزب الجمهورى بقيادة ريجان إلى السلطة فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 19/0: زاد الضغط 
وكانت الانتقادات الأمريكية لهذه المنظمات قد بدأت تزداد حدة مع منتصف السبعينيات» وخصوصا بعد صدور قرار 
الجمعية العامة رقم 7745 الذى يعتبر الصهيونية لونا من ألوان العنصرية؛ وارتفاع صوت العالم الثالث, الذى طالب فى 
مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية بنظام اقتصادى عالمى جديد" وفى اليونسكو "بنظام إعلامى عالمى جديد". غير أن 
هذه الانتقادات ما لبثت أن تصاعدت إلى أن وصلت إلى حد إعلان الحرب على الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة التى 
اعتبرتها الولايات المتحدة بوقا ا السوفيتية. ووصل الأمر إلى حد أن 58 الولايات المت ة من اليونسَكو 
وامتناعها عن تسديد جانب كبير من التزاماتها المالية إلى الأمم المتحدة. وكان الهدف من تلك الضغوط تحجيم هذه 
المنظمات وضمان عدم تجاوزها للخطوط الحمراء التى ترسمها الإدارة الأمريكية. ونسيب الموقف الأمريكى فى أكبر أزمة 


- ©© ب السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ه..” - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


انهيار نظام الأمن الجماعى 
الت أصبحت تكاد تكون عاجزة عن دفع رواتب موظفيها . 
مالية فى تاريخ الأمم المتحدة ا صبحت تكاد د a‏ ويدأ إصلاحاته السياسية والاقتصادية الو 
ی ر سو موت الات کی الوا ی ا 
الل اي ا 0 وق استفاد منه نظام الأمن الجماعى على الأقل بالنسبة للعنصر الخاص بايا 
تقارب أمريكى - سوفيتى غير مسبوق شهدت الفترة ار كنا نشاطا ملحوظا للتوصل إلى تسويات لعدد كبير 
التسوية السلمية للمنازعات الدوليةء حيث شهدت ل اا لتوب :ا رى وی 
:مات مثل: الأزمة الأفغانيةء والحرب العراقية - الإيرانية؛ والأزمة الكمبودية؛ وأزمات الجنوب الإفريقى ... الخ. غير 

ا ايه كقسة لتقي سراف الاتحاد السوفيتى منهاء بسبب ضعفه الشديد وأزمن 
أنه تبين فيما بعد أن هذه التسويات تمت نتيد بير موق 
الخانقةء وليس العكسء وهذا هو ما كشفت عنه الأزمة الكويتية. 

- أزمة الكويت والفرصة الضائعة : OS‏ 

عندما اندلعت الأزمة العالمية التى تسبب فيها الغزو العراقى للكويت فى ؟ أغسطس عام ا كان حائط برلينتر 
سقط وانتهت الحرب الباردة بالفعل. ولاحت فرصة نادرة ليس فقط لإحياء نظام الأمن الجماعى كما ورد فى الميثاق ولكز 

NE‏ ا ا ش وغيره من زعماء العالم؛ بإقامة "نظام عالمى جديد" تلعب في 
e e E lb ETT‏ م er‏ فقد أوحى هذا الشغاز الجديد بان الطررة 
الأمم الملتحدة الدور الرئيسى فى المحافظة على السلم والأمن فى لم. أوحى ا 0 
اصح مفتوحا لتشغيل نظام الأمن الجماعى» بنصه وروحه. لأن الحرب الباردة» التى اعتبرت مسئولة عن تعطيله؛ كانن 
فى طريقها إلى الانتهاء. وفى هذا السياقء بدأ مجلس الأمن يتصرف تجاه الأزمة الكويتية بطريقة مختلفة تماما وغير 
معهودة. فقد اجتمع أكثر من مرة على مستوى وزراء الخارجيةء وأشار فى قراراته جميعهاء صراحة ولأول مرةء إلى أن 
يتصرف وفقا للفصل السابع؛ ويدأ يطبق نظام العقويات المنصوص عليه فى الميثاق بحذافيره ويطريقة بالغة القسوة 
ال اا 

غير أن مسار الأحداث كشف فيما بعد» وللأسف الشديد» عن حقيقة أن هذا الشعار لم يقصد به سوى المحافظة على 
على اجنتدة الإدارة الأمريكية. ولذلك ما إن حصلت الولايات المتحدة على القرار 1۷۸ الذى يفوض التحالف الدولى 
الذى تقوده باستخدام القوة ضد العراق» حتى أحست بأنها أصبحت حرة تماما وطليقة الحركة. ولذلك أصيب مجلس 
الأمن بالسكتة القلبية خلال الفترة الممتدة من ١9‏ نوفمبر ۱۹۹۰ (تاریخ صدور قرار التفويض) وحتى نهاية الحرب فى 
مارس ,151١‏ اعتبر بعض الباحثين أنه تعرض خلالها لعملية اختطاف. فلم يكن بوسع المجلس أن يجتمع وأن يتداول 
بشكل طبيعى حول تطورات الأوضاع والاقتراحات المقدمة للتسوية, ولم تكن له أى سيطرة ای راف أو نفد كلم سير 
العمليات العسكرية. ولذلك لم يكن غريبا أن يصرح السكرتير العام للأمم المتحدة وقتها (بيريز دى كويلار) بأن هذه 
الحرب ليست حرب الأمم المتحدةء ولم يكن أمام مجلس الأمن من خيار آخر سوى وضع خاتمه على القرار ٩۷‏ الذى 
أملته الخارجية الأمريكية وأدى إلى وضع العراق تحت الوصاية الدولية أو بالأحرى تحت الوصاية الأمريكية. فالواقع أن 
الولايات المتحدة أدارت أزمة الكويت بالطرن يقة التى تحقق لها هدفين رئيسيين» الأول: ضمان حك ع ان 
وداثم فى منماقا الخليج, والكاني: التعجيل بانهيار الاتحاد السوفيتى عن طريق إثبات عجزه وتدهور مكانته فى النظام 
اين رلته اع رون ايناتن لكالل تيع اوا ےی السرا دای کے ای ا 
لكاي ككل ای رقع شمان ١‏ لى الجديد” والدور الهائل الذى لعبه مجلس الأمن إبان المرحلة الأولى للأزمة إلى 
رفع وجه التوقعات ا مح a‏ لم تكن الولايات المتحدة على استعداد لمسايرتها, ادلا کے ے2 
السياسة الفعلية للولايات المتحدة وما يتوقعه الرأى العام من الأمم للقعدة إن اصعت إلى اج بثت الفجوة بين 

وقد برزت هذه الفجوة أولا فى سياق تطورات الأزمة العراقية فى مرحلة ما بعد ت ٠ ٠‏ على طرفى نقيض. 
محظورة على الطيران العراقى بقرارات من خارج إطار الشرعية الدولية» ودون | ا لكويت. فقد فرضت مناطق 
القوة العسكرية مرات متكررة ضد العراق بسبب خلافات حول عمل لجنة التفتيش الى ا مجلس الأمن, واستخدمت 


المزه وتيت أن عدوا عن أعح جد لان كاتا يعارن جیا موی اسرالی ا ا کا تروع من يلين 


إضعاف هيبة ومصداقية الأمم المتحدة. وفد ساهم ذلك كله فى 
انتهاء "حرب تحرير الكويت ؛ لم تظهر القوى الكبرى» خاصة الولايات المتى - 

وات الأمم المتحدة الموروثة عن الحرب الباردة وظلت هذه الهياكل. خاصة ما الكو أى ای لإصلاح هياكل 

كما كان عليه الحال دون أى تغيير ودون أى محاولة جادة لإحياء ما تجمد منها. وو دمت بنظام الآمن الجماعى. 


0 


کی لن جیا لوی ولغ تفل امار ۴ الشاضة وإتشاء عون دان .من و لجنة أركان الحرب" التابعة 


تغير جوهرى فى أسلوب إدار 0 الأمم المتحدة للأزمات الدولية نتيج 
الدولى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى. 


اب كل العدد 178١‏ يَؤلِيو 5٠.5‏ - المجلد +٠‏ 056 - 


Scanned by CamScanner 


د حسن نافعة 
لومي للطلريقة الى أدارت بها الأمم المتحدة الأزمات الدولية بعد انهيار نظام القطبية الثنائيةء أمكن التمييز بين 
-١‏ نمط الأزمات التى لم ترغب الولايات المتحدة فى أن تتدخل فيها الأمم المتحدة على أى نحو وأهم نماذجه: القضدة 
الفلسطينية والصراغ العردى- الإسترائيلى. ووعوق السبب الرس وراء اسقبغاف الأمم المتحدة إلى رشية الولايات الت 
بالانفراد بالنفوذ فى هذه المنطقة من العالمء وإفساح المجال لتسوية؛ من خلال المفاوضات المباشرة. تعكس قل الخال 
القائم فى موازين القوى لصالح إسرائيل» بصرف النظر عن مدى اتساق هذه التسوية مع ميثاق الأمم المتحدة وقواعر 
القانون الدولى. 

"- نمط الأزمات الذى يقف على الطرف النقيض من هذا النمط السابق والذى يقحم فيه مجلس الأمن اقحاما دون أى 

مبرر أو سند من القانون أو الأخلاق. و تعتبر أزمة لوكيربى نموذجا صارخا لهذا النمط. فقد كان يتعين معالجة هذه 
الأزمة, وبسبب طابعها القانونى البحت» فى محكمة العدل الدولية وليس فى مجلس الأمن. لكن الولايات المتحدة, 
ولأسباب سراسية بحت أقحمت مجلس الأمن فيها اقحاما وأقدم» تحت تأثير ضغوطها المباشرةء على فرض عقوبات 
على ليبيا بالمخالفة لأحكام الميثاق والقانون الدولى. ويذلك أصبح مجلس الأمن هو المسرح والأداة لتصفية حسابات 
قديمة من مخلفات الحرب الباردة. 

- نمط الأزمات التى تقع على مسافات مختلفة من ذلك الخط الواصل بين النمطين السابقين: وهو النمط الذى 
أصبح غالبا على أسلوب الأمم المتحدة فى إدارتها للأزمات الدولية بعد نهاية الحرب الباردة وحتى أحداث سبتمبر 
..٠١‏ ووفقا لهذا النمطء لعبت الأمم المتحدة دورا يختلف» من حيث الكثافة والفاعليةء باختلاف طبيعة الأزمة ودرجة 
مساسها بمصالح الدول الغربيةء خاصة الولايات المتحدةء ومدى استعداد هذه الدول لوضع الامكانات المادية والبشرية 
اللازمة تحت تصرف الأمم المتحدة. 

وقد لوحظ أن درجة انخراط الأمم المتحدة فى الأزمات التى يمكن تصنيفها ضمن هذا النمط قد زاد زيادة كبيرة جدا 
وغير مسبوقة خلال السنوات الخمس التى أعقبت الحرب الباردة ثم عادت للتراجع بسرعة بعد ذلك. فخلال هذه الفترة 
القصيرة وحدهاء قامت الأمم المتحدة بعدد من العمليات يكاد يوازى ما سبق لها أن قامت به من عمليات فى تاريخها 
كله. وبعد أن كانت نفقات عمليات حفظ السلام لا تتجاوز مبلغ ۸٠٠‏ مليون دولار قبل نهاية الحرب الباردةء فإنها وصلت 
إلى أربعة بلايين دولار فى عام .۱۹۹١‏ لكن الفشل الذى واجه هذه العمليات» خاصة فى الصومال وفى يوغوسلافياء 
أدى إلى تقلص نشاط الأمم المتحدة مرة أخرى» حجما ونوعاء فى هذا المجال. وتراجعت نفقات حفظ السلام إلى ٣را‏ 
بليون دولار عام ۱۹۹٩‏ ثم إلى حوالى ٠٠۰‏ مليون دولار عام ۱۹۹۸ء أى إلى المستوى الذى كانت عليه تقريبا قبل نهاية 
الحرب الباردة. 

وعلى الرغم من وجود أسباب كثيرة تفسر فشل العديد من عمليات حفظ السلام التى قامت بها الأمم المتحدة فى 
السنوات الأخيرة: ثم تراجع هذه العمليات كلياء إلا أن مسئولية الولايات المتحدة عن هذا الوضع تعتبر هى الأهم 
والأخطر وذلك للأسباب التالية: 

-١‏ الرفض التام للأفكار الرامية إلى تشكيل قوات دولية دائمة تكون تحت تصرف مجلس الأمنء سواء فى إطار نص 
لمادة ٤١‏ من الميثاق أو فى إطار المقترحات التى تقدم بها السكرتير العام للأمم المتحدة وضمنها "خطة السلام' التى 
أعدها بناء على طلب من مجلس الأمن. 

۲- الإصرار على عدم وضع أى قوات أمريكية مشاركة فى عمليات حفظ السلام تحت قيادة الأمم المتحدة» وعلى أن 
تتم هذه المشاركة إما تحت قيادة أمريكية مستقلة و/أو فى إطار عملية منفصلة تمهد لعملية الأمم المتحدة. مما عقد من 
عمليات الإعداد والتنسيق. 

؟- عدم الاستعداد لتحمل أى خسائر بشرية فى الميدان والمسارعة بالفرار عند أول احتكاك (وهو ما حدث فى 
الصومال مغلذ وتسيب فى انهاء مهمة الأمم المتحدة هناك). 

4- عدم الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الأمم المتحدة. وقد بلغت جملة المتأخرات المالية للولايات المتحدة تجاه الأمم 
المتحدة عند نهاية الحرب الباردة ١١1‏ بليون دولار أى أكثر من ثلثى إجمالى مديونية الدول الأعضاء. من هذه المبالغ 
حوالى 7٠١‏ مليون دولار تخص الميزانية العادية وحوالى بليون دولا تخص ميزانية قوات حفظ السلام. ويعتبر إصرار 
الولايات المتحدة على عدم الوفاء بالالتزامات هو المستول الرئيسى عن إحجام الأمم المتحدة عن القيام بعمليات جديدة إفى 
التالشر فى الاستجابة للمواقف الطارئةء مما تسيب أحيانا فى كوارث رهيبة. والمثال الواضح على ذلك ما حدث فى 
رواندا. حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من أداء دورها على الوجه الأكمل» وهو ما تسبب فى مذابح وعمليات إبادة جماعية 
راح ضحيتها ما يقرب من مليون شخص. 

فى هذا السياق» يتضح أن الأمم المتحدة تعرضت أولا لأزمة ثقة وفقدت مصداقيتها حتى عندما كانت فى ذروة 


- 0¥ - السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠.5‏ - المجلد ٠؟‏ 


Scanned by CamScanner 


الجماعى 
اپار نظام الأمن الد 


نتقائية واعتماد معايير مزدرئ 
: الانتقائد 5 
|= ة» وذلك يسيب 
2 ب أ 2 
لقصيرة التى أعقبت 
ا القت 5ة | ` 
نشاطها إبان 


55 موقفه من أزمة لوكيربى, أ 
لكك . ۹ ê‏ . °> ه 1" 8 
e DTT IT‏ عادت الأزمة چ 
نظمة الوحدة الإفريفي ان الثقة والمصداقي لمق الستلام تعس ديو 
لية. وكان تحدى للتحدة. ويعد ففد'ن أى عمليات نوعية . الأمم المتى. 
الأزنات القواد »3 للد ياي على محاولة تهميش دور لض 
فى تعاملها مع لتآكل التدريجى لهيد بيدأت تحجم عر ئ ق تھ ا ا جعل حلف شما 
20 ا ل عي الاه تھا e‏ السعى للحصول على إذن ار 
هد نفكات الذي هنأ برهت ع من الموارد المالية. فيا دون أن يكلف نفسه المتحدة الحقيقية فى عصر 
خفض النفقا الحرمان من . لافيا دون ا الأمم 
ن خلال الضغط المادى وال f‏ كرية ضد يوغو لىة لانكشاف موقع و 
8 ا ا الل 5 1 شكز فى تقديرنا مجرر 
الأما 5 ن مجلس الأمن. وكان و نبل دوافعه» لم ي غم من انتها 
5 يح بذلك من E‏ . أزمة كوسوفاء رغم . 9 ة. فعلى الرغم من ی 
E‏ يكية المنفردة. : عسكريا فى أن من الجماعى للأمم المتحد لأمم المتحدة, إلا أن 
الوت امريد غل حلف شمال الا نظام الأمن ى اتهميان راشععاک دوي الک 
قول إن تدخل حلف شمال الأطلسى ء حي مويه ra‏ نقد ظلت الوا“ 
كن القول إن تد نقطة تحول فى ة قهيق: إلى تون e NT a‏ د 
ود 8 5 لكنه كان أيضا 0 لسياسة منظمة تهد 3 ال وعلى سبيل المثال» 6ا00آظ 
سابقة لا مثيل 2 الاتحاد السوفيتى؛ ءءء جميع الأحو Bu‏ العراق هى 8 l4‏ 
3 - 8 منذ انهيار لية ظل قائما فى 5 | ی صد 3 ف النها 
الولايات المتحدة, 1 ن الشرعية الدولد > بالتعاون مع دول i.‏ ة نظرهاء وأن الهد اک 
5 جود غطاء من 0 تقوم بها منفردة أو د المفعول» من وجهة تيفاء النواحى 
الحرص على وج ليات العسكرية التى تقوم د أمن ما زال سارى المفعول تهتم. حتى بمجرد استيفا : 
المتحدة تدعى أن العمليات ض سابق من مجلس الأمن لايات المتحدة لم 1 انعقاد الجمعية 
أنها تأتى فى إطار تفويض سابق ١‏ الأمن. لكن الولايات لايات المتحدة أن تطلب ف أ'مة 
قانوناء لأنها تأتى فى ! ج ت صادرة عن . ا كان بوسع الولايات تدخل العسكرى فى أز 
ت هو تطبيق قرارات 5 تها فى البلقان. وكان د غطاء شبرعى لكف 3 , 
لهذه العمليات هو فاء المشروعية على سياستها فى ال ' للحصول على غطاء شر. الأمن. وقد رأى البعض 
' ة اللازمة لإضفاء المشرو. 3 "الإتحا ن أجل السلام 2 چ 767 فى مجلس 2 9 
a e‏ ئة تطبيقا لقرار 'الاتحاد من تخدام الاتهاد السوفيتى للفيتق رة لی سن كال فی 
العامة فى دورة ر ن الأمن بالشلل د بسبب استخدام E‏ ة على ممارسة سياسة حر 5 ن شأنها أن ت 5 
فا إذا أصيب مجلس الأمن با إضران الولآيات المتحدة ازم الشليح والبلقاق سق يكنا ا 
كوسوا 11 إشارة مبكرة على إصرار الولادٍ قوة المسلحة فى أزمتى الخليج والد ¿ واضح وصريح تمثل 
فى هذا المنحى الجديد إشار قليمى لاستخدام القوة | خليج, كان هناك عدوان واضح و : 
انآ لقادنة ن السياق الدولى والإقليمى / لو ا عاصرير رقا a‏ الدولى 
إن ١‏ 6 لتين على كافة الأصعدة | 2 8 ل أ“ عضو فى نفس 2 5204 النقفس» فضلا 
الفروق الهائلة بين الحالتد ة عضو فى الأمم المتحدة لدولة أخرى عية المشروعة للدفاع عن 0 
5 كرى من جانب دولة عضو فى فى إطار الترتيبات الجماعية ة المجاورة فى حقها للدفاع عن 
: اجتياح عسكرى من يمكن د يره بسهولة فى إ ر ة والدول الاقليمية المجاورة فى على 
فی e‏ اتد الكويت كان د الريره : نطق الولايات المتحدة و چ لد على الحصول 
عن أن ١‏ تع ابرا د الغزو العراقى ا لي ١‏ ات مجلس الأمن. 1 ۳ قى ع 
مصالحها الحيوية التى تخدام القوة لحمل العراق على تطبد ت آبشکل غي شرعى مناطق اتيسنا ما 
تفويض صريح ومسبق با ٣‏ ن مجلس الأمن فيما بعدء وفر 2 الأسلحة العراقيةء وهو 
تفويص 0 التفورخ الصادر لها من . 1 ل اللحنة الدولية للتفتيش على 8 تخدا القوة 
أساءت استخدام ص . 3 أيضا فى . e‏ تا قوی لاستخدام 
أساءت 1 تدخلت على نحو غير مشروع أي 0 حقيقة وجود أساس قانونى و, ياسى 
1 لا المتحدة, غير أن ذلك كله لا ي ١ RE‏ 
عا حير : - ١و‏ أ من يجالب:دولة على مول ری رع 
العسكرية فى أز 0 9 تويك وان وای وري م الحمانة ال لية لهم. والتدخل 
: 5 َ البلقان» فكان جد 3 5 اة كوسوفا وبضرورة تقديم - وج ا 5 
أما الوضع فى 3 5 3 د مسلمى إقليم 5 3 ث عدوان على ١‏ دولة عضو فى 
قرار الكامل بهمجية السلوك | ني توكيجات الدشاع الجتماغي: لأقه لم يمد.د ا r‏ ا 
الإقرار للناتى لم يكن قابلا للتبرير فى إطار ترتيد طلب المساعدة منه. من نا حية أخرىء فإن الناتو لم يتصر 
العسكرى E‏ من السلوك الصربى بطلب ١‏ : ت عضوا فى الحلف, لم يصرح مجلس 
تقم آى دولة متضررة من اء ل“ عوسلافيا ليست عضوا فى و kr‏ 
الحلف دول تق أن ة تهدف إلى تأديب أحد أعضائهاء لأن يو فیا اکال کل بین عم ا العسكرية فى البلقان 
هه منظلمة إقليمية تهدك إلى قدي ضد يوغوسلافيا. لذلك کله بدت عملي التاتو ا 
ب 5 ذخا 1 اة مية باتخاذ إجراءات قسرية . هن نطةة » 3 ويك كن و ت لای و کر 
الأمن 9 ات استراتيجية لاستتصال النفوذ ي 97 الىلقا““ ومن هناء فإن تعاطفنا مع قضية مسلمى 
مدفوعة با و إخفاء الأهداف الحقيقية التدخل الأمري 0 ى التوازتا الا رو م فضية ممسلمس 
كأنها مجرد غطاء لإخفاء الا نا عن بحث انعكاسات هذا التدخل عل الث يجي 
و : ألا يصرف انتباهنا عن بحث 
كوسوفا يجب u Î‏ 
ت فمکن أو 2 0-6 الحما 2 
انعکاسات 2 ك 3 الكامل لنظام الأمن ٠. ١‏ عى : 2 
4- الطريق نحو الانهيار | ا الفداك 11 سيار و يي ب تیا ہے ین و 
و الوم ل سين ا دارا شت اا ی سیر ایا فی معام املد 
۳ التى أعقبتهاء الا أنه يصعب الادعاء بأن ١‏ اولات تهميش دور الأمم المتحدة بدأت قبل هزى الأحداك واستمرت 
الدولية 1 بعد الأحداث عما كان قبلها. المتشابهة بدا قبل هز, الأحداث وإ تمر يعرها ذلك ١‏ 
نتلاف سلوكها . . للتعامل مع القضايا المتشابهة بدا قر د تمر بعدها. ومعم 
إلى ا لمعايير المزدوجة أسلويا 
E FE‏ پټ . 


O^ —‏ — 
٠١‏ - الجليه ٠‏ 
لية العدد ١١١‏ يوليو ° 
الساسة الدولية 


Scanned by CamScanner 


د حسن نافعة 
يصعب القول إن نظام الأمن الجماعى للأمم المتحدة لم يتأثر بهذه الأحداث» خصوصا أنها أدت إلى تحول جذرى فى 
سلوك الولايات المتحدة؛ الفاعل الرئيسى فى النظام الدولى» حيث حاول اليمين الأمريكى المتطرف استغلال هذه الأحداث 
وتوظيفها لخدمة برنامجه السياسى الخاص تحت شعار "الحرب على الإرهاب". 

فبعد ساعات من وقوع أحداث ١١‏ سبتمبر» أصدر رئيس مجلس الأمن بيانا أدان فيه بقوة الهجمات التى تعرضت 
لها الولايات المتحدة ووصفها بأنها مأساة وتحد للإنسانية كلهاء ودعا كافة دول العالم إلى العمل معا لتقديم مرتكبيها 
للعدالة بأقصى سرعة ومضاعفة الجهود لمنع حدوث مثلها مستقبلا..الخ. وفى اليوم التالى مباشرةء أصدر مجلس الأمن 
قراره رقم ۸ الذى اعتبر مثل هذه العمليات الإرهابية تهديدا للسلم والأمن الدوليين وأعلن عن استعداده لاتخاذ كافة 
الخطوات الضرورية لمحاربة كل أشكال الإرهاب. ثم ما لبث مجلس الأمن أن اتخذ قرارين إضافيين هما القرار ١7175‏ 
(۲۸ سبتمبر ۲۰۰۱) والقرار ۱۳۷۷ (۲۸ نوفمبر ۲۰۰۱)» واللذان يشكلان نقطة تحول فى موقف الأمم المتحدة من 
موضوع الإرهاب. وأعلن القرار ٠۳۷١‏ منذ اللحظة الأولى أنه صدر فى إطار الفصل السابع من الميثاق» وفرض على 
الدول الأعضاء اتخاذ مجموعة من الإجراءات التنفيذية على كافة الأصعدة المالية والأمنية والإدارية وغيرها لمكافحة 
الإرهاب: وجرم قيام رعايا الدول عمدا بتوفير الأموال أو جمعها بأى وسيلة أى بأى صورة مباشرة أو غير مباشرة كى 
تستخدم فى عمليات إرهابيةء وحظر على الدول نفسها تقديم أى شكل من أشكال الدعم الصريح أو المستتر إلى أى 
أشخاص أو هيئات أو منظمات ضالعة فى أى أعمال إرهابية؛ وألزمها فى الوقت نفسه بتقديم ما بحوزتها من معلومات 
مفيدة فى مكافحة الإرهاب ... الخ. ولم يكتف القرار بتحديد هذه الإجراءات ولكنه شكل أيضا لجنة منبثقة عن مجلس 
الأمن تتألف من جميع الدول الأعضاء لمتابعة ومراقبة عملية التنفيذ وطالب جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بموافاتها 
بتقرير عن الخطوات التى اتخذتها لتنفيذه. أما القرار ٠۳۷۷‏ فقد اعتمد الإعلان العالمى لمكافحة الإرهاب» وأعلن عن 
وأشکالها ومظاهرهاء وأینما ارتکبت» وأیا كان مرتكبوها. 

وحين أصبحت الولايات المتحدة مسلحة بهذه القرارات القوية. شرعت فى إعلان الحرب بطريقتها الخاصة على 
الإرهاب» مؤكدة أن هذه الحرب ستكون طويلة وعلى مراحل. ولم تمض أسابيع محدودة حتى كانت المرحلة الأولى منها 
قد بدأت بالحرب على أفغانستان؛ وعلى الرغم من أن درجة اهتمام مجلس الأمن بالأزمة الأفغانية شهدت نقلة نوعية بعد 
أحداث سبتمبر ٠١٠۲ء‏ حيث عقد منذ بداية هذه الأحداث وحتى نهاية عام ۲ حوالى ۲۲ جلسة اتخذ خلالها 1 
قرارات تخص أفغانستان,: إلا أنه لوحط أن الولايات المتحدة لم تلجأ مجلس الأمن إطلاقا لتطلب منه اتخاذ إجراءات 
عسكرية عقابية أو للحصول على تصريح باستخدام القوة العسكرية ضد حركة طالبان» فقد اعتبرت أن العمل العسكرى 
أمر يخصها وحدها ويدخل فى نطاق الدفاع الشرعى عن النفسء ويالتالى يحق لها القيام به بصورة فردية أو جماعية. 
وقد بدأت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية بالفعل فى أفغانستان فى ۷ أكتوير» أى بعد أقل من شهر من وقوع 
أحداث سبتمبر» دون أن يكون مجلس الأمن أى دور طوال مرحلة العمل العسكرى. الانشغال الرئيسى مجلس الأمن تركز 
على اقتسيتي «اليسيتين: 

الأولى: تقديم الغطاء السياسى الدولى لنظام 'ما بعالت والذى تم تجهيزه وإعداده أمريكيا فى الواقع» من خلال 
مؤتمر بون, الذى عقد تحت مظلة الأمم المتحدة. وفى هذا السياق. صدر فى 1 ديسمبر قرار مجلس الأمن رقم ١787‏ 
مرحبا بالاتفاق الذى توصلت إليه ووقعت عليه الفصائل الأفغانية المجتمعة فى بون يوم © ديسمبر. وأبدى القرار ارتياح 
المجتمع الدوا لى لهذا الاتفاق واستعداده لتعزيز المصالحة الوطنية والمعاونة على وضع نهاية لاستخدام أفغانستان كقاعدة 
للارهاب. ودعوة مختلف الدول» خاصة الدول المانحة, للمساعدة على إعادة إعمار أفغانستان وإعادة بناء مؤسساتها ... 
الخ. ٠‏ 

الثانية: تشكيل قوة دولية للمحافظة على استقرار الأوضاع الأمنية فى أفغانستان. وفى هذا السياق؛ أصدر مجلس 
الأمن فى ۲١‏ ديسمبر قراره رقم ٠۳۸١‏ الذى رحب فيه بخطاب وزير الخارجية البريطانى إلى السكرتير العام للأمم 
المتحدة بشأن استعداد بريطانيا لتولى قيادة القوة الدولية العاملة فى أفغانستان: ودعا الدول الأعضاء للمساهمة فى هذه 
القوة التى كلفها بالعمل فى إطار من التنسيق والتشاور مع السلطة الانتقالية فى أفغانستان ومع الممثل الخاص 
للسكرتير العام للأمم المتحدة. وتقديم المساعدة الضرورية واللازمة للسلطة الانتقالية الأفغانية فى جهودها الرامية 
لتأسيس وتدريب قوات أمنية أفغانية مسلحة جديدة. 

والواقع أن مجلس الأمن لم يشغل نفسه كثيرا بالحرب ضد أفغانستان ولم يعلق على مدى مشروعيتهاء وإن كانت 
قراراته وتصرفاته اللاحقة تشير إلى أنه قد أقرها ضمناء ولم يوجه أى انتقادات إلى التجاوزات الأمريكية التى حدثت 
خلالها. سواء فيما يتعلق بأنواع الأسلحة المستخدمة آو ضحايا الأعمال العسكرية من المدنيينء أو كيفية معاملة المعتقليز 
الذين تم أسرهم خلال الحرب وترحيلهم إلى القاعدة الأمريكية فى جوانتانامى. ولذلك يمكن القول - دون أى مغالاة - 
ان الدور الذى لعبه مجلس الأمن فى الأزمة الأفغانية هو أقرب إلى دور المحلل للسياسة الأمريكية منه إلى دور الجهاز 
المسئول عن ادارة نظام الأمن الجماعى وفقا لما هو منصوص عليه فى ميثاق الأمم المتحدة. وهناك شكوك كثيرة تحوم 





4+0 المجلد‎ - ۲٠.٠١ يوليو‎ ١1١ السياسة الدولية العدد‎ Oe 


Scanned by CamScanner 


انهيار نظام الأمن الجماعى 


صعب تصنيفها ضمن الحروب المشروعة دخا 


عدو ار حاى والد ف 1 ع ا 
على أفغانستان والتى الولايات المتحدة لم تعر اتفاقات جنيف اى ,.. / 


فت التى شنتها الولايات ص 
حول شرعية الحرب التى تحدة أثناء الحرب يؤكد على أن 6 N‏ وبيس ه ان اناميا 
النفس. كما أن سلوك الولايات المتحد ا ي ایا لجنودها حتى ولى أدى ناك ى 7 
SC 6 1 35‏ | .- 3 5 2 - . 3 5 
فهى» من ناحيةء كانت معنية بتوفير احد Se,‏ جازر ضد المتهمين ب نهم إلى > ت او إلى تر 


المدنيين الأفغانء ولم تتردد» من ناحية ثانية» فى نض-؛ م ناحدة ثالثة: اعتبار الأسرى والمحتجزين لديها أ 
E e‏ ائم الحرب» كما نها رفضت» من آل که و تاكيك السمليب الحم انب عد كا 
القاعدة» تدخل فى عداد جر : ا تأكيد يب ا# حمر انهم كزلك را 
فى 5 الملحقة يهاء على الرغم من û‏ ف بالل 
تنطبق علمهم اتفاقات جنيف والبروتوكولات : : و حتى على مناقشة هذه الموضوعات. 
ig 5‏ نسانشة لا تلدة «الآد لك د الأمن لم يجرؤ حدى 
عاملتهم معاملة غير إنسانية لا تليق بالآدميين» لكن مجلس الق هة الي كما تحال : 
و CIE‏ لم ت 1 نمثل هذا القدر من صو فی الأ , 
ومع ذلكء فإن الانهيار الكامل لنظام الآمن الج عى 0 تخلص بالكامل من أسلحة الدمار الشامل خلال ” 
الى اقة ذ الرغ يا ن الآن بشكل قاطع أن العراق RY‏ العراق والتے د 1 
لعواقية. قيلي الرفومن إثهقين انان الأمن أدى إلى استمرار العقوبات على لعراق والتى تحولت إلى ) 
ل ا ات ال کا ی 
يشبه الإبادة الجماعية. ويحتوى كتاب جيف سيمونز E‏ تمدة مما ورد فى تقارير المنظمات الروان 7 
بالعراق: العقويات والقانون والعدالة' على حقائق يشيب لها الولدان» مستمد ای ای ا ال 
5 ا متايه نز فى كتابه - نقلا عما ورد فى أحد تقارير المدير الإقليمى لبرنار 
مظاهر هذه الإبادة» وعلى سبيل المثال يشير سيمونز فى كتاد TE i‏ 
الغذاء العالمى - إلى 'ثمة ما يزيد على ؛ ملايين شخصء أى خمس سكان العراق» يواجهون خطرا غذائيا شديا 
as‏ ج يي ألف من النساء الحوامل/المرضعات والمعوزات المعراا. 
ووشمل :هذا الغفد غن؟ مليون طفل رون الشافسة وذهاء +1 الف من القساء 0 لمعيلار 
ارهن هن 9 قن مكات الالانرين القباءشى سن الكبولة الازاتي لا يجن من و اقفن بو 2 من لمكن 
يحصلون على الطعام أو على طماع فيل رودي معام الثاين وزيلى الأجساع. إننا عند تقلة اللاعوية فى العراز 
والهيكل الاجتماعى للبلاد يتفكك وقد استنفد الناس قدرتهم على المواجهة". ثم يضيف الكاتب نقلا من تقرير أعين 
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عن محنة المدنيين العراقيين المتفاقمة عام ١۱۹۹ء‏ مؤكدا وفاة أكثر م 
مليون عراقى بينهم o1V‏ آلف طفل كنتيجة للعقويات الاقتصادية.." ص۲۹۸ . 
وعلى الرغم من أنه لم تثبت أى صلة بين العراق والإرهاب عموما أو بين العراق وأحداث سبتمبر على وى 
الخصوص,. إلا أنه ما إن فرغت الولايات التحدة من حربها غير الحاسمة ضد أفغانستانء حتى بدأت تعد للحرب على 
العراق. وفى البداية. أصرت لإدارة الأمريكية على حقها فى استخدام كل ما فى حوزتها من وسائل: بما فيها الف 
المسلحة, للإطاحة بالنظام العراقى دونما حاجة للحصول على تفويض جديد من مجلس الأمن. وعندما أخفقت فى إقناع 
الداخل والخارج بهذا المنطقء لجأت إل الأمم المتحدة للحصول على غطاء من الشرعية الدولية. ففى خطابه ا أمام 
لخدعي لضام فى بسيتمير 1273 تنمدا الرثيسن يون لتوجبيه قائمة اتهامات طويلة زاعام العراقى لا تركز على قضيا 
أسلحة الدمار الشامل وحدها وإنما تتسع لتشمل حل شى»؛ بدما بانتهباك: حقوق الإتمنان وانتهاء بسرقة ال قكان 
الكويتية!. وهو ما اعتبره المراقبون دليلا قاطعا على أن الهدف هو إزاحة النظام وليس مجرد التأكد م خل الى اة د: 
أسلحة الدمار الشامل. ولأن الولايات المتحدة عجن 2ه .. لمان سجن من .شل الغراق هن 
ي مل وەں لو 2 عجرت حتی عن د تقد أدلة 5 5 2 5 
ا ا e i‏ كية | 0 ٠ 4 E‏ مفنعة وقاطعة على امتلاك العراق أسلحة 
دمار شامل أو أنه ما زال يشكل تهدیدا حقيقيا لأمن أحد, فقد تزاييت الشكوك حول ' 0 
الكثيرون أكثر ميلا إلى الاعتقاد بأن للولايات المتحدة أهدافا خفة ث IE‏ 5 لادعاءات الأمريكية وبان 
الامبريالية التجددة للهيمنة على العالم من ناحية اخرى. وإ لم أملتها أوضاعها الداخلية من ناحيةء وملموحانه 
إلى الأمم المتحدة. ليؤكد على أمرين على جانب كبير من الأهمية. أولهما: إ. إا ٠٠‏ دة ا زمةء بعد اضطرارها الجر 
الشاملء ولیس الإطاحة بنظام صدام» هو الهدف الأولى بالرعاية وهو الذى 5 5 من خلو العراق من أسلحة الدمار 
أن استخدام القوة ضد العراق؛ فى حال امتناع هذا الأخير عن التعاون 0 )+ ويدرر تدخل مجلس الأمن, وثانيهما: 
يتطلب قرارا صريحا وتفويضا جديدا من جانب مجلس الأمن” 0 التقتين حو أسلاحة الدما. الفا 
غير أن جناح الصقور فى الإدارة الأمريكية لم يستسلء 
عیر اں ` 3 1 5 1 دراح يحاول ١‏ 8 3 5 
المحاولات اا ا ع فی رع القاكد قن خلى العراو ل E‏ المشروعة فغير المشروعة تخريب 
حقيقى على الأهداف الاستراتيجية بين الععائم والسقور :فى ود الإدارة ال "مار الشامل. ولأنه لا يوجد خلاف 
أن يتفقا على إعادة توزيع الأنوان:بينهما: يحنت نتولى جاح الان ر ر “فق کان من انسمل مانا 
الاوددة ا ی ی ی ر ا الإجراءات الشكلية اللازمة لإضفاء 
الأمريكية بجناحيهاء ونجحت بالفعل؛ فى تحقيق سلسلة من "| منجزات' مکنتي ‏ 0ك مضمونها. وهكزا, ضرغطن الادارة 
3 . على الآ المتحدة ممثلة فى مجلس الأم-, كانه ف من الاستمرا نا : 2 
رغم طرح ملفها E‏ وكانت البداية اس داد بالإمساك بخروط الازمة 
تين الطلب الأمريكى ورة أن تمارس فرق التف.: 2 ستصرار القرا 5 2 
١‏ لم يتبن الطلب الأمريكى بضر يش عملها و را٤٤‏ أن القرا 
“خرى التى تبناها القرار كانت فى مجملها مطالى د .ب © أى صحية وتحت ى | امهبح أن القزار 
المطالب ايى 8 متها أقرب ما تكون إلى الحملة إو ودنه واستفزازية وش کل ا دولية. غير أن 
وو عي لابب aa e pg E‏ رع ا 
الجلد ٤١‏ ع “ان على الحكومة العراقية. 


السداسة الدولية اعدد ۷١١‏ بوليو ١0ء‏ = 


Scanned by CamScanner 


عو ينىه ج21 ود وين 


د. حسن نافعة 
بعد فضحهاء منها إلى عملية تفتيش تستهدف إثبات خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل. الفرق الجوهرى الوحيد بين 
المشروع الأمريكى والقرار الذى تبناه مجلس الأمن كان خلو الأخير من نص يجيز تلقائية العمل العسكرى فى حالة عدم 
تعاون العراق مع فرق التفتيش أو عدم وفائه بما هو مطلوب منه» وهى ما اعتبره البعض انتصارا يستحق الإشادة 
ونجاحا للجهود الرامية إلى إجهاض الحرب وتسوية الأزمة بالوسائل السلمية. غير أن أى محلل مدقق لنص القرار 
١‏ وروحه كان بوسعه أن يكتشف بسهوله أنه صيغ بطريقة تنطوى على قدر كبير من الغموض المتعمد حول هزه 
النقطة تحديداء كى يسمح للولايات المتحدة بتفسيره كما يحلو لها. وإذا كانت مداولات الأسابيع الستة التى سبقت 
صدور القرار ١54١‏ قد كشفت عن شىء؛ فهو إعادة التأكيد على أن الخلل الحادث فى موازين القوى العالمية لم يعد 
يسمح للأمم المتحدة بالقيام بأى دور فاعل ومستقل فيما يتعلق بمعالجة الأزمات التى تهدد السلم والأمن الدوليين. 
صحيح أن هذا الدور لم يكن فى يوم من الأيام فاعلا أو مستقلا على النحو المنصوص عليه فى الميثاق وكان يتاكل 
باستمرار مع تطور الخلل فى موازين القوى الدوليةء لكنه كان موجودا. الجديد فى الأمر أن عملية التآكل هذه بدأت 
تشرف على نهايتهاء فقد بدت الأمم المتحدة فى هذه الأزمة وكأنها فى طريقها إلى التحول لتكون مجرد محلل لما يريده 
الطاغية الأمريكى. 

قبل العراق قرار مجلس الأمنء على الرغم من قسوته ومن كل ما فيه من تجاوزات» وأعد الإعلان المطلوب عن برامجه 
التسليحية وسلمها فى الوقت المناسبء ومع ذلك اعتبرت الإدارة الأمريكية أن العراق لم يلتزم بما جاء فى القرار. وحين 
حاولت الحصول على تفويض من مجلس الأمن, صرحت فرنسا بأنها ستستخدم الفيتىء وكان واضحا أنه لن يكون 
بوسع مشروع القرار الأمريكى-البريطانى أن يحصل حتى على أغلبية الأصوات المطلوبة. بصرف النظر عن استخدام 
الفيتو من عدمه»ء أما بقية القصة فهى معروفة. شنت الولايات المتحدة حربها العدوانية على العراقء ولم يعثر أحد على 
اسلحة الدمار الشامل» واضطر السكرتير العام للأمم المتحدة إلى أن يقول متأخرا جداء وبعد مضى ما يقرب من عامين, 
إن الحرب التى شنت على العراق تمت بالمخالفة لأحكام الميثاق. وكانت تلك هى المرة الأولى التى تتحدى فيها الدولة 
الكبرى» ويالتالى الأكثر مسئولية فى حفظ السلم والأمن الدوليينء نظام الأمن الجماعى صراحة وتذهب إلى الحرب» ليس 
فقط دون تصريح من مجلس الأمن ولكن رغم أنفه وبالمخالفة لإرادته. ليس فقط بل إن المجلس اضطر بعد ذلك وفى 
قراراته اللاحقة المتعلقة بالعراق إلى أن يضفى على الاحتلال غير الشرعى للعراق غطاء شرعياء ولم يكن بوسع هذه 
القرارات سوى أن تؤكد على شىء واحد» هو أن نظام الأمن الجماعى قد انهار كلية وأن الحاجة أصبحت ماسة إلى 
نظام جديد للأمن الجماعى. 

ويبدو أن هذه الحقيقة أصبح معترفا بها رغم أن التعبير عنها يأخذ فى بعض الأحيان أشكالا غير مباشرة ويسلك 
طرقا ملتوية. دليلنا على ذلك قيام السكرتير العام للأمم المتحدة بتشكيل فريق دولى رفيع المستوى كلف بدراسة 
'التهديدات والتحديات' التى تواجه المجتمع الدولى واقتراح التغييرات المطلوبة لمواجهتها. وقد انتهى الفريق من إعداد 
تقريره الذى ينطوى على اقتراحات عديدة» من بينها توسيع نطاق العضوية فى مجلس الأمن. ورغم ما اتسم به هذا 
التقرير من جدية وأهمية العديد من التوصيات التى يقترحهاء إلا أن بعضها يمثل أنصاف حلول تبدو مدفوعة بالرغبة فى 
مجاملة الإدارة الأمريكية المتطرفة الحاليةء أو خشية منهاء وبعضها الآخر يصعب» إن لم يكن يستحيل تطبيقه فى ظل 
موازين القوى» لكن تلك على اى حال قضية أخرى تستحق معالجة منفصلة. 


المراجع : 





اعتمدت هذه الدراسة على عدد من الدراسات السابقة للمؤلفء نذكر منها: 

- حسن نافعة:؛ الأمم المتحدة فى نصف قرن: دراسة فى تطور التنظيم الدولى منذ ١٤٠٠ء‏ المجلس الوطنى للثقافة 
والفنون والآداب» سلسلة عالم المعرفة (۲۰۲)» الکویت» أکتوپر ۱۹۹٩‏ . 

- حسن نافعة؛ إصلاح الأمم المتحدة» مركز البحوث والدراسات السياسيةء جامعة القاهرةء القاهرة» 15965. 

- حسن نافعة» دور الأمم المتحدة فى تحقيق السلم والأمن العالمى فى ظل التحولات العالمية الراهنةء فى: على الدين 
فلال وسل مطر (محرران)» الأمم المتحدة: ضرورات الإصلاح بعد نصف قرن» مركز دراسات الوحدة العربيةء بيروت» 
NAN‏ 

- حسن نافعة؛ الأمم المتحدة بعد ١١‏ سبتمبر: هل لا تزال قادرة على التكيف مع تحولات النظام الدولى؟ أمتى فى 
العالم. حولية قضايا العالم الإسلامى» ۲۰۰٠-۲٠١٠‏ العدد الخامس» الجزآن الأول والثانى» مركز الحضارة للدراسات 
السياسية ۲٠۰٠۰۳‏ . 

ومقالات أخرى عديدة نشرت بصحيفة الحياة الدولية خلال العامين الماضيين. 


- ۹۱ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠.٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


و بي 


نطور يركز الفسره فى اليتسانون التدؤلي 
غلال المتر الأريف: الأفبجر؛ 


2 
فى عام ١٦۱۹ء‏ كان الجدل 
محتدما حول مركز الفرد فى 
القانون الدولىء وانصرف الجدل 
إلى كل أوضاع الفردء الفرد داخل 
دولته وخارجهاء ثم الفرد مجرداء 
أملا فى الاعتراف به كشخص من 
أشخاص القانون الدولى, ذلك أن 
مركز الفرد كان فى ذلك الوقت قد 
قطع شوطا بعيدا من خلال 
تطورات النصف الأول من القرن 
العشرين, حدث امتد الاهتمام 
الدولى إلى حالة الفرد الواقع 
تحت حكم نظم الانتداب وإلى 
لاقليات وحقوق العمال من 
خلال منظمة العمل الدولدة, 
والمنظمات الدولية الأخرى غدر 

5 


السفيرد. عبدالله الأشعل 
2 مي و 


یا ن داخ خم ا ددا کد 


أما النقلة الكبرى» فقد حدثت بعد الحرب العالمية الثانية على ضوء ما عانته 
البشرية من أهوال يعجز عنها الوصف حسبما أشار ميثاق الأمم المتحدة. حيث 
حفل الميثاق بإشارات واضحة إلى الحقوق الأساسية للإنسان عموماء وإلى 
أهالى الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتى» وأصبحت فلسفة الحركة الدولية 
لحقوق الإنسات والاتتضان لحرياتة الأساسية ركنا ركينا فى النظام الذولى 
الجديدء وقد عبر عن ذلك الإعلان العالمى لحقوق الإنسان عام ۸٤۱۹ء‏ والذى 
جسد الحريات الأربع التى أعلنها الرئيس الأمريكى روزفلت عام ٠۹٤١‏ وسط 
فوران الحرب الكونية الثانيةء وما أحيط بالإعلان العالمى من اهتمامء وما لقيه من 
حفاوة بلغت حد التأكيد فى بعض القضاء الوطنى على قيمته الإلزامية العالمية, 
بل إن كثيرا من الدساتير الحديثةء ومنها دساتير دول الخليج وروسياء قد 
اعتبرته من مصادر الإلزام للقاعدة الدستورية. فى نفس الوقت» كانت الجهود 
تتواصل لرعاية الفرد الضعيفء وهو اللاجئ, ثم المستهدف لأسباب عرقية أو 
دينية أو سياسية فيما تضمنته اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة إبادة الجنس 
والمعاقبة عليها. أما الفرد فى الصراعات المسلحةء فقد قدمت اتفاقات حضف 
الأربع عام 1444 حماية شاملة له فى جميع أوضاعه. سواء كان مقاتلا أو مدنيا 
أو جريحا أو مريضا أو قتيلا أو أسيرا. كما شهد العالم طفرة كبرى لتحرير 
الخمسينيات» وبلغت أوجها فى التأكيد على حق تقرير المصير بأجياله المختلفة. 
وفيما قامت ب«الأمم افتحدة فى قواراتها واجهرتها التى سهرت عل ہی مکل 
الحهاية فى السراع المسلع لأكثر من بخن عة فة م تدان اشا 
والطفل اا السامل والأم والطفل المقاتل والأماكن التاريخية والأثرية 
والاعيان التقافية والبيئية بكل عناصرها. ولاشك أن هذه الطفرة التى اهتمت 
بالفرد فى آوضاعه المأساوية بسبب الحروب والمصاعب الاقتصادية ات 
السياسية قد امتدت إلى الفرد الأجنبى؛ فأصبح للفرد فى الدول الأخرى مركز 


( *) أستاذ القانون الدولى . الجامعة الأمريكية ؛ القاهرة . 


السياسة الدولية العدد ١‏ يولبو 5ه - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


-7 


السفير د عبد الله الأشعل 
دولى متميز تحكمه قواعد القانون الدولى والقانون الداخلى؛ سواء كان أجنبيا سائحا أو زائرا أو مقيما أو كان أجنبيا 
مستثمرا حسبما تضمنته اتفاقية واشنطنء التى أنشأت المركز الدولى لتسوية منازعات الاستثمار عام ١516‏ (إكسيد), 
والتى كانت قمة التطور التاريخى لانحسار تمسك الدولة بسيادتها فى عقود الاستثمار مع الفرد الأجنبى» وظهور العقود 
الدولية التى تقف فيها الدول مع المستثمرين الأجانب على قدم المساواة فى العقد وفى قضاء التحكيم فى منازعات العقد. 


أما حقوق الفرد داخل دولتهء فقد تطورت هى الأخرى بفعل هذه الحركة الدولية الإنسانية التى كرست الطابع 
الإنسانى فى مواجهة أطماع الصراعات وتطور الأسلحة فى محاولة جادة لتهذيب غريزة الصراع؛ ولكى ترد العلاقات 
الدولية بكل صخبها إلى حقيقة أساسية هى أن غاية النظم الوطنية والدولية التى يطورها الإنسان يجب أن تكون فى 
النهاية لسعادة هذا الإنسان ورفاهيته. وقد تواكب هذا الاتجاه الكاسح - الذى سجلته العهود الدولية للحقوق المدنية 
والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاتفاقات المختلفة لمحارية المرتزقة ومساندة حركات التحرر الوطنى- مع 
مواجهة تصفية الاستعمار منذ أواسط الخمسينيات: واشتداد أوزار الحرب الباردة: والانقسام الحاد بين المعسكرين 
الشيوعى والرأسمالى. وكانت الستينيات هى قمة هذه الموجات, مع اعتزاز الدول النامية بسيادتها والتأكيد عليها, 
وحرصها على أن يكون لها مكان فى خريطة العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية والتجارية. وقد انعكس ذلك فى 
التواجه بين منهج بريتون وودز وما تجسده؛ فى مؤسسات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومؤسسات التمويل 
الدولية والجات» وبين الأونكتاد ومحاولات إقامة نظام دولى جديد» فظهرت أجيال جديدة من الحقوق على المستوى 
الدولى؛ وهى الحق فى التنمية وفى الصحة وفى الثقافة وفى المعرفة بعد أن تأكد حق الفرد فى التحرر من الاستعمارء 
ولكن لم يواكب ذلك تحرر مماثل فى مواجهة النظم الوطنية التى خلفت الاستعمار. 


وهكذا انقسسم الفقه الدولى وفقا لموقفه النظرى من الموضوع. فالفقه الغربى الذى اعتبر الفرد هى المدخل الصحيح 
للموضوع ركز على مركز الفرد فى كل أوضاعه» وهو الذى يحكم على سلامة الحكم والسياسات» فإذا صلح صلحت به 
المجتمعات والأمم. وانتهى الفقه الغربى إلى أن الدول تتصرف فى المجال الدولى: وغايتها تحسين أوضاع الفرد المختلفة, 
وأن الفرد هو شخص القانون الدولى المجهولء وإن كانت الدولة» وهى الشخص القانونى الدولى التقليدى» هى التى 
تمثله لاعتبارات عملية وقانونية. هذا المنهج الفلسفى يقوم على أساس أن المجتمع هو الذى ينشئ الدولة ويشكل النظام 
السياسىء والمجتمع يضم الأفراد الذين يقومون بذلك بحرية وشفافيةء وهم الذين يوجهون سياسات دولهم» وهم الذين 
يصنعون القانون الدولى من خلال هذه الدول فى كل مصادر القانون الدولى التعاقدية والعرفية وفى إطار المنظمات 
الدولية. 


أما الفقه السوفيتى. فقد اعتبر أن الدولة هى الأساس فى كل شئ فى الخارج والداخلء ولا دور للفرد فى هذه 
القضاياء وترتب على ذلك أن قضايا حقوق الإنسان لا علاقة لها بالقانون الدولى ما دام الفرد ليس * تيتا هود 
أشخاص القانون الدولى» وما دامت الدولة هى صاحبة السلطة المركزية فى تقرير حقوق الإنسان وحمايتها وتنفيذهاء 
وهى التى تحدد نطاق نفان معاهدات حقوق الإنسان» وأن ما تخلعه هذه المعاهدات من حماية على الفرد يتم من خلال 
الدول وبرضاهاء ولذلك يختلف مقدار الحماية للفرد على المستوى الدولى من دولة لأخرى. 


والتناقض بين المذهبين الغربى والسوفيتى يعكس التناقض بين الدعوة إلى عالمية حقوق الإنسان وتميز مركز الفرد 
عن الدولة, وبين نسبية التقاليد الثقافية والتنوع الثقافى فى دول العالم. هذا الجدل الفكرى كان يعكس الواقع السياسى؛ 
وهو الصراع بين النطاق الوطنى والنطاق الدولى لحقوق الإنسان أفرادا وجماعات. فالصراع بين النطاقين شهد 
انحسارا تدريجيا للنطاق الوطنى لصالح النطاق الدولى؛ على أساس أن الخط الفاصل بين ما يعد من قبيل الاختصاص 
الداخلى للدولة. وما يعد من اهتمامات المجتمع الدولى كان دائما خطا مرنا ومتحركا عبر العصور. ص حيح أن حقوق 
الأفراد قد انتقلت من الأساس الطبيعى للحق فى العصور الوسطى إلى الأساس الوضعى مع ظهور الدولة كنظام 
سياسى وقانونىء أى انتقلت من الإطلاق إلى التقييدء إلا أن هذا التقييد والاعتداء على الحقوق والنكوص عن حمايتها 
ا ظل القوانين الوضعية قد التبس بالصراعات الدولية وحركة الاستعمارء وقد اتجه الحديث عن مركز الفرد فى 
العصور الاستعمارية إلى التمييز بين الفرد فى الدولة الاستعمارية- وهو ما تم تطويره لأنه حق الفرد فى مواجهة دولته- 
وبين حق هذا الفرد فى الرفاهية عن طريق الاستعمارء وحرمان الفرد فى الأقاليم المستعمرة من حقه فى الحرية تحت 
ستار المهمة المقدسة للاستعمارء الأخذ بيده من حالة البربرية إلى حالة النضج والحضارة. وتلك هى السمة التى 
التبست بدعوات حقوق الإنسان واستخداماتها السياسية؛ بل وتدخل الدول الاستعمارية لحماية أفرادها فى الدول 


٠١ المجلد‎ - ۲٠٠١ يوليو‎ ١١١ السياسة الدولية العدد‎ e 


Scanned by CamScanner 


تطور مركز الفرد فى القانون الدولى خلال العقود الأربعة الأخيرة 
الأخرى» أو حماية أفراد من تلك الدول الأخضرى لا 
إنسانية فضفاضة تختفى وراءها كل صور الاعتداء عر ٠“‏ 
الشعوب والدول والأفراد. فلما ارتفعت أسوار السي ثم 
الاستقلال مباشرة؛ أدت سلوكيات الحكومات فى الدول الت 
من انتهاكات لحقوق الإنسان وامتهان لحرياته الأساري: 2م 
عن التطورات التكنولوجيةء إلى تجدد توظيف حقوق الإ 
المختلفة فى السياسات الأمريكية پار کان وتم التركين أ 
الحديث عن انحسار سيادة الدولة بعد انتهاء الحرب البار؛ 
وظهور تجليات العولمة بما يسهل للولايات المتحدة استخر 
مجلس الأمن فى إصدار قرارات تتناقض تماما مع الشرع 
الدولية الموضوعية مثل القرار 1505 بشأن سوريا ولبناز 
والقرارين ١595” ١591١‏ بشأن دارفور بحجة أن الاختصام 
الداخلى المحجوز للدولة. والمشار إليه فى المادة NY‏ الميثاق 
لا يمكن أن يكون ستارا لممارسات غير مشروعة مثل انتهاكار 
القانون الدولى الإنسانى فى دارفور. فبينما تسقط كل محارئ 
وترتفع أسوار السيادة الإسرائيلية بشكل خاص: تتم استبائ 
العالم العربى: وأفقدت دوله سيادتها حتى المحدودة. 


النظم الديمقراطية الأوروبية, الاندماج الأورويى, بحيث أص., 
الفرد الأوروبى بالفعل أسبق فى التمتع بمركز قتانونى أوروبر 
متميز لا يقارن. ولم يعد الجدل العقيم حول مصادر حق الفرد, 
لهذا الحق وصرامة القضاء والبرلمان والإعلام والمجتم 
0 وي لهذا الحق, فضلا عن المؤسسات الأوروبية 
0 انون لأوروبى Droit Communitaire‏ 

اي حيث يخاطب الفرد مباشرة بالحقوق بقاذ لته اذا 
قصرحاق أة ل .: 0 : ويقاضى دولبه إد 

فى حدرام هذه الحقوق, اء کا“ : 
a‏ أو تاا سو ء۶ كان مصدرها وطنيا أو 



























لقد ناضلنا خلال عقود من الزمن من أجل مجتمع 
وصولنا إلى السلطة فى الانتخابات التاريخية عام 
14 كانت رؤيتنا للديمقراطية محكومة بمبادئ. 
من بينها مبد أ يقول إنه لايجوزان يتعرض أى 
شخص. أوتتعرض أى مجموعةمن الأشخاص؛ 
للاضطهاد أوالإخضاع أوالتمييز بسبب العرقأو 
الجنس أوالأصل الإثنى أواللون أوالعقيدة..وماإن 
وصلنا إلى السلطة: حتى قررنا اعتبارتنوع الألوان 
واللغات مصدرا للقوة, بعد أنكان يستخدم فى 
الماضى للتفرقة بيننا؛ لقد ضمنا أن القانون 
الأساسى لبلادناء دستورناوميثاق حقوق 
المواطنين. يعززالوحدة الوطنية: ويوجه اهتماما 
خاصاإلى الحقون الاجتماعيةوالاقتصادية. لم 
یکن طریقنانجوالاندماج جدیداء كمالميتم 
اخنياره بتسرع, إذكان المؤتمرالإفريقى يدعو 
طيلة عقود إلى الوحدةالوطنية. وحتى فى ذروة 
المع عندماكان الاختلاط العرقى يوصل إلى 
السجن أوالموت, لم نتخل أبدا عن هدفنافى بناء 
مجدمع قائم على الصداق ةوعلى الإنسانية 
المشتركة. 
نلسون مانديلا - الرئيس 
السابق لجنوب افريقيا 


500 قد دفعت الحالة : 

الحائر على جائرة نوبل للسلام عام ١555‏ اا“ 3 نفعت السالة الأوروبية, بالإضافة ال روة, >. 0د : 

لظروف المرجة كاا ا الك إلى دفه مركز الفرد فى 

EES‏ والتعهدات الدولرة سا تقولب زربي 1 اآه هد 

حقوق الإنسان الدولى أصبح يسمو على السيادات الوط: اا رد ا حق الفرده إلى التاكيد على أن قانون 
- د . - 


إراتتهاء سيان أن حقوق الاثسان اض د ن2 
راک٠۵5‏ ناوساو ارتام وروی ر٥‏ ما اقتو ددرو ل ران ورو 


,ْ 00 ص و دايع لى تطور التزامات اليه قی ران انوا 

00 2 6 کر ا ا یی ار ری من الجقاتى الدولى الذ ف قفر ات 
E‏ ست م الجتائى ا ضمانات حقوق إين .ل لخص عقب الحرب الا د 
۹ اه جا . ٠‏ ا ات : ء « ۍ 5 . د دت 
a e 6‏ اسیا اوران و ميات 1 جح الفرد مسنولا بش ا 39 
E‏ العام الدداي»وان على الجر الم 20 تسقط باوتزار. د لفادى القانون ون اي لكل ماس عن 
فى تعقب المتهم باعتبار أن لهم جميعا مصلحة فى حماية | جت 1 أن أى فرد اوقا ا على هذه الحقوة 
المبذولة لإنشاء قضاء دولى» فانطلقت موجته بعد انتهاء ال اا اا 
يوغوسلافيا السابقة ورواندا وسيراليون إلى نشأة الماع “٠‏ + ردة مباشرة. وى 4 500 


المحكمة الجنائية الدولية. كما ترجح مذهب الاختصاص العالمى الذى 
السياسة الدولية العدد ١١‏ يوليو ال ع المجلد ٠‏ اک £ 


Scanned by CamScanner 


السفير د. عبد الله الأشعل 
محاكمها بمحاكمة المتهم بارتكاب إحدى جرائم النظام العام الدولى التى بدأت التشريعات الوطنية تفسح المجال لتقنينها. 


فى ضوء ما تقدم, لايزال السؤال ملحا: هل مجمل الحقوق والالتزامات والقدرة على مقاضاة دولته فى أورويا 
ومقاضاة الدولة الطرف فى منازعات الاستثمار دولياء والاهتمام الدولى الكاسح بقضايا حقوق الإنسان» قد جعلت الفرد 
شخصا من أشخاص القانون الدولى خلال العقود الأريعة الأخيرة التى ازدهرت فيها هذه الحقوق والالتزامات؟ 


المتفق عليه فى الفقه الدولى هو أن حقوق الإنسان لم تعد بالكامل جزءا من الاختصاص الداخلى للدول فى منظور 
المادة ۷/۲ء ولكن الدولة لا تزال أساس هى النظام الداخلى والنظم الدوليةء ويزدهر مركز الفرد دوليا كلما كان نظام 
الدولة ديمقراطياء وهذه هى الضمانة الأكيدة لإزالة اللبس فى مركز الفرد فى القانون الدولى» ذلك أن الدعوة إلى أن 
يكون الفرد من أشخاص القانون الدولى كانت تهدف إلى تجاوز بطش الدولة وتسلطهاء ولكن الحقيقة هى أن ما قطعه 
الفرد من أشواط بعيدة يدفعنا إلى القول- مع غالبية الفقه الدولى - إن الفرد أصبح يتمتع بشخصية قانونية دولية 
محدودة من نوع خاص 5676115 لاء تتفق مع وضعهء وهو وضع أشبه بوضع المنظمات الدولية أحياناء لكنها بالقطع 
تختلف عن شخصية الدولة» وهو ما عبر عنه بدقة وزير خارجية بريطانيا فى ۲۷ ینایر ۱۹۹۳ من أن المادة ۷/۲ من ميثاق 
الأمم الملتحدة قد تقوضت بشكل مطرد مع طغيان الاهتمامات الإنسانية على احترام حق كل دولة فى أن تدير شئون 
رعاياها أو تسئ إدارتها. 
وعلى أية حال؛ فكما أكد إعلان فيينا ويرنامج العمل لعام 1197 فإن كل حقوق الإنسان أصبحت عالمية مترابطة لا 
تقبل التجزئةء وحمايتها تتمتع بأولوية مطلقة فى المجتمع الدولى بسبب ارتباطها بالأخلاق الدولية العامة وكرامة الإنسان, 
بحيث أصبحت هذه الحقوق من القواعد الآمرة فى النظام الدولى 0086725) 1115 تتمتع بحجية فى مواجهة الكافة 
E۲8 5.‏ ومع ذلك يتردد الفقه فى منحه الشخصية القانونية الدوليةء ولكنه يتمتع بشخصية قانونية دولية 
nحدıgة .Limited legal capacity a limited locus standi‏ 


٤ء المجلد‎ - ٠٠.٠ يوليو‎ ١١١ السياسة الدولية العدد‎ LT 


Scanned by CamScanner 





الجن الماشي: الفائل الجدي فلي المسرع الول 


ü 
المجتمع المدنى من جديد‎ 
إلى صفحات الدوريات‎ 
العلمية, والصحافة العالمية‎ 
والالتحمية واصبح‎ 
موضوعا للحوار فى العديد‎ 
من الملتقيات العلمية‎ 
المتخصصة والاجتماعات‎ 
السياسية, وذلك منذ أواخر‎ 
السبعینیات, وقد كان بروز‎ 
هذا المصطلح من جديد‎ 
انعكاسا من ناحدة‎ 
للتطورات التى جرت فى‎ 
دول أوروبا الشرقية أولا ثم‎ 
دول أمريكا اللاتينية‎ 
بعد ذلك.‎ 


د. مصطعى كامل السيد 
اا 


لقد واجه النظام الشيوعى فى بولندا تحديا من جانب تجمعات كونها 
المثقفون البولنديون: ويعد ذلك من جانب نقابة عمال مستقلة تساندها الكنيسة 
الكاتوليكية: وكان تجاح متظعة تامق العمالية'فى تتحذزى الحزتب الشنيوغى فى 
بلدها أول شرخ فى جدار النظم الشيوعية فى شرق أوروياء وما لبث أن أعقبه 
وغيرها بعد أن مهد لذلك جورباتشوف زعيم الحزب الشيوعى السوفيتى منذ 
سنة 1185 عندما أعلن أن الاتحاد السوفيتى لن يتدخل عسكريا ضد أرادة 
شعوب شرق أوروبا. ومن المعروف أن بداية ظهور حركة تضامن كان فى أواخر 
السبعيديات. إن كان تحديها للنظام الشيوعى لم يسفر عن سقوطه إلا فى آخر 
الثمانينيات بعد أن كانت القيادة قد تغيرت فى الاتحاد السوفيتى. وهكذاء فقد 
بدا أن قوى المجتمع المدنى لم تختف تحت وطأة أكثر من ثلاثة عقود من الحكم 
الشيوعى فى بولندا ولا فى غيرها من دول أورويا الشرقية التى توالى سقوط 
نظمها تحت تأثير حركات جماهيرية قادها r‏ ما کا الال قى 
تشيكوسلوفاكيا أو جمعيات أهلية كما كان الحا و ا ٠“.‏ 
ا 3 ن ل فى بلغارياء أو سقو عن 
أحزب الشيوعى مثلما جرى فى رومانيا. وتوالى فى أمريكا اللاتينية سقوط 
النظم العسكرية كذلك أمام انتفاضة عل ك ى كرب الزنينية سقى 
حقوق الإنسان والكنيسة والتنظيمات a ET‏ اال اعا 
وتبعتها دول القارة الأخرى حتى لم يعد : ای ا برازیل والأرجنتين وشيلى؛ 
عسكرى واحد. - 5 فى أوائل التسعينيات نظام 
لقد لفت هذا الت د = 

لتطور أنظار الباحثين | 

1 . ين الأكاديميين والمراقى‎ SO ck 
والراقبين السياسيين إلى‎ E أن ليقع المدنى قد أصبح هو القوة‎ 
فد ء التغير السياسى فى دول‎ © © ٠ شرق أورويا ودول الجنوب بصفة ىء:‎ 
ر سلطوية فى شرق وجنوب ش, د عا ا تطورات مشابهة إلى‎ 
لجنوبية؛ وبدا أن ذلك المصطلج الذى اجداه = وتحديدا فى الفلبين وكوريا‎ 
من جون لوك وهيجلء وآدم؛ فرج.., . مضموته الفلاسؤة الفربيون‎ - 
ري‎ ١ کک نج ست جنسون, وآدم سميث, وماركس‎ 
کچ م ب ع وبي ا د » وجرامسى‎ 


(+*) أسستان العلوم السياسية . کک سج 


21 اأعدى 


Scanned by CamScanner 


٤ .وليو وه..” ب المجلد‎ ١ 


ی 


د. مصطفى كامل السيد 
يعكس واقعا جديدا؛ ومالبثت الحكومات الغربية المحافظة ومن ورائها المنظمات المالية الدولية أن رحبت بهذا التطور, 
الأولى باعتبار أن المجتمع المدنى قد نجح فيما أخفقت فى تحقيقه الدول الرأسمالية المتقدمة نفسها مباشرة وهو إسقاط 
غريمها فى الحرب الباردة» وفى تحقيق الانتقال إلى أوضاع أكثر ديمقراطية فى دول الجنوب فى وقت لم يكن فيه مثل 
هذا التحول واخدة هق أولوياتهاء أما الثانية فقد رحبت بهذا التحول على أنه يفتح الباب أمام انتقال هذه المجتمعات إلى 
اقتصاد السوق الذى تدعى إليه» ودون أن تكون حركات المجتمع المدنى هذه قد رفعت أصلا شعار استعادة اقتصاد 
السوق أو بدت متحمسة للانتقال إلى الرأسمالية. 


وليس هذا المقال هو المجال المناسب لاستعراض المناقشات الفكرية حول مفهوم المجتمع المدنى؛ ولا استعراض امتداد 
هذا النقاش إلى العالم العربى: فقد أفاض الكاتب فى ذلك فى مواضع أخرى» ولكن المناسب هنا هو تقديم لمحة مختصرة 
عن بروز المجتمع المدنى على سطح السياسة الدوليةء وتحوله إلى فاعل رئيسى على مسرحهاء ثم الإلمام بملامح تبلوره 
فى الوطن العربىء وتقويم آفاق تطورهء ذلك أن تطور المجتمع المدنى لم يقتصر على الصعيد الوطنى, وإنما أصبحت له 
امتدادات خارجة على كل من الصعيدين الاقليمى والدولى؛ فما هو هذا المجتمع المدنى العالمى؟ وفيم يختلف عن 
المجتمع المدنى الوطنى؟ وما هى أسياب ظهوره؟ وما هى مظاهر وجوده خارج الوطن العربى وداخله؟ وماهى الأدوار التى 
قام بها؟ وكيف امتد ذلك إلى الوطن العربى؟ 

هذه هى الأسئلة الرئيسية التى تجيب عليها الصفحات التالية : 

أولا- فى التعريف بالمجتمع المدنى العالمى : 

ما هو أولا هذا المجتمع المدنى العالمى؟ يحتل هذا السؤال أهمية لأنه لا يوجد فضاء اجتماعى خارج حدود الدولة 
القوميةء إذا كان هناك فضاء مادى خارج حدود الدول القومية فى المحيطات وأعالى البحار والقطب الجنوبى» فليس 
هناك وجود اجتماعى دائم فى أى من هذه المناطق. فالمجتمع المدنى العالمى هو فضاء مفتوح داخل حدود الدول القوميةء 
ولكنه يتألف من تلك المنظمات والمؤسسات والممارسات غير الحكومية التى يقوم بها المواطنون بمبادرتهم هم» وليس» من 
حيث المبدأ استجابة لأوامر أى حكومةء حتى ولو كانت حكومتهم القوميةء ويتوجه اهتمامها خارج حدود الدولة القومية, 
أو ينصب على ما تقوم به هذه الدولة خارج حدودها. ويذلك, تصبح معايير التمييز بين المجتمع المدنى الوطنى والمجتمع 

-١‏ إن نشاط المجتمع المدنى العالمى موجه لما يقع خارج حدود الدولة القومية أى ما تقوم به هذه الدولة أى مؤسساتها 
العامة والخاصة خارج حدودها أى نحو تلك القضايا التى تقع خارج اختصاصات الدولة القومية وحدها. 

-١‏ إن عضوية المجتمع المدنى العالمى مفتوحة لمواطنين ومنظمات من دول مختلفةء بينما تقتصر عضوية المجتمع 
المدنى الوطنى عادة على مواطنى الدولة التى ينشط فيها. 

إن القواعد التى يذ ضع لها | لمجتمع المدنى العالمى هى جزئيا قواعد دولية» على حين يذ يخضع ا لمجتمع المدنى 
الوطنى أساسا للقواعد التى تسنها دولته. 

ثانيا- مكونات المجتمع المدنى العالمى: 

وعلى هذا الأساسء يمكن تقسيم مكونات المجتمع المدنى االعالمى إلى النحو التالى: 

-١‏ منظمات المجتمع المدنى المحلى التى يمتد نشاطها أحيانا خارج حدودها مثل منظمات الخضر أو المحافظة على 
البيئة أو حماية المستهلكين فى الدول المتقدمة التى فضحت تصدير الشركات دولية النشاط لأطعمة فاسدة إلى دول 
الجنوب. 

؟- منظمات غير حكومية عابرة للقوميات؛ أى أنها قد تكون منظمات قومية فى الأصلء ولكنها تتوجه بنشاطها 
أساسا خارج حدود دولتهاء وذلك على عكس المنظمات المذكورة فى الفقرة السابقة والتى يتوجه نشاطها أساسا داخل 
خيدؤق دولتهاء وتعتبر لجنة الحقوقيين لحقوق الإنسان الأمريكية مثلا على هذا النمط الثانى من المنظمات. 


e‏ ات دولية غير حكومية مفتوحة العضوية لمواطنين من دول مختلفةء مثل منظمة العفو الدولية. 
- ۷ - السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ۲٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


المجتمع المدنى : الفاعل الجديد على المسرح الدولى 

-٤‏ اتحادات دولية لمنظمات وطنية؛ مثل الاتحادات العمالية العالمية. والتى تتالف عضويتها من اتحادات نقابات العمال 
الوطنية. مثل الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة أو الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب أو الاتحاد الافريقى لنقابان 
العمال. 

-٥‏ المحافل الدائمة أو المؤقتة لمنظمات المجتمع المدنى مثل المؤتمرات الموازية التى تعقدها منظمات الجتمع 
العالمى إلى جانب المؤتمرات الدولية الحكومية وخصوصا تلك التى تنظمها الأمم المتحدة. كما كان الحال فى قمة الأرض 
فى ریو دی جانيرو فى البرازيل فى سنة 1147 أو مؤتمر السكان والتنمية الذى عقد بالقاهرة فى سنة ٤١۹٠ء‏ او المنتدى 
الاقتصادى العالمى الذى أخذ يعقد أساسا فى دافوس منذ سنة ١۱۹۷ء‏ أو المنتدى الاجتماعى العالمى الذى أخذ يعقد فى 
بورتو أليجرى فى البرازيل منذ سنة ۲۰۰۲ وعقد فى مومباى فى الهند فى سنة ٠۲٠٠٤‏ وعاد بعدها إلى بورتو أليجرى. 


1- أدوات الإعلام الدولية التى تتوجه أساسا لجمهور عالمى» وفى مقدمتها بطبيعة الحال شبكات التليفزيون الدولية 
وخصوصا المستقل منها عن الحكومات, والتى تخاطب جمهورا متعدد الجنسيات ومتعدد اللغات والثقافات؛ وأبرزها 
على الصعيد الدولى شبكة ال 01171. وعلى الصعيد الاقليمى الذى يخاطب جمهورا يشترك فى لغة واحدة وثقافة واحدة 
الشبكات العربية» وفى مقدمتها شبكتا الجزيرة والعربيةء ولاشك أن قيمة هذا المكون الأخير ليست فقط فى كونه واحدا 
من مكونات المجتمع المدنى العالمى؛ ولكنه حلقة وصل رئيسية بين هذه المنظمات وأداة لإعلام الرأى العام الدولى بنشاطها 
بل ولممارسة الضغوط على الحكومات أحيانا استجابة لنداءاتها. 


۷ حركات اجتماعية: وهى تجمعات لأشخاص ومنظمات ومؤسسات تجمعها قيم مشتركة على اختلاف الخلفيات 
الثقافية والاجتماعية لأفرادهاء وقد يكون وجودها عابرا ومؤقتاء وقد يدوم فترة من الزمنء »ابرز نماذجها الحركة المعادية 
للعولمةء والتحالف المعادى للحرب ضد العراق» وحركات السلام والبيئة والمرأة بصفة عامة. 

ثالثا- أسباب ظهور المجتمع المدنى العالمى: 

| وقد كان بروز المجتمع المدنى العالمى محصلة تطورات عديدة تأتى فى مقدمتها الثورة العلمية والتكنولوجية, 
وخصوصا فى أدوات الاتصال التى سهلت كثيرا من إمكانية وسرعة التواصل بين منظمات المجتمع المدنى العالمى 
وبعضها وخا بل وسهولة تواضنلها ااج مع أعضائها والمتعاطفين معها فى كل أنحاء العالم» كما أن عملية العولة, 
الي هى فى أحد جوائيها نتاج بده الثورة العلمية والتكنولوجية, دفعت فى اتجاه تطور المجتمع المدنى العالمى حيث 
اا ا على سناع عشرات الملايين من البشر لتفاعلات كثيفة مشتركة مما خلق صلات بينهم لم تكن 
معروفة سلفاء سواء لأنهم يعملون فى نفس المؤسسات عالمية الطابع أو أنهم يشاهدون فى نفس اللحظة نفس الحدث 
مبثوثا علي شاشات التليفزيون أو لأنهم يتائرون بنفس السياسات» كما أتاح انتقال معظم دول العالم الى اتباع سياسات 
ليبرالية الطابع؛ مبياء فی لجال اا أو فى المجال السياسىء قدرا أكبر من الحرية لمنظمات المحتمم المد: 
المحلى والعالمى سواء فى التنظيم أو فى الاتصال أو فى الانخراط فى أنشطة مشتركة. جيتع الج 


أن الصورة الذهنية الغالبة عن المجتمع المدذ العا “اء ES‏ يعد عر وت 

ومع أن ذدهنيه اغا با عن الجدمع الدنى العالمى تطغى عليها منظمات حقوق الإنسا. 8 . 
ضد عسكرة السياسة الدولية والمعادية للعولةء إلا أنه لا يغيب عن ال بان أن | ا عبات اس ا 
تماما لا فى الخلفيات الفكرية والمذهبية منظماته ولا فی مواقفه من العديد من القضایا. قیال لك" حلي ليس پر 
يشمل المجتمع المدنى العالمى منظمات علمانية مثل منظمات حقوق الإنسانء ومنظمات دينية مثل الكن.. 5 0 


التنظي العالمى للإخوان المسلمين. وحتى بالنسبة للموقف ن العولمة. فيينما تقف <:1١‏ 2 ِ 0 
au‏ أسمالية موقفا رافضا للعولةء إلا أن منظمات اسان شی ا ی الدولية والمنظما 
للعولة. وكذلك فعلى الرغم من وصف هذه المؤسسات والمنظمات والممارسات بالعالمية, N‏ 0 
دول الشمال» كما تجرى أغلب أنشطة المجتمع المدنى العالمى فى هذه الدول, ويعود ذلك ليس 
اتويات راا و اماو فن رل اش وی رین شرو لیام وی تی بای ایر ا ار و 
به منظمات المجتمع الدنى فى الشمال مقارنة بشع الموارد فى منظمات الجزوب. وي ولا “اد فل للثراء الذى تتمتع 
إقدم واكثر تطورا فى دول الشعال» وإنما يعود اسب الرئيسى فى ذلك إلى انتشار إل ت للات المجتمع المدنى 


- 3 د منل هة الميلاد 


3 3 نتماء الديذ بما أيضا الوضع الطبق , . 
مثل الأصل العرقى والانتماء الدينى وربما أيضا الوضع الطبقى فهو انفکاسن للزقۍ آلاری والفکری فی دول الشمال. | 
دال العدة ١٦١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - المجلد KR A 6١‏ | 


Scanned by CamScanner 


د. مصطفى كامل السيد 
وربما تكون صورة المتطوعين الغربيين إلى جانب الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة - وقد لقى بعضهم حتفه ثمنا 
لهذا التضامن - أو وجود متطوعى حركة أطباء بلا حدود من الدول الغربية فى أكثر دول الجنوب فقرا وفى مناطق 
النزاع الدموى - أكبر مثل على الرقى المقصود فى العبارة السابقة. 


رابعا- أدوار المجتمع المدنى على مسرح السياسة العالمية : 


لقد واصلت هذه المنظمات أداء أدوار مألوفة فى إطار المنظمات الدولية الحكوميةء ولكنها ابتدعت أدوارا جديدة؛ وذلك 
على النحو التالى: 


یلا ا أنشطة المنظمات الدولية مع الحكومات: ففى هذا الإطارء تتمتع العديد من منظمات المجتمع المدنى 
الوطنية والإقليمية بالصفة الاستشارية فى إطار الأمم المتحدةء وهى بهذه الصفة تشارك فى اجتماعات الأمم المتحدة 
ومنظماتها المتخصصة وتعرب عن مواقفهاء وهى وإن كانت لاتشارك رسميا فى عملية اتخاذ القرار فى هذه المنظمات, 
فإنها تستطيع التأثير عليه ليس فقط بمجرد الإعلان عن مواقفهاء ولكن من خلال التنسيق على نحو غير رسمى؛ وكما 
يقال؛ فى أروقة المنظمات الدولية مع الوفود الرسمية المتعاطفة للوصول إلى قرارات تتماشى مع مطالب هذه المنظمات. 


ثانيا: الوجود كطرف مقابل للحكومات يعبر عن مواقف الرأى العام العالمى على نحو يتجاوز ما قد تصل إليه 
الحكومات من خلال مواقف توفيقية. والصورة المثلى لذلك هى المؤتمرات الموازية التى تعقدها منظمات المجتمع المدنى 
العالمى إلى جانب المؤتمرات الدولية الحكومية التى تعقدها المنظمات الدولية. وتسمى بالمؤتمرات الموازية» مثل القمة 
الاجتماعية العالمية فى كوينهاجن فى ١155‏ والمؤتمرات العديدة اللاحقة فى إطار الأمم المتحدة مثل قمة الأرض فى ريو 
دی جانيرو فى۱۹۹۲ء ومؤتمر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى فيينا فى سنة ۱۹۹۳ء ومؤتمر القاهرة للسكان والتنمية 
ومؤتمر المرأة فى بكين فى سنة ١١۹٠ء‏ ومؤتمر الأمم المتحدة ضد العنصرية فى ديربان فى »۲٠١٠‏ بل وإلى جانب 
المؤتمرات السنوية لوزراء الاقتصاد والمالية ومحافظى البنوك المركزية والتى تعقدها مؤسستا بريتون وودزء وهما البنك 
الدولى وصندوق النقد الدولى. 
خصوصا فى السنوات الأخيرة» وعلى وجه التحديد» فى إطار الاحتجاج على سياسات العولمة التى تدعو إلى تنفيذها 
الدول الصناعية المتقدمة من خلال علاقاتها الثنائية مع دول الجنوب ومن خلال وجودها المؤثر فى المؤسسات المالية 
الدوليةء ولذلك أصبحت اجتماعات مؤسسات العولة الثلاث .. وهى منظمة التجارة العالمية ومؤسستا بريتون وودز عندما 
تتم على المستوى الوزارى» وكذلك اجتماعات مجموعة الثمانى - مناسبة مهمة تغتنمها منظمات المجتمع المدنى العالمى 
المعارضة للعولمة للإعلان عن رفضها للعوللة بصورة صاخبة تبدأ بمظاهرات عارمة يشترك فيها عشرات الآلاف من 
الأشخاص وتصل أحيانا إلى حد عرقلة وصول الوفود الحكومية إلى مقار الاجتماعات كما حدث فى المؤتمر الوزارى 
لمنظمة التجارة العالمية فى سياتل فى أواخر نوفمبر وبداية ديسمبر سنة 1155 . 


رابعا: رفض عسكرة السياسة الدولية والتعبير عن التضامن 6 ضحايا سياسات الدول الكبرى» وخصوصا عندما 
تؤدى هذه السياسات إلى انتهاك واسع لحقوق الشعوب والأفرادء ولعل الصورة البارزة والرائعة لهذا الدور لمنظمات 
المجتمع المدنى العالمى هى المظاهرات الحاشدة - التى أخذ ينظمها منذ نهاية سنة ٠٠١۲‏ -التالف المعادى للحرب عندما 
بدا أن إدارة الرئيس جورج بوش فى الولايات المتحدة عازمة على شن حرب على العراق تحقيقا لأهداف استراتيجية 
للولايات المتحدة فى السيطرة على منابع النفط فى العراق» وتهديد النظم المعادية للولايات المتحدة فى إيران وسورياء مع 
لارو شه واهية ثبت بسرعة عدم صحتها مثل استمرار العراق فى إنتاج أسلحة دمار شاملء أو انخراط حكومته فى 
أنشطة إرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وقد ضمت مظاهرات التضامن هذه ملايين الأشخاصء وكانت أكبر هذه 
المظاهرات هى ما جرى فى العواصم والمدن الكبرى للدول التى حشدت قواتها لمهاجمة العراق مثل الولايات المتحدة 
وبريطانيا وإيطاليا وإسبانياء بل إن مظاهرة واحدة جرت فى نيويورك فى منتصف مارس "٠١١‏ سار فيها أكثر من كل 
المواطنين الذين تظاهروا ضد تلك الحرب فى الدول العربية من المحيط إلى الخليج. 


لقد أصبح المجتمع المدنى العالمى فاعلا رئيسيا على مسرح السياسة الدولية لا يمكن تجاهله. وعلى الرغم من أنه لا 
يشارك بالضرورة فى صنع قرارات الحكومات. إلا أنه يؤثر عليه حتى وإن كان هذا التأثير أحيانا تأثيرا سلبيا يتمثل فى 
خلع الشرعية عن هذه السياسات» كما هو الشأن فى الاحتجاج العالمى على الحرب التى شنتها الولايات المتحدة على 


- ۹ - السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ۲٠.٠‏ - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


المجتمع المدنى : الفاعل الجديد على المسرح الدولى 

اران اهن الرقش الننالى لسياسات الغوكة تدا از التلثير نفك 20 يكور على الخونة و یک کی ر 
الحكومات وسياساتها فى المدى المتوسط أو الطويل. ألم يكن سقوط حكومة أزنار فى إسبانيا هو نتيجة إصرارها 
تل  .‏ ف العراق على الرغم من رفض هذه السياسة من جانب المجتمع المدنى الوطنى والعالمى؟ أوليسر 
التدخل العسكرى فى العراق على الرغم من ر فرالحقوق الأساخ أكثن قعالية من لجتة بحقوق الاد 
التغيرات المقترحة فى الأمم المتحدة - مثل تكوين مجلس مصغر لحقوق الإنسان حي د ير 
التى انتخبت ممثل النظام الليبى رئيسا لها - انعكاسا للمكانة التى أ صبحت تحتلها الحركة الدولية لحقوق الإنسان, 
وهى من أبرز مكونات المجتمع المدنى العالمى؟ 

المجتمع المدنى على الصعيد الإقليمى : 

: نظرة مقارنة‎ - ١ 

ليس من | 4 ا 5و اض حالة ١١‏ جتمع المدنى فى الوطن العربى, بسيب الاختلاف حول التعريف الاجرائى لهذا 
المجتمع؛ وتباين رؤى منظمات هذا المجتمع؛ ثم تباين أحواله ما بين بلد عربى ويلد آخر. فحتى لو تم قبول تعريف اجرانى 
أصحاب المشروعات الصغيرة أو الكبيرة» فى الزراعة أو الصناعة أو الخدمات» كما يضم المؤسسات شبه التقليدية التى 
تشمل المؤسسات الدينية, الإسلامية والمسيحية واليهودية. حيثما وجدت» ويضيف الكتاب اليمنيون واللبنانيون كلا من 
القبيلة والطائفة: وقد استبعد هذا التعريف الاجرائى الأحزاب السياسية باعتبار أنها قد تشارك فى الحكم على 
المستويين المركزى أو المحلى أو كليهما - حتى لو قبلنا هذا التعريف الاجرائى: لبدت صعوية السؤالء فما الذى يجمم 
كل هذه المؤفسسات حتى يمكن الحديث عن دور تقوم به؟ أو ينبغى أن تقوم به هل هناك قواسم مشتركة تجمع بين كل 
هذه المؤسسات على تنوعها وتباين مصالحها واهتماماتها؟ وإذا انتقلنا من هذا المستوى الذى يمكن اعتباره موضوعياء 
باعتبار أن هناك مصالح مستقرة يمكن تحديدها للداخلين فى عضوية هذه المؤ تء فإنه ينبيغى أن نضيف أيضا 
مستوى رؤاهم هم لمجتمعاتهم ودورهم فيهاء وهنا نكتشفء وهذا أمر مألوف. أن لبعض هذه الجماعات رؤّى مختلفة 
العربية بالعديد من هذه الرؤى الإسلامية والقومية والماركسية والليبرالية» وهناك أيضا ما يمكن أن يسمى بالرؤى الإثنية 
او العرقية؛ هل يمكن أن يتفق كل هؤلاء داخل أى بلد عربى واحد على رؤية مشتركة لدورهم؟ وتتضاعف هذه الصعوية 
عندما نحاول بحث المسألة على الصعيد الإقليمى العربىء إذ تبرز هنا الحساسيات القطرية, ولا نقول بال: ور A‏ 
المصالح بين الدول العربية, فهل يمكن أن تتفق كل منظمات المجتمع المدنى فى كل الدول الحربية على ززية واهذة 
لدورها؟ وتتزاید E‏ الي عندما ندرك أنه من النادر أن يجتمع كل هؤلاء أو كل منظه اھچ فی ,قار و جحت 
الدعوة إليه وتنظيمه تأتى من النقابات المهنية التى يقودها الإسلاميون, خاصة نقابتى الأطباء والمهنر بادر 
العربية الأخرىء ولكن ينطبق عليها ما ينطبق على هذا المثالء وهو أنها لا تضم كل مؤسسات المجتمم الود 0 

ها 2 ج00 3 2 . 3 لا 3 9 : نىء كما أن فترة 

وجودها محدودة؛ ومن دم يصعب ن تصلح مواقفها هذه للتعميم, على مستوى المجتمع المدز فق 15 ل 2 
ناهيك عن مستوى الوطن العربى ككل, ولا تعميمها زمنيا بحيث إن ما كان صالىا :© لى فى أى دولة عربية 


سين» ومع ذلك لم 


يضاف إلى ذلك تباين أوضاع المجتمع المدنى ما بين دولة عربية وأخر. 00000 _ 
درجة تطور المجتمع المدنى فيهاء وإذا قبلنا أن سمات المجتمع المدنى ثلاث ف ادلی eT‏ رل الاي 
التعسفى لسلطة الدولة على نحو يحد من الحريات الأساسية للمواطنين, و ج فيود على الاستخدام 
الجماعات الاجتماعية أو القوى السياسية, وتقبل المجتمع للحق فى الاختلاف. فمن الى يد ی حرية التنظيم لأى من 
تماما على أى من الدول العربيةء وإن كان يمكن القول إن كلا من المغرب ولبنان قر م هذه السمات لا تنطبق 
لاستيفاء هذه الشروط بالمقارنة بالدول العربية الأخرى, علما بأن هناك قيودا على حرية التعبير | فى الوقت الحاضر 
0 :د ديما يخص سلطة العرش 


فى الأولى محاولات - حتى وقت قريب - لفرض رقابة على نشرات الأخى .“ - 

فى ال#اولى» ومحاق 3 0 ِ , > د فى بعض القنوات إلتلرة د 

الثانيةء وتهديدات مستمرة للصحفيين حتى مع انسحاب القوات | ف امات التليتزيونية الخاصة فى 
لتنظيم مكفولة لكافة ! 


e E ٠ المحلد‎ ٠+ n 


Scanned by CamScanner 


Î‏ | د. مصطفى كامل السيد 
يون د اسيم كما أن هناك قبولا لدرجة من التباين فى العقائد السياسية والدينية يفوق مء: 

ول العربية الأخرى. ومما يميز هذين البلدين انهما قد امتلكا هذه السمات منذ حصولهما على الاستقلال, المغرى : 
0 ب ولبنان فى سنة 1541, وان کانا قد عرفا درجة واسعة من تقييد الحريات العامةء فى المغرب منذ منت 4 
الستينيات وحتى منتصف السبعينيات وفى لبنان خلال الجرب الأفلية .مق 111/8 وج 15ه١‏ #ويمكن.القول إثه زرلا 
قيود مستمرة على حريتى التعبير والتنظيم لاقترب الأردن منذ سنة ۱۹۸٩‏ من هذا النموذج. ۰ 


اله الثانى الذى تعرفه البلاد العربية هو ما يسود فى الوقت الحاضر فى الدول التى تسير على طريق التعددية 
د ا ار وتونس واليمن والجزائر والسودان وموريتانياء وربما يمكن أيضا إضافة كل من الكويت والبحرين. 
فی ول» ا ل الاستخدام التعسفى لسلطة الدولة أمرا مالوفاء وخصوصا فى مصر وتونسء كما أن هناك قيودا 
ا حرية التنظيم بالفسية لبعض القوى السياسية والاجتماعية ويالذات بالنسبة للإسلاميين فى مصر وتونس 
والجز ذر٠‏ سى مع وجود أحزاب إسلامية فى الجزائر تعترف بها الحكومةء إلا أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ لا تزال 
محظورة. وفى اليمن, يحشى أنصار الأفكار الاشتراكية على حياتهم؛ وقد اغتيل العديد من قيادات الحزب الاشتراكى 
على بد العنار جبهة الإسلاص الأسلامية رتور ره ا وعم اش كقرار الى ركه السود اق على ق بی 
الجماغات الإثنية بحقوقها الأساسية:وذلك على النحو الذى يعزقه أبناء إظيم دارفقن فى غرب السؤدان. ومع آن وجود 
الأحزاب السياسية محظور فى كل من الكويت والبحرين, إلا أن حرية التنظيم خارج الإطار السياسى قد أصبحت 
مكفولة. إلى حذ كبين» وخصوضا ين السماح يتكرين اتحاد عام لنقابات العمال مؤكرا فى البهزين. وقد كتنهم العراق 
إلى هذه المجموعة من الدول عقب ما سَمى بانتقال السلطة إلى العراقيين وفى ظل استمرار الحظر على حزب البعث: 


والنموذج الثالث الذى تعرفه الدول العربية هو نموذج الحزب القائد أو المسيطرء وربما تكون سوريا و - الى حد ما - 
ليبيا هما البلدين الوحيدين اللذين ينتميان إلى هذا النموذج فى الوقت الحاضرء وتخضع كافة التنظيمات النقابية والمهنية 
فى سوريا لقيادة حزب البعث العربى الاشتراكى؛ وليس من المستبعد أن يستمر ذلك حتى بعد مؤتمر حزب البعث فى 
الأسبوع الثانى من يونيو ٠٠٠٠ء‏ وتهيمن ما تسمى باللجان الشعبية على كافة مثل هذه التنظيمات فى ليبياء والتى تسلك 
مسلك الحزب الواحد» حتى وان كانت لا تسمى بذلك رسمياء ويخضع الداعون إلى حرية المجتمع المدنى فى سوريا لقيود 
شديدة تصل إلى حد السجن بدون محاكمةء وقد سبق لليبيا فى فترة سابقة أن ألغت كافة التنظيمات النقابية والمهنية 
تماما وإن عادت بعد ذلك فى صورة تخضع بمقتضاها لسيطرة اللجان الشعبية. 


والنموذج الرابع الذى تعرفه الدول العربية هو ذلك الذى كان يمارس أشد القيود على حرية التنظيم» فلا توجد فيه 
"5 الآن أحزاب سياسية ولا نقابات عمالية ایل ومس الدول التى تنتمى إلى هذا النموذج لم تعرف حتى أيام قليلة 
وق تقآبات نية» r‏ كان الحال فى السعودية قبل انتخابات جمعية الصحفيين فى سنة 0 وكل هذه الدول هى 
من دول الخليج تأتى فى مقدمتها السعودية والإمارات» كما كانت كل من قطر وعمان تنتميان إليها حتى عهد قريب. 


هذا التصنيف لدرجة تطور المجتمع المدنى فى الدول العربية لا يكشف تماما عن طبيعة هذا المجتمع المدنى "الناشىء٠‏ 
لأنه - ا ينظر إليه من الخارج؛ ولكن النظرة المدققة إليه تكشف عن سمات أخرى له, من هذه السمات متلا أنه إذا 
كان المجتمع المدنى المقصودء حتى لو كان ناشئاء هو المجتمع المدنى "الرسمى' أو "المنظم", أى الذى يعلن عن نفسه فى 
سنو نقائات يك أو نقابية» وغرف تجارية وصناعية واتحادات لرجال أعمال ومزارعين أو فلاحين: أو حتى مؤسسات 
دينئة اسلامية ومسيحية ويهودية - فإنه مازال يمثل تجمعا نخبويا - إلى حد ماء لأن معظم المواطنين لاينتمون إليها, 
الرسمى؛ وهؤلاء لا وجود لهم داخل المجتمع المدنى؛ وحتى إذا ما توسع تعريف المجتمع المدنى ليشمل أيضا المجتمع غير 
كي ذانه من الصعب الاحاطة بالتكوينات الداخلة فى هذا المجتمع غير الرسمىء ولا يبدو من الكتابات العربية التى 
ف اک المدنى فى الدول العربية أنها تلقى أى اهتمام لهذا المجتمع غير الرسمى. 
چ ذانة؛ لا يمكن تصور العلاقة بين المجتمع المدنى "الناشىء" والدولة كما لو كانت علاقة بين قطبين 
متناقم . ., فعلاقات التداخل قائمة من خلال قيادة شخصيات حكومية:؛ أحيانا مؤسسات المجتمع المدنى. فإذا كان 
ا ا | فى إرملكة العربية السعودية هو صورة لمجتمع مدنى ناشىء, فإن الذى يدعو إلى دورات هذا المنتدى هو 
الا ہے إإل ولى العهدء كما أن نقابة المعلمين فى مصر يرأسها منذ عهد طويل الدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس 
وا ارد ری ال ابق والذی کان هو نفسه وزیرا للتعلیم من قبل ویبدو هذا التداخل مرة أخرى فى كون قيادات 


بت وات السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


المجتمع المدنى : الفاعل الجديد على المسرح الدولى 


اة اجه الت م ايها افا تراه امد اسوب اماک ةا فی سال ی سر و 
ا ص سمو وب د[ ' )۰ وسور 

وربما كذلك فى تونس. ويتضح ذلك بصورة أكبر فى النقابات العمالية التى تحرص معظم النظم العربية, وخ اا 

الدول التى تنتمى إلى النموذجين الثانى والثالث, على أن تكون مجالسها القيادية هى فى أيد "مأمونة". : 


والسمة الثالثة لهذا المجتمع المدنى "الناشىء" هى أنه قد لا يكون مدنيا تماماء فإذا كان المقصود بالمدنى هو التمييز 
بين مدن" و"الدينى” فان الكثير من مؤسسات هذا المجتمع فى الوطن العربى فى الوقت الحاضرء وقد يكون ذلك هر 
أحد أسباب أزمته. هى تحت قيادة إسلاميين. ليس هذا هو حال مصر وحدها ولكنه حال الأردن وفلسطين والكويت 
الأقل. ولا شك أن تعريف المجتمع المدنى لا يستبعد لا وجود مؤسسات دينيةء ولا وجود من يسترشدون بالقيم الدينية فى 
قيادة أى من مؤسساته الأخرى؛ ولكن بشرط أن يقبل كل هؤلاء حق كل المواطنين فى أن تكون لهم ع قائدهم ورؤاهم 
بالنسبة لأمور الدنيا والدين. ولا يبدو أن هذه القيادات الإسلامية لمؤسسات المجتمع المدنى قد قبلت ذلك تماما أو أقنعن 
كل المواطنين بقبولها ذلك. والأزمة التى تعرض لها مثقفون يطرحون رؤى أو يقومون بأنشطة لا ترضى عنها المؤسسان 
الدينية أو أنصار الحركة الإسلامية فى مصر والأردن ولبنان - من أمثال فرج فودة ونصر حامد أبو زيد ويوسف 
شاهين و دكتورة نوال السعداوى فى مصر ومارسيل خليفة فى لبنان وحتى أسماء خضر فى الأردن - هى دليل على 
أن قبول الحق فى الاختلاف ما زال قضية غير محسومة فى العديد من المجتمعات العربية فى الوقت الحاضر لا من 
حيث المبدأ ولا من حيث حدود الاختلاف. والملاحظ فى كل هذه الأمثلة أن أيا من هؤلاء المثقفين لم يجاهر بعدائه للدين. 
ولكنهم إما طرحوا تفسيرا له لا ترضى عنه المؤسسة الدينية الإسلامية أو الإسلاميون أو أخرجوا أعمالا فنية أو اتخزوا 
مواقف سياسية لا يرضون عنها. 


والسمة الأخيرة فى هذا المجال هى عدم التكافؤ فى توزيع الموارد السياسية داخل منظمات المجتمع المدنى؛ أو بعبارة 
أخرى التفاوت فى توزيع القوة داخل هذا المجتمع؛ وقد أخذت كل من منظمات رجال الأعمال وكذا المنظمات الإسلامية 
تحتل موقع الصدارة باعتبارها الأقوى تأثيرا من بين كل منظمات المجتمع المدنى فى العديد من الدول العربية. فمنظمات 
رجال الأعمال فى مصر والمغرب والكويت هى منظمات نافذة تحظى» وخصوصا ما خرج منها عن سيطرة القيادات 
الحكوميةء بموارد مالية 5 تتاح لغيرها من المنظمات ويصلات واسعة ومتنوعة مع قيادات الدولة والمؤسسات الإعلامية 
وبتأييد واسع من المنظمات المالية الدولية ومقدمى المعونة فى حالة احتياجها لهاء وتملك المنظمات الإسلامية موارد مالية 
واسعة وتأييدا كبيرا فى يقيرف الطبقة اقوس وصلات مع مثيلاتها خارج أوطانها. وإذا كانت حركة الإخوان 
المسلمين لا تحظى بوجنود,ريستمى فى معدي فان التنظيم الدولى للإخوان المسلمين يجمعهم مع الإخوان فى فلسطين 
والأردن والجزائر وسوريا وكذلك أنصارهم فى الدول الغربية. صحيح أن المنظمات العمالية فى دول المغرب العريى تملك 
موارد اي وكان لها دورها فى جره التحرير من الاستعمار فى صورته التقليديةء كما يمتلك العمال اللبنانيون تنظيما 
فاعلا ومؤثرا ؛ ولكن من ا فيه أن يتوافر لهم ما يتوافر لمنظمات رجال الأعمال والمنظمات الإسلامية من مصادر 
القوة فى الحاضر أو المستقبل. 


"- مظاهر التغدر : 


حتى تكون و فى 535 ام ي فى الوطن العربى ووظائفه واضضحة, فلابد من تحديد نقطة ندابة 
هذا التغير» وربما تكون نهاية حرب الخليج | على لإزاير 9551 هي نقطة يذأيةاملائمة لان التفير فى تكوين اشم 
المدنى لا يحدث بين يوم وليلة, ولآن أهم التغيرات التى حدثت فى المجتمع المدنى فى الدول العريية هى للل أ ج“ 
فى دول الخليج. كما أنه گن النظر إلى الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق فى الوقت ا 
اة لحرب الخليج ا ب a‏ المحافظين الجدد, المحيطة بالرئيس ا . : ب - 
استكمال لمهام حرب الخليج الثانية. و9 مريكى جورۍ بوش» هی 


لعل أوضاع المجتمع المدنى فى الوطن العربى هى بالفعل ما جرى فى دول الخليج, 
الكويت - أهم التغيرات التى طرأت - هى استئنافا لمسيرة بدأت منذ استقلال | 
اعترضت هذه المسيرة عثرات من تكرار حل هذا المجلس بسبب خلافات م عظمها مع 


وإذا كان انتخاب مجلس الأمة فى 
لكويت فى سنة 1۰ حن وان 
الأسرة الحاكمة متمظة فى وزراء 


من أعضائهاء فإن الجديد حقا هو ما جرى فى دول الخليع الأخرى مثل عمان وال ين وقطر والمملكة الى سة 
السعودية. و لعربي 
ع مويك 9ه اعد 1513 يوليو =F‏ المجلد ٤‏ ب ا 


Scanned by CamScanner 


د. مصطفى كامل السيد 
0 وت ات > افير تاق سياق التطور السياسى لهذه المجتمعات» فهى تمثل بداية للفصل بين الأسر 
الاك e e‏ ومهام س والتشديد هنا على كون هذه التغيرات تمثل مجرد بدايةء لأن الأسر الحاكمة 
فى ي ٠‏ نمسك بالمناصب الرئيسية فى حكوماتهاء فإما يجمع رئيس الدولة - الذى يتولى منصبه ورائة 
> بين رئاسة را 6 الوزراء كما هو الحال فى المملكة العربية السعودية -رسميا- وعمان, وإما أن يتولى هذا 
E n‏ الاسر ولكن مع الاعتراف بانفصال سلطة التشريع عن سلطة التنفيذ, والسماح بأن تكون 
عضوية لتشريعية هى عن طريق الانتخاب» فان ذلك يفتح الباب أمام درجة من المشاركة الشعبية فى مهام 
جس ويمهد الطريق أمام إخضاع أعضاء السلطة التنفيذيةء بمن فيهم أفراد الأسرة الحاكمة. للمساطة أمام مجلس 


مسحب 


وقد يقول قائل: وإلكن ما علاقة كل ذلك بالمجتمع المدنى؟ هذا كله يتعلق بتغيير فى تكوين مؤسسات الحكم: وليس 
بالمجتمع انى والواقع انه حتى مع الاعتراف بأن العلاقة بين التطور الديمقراطى وظهور مؤسسات المجتمع المدنى هى 
علاقة معقدة. إلا أنه لا شك أن بداية تطور نحو الديمقراطية مهما يكن متواضعا يفتح الباب أمام ظهور هذه المؤسسات 
وتبلورها. وما حدث فى المملكة العربية السعودية هو مثل على ذلك حيث تم إصدار قانون أساسى وتشكيل مجلس 
شوری معین فی سنة ۱۹۹۲ء أعقبه بعد عشر سنوات انتظام حوار يتبناه ولى العهد السعودى يدور حول قضايا 
أساسية فى المجتمع السعودى مثل قضايا التطرف ودور المرأة فى المجتمع. شارك فيه مثقفون من اتجاهات متعددة 
وشاركت فيه نساء لأول مرة» وكان هذا الحوار - الذى عقد ثلاث دورات حتى صيف ۲٠٠٤‏ - هو استجابة من الأسرة 
الحاكمة لمطالبات المثقفين السعوديين عبر ثلاثة بيانات مهمة خلال السنوات الأولى للقرن الحادى والعشرين بمزيد من 
الحريات. كما أنه فى هذه الأجواء. جرت انتخابات فى الغرف التجارية فى المملكة شاركت فيها نساء» وتكونت جمعية 
للصحفيين ذات مجلس إدارة منتخب» وطالب المثقفون الشيعة بوقف التمييز ضد أبناء عقيدتهم» وتكرر الانتقاد العلنى 
لدور المؤسسة الدينية فى المملكة. وأخيراء بدأ تشكيل مجالس عمالية كخطوة أولى نحو الاعتراف بتنظيم نقابى للعمالء 
ثم جرت انتخابات لمجالس محلية فى ربيع سنة .٠٠٠٠‏ 


وربما كانت التطورات فى المملكة العربية السعودية هى أكثر التطورات تواضعا فيما يتعلق بفتح الباب أمام تطور 
المجتمع المدنى فى دول الخليج» بينما كانت التطورات فى البحرين هى الأبعد مدى» فقد وعد الميثاق الوطنى بأن تتحول 
البحرين إلى ملكية دستوريةء وهو آمر له مغزاه فى منطقة الخليج التى تحكمها حتى الآن نظم وراثية يسود فيها رئيس 
الدولة ويحكم» ومع أن الوضع فى البحرين مازال بعيدا عن نموذج الملكية الدستورية التى يسود فيها الملك ولا يحكم نظرا 
للسلطات الواسعة التى مازال يتمتع بها رئيس الدولة وأعضاء عائلتهء إلا أن مجرد التلويح بهذا المبدأ لن يمر دون أن 
يستخلص منه مواطنو هذه البلدان مغزاه الصحيح» وهو عدم شرعية السلطات الواسعة التى يمارسها أفراد الأسر 
الحاكمة فى كل هذه البلدانء كما وعد الميثاق الوطنى بتشكيل مجلس نواب منتخب إلى جانب مجلس أعلى معين, 
ويتساويان من حيث السلطة: وتم بالفعل انتخاب مجلس نواب مارس على الفور دوره فى الرقابة على الحكومةء بل وكاد 
يتسبب فى استقالة بعض الوزراء» ولكن الأهم من منظور المجتمع المدنى كان إقرار العديد من الحريات السياسية 
للمواطنين: بما فى ذلك حقهم فى تكوين جمعيات» وبذلك اقتربت البحرين من الوضم السائد فى الكويت التى يسمح 
دستورها بتكوين جمعيات ولكنه لا يسمح بتكوين أحزاب سياسيةء وتكونت على اثر ذلك العديد من الجمعيات فى 
البحرين: ولكن التطور الأهم فى مغزاه كان السماح للعمال البحرينيين ليس فقط بتكوين نقاباتهم» ولكن حقهم أيضا فى 
تكوين اتحاد عام لنقابات العمال؛ وتقف عمان وقطر فى موقف وسط بين البحرين والمملكة العربية السعوديةء تقترب فيه 
الأوضاع فى عمان من أوضاع البحرين من حيث وجود مجلس شورى منتخب» وتقترب فيه قطر من السعودية حيث تم 
إصدار دستور جديدء ولكن توقف التطور الديمقراطى - حتى كتابة هذه السطور - عند إجراء انتخابات بلدية والسماح 
بتشكيل نقابات عمالية مع منح المرأة حق المشاركة السياسية؛ ويجرى الإعداد فى صيف ١٠١5‏ لانتخاب مجلس الشورى 
الجديد وفقا للدستور. 

وقد كان التطور فى أوضاع المرأة فى كل من البحرين وعمان وقطر وأخيرا الكويت هو من العلامات البارزة على 
اتساع المجتمع المدنى وأجهزة الدولة لمشاركة نصف المجتمع. لم يقف الأمر عند حد الإقرار للمرأة بحقوق واسعة تشمل 
الحق فى المشاركة السياسية» ولكن امتد هذا التطور ليشمل مشاركة المرأة فى انتخابات محلية وقومية انتخابا وتشريعاء 
وتولى المرأة وظائف وزارية فى البلدان الأربعة. 


جد لاد السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 7.0.8 - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


المجتمع المدنى. الفاعل الجديد على المسرح الدولى 
على ۳ جاء فئ 5 متورها الاتحادى» فمجالسها النيابية لا تتشكل بالانتخار 


5 عد . . 3 ات 4 
سدور د . عن 


ولا تجرى الانتخابات فيها على أى مستوى» ومع ذلك يسمح 
المهنية النشيطة التى لم تكتسب بعد وضم النقابة المهنية. 

ومع ذلك. فقد ساهمت دول الخليج من خلال اجهزتها الإعلامية فى فتح آفاق جديدة امام تطور المجتمع المدنى 
العربى. فقد أطلقت قطر قناة الجزيرة الفضائية التى مارست الحرية فى إعلام المواطنين العرب بما يجرى فى أوطانهم 
وفى العالم. وتجاوزت الخطوط الحمراء التى كان يلتزم بها الإعلام المحلى فى كل الدول العربية» على نحو لم يتسبب فقط 
فی مشا ای من الحكومات العربية فى المغرب والمشرق على حد سواء» ولكن أثار حنق الولايات المتحدة ذاتها وهى 
التى تدعى الدفاع عن حرية التعبير فى العالم أجمع. وخصوصا عندما أذاعت هذه القناة رسائل لخصوم الولايان 
المتحدة الألداء مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى من قادة ما يسمى إعلاميا بتنظيم القاعدة» وفصلت فى الفظائع النى 
ترتكبها سلطات الاحتلال فى العراق وفى نقل مقاومة الشعب العراقى لهذه القوات؛ وتبعت قنوات فضائية أخرى فى 
منطقة الخليج نفس المنهج, وفى مقدمتها قناة العربية» مما دعا الحكومة الأمريكية ليس فقط لانتقاد هاتين القناتين علنا 
وعلى لسان كبار المسئولين فى إدارتهاء ولكن استهدف جنودها مراسلى هاتين القناتين فى العراق أكثر من مرة؛ وذهر 
بعضهم ضحية أمانتهم فى أداء واجبهم الاعلامى والتنويرى؛ ولم يحل هذا دون استخدام الولايات المتحدة هاتين 
القناتين عندما أرادت إيصال رسائل مهمة للرأى العام العربى: وكان أبرز مثال على ذلك خطاب الرئيس الأمريكى إلى 
الشعب العربى فى شهر مايو ٠٠١5‏ بمناسبة ما جرى فى سجن أبو غريب فى بغدادء والذى لم يصل فيه الرئيس 
الأمريكى إلى حد الاعتذار عن هذه الجرائم. 


أما خارج منطقة الخليج. فقد تراوحت التطورات ما بين انطلاق المجتمع المدنى فى لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية في 
وإبرام ميثاق الطائف فى سنة .۱۹۸١‏ وكذلك فى المغرب وخصوصا بعد انتخاب حكومة ائتلافية تقودها أحزاب 
المعارضةء والاعتذار غير المسبوق فى أى دولة عربية عن جرائم انتهاك حقوق الإنسان بإبقاء مواطنين أسرى السجون 
سنوات عديدة دون محاكمة مع وجود وزارة لحقوق الإنسان: وإقرار مدونة جديدة لحقوق المرأة تتيح لها اعترافا أوسم 
بحقوقها الشخصية. وكان الحد الأدنى من التطورات هو فى ليبياء والتى على الرغم من الحديث فيها عن حقوق الإنسان 
وتخصيص جانزة دولية لهاء إلا أنها ما زالت تقف دون إقرار حقى التنظيم والرأى دون أى قيود مقبولة للمواطنين. بل 
كان هناك ما هو أسوأ وهو غياب المجتمع المدنى فى بعده الأخلاقى الذى يصون حريات المواطنين, فى الصومال 
والسودان والعراق؛ فى ظل حرب أهلية لا تتوقف فى الصومالء وتندلع فى مناطق جديدة فى السودان عندما يبدو أن 
كبر النزاعات الأهلية فى الجنوب فيه دخل دور تنفيذ التسوية فتندلع نيرانها فى مناطق جديدة فى الغرب وفى الشرق. 
بل ولا تكاد تهدأ تماما فى الجنوب ذاته. وانهيار الأمن تماما للمواطنين فى العراق, وفيما بين هذين القطبين تراوحت 
أوضاع المجتمع المدنى فى الدول الأخرى. 


وريما تستحق دول النموذج الثانى قدرا اكبر من التفصيل؛ فقد جرت فيها تطورات أكدت على أن الطريق أمام 
انطلاقة جديدة للمجتمع المدنى ليس مسدود | تماما فى الؤقث الحاضر على الأقل. حتى وإن بدا هنذا الطريق ملؤيلا 
ومحطته النهائية غير معروفة ولا مؤكدة. ولكن لا شك أن ما جرى فى هذه البلدان لم رفخ يق إلى اوخا حاار 
ديمقراطية؛ وإنما اقتصر على تقديم نظم الحكم فيها ذلك القدر من التنازل لقوى المعارضة السياسية والمجتمع المدنى. 
بحيث يتم التوقف عند نقطة نهاية أبعد ما تكون عن اوضاع ديمقراطية: ولكنها فى نفس الوقت ! کر ١ ١‏ ة المألوفة 
لنظم سلطوية ويعبارة آخری» ما جرى فى هذه البلدان هو درجة من التحرر السياسى تحوا| دون امكارية ته السلطة 
الجاكدة عن طريق ممتقوق الانتخاب بل ان«سكي هذه الدرينة من التحوى السياسى ونش + بياج أ يقت 
الاوقات. وهكذاء توقفت الانتخابات فى كبريات النقابات الهنية فى مصر. ومازال الحزب الحاكم مام 5 
قضائى فى نقابة المحامين. ولكن الفوز الساحق لتيارات المعارضة فى نقابتى المحامين وا بول إجر خن 
۳ تكرار هزيمة محتملة فى عدد آخر من هذه النقابات» كما . u‏ 35 3 يبن لصحفيين يجعله يتردد فى 
قبول تكرار aR‏ ن "عدول عن مبدا الانتخاب فى اختيار عمد القرى 
قابة القضاء فى كل الدوائر الانتخابية. إلا أن تدخل الشرطة يا . 0 ع ا د ت مجلسى الشعب والشورى تحن 
ر 0 > نتظر أن يفون فيها مرڈ المعارضة اا ل بين المواطنين وأداء واجبهم الانتخابى فى 
الذوائن التي يتنظر ان يوز ثيه مركو مارك دفي توتسن. أصيحت الإجرابلى الت . خا a‏ 
نشطاء حقوق الإنسان أمورا روتينية. وفى الجزائر. وعلى الرغم من انخ ذ١.‏ 2 فى مواجهة الصحفيين 
is‏ ّْ “م من 'نخفاض مستوى | لعنف الذى أعقب الغاء 


V4 - ٤١ ا المجلد‎ 


NAK ۱‏ يولبو 
الدولية العدد يوام 


Scanned by CamScanner 


ET‏ 3 = ينون 
ب * وپ فى ي إلا أن الحظر ما زال مستمرا على الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وتعرض العديدون 
و ا ١‏ يال ربما على أيدى الفصائل المسلحة فى الحركة الإسلامية أو التى تدعى الاند 
لپیا علي ی حال كما تعرض للاغتيال مواطنون عاديون فضلا عن قوات الأمن خلال فترة احتدام الحرب الأهلية 
E" per‏ کک اضيق من السابق بكثير» كما ظهرت بحدة مشكلة الأقلية الأمازيغية. وأقترنت 
بدورها با إلى اوم ان حكومة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أبدت بعض الاستجابة لمطالب الحركة الأمازيغية 
إلا أن ذلك لم يكن كافيا من وجهة نظر هذه الحركة. ۰ 


٠‏ فإذا ن العنف قد هدات إلى حد ما فى الجزائر على نحو سمح لمعظم مؤسسات المجتمع المدنى بمزاولة 

طهاء فإن الأمر كان أسوا فى عدد من الدول العربية الأخرى التى انهارت فيها الدولة, إما تماما كما هو الحال فى 
الصومال؛ وتجرى محاولات هشة فى الوقت الحاضر لاستعادة مظاهر وجودهاء وفى العراق عقب الاحتلال الى > 
الذى قادته الولايات المتحدة منذ مارس سنة ١٠١۲ء‏ أو فى بعض الأقاليم, كما هو الحال فى السودان فى بعض أقاليم 
جنويه وکر هنا واجهت مؤسسات المجتمع المدنى القائمة أقسى الاختبارات: ولا يبدو أنها استطاعت الصمود أو 
مجرد بقائها فى املد نشاطها فى غرب السودان وفى الصومالء ومع أنها تمتعت بحرية فى مزاولة بعض أنشطتها فى 
العراقء إلا أنه يبدو أن أقدرها على الصمود كان تلك التى ارتبطت بالمؤسسات الدينية السنية والشيعية أو تلك التى 
زاولت نشاطها فى المناطق الكردية شمال العراق, وفى الحالة الأخيرة يمكن القول إن المؤسسات الدينية السنية والشيعية 
قد جاهدت بنجاح لتأكيد الهوية المشتركة للعراقيين أيا كانت انتماءاتهم الدينية فى وجه محاولات عديدة سلمية ومسلحة 
لتاكيد الانقسام الطائفى فى العراق. 


وعلى اى الاحوال. ققد غرفت كل الجتمعات العربية قطورين مهمين خلال الفتزة موضع الدراسة:يتعلق أرلهما 
| بتكوين المجتمع المدنى ذاته. فقد تمثل التطور الأول فى ظهور فاعلين جدد داخل المجتمع المدنى» فى مقدمتهم منظمات 
| حقوق الإنسان وكذا منظمات الدفاع عن البيئة وارتبطت معظم المنظمات الجديدة - فى بداياتها على الأقل - بالمنظمة 
العربية لحقوق الإنسانء وتعرض الكثير منها للهجوم من جانب أنصار الحكومات القائمة. واتهمت بالعمالة لقوى أجنبية 
لاعتماد معظمها على تمويل خارجى, ولكن انتهى الأمر فى عدد من الدول العربية إلى الاعتراف بشرعية المطالبة باحترام 
عقوق الآنسان. بل والاعتراف يعنظمات عقوق الإنسان كارق قاعل فى المجمع المنحى. كنا عق اتعال فى أبتان .واتقري 
والأردن ومصر. 


وكان التطور الثانى هو تسارع حركة المجتمع المدنى الناشىء فى الوطن العربى وتكثيف نشاطه ويدء استخدامه 
أدوات جديدة فى مزاولة نشاطه منذ أوائل القرن الحادى والعشرين: فقد تعددت لقاءات منظمات المجتمع المدنى منذ عام 
4 على الصعيدين القطرى والقومى. وخصوصا فى بلاد مثل سوريا والسعودية والبحرين ومصرء وعلى المستوى 
القطرى عقدت لقاءات فى بيروت والاسكندرية وعمانء أكدت كلها على ضرورة رفع القيود عن نشاط مؤسسات المجتمع 
المدنى. والاعتراف بهاء بل وتنظيمها لقاءات على هامش لقاءات القمة العربية؛ وحتى فى المدن التى يلتقى فيها قادة الدول 
الصناعية المتقدمة الذين أبدوا اهتماما مفاجئا بقضية الديمقراطية فى البلاد العربية وطرحوا الكثير من المبادرات فى 
هذا الخصوص. ويدأت بعض منظمات المجتمع المدنى الناشىء فى استخدام أساليب جديدة فى نشاطها مثل تعبئة 
المواطنين فى أعمال احتجاجية واسعة مثل تلك التى شهدتها مدن عربية عديدة فى أثناء حرب الخليج الثانية والعدوان 
الأمريكى على العراق. وكذلك تضامنا مع انتفاضة القدس. وإذا كانت هذه الأساليب معهودة لدى منظمات المجتمع المدنى 
فى المغرب العربى: فقد كانت جديدة على منظمات المجتمع المدنى فى دول أخرى مثل مصرء بل لقد كسبت هذه المنظمات 
للمواطنين حقهم فى التظاهر السلمى. وسلمت بذلك السلطات المصرية علما منها بقوة الشعور المعادى لتدخل الولايات 
الملتحدة العسكرى فى العراقء ثم تعاملت مع ممارسة هذا الحق بانتقائية بعد ذلك كما ظهر فى تعاملها مع مظاهرات 
حركة كفاية ومظاهرات الإخوان المسلمين المطالبة بالإصلاح السياسى فى ربيع ۲٠٠٠‏ وكانت كبرى تظاهرات المجتمع 
المدنى فى الوطن العربى هى التى جرت فى لبنان عقب اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريرى .كما تصاعدت مطالب 
3 المحتمم المدنى. فحركة كفاية -الحركة المصرية للتغيير- تدعو المواطنين إلى رفض تمديد مدة رئاسة الرئيس 
نا مارك فترة خامسة أو توريث منصب رئيس الجمهورية من بعده؛ كما تطالب بمحاكمة قيادات الشرطة والقيادات 
اماد الس لة عن التهجم على الشابات المصريات اللاتى تظاهرن احتجاجا على الاستفتاء على تعديل المادة ال ۷١‏ 
ل رت جمهورية مصر العربية الخاصة بكيفية انتخاب رئيس الجمهورية على النحو الذى صاغه مجلسا الشعب 
| كما طالبت المظاهرات العارمة فى لبنان عقب اغتيال الحريرى ليس فقط بانسحاب القوات السورية وأجهزة 


©/ - السياسة الدولبة العدد ١7١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - الد -؟ 


Scanned by CamScanner 


المجتمع المدنى : الفاعل الجديد على المسرح الدولى 


مخابراتها من لبنان. ولكن بسقوط حكومة عمر كرامى وإقالة المسئولين الأمنيين الذين تسببوا فى اغتيال الحرر 

بالتواطؤ أو بالتقصير فى أداء واجبهم. أخيراء فقد عرفت منظمات المجتمع المدنى العربى كيف تنسق نشاطها فى إم 
حركة دولية مثل تآلف إيقاف الحرب الذى اجتمع فى القاهرة مرتين؛ أولاهما قبل شن الحرب على العراق؛ ومرة ؛: ” 
بعد هذه الحرب. واستخدمت حركة مناهضة الحرب وحركة حقوق الإنسان وكذا حركة كفاية أساليب البريد الك“ 
فى التواصل مع أعضائها وإبلاغهم بموعد وأماكن التجمع للتظاهر أو تنظيم مسيرات. 5 


و ستخدمت منظمات ١‏ لمجتمع المدنى أسلوب جمع التوقيعات على نطاق واسع؛ وريما كان أشهر هذه الحالات قيام 
داعية المجتمع المدنى السورى أكثم نعيسة بجمع توقيعات ۷٠٠١‏ سورى يطالبون بوقف القيود على حركة المجتمع المدنى 
الذى لم يخرج منه لشهور. 
الإسلامية خصوصاء وبدرجة أكبر فى دول الخليج وفلسطين استجابة لشكوك الحكومة الأمريكية عقب أحداث الحادى 
عشر من سبتمبر ٠٠١0١‏ فى أن تكون هذه الجمعيات مصدر تمويل للمنظمات التى تصنفها وزارة الخارجية الأمريكية 
باعتبارها منظمات إرهابية, وقد كان لذلك أثر سلبى للغاية على نشاط هذه الجمعيات وخصوصا فى الضفة الغربية 
وغزة. 

أسباب هذه التطورات: 


وقد يسارع بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن سبب هذه التطورات هو مجاهرة الولايات المتحدة بتبنيها الدعوة إلى 
نشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط وخصوصا عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر التى نسبها كتاب أمريكيون إلى 
غياب الديمقراطية فى البلاد العربية.مما يؤدى إلى ان تصبع هذه البلدان بؤرة لتفريخ الإرهاب. وريما كان سبب نش 
هذا الاعتقاد فى الولايات المتحدة هو رغبة أصدقاء إسرائيل فى إبعاد المسئولية عنها باعتبار أن السبب الحقيقى لنقمة 
الشيعون العربية على حكومة الولايات المتحدة هو تبنيها المطلق للمواقف الإسرائيلية المتطرفة التى لاتلقى بالا لا للقانون 
الدولى ولا لالتزام حكومات إسرائيلية متعاقبة إزاء الشعب الفلسطينى بموجب اتفاقات وقعتها مع السلطة الفلسطينية 
ويحضور أمريكى. والدليل على ذلك من وجهة نظر اصحاب هذا الراى هو تسارع هذه المبادرات العربية. بما فى ذلك 
قرارات القمة العربية فى تونس فى مارس ۲١١١‏ بعد أن عرفت الحكومات العربية بأقكار الإدارة الام ركية ؤب الا 

االشرؤع السقى بالشرق الأوسظ الكبين. N‏ 


والواقع أن هذه التطورات هى نتيجة لأسباب متعددة. بعضها دا< ر ب خا 3 . چ ف 1 
الإو ابا عر خلى وبعضها رجىء كما أنه لم يكن لها نفس الأثر 


فمن حيث الأسباب ذات الاثر الايجابى على حركة المجتمع المدنىء يمكن القول ا إل a kê‏ 
مؤهلة بالفعل للانتقال إلى علاقة جديدة بين المواطنين جام احم 6 2 اا 
كما ارتفعت مستويات رفاهتهم. وعرفوا التنقل بأعداد كبيرة إلى دول الكو موده ١‏ لواحي كت الايد 
قدرة حكومات هذه البلدان على جزل العطاء للمواطنين لشراء ولائهم قد ضعف ا أن 
العسكرى الكبير ووارداتها المتزايدة» وانخفاض أسعار النفط. بل وحتى فى حالة bs‏ : انتما e‏ 
الأخيرين فقد كان من الصعب عليها تحويل ثروتها المالية إلى مشروعات .ب 006 ايراد انها النفطية فى العامين 
كما خشى حكام دول الخليج من خروج دعوات بالثورة عليهم مماثلع ل أ ف ا مالائمة لمواطنيها من الشباب. 
رفضا لارتباطهم الوثيق بقوى أجنبية ھی التى تحمى بقاءهم على عر ىلك حت نم العراقی فی صیف۱۹۹۰. 
العربية السعودية ومنذ سنة 1447 فى هذا الإطار. فهم التطورات التى جرت فى المملكة 
قد كان توسيع نطاق الحقوق السياسية للمواطنين هو وسيلة اتبعة د أ 

اشرعية من امواطنبن ولذلك جاء توسيع الحقوق السياسية لمراطنين اجيان مذ ات شرعية مهتزة كسب قدر من 
الاقتصادية للحكومات القائمة؛ وقد كا له عي شال خصوسا فى بين اجا والار عه 0 
إوتعددية السياسية فى كل منهما عقب الظاهرات العروفة بمظاهرات الخبز فى سنة ٠۸۸‏ يسا تسيل م ظ 
07 المجلد 1١‏ - ۷ فى 5 


مدز ١1١‏ بولير 


Scanned by CamScanner 


55008 د. مصطفى كامل السيد 
و جاه نكت فى بدايه ححصم جدیف يرود رئيس الدولة فية ان بكسن الشير عرة ,الت .:.... ا 
من الفط بين المواطتين: وينطيق ذلك: على التطورات التى لاك ا 
ا الدولة فى كل منهماء كما ينطبق بدرجة محدودة على كل من مصر وسوريا بعد وصول 
ی ھی سسا كرلليى الشللة وتم اھاافی وی خسو ہی الداع ےی فى ہے را 
الانفراجة المؤقتة المحدودة التى حدثت فى سوريا عقب تولى بشار الأسد الرئاسة خلفا لوالده حافظ الأ 

كما كانت التطورات الداخلية ذات الأثر السلبى على حركة المجتمع المدنى هى احتدام المنافسة بين الحزب الحاكم 
وجماعات المعارضة. وخشية هذا الحزب من إما أن تخلفه المعارضة فى السلطة باستخدام وسائل سلمية أو عنيفة. اأ 
عتى التعاندية على استقوان نظام الحكم بسبب نمو شعبية بعض قوى المعارضة. وقد كانت العلاقة المتوترة بين حكومات 
الجزائر ومصر وتونس وقوى المعارضة الإسلامية خصوصا هى السبب فى حالة الجمود السياسى أو المراوحة فى نفس 
المكان التى تقف كل منها فيها فى الوقت الحاضر. 


التى سببت قدرا 
وريما أيضا فى كل من المغرب 


ويرى كاتب هذه السطور أن هذه الأسباب الداخلية هى الأهم فى تفسير مسيرة المجتمع المدنى الناشىء فى الدول 
العربية» وذلك لأن الحكومات العربية لا تعتقد فى جدية دعوة الحكومات الغربية إلى الديمقراطية فى الشرق الأوسط 
فسلوك هذه الحكومات تجاه الوطن العربى؛ خاصة الحكومتين الامريكية والبريطانية؛ لا يتفق مع أى مفهوم للديمقراطية, 
فهما تدللان حكومة إسرائيل التى تنتهك يوميا مبادىء الديمقراطية فى تعاملها مع الشعب الفلسطينى؛ كمارفضت 
حكومة الولايات المتحدة التعامل مع الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات على الرغم من أنه كان منتخبا ديمقراطياء 
كما مارست الحكومتان أرخص صور الكذب على الرأى العام فى كل منهما لتبرير حربهما غير القانونية وغير الشرعية 
وغير العادلة على شعب العراق. كما أن أسلوب البلدين فى حكم العراق وممارسة أبشع صور التعذيب ضد المواطنين 
العراقيين» والذى يتنافى مع أبسط مفاهيم حقوق الإنسان لا يعطى أيا منهما مصداقية فى الحديث عن الديمقراطية. 
ولهذا تظهر الحكومات العربية - فى السعودية ومصر خصوصا - أنها لا تعترض على الدعوة للإصلاح السياسى, 
وأنها تمارسه بالفعل» ولذلك فان أداء بعض الطقوس شبه الديمقراطية مثل إنشاء منتدى الحوار فى المملكة العربية 
السعودية والحديث عن الإصلاح فى مكتبة الإسكندرية لا يضر. ولكن دون الذهاب إلى اتخاذ أى خطوات حقيقية نحو 
تطور ديمقراطىء فهذا ما لا يريده حكام هذه البلاد ولا ما تريده حكومة الولايات المتحدة» لأن ذهاب المواطنين العرب إلى 
صندوق الانتخاب. دون أن تعد الحكومات العربية عدتها لذلك. قد يأتى بأسوأ النتائج لهذه الحكومات ولأصدقائها فى 
الغرب. وهذا هو درس التجربة الجزائرية فى يناير سنة ١۱۹۹ء‏ وليس هناك ادنى شك لدى الحكومات العربية فى أن 
الإدارة الجمهورية فى واشنطن لا تريد مواجهة مثل هذا الموقف. 


بل إن هذه العوامل الخارجية هى ذات أثر سلبى على حركة المجتمع المدنى العربى؛ فقد استجابت حكومات عربية 
لشكوك الإدارة الأمريكية فى كون الحركات الإسلامية فى الوطن العربى هى مصدر مساندة وتمويل للحركات المسلحة 
التى ترفع راية الإسلام ا لسياسى. ومن ثم أخذت حكومات مصر واليمن والمغرب واا لطة الفلسطينية تضيق الخناق 
على الحركات الإسلامية ومنظماتها فيهاء بما فى ذلك الجمعيات الخيرية التى قد لا يكون لها شأن بالعمل السياسى, 
وفعلت حكومات الخليج وخصوصا فى السعودية والكويت والإمارات نفس الأمر. وقد وضع ذلك بعض أهم الفاعلين فى 
وجعلهم يبدون كطرف غير مرضى عنه؛ رغم أنهم قد يكونون أكثر الفاعلين فى حركة المجتمع المدنى ارتباطا بالمواطنين. 

أبعاد دور منظمات المجتمع المدنى ومدى فاعليتها : 

تتعدد منظمات المجتمع المدنى: تتعدد أدوارها. أو مجموعة التوقعات المرتبطة بها. كما تتداخل هذه الأدوار. بحيث 

بندر أن تقتصر منظمة فى المجتمع المدنى على أداء دور واحد. فالمنظمات النقابية هى منظمات مطلبية وخدمية وأدوات 
تعبتة سياسية فى نفس الوقت. والمؤسسات الدينية تشكل وعى المواطنين وتقدم لهم خدمات أيضا. 

ويفكن اجمال الادوار التى قامت بها منظمات المجتمع المدنى الناشىء فى الوطن العريى فيما يلى: 

-١‏ منظمات مطلبية أى تطرح مطالب للمواطنين غالبا فى مواجهة سلطات الدولة. 

؟- تقديم خدمات: تقدم بعض منظمات المجتمع المدنى خدمات للمواطنين فى مجالات التعليم والصحة والاتصالات 


- ¥ - السياسة الدولية العيد ١7١‏ يوليو *..؟ - المجلد .5 


Scanned by CamScanner 


المجتمع المدئى : الفاعل الجديد على المسرح الدولى 


وغیرهاء وريما كان ذلك من أول أدوار هذه المنظمات. 

- تقديم الرعاية:وفر بعض منظمات المجتمع المدنى الرعاية للمواطنين ذوى الحاجة مثل المقعدين وكبار بير 
والمعوقين. 

-٤‏ التنمية الاقتصادية: تقوم بعض منظمات المجتمع المدنى بدفع تنمية المسبعاي العلية ولوت إما مباشر: 
بالقيام بأنشطة اقتصادية فى مجال الصناعات الصغيرة مثلاء أو تطرح أفكارا بالنسبة لهذه التنمية. 

ك- نشر الثقافة: تقوم بعض منظمات المجتمع المدنى بنشاط ثقافى مثل تشجيع الفنون الجميلة, ونشر ثقافة التسامع 

1- النهوض بالبيئة: تهتم بعض منظمات المجتمع المدنى بخدمة البيئة وبالنهوض بها وحمايتها من صور الاعتدا, 
البيئى المختلفة. 


8- التعبئة السياسية: ترتبط بعض منظمات المجتمع المدنى بحركات سياسية معينةء وتقوم بتعبئة الأعضاء لصالع 
هذه الحرقات اتسا 


4- التواصل مع شعوب أخرى: جمعيات الصداقة هى من بين جمعيات المجتمع المدنى التى تسعى لتوثيق علاقان 
الود والتفاهم بين الشعوب. 


-٠‏ مكافحة الحروب: جماعات السلام هى من بين منظمات المجتمع المدنى التى تهتم بتوطيد السلام ومكافحة 
الاتجاهات العدوانية. 


4 مراقية الحكومات: وأخيرا تهتم بعض منظمات المجتمع المدنى بمراقبة الحكومات» إما بدعوى مكافحة الفساد أو 
لحماية حقوق المواطنين والوقاية من الاعتداء عليها. 


- دفع التطور السياسى فى الاتجاهات التى يحبذها أعضاء هذه المنظمات» سواء نحو مزيد من الليبرالية 
السياسية والاقتصادية او تعميق الديمقراطية؛ أو تحقيق الوحدة العربية ... الخ. 


اق حاو كك يا ايا تناك عتمت ليطي الرنى فب أكاقةاعقة الأندآرب ولكاي الاقطياع الغالن نه أ ذه 
ت تعمل فى بيئة غير مواتية تماماء ولذلك فان مجرد بقائها هو فى حد ذاته نجاحء فهى قد لا تحظى بتمويل كاف 
أو تواجه تعقيدات إدارية کا أو تتعرض للقمع من جانب سلطات الأمنء أو تواجه ثقافة اتكالية لا تشجم على 
المشاركة:ولكنها جعت 00 لیس فى مجرد الوجود, ولكنها نجحت فى انتزاع تنازلات مهمة من جانى النظم العر u‏ 
أو على الأقل بعض هذه النظام ا i‏ الاعتراف بهاء ومنحها قدرا من حرية الحركةء بل وأشتت وتوا على 
الضع i GES E‏ امتحدة للسكان والتنمية فى القاهرة فى سنة ٤۱۹۹ء‏ ومؤتى إيأ 
المتحدة لمقاومة العنصرية الذى عفد فى ديربان بجنوب افريقيا فى سنة 7”. ١.‏ - ومع ذلك لايمكن أ e‏ - 
مرضياء ولذلك يقتضى الأمر التفكير فى أساليب تفعيل عمل هذه المنظمات: لآن تفعيل دو . ىا ن يكون هذا الوضع 
N N RT a‏ يا ن تفعيل دورها هو بكل تأكيد خدمة 
-١‏ نحو المواطنين: بتنمية العلاقة مع المواطنين بالعمل معهم لتأكيد أن هدف هذه المنظى - 
بالأساس» والرقى بأحوالهم» بتبنى الخطاب الذى يفهمه هؤلاء المواطنون؛ ويجعل المنظءة . : -- " 
؟- نحو السلطات الحكومية: بتأكيد أن دور هذه المنظمات هو فى جانب منه بتكا 
معهاء وذلك بافتراض أن هذه الحكومة من النوع الذى يقبل مثل هذه العلاقة: - 
الغرئية ولا بالنسبة لكل منظمات المجتمع المدنى. 
؟- نحو المنظمات الأخرى المشابهة: بالتعاون معها وليس بالدخول ذ يه عدو .د 
توسيع نطاق حركة استقلال المجتمع المدنى. هد مشترکة لکل هذه المؤ نات رهی 


ع - نحو المنظمات العربية: بتوثيق الصلات معها وتنمية الجهور المشتركة, ان 


خلمات هو خدمة هؤلاء المواطنين 
ونيقة القرب من اهتماماتهم. 

تكامل مع دور الحكومة ولا يتعارض 
دند لا يكون ذلك منتاحما فى كل الدول 


جد قدن كبير من التلاقى فى الاهداق أ 


— VA -— 6*٠ العيق 151 يوليو ق ك المجلد‎ ES 


Scanned by CamScanner 


د. مصطفى كامل السيد 

-٥‏ نحو منظمات دول الجنو ب: بتنمية فرص التعاون خدمة لمصالح مشتركة: وللتعلم من التجارب الناجحة فى بلدان 
آسيا وأمريكا اللاتينية خصوصا. 

1- نحو منظمات المجتمع المدنى فى الدول المتقدمة ذات التوجهات المتشابهة: بتوثيق عرى الصداقة والتعلم من 
تجاربها والاشتراك فى مهام نضالية خدمة لأهداف مشتركة. 

559 العاملين فى المنظمة ذاتها: برفع مستوى كفاءتهم وتعزيز مهاراتهم وتنمية شعورهم بانتمائهم لمنظمة تعمل 
فى مجال المجتمع المدنى ولكى يتشريوا قيم حقوق الإنسان الضرورية لوجود مجتمع مدنى فاعل. 

عمو ا ا ا ااا ا ل 


المصادر : 


-١‏ المجتمع المدنى على الصعيد العريى' فى سعيد بن سعيد وآخرين : المجتمع المدنى فى الوطن العربى ودوره فى 
تعميق الديمقراطية, بيروت» مركز دراسات الوحدة العربيةء 4۲ 5 


"- مفهوم المجتمع المدنى والتحولات العالمية ودراسات العلوم السياسية. سلسلة بحوث سياسية؛ مركز البحوث 
والدراسات السياسية, 1966. 


3- "A Civil Society in Egypt". Middle East Journal. Vol. 47, No.2. Spring .1993 pp. 227- 
242. An expanded version appeared in: Augustus Richard Norton. Ed. Civil Society in the 
Middle East. E.J.Brill: Leiden. New York. Koln. .1995 Vol.1. pp. 269-294. 


4- "The Concept of Civil Society and the Arab World". In Rex Brynen, Bahgat Korany & 
Paul Noble eds. Political Liberalization & Democratization in the Arab World. Vol. 1, Theo- 
retical Perspectives. Lynne Rienner Publishers: Boulder and London. .1995 pp131-148. 


5- Non-Governmental Organizations and Political Change in Egypt". Paper presented to 
the Symposium on Non-Governmental organizations and Development in Egypt. Faculty of 
Economics & Political Science, Cairo Universite. 


- ۷۹ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲٠.٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





أريسون هاما من الصراع مع إسراتيل (د9ا- ...| 


)6 
لاشئ يكشف عن 
التطور الجذرى الذى لحق 
بالصراع العربى- 
الإسرائيلى فى السنوات 
الأريعين الماضدة أكثر من 
مقارنة الخطاب السياسى 
لقمة الدار البيضاء التى 
عقدت فى سيتمير 956١-أى‏ 
بعد شهرين تقطن صندور 
العدد الأول لمجلة السياسة 
الدولية- بمثيله الصادر عن 
القمة العربية الأخيرة الثى 
استضافتها الجزائر فى 
مارس 0 - أى قبل أقل من 
أربعة أشهر على لحظة 
صدور هذا العدد. 


( «) مدير معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة . 


مه 2.1 العدد 


Scanned by CamScanner 


د. أحمد يوسف أحمد 





فى قمة الدار البيضاء التى ضمت ملوكا وأمراء ورؤساء يمثلون اثنتى عشرة 
دولة عربية -هى كل الدول العربية فى ذلك الوقت- بالإضافة إلى السيد أحمد 


الشقيرى رئيس منظمة التحرير الفلسطينيةء أشار البيان الختامى إلى أن 


المجلس -أى مجلس ملوك ورؤساء دول الجامعة العربية- قد عالج "الجوانب 
المختلفة لقضية فلسطين» واتفق على الخطط العربية فى سبيل تحريرهاء ودعم 


| والإعلامية, حتى إذا لم تتحقق النتائج المطلوية كان 


کن ان نجتزئ هذا الموقف على أية حال عن سياقه الأوسع الذى بدأ 
بدعوة الرئيس جمال عبدالناصر فى ديسمبر ٠١١١‏ إلى عقد قمة عربية عاجلة 
القمة بالفعل فى القاهرة فی ینایر ۱۹٦۶‏ واشار أول قرار لها إلى "اعتبار أن 
: م إسرائيل هو الخطر الأساسى الذى أجمعت الأمة العربية بأسرها على 
0 وبما أن وجود إسرائيل يعتبر خطرا يهدد الأمة العربيةء فإن تحويلها لمياه 
ا pS‏ أخطارها على الوجود العربى, لذلك فإن على الدول 
بيه أن تضع الخطط اللازمة لمعالجة الجوانب السياسية والاقتصادية 


8 الاستعداد العسكرى ١‏ 


إسرائيل نهائيا". 


بين كل من المعتدلين والمتشددين العرب» لكن القمة 


4 المجلد‎ = NB يوليو‎ ١ 


كان واضحا أن هذه الصاغة - 8 58 
كك یا د مان م او اسول إلى کی ی 


۰ 5 - اة‎ e / 9 Ck f 
rg إسرائيل نهائيا' كخيار أخير. و ی کو‎ 0 
تنشيكاا مسسمى فادها ووشفة. ذد > 2 ب‎ 

الأعضاء؛ وأنشأت 0 0 يرهم مساهماتها على الدول 
العربية المضادة للمشروعات الإسر اثيلية, ب ردن وروافده لتنفيذ المشروعات 
فيه الدول الأعضاء فى إر | © ٠‏ << ؛ لخصصت لها اعتمار| ماليا تساهم 


ا 
ا ا ا 1 ولحو مز حصتها فى ميزانية أمائة العامة 
لشقيرى ممثل فلسطين لدى الجامعة آنزاك- I‏ 





سے 
سسس ے 

س سے 
ج لے 


- A’ — 


د. أحمد يوسف أحمد 





فى اتصالاته بالدول العربية والشعب الفلسطينى" بغية الوصول إلى القواعد السليمة لتنظيم الشعب الفلسطينى وتمكينه 
من القيام بدوره فى تحرير وطنه وتقرير مصيره » وهى اتصالات أسفرت عن مشروع متكامل تقدم به الشقيرى إلى 
القمة التالية التى عقدت فى الإسكندرية فى سبتمبر 1975 وحظى بموافقتها بحيث رحب القرار الثالث للقمة 'بقيام 
منظمة التحرير الفلسطينية واعتمادها ممثلة للشعب الفلسطينى فى تحمل مسئولية العمل لقضية فلسطين". 

فى قمة الجزائر "مارس É Te‏ بدا وكأن سقف مبادرة قمة بيروت لعام E‏ يوشك أن ينقض. صحيح أنها 
نجحت -أى قمة الجزائر- فى حمايته فى مواجهة مبادرة أردنية قيل إنها تقترح أن يسبق التطبيع العربى الشامل مع 
إسرائيل -أو على الأقل بعض مظاهره- تنفيذها لالتزاماتها بموجب مبادرة بيروتء وإن لم يتح للرأى العام العربى أن 
يعرف نص تلك المبادرة الأردنية بشكل رسمى. ومعلوم بطبيعة الحال أن قمة بيروت ٠٠١”‏ كانت قد تبنت مبادرة الأمير 
عبدالله بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى التى أصبحت بذلك موقفا عربيا رسمياء وقد نصت المبادرة على المطالب 
العربية التقليدية من قضايا الانسحاب واللاجئين والدولة الفلسطينية, فان أ تج ابت إسرائيل لتلك المطالب فإن الدول 
العربية تقوم بما يلى: 

أ- "اعتبار النزاع العربى- الإسرائيلى منتهياء والدخول فى اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن 
لجميع دول المنطقة. 

ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل فى إطار هذا السلام الشامل". وبالإضافة إلى ما سبق لم تشر قمة الجزائر 
5 بحرف واحد إلى المقاومة الفلسطينية التى كانت قمة سبتمبر ١4914‏ قد أرست أساسها السياسى والتنظيمى على 
نحو ما سيقت الإشارة إليه. 

عن التحول .. دوافعه ومظاهره: 

ما الذى حدث بين عامى ١115‏ و0١٠2‏ لكى ينتقل الموقف العربى الرسمى من الحديث عن "القضاء على إسرائيل 
نهائيا إلى دخول الدول العربية جميعا فى اتفاقية سلام؛ وإنشاء علاقات طبيعية معها؟ ومن وضع الأسس لحركة التحرر 
الوطنى الفلسطينية إلى تجاهلها التام» 


- ۸1 - السياسة الدولية العدد ١7١١‏ يوليو 76.5 - المجلد 


Scanned by CamScanner 


6 


ربعون عاما من الحسر ع مع إسرائيل ١658(‏ - ه..؟) 


لاشك أن مياها كثيرة عنيدة قديجرت فى التوزين الاللي والعالمى اتبرن هذا التتعول التاريخى, لكن المرء لا يمكنه إن 
أن يبدأ بالحدث الأساسى فى هذا كله. وهو عدوان إسرائيل على الدول العربية المحيطة بها فى يونيو ۱۹1۷ ود ۴ 
احتلال أراض تابعة لتلك الدول. استكملت إسرائيل بموجب ذلك الاحتلال السيطرة على مجمل أراضى وإ ” 
اتا روفي لاحن الخال شب رة سيتاء السبرنة والزتقسات السو نة ويساننات صغيرة من الأراضى التاب 
لكل من الأردن ولبنان. كانت بلك التطورات فاضلة فى تهول جنوس طرا على تكينيق التول العربية لعدائها مع إسرائيل 
من اعتباره ضمن عملية تصفية الاستعمار" ومن ثم النظر إلى السلوك العربى الفلسطينى فيه كحرب “تحر وطزى 
وقومى إلى اعتباره نزاعا بين دول على أراض محتلة ومن ثم فإن التسوية جائزة فيه ويموجبها لا بأس من وجي 
النظر العربية الرسمية بأن يتم الاعتراف بدولة إسرائيل والتعايش معها إن هى تخلت عن الأراضى التى احتلتها فى 
عدوان 1957137 . 

من الواضح أن القادة العرب الذين دشنوا ذلك النهج الجديد آنذاك قد أدركوا بعد هزيمة يونيو ١551‏ فداحة الخلل 
فى ميزان القوى الإقليمى بينهم وبين إسرائيل ناهيك عن الدعم الأمريكى لهاء وجسامة المهمة الملقاة على عاتقهم, وتتمثل 
فى تحوير الاراضمى العربية التى احتلت فى عدوان يونيو ۷١۹٠ء‏ ومن ثم ارتضوا ذلك التحول الجذرى فى مواقفهم. 

هكذا, وقف جمال عبدالناصر فى نوفمبر ۱۹1۷ يعلن فى خطابه أمام مجلس الأمة قبوله للقرار ۲٤۲‏ الذى صدر عن 
مجلس الأمن قبل أيام قليلة فى الشهر نفسه. برر عبدالناصر قبوله للقرار بأنه ينص على الانسحاب من الأراضى المحتلة 
فى ٢۹۷‏ ون کان قد اعترف بأنه -أى القرار- لا يمثل حلا عادلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين؛ لكن المؤشر بان 
واضحا على التحول الجديد. فديباجة القرار الذى قبلت به مصر تشير إلى حق جميع دول المنطقة فى العيش داخل 
حدود دائمة وآمنة ومعترف بها 

قن هيم الو أنور السادات؛ كثرت المؤشرات على اتجاه أوضح إلى التسويةء لكن أهمها كان ما ورد فى اتفاقية 
فض الاشتباك الثانى الموقعة بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1410 بخصوص إنهاء حالة الحرب بين الدولتينء وذلك إلى 
أن حدث زلزال زیارة السادات للقدس فی نوفمبر ۱۹۷۷ ثم توصله إلى اتفاقيتى كامب ديفيد مع إسرائيل فى سبتميرٌ 
١4‏ وصولا إلى توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل فى مارس 14/5 كأول خطوة من نوعها فى تاريخ الصراع العربى 
اران 

عند هذا الحد. كان ممكنا القول إن كافة المؤشرات الخاصة بتحول الصراع العربى - الإسرائيلى فى اتجاه التسوية 
مؤشرات “مصرية. لكن الدول العربية بعد أن فعلت أقصى ما فى وسعها لإثناء مصر عن سياستها الجديدة. ركبت 
بدورها قطار التسوية وإن لم تجلس مع مصر فى العربة نفسهاء ففى سبتمبر ٠۹۸‏ وافقت قمة فاس على مبادرة الأمير 
فهد بن عبدالعزيز - ولى العهد السعودى انذاته لتسوية الضراع الغريئ - الإسرائيلي: وتصمدت المطالن الهربية 
التقليدية من إسرائيل مقابل ضمانات سلام يكون مجلس الأمن مسئولا عن توفيرها للطرفين. 

وحملت السنوات 1985-1947 مزيدا من الشواهد -وإن غير المباشرة- على قبول العرب للتسوية. ففى 194/417 
أباحت قمة عمان للدول العربية أن تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بقرارات سيادية, وفى قمة الرياط ١446‏ عادث 
مصر إلى ممارسة مسئوليتها بالكامل كعضو فى جامعة الدول العربية, وتم الموافقة على إعادة الجامعة العربية 
ومنظماتها الملتخضض إلى مقارها فى مسدن: وكانت العلاقات الدبلوماسية العربية ت اللسسرية قذ لمت .مرخ الاراديا 
العربية -عدا استثناءات قليلة- وعلقت عضوية مصر فى الجامعة ومنظماتها كنوع من العقاب للسياسة ق 
والضغط عليها كى تحيد عن موقفها تجاه التسوية مع إسرائيل. 

فى أكتوبر ٠۹١١‏ تعززت الشواهد العربية على قبول مبدا التسوية. فقد عقد مؤتمر مدريد قى ذلك التاريخ وحضرة 
الدول العربية المعنية وغير المعنية أيضاء وتفرع المؤتمر إلى مسارات تفاوضية ثنائية وفق ما كانت تطالب به إسرائيل. وتم 
استدراج الفلسطينيين إلى أوسلو. حيث وقعت الاتفاقية التى حملت اسم تلك المدينة فى سبتمبر 5 لتكون شافد! - 
على الرغم من سوءاتها العديدة- على التحول الجذرى الذى طرأ على طبيعة الصراع, فمن المقولة الصهيونية "شعن بلا 

: لا د شعب ١‏ الاعتراف بشعب فلسطين وبأن منظمة التحرر تمثله, وم المق ١ة e U E A‏ 
ارض .. لارض بلا شعب إلى الاعتراف بشعب فلك ردير مء ومن المقولة العربية بالقضاء على 
اسرائيل الى الاعتراف الفلسطينى بدولتهاء تبدو تحولات السرا واضحة وضوح الشمس .. ولم تكد اتفاقية أوسلو 
: تسنارعت خطى اللسار الأريتى - الاسرائيلي ايم في ذهاية العام:القالى (1444) التوصيل إلى تاتى رای 


0 نيلية ات رة“ ال اة کے E e‏ 
لام عربية - إسرائيلية. وقطعت المفاوضات السورد لإسرائيلي شوطا واسمعا إلى أن تم اغتيال | ق رابين على 
دی متطرفين يهود سحو 

٠‏ 0 لمو د..۲ - للمجلد 1.١‏ 7 حب 


Scanned by CamScanner 


د أحمد يوسف أحمد 


وإذا كان العرب قد قبلوا مبدأ التسوية مع إسرائيل بسبب نتائج عدوان ١117‏ وإدراكهم الخلل فى ميزان القوي 
العربى - الإسرائيلى. فكيف نفسر قبول المنتصر للتسوية؟ فى الواقع أنه لابد من الاعتراف بأن الطبيعة العدوانية 
التوسعية لإسرائيل لا تمنعها بالضرورة من اتخاذ قرارات عقلانية: ولابد أن قادة إسرائيل ونخبتها الحاكمة قد أدركوا 
أن انتصارهم فى 15117 لا يعي عن حقيقة ميان القوى بينهم ويين العربء ومن ثم فإن التوصل إلى تسوية معهم فى 
إطار ذلك الانتصار سوف يكون أفضل الخيارات لإسرائيل مادامت الأمور لابد أن تسير فى اتجاه تصحيع العرن 
لأخطائهم فى 19517. 1 

وقد عون عن هذا الو دون شك التماسك السريع للقوات المصرية عقب الهزيمة وأداء تلك القوات» بدءا بمعركة 
رأس العش فى شهر الهزيمة نفسه يونيو 1417 مرورا بقصف الطيران المصرى لمواقع إسرائيلية فى سيناء المحتلة فى 
الشهر التالى "يوليو 1577', وإغر اق البحرية المصرية للمدمرة إيلات. كبرى قطع الأسطول البحرى الإسرائيلى فى 
أكتوبر ۱۹1۷ء ثم بدء حرب الاستنزاف وتصاعدها على الجبهة المصرية وصولا إلى الذروة بحرب أكتوير 14177 التى 
تمت بعمل مصرى - سورى مشترك فضلا عن مساهمات عسكرية واقتصادية عربية مؤثرة على نحو ما هو معروف. 

واتساقا مع تلك التطورات, لم تتمكن إسرائيل - على الرغم من تؤصلها لمعاهدة سلام مع مصر فى 191/5- من 
الاحتفاظ بسيطرتها على لبنان بعد أن اجتاحتها بما فى ذلك عاصمتها بیروت فی ۱۹۸۲ء ولم تتمكن من الاحتفاظ إلا بما 
سمته الشريط الحدودى الآمن فى الجنوب اللبنانى الذى كانت قد احتلته أصلا فى 1۹۷۸ء واضطرت لاحقا إلى الهروب 
منه بليل فى مایو ۲۰۰۰ بعد أن تصاعدت المقاومة اللبنانية المسلحة فيه بقيادة حزب الله إلى حد لم تعد إسرائيل تحتمله 
سياسيا من ناحية أخرىء وقفت إسرائيل عاجزة على المستويين التكتيكى والاستراتيجى معا أمام انتفاضة الحجارة 
كلها 
إسرائيلى وعربى عن التسوية متباينين تمام التباين» بحيث لا يمكن الادعاء بأن ثمة قواسم مشتركة حقيقية بينهما حتى 
الآن. صحيح أن تسوية ما قد تم التوصل إليها على المسارين المصرى ۱۹۷١‏ والأردنى "۱۹۹١‏ ولكننا نقصد التسوية 
الشاملة للصراع .. التى مازال التناقض بشأنها كاملا فى قضايا بالغة الأهمية كقضيتى عودة اللاجئين ومستقبل 
القدس على سبيل المثال. ومن الأمور اللافتة للنظر أن كافة الأطر التى تم الاتفاق عليها فى محاولة للتوصل إلى تسوية 
لتلك القضايا الشائكة لم تتضمن أبعادا محددة لتسويات مقترحة؛ وإنما ركزت على الحديث عن آليات تفاوضية تبحث 
فى مضمون هذه التسويات. وتتوصل إلى حلول لها باتفاق الأطراف المعنية "كامب ديفيد 1517- أوسلو 1597- خريطة 
الطريق ۲٠٠١‏ '. وبالتظر إلى التباين المشار إلية بين أطراف النسراع والخلل فى ميزان القوى لصاح الطرف الإسرائيلى: 
فإن إسرائيل قد حاولت دوما -ومازالت تحاول- فرض تصورها الخاص عن التسوية, وهو تصور لا يستجيب الحد 
الأدنى من المطالب العربية والفلسطينيةء ولذلك كان العقم صفة مشتركة بين الآليات الثلاثء فلا الحكم الذاتى تم التوصل 
إليه فى إطار الآلية التفاوضية المصرية - الإسرائيلية بموجب كامب ديفيد. ولا مفاوضات الوضع النهائى قد اكتملت فى 
65 كما تصورت اتفاقية أوسلو. ولا الدولة الفلسطينية قامت فى ٠٠٠١5‏ كما قضت خريطة الطريق. 

عن خصائص النموذج العام لاتجاه الصراع إلى التسوية: 

يبدو من المهم للغاية فى هذا السياق أن نمعن النظر فى تطور جهود التسوية ونموذجها العام منذ 19717 وحتى الآن 
فى محاولة لاستخلاص خصانصه الأساسية التى لا شك سوف تكون بالغة الدلالة لفهم الحاضر واستشراف المستقبل, 
وسوف يتم التركيز فيما يلى على انی دون نفى -بطبيعة الحال- لوجود أخرى وإن رُئى آنها أقل دلالة 
وتتمثل هذه الخصائص الثلاث فى البعد الزمنى لعملية التسوية, وعلاقة التسوية بالعنف فى إدارة الصراع. وطبيعة 
التنازلات الإسرائيلية. 

أما عن البعد الزمنى لعملية التسوية. فمن الواضح أن الأخيرة تتسم ببطه شديدء ففى مدة تقارب الأريعين عاما يمكن 
القول إن التسوية لم تنجز إلا على المسار المصرى - الإسرائيلى باعتبار أن المسار الاردنى - الإسرائيلى الذى تم 
التوصل بشانه إلى معاهدة سلام فى 1114 لا يتضمن قضايا مهمة تذكر بعد أن اقتطعت منه الضفة الغربية منذ 
اعتبرت القمة العربية فى 1174 أن منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينىء ويصفة 
خاصة بعد أن صدر القرار الأردنى بفك الارتباط فى ۸ أما المساران الفلسطينى والسورى فهما الآن فى المربع 
الأول على الرغم مما تم التوصل إليه من اتفاقات فى الحالة الأولى؛ ومما بذل من جهود تفاوضية فى الحالة الثانية. 

وقد يكون لهذا الأمر دلالته المهمة بالنسبة لمستقبل عملية التسوية, فعندما تم التوصم إلى معاهدة سلام مصرية 


“AF -‏ السباسة الدولية العدر 135١‏ برل 5..8*- الحلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


أربعون عاما من الصراع مع إسرائيل 7١.8 - ١938(‏ ) 


إسرائيلية فى 14174 قيل إن تكرار النموذج المصرى - الإسرائيلى كك تکفا وسوا لی اساي إنكان ليق الو 
ذاتها على المسارات الأخرى والتوصل إلى نتائج مشابهة, والواقع أن هذا القول قد لا يكون دقيقاء فالأمر الذى لا شن 
فيه أن إسرائيل كانت أكثر استعدادا لتقديم تنازلات حقيقية على المسار المصرى لاسباب تتعلق بالامن المصرى فر 
الصراع. ومن هنا فان التسوية على هذا المسار تحقق لإسرائيل هدفا مزدوجا: من جانب 0 كتتبة الشطسي لمواجية 
عسكرية مع مضر, ومن جانب آخر تحييد مضر فى الصراع العسكرى مستقبلا مع إسرائيل .. بل إنه على العكس من 
القول المشار إليه. يمكن طرح مقولة مضادة مؤداها أن التسوية على المسار المصرى - الإسرائيلى قد مكنت إسرائيل من 
أن تكون أكثر تشددا على باقى المسارات. 
ويرجع بطء عملية التسوية إلى تعقد الصراع وتشابك أبعاده من جانب. وتعمد إسرائيل هذا البطء من جانب آخر. 
كى تخلق حقائق جديدة على الأرض بتكثيف عمليتى الهجرة إلى إسرائيل والاستيطان داخل الأراضى الفلسطينية 
المحتلة؛ وأهمية هذه السمة من سمات نموذج التسويةء الذى أخذ فى التبلور اعتبارا من عام ۱۹٦۷‏ أن أى حديث عن 
تسوية قادمة فى غضون سنوات قليلة مقبلة هو نوع من اللغو. وأنه من الأفضل الحديث عن هذه التسوية فى عقود وليس 
سنوات قادمة؛ علما بأن المقصود هنا بالتسوية هو تلك المعادلة المتوازنة التى تحقق الحد الأدنى من المطالب العربية 
والفلسطينية الذى لا يمكن النزول إلى ما دونه. لان “إملاء' الإرادة الإسرائيلية على الفلسطينيين أو غيرهم لن يكون 
تسويةء وإنما قنبلة موقوتة تمهد لمراحل أخرى من الصراع. 
ويعنى ما سبق أن التخطيط الاستراتيجى العربى لمستقبل الصراع يجب أن يبنى على أن هذا الصراع لن يحل أو 
يسوى فى ظل موازين القوى الحالية» وأن إدراك هذه الحقيقة بداية هو الذى سيمكننا من حسن التخطيط للمستقبل, 
ويشير فى الوقت نفسه إلى فداحة الخطأ الذى ارتكبه نفر من العرب. بمن فيهم عدد من كبار المسئولين حين أخذوا 
يركزون فى العقد الأخير من القرن الماضى على 'ما بعد السلام' بدلا من الاهتمام بمتطلبات التوصل إلى مثل هذا 
السلام. 
آم علاقة التفسوية بالعنف فى إدارة الصراع؛ فهى علاقة تبدو أهميتها من اعتقاد البعض -بمن فيهم مسئولون 
للأسف- بأن سلوك التسوية يعنى الخلود إلى السكون التام وإيقاف أى صورة من صور مقاومة الاحتلال. ناهيك عن أن 
تكون مقاومة مسلحة.والواقع أن كافة خبرات التحرر الوطنى تشير إلى عكس هذا المعنى تماماء فلم تحدث التسويات فى 
روت التسرن الأوسي هقان الاحتلالء وقد هدا الفلسطينيون سنوات طويلة بعد اغتصاب وطنهم فلم يحصدوا إلا 
مزيدا من التجاهل. وأخلصوا لعملية التسوية عقب أوسلو فأظهرت لهم إسرائيل شتى صنوف المماطلة والتسويف. ثم 
انقلبت على نهج أوسلو أصلا. 
والواقع أن خبرة عملية تسوية الصراع العربى - الإسرائيلى نفسها اعتبارا من 15717 وحتى الآن تؤكد المعنى 
السابق بيانه» فمن الواضح أن مسيرة التسوية منذ ۷ وحتی الآن قد تخللتها عمليات عسكرية متفرقة وحرب 
استنزاف وجولة جديدة من جولات الصراع المسلح بين العرب وإسرائيل, وحلقات متتالية من حركة مقاومة الاحتلال فى 
ا ا رای و ےا س ردو لا ارم و 
أن من يدعون الفلسطينيين إلى الهدوء والسكينة إنما يدعونهم فى الوقت نفسه إلى الاستسلام والقبول بتسوية مملاة 
أمنا الخاصية الثالثة فى تموذج تسوية الصراع العريى- الإسرائيلى منذ ×۹ يوحت الان وا اة 
التنازلات الإسرائيلية. فتشير إلى أن إسرائيل لم تقدم للعرب اى تنازلات فى غمار عملية التسوية إلا بعد أن أعملت القوة 
ضدهاء وللقوة صورها المختلفة بطبيعة الحال؛ فقد قبل الرئيس جمال عبدالناضى القاران 567 فى توقهي كاي 
نا ة. لكن أحدا لم يعره التفاتا حتى بلغت حرب الاستنزاف ذروتها ة لف e OV‏ 0 
حسدورة مد “0 لك ماق ته لوقك اطلاة النا المقء 1 ا فى يونيو ؛ فتقدم ويليام روجرر 
وزير الخارجية الأمريكى انذ مس يي 5 3 2" فى مفاوضات التسوية, واعلن الرئيس انور السادات 
فى فبراير 141/1 عن مبادرته لإعادة افتتاح قناة السويس التى كان من شانها إنهاء حالة الحرب من الناحية الفعلية بين 
مضي وامتوائيل: افلم يساق كيد عد علي ف ترص عله الاؤس 1007 رادج ما لعدلية التسيرية ادن .ب .ا 3 
اکل ن كافة الأراضى اللبنانية دون أن يطلب منها أحد ذلك, التى كانت 5 3 كي ورين : 
وانسحبت اسر ا 9 2 والتی کانت قد اجتاحتها فی ۱۹۸۲ بفعل 
قاومة المسلحة. ولم تبق سوى على احتلالها للشريط الحدودى الجنوبى الآمن الذي اش “ 
المقاومة المسلحة ولم تبق a‏ احتلال دام اثن: ق ق 9 ى ضطرت بدورها للانسحاب منه فى 
مايو 7٠٠١‏ كما سبقت الإشارة بعد رن ماما بن تتام الجر اسای ی رر . . 
2 نطرت إلى الاعتراف بشعب فلسطين ومنظمة تحريره فى اتفاقية اولي به ل ٠‏ ساحة فيه بقيادة حزب 
الله. واضطرت إلى . طار ما عرف بانتفاضة الحجارة؛ وها ھے تى ذ 1 د بعد النضال السلمى البطولى 
زعب الفلسطينى فى إطار ما عرف ٠‏ ْ تحيطى إطلاة تطاع زه ومستوطلتاته رمن أ اد 
المجلد ٤١‏ - 86 - 


..@ پوليو‎ ١ و‎ 
e“ 


Scanned by CamScanner 


د. أحمد يوسف أحمد 
فى كسر مقاومة أبنائه على الرغم من كل ما وظفته من قوة باطشة ضدهم. 
يبدو الدرس واضحا إذن: لاتقدم على طريق نيل الحقوق دون توظيف للقوة أيا كانت صورتهاء وهو درس بالغ 
الاتساق مع الخبرات الماضية لحركات التحرر الوطنى بدءا بالنضال السلمى فى الهند ومرورا بالنضال | فى 
فيتنام والجزائرء وانتهاء بالمزج بين أدوات النضال وأساليبه كما فى تجربة التحرر الوطنى فى الجنوب الإفريقى. 
عن المرحلة الراهنة : 


. اعتبارا من التصف الثائى من العقد الآخير من القرن الاضى: شهد الصراع العريى - الإسزائيلى عددا من 
المتغيرات بالغة الأهمية على كافة الصُعد, محلية؛ وإقليمية. وعالمية. عقدت دون شك من عملية التسوية؛ وإن لم تقض 
عليها. ۰ 


فعلى صعيد الأطراف اللباشرة للصراع: عاد اليمين الإسرائيلى إلى الحكم فى إسرائيل فى عام 1197 لينقلب على 
مسيرة أوسلو ويتناقض مع نهجها القائم على الفصل بين مرحلة انتقالية ومرحلة نهائية. ويطرح من خلال رئيس وزرائه 
امتطرف بنيامين تيقاتياقى فكرة 'الحزمة الواحدة فلا تفرقة بين مرحلة مؤقتة واخرى تهائية: وإنما ثمة أفكار إسرائيلية 
للحل النهانى على الفلسطينيين أن يقبلوها أو يرفضوها. وكان من الحتمى أن ترفض فلسطينياء سواء لأنها عكست فكر 
اليمين الإسرائيلى المتشدد, أو استندت إلى الخلل الفادح فى ميزان القوى على أرض الواقع. 

وعندما خسر اليمين الإسرائيلى الانتخابات التشريعية التالية وعاد حزب العمل إلى قيادة الائتلاف الحاكم؛ وتم 
الترؤيج لقيادته الجديدة إيهود باراك ولقدرته على إنجاز التسوية: تاكدت حقيقة غياب أى قارق جوفرى بين صقور 
اسرائيل وحمائمها. صحيح أن باراك قد عرض أفكارا جديدة فى قمة كامب ديفيد ۰ وكان أول مسئول إسرائيل 
يجرؤ على فتح ملف القدس بحديث عن إشراف عربى على بعض أحيائهاء وكذلك على المقدسات الدينية العربية» وعن 
عودة لأعداد محدودة من اللاجئين الفلسطينيين فى أمد زمنى طويل نسبياء لكن المشكلة أنه كان يريد إبراء ذمة نهائيا من 
الجانب الفلسطينى بانتهاء الصراع: ولذلك فإن أولئك الذين لاموا الرئيس ياسر عرفات على أنه لم يقبل التنازلات 
الإسرائيلية المطروحة آنذاك وفقا لنهج خذ وطالب فاتهم أن الطرح الإسرائيلى كان منافيا تماما لهذا النهج» وإنما بُنى 
على منطق "قسمة الغرماء". 

وعلى الصعيد العالمىء تولت الإدارة الأمريكية الراهنة المستندة إلى فكر اليمين المحافظ مقاليد السلطة فى مطلع 
0١‏ ولم تمض سوى شهور قليلة إلا ووقعت أحداث الحادى عشر من سيتمير التى اتخذتها هذه الإدارة نقطة انطلاق 
لتنفيذ مخططها فى الهيمنة على العالم بدعوى محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية؛ وكان للصراع العربى - الإسرائيلى 
نصيبه الفادح من تداعيات هذه الانطلاقة. فمن ناحية؛ تم للمرة الأولى فى تاريخ السياسة الأمريكية تجاه الصراع إعادة 
تكييفه بحيث يوضع فى إطار الحرب على الإرهابء وليس باعتباره حالة احتلال عسكرى غير مشروع» وهكذا اعتبر 
الرئيس الأمريكى جورج بوش فى خطابه فى يونيو 2٠١٠"‏ أن السلام فى الشرق الأوسط مرتهن بيد حفنة من الإرهابيين 
-أى المقاومة الفلسطينية- وأن التقدم على طريقه مستحيل دون اجتثائهم: وأنه لابد من تغيير قياداتهم -أى الرئيس ياسر 
عرفات- اتساقا مع المشروع الأمريكى لنشر الديمقراطية فى العالم وفيما بعد أضاف الرئيس بوش فى أبريل ۲٠٠٤‏ 
لهذا التحول الجذرى تحولا آخر فى موقفه من حق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة. ومن تفكيك الكتل الاستيطانية 
الكبرى فى الضفة الغربية. إذا اعتبر كلا منهما -أى حق العودة وتفكيك المستوطنات- غير عملى فى ارتداد واضح عن 
مواقف تقليدية لم تفارق السياسة الأمريكية منذ 1117 على الرغم من تحيزها الصارخ لإسرائيل. 

لم يتوقف تأثير المتغيرات الأمريكية عند الحد السابق؛ وإنما كان لها مردودها غير المباشر على الصراع بعد إقدام 
الولايات المتحدة على احتلال العراق فى مارس - أبريل ٠٠١"‏ وحتى الآنء إذ أحدث هذا الاحتلال تأثيرات بالغة السلبية 
على النظام العربى الذى كيف نفسه مع واقعة الاحتلال. وبدأ يتحسب للموقف الأمريكى المعادى لأى دعم من أى نوع 

للإرهاب” فى فلسطين» وهكذا ازداد موقف النظام العربى من النضال التحررى فى فلسطين تردياء ويعد أن كانت 
المقاومة الفلسطينية المسلحة هى وحدها المحرومة من الدعم العربى الرسمىء» امتد هذا الحرمان إلى المساعدات 
الاقتصادية للشعب الفلسطينى» بل مضى أحيانا إلى مواقف المساندة اللفظية لمقاومته. 

72 الصعيد الفلسطينى. كانت وفاة ياسر عرفات علامة على نهاية مرحلة. ولم تكن مصادفة أن يصل إلى سدة 
الرناسة من بعده رجل يؤمن صراحة بضرورة الاعتماد على الأساليب السلمية وحدها لتحقيق الأهداف الفلسطينية, 
ويعارض من ثم ما يسمى بعسكرة الانتفاضة؛ وهو موقف من شأنه أن يدخل مزيدا من عناصر عدم الاستقرار فى 
الساحة الداخلية الفلسطينية؛ نظرا لان فصائل المقاومة المسلحة أصبحت أقوى من أن تهمش,. ولان السياسة الإسرائيلية 


Ao -‏ — السباسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ١ء.٠-‏ الحلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


أربعون عاما من الصراع مع إسرائيل 30١08 - ١558(‏ ) 


: ف قد 2 ف الكو الا ان 

الرئيس الفلسطينى لم يعمد فى أى وقت من الأوقات إلى تنفيذ ما جاءت به خريطة الطريق بخصوص اجتثاٹ البنن 

دا E‏ اله : و | العقم البنيوى لهذا النهج اة“ 
التحتية للإرهاب", وإنما اعتمد أسلوب الحوار مع الفصائل؛ لكن نهجه السلمى و ا رض 
سبقت الإشارة بإدخال مزيد من عناصر عدم الاستقرار إلى الساحة الداخلية ال د هاه ١‏ م 
هو الورقة الأولى بيد الفلسطينيين فى نضالهم الممتد من أجل نيل حقوقهم بعد أن حرموا من الدعم لعربى؛ وواجير 
متغيرات عالمية عاتية فى غير صالحهم. 

خاتمة : 

فى أربعين سنة تحول الصراع العربى- الإسرائيلى من قضية 'تصفية استعمار' من وة الت العربية إلى نرام 
بين دول يمكن تسويته. واعتبارا من 1931 بدأ هذا الصراع مسيرة طويلة باتجاه التسوية لم تحقق الكثير حتى الآ 
وما زال أمام هذا الصراع وقت طويل حتى تنضج الظروف المواتية لتسوية حقيقية: ذلك أن الخلل الراهن فى ميزاز 
الي العربى - الإسرائيلى يحول حتى الآن دون التوصل لمثل هذه التسوية. ولن يكون تصحيح هذا الخلل ممكنا بإيدا, 
عناضر القوة الفلسطينية والعربية وتوظيفها ضد إسرائيل. وليست هذه دعوة لإعلان الحرب على إسرائيل؛ ففضلا عر 
أن الواقع العربى يجعل من مثل هذه الدعوة عملا مستحيلاء فإن المواقف العربية الرسمية غير مستعدة الآن حتى 
لمعارضة سياسية حقيقية لنهج إسرائيل؛ وإنما الغرض من هذه السطور هو لفت النظر إلى أن للقوة وللنضال أشكالهما 
ووسائلهما المختلفة. وأن النضال ١‏ و لفلسطيني يواجه وحده الآن بمسئولية تصحيح الخلل فى ميزان القوى مع إسرائيل 
ولو نسبيا. وقد يعجب البعض من مثل هذا القول أو حتی يسخرون منه» لکن تجارب التحرر الوطنى كافة -ودون 
ا بدأت جميعها فى ظل خلل فادح لموازين القوى بينها وبين خصومها الاستعماريين. ولأمر ما فإنها -جميعها- 
قد صمدت وطورت من أساليبها وعمقت إيمانها بقضيتها وخرجت من المحن منتصرة محققة لأهدافهاء وكان أخرها 
تجربة التحرر الوطنى فى جنوب إفريقيا التى كثيرا ما سخر الكثيرون من المراقبين والأكاديميين من إمكانية انتصارها 
لم یکن مطلوبا من قوی التحرر فى أى وقت من الأوقات أن تهزم القوة الاستعمارية عسكرياء فلم يهزم الفيتناميون 
الولايات المتحدة فى حرب شاملة. ولم يفعل الجزائريون ذلك أيضا فى مواجهتهم لفرنساء أو اليمنيو . فى حرب تحررهم 
من الاحتلال البريطانى لجنوب اليمنء ولم يهزم الشعب فى جنوب إفريقيا جيش المستوطنين البيضء أو نيام حزن الله 
الجيش الإسرائيلى: وإنما كل ما حدث فى هزه التها أن حركات الت Fe EE‏ 

جين اوسر ادیی؛ و ت دى هده “تجارب هو أن حركات التحر, الوطنى قد نجحت فى رفع تكلفة العملية 
الاستعمارية ماديا ويشريا إلى حد لم يعد ممكنا للقوة الاستعمارية تحمله سياسياء فاضطر ت ١‏ _-. 5 أ 

زت عن ذلك فحدث التغيير فى داخلها لينتهى النضال التحر: ‏ : ل ت إلى تغيير توجهاتهاء أ 
عات عن يير فى لينتهى اتحررى فى كل الأحوال بتحقيق غاياته. وإن أى متا لحركة 
کو ي کی و و اوی ای ا ی ا ی ی ی م و ا ا کا 0 : 
'قانون التحرر الوطنى الذى يشير إلى حتمية بلوغها لأهدافها مهما مرت الأعوام, أو تعاظمت ال“ Hv‏ 


١١ ١ 5‏ المجلد 1٠‏ اس 
١‏ ۱ بوليو 
5 ة الدولية العدد بر 1 


Scanned by CamScanner 





تطورالصراع العريى - الإسرائيلى 
0-0" 


حرب يونيو 14517 

يطلق عليها حرب الساعات الستة وهى حرب حدثت فى 
الخامس من يونيو عام ١1117‏ بين إسرائيل من جهة وكل 
من مصرء والأردن» وسوريا من جهة اخرى. ولعل من 
اسوا نتائج الحرب احتلال الضفة الغربية؛ وقطاع غزة, 
وشبه جزيرة سيناء. وهضبة الجولان..وتحطم معنويات 
الجيوش العربية وأسلحتها. وصدر عن مجلس الأمن 
القرار ۲١۲‏ فى تشرين ثان ١1317‏ الذى يدعو إسرائيل إلى 
وبعودة اللاجئين إلى ديارهم. 

حرب أكتوير 1977 

جرت فى السادس من أكتوير 75 بين كل من منضصر 
وسوريا فى جهة وإسرائيل فى الجهة الأخرى وترتب عليها 
لقناة السويس. 

١9178 سبتمير‎ 

الرئيس المصرى أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل 


مناحيم بيجن بمساعدة الرئيس جيمى كارترء يوافقان فى 
يمتح استقلالا ذاتيا محدودا للفسلطينيين فى الأراضى 
أ لمحتلة. ويضع إطار العمل لمعاهدة سلام مصرية - 
إسرائيلية. 


واشنطن. توافق إسرائيل بموجبها على إعادة سيناء إلى 
مصر وتحتفظ بقطاع غزة. الدول العربية تقاطع مصر. 

ه يوثيو ١981١‏ 
فالقوات السورية فى لبنان 

١987 بونيو‎ 

اجتياح لبنان: اسرائيل تهاجم القوات السورية وقوات 
منظمة التحرير القلسطينية فى لبنان. 

مانو ۹A۳‏ 
بين البلدين, ثم الغاؤه لاحقا فى مارس A‏ 

دىسمىر /امرة ١‏ 

بدات الانتفاضة الفلسطينية الأولى فى التاسع من 


— AV -— 


Scanned by CamScanner 


إسرائيلية أربعة فلسطينيين وقتلتهم. 

دىسمیر ۱۹۸۸ 

المجلس الوطنى الفلسطينى يوافق على خطة التة ۴ 
اسرائيل فى الوجودء وعلى قرار مجلس الأمنء والولايات 
| لمتحدة تفتعح حوارا مع منظمة التحرير الفلسطينية. هو أول 
اتصال رسمى مع المنظمة منذ ۳ عاماء الا أن ميثاق منظمة 
التحرير لم يعدل. الحوار يستمر عامين. 

۱۹۸٩ مانو‎ 

رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق شامير يعلن خطة من 
أربع نقاط تتناول اجراء انتخابات فى الضفة الغربية وقطاع 
غزة لممثلين يوافقون على التفاوض حول اتفاق خاص بحكم 
ذاتى مؤفت. ويكونون بمثابة سلطة حكم ذاتى. وتفترح 
الخطة محادثات لاحقة حول حل دائم. الرئيس بوش ووزير 
الخارجية الأمريكى جيمس بيكر يبدآن جهودا للتوسط من 
اجل تجديد عملية السلام. 


۰ أكتوير ۱۹۹۱ 

انعقاد مؤتمر مدريد للسلام الذى أدى إلى انطلاق 
محادثات السلام بين إاسرائيل والأردن وسوريا 
والفلسطينيين بالطبع. 5 

١91917 سبتمير‎ 4 

إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية تتفقان على أن 
تعترف الواحدة منهما بالأخرى بعد 45 سنة من النزاع, 
بانيتين على أساس اتفاق تم توقيعه بالأحرف الأولى حول 
حكم ذاتى فلسطينى فى قطاع غزة واريحا المحتلين. 

۳ سبتمیر ۱۹۹۳ 

صفحة جديدة فى تاريخ الشرق الاوسط فتحت فى 
البيت الابيض عندما اجتمع رئيس وزراء اسرائيل اسحق 
رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات. 
وشاهدا وزير خارجية اسرائيل شيمون بيريز وعضو 
المجلس التنفيذى لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس 
“أبو مازن- يوقعان الاتفاق. وحضر احتفال التوقيع أيضا 
الرئيس بيل كلينتون, والرئيسان السابقان جورج بوش 
وجيمى كارترء وثلاثة آلاف من الشخصيات. وتم التوقيع 
على المكتب نفسه الذى الذى استخدم لتوقيع اتفاقى كامب 
ديفيد قبل ذلك ب ٠١‏ عاما. 





السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠.٠١‏ - الجلد ء٤‏ 


أربعون عاما من الصراع مع إسرائيل 3٠١.5 - ١938(‏ ) 


5" أكتوير 1١995‏ 
توقع فى البيت الأبيض معاهدة السلام بين دولة 
إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية:؛ وكانت قد وقعت 
بالاحرف الأولى فى ١‏ تشرين الأول/أكتوير من قبل 
رئيس الوزراء رابين ورئيس وزراء الأردن المجالى. وتؤكد 
مشاركة الرئيس كلينتون فى مراسم التوقيع التزام 

الولايات المتحدة عملية السلام. 

١996 سيتمير‎ ۲۸ 

يوقع الاتفاق المرحلى بين إسرائيل والفلسطينيين حول 

الضفة الغربية وغزة فی واشنطن. يتضمن الاتفاق ۳١‏ مادة 
وسبعة ملاحق (إعادة الانتشار, الأمن, الانتخابات, الشئون 
المدنية, المسائل القانونية, العلاقات الاقتصادية. برامج 
ا كلينتون اجتماع قمة يحضره الملك حسين, 
بي مبارك» ورئيس الوزراء رابين» ورئيس السلطة 
حي ت. ويستعرض القادة التقدم الذى تحقق فى مسيرة 

؟ نوفمير ١596‏ 

- ٠. . . - 3 

یجری اغتیال رئيس وزراء إسرائیل اسحق رابین من 
قبل طالب جامعق إسرائيلى أثناء مهرجان لدعم السلام 
كان يقام فى تل أبيب. 

١995 مايو‎ "١ 


يصبح زعيم حزب الليكود الإسرائيلى نيتانياهو رئيسا 
لوزراء إسرائيل» بعد أن هزم زعيم حزب العمل شيمون 
بيريز فى انتخابات مبكرة تمت الدعوة إليها بعد اغتيال 
رئيس الوزراء إسحق رابين 

١49/8 أكتوبر‎ 78 - ٠١ 

ينظم الرئيس كلينتون ووزيرة الخارجية أولبرايت وعدد 
إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى مركز المؤتمرات فى 
منتجع واى ريفر الواقع على شاطئ ولاية ماريلاند 
الشرقى. وتؤدى جلسة نهائية تستمر طوال الليل إلى اتفاق 
على مذكرة واى ريفرء التى توقع فى البيت الأبيض فى 77 
تشرين الأول/أكتوبر. 


۷ فىرادر ۱۹۹۹ 

الملك حسين عاهل الأردن يتوفى فى عمان متأثرا 
بمرض السرطان. ويخلفه على العرش ابنه الملك عبدالله 
الان 

۱۹٩5 ایز‎ 

ng‏ يطبق بعض ما فى اتفاق واى ريفر/١‏ ولم 

نناهو بطق د : 
نينا 2 اش ۴ 5 انتخابات مايو 5 وتسلم 


٠١ المجلد‎ ۲ 
۰.۰.١ الم‎ 


Scanned by CamScanner 


الحكم حزب الليكود بزعامة إيهود باراك واستانق 
السلام على الأساس نفسه الذى عقد عليه واى رزب 
ا ی ایم اا یی ای 
وسمیت وای ریفر/۲. د 

۱۹۹۹ دیسمیر‎ ۱١ -٥ 

استئناف مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية 

(o0 فيرادر‎ ۲۲ 

المح رئيس عمليات الجيش الإسرائيلى إلى احتمال 
العام ی واي لع وم سام مع مدؤريا. | 

ه مارس (o0‏ 

صوت الكنيست الإسرائيلى على سحب القوات يز 
جنوب لبنان فى يوليو/تموز. 

٠٠٠١ مايو‎ 1 

إسرائيل تنسحب من جنوب لبنان بعد 18 سنة مز 
الاحتلال. 

BE ES 

وفاة الرئيس السورى حافظ الأسد» وابنه بشار يخلف 
فى السلطة. 

۲۰۰۰ سبتمیر‎ ٩ 

أندلاع انتفاضة الأقصى الثانية فى القدس الشرقية بعد 
تول تین اورا اوسر ےرا کے و" 
اريف لوزر #إسرائيلى أرييل شارون الحرم 

(0۰۰ أكتوير‎ ٠ 

وصول مدير الاستخبارات الى كرة Er‏ 
تينيت إلى الث الا "” لمركزية الأمريكية جورع 
الاقے ٴ بى #وسط فى مسساولة لآحهدواء اتتقاضة 
فصى وحماية محادثات السلام. 

۱۷ أكتوبر 0۰۰( 

الإعلان عن خطة 3 
یر ا یکی لما ده 
الشيخ ر FO‏ » ننائى عقد فى منتجع شرم 

؟ فبراير ٠.١١‏ 

د انیل شا ون و 

دمن برئاسة الوزراء فى إن ١‏ 

© مایو ۰۰۱ فى إسيرائيل 

أدان- 3 
| مسودة تقرير يته ا 4 nen.”‏ 3 
لمستوطنات اليهودية فى نے ا لتوسع فى إقاما 

مایو ۲۰۰۱ 

رفض شارو ۰ 

روں د * ت 

المستوطنات وس “ت شيل تجميد التوسع فى 


۱۹ توليو ۲۰۰١‏ 
رفضت إسرائيل مقترح مجموعة الثمانى بوجود 
مراقبين دوليين للإشراف على وقف إطلاق النار بين 

الفلسطينيين وإسرائيل. 

؟..أ١ سنتمدير‎ ١١ 

تفجير مبنى التجارة العالمى ومقر البنتاجون بواسطة 
طائرات مدنية فيما اعتبر أكبر عملية تتعرض لها أمريكا 
فى أرضها منذ الغارات اليابانية على الأسطول الأمريكى 
فى بيرل هارير. 

۲ أكتوير ٠۰ ١‏ 
أعلن الرئيس الأمريكى بوش استعداده لتأييد قيام دولة 

فلسطينية فيما اعتبره البعض ؛ عيا لك : التأيد 
للحملة الأمريكية ضد ما تسميه الإرهاب. 

۲۰۰١ أكتوير‎ ١١ 
كشفت إدارة الرئيس بوش عن خطة تفصيلية جديدة‎ 
للسلام فى الشرق الأوسط تكون بمقتضاها القدس‎ 

عاصمة مشتركة بين دولتين فلسطينية وأخرى إسرائيلية. 

۲۰۰۱ دىسمىر‎ ٤ 

قصفت المقاتلات الإسرائيلية مواقع السلطة الفلسطينية 
فى غزة والضفة الغربية. 

11 مارس ° 
أكثر من ٠١‏ ألفا من قوات الاحتلال تقتحم مخيمات 
اللاجئين فى غزة وتعيد احتلال رام الله. ولأول مرة مجلس 

۲۸ مارس TEs‏ 
اعلان العرب المجتمعين فى قمة بيروت عن تبنيهم 
لمبادرة السلام السعودية المبنية على أسباس السلام واقامة 
علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من 
فلسطينية وعا صمتها القدس الشرقيةء قإيجاد كل ل 5.8 
مليو*' اعضوم E‏ فلسطيني . والقوات الإسرائيلية تحاصر 

عرفات داخل مكتبه فى مدينة رام الله. 

5٠١*” أبربل‎ ١ 

الدبابات الإسرائيلية تحاصر مدينة طولكرم وبيت لحم 
وبعدما بيوسين ادان الفاتيكان العمليات المسكرية 
الإسرائيلية على الضفة الغربية. ومصر تقيد علاقاتها مع 


المصادر 


وسوريا تعلن حشدها ۲۰ ألف جندى فى جنوب لبنان 

° أبريل‎ ٠ 

هددت أمريكا با ستخدام حق النقض "الفيتو” ضد 
مشروع قرار عربى بمجلس الأمن يطالب إسرائيل 
بالانسحاب من المدن الفلسطينية وإرسال مراقبين دوليين 
للمناطق المحتلة. 0 

يونيو ۲۰۰۲ 

الإعلان عن بداية تدشين الجدار الفاصل الذى يفصل 
إسرائيل عن بقية المناطق الفلسطينية عبر ضم الكثير من 
الدونمات لمصلحة المستوطنات اليهودية. 

6 أبربل 5٠٠١7‏ 
المفاوضات وانشاء الدولة الفلسطينية الموعودة. 

6 دىسمیر ۲۰۰۳ 

الإغلان عن .خطةاقك الآرتباط والاتستهناب الإمرائيلى 
من غزة. 

۲۲ مارس 5" 

مروهميآك إسرآئيلية تققال الشبيغ سمه بآسين زعيم 

٠٠١5 أبربل‎ 6 

اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسى زعيم حركة 
کا 

8 بولدو ٠٠١54‏ 
للقانون الدولى وتطالب بوقف البناء فيه. وهدم ما تم بناؤه 
وتعويض المتضررين 

٠٠١4 نوفمير‎ ١ 

وفاة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات 

۲۰۰٤ دىسمىر‎ 4 

حماس تحرز تفوقا نوعيا فى الجولة الأولى للانتخابات 
البلدية الفلسطينية 

ر 

تولى محمود عباس -أبو مازن- السلطة الفلسطينية. 

6 فبرابر ٠٠١6‏ 
4 اعلان الهدنة بي الفلسطينيين واسرائيل فى شرم 


http://www.aljazeera.ne/in-depth/arab_israel/6/6/2002-29-.1htm 
http://usinfo.state.gov/ar/Archive/2005/Apr/13-.224688html 
http://www.bbc.co.uk/arabic/specials/meast _maps/index.shtml. 


- ۸۹ - 


Scanned by CamScanner 





إعداد : خليل العناني 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يولير #.2.” - للمجلد +١‏ 





بصبر اليدب ولو جيني السبامة اولي 


3 
أطاحت 
الأصوليات الدينية 
والسياسية 
وأبديولوجيا المحافظين 
الجدد ومشروعاتها 
العالمدة, التى اكتسيبت 
زخما كددرا فى الادارة 
الأمريكية الحالية, 
بمقولة نهاية 
الايديولوجيا. ومع ذلك 
فانه لا يمكن إذكار قوة 
المقاومة لهزه النزعات 
والسداسات 
الايديولوجية. 


د. محمد السيد سعيد 


فحتى داخل الولايات المتحدة. تتعرض أيديولوجيا المحافظين الجدد لهجر, 
ونفد شديدين من تيارات الفكر والسياسة التى تصف نفسها بالواقعية ار 
البراجماتية والعداء للأيديولوجيا. فالى أى حد يمكن التنبؤ بالمسار المستقبلى 
ام الايديواوجيا مقابل العوامل المادية والثقافية المعروفة التى أثرن 
بقوة ياسة الدولية فى القرن التا e‏ ا 
i Ee‏ 1 القرن سع عشر؟ ويإيجازء. ما هومستقيل 


إن الاجابة على هذه الأسئلة تحة ض تاري: 
الايديولوجيا فى السياسة الدولية منذ نهاية | العا الثائية وحد 7 
لايديولوجيا ف د يه الحرب العالمية الثانية وحتى الان 
ولا شك أن القارىء سيشعر بشىء من الابقسار فى هذا القترض التاريفى لأن 
ا لعشرين كله كان عصر الايديولوجيا بامتياز. حيث كانت الايديولوجيا 
وا فى حوزن اا وفى التطور المجتسعى للختلف العتمقات 
والنظم الشقافية لكبيرة فى العالم» فظهرت الفاشية والنازية والشيوعية فى 
یی ا ا اا و ر ا 
E‏ 0 لقوة أحركة - او على الاقل - التمشيل الف انع 
et‏ ت أكبرى على كافة مستويات السياسة. بل يمكن الة 3 بسامة 
ا لايديولوجيا فى السياسة ارتبط بصورة ود القول بكل د 
الوب E‏ بط ر هن حسيمة 1 د 
یری با انی ادرک وار زره ر و 
ن نعرض بايجاز لتطورات الخريطة الايديولوجية عه ف ا 
يديولوجي بعد الحرب 


الغالمية الثانية وعئدما ى.'ى 4> ٠‏ » . 
1 برزت فكرة نهاية الا 1 
لدراسة دور ومستقبل الظاهرة الايدي ik î E‏ 
1 إطار ار اشن و ° ت لدولية. 
قت ق2 و 
سيكت مكواه نهاية الايديولوجيا اد 
الأوروبية عمو وذو “لدعا انهيار الاتحاد السوفيتى والشيوعية 


وضعت الايديولوجيا مقابل العلم والتكر 0 حكن شتى. أول هزه المصادر 
جنا » وعكست هذه المقابلة الوضع 


. نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية‎ )٠ 


۲ الحا 


Scanned by CamScanner 


- e 


ا ا بوي 


سد و 


ج ق اه هنهی ساس می د 55 2 


د محمد السيد سعيد 
العالمى والمقارن فى النصف الثانى من الخمسينيات والنصف الأول من عقد الستينيات. فقد 
برواج اقتصادى طويل الأجل نسبيا أعقب الحرب العالمية الثانية: وكانت ثماءة قد ظلى ت ى“ E ele ae‏ 
sa N‏ 0006© حرب العالميه النانيه وكانت ثمارة قد ظهرت بوضوح على مستويات المعدشة 
فى الولايات المتهدة وأوروبا الغوبية وبلاك أوروبا الشيرقية والاتحاد السوقيد . وعدي هذا الثمم الا ا 
فضائل العلم الحديث واعجازات التكنولوجيا ١١‏ كيه والاتحاد السوفيتى. وعزى هذا النمو الاقتصادى الخارق الى 
3 تاواد ا و ۱ ولخد يه. وحيث إن الغرب وا 3 لشرق معا تمتعا بهذه الثمار فقد بدا الأمر 
ey‏ ات الغربية والشرقية بال غ2 م و كان من الممكن الحصول على معدلات نمو كبيرة فى 
لمجتمعات الغريدٍ ية بالرغم من التناقض الأيد N‏ ققظ أو اساسا الے عا 
العلم والتكنولوجيا. يولوجىء فإن الفضل يرجع فقط أو لی عامل محايد. هو 
0 ا أخرى فى تكريس ونشر هذه المقولة على نحو متزايد, فاستقلال العالم الثالث أدى الى تهافت 
ود لاستحمارية» وما وراءها من أيديولوجيات مثل الداروينية الاجتماعية والعنصرية, وأيديولوجيا عبء الرجل 
0 وحيث إن لامبراطوريات الأوروبية انهارت فى الوقت الذى تمتعت فيه أورويا الغربية باستقرار سياسى ورخاء 
چ سر دوق" افد انيت تاريخ أن الاستعمار ليس أمرا ضروريا للرخاء أو التقدم؛ بل ربما يكون قد أعاقه. 
0 عن أن النزعات الاستعمارية كانت وراء محنة الحرب العالمية الثانية. كان هناك عامل آخر يخص أورويا الغربية 
ا E‏ 7 بوه هبوطا واضحا - وإن لم يكن حاسما - فى مستوى تأييد الحركات والأحزاب 
لشيوعية والراديكالية الأخرىء والتى خرجت من الحرب العالمية الثانية بمستوى هائل من الشعبية بفضل مشاركتها 
الكبيرة فين:مناهشنة النازية والاختلال الأثاتى لبلانها. ويرجع هذا الهبوظ التستبى..خاصة فى باد مل قرسا قاد القكر 
السياسى الأوروبى لقرون عديدة, الى تحسن أوضاع الشرائح العليا من الطبقة العاملة والارتباط المتزايد لمصالحها 
ا الذى تحقق للاقتصاد الرأسمالى الأوروبى. كما أن الأخذ ببعض ما تنادى به الحركات التقدمية والاشتراكية 
فى المجتمعات الغربية ساهم فى طرح شعار نهاية الايديولوجياء فقد بدا أن النظام الرأسمالى يملك المرونة الكافية 
للتعايش مع بل وتحقيق الازدهار بسبب انفتاحه على أفكار جاءت من الايديولوجيا التى ناهضته وهى الماركسية 
ولكن ذلك نفسه أفضى الى اخلاء الايديولوجيات الثورية من طابعها الحاد ومن محتواها العنفوى» لأن شيئا من العدل 
الاجتماعى الذى تطالب به ضار ممكنا فى اطار النظام الرأسمالى. بل ويدا الأمر وكأن أورويا الغربية بل والولايات 
ذلك كله فى خبو الضوء عن الايديولوجيات الراديكالية التى كانت تعد هى "الايديولوجيا بامتيان". وفى هذا السياق. 
برزت نظرية تقول إن الفوارق بين الخصمين الكبيرين فى الحرب الباردة تنكمش لصالح بروز نمط '"حتمى وعقلانوى' فى 
ادارة المجتمعات على جانبى المنازعة الايديولوجية. وعلى حساب الايديولوجيا ذاتها. 

ولأن البلاد المهزومة والمنتصرة قد شاركت فى قطف ثمار النمى الاقتصادى بعد الحرب الثانية: فقد بدا أيضا أن 
النمو لا يعود بالضرورة الى القوة السياسية أو الانتصارات العسكرية: وانما لتطبيقات العلم والتكنولوجيا والحداثة 
عموما. ولأن بلادا جديدة غير أورويية - وبصفة خاصة اليابان - بدأت تسجل معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادى 
والاستقرار السياسى فقد نظر الى الأمر وكأن الثقافات ذاتها ليست العامل الحاسم فى تحريك قاطرة النمو. يكفى أن 
تأخذ الثقافات العالمية الكبرى الأخرى بما آخذت به الثقافة الغربيةء وهو العلم والتكنولوجيا والتنظيم الاجتماعى الحديث. 
حتى تبدأ هى أيضا فى الانطلاق. وكانت هذه هى النصيحة الأساسية التى قدمتها العلوم الاجتماعية للدول الجديدة فى 
المستعمرات السابقة. وذلك كبديل للفوران الايديولوجى الذى برز فى أداء قياداتها بعد نهاية الاستعمار. 

ومن الناحية المعرفية. بدت الثقة فى العلم والتكنولوجيا مبررة الى حد بعيد بالمقارنة بالوعى الايديولوجى الذى تم 
تعريفه على أنه نوع من التعصب. 

وم يكن شعار "نهايةالايديولوجيا' في تلك الفترة بالضرورة سلبيا أو سينا. فالواقع ان الحكس كان هوالصحيح 
وأيضا الامن والسلام العالمى. ومن ثم فقد قادت الأحزاب الليبرالية والديمقراطية الاجتماعية - خاصة فى أورويا القارية 
- اليسوة للوقاق وتاذ اد من أجله حتى نجحت بتوقيع ميثاق هلسنكى عام ٥9‏ .أما من الناحية الاجتماعية. فقد 

لت الفئات التكنوقراطية والإدارية الحديثة - التى قادت أو طبقت نموذج دولة الرفاه الذى حقق الازدهار والاستقرار 
لأورويا وأبعد شبح الحرب عنها - هذا الطريق. مما شجعها على قيادة النضال من أجل الوفاق وضد معارضة الاحزاب 
المحافظة واليمينية الاوروبية والأمريكية. أى ضد ايديولوجيات أخرى اعتبرتها - كما ظهر فى حرب فيتنام -خطيرة 
ومغامرة ومتعصبة 


تمتع العالم فى هذه الحقية 


- ۹۱ - السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو «.,” - المجلد 4-٠‏ 


Scanned by CamScanner 


مصير الأيديولوجيا فى السياسة الدولية 


لقد برز هذا كله فى الفترة الحاسمة بين منتصف عقد الخمسينيات ا الستتيلينانه. ولكن 5 
الايديولوجيا لم تعش حياة مريحة حتى عندما حققت أعظم انجازاتها الدولية فى ميثاق هلسنكى. فمن ناحية, أرى |( 
الثقافية فى الصين الى بروزها كقوة ذات نفوذ ايديولوجى بالغ التطرف والعنفوان. وانتقل هذا النفوذ جزنیا الى ار 
الغربية وأمريتك الجنوبية التى لم تحصل على عائد يذكر من الازدهار الذى حققته أوروبا الغربية وامريكا الشمالية زر 
نفس الفترة. وأدى ذلك الى تصدعات ايديولوجية خطيرة فى المعسكر الاشتراكى؛ وانتقل النزاع الايديولوجى بين رد 
السوفيتى ST O‏ اوتيوايوي العمقذالكل المركات والاحزاب الاشتراكي. 
مختلف أرجاء العالم؛ ويرزت بالتالى حركات للإحياء الايديولوجى للماركسية تعارض الركود الذى عانته المارى. / 
وحولها الى قوة لصالح الأمر الواقع. ومبريعا ها عدت عوجة كبري اخرى التجعد والتقدم الاجتماعى والمبياس , 
أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية هى حركة الطلاب والشباب وحركة الحقوق المدنية» وقد خاضت هذه الحركة نذرا 
هائلا انتهى الى فرض تراجع مدهش على الايديولوجيات المحافظة وذلك بمنازعتها لا سياسيا فحسب (النضال فر 
حرب فيتنام) بل - بالأهم - ثقافيا أيضا. فبرزت ثقافة الستينيات كموجة عملاقة هزت هزا عنيفا وعميقا الثقافة المحازن 
والسائدة سواء فى القارة الأوروبية أو فى أمريكا الشمالية. وبدت تلك الحركة العملاقة وكأنها تطرح بذاتها أيديولوى. 
12ي5» فهى كانت الى حد بعيد معادية للنموذج الشيوعى السوفيتى الشائه والنموذج الرأسمالى الأمريكى المتطرف .” 
كما أنها كانت بصورة خاصة تحررية. سواء من الصياغات السياسية الجامدة. أو من الكبت النفسى والجمود أو الكزر 
الثقافى. 


ومن ناحية أخرىء فإن الاتحاد السوفيتى السابق. ورغم أزماته المكتومة الى حد ماء رفض بحسم وقوة نظرية أنهاز 
الايديولوجيات", ويدا مصمما من ناحيته على مواصلة الافادة من الزخم الراديكالى الذى استمر طوال عقد السبعينيا 
فى الشرق الأوسط و افريقيا. ومن ثم أقدم على غزو أفغانستان. الأمر الذى أشعل الحرب الباردة من جديد والذر 
صادف ايضا هوى شديدا من جانب الأيديولوجيا المحافظة الأمريكية. فقد كانت هذه تستعد لرد فعل خارق ضد الهزار 
والهزائم التى طالتها. وسنحت لها الفرصة لأسباب عديدة من بينها الثورة الايرانية. ومثلت هذه الأخيرة فتحا لباب جد 
فى البحث حول الظاهرة الايديولوجية وهو العالم الثالث عموما والشرق الأوسط خصوصا. وبيصورة أخص أيديولوجد 
أما على المستوى العالمى. فقد دخلت السياسة الدولية مرحلة جديدة تماما بانهيار الاتحاد السوفيتى والايديولوج. 
الاشتراكية العلمية' كلها. والواقع أن هذا التطور كان يمكن أن يواتى نظرية نهاية الايديولوجيا شكليا على الأقل. ولك 
ها منع التعسان تنظودة ايه الايديولوجيا هو أن الولايات المتحدة كانت نمر بمرحلة جديدة وغير متوقعة. فبدلامر 
الترحيب بالتطورات الايجابية على المستوى العالمى أخذت موجة أيديولوجية جديدة تصعد بصورة صاروخية وهى موجا 
المحافظة عموما والمحافظين الجدد بوجه خاص وما بدا وكأنه مجرد | ختيار مؤقت ومرتبط بالرغبة فى وف المهانة 
القومية التى تعرضت لها الولايات المتحدة بسبب هزيمة فيتنام وأزمة الرهائر إلك E a SN‏ 
. . 1 1 سن الامريكيين فى ايران عندما تم انتخا 
الرئيس الأمريكى الأسبق ريجان- ظهر وكأنه مجرد بداية لفوران ايديولوجى خا ۔ غ 5 ف الثاءنا 
الا للنطام الدولى قمثل فى:اتتتكاب الرئيس الا ور ی رف وجديد وغير مسبوق فى التارن 
يديولوجى م الدو فى 8 يا كرديس مريكى لراهن جورج بوش الابن الذى لد ا 
تماما تقريبا على ادارته. وعلى عكس التاريخ الطويل للغرب وللنظام العالمى. أخذن ري ا $ 
: ابي ت '#يديولوجيا المحافظة بز مام المبادرة 
وبدات تطرح على نفسها تشكيل العالم کله من جدید حشب هواهاء ووجدن زا 9 22 م6 ا 
١ 1 0 ١ ١ :‏ لتها ومبررها فى الشرق الأوسط وظاهرة 
الإسلام السياسى وبالذات العنفوى. وبالتالى؛ عادت الايديولوجبا لى . - 8 SRE‏ 
د ٥‏ انی و 9 - : تماما بالسياسة الدولة ۲ تماما 
لزي ھا لوانتا 3 ولد على نحو يطيح 
لمانا ان ٠.‏ ا نت الايديولوجيا استعضصابها على الاختفاء آلا - 

و چ r‏ دا #*صمحالال, وتجدرها ال ٠١‏ ان 6 
السياسة الدولية بل والاقليمية والوطنية لموجات متعاقبة من الصراعات اتا 0 وفدرتها على ! خضا؛ 
الحياة الاجتماعية والسياسية: بالمقارنة بالعوامل التى كان ينظر اليها باعتا ب هو دور الايديولوجيا في 

انتوم عنما فو مستفيل الظافرة الب ع 2 وارد معطيات حيادية مثل الجغرافيا أو الع 
وا لوجد و 3 > 9 ` سوف نتناول ر بعض هذه الأسئلة فيما يلى | 1 
۲- ما هى الأيديولوجيا ١‏ ا 


. الأسا النء کک ` ۰ 
السؤال سی الدی یجب فی ی بحت عن مصير ومسا الا 

فرادى أو مستوى العلاقات الدولية هو ما اذا كانت الأيديولوجيا .- د + خيواوجيا سواء على مستوى المجتمعاة 

! ذا بنهاية القرن الثامن عو ' 56 ام 3" لقد احتار العلماء فى تعريف الأبرى‎ Eg 

عق ابد دوتراسى هذ لمصطلح د 8 مں عشر. ومن ال أنه کا . 4« فى تعريف الأيديولوجبا 

Og E O oer ai e ۱‏ ت لتسصكد أن يقلتم من خلال هذ 

سويت وا تبارها "مادة الدراسة“ ها کی ار - 5 

الرارس على تعريف الايديولوجيا باعتبارها مادة الدراسة وليست الدراسة نفسها فيك د يوان ا 
-_- جر من حيد تخذأغ 

_ QA - 1. المجلد‎ - ٠٠ پولبو‎ ١ العيك‎ 


ا الدولية 


Scanned by CamScanner 


جمد اک سو 
0-3 و NTT E‏ هي تشكيلة أي منظومة من الأفكار. ويفترض أن يعنى ذلك و الأيديولوجيا قنين ١‏ 32 

ابعض” رذية عالم وطريقة للنظر للاشياء, وعندما ينسى الناس أن هناك طرقا أخرى للنظر الى العالم والأشياء 
ىما ي ف ا ا ايديولوجيا مهيمنة. كما يسميها جرامشىء أو 'تفكير جمعى' كما 
يسميها علماء علم النفس جه عى. ويميز البعض هنا بين أنواع ومستويات مختلفة من الأيديولوجيا كأن نقول 
ايديولوجيات سياسية وأيديولوجيات اجتماعية أو أيديولوجيات معرفية» أى ما يسميه كون بالبا 
الس ع e‏ اا عن أيديولوجيا عليا أى مظلة أيديولوجية تضم مختلف هذه التصنيفات. ومن هذا المنطلق 
بها يمكن القول إن أى أيديولوجيا تضم أخلاقا ورموزا وشعارات وأساطير ومجموعة مبادىء عمل خاصة فى المجال 

سی 


36 
غير أن هذا الفهم أو التعريف للايديولوجياء والشائع فى الانسكلوبيديات. يطمس الى حد بعيد الفارق بين الثقافة 
والايديولوجياء إذ يتم تعريف الثقافة بنفس الطريقة؛ ويقال عنها أيضا إنها رؤى للعالم والأشياء وإن لها محتواها من 
الأخلاقيات والرموز..الخ. وعندما يختلط المصطلحان نصبح أمام معضلة حقيقية. من زاوية البحث فى دور الأيديولوجيا 
فى السياسة الدولية. فالماركسية مثلا ليست بنتا لثقافة أى مجتمع بعينه بما فى ذلك الثقافات الغربية. وهى لا يكاد تكون 
لها صلة بمجتمعات فلاحية مثل الصين التى أخذت بها ولا تزال اسميا حتى الان. ولا نستطيع لذلك أن نفهم لماذا تنتشر 
ايديولوجيات مثل الماركسية فى ثقافات غير صناعية ولا صلة لها بمبادئها أو شعاراتها؟ 
أحد الحلول لفهم دور الأيديولوجيا هو أن نميزها بوضوح عن الثقافة. ويؤكد بعض الكتاب أن الايديولوجيا هى طائفة 
من المدركات والأفكار التى تسعى لاعادة هيكلة الثقافة على نحو معين. وبهذا المعنى تتلاعب الأيديولوجيا بالثقافة وتنشأ 
حالات ثقافية بعينها بتوظيف الظروف السياسية والنفسية والموضوعية للمجتمع. ويحل هذا التفسير اشكالية تعدد 
الايديولوجيات داخل نفس النظام الثقافى كما هو واضح فى المسار السياسى والفكرى للغرب. ولكن هذا التفسير لا 
يحل معضلة: لماذا تستطيع ايديولوجيا أنتجت فى تراث ثقافى وتكوين اجتماعى ما أن تؤثر بقوة وأن تنتشر فى ثقافات 
وتكوينات اجتماعية بعيدة تماما عن الأولى: أى الثقافة والتكوين الاجتماعى المنتج الأصلى لها؟ وريما يمكننا أن نزود 
التفسير السابق شرحه بجملة اضافية» حيث امتدت بعض الأيديولوجيات الغربية الكبرى فى النظم الثقافية والاجتماعية 
فى العالم الثالث. لأن المثقفين الذين تبنوا هذه الايديولوجيات نشأوا هم أنفسهم على قاعدة الثقافة الغربية الحديثة. ومع 
ذلك'لا يبدى هذ! التفسير الأضنافى مقنعا تَمَاما. 
لا يمكننا أن نحل المعضلة الا بالعودة الى فهم الايديولوجيا وتعريفها بدقة أكبر. لقد ميزنا الأيديولوجيا عن الثقافة 
بوجه عام؛ ويقيم البعض. بمن فيهم ماركس نفسه. الأيديولوجيا على قاعدة مختلفة بتعريفها على أنها نمط خاص من 
الوعى» أى هى وعى زائف. فالأيديولوجيا بالمقارنة بالمعرفة العلمية والثقافة هى - كما يقول دانييل بيل - ”نظام 
للمعتقدات موجه للفعل". المقصود بالطبع هو المعنى الفلسفى للفعل وليس المعنى السوسيولوجى والمعنى بالسلوك. الفعل 
هو ممارسة تدافع عن نمط أو تناضل لتغييره» وليست سلوكا بالمعنى الاعتيادى للكلمةء والذى يعكس ثقل الاعتبارات 
الموضوعية والثقافية خاصة تلك الأفعال التى تعد نمطية أو توقعية على أى حال. وتمثل الممارسة عنصرا واحدا مهما فى 
تعريف الأيديولوجيا. أى أنها معتقدات توجه الأفعال التاريخية للفاعلين بل تكون الفاعلين بالأصلء إذ يستحيل أن يتكون 
فاعل دون أيديولوجياء أى بدون دوافع عقلية وسيكولوجية للقيام بأفعال معينة هى بهذا المعنى أفعال تاريخية. 
ولأن التاريخ .باعتباره مجالا للفعل. هو مسار علاقات القوة. بكل مستوياتها ونطاقاتها ومجالاتها النوعية فان 
الأيديولوجيا معنية أيضا بالسلطة. وهذا هو ما يميزها نسبيا عن الثقافة. فالأيديولوجيا هى محاولة لحصر ودفع الثقافة 
لانتاج نة ما للسلطة. وهو ما قد يعنى الدولة أو حتى السلطة فى مجال العلاقات العالمية مثلما كانت عليه الامبراطوريات 
التاريخية وكانت عليه ايضا الأمم المتحدة. فكل سلطة لها أيديولوجيا وكل مشروع بديل للسلطة له ايديولوجية بديلة أو 
مناقضة 
ويحتم ذلك أن يكون لدينا عنصر ثالث؛ فالایدیولوجیا لا توجد الا فى حقل أيديولوجى؛ أى فى صراع سياسى بنهاية 
المطاف:. حا لف آن الوجه الأساسى الظاهر لهذا الصراع اجتماعى أو ثقافى أو غير ذلك. وبهذا المعنى, فالأيديولوجيا لا 
يمكن تعريفها إلا بالتناقض مع أيديولوجيات بديلة أو مناقضة. فان لم يكن هناك نضال ضد ايديولوجيا مهيمنة» فالمحتم 
أن تتحول الأخيرة الى “ثقافة". والثقافة هى تراكب من الأيديولوجيات المهيمنة والتى لم تتم منازعتها بقوة كافية بما 
يجعلها تنحو للتطور على نحو آخر غير ما نحت اليه بالفعل. وأخيراء فان الأيديولوجيا تشتمل على عنصر غير عقلانى 
بالضرورة حتى لو اضطرت لصياغة حججها من مادة العقل والمنطق. وهنا تختلف الأيديولوجيا عن العلم أو المنطق أو 
الفكر الصرف والنزعة التى تقوم عليه. أى النزعة العقلانية. أما هذا العامل غير العقلانى, فتقيمه المصلحة التى ترتبط 
ها الوق فى التكوين الاجتماعى. فالناس - وهذا هو ما يؤكده ماركس وانجلز - يميلون لتبنى تلك الأيديولوجيات 
E a‏ قمرط أن تفهم هذا المصطلح بالمعنى الواسع للكلمة 
التى تدافع عن مصالحهم بشره اں تفم : سبع : 


- ۳( - السباسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


مصير الأنديولوجيا فى السياسة الدولية 


فالأيديولوجيا ترتبط ارتباطا حميما بل وعضويا بالمصلحة أو بالموقع فى علاقة قوة/ساحلة؛ ولا يمكن ان تن 
لاوا الاغندما تتمول العلاقات المجتمعية على أى مستوى من علافه قوة/رسلطهة الى علاقه تضامن مساوا: | 

وهنا یکمن الخطا الذى وقع فيه دانييل بيل وناثان بلازر ومارتن سيمور لیبست واخرون عن روجوا لفكرة نر 
الأيديولوجيا فى بداية عقد الستينيات لمجرد القبول بدولة الرفاهة. 

فهذا القبول نفسه - لو أنه وقع على الإطلاق - ارتبط ليس بتطور مؤسسة حكم تمثل المركز القادر على استزر 
اليمين واليسار - كما يدعى بيل وجلاسر وليبست - وإنما بالأيديولوجيا التى سعت لحل هذا الصراع على قاعرة الى 
الوسط. والتى زعمت لنفسها أنها لا أيديولوجية لمجرد أنها قامت على فكرة الحل الوسطء أو الوسطية السيا” 
والثقافية والمعرفية. وتنبهنا هذه الملاحظة لضرورة القيام بتمييز أوسع بين شكلين للوجود السياسى للايديولوجيا. فن 
ايديولوجيات صريحةء أى لها نصوص مرجعية مكتوبة ومؤلفات وشروح» سواء كانت شعبية أو ذات محتوى معرفى ع 
وهناك أيديولوجيات مضمرة, ويمكن اشتقاقها واستنباطها من خطب للساسة أو حكم شعبية أو أدبيات صحفية : 
ويمكن اشتقاقها من الأفعال الكبرى المؤسسة والمحولة لها. ويسمح لنا هذا التمييز بملاحظة تحولات أى نمط, 
النصوص, وتتبع متى تتحول من فكر مجرد الى أيديولوجيا. وقد نبهتنا تحولات الماركسية والليبرالية والنزعة المحانز 
الى هذا التميز بقوة. فجميع هذه الأيديولوجيات تنفى عن نفسها الطابع الأيديولوجى. فوعدت الماركسية نفسها ب 
تنشىء علماء وقام ماركس وانجلز بنقد الأيديولوجيا باعتبارها وعيا معكوسا أو مزيفا (بفتح وكسر الياء فى أن واحد 
ليميز مشروعه باعتباره مسعى لانشاء علم عن الأيديولوجيات بما فيها الأيديولوجيات الشعبوية والاشتراكية الطوبان 
وميز مانهايم بين الايديولوجيا والطوباوية» ولكن حقيقة الأمر أن الماركسية تضمنت دائما هذا التناقض بين ! 
العلموى والمسعى الايديولوجى. وبينما اشتمل شعار 'ياعمال العالم اتحدوا” على الآخيرء فإن احتفاظ ماركس نفس 
بالنزوع النقدى حتى تجاه الممارسة السياسية فى حقل الحركة العمالية (نقد برنامج جوته مثلا) يكشف عن بقاء المسم 
الأول. كما اشتمل المشروع الليبرالى على نفس التناقض. وبينما تؤكد النزعة المحافظة أنها ذات طابع عملى وأنها بعبن 
عن النصوصية لأنها نتاج الاختيارات التراكمية الناجحة للمجتمع, فانها رغم ضعف نصوصها أو مرجعيتها الفلسفن 
بل وعدائها الصريح للفلسفة فانها تعد الأيديولوجيا "بامتياز من حيث المدى الهائل لمحتواها التعصبى. 

"- عالمية الصراع الأيديولوجى : 
فأذا اتفقنا على أن الناس يتصرفون فى الفضاء السياسىء ليس تبعا لنموذج تجريدى للعقلانية وانما تبعا لنموذ- 
أيديولوجى يأخذ بدرجات متفاوتة من التعصب المرتبط بمصالحهم؛ فان السياسة الدولية هى بالضرورة مجال للصرا: 
الايديولوجى, ey‏ فى سياق | ا ا ريم الحداثة ثلاثة تشكيلات أيديولوجية كبسرى: هى 
الايديولوجيات الحافظة بصورها المخلفة (دينية. علمانية: وطنوية وليبرتاريانية) والأيديولوجيات الليبرالية بصورنا 
الخطفة ”ر اوو کی امو اور يبك تمييزها أيضنا فعا للتجاري القومية المنتلفة ولريرالية القن 
الداسع هشرو يور اي اتيودل: وابجرائية الختؤؤة دربا انيه لمزاقف مدوم من متايا ےر ر 
والأيديولوجيات الجماعية بصورها المختلفة (شيوعية؛ شعبوية. فاشية, نازية» وطنية متطرفة). 5 

والواقع أن هذا التصنيف أولى للغاية لسبب مهم؛ هو أن الايديولوجيات تتناسا ٠-٠‏ 0 : 
يضاعف صعوية اتميز بينها نطلاق من رصد المارسة. وعلى سبيل الال مشت لیر ايه او وقد تمزع على 
ا ل a‏ اميه الانسانية المعادية للتشريع الدينى وكذلك مشره؛ 
الاستثمار الخاص. ولكن د وي حنى ولدت من داخلها النزعة أو الايديولوجية المحافتة 
وبينما تعادى الأيديولوجيات؛ الجماعية الليبر الاتعسوا بلتبودر و 2 
TT E‏ 

فاتها الأمريكية اللاتينيةء بالدين» وكثيرا ما تأخذ ن هذه | س 
ا هو انه نادرا ما تظهر الأبمورايعيا ذى داجيا بجوانب من النزعات أو الأبديولوجياد 
کک ا ای ومتحول بصورة دائما وبعلاقة وثيقة مع تحولات علاقات ادخ 597 عدتافية, فالايديولؤجيا هد 
30 وح تعرف الفاعل الذى تخاطبه أو تتحدث باسمه؛ وتصور العا ا عي بسع ينه فكل ايديولوجه 
هذا الفاعل وغالبا ما ينصب المشروع الفكرى أو الرجعية وس ب فتحديدا المجال السياسى - من وجهة ذة 
بمنحها أحيانا مظهرا علميا. ولكن أية أيديولوجيا لا يمكن إن دعدة ب .”اك الايعلوجيا على هذين الجانبين. وهو + 
- 5 ة : ٤‏ : 7 اء 

4 الاعاقات أو الخصوم والأعداء الذين يجب منازعتهم ل تي ودين نفيم شروحها الخا‎ a. 
| للفاعل الاجتماعى والسياسى. كما أن اية ايديولوجيا تشتمل راد لوصول الى‎ 


1 لفكرى 2 ويصورة أ خص 
الماوية بالوطنية وأحيانا. خاصة فى 


الذى تصور فيه 


3 5 السياسي 8 
المشروع = : 1 ا أت أو آلا أو > ازيف 3 : على سجالات ال“ 35 
کا له هذا الفاعل من بات ۴ دت وهو ما يعنى أن کک ۴ي a‏ 


- 8ه‎ 4٠ الحلد‎ ٠ 


Scanned by CamScanner 


مسد ل تک ج ات بدو 
e e `‏ 





د محمد السيد سعيد 

e‏ 2 24 تراها كذلك. وفى هذين الجانبين الأخيرين من أية أيديولوجياء تتركز محتوياتها 
و ای تا شیم ااب اتا پیش الكيري مشاحنات وصراعات أبجواوجية مبسل على نموم يئر ل 
a‏ د + الى كثير ما تحتم انقسام المجتمع أوالساحة الدولية الى معسكرين كبيرين. ومن ثم الى 
أيديواوجيتين كبيرتين. فمنذ اندلاع الثورة الفرنسية وحتى اتفجار الحرب العالمية الأولى؛ انشغلت أوروبا بالصراع بين 
لنزعتين الليبرالية (خاصة فى ثويها الراديكالى) والنزعة المحافظة. ولم تتم تسوية هذا الصراع أبدا وحتى الان. وذلك 
بسبب دخول فاعل ثالث حلبة الصراع قبل أن تتم هذه التسوية: وهى الحركات الثورية الأوروبية خاصة بتعبيراتها 
الماركسية والفوضوية؛ وبروز الأيديولوجيات القومية المتطرفة مثل النازية والفاشية. أما النصف الأول من القرن 
العشرينء فقد شهد تفجر صراع متوازء فقد أدى بروز الأيديولوجيات الثوزية على الساحة الأوروبيةء ثم الأيديولوجيات 
القومية المتطرفة من جائب ثان: الى تعتف.وتثنايك السسراعات السياسية فى اورونيا ومن ترقى الساعة العامية. وبيتنا 
عات !ىنجات الديمقراطية: المحافظة والليبرالية' دفع الأيديولوجيات القومية المتطرفة لتصفية الماركسية الأوروبية 
بما فيها السوفيتيةء انتهى الأمر الى تحالف اضطرارى مع الأخيرة لانهاء التهديد الفاشى والنازى للديمقراطيات 
الأوروبية. وما إن انتهى هذا الصراع بوضع الحرب العالمية الثانية أوزارفاء حتى بدأ الصراع الثانى فى البروز من 
خلال الحرب الباردة وحروب الوكالة, وهو الصراع الذى شغل الجزء الأكبر من القرن العشرين. 

كان لدينا اذن فى الواقع مصفوفة أيديولوجية بالغة التعقيد فى الساحة الأوروبية. ولكن الأمر المثير فى هذه المصفوفة 
لا يتمثل فقط فى الاختلاط والتداخل المعقد بين الأيديولوجيات المتصارعة, وانما فى العلاقة التى لا تقل تعقيدا بين 
المستويين الوطنى والعالمى فى الصراعات الأيديولوجية. ويطرح ذلك اشكالية نظرية مهمةء هى ايهما يمكن أن يكون 
العامل التابع وأيهما يكون العامل المستقل؟ ويتعبير آخر يمكن القول إن المستوى القومى للصراع كان أصيلا الى حد 
كبير. ولكن يمكن أيضا القول إن الوطنية ذاتها هى أيديولوجيا. وليست حقيقة معطاة فوق الأيديولوجيا والتاريخ؛ وإن 
الصراع الأيديولوجى كان دائما فى الأصل عالميا وإنه "اخترع' طرقا لاختراق المستويات الوطنية» ووظف هذه المستويات 

فلنوضح الإشكالية بدرجة أكبرء لقد كانت أوروبا مسرحا متصلا ومتداخلا الى حد بعيد» ومن ثم وجدت الصراعات 
الأيديولوجية طريقها الى كل أرجاء أورويا. وإذا أخذنا الصراعات والحروب الدينية خلال القرنين السادس والسابع 
وقوميات. فحارب المان جنبا الى جنب مع بريطانيين وفرنسيين ونمساويين ضد قوى من نفس الخليطء لأن الصراع أعلن 
على الخطوط الفاصلة بين الكاثوليكية والبروتستانتية. فتحالف الكاثوليك الفرنسيون مع أشباههم الألمان والبريطانيين 
لمحاربة البروتستانت الفرنسيين والألمان والبريطانيين وغيرهم طوال نحو قرن من الزمان حتى تم توقيع اتفاق وستفاليا 
الذى من السلطات الحق فى قهر رعاياهم للانتماء الى أى من الفريقين الدينيين. وبالتالى؛ برزت السلطات الفعلية فى 
الأقاليم التى بسطت عليها سيادتها باعتبارها البؤرة التى تجمعت عليها عملية قهرية لبناء الأمم. وقد أنجزت هذه العملية 
بستورة يق متساوية تبعا لمستويات التقدم الاقتصادى المحقق والسهولة النسبية التى تحققت لعملية بناء أغلبيات دينية 
فى الأطر الإقليمية للدول الجديدة. ويتعبير آخر: كان الصراع أساسا أيديولوجيا خلال الفترة ١158-١6٠٠‏ واخترق 
جميم الحواجز. قومية كانت أو ثقافية. ولكن هذا الصراع آدى الى ولادة الأمم. فهل يعنى ذلك أن الصراع الأيديولوجى 
صار قوميا. وتوقف عن أن يكون عالميا بالأاساس؛ وقد تصوغ نفس السؤال بطريقة أخرى: فاذا كانت الأمم والدول 
الأوروبية قد استقرت على قاعدة صلح وستفاليا ٠١١۸‏ فهل فقد الصراع الأيديولوجى منذ ذلك الوقت استقلاله عن 
المستوى القومى. وصار تابعا لهذا المستوى؟ الواقع أن بعض المؤشرات تؤكد الاستنتاج الأخير؛ فالحروب الكبرى فى 
أوروبا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين خاضتها دول قومية؛ وذات مشروعات امبريالية. فحارب البريطانيون 
الفرنسيين وبنت أورويا تحالفات معقدة ضد الثورة الفرنسية باعتبارها دولا ومن أجل المحافظة على الترتيب الأقليمى 
القائم. وعندما نجح هذا التحالف المعادى للثورة. استمر يحكم آوروبا باسم 'وفاق أورويا” حتى الحرب العالمية الأولى. 
وقد نسی الكاثوليك من الامبراطورية النمساوية المجرية حقيقة أنهم يتفقون مع الفرنسيين فى الديانة» ويتعين عليهم 
التحالف مہ البريطانيين الذين ينتمى أغلبهم للبروتستانتيةء والروس الذين ينتمى أغلبهم للديانة الأرثوذكسية لتحقيق 
لقيو اسل الحفاظ على الدول. وفى الوقت نفسه. سريعا ما فقد الثوار الفرنسيون شعاراتهم الخاصة بالإخاء 
لتحرير أوروبا بل والعالم من الملكيات الرجعية ولهذا فقدوا القدرة على 'عولمة” الصراع الايديولوجى بين النزعتين 
الليبرالية والمحافظة. واضطروا لقهر مستعمراتهم حتى الأوروبية باسم فرنسا. 

اال القرن العشرين. وقعت الحروب الكبرى والصراعات التاريخية المهمة باسم الوطنية والقومية. فالالمان من 
أصحاى الايديولوجية الاشتراكية صوتوا للحرب ضد البلاد الأوروبية الأخرى فى البرلمان الألمانى. فتفجرت الحرب 


- 4 - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يولير ٠٠٠٠١‏ - المجلد +١‏ 


Scanned by CamScanner 


محسدر الأبديولوجيا فى السياسة الدولية 


+ العلمانية الفرنسية وأزمة الحجاب : 


الرموز الدينية داخل المدارس العامة الفرنسية, لحثرانا 
للمبادىء الراسخة للعلمانية الفرنسية. ورغم أن القانون 
الذى طرح لأول مرة فى ديسمبر ٠٠٠‏ يحظر كافة الرموز 
الدينية مثل الطاقية اليهودية والصلبان المسيحية وعمامة 
السيخ, إلا أن الأزمة الحقيقية تفجرت من جانب الجالية 
المسلمة فى فرنسا (* ملايين نسمة) الذين رفعوا أصوات 
القضية زادت سخونة مع تدخل أطراف دينية وسياسية فى 
الأوطان الأم. وتحويل القضية إلى جدل عالمى ثم اختطاف 
اثنين من الصحفيين الفرنسيين فى العراق ومطالبة 
خاطفيهما بوقف تنفيذ قانون الرموز الدينية. 

العلمانية الفرنسية لم تكن الأزمة الوحيدة التى واجهها 
الحجاب فى أوروبا خلال الفترة الأخيرة. ففى نوفمير 
ولاية المانية تتخذ قرارا بهذا الصدد بعد ولايات ساكسونى 
الصغرى» وبادين - فيرتيمبرج. وسارلاند. والسبب فى 
النموذج الالمانى للحظر لا يرتبط بقوانين علمانية بقدر ما 
هو ربط النخبة الالمانية بين الحجاب الإسلامي وَتَعاظم 
التأثير للآفكار اللأصولية فى أوساط الجالية المسلمة 
المقدرة بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة. حظر بافاريا لم يشمل 
أى رموز دينية آخرى 


* أئمة أورودا .. وأزمة الخطاب الدينى: 


بدأ عدد من الدول الأوروبية. فى مقدمتها فرنسا 
والمانيا وايطاليا وبريطانيا: فى اتخاذ اجراءات حازمة ضد 
ائمة المساجد الذين يستخدمون الخطب فى الترويج لأفكار 


Scanned by CamScanner 


من مشاهد الإسلام فى أوروبا 


55 






























لا تتفق مع قوانين هذه البلاد واا الاجتماعية أو رّ: 
تهديدا على أمنها وذلك بعد تكرار وقائع تحريض الاب 


الإجراءات تنوعت بين إخضاع باريس وامسترر, 
الأئمة المسلمين لدورات تدريبية على اللغتين والثقافن, 
الفرنسية والهولندية /۷١(‏ من أئمة فرنسا المقدرين ر 
٠٠‏ شخص ليسوا فرنسيين وثلث هذا الرقم لا يتحر 
الفرنسية) وإصدار السلطات الإلمانية والإسبانية قرارا با 
تلقى خطب الجمعة باللغاتين الألمانية والإسبانية على أن نم 
مراجعتها أولا من جانب المسئولين فى البلدين لضماز 
خلوها مما يتعارض مع ثقافة البلدين وقوانينهما. ووصل 
الأمر لاحتجاز الائمة أوطردهم من البلاد الأوروبية كما 
حدث فى فرنسا ويريطانيا وايطاليا. 


* ثيوفان جوخ .. أزمة الهوئية والاندماج : 


كانت فضية مقتل المخرج الهولندى ثيوفان جوخ علو 
يد مواطن هولندى مسلم من أصول مغربية بداية لجدل 
مرير فى امستردام وعدد من العواصم الأوروبية حول 
قضية اندماج المسلمين فى المجتمعات الأوروبية. فقد وقعت 
الجرد يمة عقب عرض المشرج القير للجدل لآخر أفلان 
الأيرة لمزيد من الجدل تحت أسم 'خضوع" ويغرض فيا 
رؤيته ورؤية كاتبته ذات الأصول الافريقية لوضع المرأة فى 
Regi‏ وسا ج لضرب الزوجات وانتهاك المحاره 
مقتل نيوجوخ أعقبته سلساة من الاعتداءات على المساجد 
والمتاجر والممتلكات المملوكة لمسلمين. ثم سلسلة من 
الهجمات المضادة على الكنائس فضلا عن حملات أمنبا 
مكثفة استهدفت أبناء الجالية الإسلامية فى هولندا (مليون 
0-6 والذين كانوا يعدون حتى هذا الحين من الأمثا 

درة على اندماج الجاليات المسلمة فى المجتمعان 





إعداد : يسرا الشرقاوى 


2 e eras 


د محمد السند عدر 


صمود الیساراللاتینی 


القارة اللاتينية. والمقدرين اجماليا ب ۳۵۰ مليون نستمة: 
بخضعور ن لحكومات يسا رية أو على الأقل محسوية على 
تیار اليسار ومنها : 


+ البرازدل : 


حزب 'العمال" البرازيلى إلى سدة الحكم بعد فود 


زعيمه وأبرز موسي لويس اوناسيو لولا داسيلفا بنسية 
الاقتصادية الحازمة التى اتبعها لولا. 


بعد نجاح محاولاته فى الوصول إلى سدة الحكم 
الفنزويلية لاول مرة عام ۱۹۹۸ تعرض هوجو شافيز 
المحاولة اغتيال فاشلة, ثم تمت إعادة انتخابه ليفوز بفترة 
ولاية جديدة (ست سنوات). ولكنها كانت البداية لسلسلة 


الرسم 4.2 
بعض الأ جزاب الأوروبية في أقصى اليمين. تفوز بحصص من الأصوات تتزايد باطراد 


الاتجاهات ل الاتتخابات البرلانية القَطرية 


الحركة الاجتماعية / 
التعآلف القومي _ *الذلاكالا 
مسحو 


فرنسا 


59 1985 1990 
ف كان حزب ٤‏ التحالف القومي ل إيطاليا أحد أطراف التحالف الانتخا 


من المصادمات مع قوى المعارضة التى لم ترض ببرامجه 

* الأرجدتين : 

فوز نيستور كيرتشنرء مرشح حزب بيرونيست” 
(يسار- وسط) فى انتخابات الرئاسة الارجنتينية التى 
انهيار الاقتصاد الارجنتينى مطلع الألفية الجديدة. وقد 
دشن فترة ولايته بتعهدات بيرنامج للإصلاح الاقتصادى, 
وإقامة جبهة موحدة مع باقى دول أمريكا اللاتينية. مهاجما 
قوانين السوق الحرة 

+ أوروحواى : 

فی مارس ۰۲۰۰۰ تم تنصیب الرنیس تاباری فازيكويز 
(15 عاما) كأول رئيس يسارى لأوروجواى بعد فوزه بأكثر 
من /5٠‏ من الأصوات . 





* 7/8 الكتلة الفلمنكية 


اع الجبهة الوطنية 


5 20633000 
ضح «إيطالها إلى الأمام» 


بي «بيت الحريةء 
و «العصبة الشماليةء و «الحزب الاشتراكي الجديدة (حصل هذا التحاآف نامي 2 الأصوات). وتشير 
نتخاب 155 من 


النسبة المئوية للأصوات إلى الجزء » التفاسُبي من 


الانتخابات. التي 


جرى فيها ا أصل النوّاب ال 630. 


Electionworld.org 2004: Ignazi 2003; Jackman and Volpert 1996; Widfeldt 2004 0 





نقلا عن تقرير التنمية البشرية لعام 4..؟ 


دلاو 


Scanned by CamScanner 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ بولمو 70.9 - المجلد 5٠‏ 





و 6 
مصير الأبدبولوجيا فى السياسة الدولية 


ولكننا لا نفتقر الى أدلة على صحة النظرية الثانيةء فالصراعات الأوروبية فى القرنين الاسع عر والعشرينلم 
صراعات قومية صافية بالرغم من النضوج الكبير الذى تحقق لعملية بناء الأمة والدولة فى أوروه ي 
قبل أن ينتهى القرن الثامن عشر. فالثورة الفرنسية وجدت تعاطفا هائلا فى بقية القارة» بل فى ب كثير من الامار 
الالمانية التى وقعت تحت الاحتلال النابليونى» وقد ترك بعض الشعراء والفلاسفة الالان تراثا كبيرا من الاعجاب بال : 
التحررية الأولى التى رفعت فى أورويا شعار الإخاء والمساواة وفتحت الباب واسعا أمام تدفق مشروع الحداثة. وما | 
انتهت الحروب النابليونيةء حتى تتابعت ثورات ذات نطاق أوروبى ضد الطغيان المحافظ فى القارة, وعلى رأسها ثو, 
وهو ما شجع المحافظين فى كل البلاد الأوروبية على التحالف ضدها. أما فى القرن العشرين فقد انتقلت مين 
تحدى الطغيان المحافظ والمراوحة الليبرالية إلى عاتق الماركسية التى وجدت تعاطفا هائلا من الحركات العمالية والأحزار 
الشيوعية الأوروبية. ونجحت اللينينية فى تقسيم الحركات والأحزاب الاشتراكية الأوروبية بين جناج قومى وآخر يؤر 
بالشعار الذى أطلقه ماركس 'ياعمال العالم اتحدوا". وما إن بدأت الحرب العالمية الثانية حتى كان للاتحاد السوفر 
أنصار لم يستنكفوا حتى عن التجسس له ضد بلادهم ذاتها. وفى قلب أورويا الغربية الح انق الور و افر 
الايديولوجى بين اليمين واليسار. وقد امتنع الشيوعيون الفرنسيون لفترة قصيرة عن مناهضة الاحتلال الألمانى لبلادم 
لأن الاتحاد السوفيتى كان ملتزما فى ذلك الوقت نفسه باتفاق سلام مع المانيا التازية» وظل اليحين الديجولى يذك 
الشيوعيين بهذه الحقيقة ويستخدمها ببراعة فى الصراع ضد الشيوعية الفرنسية. وبالمقابل» فإن أيديولوجيات عال 
تشكلت مؤسساتيا للفعل على نطاق عالمى؛ انكسرت أمام تناقضات المصالح القومية؛ فالماركسية الصينية وجدت نفس 
مندفعة لمنازعة الماركسية السوفيتية فى ظل خروشوف وخلفائه. والطريف هو أن الحركات الشيوعية فى مختلف بلا 
العالم انقسمت بين مؤيد لهذا ومؤيد لذاك فى الصراع الصينى - السوفيتى؛ مما يعنى أن العاملين القومى والعالمى نر 
الصراعات الأيديولوجية تداخلا الى درجة كبيرة. 
نحن اذن آمام واقع بالغ التعقيد. لقد نضجت القوميات والدول القومية الغربية الكبرى بحيث إن الصراعاد 
الايديولوجية داخلها صارت مستقلة عن غيرها الى حد کبیر؛ وهوما أدى الى اتحاد الجماعات واللأحزاب من مختلذ 
الأيديولوجيات فى الاطار الوطنى لكسب الصراعات والحروب باسم بلادهم الأم. ولكن تلك الحقيقة عبرت عن مير 
الأغلبية وليس قانونا حديديا عاما. بل يمكننا القول إن الوطنية نفسها هى حالة أيديولوجية. والأهم وضعية تاريخيا 
وليست قانونا فوق التاريخ: كما أنها لم تكن أبدا حالة أو وضعية مانعة لعولمة الصراعات الأيديولوجية. لقد كاذ 
الصراعات ا ا التاريخ الأوروبى الحديث عالمية دائماء بالرغم من أن نضوج القوميات جعلها تبدو وكأنها 
المستوى الطبيعى لخوض الصبواعات الأيديولوجية؛ وأن الصراع الأيديولوجى فى "الداخل” وككاقه مذ تسق 5 هلدا 
فى الخارج» أو أن الصراعات فى الداخل أيديولوجية بينما الصراعات على المستوي العالمى 'قومية" أوتعبر عن 'المصاك 
القومية . ش : ١‏ 5 
ات ا ا اال الت و ا : 
نهدا لاون تسمت الصراعات الايديولوجية خلال النصف الثانى من القرن | لعشرين بقدر ما من التعقيد لأنها 
اشتملت على قدر ما من 'العولة' وقدر من النزعة القومية. وكل ما يمكن | ستنتاجه فى هذا السياق أن القومية ليست 
بحال ايديولوجيا أبدية ومعطاة. وآنها منتج تاريخىء وان كانت تتم بقوة كبيرة . اود E‏ ا 
EF 3 e RSS‏ :ره ومستمرة, مقايل أن العولمة الايديولوجيا 
كانت وستظل ظاهرة مهمة ان لم تكن جوهرية. وفيما بين هذا وذاك. يجب أن نز جقنة له اي ال ا 
نظرية الدولة القومية والمصلحة القومية التى اعتبرت الركيزة الأساسية لنظرية rî‏ الد ا وای 
الخمفسئننات ت الدولية منذ بزوغها فى عفد 
*- مستقبل الأيديولوجيا فى العلاقات الدولية : 
5 ° قعل اتق". تقاضية 1 تتحدة | ع ع 5 
بداية. يجب أن نتحفظ اذن ونحن نتحدث عن المستقبل؛ على تعب "الولاة) ‏ 0 ١‏ . 
لكديةت هذاه فالمصطلح. سواء باللغة العربية أو اللغات الأ< ند ا تق مخ كات ليواي ٠‏ بالرغم من اضطرارة 
العلاقات الدولية. وبينما لا يمكن انكار استمرار هذه الحقيقة على القن ا ا م عتبارها الفاعل الأساسى فى 
0 . الهند. فقد راجع منظرو العلاقات الدولية نسيه للبلار لتقدمة والأمم التا دخدة القديماً 
مثل الصين ومصر و 9 و 5 3 ولد بل وعلماء السياسة شكل عا 3 ٣‏ فاه 
كثيرون منذ عقد السبعينيات بصياغة نماذج تحليلية تقوم على تعدد الفاعلين., اکر - جد الاطروحا: و ١‏ 
يتعرض لانكماش وتاكل طويل المدى بالتزامن مع نمو فاعلين جدد. بعضم فو کی » المنظرون أن دور الدوا 
غل القاعدة. ومثل الشركات عابرة القومية؛ وبعضها تحت المستوى | ١‏ لكنيسة الكاثوليكية. والآد 
و 


- QA - ٠١ لتجلد‎ - ۲...٠ يؤاليو‎ ١١١ الدولبة العدد‎ 


النسيياسة 


Scanned by CamScanner 


ae 


[1001100 1 | 6 


د محمد السيد تتعين 


ومن ناحية أخرىء فإن ظاهرة العولمة لم تعد مجرد شعار أو أمر مقصور على المجال الاقتصادى, بل صارت قابلة 
للترجمة الى المجال السياسى. ولا أدل على ذلك من التحالفات العالمية التى تنشئها الولايات المتحدة للقيام بعمليات 
عسكرية وسياسية على المستوى الكونى, مثلما حدث فى أزمات الخليج التى انتهت الى غزو العراق عام ٠٠١٠‏ وأزمات 
البلقان التى ما زالت تهدد بالانفجار فى اية لحظة. ويالمقابلء لابد لأى مراقب للعلاقات الدولية أن يلاحظ عولمة النضال 
المدنى وبزوغ ما صار يسمى المجتمع المدنى العالمى بقوة كبيرة. سواء فى عمليات ومظاهر صامتة مثل حركة المرأة 
والبيئة» أو أعمال احتجاج وتمرد صارخة مثل حركة العولة أو حركة مناهضة الحرب. 

يعنى ذلك أن الصراعات الكبرى يتم خوضها على نطاق عالمى بصورة أكبر كثيرا من ذى قبل. وقد يكون من المبكر 
للغاية - كما أثبتت الأحداث العالمية فى السنوات الأخيرة - أن نعلن عن موت الدولة القومية؛ ولكن نظرية وتحليل 
مستقبل العلاقات الدولية يشيران بقوة الى هذا المعنى. لم يعد من الممكن تجاهل العولة المتزايدة للصراع الأيديولوجى, 
وقد أوضحنا أن هذه ظاهرة ليست حديثة على الاطلاق؛ وأنها كانت ملمحا ثابتا من ملامح مشروع الحداثة, بل كانت 
ملمحا دائما من ملامح التاريخ: وأن النظرية "الخداثية" للعلاقات الدولية - كما تمت صياغتها فى الخمسينيات 
والستينيات والتى قامت على قاعدة سيادة الدولة - بالغت كثيرا فى منح قيمة مطلقة و"بدهية' للدولة القوميةء وهو ما 
حجب الأهمية القصوى لعولمة الصراع السياسى والأيديولوجى, ربما طوال التاريخ بكل حقبهء بما فيه حقبة الحداثة. 

إن مختلف نظريات ما بعد الحداثة تتفق على سمة جوفرية للعلاقات: أو بالأحرئ للنظام العالمى: فى أن الايديولوجيا 
لم تمت أبدا وأن أهميتها العالمية سوف تتزايد ولن تقل. ولكن ذلك لا يختصر التغيرات العميقة للحقل الأيديولوجى 
البازغ» ويهمنا أن نتحدث أولا عن السمات العامة لهذا الحقل وعن مسار الصراع والتطور. 

إن أهم السمات التى يركز عليها المراقبون للأوضاع العالمية الراهنة هى أن تغيرا كبيرا وقع فى طبيعة الصراع 
الأيديولوجى. 

يؤكد دانييل بيل؛ أشهر من أعلنوا وفاة الأيديولوجياء أن ما حدث هو أن الايديولوجيات الكبرى التى انبثقت عن 
الفلسفة الإنسانوية لعصر النهضة فى طريقها للاضمحلال وأن البشرية ستعود الى الأيديولوجيات السابقة على الحداثة 
وبصورة خاصة الإثنية والصراعات الدينية. وبتعبير آخر فان الادعاءات الكونية للأيديولوجيات الكبرى المتصارعة فى 
حقبة الحداثة قد انتهت وأن الأيديولوجيات الإقليمية (الباروكيالية) ستحل محلها باعتبارها الفاعل الأساسى فى 
الصراعات. سواء على المستويات القومية أو فى الساحة القومية. وفى مراجعته لتلك النظرية فى مجلة نيويورك. يقول 
ريفيو أو بوكس إن أيديولوجيا المحافظين الجدد ستكون آخر موجة من الموجات الأيديولوجية الكونية» ويتوقع أن تنتهى 
قريبا. 

ولا شك أن ثمة قصورا كبيرا فى تلك الرؤية. وهو قصور ينشأ جزئيا عن التمركز حول الذات الغربية. ففى العالم 
غير الغربى» لابد من ملاحظة البروز الصارخ الجديد للايديولوجيات ذات النداء أو التوجه العالمى؛ أو على الأقل العابر 
للدولة افو ولااتقتضبر هذه الحقيقة على ثقافة الاسلام وايديولوجيا 'الجهاد الاسلامى. فالاصولية الهندوكية 9 
تخاطب الهنود فى الهند وحدها بل فى العالم كله. بل إنها تسعى لتطوير وتثبيت رؤية تضفى طابعا هندوكيا على جميع 
الأديان الطوطمية. أما الأصولية اليهودية الأكثر نفوذا بكثير فهى مقيدة بالطبيعة غير التبشيرية للنشاط الدينى اليهودى. 
وتكتفى بمخاطبة اليهود وتنظيمهم عبر الحدود القومية. أما الأيديولوجيا الصهيونية فتأخذ باختيار آخر تفرضه الممارسة 
التاريخية من ناحية. والظروف الخاصة بالحالة الديموجرافية للجماعات اليهودية خاصة القلة السكانية الواضحة لأبناء 
هذه الديانة من ناحية أخرى» فهى لا تكتفى بمخاطبة اليهود وإنما تعقد تحالفا متزايد القوة مع الأصوليات الأخرى بما 
فيها الأصولية المسيحية والأصولية الهندوكية بل وتشجع الببعث الكونفوفيوسى. وفوق ذلك وأهم فهى تسعى لتحويل 
العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة الى نوابت أكثر عضوية وذلك بتحويل اسرائيل داخل الولايات المتحدة الى "دولة 
مقدسة'. وتمكين أنصار هذه الرؤية من امتلاك حق نقض مطلق بالنسبة للسياسات العالمية للولايات المتحدة. 

غير أن أقوى التطورات الراهنة فى الخقل الايديولوجى العالمى هو صعود ايديولوجيا الاسلام السياسى بصورة عامة 
والجهاد الاسلامى بصورة خاصة. والواقع أنه لا يمكن حصر هذه الأيديولوجيا فى تنظيم القاعدة. فرغم الأهمية المؤقتة 
لهذا التنظيم والجماعات المسلحة التى تنتمى إليه؛ فهى جزء من اختمار أيديولوجى أوسع يتمتع برؤية كونية. والفكرة 
الأساسية فى هذا التشكيل الأيديولوجى هى أن الاسلام ليس مجرد دين ودولة بل هو أسلوب حياة يدعو له العالمين. ومن 
ثم يكتسب التبشير الدينى طبيعة سياسية بالضرورة؛ حيث إن ما يدعو اليه هذا التبشير ليس مجرد الايمان الدينى وإنما 
بناء نظام حياة اسلامى على مستوى عالمى. وبينما ترى الأقلية أنه لا يمكن اتمام هذه المهمة دون الجهاد الابتدائى أو 
الهجومى فان الاكثرية ترى أنه يمكن تحقيق انجاز أفضل عن طريق الدعوة طويلة المدى. وياختصار. فإن اصحاب هذه 
الرؤية سواء كانوا دعاة أو من أنصار مذهب الجهاد المسلح يقدمون الإسلام كبديل لجميع الثقافات والنظم السياسية 


- 4۹ - السياسة الدولية الحدد ١١١‏ يرليو 7١.5‏ - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


محسير الأبديولوجيا فى السياسة الدولية 


لقد قلنا إن الصراع الأيديولوجى يميل فى كل مرحلة من المراحل التاريخية ار ا د كا يك لزي 
حقيقة التعدد الأيديولوجى الهائل. وفى المرحلة الراهنة من التاريخ العالمى؛ يتسم الحقل ا ل سوير 
المحافظين الجدد من ناحية واسلاميى الجهاد الماح من اة اخري رودو هاا الوا هلف سيتمير 1 
نطاق عالمى: ول شان له با متويات القوي أو بالانتماءات الدينية يداح ده يشارك مسلمون وعرب رسميون وغير 
رسميين فيما يسمى 'بالحرب ضد الارهاب جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة. 
والجماعات الدينية بسبب بدائيتهم الأيديولوجية, وطرحهم لفكرة 'البرزخين وشروحهم ا قي < فص والصراء 
الدينى وفهمهم الاستبعادى للاسلام ذاته. ومن ثم؛ فان ما يحدث هو أن اقلية ضئيلة ومتوطنة مناطق صراع ملتهن 
ومعزولة طرحت على نفسها ممارسة الحرب على جميع النظم الثقافية وجميع العقائد الدينية الأخرى؛ وهو ما يجير 
الحرب محسومة لمصلحة خصومهم وبالذات الولايات المتحدة. 
إن هذه السمة بالذات جعلت الادارة الأمريكية الراهنة (ادارة بوش الابن) تطرح مواقفها عبر صيغة كونية تقوم على 
'العالمية الديمقراطية" بغض النظر عن مصداقيتها فى هذا الطرح؛ وقد فرض ذلك بدوره تمكين المحافظين الجدد مز 
امتلاك نفوذ كبير وربما ساحق فى هذه الادارة. خاصة فى الفروع ذات الصلة بالسياسة العسكرية والخارجية للولايار 
المتحدة, واصرار هذه الادارة على مواصلة الضغوط الرامية لانجاح مبادرتها المسماة بالشرق الأوسط العظيم. 
لم يلق هذا المشروع نجاحا كبيراء لآن ايديولوجيا المحافظين الجدد ذاتها لا تلقى تأييدا كبيرا داخل الولايات المتحر: 
ذاتهاء وربما تكون قد أفادت بصورة مؤقتة من النتائج النفسية لأحداث ١١‏ سبتمبرء غير أنها لا تمثل التيار الأساسى 
وسط أنصار الأيديولوجيا المحافظة فى الولايات المتحدة, بل إن أنصار الأيديولوجيا المحافظة بكل أقسامهم لم يعودوا هم 
أقوى تيارات الحزب الجمهورى من الناحية التصويتية؛ وقد تمكن الرئيس بوش من الفوز بمعركتيه الانتخابيتين للرئاسة 
بفضل الأصولية المسيحية بأكثر كثيرا من المحافظة 
والواقع» أن هذه المسألة تعد الأكثر غموضا بين مسائل كثيرة فى الولايات المتحدة اليوم. فالأصولية المسيحية صارن 
هى التيار الأقوى تعبويا فى وجه التيارات الليبرالية والتقدمية وتيار الوسط البراجماتى فى الولايات المتحدة. ومع ذلك. 
عالميا. وريما يكون دخول أنصار هذا التيار للحزب الجمهورى مجرد تكتيك. وخطوة على الطريق الطويل لتكوين دول 
دينيه فى الولايات المتحدة. ولان هذا التيار للا يتمتع بفوة عالمية كما أنه مخية 8 لغالبية تيارات السياسة الأمريكية الأخرى. 
فقد ارتضى أن يستمر دوره الظاهر بأقل كثيرا من قوته الانتخابية. وحيث إن تيار المحافظين الجدد يترجم بلغة مقبولا 
ظاهريا طموحاتهم الحركية والسياسية الدولية. خاصة فى العالم العربى وفيما يتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى 
فقد رضوا بان پل افون الجدد الواجهة أو إلنصة الأيديولوجية فيما تة بالسياسة الخارجية را 7 5 | 
الواضح أن ذلك يتم بتوافق كل التيارات الأيديولوجية والسياسية فى الولايات المتحدة التى لا تقبل ٠1‏ لشبت e‏ 
العالمية بلغة الأصولية المسيحية. حتى لا تخسر تعاطف أورويا أنصار كل ال ل 
ي 3 الخ رض الايديولوجيات الآأخرى يمن خر ال 
لطوائف أآخرء غير انجليكانية. حيث تمثل الإنجليكانية القاعدة الحما ¬ ا : ى بمن فيهم 
ی عير ر SE‏ : هيرية لحركة الأصولية المس. ح. ة : الولايات 
المتتحدة. ويمتد الخوف - بل وربما الرعب - من الأصولية المسيحية الأمريكية والوا 3 0 : الك 
ممنتقديها لحسايق اعراهتيا ونقتيع طبيكتها الحقيقية باهتيازها -افى ال | 2 لجيه الم 
أعمق بكثير من مجرد العدوانية فى السياسة الخارجية؛ ذلك أن الهدف القع لاصوا اا 0 
ی ع ا ی اک مااع الک لے اذا ا 
يات لماه وني و تي عاك ا بين شرن وتباراس این ییارچ زر 
الولايات المتحدة اليوم. واهم ما قد تكون له انعكاسات على مستقبل البشرية السياسى. 
لا يمكن أن نغادر هذه المسآلة دون ايجاز سمات المشهد الا د 
:2 ل ر > : . الايديولوجى العا ووو + 3 
اوروبا لم تشهد تخيرات جوهرية فى مشهدها الايديولوجى منذ سقوير إإ ‏ ۳ ى أفروبا والعالم الثالث. فالواقع أن 
شكز عام وبالقابل: تبعت ملف الايدتراوجيات العتصرية ويواى وم .. 8 فيديه وتراجع الحركة الشبوعيه 
EÊ : 7‏ « التحركات, قازرا 3 نب .. 
A‏ الأيديولوجى السياسى لأوربا الغربية والشرقية فى الأمد المنظور مادا 8 1 0 فانها قد لا تغير سريعا 
ربى وفى حالة السلام العالمى. فالقوى الديمقراطية المحافظة وازلى إا" ۴'۴ يحدث انهيار حقيقى فى الاتحاد 
e a‏ با. ومع ذلك فان صعود العنصرية ا واليسارية ما زالت تملك غال ة الا ان 
“الت قادرة يادة أورود 5 قد اغ و بية الأصوات 
وما زالت قادرة على ب#عبيراتها النازية والفاشية والفاشية الجديدة فى | 


۰ ١ المجلد‎ iê 


Scanned by CamScanner 


د. محمد السيد 5 


القارة او ی عاملا مهما فی حسابات المستقبل السياسى للعالم: كما ترتبط هذه الحسابات بالطابع الديناميكى 
التحول للعلاقة مع العالم الإسلامى حيث تقوى باطراد الأصولية الإسلامية. 

. ففى الحالم أعربى وربما العالم الإسلامى كله يمكن القول إن الموازين الأيديولوجية تتحرك بصورة ديناميكية لصالح 
الأصولية الإسلامية خاسة عبر تعبيراتها الأكثر:والأقل تطرفا. وييتما ما زالت تلك الأصوالية خارج المكم فى غالي؟ 
الدول اوي والإسلامية فلا يمكن استيعاد حدوث موجة عامة من الاستيلاءات الاسلامية السياسية فى ظروف معينة 
فى الميتتقبل ىط : 


لقد أكدنا أنه يستحيل تدارس وفهم أى أيديولوجيا بمعزل عن حقل الصراع الأيديولوجى على مختلف المستويات. 
ولذلك فان أية سيناريوهات للمستقبل تشتمل بالضرورة على عوامل ديناميكية وافتراضات خاصة بحالة الصراع 
السياسى على المستوى العالمى. 

بدء! عن هذا الافتراه الجوقرى: يمكن ناء ثلا سيتازيوفات کری. 

السيناريو الأول: هو استمرار المشهد الأيديولوجى العالمى الراهن لفترة طويلة من المستقبل. ويعنينا هنا قبل كل شىء 
استمرار قوة وقدرة الأيديؤلوجيات الكونية الكبرى على مخاطبة الجماهيز وادارة السياسة على تحى يعكش أفضلية 
السلام على الحرب. ويعاكس هذا السيناريو التوقعات التى قال بها دانييل بيل وآخرون الذين تنبأوا بانكماش 
الأيديولوجيات الانسانوية الكبرى المشتقة من عصر النهضة. ولا يعنى ذلك العكس أيضاء اذ يستبعد هذا السيناريو 
ب الآيدووالوجيات الأصولية الدينية والباروكيالية الأخرى» ولكن دون تمكنها من الاطاحة بهيمنة الأيديولوجيات 
الكونية مثل الليبرالية والاشتراكية والشعبوية وحتى المحافظة. ويعمل لصالح هذا السيناريو عدد من العوامل؛ أولها 
استمرار الرخاء الاقتصادى ومصلحة رأس المال فى اطراد نمو ظاهرة العولة الاقتصادية. وتمتع الغرب باستقرار 
سياسى وحالة توازن اجتماعى داخلى لا يقلقها فى الجوهر سوى العوامل الديموجرافية التى تحتم ظاهرة الهجرة من 
العالم الثالث. كما أن استمرار تمتع الطبقات الوسطى بقوة سياسية كبيرة يعزز كثيرا هذا الافتراض أو هذا السيناريو. 
ومن المرجح أن تستمر الإدارة السياسية لأوروبا الغربية وأمريكا الشمالية فى انتهاج سياسات براجماتية مع تحولات 
طفيفة هنا وهناك فى السياسات الانتخابية. أما حيثما تقع انهيارات كبرى فى البنية السياسية لدولة أو أكثر. فمن 
المتوقع أن تعقد القوى الديمقراطية تحالفات - ولو بنهاية المطاف - لإلحاق الهزيمة بالقوى الفاشية والعنصرية الجديدة 

أما السيناريو المناقض. فيتمثل فى وقوع تراجع كبير فى الأيديولوجيات الكونية. وانقسام العالم الى ايديولوجيات 
ديثية أو ماروكبالية اسشعادية واسمققطابية..ولا شك أن هذا الاعتمال كان كامقا بالفعل: وه يتطون - كشيتاريق- فى 
عقل كثير من المفكرين الأمريكيين اليمينيين: الذين طرحوا فكرة صراع الحضارات أو الثقافات أو الأديان كاستراتيجية 
جديدة للولايات المتحدة. كما لا يعوز هذا السيناريو أنصار اقوياء فى العالمين العربى والإسلامى؛ ومن المتوقع أن يتبلور 
الصراع الرئيسى هنا بين الأصولية الاسلامية من ناحية والأصولية المسيحية الأمريكية من ناحية أخرى. وقد تبقى 
الأيديولوجيات الكونية فى أوروبا الغربية على الحياد. غير أن مثل هذا السيناريو سيغير جوهريا من طبيعة المشهد 
الأيديولوجى على المستوى العالمى؛ بما في نلك اللساجة الأوزوبية: فان صمدت الاصولية الاسلامية فى وجه عدوان كبير 
من جانب الأصولية المسيحية الأمريكية المتحالفة مع الصهيونية» فقد يصير من المحتم أن تنتصر الأيديولوجيات 
العنصرية فى أورويا الغربية وقد تصل أصوليات أخرى الى سدة الحكم فى عدد من الدول المهمة مثل الهند والصين. 
وقد يكون هذا هو سيناريو الكارثة موضم ميا؛ وقد يشتمل على حروب كونية سيكون المسلمون ضحاياها الأساسيين. 

وأخيرا. فثمة مشهد أو سيناريو ثالث من الناحية النظرية يقوم على تمكن الأيديولوجيات التقدمية والإنسانية من 
استعادة زمام المبادآة السياسية. وقيامها- فى ظروف أزمة تهدد باشتعال حرب كونية- بطرح رؤية أكثر طموحا 
وجا تقر على تقوية مفاهيم العيش المشترك والتراث ا ا للبشرية فى بناء نظام قوى للعدالة والتنمية 
الدولية وقد تقل كللة الرؤية على برنامج عملاق للقضاء غل الفقر فى العالم الثالث واعادة توزيع الثروة العالمية لتحقيق 
نهوض عالمى متوازن وواسع يقضى على التهميش. ويؤكد على التنوع الثقافى؛ ويعزز القانون الدولى ويقضى على 


الشعور الطاغى بالظلم والفساد فى العالم. ولا شك أن الاختبار الأهم لهذا السيناريو هو استعادة العدالة المهدرة فى 
الصراء العربى - الإسرائيلى. اذ يمثل ذلك شرطا جوهريا لتراجع الأصولية الاسلامية بتياراتها العنفوية والاعتدالية 


واتقا ع عقهوم أرقى للاسلام باعتباره دينا للحرية والتسامح والتعارف والعيش المشترك. كما يفترض هذا السيناريو 
تمكن الايديولوجيات التقدمية والانسانوية الأمريكية من تحقيق الظفر الأيديولوجى عبر برنامج واع لاعادة البناء 
الاتتصادى والسياسى والأخلاقى والثقافى فى الولايات المتحدة. إن حجر الزاوية فى المستقبل السياسى للبشرية سوف 
يكون ما يحدث فى الولايات المتحدة التى يرجح أن تستمر فى امتلاك ناصية القوة فى الساحة العالمية لفترة طويلة مقبلة. 


- ۱ - السياسة الدولبة العدد ١١١‏ يوليو 2..؟ - المجلد ٤٠‏ 


Scanned by CamScanner 


تی 
مانب :ةلودو اامربية وخطران 
اا سےا نی ارز ماب 


د. مجمود عبد ا لحميد سليمان 
الس ص 823 


2 ورغ اتال قاض القلاقى والقوين للفتظيم العرمي :دوخ ساك القتقاريار 
الدولية والإقليميةء الا أن ميثاق الجامعة العربية لم يبلور» بشكل محدد» الأ 

35 2-0-6 : 2 - : شنار 

0 العالم العربى؛ الصلبة والواضحة لسياسة عربية خارجية: على نحو ما طرحته التنظيماد 

قبيل منتصف القرن الأخرى من مبادئ تعبر عن التخطيط العلمى لسياساتها الخارجية خاصاً 

الماضى, شعور متنام بأن منظمة الاتحاد الإفريقى (الوحدة الإفريقية)» وتجمع عدم الانحياز مثلا. 

تنظيما عربيا يمكن أن © , بل جاءت صياغة الميثاق فضفاضة بالقدر الذى يساير أو يلبى توجهاد 

ا لتخفف من اية قيود أو ضغوط على حركة الدول الأعضاء أو سدادتها؛ وهو ما 

` في aaa‏ تمثل فى العديد من الإشارات : Pg‏ 
استقرار المنطقة TT‏ 7 

ر 1 - التخلى عن الصياغة التى أوردها بروتوكول الإسكندرية - أكتوير 1144 
وتكريس عوامل التجمع ولتى e‏ لعدم جواز اتباع سياسة خارجية تضر بجامعة الدول العربية ا 
ا A Enh‏ 8 ای دوله منها . 00 

من لغة ودين وتاريح» 
فضلا عن المصالح . - حرية الدول الأعضاء المطلقة فى ابرام الاتفاقيات والمعاهدات مادامت! 
0 تلزم سائر الدول الأعضاء. 2 
والتحديات المشتركة, 
¢ َه - هيمنة مفهو الوه ع cj"‏ 
وهى مشاعر أذكاها أتؤن عن وضع الجهاز الك کي الدولى الدائم' الذى طرح عند إعداد الميثاق عوضا 
500 . 5ه ٤‏ 1 ما ث ف 1 ۴ 3 
الحرب العالمية الثانية الاساسى لنظمة المؤتمر الإ ك لظام حدث فيما بعد فى صدد النذا' 
١‏ القوى الكبرى, كانت إرهاصات نظ رة الك . 
وصراع :. وا إرهاصا نظرية الأمن الحماعم تق د .. 1 1 
ت به الكدانات 2 ليس فقط على الساحة الدوابة > 5 فى رض نفسها على المزاج الدولى 
E‏ (أكتوير )١1555‏ وانما اتا FT‏ لها مقترحات دومجارتون اوكد 
الصغرى من قلق وضياع. الاسكندرية المشار إليها ٠‏ وفى نفس التو: ١ة‏ الإقليمية > حيث استوعبها بروتوكول 
قد كان الأمن الة 
وقد كان الآمن القومى العريى ها 
الغو ربی ھاجسا محوریا لدی م الحامه 
2 | لعربية» ليس بصدد الهجمة || توش ال رية ا a Ph‏ ¥ 
( +) سفير » مساعد وزير الخارجية الأسبق . 


ar n &‏ وى ات اللكجلدن +2 


Scanned by CamScanner 


1 - 


د. محمود عبد الحميد سليمان 
بصدد ا العربية- العربية, حيث تناولها بروتوكول الاسكندرية على نحو محدد : "لا يجوز على كل حال الالتحاء 
الى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة 'فقرة ٦‏ بند أولا . 
ثم ذهب خطوة أبعد فى هذا الاتجاه , حين نص على أن :تكون قرارات مجلس جامعة الدول العربية ملزمة لمن يقبلها 
, فيما عدا الأحوال التى يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة ويلجأ فيها الطرفان الى المجلس لفض هذا 
الخلافء ففى هذه الأحوال تكون قرارات مجلس الجامعة نافذة ملزمة "فقرة ٤‏ بند أولا. 
وهى الاحكام التى اجملها ميثاق الجامعة فى مادة واحدة : 
"لا يجوز الالتجاء الى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعةء فإذا نشب بينهما خلاف لايتعلق 
باستقلال الدول أو سيادتها أو سلامة اراضيهاء ولجأ المتنازعون الى المجلس لفض هذا الخلافء كان قراره عندئذ نافذا 
وهو المبدأ الذى أكده نص المادة الأولى من معاهدة الدفاع المشترك من التزام الدول الأعضاء بفض جميع منازعاتها 
الدولية بالطرق السلمية سواء فى علاقاتها فيما بينها أى فى علاقاتها مع الدول الأخرى . 
وقد تصدى الميثاق لمواجهة احتمال وقوع عدوان من دولة على أخرى : 
"اذا وقع اعتداء من دولة على دولة من اقضاء الجامعة أو خشی وقوعه فللدولة المعتدى عليها أو المهددة بالاعتداء « 
ان تطلب دعوة المجلس للانعقاد فورا . 
يقرر المجلس التدابير اللازمة لدفع هذا الاعتداء ويصدر القرار بالاجماع» فإذا كان الاعتداء من إحدى دول الجامعةء 
لايدخل فى حساب الاجماع رأى الدولة المعتدية' مادة 5 . 
ثم تستكمل المادة السابعة حكما تفصيليا مهما : 
"ما يقرره المجلس بالاجماع يكون ملزما لجميع الدول المشتركة فى الجامعة وما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزما 
وهو الحكم الذى فجر عاصفة الخلاف القانونى فى مجلس الجامعة عقب كارثة الخليج الأولى وفتح الباب على 
مصراعيه بعد ذلك لوقفة فى شأن شرط الاجماع ٠‏ وضرورة تعديل الميثاق لاستبداله بشرط الاغلبية . 
بدا واضحا ان فرضية اجتياح دولة عضو لدولة أخرى عضو لم تكن ماثلة فى ذهن واضعى الميثاق . 
ومن المفيد هنا النظر فيما ذهبت إليه معاهدة الدفاع المشترك» حيث نصت على ان ما يقرره مجلس الدفاع المشترك 
E‏ ثلثى الدول يكون ملزما لكل الدول الأطراف فى المعاهدة (م1) َ 
55 المفارقات ان الكويت كانت الدولة التى عارضت تعديلا اقترحته لجنة مراجعة الميثاق (فبراير )٠۹۷°‏ » وأصرت 
على مبدأ الإجماع مما اسقط الاقتراح : 
ى انقضاء اكثر من عقد من الزمان على زلزال الخليج الأول (غزو الكويت) فإن الصدع مازال يفرز توابعه على 
ورغم | CE PP a‏ العرا ف e PET O‏ 5 
العلاقات العربية- العربية. وكان 3 
هذا الصدع الذى يمثل اليوم المكون الرئيسى للمزاج العربى الناجم عن افتقاد الثقة والأمن , والذى ت تستتم, 5 الهجمة 
الصهيونية الشرسة على الفلسطينيين » وتسعى لتكريسه وترسيخه » وبالتوازى مع الهجمة الانجلو- امريكية على العراق ٠‏ 
قد وقہ زلزال الخليج الأول فى وقت اختفت فيه أو كادت الخلافات الايديولوجية على امتداد العالم العربى؛ بعد 
ف ا السوفيتى» وانحسار المد الاشتراكى عن الساحة العربية » وسريان رياح العولمة فى ربوعها , لتهيئ المناخ 
2 اعد ومتطلبات التعاون الاقتصادى المنشود . 
المواتى لار ء فواعد وق . 
قادو بالجامعة العربية وتطويرها : 
فا“ الحامعة التى تضاعفت عضويتها ثلاث مرات» تعاملت مع فكرة تعديل الميثاق بتحفظ. وغلب على توجهها مبدأ 
١‏ 0 





> لوانت السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


جامعة الدول العربية وخطوات الإصلاح فى اربعين عاما 
المتحدة. دس يوم يو ا مساوم ا ٠‏ المنظمة O TE f‏ > 
رغم ان تنظيما مثل الاتحاد CN E‏ > وقد يبدو غريبا أن ال َي 
جد e‏ الدول IS pT e EDA‏ 
الى طرح PT‏ اللجنة عملها اا أواخر القون الاضى وهو مكون من حر 
مادة قى تسعة قصول؛ من أبرز ملامحه 


أولا - ما أكدته المادة الثانية للمشروع من مبادئ تأثرت بمثىلتها فى مبثاق الأمم المتحدة :| 
ميدأ السسسادة (ف ؟) . 


١‏ تسيحية الخطوات الوحدوية دين الدول الاعضاء 
٣‏ - عدم جواز التدخل فى الشئون الداخلية للدول (ف ؛) 
٣‏ - حل النزاعات العربية فى اطار عربى (ف )١‏ 


ب التخلي عن جزاء الفصز فى حالة الاخلال بالتزامات العضوية واستيداله بتجميد العضوية أسوة بما ينص على 
ميتاق ق الآمم المتحدة من ايقاف العضوية (مادة °( 


اننا 


ثانيا - إعادة هيكلة الجامعة من خلال: 
١‏ - ثلاثة مجالس رئيسية 
أ - مؤتمر القمة 
ب - مجلس رؤساء الحكومات للعمل الاقتصادى والاجتماعى 
ج - مجلس وزراء الخارجية 
*- كبزائية سجالفين وزاردة متخصصة (مع فتح الباب لانشاء أخرى اذا دعت الحاجة) 
- مجلس المندوبين الدائمين 
٤‏ - الأجهزة الرئيسية 
[ - الآمانة العامة 
ب - محكمة العدل العربية 
ج - الهيئة العليا للرقابة العامة 
ر - المحكمة الادارية 
ويمثل الاهتمام بتسوية المنازعات ابرز ملامح المشروع. اذ يفصلها فى عدد من الموا : 
١‏ - حق مؤتمر القمة أو مجلس و اء الخارجية ذ تمل د 5 لله 
زد كارع لي اتاد قو اي وع ا پر ی ر إن دده 


(م ۲٤١‏ ف ۲) 


۲ - تكون الأولوية للجامعة العربية عندما يقرر احد اطراف النزاع عرضه على الهيئات الدولية . 
ت و 

إل العا انشاء لجنة لحل النزاعات 
عه ون العربية والترًا الد 1 
a‏ اتخاذ مامراه من اجنرامات بشان المخالف (م > 2 ول الاطراف باحترام قراراتها » وفی حال ۱ 


EA‏ العده 139 يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد 6٠١‏ ا 


Scanned by CamScanner 


ل محمور عبد الحميد لدما, 


٤‏ - اولوية ميثاق الجامعة على أية التزامات قد ترتبط بها الدول بموجب أى اتفاق دولى آخر 


ويعنى المشروع بمجالات العمل العربى المشترك فى الشئون الاقتصادية والاجتماعية ويعمل 


مواد تفصيلية 


كما يدمج أهم أحكام معاهدة الدفاع المشثرك (مادة ” ف ؟ ) ويخصص لها مادتان (18؟ و 19؟) فى الفصل 


خان 


ويعرض المشروع لصلاحيات الأمين العام فيقر له بحق دعوة 
مجلس وزراء الخارجية فى حالة وقوع اعتداء على دولة أو التهديد 
به (+4) وهى محاولة متواضعة للاقتراب من مضمون مثيلتها فى 
ميثاق الأمم المتحدة (م15) التى تتناول الصلاحيات السياسية 
للأمين العام للأمم المتحدة. وحقه فى تنبيه مجلس الأمن الى أية 
مسالة يرى انها تهدد السلم والأمن الدوليين ‏ وعلى قيامه ببعض 
المهام السياسية بتكليف من الأمم المتحدة أو من بعض أعضائها 
وحقه فى الاتصال المبناشتر بالدول الأعقضاء حي يصبم تداخله 
ضروريا للمحافظة على السلم والأمن الدوليين 0 

وكلها صلاحيات مفتقدة فى الميثاق الحالى الذى اقتصر على 
اختصاصاته فى الشئُون المالية ! بشأن اعداد الميزانية وعرضها 
(م17) بينما رحلت الصلاحيات الأهم الى النظام الداخلى مجلس 
الجامعة مثل 


ا “ إعداد شورع جزل اعمال لجان وايفاقه.. 


ع ع حنظه فى السقزعاء نظن املس الى الدوق الا ال 
مسالة يرى أنها قد تسئ الى العلاقات القائمة بين الدول العربية أو 
بينها وبين الدول الأخرى (م ١7‏ ف؟) هو قصور واضح فى الميثاق 
الحالى يتطلب المعالجة › والتعديلات المطلوبة لميثاق الجامعة العربية 
لا تعنى بالضرورة توقيع ميثاق جديد ٠‏ وهى خطوة قد لا يتحمس 
لها بعض الاعضاء الذين يتمسكون بمبدآ احترام الميثاق واعتماد 
اسلوب الملاحق لملاحقة واستيعاب المتغيرات والمستجدات على 
الساحتين الاقليمية والدولية. وهو ما تحقق بالفعل بالتصديق على 


تكمفات قليمنة عرزية 
- مجلس النعاون الخليجى: 
أنشأ فى أبوظبى مايو 1441 ويضم [السعودية. 
قطر. الإمارات. البحرين. سلطنة عمان- 
الكويت ١|‏ شناك موشرات على قمول السمن 
كعضو فى المجلس بشكل جزنى مؤقنا ). 
- الاتحاد المغاربى 


أنشأفى مراكش فى فبراير1345. يضم ليبيا 
وتونس والجزائروالمغرب ومورينانيا ( الجلس 
شبه متوقف نتيجة الخلافات المستمرة بين 
أعضائه). 


- مجلس النعاون العربى 

أنشأفى ” فبراير195 يضم العراق ومصر 
والأردن واليمن (تفكك المجلس بعد الفزو 
العراقى للكويت فى أغسطس 145٠١‏ ) 





ملحق تقنين مؤتمرات القمة العربية. وسبق اقرار آلية الجامعة العربية للوقاية من النزاعات وادارتها وتسويتها 
(فى دورة مارس ١٠١٠).؛‏ ويبقى اقرار النظام الاساسى لمحكمة العدل العربية ولائحتها الداخلية لارساء الآلية 
المنشودة لمعالجة الخلافات العربية فى اطار عربى وتاكيدا لتوجهات تحقيق الثقة. خاصة أن كل المنظمات 


الإقليمية قد أنشأت جهازها القضائى 


وک اعى التواصل العربى کر کا الى منتصف القرن الماضى من خلال اتفاقية الدفاع المشترك 
والتعاون الاقتصادى ومشروع السوق العربية المشتركة. إلا أن العائد فى النهاية كان متواضعا أو شبه معدوم . 


مع تفاوت فى النظم 


ونجد بعضها الآخر فى المصاعب التى تحيط بإقامة مشروعات اقتصادية عربية مشتركة تجسد المصالح الدقيقية 


للآمة العربية . 


وايضا فى مشاكل تطوير البحث العلمى العربى فى ظل حجب التكنولوجيا والعلوم الحساسة عن الباحثين 


- (©0 - 


Scanned by CamScanner 


السياسية الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲.٠.٠‏ - المجلد ء٠‏ 


جامعة الدول العربية وخطوات الاصلاح فى أريعين عاما 


والدارسين العرب. خاصة بعد تفجيرات ١١‏ سبتمبر 5٠١١‏ 


وربما لم تجتمع عناصر أو مقومات التواصل لمجموعة من الدول , قدر ما اجتمعت للامة العربية الى الحد الذى رى 
القوى الدولية. التى كانت تخطط لمستقبل المنطقة فى الماضى. إلى أن تدعم وتشجع غرس كيان دخيل, يستنزف طاقاتر 
فى صراعات متصلة. ويقف حاجزا دونها والتواصل, تماما مثلما بشيد اليوم جدارا عنصريا على اراضى الضن 
ليحول المناطق الفلسطينية الى كانتونات منعزلة 

فى الماضى , وقبل زرع الكيان الدخيل فى قلب المنطقة كانت بريطانيا العظمى تشجع قيام تجمع عربى رأت فيه خر 
دفاع أمام المد (الشيوعى) فى المنطقة. ومع انهيار الاتحاد السوفيتى وأيلولة نفوذه وإرثه الى القطب الآخر . فإن مز 
التجمع لم يعد مطلوبا ولا مرغوبا فيه. بل ربما كان العكس هو الصحيح» ليس فقط بسبب تهاوى الشيوعية واختفائ 
وانحسار ما كانت تمثله من تهديد للمصالح الرأسمالية. ولكن. وهو الأهم. أن تمكين الخلية الدخيلة من الكيان العرير 
يتطلب إضعافه. وإن أمكن تفكيكه أو تمبيعه وإحالته الى كيان (هلامى) . وتصب فى هذا المجرى روافد كثيرة 


- غزو العراق واحتلاله وتفكيكه 


٠‏ اطلاق مبادرة الشرق الأوسط الكبير" الذى تصطف فيه رايات دول المنطقة من أفغانستان وياكستان وايران الو 
المغرب مرورا بتركياء لتندس بينها راية دخيلة 


- اشهار سيف الاصلاح الامريكى فى المنطقة على سبيل الضغط والابتزاز للانصياع والامتثال لإملاءات المشروء 
الشرق أوسطى الجديد. ولعلنا نذكر أن وزير الخارجية الامريكى (السابق) كان أول من اطلق مبادرة التنمية 
والدں يمقراطية وما سماه خطة الاصلاح الديمقراطى فى الدول العربية فى اواخر عام ٠٠٠١”‏ لشغلها عن الحشود 

مقترحات تطوير الجامعة : 

- اذا عدنا الى مسالة تطوير الجامعة العربية. فإن المبادرات أو المقترحات فى شأنها وتدرجت فى مضمونها بن 
طموح تدعو لاستبدال الجامعة باتحاد الدول العربية (أسوة بالاتحاد الإفريقى) وواقعية تخاطب أوجه القصور بطر 
مقترحات عملية قابلة التتقيد.. و ۰ 

المقترحات الطموح دعت لاستبدال الجامعة العربية باتحاد الدول العربية جاءت من “اليمن" داعية لقيام هياكل جديدة 
مثل مجلس رؤساء الحكومات العربية . وتشكيل برلمان عربى :مجلس الأمة" من مجلسين : نوان ا" a‏ 
لإانشاء وق المع والتظوير التمترك:وينك الكتمية الا لاا ا ا نی : 

وق الدعم 1 ی وهی لتسوية المنازعات التجارية (تحكيم) . ومحكمة 

العدل العربية ۰ ْ 


استلهمت مقترحات الجماهيرية الليبية نظامها الداخلى: فدعت تسى 2 

و 3 داخلى: فدعت لتسمية البرلمان العربى المقترح" بالاتحاد الة 
العام بلعو اس الاتحادى اللي .. القمة العرية - يلحقهما انجلس اميد اسار نا و لقاع 
الملتتخصصة. ومحكمة العدل العربية . والملصرف المركزى الاتحادى و ندوة الت: i ET‏ 00 
العمل العربى المشتركء واخيرا الأمانة العامة للجامعة . رمم بيه؛ بالإضافه الى مؤسسات 


أما المقترحات السودانية. فقد قدمت تحت عنوان : تجديد المج 5-57 . 

يد الملجتمع العربى' باعتباره المدخل لتفعىل | | 

افعو م اد ره المدخل لتفعيل العمل العربى 

وضع استراتيجيات فى كل دو , و ود الاقتصادية والاجتماعية التى من شاتها الافتمام بالوجود 

الرس ي ار اقب ا ا ي المدنى. وفى شأن البرلمان العربى. أكدت المقترحات 
السودانية على أن الشورى فضلا عن أنها لد لى هى #مرورة تشريعيةء ومن متقضيات الحياة العصرية لتحقية 
المشاركة والشفافية وفرض الرقابة الشعبية على الجهاز التنفيذى للجامعة . 2 د ية د 

.ا اتسمت مقترحات المملكة العربية السعودية بالعمومية . فزهيت ال .١‏ 

اا ادت د : 1 الموميه » فذهبت الى أن اصلاح الوضم | عه : 

لصياغة ميثاق جديد من أجل ج ل ر وده دان وتحقيق الآمال العادكة ل 07 © ا ا 0 
على اقوى العرى وأوثقها (وليس اضعفها وار ( كلت وناج العلاقاه ہے للعول اتی کے ا ر الى اداء 


Feu‏ > المجلد ٠‏ د "وو 


a2 € 


Scanned by CamScanner 


ق محمود عبد الحميد سليمان 
وبناء القدرات الدفاعية العربية. وتوفير شروط النهضة العربية الشاملة. منتهية من كل ما سبق الى التوصية بتقوية جهاز 
مجلس الجامعة والتزام كل الاعضاء بتنفيذ قراراته. مرددة نصوص الميثاق فى شأنها 1 

وقد انتهت درسة أوراق الاصلاح المطروحة الى ورقة أحاطت بمختلف المقترحات متضمنة الورقة المصرية : 
أولا - دعم صلاحبات مجلس وزراء الخارجبة العرب لتمكبنه من التعامل مع التحديات الراهنة : 


7 ااي التحرك على الصعيد الديلوماسى - الدولى الاقليمى تنفيذا لما يتخذه من توصيات وقرارات فى 
الشئون الخارجية 


۲ - صلاحية متابعة اعمال الامانة العامة للجامعة ومراجعتها واقرارها 
ثانيا - إقامة برلمان عربى : 


العربية وتبادل الخبرة على صعيد التشريع بهدف توحيده وترسيخ الديمقراطية: إلا أن تواضع منجزاته كان وراء اقتراح 
(مصر) بانشاء برلمان عربى يمارس لونا من الرقابة - السياسية والتشريعية والمالية - على عمل الجامعة بأجهزتها 
المختلقة. وعلى ميزانيتها » والاسهام فى بلورة سياستها العامة 

ثالثا - مجلس الأمن العربى : 

ولا كان الأمن القومى العربى هو الثغرة أو ثقب الاوزون العربى الذى تسبب اتساعه فى ارتفاع حرارة الارض 
العربية واشتعال الحرائق التى استدعى اطفاؤها الاستعانة بمطافئ أجنبية» لم تلبث ان تمركزت فى خلجانه وزادتها 
اشتعالاء من هنا كان داعى النظر فى تشكيل جهاز أو مجلس أمن عربى تطرح على طاولته القضايا المهمة التى يكون لها 
مردودها على أمن الدول العزبية وسلامتها الاقليمية. بحيث يضم ممثلين لوزارات الدفاع والأمن العربية . كما يشارك 
فى اجتماعاته خبراء فى الاستراتيجية والأمن. 

رابعا - محكمة العدل الدولية : 


وقد نصت على انشائها المادة ٠١‏ من ميثاق الجامعة منذ قيامها عام ٠٥‏ وتأخر اعداد نظامها الأساسى ولائحتها 
الداخلية الى أوائل التسعينيات من القرن الماضىء وتقاذفتها دورات مجلس الجامعة نصف السنوية بإرجاء البت فى 
اعتمادها بحجة عدم وجود تمويل: بيئما فطن البعض الى ان السبب هو التردد أو عدم الرغبة فى أية التزامات تضاف 
الى ما هو قائم بموجب الميثاق . رغم ماهو معروف من أن اللجوء للمحكمة اختيارى تماما ولامجال فيه للالزام 


بل إن مهام المحكمة تبدأ حين يتفق اطراف نزاع ما على اللجوء اليها بكامل ارادتهم واختيارهم مثل خلافات الحدود 
ومتى تراضوا على اللجوء اليها فقد قبلوا ما يصدر عنها من حكم أو فتوى؛ حيث تختص ايضا باصدار فتاوى قانونية 
استجاية لطلب أحد أجهزة الجامعة العربية. خاصة فيما قد يعترضها من خلاف حول تفسير أحكام ما تيرمه من 
اتفاقيات أو يصدر عنها من قرارات 
خامسا - نظام التصويت فى مؤسسات الجامعة : 
تنص المادة السابعة من الميثاق على ما يلى 
مايقرره المجلس بالاجماع يكون ملزما لجميع الدول المشتركة فى الجامعة . وما يقرره المجلس بالاكثرية يكون ملزما 
ومن خلال الممارسة والتطبيق: بات واضحا ان شرط الاجماع يمثل عقبة امام اصدار قرارات تعكس الصالح العربى » 
وأوضح مثال شهدناه فى اجتماع قمة الجامعة غداة غزو الكويت» حيث تمسك بعض الأعضاء بشرط الاجماع لاصدار قرار 
بإدانة الغزو وسحب القوات العراقية وقد ارتفعت الاصوات منذ ذلك الحين تنادى بضرورة اعادة النظر فى شرط الاجتماعء 
وبات لزاما ان تتضمن مقترحات الاصلاح بندا يتعامل مع هذه المشكلةء ويتلخص فى اعتماد نظام التصويت المتدرج : 


- 1۷ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 5٠0.5‏ - المجلد 4.٠‏ 


Scanned by CamScanner 


جامعة الدول العربية وخطوات الإصلاح فى أربعين عاما 
SE ,‏ 7 ف بالاغلسة المطلقة : أى نصذ ١‏ 
- اشترظ توافو اغلبية ثلاثة ارباع المجا لاصدار القرارات المهمة بينما يكتفى با 8 ى دصف الاعى 
زائد واحد للقرارات الموضوعية وكذا للاجرائية 
٠ .‏ لىخ القاعدة العامة فى اللوائح الداخلية الد تة: 
وهنا تثور مشكلة تحديد ما يمكن اعتباره قرارا مهماء ويمكن تطبيق القاعدة لعامة فى اللوائح د لتى تقضر 
باعتبار البت فى هذا الامر قرارا اجرائيا يصدر بالأغلبية 
وينص التعديل المقترح على أن قرارات الجامعة ملزمة للجميع مادامت صدرت بالاغلبية 
كذلك تضمنت مقترحات تطوير اراء الحامعة دعم المنظمات العربية الملتخصصة وايضا التواصل مع منظمات المجتن 
المدنى فى الدول العربية 
وكانت القمة العربية قد سبق لها أن اعتمدت تفعيل آلية تسوية المنازعات العربية وصدر بها قرار لمجلس الجامعة 


الحقيقية التى يمكن أن يجتمع حولها كل الأطراف 

وأمامنا نموذج الاتحاد الأوروبى الذى بدأ باتفاقية محدودة لصناعة الفحم والصلب بين عدوين تاريخيين [فرنس 
والمانيا) انضمت اليهما ايطاليا ويلجيكا وهولندا ولوكسمبورج (ابريل )١52١‏ تطورت بعد ست سنوات الى الجمائ 
الاقتصادية الأوروبية لتحقيق اندماج متدرج بين اقتصادات الدول المذكورة تم توقيع اتفاقيتها فى روما (مارس 65١‏ 
فكانت الخطوة الأولى فى رحلة الألف ميل نحو الاتحاد الأوروبى الذى يتعمق بعضوية خمس وعشرين دولة بعد ل 
اكتملت له مقومات اتحاد فيدرالى باقرار الدستور الأوروبى فضلا عن المؤسسات التشريعية والتتفيذية : البرلار 
الأوروبى؛ اللجنة التنفيذية. محكمة العدل الأوروبية.. الخ .. مع توحيد جوازات السفر وتوحيد العملة الأوروبية ٠‏ وازل 
للحواجز الجمركية؛ إلى تنسيق الانتاج الى حرية انتقال رعوس الأموال. الى سياسات زراعية وتجارية موحدة. مع انث 
بنك اوروبى للاستثمار: ورفع العلم الأوروبى (الرقعة الزرقاء ترصعها نجوم ذهبية بعدد أعضاء الاتحاد) 


الرؤية كانت واضحة .. والإرادة فاعلة .. وخطوات تحقيق الهدف محددة ومحسوية 
خاتمة : 


ا إن حوافز التكامل وعناصره لم تكن أكثر فوة أو الحاحا كما هى اليوم لدى الدول اعضاء جامعة الدول العربث 
التى باتت فى أمس الحاجة لحماية سيادتها من مخاطر الهيمنة: وثرواتها من املماع القوة العظمى . 


وهى ثروات تضم أكبر مخزون للنفط فى العالم » وتضم ايضا مخزونا هائلا للغاز الطبيعى. وثروات معدنية ضخمة 

خاصة من البوتاسيوم والفوسفات والذهبء وعلى الصعيد الزراعى تمتد اراضيها الزراعية نحو مائتى الف هكتار 

تغذيها عشرات الانهار والمياة الجوفية : يضاف اليها نسبة طيبة من الكوادر البشرية المؤهلة فى معظم الدول العربية عز 
جموع 187 مليون نسمة 


؟ - ضرورة مواجهة القصور الحاد فى الاوضاع الاقتصادية العربية. حيث الناتج المحلى الاجمالى لا يتجاوز 
خمسمائة مليار دولار. نصيب الفرد فيها لايتجاوز الثلاثة الاف فى السنة (مع تفاوت حاد بين الدول النفطية وغيرها) 


كما أن الاستثمارات الوافدة لانتجاوز ' “. ' مطيار دولار سنوياء ورغم الاثهار العربية ومخزون المياة الجوفية فان 
حصة الدول العربية من مصادر الياه العذب فى اأعالم لا تتجاوز النصف فى المائة » بينما لا تتجاوز حصة الفرد العربي 
منها أربعة أمتار مكعبة؛ بالنظر الى أن معظم الاراضى العربية تقع فى المنطقة الجافة وشبه الجافة بنسبة /۸٠‏ ومعظمها 
وعكمق علي میاه الامطار ل 

ورغم البحرين الابيض والأحمر ا فان الثروة | ية تعتبر محدودة مقارنة بمناطق اخرى من 
العالم. حيث لا يتجاوز الانتاج العربى عسي مليون طن بسبب التلوث من ناحية وفقر امكانيات الصيد من 
ناحية أخرى. وعلى الصعيد اا ا f‏ ااا الغذائية بنسبة (, ۳) والتى تأتى خصما من فائض 
المسزان التجارى العربى من i r‏ 1 اكز ا والفوسفات ويبلغ يله مليار دولار.. كلها حقائق 
ن بأن تحفز الجهات لرسمية ومراكز 'لبحث فى الدول العربية وجامعتها لتدارك القصور على الأصعدة 
اا والزراعية والغذائية 6 | 


> 


20 العدد ١78١‏ يوليو ۲...٠‏ - المجلد ٠١‏ ا 


Scanned by CamScanner 


د. محمود عبد الحميد سليمان 


ا ا وتباين النظم والهياكل الاقتصادية للدول أعضاء الجامعة العربية, الأمر الذى يجعل التقار 
والتوافق بينها مطلبا ليس بالهين ويتطلب فسحة من الوقت ممتدة.. على تلك الخلفيةء فإن الامل يبقى معقودا على دور 
طليعى للقطاع الخاص فى تلك الدول انطلاقا من مصلحة مشتركة فى تأمين موقع لمنتجاته على خريطة العولة بدءا 
بأسواق الجوار الافريقى باعتبارها مجاله الحيوى . ا 

- وفى مواجهة الاخطار المحدقة بالامة العربية, لابديل عن تفعيل مقومات وعناصر التكامل الاقتصادى العربى, 
وأن تطرق كل دروب التعاون الاقتصادى بما فى ذلك التوسع فى اتفاقيات التعاون الفنى» على غرار ما تم من الربط 
الكهربائى والغاز بين سوريا ولبنان والأردن ومصر.ء والتوسع فى مناطق التجارة الحرةء وذلك بالتوازى مع الإعداد 
الجيد لمؤتمر اقتصادى عربى طال انتظاره» والعمل على مشاركة أكبر عدد من المؤسسات والهيئات الاقتصادية الدولية 
والإقليمية, وايضا القطاع الخاص, العربى والافريقى ٤‏ بحيث يمثل طوق النجاة من مصير يبدو منذرا بالشر. 


۵ - وفى نفس الوقت» فإن على مراكز البحث والتخطيط العربية ان تدرس جيدا تجرية الاتحاد الأوروبى وإمكانيات 
الإفادة منها على الصعيد العربىء مثلما تدرس تأثير قيام الاتحاد الأوروبى على المصالح العربية سلبا وإيجابا » وعلى 
موقف الاتحاد الأوروبى من القضايا العربية الاقتصادية؛ انطلاقا من اتفاقيات المشاركة التى يبدأ سريانها مع مصر, 
والسياسية؛ وفى مقدمتها مواجهة الاستعمار فى كل من فلسطين والعراق. 


- 1۰۹4 - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


ج 


٣ 


ا الح راء السلام: رض تلاي 


د. منيرزهران 
OPP: |‏ 12 


مرور أربعين سنة على ميلاد مجلة "السياسة الدولية التى أسسها الدكتور 
بطرس بطرس غالى» وقد اهتمت مجلة '"السياسة الدولية' منذ انشائها بما 
جاء إنشاء أنجزته الأمم المتحدة أو قصرت فيه بالنسبة للحفاظ على السلام والأمن الدولين 
الأمه المتحدة ٠‏ وتسوية النزاعات بالطرق السلمية قبل أن تتحول الى صراعات ومواجهاد 
1 008 : در عسكريةء يلزم على مجلس الأمن التدخل لحسمها من خلال نظام الجزاءان 
تنوه ماديا الدولية فى ظل الفصل السابع من الميثاق» إضافة لدور الأمم المتحدة فى مجالان 
المساهمة عرضا نزة ١‏ کک و إأققراء > إل 
0 عر 5 نقديا لاهم ملامح دور الأمم المتحدة منذ انشائها حدی الآن مم 
فرانسدسکو دوم التركيز بصفة خاصة على دور الأمم المتحدة فى حفظ ويناء السلام ثم نختتم 
"لانقان الاجدال * * # 
المتعاقدة من الإخفاق فى تجنيب البشرية ويلات الحرب فى تحقيق التنمية : 
ويلات الحرب" م ديباجة ميثاق المنظمة التى عكست روح وفكر الآباء المؤسسين؛ 
ا احفا انهم تقمصوا شخصية شعوب الأمم التحدة » واستخدمو! لفظ "الام 
بعد ان اسهد أ اب > والفارق كبير, والسيب د بسيط ء ألا وهو أنهم لو استخدموا لفظ 
النصف الأول من ْ در بح اسم المنظمة بالانجليزية مطابقا لاسم "الولايات المتحدة"؛ فقد 
القرن العشرين نصت الديباجة على أننا شعوب الأمم المتحدة قررنا العزم ..” 
ان 8 ry‏ ة التى عكستها 'القيجاةة عوسي روم لبقا ولق 
حرببا اك الات 1 ن الأولى والثانية من أمانى ومبادئ» تعارضت احا 
ETT‏ 
من ناحية أخرى بعد استعراض ستين عاما من الانجاز والاخفاق ! 
فمن حيث ما اعتزمته د 5000 دان 
5 الأجيال المتعاقىة ل ين الأمم ا لمتحدة - فى الديباجة - من انقاذ 
١‏ ب بعد ماخلفته من مآس للبشرية مرتين ؛ أى 
(*( عضو اللجنة الاستشارية للأمم المتحدة . | 
ب اة العدد ٠١١‏ يوليو ۴...١‏ - المجلد 5٠‏ ڪا ا 


Scanned by CamScanner 


وان 
الحربين العالميتين الاولى والثانية فى.القرن العشرين ' نلاحظ أنه صحيح أنه لم تنشب حرب عالمية ثالثةء إلا أن الحروى 
الاقليميه التى نشبت منذ انشاء الأمم المتحدة قد أزهقت أرواح الملايين من البشرء ومن المفارقات أن الولايات المتحدة 
استخدمت القنبلة الذرية لأول مرة فى ضرب هيروشيما وناجازاكى عام ١٤٠٠ء‏ وابادة مئات الألوف من بنى البشر بعد 
هزيمة اليابان» بينما يجرى وضع اللمسات الأخيرة على الميثاق ثم توقيعه فى سان فرانسسكو من جانب خمسين دولة 
ومتها مضر » اليس فى هذا مفارقة؛ 1 
ومن ناحية أخرىء ما هذا التناقض بين مانصت عليه المادة الأولى الفقرة ۲ من الميثاق بتنمية علاقات الصداقة بين 
الس اا اتتادا اي اترام مبدأ المساواة فى الحقوق وحق تقرير المصير للشعوب؟ وأيضا مانصت عليه المادة 
الثانية الفقرة ١‏ من ارتكاز المنظمة على مبدأ المساواة فى السيادة بين الدول الاعضاء من ناحيةء وتشكيل واختصاص 
مجلس الأمن وفقا للفصل السابع من الميثاق من ناحية أخرى؟ حيث يتكون المجلس من خمس دول دائمة تتمتع بمقاعد 
دائمة › والدوام لله وحده» وياقى الدول العشر أعضناء غير دائمين ينتخبون لمدة سنتين . وللفئة الأولى حقوق طبقية 
تمييزية تفوق حقوق باقى الدول الاعضاء باستخدام حق النقض ضد صدور أى قرار ولو اجتمعت عليه غالبية الدول 
فلسطين فى الشديق الأوسط وقضية كشمير فى شبه القارة الهندية» حيث لم تتمكن المنظمة من تسوية القضيتين» سواء 
من خلال الوسائل السلمية وفقا للفصل السادس من الميثاق أو من خلال نظام الجزاءات وفقا لأحكام الفصل السابع من 
الميثاق . وحال استخدام حق النقض من جانب دولة واحدة هى الولايات المتحدة دون اتخاذ العديد من القرارات لصالح 
قضية الشعب الفلسطينى رغم توافر اغلبية كبيرة لصالح اتخاذ قرارات منصفة فى هذا الشأن . وحتى ما تم اتخاذه من 
قرارات لم يتم تطبيقه عمليا نظرا لعدم توافر الارادة السياسية لدى بعض الدول الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن, 
خاصة الولايات المتحدة . وقد جاءت الحرب الكورية فى بداية الخمسينيات» وفشل مجلس الأمن فى القيام بمسئولياته 
كسبب رئيسى فى اتخاذ قرار الاتحاد من أجل السلام بمنح الجمعية العامة اختصاصا بديلا للمجلس لمواجهة تهديد 
الجمعية العامة رقم ۱۹٤‏ لعام ٤٩‏ الخاص باللاجئينء والقرار ۲٤١‏ لسنة ۷٦۱۹ء‏ والقرار ۲۳۸ لسنة ۱۹۷۳ › وانكار حق 
الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وفقا للميثاق والقرارات ذات الصلة . 
وقد جاء نظام الأمن الجماعى- الذى جسده ميثاق الأمم المتحدة - مرتبطا بالتقدم الاقتصادى والاجتماعى والتنمية, 
حيث نصت ديباجة الميثاق أيضا على العمل على حدوث تقدم اجتماعى للبشرية ورفع مستويات المعيشة وتوجيه النظام 
الدولى لدفع جهود التذ لتنمية الاقتصادية والاجتماعية الى الأمام د لجميع ١‏ لشعوب ضمة" اطار تعبئة الطاقات ١‏ يانة السلم 
والأمن الدوليين » وهكذا لم يغب عن مؤسسى النظام الدولى أنه لا يمكن الفصل من الأمن والتنمية وحقوق الانسان 
والحريات الأساسية . هناك اتفاق فى الرأى على أن التهديدات الاقتصادية والاجتماعية ومنها الفقر والأمراض المعدية 
وتدهور البيئة تأتى على قمة تهديدات الأمن الجماعى . 
لذلك اهتمت الأمم المتحدة بالدعوة الى أول مؤتمر للتجارة والتنمية عام ١9714‏ وانشاء سكرتارية دائمة له فى جنيف 
لمساعدة الدول النامية فى جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم المساعدات الفنية وزيادة القدرات والتحليل › 
والربط بين زيادة قدرة الدول النامية على الانتاج والتصديرء وربط الاستيراد بالتصديرء وريط التجارة بالتمويل والتنمية 
> كما اعتمدت الاستراتيجية الدولية للتنمية » وتحديد هدف الحد الأدنى التنمية بنسبة /٠ ,٠‏ من الناتج القومى الاجمالى 
للدول المتقدمة. وقد عقدت الجمعية العامة دورتين خاصتین سنتی ۱۹۷٩‏ و1971 لإنشاء نظام اقتصادى دولى جديد 
يكون أكثر إنصافا للدول النامية» ودعت الى حوار بينها وبين الدول المتقدمة لتسوية مشكلات التجارة والتمويل والطاقة 
والسلع الأساسية والتنمية. وتخفيف عبء مديونية الدول النامية. ولم ينجح هذا الحوار فى السبعينيات والثمانينيات لعدم 
وودز أى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للتعمير والتنمية . 
وقد عصفت أزمات الأسواق المالية بما تحقق من نمو فى اقتصاد العديد من الدول النامية. خاصة فى أمريكا 
اللاتينية حتى سميت حقبة الثمانينيات بحقبة التنمية الضائعة » حيث بدأت جولة أوروجواى للمفاوضات التجارية 
متعددة الأطراف فى بونتا ديل ايستى فى اطار الجات عام 1581 ٠‏ وهو تنظيم يدير الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة, 
ولم تنته الجولة إلا عام 1147 . وقد أسفرت الجولة عن اتساع النظام التجارى الدولى ليشمل التجارة فى جميع السلع 
بما فى ذلك السلع الزراهية والمتسوجات والخدمات والملكية الفكرية ضمن منظمة جديدة تشرف على ادارته هى المنظمة 
العالمية للتجارة؛ التى فضل أعضاؤها عدم الدخول فى منظومة الأمم المتحدة رغم سعى سكرتير عام الأمم المتحدة عام 


- ۱۱۹ - السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 5٠0.5‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


الأمم المتحدة وبناء السلام : عرض نقدى 


4 إلى ضمها الى الوكالات المتخصصة. ولم يحل ذلك دون القيام بعلاقات تغاون 2 ولام امتحرز 
خا رشم اام اجار ا ا ی ی ی س و ر 
ا لشن الولف ف لای ا النظام الدواى من شلال :تكو ا 

هِ ' ع الع ارك .0 ٠‏ التظمات الثلاث الت تسيطر على الاقتصاد الدولىء تجرى ار| . 
الأمن ودوره فى الحفاظ على السلام والأمن الدوليينء والمنظمات لی ت “جرى ادارن 
لصالح ولحساب الأغنياء والأقوياءء أما الفقراء ٠‏ فالله وليهم . 

ومع تسليم مؤسسى الامم التحدة بأن نظام الأمن الجماعى لين مقصورا على للقهوم العسكرى قان العمن 
النهائية للنمو الاقتصادى اقتصرت على الدول الغنية وعدد قليل من الدول النامية؛ بينما سقطت أجزاء كبيرة من البشرية 
فى مستنقع الفقر. فقد ازدادت الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة من ١‏ إلى 11 فى بداية الستينيات إلى ١‏ إلى ٠.‏ 
مع بداية القرن الحادى والعشرين» حيث زادت الحروب الداخلية فى العديد من الدول حديتة 0 . 1 ل» وفشلږ 
مؤسسات الدولة فى البعض منها مثل حالة الصومال وافغانستان. وأصبح مايزيد على مليار نسمة يعيشون بأقل مز 
دولار فی اليوم للفرد ويدون المياه الصالحة للشرب » ومايزيد على مليارى نسمة لايحصلون على رعاية صحية كافية 
ويموت أكثر من ثلاثة ملايين نسمة من الجوع سنويا . 

الأمم المتحدة فى التسعينيات ويداية القرن الحادى والعشرين: استراتيجية جديدة. 

فى الخطاب الذى ألقاه الدكتور بطرس بطرس غالى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الثالث من ديسمبر 141١‏ 
بمناسبة انتخابه أمينا عاما للمنظمةء أوضح استراتيجيته فى تناول مهامه الجديدة (بدأت ولايته بالفعل أول عام 1445 
لمدة خمس سنوات) حيث ذكر أنها سوف ترتكز على ثلاث ركائز هى : 

. السلام : نظرا لشترورة ارساء دبلؤماسية وقآئية فاغلة‎ -١ 

- التنمية » لضرورة سد الفجوة التى تزداد اتساعا بين الدول الغنية والدول الفقيرة . 

٣‏ - الديموقراطية ‏ حيث يلزم تبنى أسلوب ديمقراطى داخل الدول الأعضاء » وكذلك فى العلاقات المتزايدة فيما بين الدول. 


وقد أكد الدكتور بطرس غالى على تلك الركائز فى خطابه أمام مجلس الأمن بعد شهر من بدء ولايته يوم ١١‏ يناير 
: حيث عقد المجلس لأول مرة على مستوى رؤساء دول وحكومات الدول أعضاء المجلس ٠‏ وما فتئ السكرتير العام 
يطلق المبادرة بعد الأخرى لتوضيح خطة العمل بالنسبة لكل من ركائز العمل الثلاث فى مرحلة التسعينيات للأمم المتحدة 
فأطلق خطة السلام فى يونيو ۰۱۹۹١‏ ثم خطة التنمية فى مايو ٠۹٠٤‏ التى تم تطويرها فيما بعد» وصدرت بعد نهاية ولايا 
القن مظوسن کال فى يونيو ۱۹۹۷ء وأخيرا قدم السكرتير العام الخطة الثالثة عن الديمقراطية إلى الجمعية العامة 
للأمم المتحدة فى ٠١‏ ديسمبر 1 : وذلك قبل أيام على انتهاء ولايته بنهاية عام ۱1( . ولئن تطورت خطة التنمياً 
وتم البناء عليها فان خطتى السلام والديمقراطية دائمتان. 
ويلزم الإشادة بجهود الأمين العام المصرى للأمم المتحدة الذى وضع خطة للمؤتمرات الدولية لمواجهة مشاكل البشريا 
اال ی اواد الل ا اموا القرن الحادى والعشرين ومواجهة تحدياته. وهكذا تم تنظيم مؤتمر البية 
والتنمية فى ريودى جانيرو 1 لمحن لحقوق الإنسان فى فينا عام ٠۹١١‏ ومؤتمر السكان والتنمية فى 
القاهرة عام ٤۱۹۹ء‏ ومؤتمر قمة التنمية الاجتماعية فى كوينهاجن, ومؤتمر المرأة والتنمية فى بكين عام ۱۹٩٥‏ ومؤتمر 
واستكمل خليفته كوفى أنان المسيرة ساعيا للبناء على ما تحقق من نتائج المؤتمرات العالمية فى التسعينيات بالدعرة 
إلى قمة للجمعية العامة فى سبتمبر عام ٠٠٠٠١‏ والتى صدر عنها إعلان الألفية والأهداف الإنمائية الثمانية التى استندت 
الیکا اا جا وود و وس اس و ل روا 
تعقد قمة ثانية الجمعية العامة فى منتصف سبتمبر "٠١‏ لمراجعة التقدم نحى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والنظر 
نى. التومديآت القى قدمها السكرتير العام فى تقزر اعذه تحت عتوان آفى جو من الحرية أقس, : صو تعقية الثنفنة 
فى قة الانسان للجميع'(1١).‏ وقد قدم السكرتير العا توصياته الد 82 E e‏ : 
والأمن وحقوق ال نسان کف لای نی کا ا حول التحديات التى تواجه العالم من التحرر من 
الفقرء والتحرد د | et‏ | لأعزيز هياكل الأمم المتحدة بما فى ذلك توسيع عضوية مجلس 
ا ای و - رحن لسكرتير العام تقرير الفريق رفيع المستوى الذى كلفه بدراسة 
ت العالمية والحاجة للتغيير' الذى صدر فى ٠١‏ ديسمبر ۲٠.٤‏ . ولو كان صادقا لأوصى بإلغاء 


ا ات والتحديا 
التهديد استمرارها مع مبادئ وأهداف المنظمة كما سبق أن أوضحنا . 


- 5 
ااهدد 11۱ يوليو ع المجلد 5 ۱1۲ 9 


Scanned by CamScanner 


د. منير زهران 
| 7 جاءت مبادرة كوفى أنان بطلب دراسة تلك التحديات بعد الانتقادات التى وجهت إليه لسلبيته إزاء الغزو الأنجلو 
منود يكى للعراق يش جیپ استياقية انتهاكا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ويدون تفويض من مجلس الأمن؛ ولسكوت 
السكر: تیر ام عن ذلك بل واتهام الأمم المتحدة بالتواطؤ مع الولايات المتحدة فى إدارة شئون العراق» فكان الهجوم على 
مكتب المنظمة فى الماك خی فل ؟؟ من موظفى المكتب وعلى رأسهم الممثل الخاص للسكرتير العام سيرجو دى ميللو, 
كان أيضا يشغله الملفوض السبامي لحقوق الإنسان ونائبته نادية يونس المصرية. وقد طرح السكرتير العام التساؤل 
باو عية الحر ب الاستباقية, ا أن أسلحة الدمار الشامل التى كانت ذريعة المعتدين على العراق ثبت عدم 
وجودها. ولكن توصية كوفى أنان حملت فى ثناياها تبريرا يخرج عن نص المادة ٠١‏ من الميثاق» التى تربط حق الدفاع 

من الدبلوماسية الوقائية إلى بناء السلام : 


- تضمنت أجندة السلام التى صدرت عن الأمم المتحدة فى بداية ولاية السكرتير العام السابق الدكتور بطرس بطرس 
غالى فى عام ٠۹۹١‏ أربعة أعمدة هى : الدبلوماسية الوقائية. وصنع السلام. وحفظ السلام» ويناء السلام بعد انتهاء 
النزاع (5). 
والهدف من الدبلوماسية الوقائية هو تفادى وقوع النزاع المسلح قبل أن يحدث» وذلك إذا تجمعت شواهد ومقدمات 
يمكن أن يؤدى تطورها إلى اندلاع مواجهات عسكرية بين طرفين أو أكثر. وإذا ما ثار نزاع مسلح من شأنه تهديد السلام 
والأمن الدوليين» فهنا يأتى دور مجلس الأمن فى إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بما فى ذلك صنع السلام 
بوقف القتال وتسوية النزاع من خلال المفاوضات وتحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة. وخلال تلك الفترة تأتى 
عمليات حفظ السلام التى يتخذ مجلس الأمن قرارا بإنشائها والإشراف عليها. وأخيرا هناك دور للأمم المتحدة فى 
مرحلة بناء السلام بعد انتهاء النزاع: والتى تتضمن المساعدات الإنسانية ويناء القدرات ويناء هياكل الدولة وإجراء 
الانتخابات الحرة لكى تتولى حكومة وطنية منتخبة إدارة شئون البلاد وانتخاب مجلس تشريعى ومجالس محلية. 
وفى الوقت الذى كان من المتوقع فيه استتباب السلام فى العالم بعد انتهاء الحرب الباردة فى بداية التسعينيات: إذا 
بنا نجد النزاعات المسلحة والصراعات تتعدد وتنتشر فى العديد من القارات والدول خاصة فى أورويا وإفريقيا وآسيا. 
وقد تزايد عدد الصراعات الداخلية خاصة فى إفريقياء وإن كان لبعض تلك الصراعات أبعاد خارجية: وأمثلة ذلك ما 
حدث فى يوغوسلافيا السابقة ورواندا وسيراليون وليبيريا والكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار وأفغانستان والعراق وفى 
السودان وآخر مراحل ذلك النزاع فى دارفور. 
ويلزم التذكير بأن دور الأمم المتحدة فى الام اا من ١‏ ستتياب السلام وعدم معاودة القتال إلى حين التوصل 
إلى تسوية سياسية للنزاع: بدأ بعد سنوات قليلة من إنشاء الأمم المتحدة. وشهد الصراع العربى - الفلسطينى الذى 
اندلعت شرارته بإنشاء دولة إسرائيل فى ٠١‏ مايو ۱۹٤۸‏ بدون تفاهم مع الشعب الفلسطينى : الطرف الآخر لقرار تقسيم 
فلسطين الصادر عام ۱۹٤١‏ ويانتهاك أحكامه أولى محاولات الأمم المتحدة فى هذا الصدد. وقد قرر مجلس الأمن عام 
4 وقف إطلاق النارء وتم التوقيع على اتفاقية الهدنة وإنشاء بعثة مراقبة إطلاق النار بين مختلف الأطراف وهى التى 
وبالقرارض مع ذلك نشأت بعثة مراقبة أخرى فى كشمير عام ١159‏ إثر استقلال الهند وانفصال باكستان عنها 
وإعلان استقلالهاء وثار النزاع بين البلدين حول إقليم كشمير لمراقبة وقف إطلاق النار بين الجانبين» وسميت هذه البعثة 
اختصارا ب ."UNMOGIP”‏ 
كما يلزم الإشارة إلى الدور الذى قامت به الأمم المتحدة - وتقوم به - فى لبنان كبعثة حفظ سلام بين سوريا ولبنان 
واسمها 17311111 ولمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل منذ عام 11174 بعد توقيع الاتفاق بين البلدين بإشراف 
الأمم المتحدة وإنشاجابعثة لراقبة الوضع على جبهة الجولان بعد الانسحاب الجزئى لإسرائيل من تلك الجبهةء وهى بعثة 
وفى اطار مدا "الوقاية خير من العلاج » تعتبر الدبلوماسية الوقائية خير السبل لتحقيق السلام والأمن الدوليينء 
والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمالية للمجتمع الدولى لتعبئة الموارد خدمة للبشرية وتحقيق التنمية ورفع مستويات 
اة اوی العالم» ومثال ذلك بعثة الأمم المتحدة فى مقدونيا ه 
واذا كانت عمليات الأمم المتحدة فى مجالى صنع السلام وحفظه قد تم استعراضها وتحليلها فى العديد من المؤلفات 
والمقالات والتقارير وأجهزة الإعلام؛ إلا أن دور الأمم المتحدة فى مجال بناء السلام لم ينل حظا وافيا من الدراسة 


- 1۳ ¬ السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲٠٠٠‏ - المجلد 4*0 


Scanned by CamScanner 


الأمم المتحدة وبناء السلام : عرض نقدى 


التحليل. وقد عقد مجلس الأمن لهذا الغرض جلسة خاصة يوم 51 يناير ٠٠١4‏ بناء على طلب رئاسة المجلس حين, 
"قل * لأحراء قناقشة' نتوحة لجميع أعضاء الأمم المتحدة لاستيضاح الموضوع» وإلقاء مزيد من الضوء عليه بما 

شيلى' لإجراء مناقشة مفتوحة لجمدٍ موو E. a‏ 

للأمم المتحدة بد متعاظم لتيسير التوصل للمصالحة الوطنية فى المجتمعات التى مزقتها الصراعات باعتبارها مقن: 
لازمة اتحقيق انسلا الدائ, حيث إنه فى غياب المصالحة الوطنية التى تستند إلى عناصر موضوعية سليمة؛ هناك خش 
من بروز الصراعات من جديد مثلما حدث فى هايتى عام 7٠١7‏ بعد أن انتهت بعثة حفظ السلام الأولى التى نشات ء, 
٤‏ ثم تمت تصفيتها عام 7001 واضطر مجلس الأمن عام ٠٠١5‏ لإنشاء بعثة جديدة لحفظ السلام فى هايتى ون 
نفس العام تقرر امتداد العمل ببعثتى حفظ السلام فى تيمور الشرقية وكوسوفو لمدة عام إضافى وإنشاء عمليات حزٍ 
السلام الجديدة فى كوت ديفوار وبوروندى وأخيراء أنشأ مجلس الأمن فى أبريل 7٠٠١5‏ بعثة لحفظ السلام فى السوداز 


* * +* 


5 كمحصلة لمداولات مجلس الأمن الذى اجتمع على مستوى وزراء الخارجية يوم ۲ سبتمبر 23٠١5‏ للنظرفي 
الجوانب المدنية من احتواء الصراعات ويناء السلام؛ أصدر المجلس بيانا رئاسية أهم ما جاء فيه(؟): 

- الأهمية المتزايدة للجوانب المدنية من احتواء الصراعات فى مواجهة الأزمات المعقدة وفى منع تكرار الصراعات. 

- أهمية التعاون بين المدنيين والعسكريين فى احتواء الأزمات وضمان الأمن واستعادة النظام وإقامة مؤسسات عان 
قادرة على العمل والتعمير والإصلاح ويناء السلام لتحقيق التنمية المستديمة على المدى الطويل. 

- إبراز دور المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية وغيرها من المنظمات فى احتواء الأزمات: مع الإشارة بصفة خاصا 
إلى أحكام المواد من 57 إلى 54 من الميثاق مع أهمية التنسيق فيما بين أدوار تلك المنظمات فى مرحلة بناء السلام. 

- التنويه بتوفير الوسائل المناسبة لدعم السلام فى الفترات الانتقالية لاحتواء الأزمات: ومنها حماية المدنيين ومنب 
موظفو الأمم المتحدة والعاملون فى تقديم المساعدات الإنسانية ونزع سلاح المقاتلين السابقين وتسريحهم وإعاد 
إدماجهم ومحاكمة مرتكبى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ويناء مؤسسات الدولة وإدارة العدالة وتعزيز حفوق 
الإنسان وحمايتها لضمان إحلال السلام الدائم بعد انتهاء الصراع. 

ومن ناحية التطبيق؛ يلاحظ أن عمليات حفظ السلام التى نشأت بقرارات من مجلس الأمن منذ عام ٠٠١4‏ أخذد 
بعين الاعتبار المداولات السابقة فى تنظيم هياكل كل من بعثات حفظ السلام فى هايتى وكوت ديفوار ويوروندى وأخيرا 
وعمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وعودة اللاجئين والنازحين وإجراء انتخابات حرة نزيهة وإقامة نظام 
قضائى عادل وحماية حفوق الإنسان. والنائب الثانى يتولى فى نفس الوقت وظيفة منسق برامج الأمم المتحدة (برنامج 
الأمم المتحدة الإنمائى» وتنسيق المساعدات الإنسانية والإنمائية من خلال علاقات التعاون مع الوكالات اللتخصصاً 
والبنك الدولى والبنوك الإقليعيّة والدول المانحة لتوفير التمويل اللازم لاستعادة الدولة لهياكلهاء تمهيدا للخفض التدريجى 
لقوام البعثة العسكرى والشرطة والعنصر المدنى تمهيدا لتصفيتها وإنهاء مهمتها. 8 

لحنة بناء السسلام : 


۳ تقريرا (5) يوم ۲ دیسمبر sef‏ أوصى فيه ضمن عدد آخر من التوصيات بأن ينظر مجلس الأمن فى إنشاء لجنا 
لبناء السلام وذلك لتعبئة الموارد وتشسيق الجهود لإعادة البناء فى ا ات 8 0 
والمساعدة فى تدعيم مقومات الدولة فى المرحلة الجديدة. 1 


واستنادا إلى تقرير الفريق 7 ااي أيه پیا تقد قمة الجمعية العامة التى سوف تعقد فى سنتهبد 
٠. .٥‏ قدم السکرتیر العام تقریرا فی e‏ چن ى جو أفسح من الحرية : صوب تحقيق التنمية والأمن | 
وحقوق الإنسان للجميع a‏ من e‏ منظومة الأمم المتحدة. ومنها إنشاء لجنة دولية لبناء 
المرلام: فضلا عن مكتب لدعم بناء الس 'آم فى امار سكرتارية الم التحدة, وتكون مهمة اللجنة العمل فى الفترة التلبا 
مباشرة لانتهاء الحرب على تحسين للإنعاش وإ مة المؤفسسات وتوفير التمويل. 

ملاحظات ختامية : 


انيات عمليات حفظ السلام للسنة المالية 2 9 ) 


كانت عيد تبدأ أول يوليو من كل عام) حوالى ” مليارات دولاد 


و ت المكلد 6٠١‏ ب 998 


اا ١05١‏ نولبيو 


Scanned by CamScanner 


د. منير زهران 
ولكن نظرا لإنشاء بعثات جديدة لمواجهة النزاعات الإقليمية التى نشبت فى أمريكا اللاتينية (هايتى) وإفريقيا (كوت 
ديفوار ويوروندى والسودان) وآسيا (العراق) فقد ارتفعت ميزانيات عمليات حفظ ويناء السلام والعمليات السياسسة 
الخاصة للسنة المالية 5٠١1/7٠٠5‏ إلى ما يزيد على خمسة مليارات دولار. 

وهناك إدارة مختصة فى سكرتارية الأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ ويناء السلام والعمليات السياسية الخاصة, 
هى إدارة عمليات حفظ السلام التى تقوم بالتنسيق مع الإدارة السياسية. وتعد هذه الإدارة احتياجات عمليات حفظ 
السلام من الأفراد من العسكريين والشرطة والموظفين المدنيين» وما يلزم كل بعثة من البعثات من معدات وتجهيزات 
وتمويل» وتوالى إعداد التقارير اللازمة التى تعرض على مجلس الأمن دوريا حول تطورات الموقف فى كل دولة توجد فيها 
أى من تلك البعثات بناء على الولاية التى يقررها مجلس الأمن لكل بعثةء والتى بلغ عددها ١5‏ بعثة. 

ويضاف إلى ذلك البعثات السياسية الخاصة التى يتم تمويلها من الميزانية العادية للأمم المتحدة؛ والتى بلغت ٠١‏ 
بعثة منها بعثتا الأمم المتحدة فى أفغانستان والعراق ويعثة مراقبة وقف إطلاق النار فى الشرق الأوسط N150""‏ لا 
التى نشات بعد توقيع اتفاقية الهدنة بعد حرب فلسطين الأولى عام 1144 وبعثة مراقبة وقف إطلاق النار فى كشمير 
10015 منذ عام 1444 أيضا. 

ويلاحظ أن ميزانية العمليات السياسية الخاصة فى ميزانية الأمم المتحدة للسنة المالية ۲۰۰٠/۲۰۰۶‏ بلغت ٠١١, ٤‏ 
مليون دولار» وطالب السكرتير العام بزيادة اعتمادات بعثتى الأمم المتحدة فى أفغانستان والعراق عام ۲٠٠٠‏ بمبلغ 
65 مليون دولار خاصة مع مرحلة ما بعد إجراء الانتخابات فى العراق فى "١‏ يناير ٠٠١5‏ والإعداد للحكومة 
العراقية الانتقالية وإعداد الدستور. 

أما عن حجم الوحدات العسكرية والمراقبين الحربيين والشرطة المدنية فى عمليات حفظ السلام فقد بلغ 5117.5 
أفراد خلال السنة المالية ۲٠٠٠/۲٠١٤‏ ومن المتوقع زيادة العدد إلى 1٩‏ ألفا من الأفراد خلال السنة المالية 
ر 

وأخيراء يلاحظ أن 726٠‏ من التوريدات لعمليات حفظ السلام يتم شراؤها من الدول المتقدمةء بينما الغالبية العظمى 
من الأفراد العسكريين والشرطة من الدول النامية. خاصة من الهند وياكستان وبنجلاديش وسرى لانكا ونيجيريا 
وجنوب إفريقيا. 


المراجع : 


. 7٠١٠ راجع بطرس بطرس غالى : "حفظ السلام والتنمية والديمقراطية"؛ دار النهار - بيروت,‎ -١ 
. 3٠١5© مارس‎ "١ يراجع الستند ۸/59/2005 بتاريخ‎ - " 

+ - راجع “خطة من أجل السلام'. الأمم المتحدة؛ نيويورك» 1955 . 

و ك اة 3 الصادر فى "١‏ سبتمير 7٠٠١5‏ . 


وج واس ا تير العام المشار إليه - المستند ۸/59/2005 بتاریخ ۲١‏ مارس ۲٠٠٠‏ . 
5056 لسكرتد 


- ۱10 - السياسية الدولية العدد ١6١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد ٠١‏ 


Scanned by CamScanner 








من 





ألأمم المتحدة فج نظام 
دولج متغير 


ك . جهاد عودة 





العدد 4 بتاريخ ١‏ أبريل 19457 


يهتم هذا الملف بدراسة تطور الأمم اللتحدة فى إطار 
النظام الدولىء والإطار التحليلى العام الذى تدور فيه تلك 
النخبة من الدراسات التى يضمها الملف يقوم على بحث 
كيف تعكس وتعبر مسارات تطور الأمم المتحدة تلك 
التطورات العميقة التى عاشها ويشاهدها النظام الدولى 
منذ 1545. وهذه النظرة لا تتضمن. بالتأاكيدء القول إن 
الأمم المتتحدة مجرد مرآة عاكسة للتغيرات والأحداث» 
ولكنها تعنى القول إن التغير فى الأمم المتحدة من حيث 
التوجهات الفكريةء وفى ميزان القوى بين الأعضاء وفى 
البرامج المتبعة لا يمكن أن يفهم فهما كاملا إلا إذا أخذت 
التغيرات فى النظام الدولى فى الاعتبار والتحليل؛ فالملف 
يتبنى فكرة أن هناك علاقة تأثير وتأثر بين الأمم المتحدة 
والنظام الدولىء فالأمم المتحدة عبر تاريخها منذ 1144 قد 
جاءت لتعبر عن أكثر من كونها مجرد تقييم للأوضاع 
القائمة. وذلك حيث إنها أثبتت مقدرة عالية على المرونة فى 
محاولة. إما ضبط التغيرات فى النظام الدولى أو المساهمة 
الفعالة في صياغة مجرى هذه التغيرات أو الاسهام فى 
إحداث هذه التغيرات. 

ويتناول الملف هذه العلاقة التى يجوز إطلاق صفة 
الجدلية عليهاء على ثلاثة محاور هى: الاستقلال والأمن 
لقني ة, فيتناول المحور الأول من خلال دراستين: دور 
الأمم المتحدة فى ضبط ذلك التغيير الهائل الذى أصاب 
النظام الدولى فى الخمسينيات والستينيات ألا وهو ظاهرة 
حركات التحرر والاستقلال الوطنى فى العالم الثالث وما 
للأمم التخصقة فى مجال توزيع النفوذ بين أجهزة الأمم 
التحدة. أما المحور الثانى وهو الخاص بالأمن» فيتضمن 
ثلا ى دراسات تدرس بعض الأوجه المختلفة لفكرة وجود 

| 2 دة كحافظ وضامن للأمن والسلم الدوليين. 
الأمم WE‏ الخالث ألا وهو محور التنمية على تطور 
وأخيرا يركز المحور د 











لالب ٠‏ - المجلد ف 


Scanned by CamScanner 



























وعى الأمم المتحدة من حيث القضايا المثارة والبرامج المتبئ 
بأهمية بعد التنمية كمدخل مهم وضرورى للحفاظ على 
الاستقرار العالمى. 

إن هذا الملف يريد أن يؤكد أن دعوة للإصلاح للام 
المتحدة لابد أن تتم فى إطار الإدراك العميق لنجاحان 
وإنجازات هذه المنظمة العالمية. بمعنى أن دعوة الإصلا 
لابد أن تأتى من أجل تعميق هذه النجاحات والإنجازات فر 
المقام الأول. 








المأمم المتحدة بين عالمين: 


ك . أحمد الرشيد ي 
العدد ۱۱۷ بتاریخ ۱ یولیو ٠۹۹٤‏ 












إن الأمم المتحدة تعيش الآن عصر التحولات الكبرى بين 
عالمين: عالم القطبية الثنائية والحرب الباردة "14465- 
09 من ناحية: وعالم مايعد انتهاء الحرب 
الباردة, ومابعد الانهيار الرسمى لدولة الاتحاد السوفيتى 
عام ۱۹١١‏ من ناحية ثانية. 
هذه القخولات شی التى تجتعلنا نعود من ديد اشاح 
ا س إلى اخ خن سق ك لف ای يجب ان 
المت وا هذه المنظمة وأدوارها خحلال المرحلة 
0 ومستقبلا عن تلك التى اضطلعت بها خلال المرحلة 
9 المراحل السابقة عام ۹١١‏ الإجابة عن هذا السؤال 
لرئيسى- وماقد يتصل به من أسئلة أخرى فرعية-:هى 
ا 5 الملف الذى يضم ^ أوراق بحثية. أما أولى 
دداق؛ فهى التى خص بها الأمين العام للأمم 


4 5 5 
ب ور بطرس بطرس غالى- مجلة | لسياسة 












الدونية وال د ی و . : 
إا ل تى تمثل بحق الخلفية العامة لكل الايداف | 


ناول فيه الأمين العام-.بتحليله المتعمق 
والمعهور ومن خلال خبرته العملية تكامين عام للمنظمة 
ال 3 يربو على العامين- التناقضات الأساسية 
تواجهها الأمم الملتحدة خلال المرحلة الانتقالية الراهنة 
بشي . ويلى هذه الدراسة التأصيلية العامةء دراسة 













الدولى العام المساعد بحفوق القاهرة فرع بنى سويف- عن 
مدى التزام مجلس الأمن بقواعد الشرعية الدوليةء وذلك 
من منظور يجمع بين التحليل الواقعى والمستقبل. وثالثة 
هذه الدراسات هى تلك التى أعدها دكتور محمد مصطفى 
يونس أستان القانون الدولى العام المساعد بحقوق القاهرة, 
والتى عرض من خلالها لواحد من أهم الموضوعات 
المطروحة الآن فى إطار مشروعات تطوير الأمم المتحدة, 
ونعنى بذلك أثر التطورات الراهنة فى م فهوم السيادة 
الوطنية وما يرتبط به من مفاهيم أخرى كمفهوم 
الاختصاص الداخلى على دور الأمم الک ومنظماتها 
الملتخصصة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية فى تقويم 
لتجارب الماضى وآفاق المستقبل. ولما كانت قضية البيئة 
ومشاكلها -التى باتت تتجاوز من حيث آثارها ومخاطرها 
الحدود السياسية للدول فرادى- قد أضحت من القضايا 
التى تستغرق الآن قدرا كبيرا من الاهتمام الدولى: لذا فقد 
رْئى أنه قد يكون من المفيد تضمين الملف ورقة خاصة 
تعرض للدور المحتمل للأمم المتحدة فى نطاق ما يمكن 
تسميته بالنظام الدولى لحماية البيئة. وقد قام بإعداد هذه 
الورقة الدكتور حازم حسن جمعة: أستاذ القانون الدولى 
بحقوق الزقازيق: أما الموضوع الخاص بتحليل أثر 
التطورات الراهنة فى النظام الدولى على الدور السياسى 
للأمين العام وما يستتبعه ذلك من ضرورة التفكير فى 
تطوير نظام الخدمة المدنية فى نطاق منظمة الأمم المتحدة 
بما يتيح الفرصة لتلافى بعض أوجه القصور ولتزويد 
الأمانة العامة للمنظمة للكفاءات اللازمةء فقد تم تناوله من 
كلال راسشية: التزاسة الآزلن» ادها پر کین کور 
التكتور متحمد:رضا الذيب:» استتان القاتون النولى العام 
المساعد بحقوق عين شمس وعنوانها: الدور الأساسى 
للأمين العام للأمم المتحدة: دور متعاظم واهتمام متناقض 
أوأما الدراسة الثانيةء وعنوانها" الخدمة المدنية فى الأمم 
المتحدة: ضرورة التطوير لمساندة الدور الجديد 'فقد أعدها 
الدكتور عطية حسين أفندى" أستاذ الإدارة العامة المساعد 
بكلية الاقتتصاد بجامعة القاهرة. وأما الأوراق الثلاث 
الأخيرة فى هذا الملف. فقد تناولت أولاها التى أعدها كاتب 
هذه السطور. وعرض فيها لخضرورات تطوير محكمة العدل 
النولية كدخل لتطوين الاهم و سوبا 
خاصة إلى مخاطر تسييس هذا الجهاز تې وياله 
إلى الدور المتنامى للأمم المتحدة فى مجال عمليات حفظ 
السلام. وحيث إن الخبرة المعاصرة للمنظمة فى هذا المجال 
تطرح الآن العديد من التساؤلات بشأن احتمالات المستقبل 
الأشعل نائ مدير المعهد الديلوماسى بوزارة الخارجية. 
| وأما الورقة الاخيرة. فقد عكف على إعدادها الأستاذ عمرو 
]| الجويلى الملحق بوزارة الخارجية»ء والتى عرض فيها لتقويم 
دور 1 تحدة فى مجال توفير الحماية الدولية لحقوق 
ا دور الأمم المتحدة فى 2 E:‏ الآلناد التى E‏ 
الإنسان والفرص المتاحة مستقبلاء والآليات يدبيكى 
| التركيز عليها فى هذا الخصوص: 






Scanned by CamScanner 









































الامم المتحدة في ۵١‏ عاما 
.. الانجازات والاتفاقاءت 
آنوو الهوار ي 

العدد ۱۲۲ بتاریخ ۱ آکتوبر ٠۹۹۵‏ 





بينما يخطو العالم نحو عتبة قرن جديد» فإن حدة النقاش 

وأغنياءعه وفقراءه. حول واحد من أهم وأخطر مواريث القرن 
العشرينء وكل الأمم المتحدة التى تنفرد بكونها تمثل أعلى 
مستويات الالتقاء الدولى؛ فهى البيت الدولى أو المنتدى العالى 
أو البيت الكبير للعائلة الإنساني. 

وإذ يحتفل العالم بمرور خمسين عاما على إنشاء الأمم 
المتحدةء فإن عوامل عديدة ومتغيرات كثيرة تدعو لإعادة النظر 
من زوايا مختلفة 'لاستشراف الأدوار المستقيلة اللمكنة 
والمتوقعة من الأمم المتحدة. وهى المهمة التى لا تتردد 
"السياسة الدولية" فى الإسهام فيها كمنبر مصرى وعربى 
وإقليمى له رؤاه وله اتجاهاته. وعلى ذلك نتقدم لهذا الملف 
قدمته "السياسة الدولية" تحت عنوان: "منظمة الأمم المتحدة 
بين عالمين' فى عددها ١١٠‏ الصادر فى يوليى ١151/5‏ . 

وفى هذا الملف ثلاث قضايا رئيسية: 

الأولى: إعادة تعريف طبيعة وكنه الأمم المتحدة. فخلافا 
للمعروف عنها من أنها "جهاز فوق الدول”. فإن أ/ محمد 
سيد أحمد والدكتور وليد عبدالناصر يعيد كل منهما النظر 
إليها من زاوية جديدة» إذ يطرح الأول فكرة إنشاء جهاز يحل 
محل الدول حتى تملأ الفراغ الذى يعجز النظام الدولى عن 
ملئه» ويرصد الثانى توجها جديدا لدى الأمم المتحدة, وهى 
إنشاء “جهاز يتدخل فى اختصاصات الدول". 

الثانية: حول تقييم وظائف الأمم المتحدة» إذ يناقش كل 
من أ/ أحمد محمود إبراهيم: وأ/ عماد جاد الوظيفة التقليدية 
للأمم المتحدة وهى حفظ السلم والأمن الدوليينء ويركز الأول 
على دورها فى إفريقياء ويركز الثانى على دورها فى البلقان, 
ويعالج العميد مراد إبراهيم الدسوقى البعد العسكرىء أما 
أ/ نزيرة الأفندى فهى تتناول الوظيفة الاقتصادية والتنموية. 
الثالنة: تطوير البناء الداخلى للأمم المتحدةء وإعادة النظر 
فى البيئة الدولية التى تعمل فى سياقهاء وهنا يطرح الدكتور 
أحمد الرشيدى العديد من المداخل لتطوير التكوين الداخلى 
لأجهزة الأمم المتحدةء ويقدم الدكتور أحمد أبو الوفا قراءة 
جديدة للمعلن والكامن من ملامح وقسمات النظام الدولى 
الجديد» ويناقش أ/ أحمد يوسف القرعى دور مصر الساعى 
إلى توسيع نطاق العضوية الدائمة بمجلس الأمن. 

وإجمالا فإن هذا الملف ب لتقديم تقييم علمى 
وموضوعى لمسيرة الأمم المتحدة عبر الخمسين عاما الماضية 


بما حققته من إنجازات ويما منيت به من إخفاقات. 





السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد 4٠‏ 





من أرشيف السياسة الدولية 





الأمم المتحدة والطبقية الدولية 
د . بطرس بطرس غالجي 


العدد6 بتاريخ ١‏ أكتوبر19”9 





لا نريد أن ينتهى تقسيم العالم إلى كتلة غربية وكتلة 
شرقيةء لتقوم تقسيمات أخرى أكبر وأخطر: كتلة من 
الفقراء. وكتلة من الأغنياء. كتلة من المتقدمينء وكتلة من 
المتخلفينء كتلة من الشمال من الكرة الأرضية من حقها 
الوخاء وكظة من الجتوي ليس لها غير الحرماف كظلة من 
البيضء وكتلة من الملونين» لا يستطيع الفقر والغنى أن 
يعيشا بسلام جنبا إلى جنب.. ولا يستطيع التقدم والتخلف 
أن يعيشا بسلام جنبا إلى جنب. نحن فى عالم واحد 5 
ونحن جنس بشرى واحدء مهما اختلفت الألوان. 

(من خطاب الرئيس جمال عبدالناصر فى افتتاح مؤتمر 
القاهرة لدول عدم الانحياز: © أكتوير 1575). 


حين يقع صراع بين دولتين؛ أو بين مجموعتين من 
الدولء ويراد لهذا الصراع أن ينتهى سلمياء فلا بد أن 
يقوم بدور الوسيط بين الطرفين المتنازعين لإنهاء ذلك 
الصراع طرف ثالث غير ضالع مع أى من الطرفين. 

والصراع الذى يهدد العالم, والذى سيظل مهددا للعالم 
حتى يبلغ ذروته فى خواتيم هذا الثلث الأخير من القرن 
العشرين» ليس ناشئا عن الخلاف بين المعسكر الشيوعى 
الفقيرء والمعسكر الغربى الغنى» بقدر ماهو ناشئ عن 
الخلاف بين الجنوب الفقير. سواء فيه الشيوعى أو غير 
الشيوعى. والشمال الغنى» سواء فيه الشيوعى أو غير 
الشيوعى. 

ونستطيع أن نلخص أبعاد هذا الصراع فى هذه 
العبارة الوجيزة "العالم الغنى يزداد غنى والعالم الفقير 
يزداد فقرا" ومن ثم تزداد الهوة بينهما اتساعا كل يوم, 
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالى: من ياترى هو 
الطرف الثالث الموثوق بعد انحيازه لأى من طرفى النزاع 
فيستطيع أن يقوم بدور الوسيط بينهما؟ عسى أن يكون 
ذلك الطرف الثالث يملك من القوة والنفوذ ما يمكنه من أن 
يكون مسموع الكلمة فى هذا الصراع؛ وما کا ن 
يقمع كلا من هاتين اللجموعتين المتناقضتين بتسوية سليمة 
لهذه القضية الخطيرة. 

إن هذا الطرف الثالث الذى يستطيع أن يقوم بدور 


الوسيط بين مجموعة الدول الغنية ومجموعة الدول 














٤١ اللمجلد‎ - ۲.٠.١ ایل‎ . 


Scanned by CamScanner 













البروليتارية ليس إلا التنظيم؛ الدولى. ذلك آنه مع کرن 
يتألف من أعضاء من المجموعتينٍ املتصارعتين, فإنل 
شخصية متميزة» وله إرادة ذاتيةء ما يطوع له أن يؤدى 
مهمة الوسط لإنقاذ العالم من صراع طبقى عنيف. ولئر 
كان ذلك صحيحا نظرياء فإن هناك عناصر مادية تعترض, 
ذلك أن التنظيم الدولى» سواء كان هو الأمم المتحدة ار 
الوكالات المتخصصة المرتبطة بالأمم المتحدة- كهيئة العمل 
الدولى؛ أو هيئة اليونسكوء أو البنك الدولى أو نحوهاء 
خاضع لنفوذ الدول الغنية عامةء ولنفوذ فريق من الدول 
الغنية الرأسمالية خاصة: ومن شان :هذا أن يجعل التنظ 
الدولى غير قادر على أن يقوم -كما يجب- بدور الوسيط 
بين العالم الفقير المتخلف» والعالم الغنى المتقدم ما دام هذا 
التنظيم الولى واقعا تحت تأثير العالم الغنى المتقدم» فهو 
والحالة هذه- بمثابة الخصم والحكم فى آن واحد. 

والحق أن مجهود الدول المتخلفة فى السنوات الأخيرة 
قد اتجه. بمساعدة الدول الشيوعية. نحو تخفيف قبضة 
الدول الغنية الرأسمالية على التنظيم الدولىء وقد أثمر هذا 
الملجهود بعض الشئ» ومن ذلك مثلا: 

-١‏ تعديل تشكيل بعض الهيئات العاملة فى الأ 
المتحدة بحيث يتاح للدول النامية أن تكون ممثلة فيها تمشلا 
أقرب إلى العدالةء ومن أوضح الأمثلة فى ذلك توسيم 
عضوية المجلس الاقتصادى والاجتماعىء فبعد أن كان 
مؤلفا من ۱۸ دولة, صار مؤّلفا من ۲۷ دولة. 

إنشاء منظمات دوليةء وهيئات دولية جديدة؛ مهمتها 
مواجهة مشكلة التخلف» ووضع أحسن الحلول لها. ومن 
3 نجاح هذا الاتجاهء رغم العقبات القائمة فى طريقه 
انشاء منظمة الأونكتاد” فى جنيف ٤١۹٠ء‏ وظهور مجموعة 




















EY |‏ الأمم المتحدة, والمنظمات الدولية والفنية 
3 : لشيس توجه الآن إلى مشروعات لصالع 

ول ميه. ففى سنة ۸٩۱۹ء‏ كانت ميزانية الأمم المتحدة 
والنظمات الدولية الغنية التابعة لها أو المرتبطة بها قد 





0 أ 01١‏ مليون دولار. صرف منها مليقنا - 
١ ٠‏ منها- على مشروعات تخدم الدول النامية. 









تلك 2 ا ا 
كلها خطوات تبعث على التفاؤل ولا ريب. إلا أن دور 


اوسيل الذى يمكن أن يقوم به التنظيم الدولى بغية تذويب || 
لطبقية الدولية تعترضه صعويتان رئيسيتان: 0 


أما الصعو 3 : 3 
به الأولىء فسياسية تتمثل فى الحرب الباردة | 





الناشئة بين - 
بين العملاقين الغنيين. فمن ناحية, نرى كلا من 






هذ ON ۱ ٠‏ + ب 
ين العملاقين يرفص تقديم المساعدات فى إطار الأمم | أ 











المتحدة ويريدها مساعدات مباشرةء ومن ناحية أخرى نرى 
الصراع المذهبى بين الدولتين الشيوعيتين الكبيرتين واقفا 
5 وجه التنظيم الدولى ومعطلا قيامه بمهمته الجديدة. 

وأما الصعوية الثانيةء فإنها ترجع إلى عجز الدول 
ااافا عن اسستتخدام التظيع الدولى هن التعجير عن 
مطالبهاء وقد دلت الإحصاءات على أنه فى سنة ١9717‏ عقر 
فى الأمم المتحدة وفروعها ۳۸۸ اجتماعاء ومفاد هذا أنها 
كانت تجتمع يوميا -باستثناء أيام العطلات والأعياد-, 
بمعدل ١6‏ اجتماعا أو مؤتمرا كل يوم. ولا شك أن الدول 
النامية لم تكن لها القدرة والكفاية على أن تشترك فى كل 
هذه الاجتماعات لتعبر فيها عن وجهة نظرها فتؤثر بذلك 
فيما تتخذه من قرارات. 


فإذا كان التنظيم الدولى مازال تحت سيطرة الدول 
النامية على الاستفادة من هذا التنظيم ليجعل منها الوسيط 
المرجى بينها وبين الدول الغنية المتقدمة. 
الدور الذى اضطلع به التنظيم الدولى فى السنوات العشر 
الأخيرة فى توضيح أبعاد خطورة الطبقية الدولية التى 
تهدد أمن العالم وسلامه»ء ولهذا يجب أن يكون من مهام 
وتدعيم تمثيلها فيهء ليكون لها من ذلك سلاح تجاهد به فى 
وفى هذا العدد من مجلة "السياسة الدولية' أكثر من 
دراسة تتصدى لدراسة قضية التخلف وأساليب مواجهتها 
على النطاق الدولى. 
وإذا كانت الآراء مختلفة فى تحديد أسباب التخلف, 
وفى شرح مظاهره؛ ورسم الخطط اللازمة GA‏ 
هناك ما يكاد يكون إجماعا على أنه لا يمكن مواجهة تلك 
القضية إلا على مستوى عالمى؛ والأمم المتحدة هى الجهاز 
لمعالجة هزه القضية. 
إن المشاكل التى تواجه الوطن العربى» وفى مقدمتها 
مشكلة العدوان الصهيونى؛ هى التى تستحوذ على كل 
اهتمامنا الآن, وهى التى تجعلنا نضع مشكلة التخلف فى 
الرتبة الثانية. ؤنخن تعلم ان الاستعمار اصهيواى ١‏ حت 
تطيع أن ٠‏ توطن هذه المنطقة ويتمكن منها لولا أنه 
وجد أمامه مجتمعا متخلفاء وحين يتخلص هذا المجتمع 
وا التتخلف فسيتخلص تلقائيا من سلطان 


RY‏ ار بصوره المتعددة. 









Scanned by CamScanner 



































- ۱4 - 


من أرشيف السياسة الدولية 











نحو دور أقوه للامم المتحدةّ 
د . بطرس بطرس غالي 


العدد 11١‏ بتاربخ ١‏ يناير؟199 


يعنى» فى المقام الأول؛ الإصلاح الداخلى للمنظمة 
ومنظوماتها الأوسع من الوكالات المتخصصة. وهناك الكثير 
ما یکن عله الان واک ب آن یکو واا اق تنك 
سيتخذ شكل عملية تطور تدريجى. إن هذا العالم فى بعض 
جوانبه لا يزال فى '"عصوره الوسطى' حيث يتعلق الأمر 
بالمنظمات الدولية والتعاون الدولى» فقد تطلب الأمر مضى 
قرون قبل أن يفض الصراع فيما بين قوى الملوك وقوى 
النبلاء إلى قيام دول قادرة على الوفاء بمسئولياتها فى 
ميادين الأمن والاققتصاد والعدالة: وما من شك فى أن 
مؤسسات الآمم المتحدة يجب أن تسلك السبيل نفسه إذا 
أريد تجنب الفوضى. 

إذا توافرت القيادة الحازمة وانعقد عزم جميع الدول 
الأعضاء فإننى على ثقة بأنه يمكن تحقيق إنجازات كبرى 
بحلول نهاية هذا القرن. 

وتحريكا للإصلاح من الداخلء؛ بدأت. حالما توليت 
منصبى منذ عام مضىء عملية إعادة تشكيل هيكل الأمانة 
للأمم المتحدة, وكان أول هدف لئ على المدى القصير هو 
القضاء على الازدواج والتكرار والطبقات المتعددة من 
المناصب والوظائف فى المقرء وقد حققت هذه العملية بعض 
النتائج» ولابد لها أن تمشى فى اتجاه استراتيجية مؤسسية 
مترابطة. 

إن لجنة التنسيق الإدارية هى أرفع هيئة تضم المديرين 
التنفيذيين لجميع الوكالات المتخصصة والمؤسسات التابعة 
لمنظومة الأمم المتحدة, وهذه اللجنة يجب أن تعمل على نحو 
أكثر حسما من أجل توجيه واستثمار أعمال مختلف 
مؤسسات المنظومة. 

وبالمثل» فقد أثبت المجلس الاقتصادى والاجتماعى؛ رغم 
المكانة البارزة المعطاة له فى الميثاق: أنه أضعف من أن يوفر 
التماسك والشكل المطلوب لأعمال الوكالات الملتتخصصة, 
ومؤسسات بريتون وودزء واللجان الاقتصادية الإقليمية؛ 
ومجموعة برامج الأمم المتحدة. إن الازدواج منتشر 
والتنسيق غالبا ما يكون اسمياء والمعارك البنروقراطية 
الرامية إلى احتكار مجال بعينه متفشية؛ وأهداف المنظمات 








السياسة الدولية العدد ١١١‏ يولبو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٠١‏ 





من أرشيف السياسة الدولية 


المختلفة تتضارب أحيانا. 

وتكائر الؤسساك: الذى يتميز به«عمل الأمم المتصدة فى 
الميادين الاقتصادية والاجتماعية والبيئيةء إنما هو نتاج 
كر اللفقون امتسيومة: وكيوا ما مارسة الذول الأعفساء 
الضغوط من أجل اتخاذ التدابير على أساس مجزأ. 
وأنشنات احياتا أجهزة بمروفراظية كدائل عن حل المشاكل: 
كانت فى بعض الحالات وسيلة لتمويه المشاكل بدلا من 
كشفها لكى تنال الاهتمام الجدى؛ ولقد أوجبت بإنشاء آلية 
مرنة رفيعة المستوى تعمل فيما بين الدورات لتمكين المجلس 
من الاستجابة بشكل مستمر وآنى للتطورات الجديدة 
الحادثة فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى؛ وينبغى أن 
تكون لها وظيفة إنذار مبكر تشمل ما يتعرض له الأمن 
والتنمية من أخطار: من أزمة الطاقة إلى عبء الديون» ومن 
خطر المجاعة إلى تفشى الأمراض. وإذا كان بمقدور 
مجلس الأمن أن يتصور إمكانيات جديدة فيما يتعلق 
بقضية السلم» فإن دور المجلس الاقتصادى والاجتماعى 
يمكن أيضا أن يتعزز بقدر كبير. وفى هذا العصر الذى 
تتراجع فيه مفاهيم التنمية القديمة» ويصبح من المطلوب 
وجود توجهات جديدة. سيحتاج كل عنصرء فى منظومة 
الأمم المتحدة. إلى أن يعيد النظر فى وظيفته وما يستخدمه 
من موارد بشرية ومالية» إلى أن يبرر هذه الوظيفة وهذه 
الموارد من جديد. 

هناك إمكانيات جديدة لإسهام يقوم على التقاسم 
والتفويس والتفاغل فى التظمة العامية من جاتب العقد 
المتزايد من الرابطات والوكالات الإقليمية والشبكة الهائلة 
من المنظمات غير الحكومية التى كانت تعمل إلى حد كبير 
فى الماضى من أمريكا الشمالية وأوروياء وأصبحت الآنء 
ويشكل متزايد» من معالم البلدان فى جميع أنحاء العالم, 
وهناك الآن أكثر من ألف منظمة غير حكومية تعمل بنشاط 
فى الأمم المتحدة من خلال الناس ومعهم فى كل مكان. 

بل إن هناك مستوى أعمق لهذا الاتجاه؛ فالعلاقات بين 
الأمم تتشكل» بقدر متزايد» على أساس التفاعل المستمر 
بين كيانات سياسية واقتصادية بأكملهاء وهذا النشاط يكاد 
يشبه واحدة من قوى الطبيعة؛ وقد يكون كذلك بالفعل؛ فلم 
تعد الحدود السياسية ولا الجغرافية تشكل إلا عائقا هينا 
أمام هذه العملية؛ ويتزايد البرهان على عدم فعالية جهود 
الحكومات لتوجيه أو حتى تتبع هذه التدفقات من الأفكار 
والتأثيرات والمعاملات» وسيتمثل التحدى المستقبل المنظور 
ل جعل هذه العلاقات المتطورة بين الشعوب وفيما بين 
الشعوب بعضها بعضنا علاقات منطقية. Î‏ 

وقد تقدمت بمفهوم 'بناء السلم بعد انتهاء الصراع 


٤٠١ المجلد‎ - ٠.٠ N 


Scanned by CamScanner 


۰ - 


كأحد مجالات هذه الجهود. فعقب الحروب, فإنه من ش. 
المشاريع التعاونية المحددة التى تربط بين بلدين وشعبين ر 
أكثر فى عمل يعود عليهما بالنفع المتبادل أن تسهم لاز 
التنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسبء بل يمكن أيضا 1 
تعزز الثقة وهى ركيزة أساسية لتحقيق السلم. إن السؤر 
بحرية أكبر والتبادل الثقافى ومشاريع الشباب وتغر 
أساليب التعليم» كلها أمور يمكن أن تمنع عودة التوترار 
الثقافية والقومية التى قد تطلق شرارة الأعمال العدائية ر. 
جديد» وستكون هناك حاجة إلى بناء السلم بعد انتها, 
الصراع؛ ليس فقط فى حالات النزاع الدولى؛ بل أيضا فى 
حالات العدد المتزايد من المنازعات الداخلية الناشئة اليم 
داخل الدولة نفسها. 

تغددر المناخ الفكرى للأمم المتحدة : 

ظلت روح ميثاق الأمم المتحدة حية عقودا من الزمن فى 
ظروف بالغة الصعوية. كان الأمل أساسياء والمطلوب الآن 
هو الإنجاز. ويعد التصريحات وتحديد المواقف» آن الأراز 
لأن ننظر إلى الأفكار باعتبارها خططا للعملء وأكثر من 
إعادة التشكيلء لا بد للمناخ الفكرى فى الأمم المتحدة من 
أن يتغير. 

إن التنافس بين قطبين قد أرجع الأمم المتحدة إلى مركز 
أبعدها كثيرا عما كان متصورا لها فى البداية؛ فكان 
النزوع إلى الجدل والرسميات والقيام بالمناورات لتحقيق 
ميزة هامشية أو نفوذ وطنى طابعا مميزا لأعمال الكثير من 
الوفودء وقد أسندت وظائف مهمة إلى اللجان. ومع ذلك 
شاركت الحكومات فى أعمالها بتعيين موظفين فى مستوى 
الثى لا يملكون سلطة الارتباط الجدى. أما اليوم» فإن 
الوقت أثمن والمهام أعجل من أن يسمح بهذا التساهل. 


وفى زمن الحرب الباردةء كان من البديهى حدوث 


هذا العبء, غير أنه لا يمكننا أن نتوقع التخلص من الجدل || 
أى الخلاف أو النقاش, فالمشاكل التى تواجهنا معقدة أو أ 


الحلول غير واضحة بالمرة. فإذا انصرفنا إلى معالجتها 
بجدية, لايد من أن نتوقع خلافات كبيرة فى الرأى. ولا 
ينبغى لذلك أن يثنيناء بل يجب أن نتقبل ذلك؛ وأن نكون 
تواقين إلى خوض الصراع الفكرى المنشود. إن الخلافات 
ا يمكن تفاديهاء ولكن توافق الآراء ممكن التحقيق؛ 
إننى ملتزم بحوار واسع النطاق بين الدول الأعضاء والأمين 
العام إن احتفاظ الأمم المتحدة بسلطتها العالمدة يبقتضى 
اتتشاور والاشتراك والانخراط بشكل كامل من جانب جميع 
لدول» كبيرها وصغيرهاء وهذا بدوره يتطلب تخويل السلة 
للشعب فى المجتمع المدنىء والاستماع إلى صوته على 
جميع مستويات المجتمع الدولى والمؤسسات الدولية. 





aS enam لس سات‎ 


9 


سحو سو هس 


ع نمه وی یمد سس مسن سے د 





الامم المتحدة بين متناقضات. 
المرحلة الانتقالية والمسئولية 
د . بطرس بطرس غالي 


العدد 1١07‏ بتاريخ ١‏ يوليو 1994 


















فى الوقت الذى يتزايد فيه الطلب» بشكل لم يسبق له 
مثيل؛ على الأمم المتحدة وعلى عملياتها لحفظ السلام 
وغلى انشطتها المخلفة والتى بدورها تطورت بصورة 
جوهرية نتيجة لانتهاء الحرب الباردة وتفضيل القوى 
الكبرى أن تقوم الأمم المتحدة نيابة عنها بمعالجة المشاكل 
الدولية -فى هذا الوقت فإن الأمم المتحدة تعانى من'أزمة 
مالية حادة لم يسبق لها مثيل» ونجد أيضا أن الدول 
نفسها التى تكلف الأمم المتحدة وأمانتها العامة بالمزيد 
من الأعباء والمهام لا تسدد اشتراكاتها فى ميزانية 
المنظمة الدولية. فواقع الأمر يقول إن حصص الدول 
الأعضاء فى ميزانية الأمم المتحدة, سواء الميزانية العادية 
أو ميزانية عمليات حفظ السلام» موزعة بين الأعضاء 
توزيعا غير متناسب تناسبا واقعيا مع مستويات التقدم 
الاقتصادى للدول الأعضاء. وبصفة خاصة تلك الدول 
التى حققت معدلات نمو عالية فى السنوات الأخيرة. 
وأكثر من ذلك فإن الأمم المتحدة بسبب أزمتها المالية لم 
تستطع سداد مستحقات الدول التى تشارك فى عمليات 
الأمم المتحدة لحفظ السلام» سواء بالجنود أو المعدات» 
ويالتالى ارتفعت مديونية المنظمة الدولية Ph‏ 
بلقت اكنثر من +768 مليون ذولار فى مطلع عام ۰٠۰‏ ۰ 
قتا جعل هذه الدول واقلبها من الدول الناسية, تلوح 
بأنها لن تستطيع الاستمرار طويلا فى مشاركتها فى 
عمليات حفظ السلام إذا لم تحصل على مستحقاتها من 
الأمم اللتحدة. حيث تجد الدول النامية التى تشارك فى 
عمليات حفظ السلام نفسها فى موقف بالغ الصعوباه» 
نتيجة لان مشاركتها هذه تصبح مصدر عبء اقتصادى 
دعالى ضار على ميزائيتها انس يب الدوقاف تماسا 
کی ا ف د ا 7 
عن المشاركة. وهو ما قد يؤدى إلى نتائج کی 
لأننا قد نواجه موقفا تقتصر فيه المشاركة فى عمليات 
حفط السلام على الدول القادرة ماليا على تحمل ا 
الشاركة والتى قد لا تكون راغبة فى المشاركة فى كل 










































Scanned by CamScanner 







من أرثة شيف السياسة الدولية 





الحالات أو التى قد تفضل المشاركة فى عملية بذاتها دون 
غيرها لأسباب تتعلق بمصالحها الوطنيةء بالإضافة إلى 
أن تشكيل قوات دولية من الدول الغنية فقط إنما ينفى 
صفة الدولية عن عمليات حفظ السلام. 


والواقع أننى أعتبر أن هذا التناقض فى موقف الدول 
الأعضاء بين رغبتها فى تحميل الأمم المتحدة المزيد من 
المسئولية مع عدم وجود إرادة موازية لتوفير الموارد المالية 
اللازمة لذلك من أخطر المتناقضات على الأقل- فى المدى 
القصير- لأن الأزمة المالية الحادة التى تواجهها الأمم 
المتحدة إنما تهدد كافة أنشطتها بالتوقفء وبالتالى فإنها 
أخطر تهديد لكيان المنظمة الدوليةء وأكبر تحد لبقائها من 
عدمه»ء وليس أدل على ذلك من أن ديون أكبر دولتين من 
ممولى المنظمة بلغت فى نهاية يناير ١9965‏ حوالى 
0ه مليون دولار أمريكى على التوالی» وهی مبالغ 
باهظة وتعكس حدة الأزمة المالية التى تواجهها المنظمة, 
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الميزانية العادية السنوية للأمم 
المتحدة تبلغ حوالى ٠,١‏ مليار دولار» بينما تبلغ ميزانية 
عمليات حفظ السلام حوالی ۲,١‏ مليار دولار وهى مبالغ 
ليست كبيرة إذا قورنت فى مواضعها الصحيحة بما تعود 
به من فائدة عظيمة إذا نجحت فى أهدافها. فيكفى التدليل 
على ذلك بأن الميزانية العادية للأمم المتحدة تعادل ميزانية 
إدارتى الشرطة والمطافئ فى مدينة نيويورك» وهى أيضا 
تعادل ثمن طائرة حريية واحدة من طراز "الشبح". وإذا 
سلمنا بأن ما ينفقه العالم على حفظ السلام أقل بكثير من 
'بديل السلام" "وهو الحرب"» فينبغى أن نأخذ فى الاعتبار 
أيضا أن ميزانية حفظ السلام السنوية تعادل أقل من 
واحد فى المائة من ميزانية الدفاع الأمريكية التى تبلغ 
ثلاثمائة مليار دولار .. مما سبق يتضح أن الأمر يتوقف 
على توافر الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية فى دعم 
الأمم المتحدة. وليس على توافر الموارد المالية المطلوبة. 


وبالرغم من أن كل هذه التناقضات الدولية تؤثر سلبا 
على فاعلية الأمم المتتحدة, إلا أن الأمم المتتحدة تبقى 
وهدها القادوة سلى جل فل هزه التتافضات. 


إن الأمم المتحدة هى منظمة شعوب العالم التى تمثل 
حجر الزاوية فى النظام الدولى الجديد الذى نحتاجه 
حاليا. 


إن الأمم المتحدة أداة فى أيدى الدول الأعضاء» وهى 
مرآة تعكس مواقف هذه الدول» فهى أولا وأخيرا ما يريده 
أعضاؤها لها أن تكون. واقع الأمر أن التعددية الدولية 
3 3 هملمى الضمان -وليست العدو- لسيادة 


السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠٠١‏ 














من أرشيف السياسة الدولية 


وتماسك الدول» فهى صوت الدول الفقيرة ومنبر لمطالب 
أمالهاء ولا غنى عنها من أجل تحقيق التنمية بمعنى أننا 
ندرك الآن وبوضوح أن العناصر غير الاقتصادية مثل 
بناء السلام والممارسة الديمقراطية والدفاع عن حقوق 
الإنسان كلها أصبحت عناصر ضرورية:؛ بل لا غنى عنها 
لتحقيق التنمية الحقيقية. إن الأمم المتحدة فقط هى 
القادرة على توفير شبكة دولية من الترابط والتداخل بين 
الدول» وهى وحدها التى يمكن أن توفر المنبر الدولى 
اللازم للتعامل مع كل هذه القضايا بكل تعقيداتها. 


لقد اخترعت الأمم المتحدة مفهوم حفظ السلام لملء 
حاجة ماسة وفراغ واضع اثناء سنوات الحرب الناردة: 
والآن نشاهد الجيل الثانى لعمليات حفظ السلام التى 
تطورت تطورا كميا ونوعيا عن جيلها الأول. فمثلا عمليات 
مثل العملية الناجحة للأمم المتحدة فى كمبوديا تعتبر 
إنجازا مهما فى تاريخ المنظمة الدوليةء لأنها تمثل هذا 
الجيل المتطور من عمليات حفظ السلام حيث شملت 
الإشراف على الانتخابات وعمليات إعادة البناء السياسى 
والاقتصادى. وأصبحت نموذجا لما يمكن للأمم المتحدة 
أن تقدمه للدول من أجل مساعدتها على تجاوز أزماتها 
الداخلية والدولية. 


عدي الأمم المتحدة أن تستجيب بموضوعية لطلبات 
المساعدات حيثما كانت هناك حاجة إلى ذلك» وفى رأيى 
أن الأمم المتتحدة لا يجب أن تنتقى وتختار بين معاناة 
الشعوبء فالكل له حق المعاملة على قدم المساواة, 
وا - لجميع حجدير بنفس القدر من الاهتمام. 
ويبقم أن أسجل أن المحصلة النهائية لأنشطة الأمم 
rt‏ بالرغم من كافة الصعويات الحالية, هى محصلة 
إيجابية. 
إن لميثاق الأمم المتحدة شرعية- ودولية- فريدةء وإن 
هذه الشرعية وهذه الدولية تحملان الأمم المتحدة سلطة 
معنوية أيضا فريدة من نوعهاء فليس هناك أى جهاز أو 
منظمة أى تجمع يتمتع بما تتمتع به الأمم اللتحدة من 
اطة نوية. ولكن يجب أن أضيف- وهذه نقطة مهمة 
للغاية- أن هذه السلطة المعنوية تقابلها أيضا مسئولية 
معنوية ذات طابع خاص. 
إن هذه السلطة المعنوية تقابلها أيضا مسئولية معنوية 
ع < - هُ طباه 
ذاك طليع خادي: إن 10 اا اا الأطراف. 
لطة دول العالم فى | جماعى 


سد 





3 E 


وقول العدد يوليو و..” - المجلد 
.أسة 2 


Scanned by CamScanner 


حم- کے 


4 - 


ويالتالى, فإن قيم الأمم المتحدة وسبانتها تنبع لير 
جمعاءء فقيم السلام والأمن, والمساواة الاقتصار. | 
والاجتماعيةء والديمقراطية وحقوق الإنسانء كل هذه او 
منصوص عليها فى ميثاق امتحدة الذى هور | 
الواقم- ميثاق شعوب الأرض وهو یمثل مبارزړ 

وأهدافها. أ 


ان الأمم المتحدة لا تستطيع- ويجب ألا تحاول- 7 ا 
تسوية لكافة النزاعات,. إلا أنه يمكن للأمم ال 
وبالقدر المطلوب من التفهم والتأييد والدعم من قبل الدر 
الأعضاء. أن تتحرك فى الاتجاه الصحيح مثلما فر 
أرشميدس باستخدام قدر صغير نسبيا من القوة. 


فالرسالة التى أود توصيلها للقارئ هى أننا نعيش فر 
مرحلة انتقالية تاريخية» هى بطبيعة الحال غير تقليدية 
ولذلك تتطلب استجابة غير تقليدية من جانب الدرل 
الأعضاء فى الأمم المتحدةء وهذه الدول عليها الآن أن 
تقبل تحمل مسئوليات جديدة ومتزايدة. 


يجب أن تنظر الدول الأعضاء إلى الأمم المتحدة على 
أنها انعكاس لإرادتها وليس تحديا لهاء ومن الضرورى 
أن تلازم الإرادة السياسية والسلطة السياسية كل قرار 
للأمم المتحدة منذ لحظة اعتماده» وأن تستمر هذه وظل 
فى كافة مراحل تنفيذهء ولا بد أن تتمسك الدول الأعضا 
بتكملة المشوار حتى نهایته» وألا تنهی ارتباطاتها بعملياد 
الأمم المتحدة عند مواجهة أول عقبة على الطريق, كذك 
فإن اتخاذ قرارات بإعطاء صلاحيات معينة لعمليةما 
لحفظ السلام أو بإرسال بعثات للأمم المتحدة لابد أن 
يوازيه توفير الموارد المالية اللازمة للتنفين. 


إن المشيع الدولى سوه يوتري بو بار ر ن 
الزمان, زبها كان اكش قرون التاروئ إزاقة لآوساء يسبب 
ما برز فيه من مظاهر العنف والكراهية والعداء بشكل لم 
سبق یل ااب آن یسل سوليات ومني أن 
لى كل ذلك برؤية أكثر عمقا ونظر أكثر شمولا وبعدا 


el‏ الملتحدة فى الواقع تولد من جديد وميلادها 
عد آليم وصعب. إلا ننا بدأنا ندرك أنه بالنسبة 
٠.‏ فلن من البشر فى كافة أنحاء العالم فى كل بلد ومن 
1 ليمع وجنس» فإن الأمم المتحدة تمثل أكثر من 
اقيق السلام والتعاون بين الدول, إنها آمل 
لسانيه وملاذها. وكما قلت فى موضع سابق. فقد عانت 


س _- 9 مد 



















هه المنظمة من أزمة ثقة ومصداقية خلال ما يقرب من 
نصف قرن بسبب الحرب الباردة» وهى الآن تعانى من 
العكسء أى من تزايد الثقة وتزايد مصداقية المنظمة 
نتيجة لانتهاء الحرب الباردةء فهل يترك المجتمع الدولى 
رمزه الكبير ليكون ضحية لأهمية وحيوية الدور الذى 
يلعبه هذا الرمز؟ هذا هو السوّال الذى يجب علينا تيتا 












Scanned by CamScanner 





ا ا - ۳ - 


من أرشيف السياسة الدولية 


أن نحدد الإجابة عليه. 


وأخيراء فإنه مع اقتراب بداية قرن جديد يحملنا إلى 
مرحلة دولية جديدة؛ فإن الوقت مازال متاحا أمامنا لخلق 
أمم متحدة جديدة تقدم للإنسانية برنامجأ متكاملا للأمل 
والعمل والتضامنء نتحمل جميعا مسئولية تحقيقه. 








السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليى ۲٠.٠١‏ - المجلد ٤٠١‏ 











سنو الإنسان فى أريسة ستو : إنسازات. 
كبيبير ا واتكايان بتبتيبرا: 


د .أحمد الرشيدى 
CIC‏ 


فخلافا لما كان عليه الحال فى الماضى -وفى ظل قواعد القانون الدولى 


فقط ضمن نطاق الاختصاص الداخلى أو "المجال المحجون" للدول فرادى. فقد 
غنى عن ا أضحى المجتمع الدولى -وفى حدود معينة- طرفا أصيلا فيما يتعلق بهذه 

الانسان قد | 00 0 الأفراد أو ضد جماعة أو أقلية عرقية معينة. 
ا َ وواق نه» وإن كان الاهتما كك انس دف ه 
ْ : روات ون ق م الدولى بحقوق الإنسان قد تبلور وبحق 
ضحى يمثل عقب الحرب العالمية الثانية ومع قيام منظمة الأمم الملتحدة تحديداء فإن الأمر 
إحدى السمات الذى لا شك فيه هو أن مثل هذا الاهتمام يجد له بعض الجذور الممتدة قبل ذلك 

الأساسدة خاصة خلال فترة ما بين الحربين العالميتين. : 
3 3 و3 4 ذا الاهتما 2( ۳ - - 
| لمميزة للنظام 00 ١‏ ع وكما هى معلوم: فى صور وتطبيقات عديدة. 

الل ف فعلى سبيل المثالء وإلى جانب نظام الانتداب الذى نشا ف اطا عة 
ولى المعاصر الأمم والذى كان يهدف بالأساس إلى الارتقاء ب..>ا ٠‏ الأقاليم غم Î‏ 

3 اق 5 ن‎ 1 ۰ “١ 5 ء۶‎ ٠. 
الذى أرسيت يلحك الذاتي والسين يهم نحي الامستقلال [امادة ؟؟ من عتهد العمسية: كان‎ 

ء ۰۰ | هناك نظام الحماية الدولية لطوائف ا : 5 2 
دعائمه منذ معينه من الأفراد كالحماية الدولىة للعمال - 
الوطنيين والأجانب على السواء- فى اطا ٠١.‏ د E‏ 

Hk 0 :‏ فى إطار منظمة العمل الدولية, كما كا هناك 
نهاية الحرب نظام ,سماية'الأقليات والامقازات الاجديية ازز ازن م و 7 
AEE‏ | غات عوقكة معكة. 1 من ورائه حماية طوائف أو 


تأسيسه وبلورته؛ إلى جانب ما اا و 27 
«Humanitarian Intervention‏ الذي 2 له ا طاو 
3 ثا- للتدخل فى ± ء “بعص ستعمارية - 
لماوع 0 انون الدول الأخرى. وأخيراء وليس أخراء كار 
هناك -ولايزال- نظام الحماية الدبلوما ة الذ حخيراء ولى حراء خان 


القانوة. : مقاها عن هف ا ى يتيح للدول الحق فى التدخل 
5 | دودىء د لح عاياها الذين ينتى ٠‏ 9 2 
١‏ ووفقا لآليات وشروط معينة. 5-8 لذ عون إليها بعلاقات الجنسيه 


EEE EES E a e ee‏ سسس ے 
( *) أستاذ القانون الدولى العام, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة 00 


(f ٤١ المجلد‎ - ٠٠٠.٠١ يوليو‎ ٠١١ العدد‎ ANS 


Scanned by CamScanner 


ذلك فالثایت أ“ الت 2 9 عه 2 
ومع ذلد. فا ثابت أن الخناول الدولى لمسالة حقوق الإنسان. سواء فيما يتعلق ببيان ماهية هذه الحقوق فى حد ذاتها, 
أو من حيث النص على الضمانات اللازمة التى تكفل | تا اتاحة الف صة الت“ E‏ 
5 ۹ نذ أنه 5-0096 حترامها وإتاحة الفرصة للتمتع بهاء قد شهد تطورا كبيرا - كما 
سلف البيان- منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدةء وعلى وجه ال: 47 - چ 5ه 21 اوت 
4 القدقياة قوة المدشة ٠١‏ وی و لخصوص منذ مايقرب من أربعة عقود من الزمان» حين صدر 
اليه ميب للحقوق المدنية والسياسية وللحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى عام ١١١٠ء‏ وهما العهدان 
اللذان يعتبران ‏ وبحق. الاساس أو القاعدة بالنسبة إلى كل عموم التطورات الدولية اللاحقة فيما يتعلق بحقوة 
الإنسان. فمنذ ذلك التاريخ, باتت مسالة حقوق الإنسان وضماناتها المختلفة تشكل ما يعرف الآن فى الاصطلاح 
القانونى الدولى» وفى أدبيات العلاقات الدولية على وجه العموم ب القانون الدولى لحقوق الإنسان" [1]670801008 
«Law of Human Rights‏ إلى جانب ما ا على د د القائي: الدوتى الإضماتي 
Law‏ لمع «Humanitarian‏ الى يشسكمل على مسمسوغة القراضة ذات الهلة يسظل خفن اس 
وحزياته الأساسية: سواء تحت الاحقلال أو فى ظل النزاعات المسلحة على اختلاف أنواعهاء ودونماً تفرقة بين ما يعتبر 
منها نزاعات دولية بالمعنى النقيق: ويين ما يوصف بانه نزاعات داخلية ذات طابع دولی» أى حتى بين ما يصندق عليه 
وصف النزاعات الداخلية الخالصة. 5 
ولعله يكون من قبيل تحصيل الحاصل القول؛ هناء إن كلا من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان 
الأساسية الأولى التى كان لها فضل المساهمة فى بلورة هذين الفرعين الجديدين والمتميزين من فروع القانون الدولى 
الهاج وتعدى يهتها -كما ذكرنا- القانون الدولى لحقوق الإنسان و"القانون الدولى الإنسانى". وحسبناء فى هذا 
الخصوصء أن نلقى نظرة سريعة على ديباجة الميثاق- أى ميثاق الأمم المتحدة- لنرى كيف أنها بدأت بالإشارة إلى 
الشعوب التى آلت على نفسها "أن تنقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب". مع التأكيد من جديد على إيمان هذه 
الشعوب ب الحقوق الأساسية للإنسان ويكرامة الفرد ويما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق 
متساوية". وإضافة إلى ما حوته الديباجة من معان ذات دلالة فيما يتصل بحقوق الإنسان: تضمن ميثاق الأمم المتحدة 
أيضا نصوصا عديدة تشير فى مجملها إلى أهمية التزام الدول كافة باحترام هذه الحقوقء ودونما تمييز لأى اعتبار 
والواقع, أنه على الرغم من كل الإنجازات التى تحققت فى مجال حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية 
وتعزيزها. على المستويين الوطنى والدولىء إلا أنه من المبالغة القول إن كل القضايا المعلقة أى ذات الصلة قد حسمت 
تماما. فالمشاهدء أنه لاتزال هناك تساؤلات أو إشكاليات مهمة عديدة مطروحة. سواء على مستوى البحث الأكاديمى أو 
الإشكاليات. 
أولا- قى تعريف حقوق الإنسان: 
الرخ تعدد التعريفات الخاصة بحقوق الإنسان» إلا أنه باستعراض الأدبيات ذات الصلةء التى تراكمت خلال 
E A e LR liga a da rl Sd A E‏ 
العقود الأربعة الماضيةء يمكننا القول إن حقوق الإنسان» وما يتصل بها من حريات أساسيةء تعرف وفقا للرأى الغالب 
: د الت وة ل کن اسائ 
وتحديد الحقوق والرخص , الضرورية لازدهار كل كائن إنسانى 
كما تعرف -من جهة أخرى- بأنها: 'علم يد يتعلق با لشخص. ولاسيما الإنسان العامل, الذى يعيش فى ظل دولة, ويجب 
أن بستفيد من حماية القانون عند اتهامه بجريمة:؛ أو عندما يكون ضحية للانتهاك» عن طريق تدخل القاضى الوطنى 
والمنخا ا2 الدوليةء كما یبند غ أن تكون حفوقه کا الإنسان- ولاسيما الحق فى المساواة متناسقة مع 4 مقتضيات النظام 
العام . 
عة الاحتياجات أى المطالب التى يلزم افر rg‏ إلى عموم الأشخاص» دون أى تمييز بينهم -فى هذا 
|| 0 ا سوا لاعتبارات الجنس» او النوع, او اللون, أو العقيدة السياسيةء أو الأصل الوطنى, أو لأى اعتيار آخر . 


لاشك فى أن E‏ ت 
٠. ٠ .‏ إلعلى الاجتماعية. وبخاصة العلوم القانونية والعلوم السياسية. 
فرع من فروغ ۸ 


- 10 ¬ السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ۲٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فى أربعة عقود : إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 


ET‏ ۳ ق الإنسان من زوايا عدة تتمثل -بالأساس- فى ال 
et‏ کے ا کل اا“ ت الجنذائية بحفوقی ۽ Ea‏ . 
فقوانين العقوبات مثلا -أو التشريعا a 0 E:‏ ھا اک سان ا 
على جملة من المبادئ الحاكمة ذات الصلة المباشرة بهذه لحقوق» وما يرديط دب i Î‏ 7 سرع 
0 شخصية العقوية: وميدأ الحق فى الدفاع الشرعىء ومبدأ القانون الأصلح للمتهم؛ ومبدأ الت 
الجرائم والعقوبات, ومبدأ شخصية العقوبة» ومبد لحق فى ب اءات الجنائية -على وجه الخصوص- بالتاكر, 
الضيق للنصوص الجنائية ... الخ. كما تعنى القوانين ا ٠ n‏ ال انات كالحق فى الدفاع, د 
بدورها - على ضرورة احترام حقوق الإنسان, من منطلق الاهتمام بتقرير با او وا 
٠.‏ . 2 5 حال . - تكن نهنا ت عنايته بحقوق الإنسان فى كونه أى القان ' 
آن:الأصل فى الإتسان هؤ البراءة .. آما القانون الدستورى» فقد جاءت ا 
الدستورى- هو الذى يشكل الإطار المرجعى لطائفة مهمة من هذه الحقوق» ونعنى بها طائفة الحقوق السياسية كالحؤزٍ 
الانتخاب؛ والحق فى الترشيح لشغل الوظائف العامة والحق فى المشاركة فى الحياة السياسية عموما. 
9 : : فر # النظرنة | ةا 
وإضافة إلى ما تقدم؛ تدخل حقوق الإنسان ضمن نطاق اهتمامات فروع علم E‏ ي الذي 
نى بتأصيل هذه الحقوق من زاوية ارتباطها بالظواهر المجتمعية المحيطة كظاهرة الصراع؛ وظاهرة المشاركة السياس 
يعدئى بناصر حوراو زاوا وان اوی ی 0-7 الهرنات اهمية كبيرة! 
وليس بخافء فى هذا المقام أيضاء حقيقة أن القانون الدولى قد أولى هذه الحقوق وتلك ا وام 
الذى أ صبحت معه تمثل واحدا من فروعه الجديدةء ونعنى به- كما سلفت الإشارة- القانون الدولئ لحقوق الإنسان 
إضافة إلى القانون الدولى الإنسانى الذى يعنى بحقوق الإنسان وطرق حمايتها فى أثناء النزاعات المسلحة أو تمر 
الاحتلال. 
ثانيا- إشكالية العلاقة بين المكون العالمى والمكون الوطنى فى حقوق الإنسان: 
لايزال يتنازع أدبيات حقوق الإنسان اتجاهان رئيسيان فيما يتعلق بأساس هذه الحقوق أو أصلها العام. 
الاتجاء الأول, الذى يكاد يكون هو الراجح لدى العديد من المهتمين بحقوق الإنسان ونشطائهاويذغب إلى التأكير 
على المنشاً العالمى لهذه الحقوق وما يرتبط بها من حريات أساسية. ومن هنا» تحدث هذا الفريق من الباحثين -صراحة 
عما سماه حقوق الإنسان العالمية. 
أما الاتجاه الآخرء فيتبنى أصحابه موقفا مناقضا لموقف أصحاب الاتجاه الأول سالف الذكر. فالأصل فى حقوز 
الإنسان -لدى هذا الفريق الآخر من الباحثين- هو أنها مسألة وطنية داخلية. 
فطبقا لرأى هذا الفريقء فإنه على الرغم من تعدد مظاهر الاهتمام الدولى بحقوق الإنسان والحريات الأساسية 
خاصة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرينء وعلى الرغم -كذلك- من الت ليم بأهمية الجهود التى بذلت فى 
منشأها الوطنى أو الداخلى. 
وتقديرناء أن هذا الا ستنتاج» الذى نؤيده: إنما يجد سنده الذى يسوغه فى الآتى: 


-١‏ إن القوانين والتشريعات الوطنيةء على اختلاف مستوياتها. هى التى اضطلعت بالجهد الا> فى جال اف 
القواعد ذات الصلة بحقوق الإنسان والحريات الأساسيةء ووضع الضوابط القانونية التى تكفل تعزيزها وحمايتها. ' 

بل نتف شال RK‏ هذا االشمعوض دودون ماده ف اا ا 

ٍ ا قلخا فى :هد ال إنرجههر القوانين والتكريعات ال جن الى | 
عموماء إنما يكمن فى حماية الحقوق والحريات الذكورة. ولناخذء مثلاء القانونين الدستورى 5 ف اللذين 0 
موضوعهما -وفى جانب كبير منه- على تقرير حقوق الأفراد وحرياتهم الأساسية, سواء فى مواجهة السلطات العامة أن 
فى مواجهة بعضهم بعضا. 

الو عد و ل و ی 
بين الصائو الرتيفتية ی یں یا ھی در ا د التق ووه وکر ےر المصدر المهم اللتمثل فى | 
مساهمات الفلاسفة والمفكرين فى الدول عون و فلاسفة العقد الاجتماعى فى أقرقنا مثلا (هو لوك )» أن 
كافكار بعض المصلحين ودعاة التنوير فى بلادنا العربية والإسلاميةء من أمثال: الإمام محمد عبده. والكواكي ٠‏ وقاسم 
التى جاءت بها الثورات الوطنبة 





أمين. وسلامة موسى, ومحمد الغزالىء هذا ناهيك -بطبيعة الحال- عن الأفكار ال٣‏ 
الكبرى كالثورتين الأمريكية والفرنسية. 
زدى ما سبق أن الاتفاقات والمواثيق والإعلانات الدولية المعاص 2 ١ » . ٠١‏ 
ومؤدى سیق اں 3 الى 0 5 3 5 “صرة زات الصلة د ف > الاد E E‏ | 
فذئة مث الداحثين: انما جاءت كاشفة عما استقر -قبلا- فى الضمير الإفسان إل ... ا وفقا لزأ فد 
الفريق ج م < الما“ 9 دی لوطنى؛ وفى الحضارات الإنسانيه 1 
| ختلفة ازاء هذه المسالة: وعلى أمتداد لز ں٠‏ 0 


- ۱۳٩ - ٤٠١ يوليو ه.56” - المجلد‎ ٠١١ العدد‎ RN E 


Scanned by CamScanner 


د. آحمد الرشيدى 
ب سن ا الدولى المعاصرء هى أن القوانين والتشريعات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان 
وحرياته الأساسية -وحتى مع التسليم بحقيقة أنها قد استحدثت جديدا فى مجال العمل على حماية حقوق الإنسان 
وتعزيزهاء وإلى الدرجة التى سوغت للبعض وصفها بأنها أضحت بمثابة قواعد آمرة- إلا أن هذه القوانين وتلك 
التشريعات -ومن eel‏ القانونية الدقيقة- لا تصير ملزمة كمبدأ عام ما لم تعلن الدولة قبولها لها (سواء بالتصديق 
على الاتفاق ذى الصلة أو بالانضمام إليه) وتضمينها فى قوانينها الوطنيةء أى بعبارة أخرى ما لم تصر هذه الاتفاقات 
وتلك المواثيق والإعلانات الدولية جزءا لا يتجزأ من القانون الوطنى. 
ويترتب على اعتبار أن الأصل فى حقوق الإنسان أنها مسالة وطنية داخلية نتيجتان مهمتان؛ فى رأى البعض من 
الباحثين» وهو ما نعتقد بوجاهته: 
النتيجة الأولى : مؤداها أن العمل من أجل تعزيز هذه الحقوق وتنميتها يتعين أن يكون منطلقه الأول هى المجتمع 
الوطنى ذاته؛ وهو ما يعنى -فى عبارة أخرى- أن نشطاء حقوق الإنسان والمناضلين على دربها فى كل موقع» لابد أن 
يعملوا من منطلق داخلى أصلا وأساساء وأن يحرصوا -من ثم- على أن تكون لهم جذور ضارية بعمق فى أرضية 
مجتمعاتهم الوطنية. 
أما النتيجة الأخرى, التى هى غير منبتة الصلة تماما بسابقتهاء فمؤداها أنه لا يوجد ثمة ما يسوغ -بحال- استعداء 
الآخر الأجنبى على العنصر الوطنى أو الاستقواء بالأجنبى على الوطن؛ تحت أى مبرر كان؛ حتى ولو كان نتيجة لوقوع 
انتهاكات لحقوق الإنسان, فالتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان يتعين أن يكون منطلقه -دوما وأساسا- هو المنطلق 
الوطنى» خاصة أن التدخل الخارجى فى هذا الشأن تكون له ولا شك دوافعه وأسبابه الخاصة: التى ريما تأتى 
الاعتبارات الإنسانية فى المقام الأخير منها. 
ثالثا- إشكالية النسبية الحضارية والثقافية فى حقوق الإنسان: 


مع التسليم بحقيقة أن حقوق الإنسان قد أضحت الآن -بفضل التزايد المطرد فى درجة الاهتمام الدولى بها- ذات 
طابع عالمى, إلا أن القبول بذلك -ويحسب المذهب الذى نراه مع جانب من الباحثين- لا يعنى بالضرورة نفى 
الم ا اا و ااا ا اجو 

ويعبارة آخرى» فإذا كان صحيحا أن ثمة قاسما مشتركا على مسنتوئ بعض المفاهيم» فيما بين النظم والثقافات 
القانونية والسياسية المختلفةء فيما يتصل بقضايا حقوق الإنسان كالموقف مثلا إزاء مسائل التعذيب والمحاكمات غير 
العادية والاحتجاز التعسفى .. إلا أنه صحيح أيضا -وبالقدر ذاته- أنه توجد ثمة خصوصيات لا ينبغى -بل وليس من 
الضرورى أو من المصلحة- إغفالها أى التغاضى عنها. وهذه الخصوصيات قد يكون مصدرها القيم الدينية السائدةء أو 
النظام العام والآداب» أو حتى طبيعة المرحلة من التطور والنمو التى يمر بها هذا المجتمع أو ذاك. 

واتساقا مع هذا الإدراك» فإن هناك من يرى -ويحق- أنه يكون من صميم حقوق الإنسان وجوهرهاء حق الأفراد 
المنتمين إلى جماعة معينة أو إلى شعب معين فى أن يشعروا -فى حدود معينة- بتميزهم عن غيرهم من الجماعات 
والشعوب الأخرى» ومن دون أن يعنى ذلك سموا لعنصر على حساب الآخر. 

والحق أن أى استنتاج آخر بخلاف ذلك من شأنه أن يصطدم -فى رأينا- وظروف الواقع ومقتضياتهء فضلا عن كونه 
يتعارض بشكل صريح مع القواعد الديمقراطية التى تستلزم -ولاشك- ضرورة الاعتراف بالآخرء ناهيك عن أن التنكر 
مثل هذه الخصوصيات سيقود فى نهاية الأمر إلى إتاحة الفرصة لهيمنة ثقافة أو منظومة قيم معينة -قد لا تكون هى 
الأكثر ملاءمة- على باقى الثقافات أو منظومات القيم الأخرى. 

غاية القول؛ إذن, إن الاعتراف بالخصوصيات الثقافية والحضارية؛ فيما يتصل بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية. 
يشكل دون شك أحد الشروط الضرورية لإمكان تحقيق قدر مناسب من الديمقراطية فى إطار العلاقات الدولية؛ ولا ينبغى 
النظر إليه -أى إلى مثل هذا الاعتراف- بأى حال من الأحوال باعتباره مناقضا -من حيث الجوهر أو المضمون- لمبدا 
العالمية الذى يجب أن ينصرف فحواه» فى رأيناء إلى ذلك القدر المشترك المتمثل فى وجود مصلحة إنسانية للجميع فى 
الارتقاء بالحقوق والحريات العامة. 

وإضافة إلى ما سبقء فإن التأكيد على مثل هذه الخصوصيات وعدم استبعادها من شأنه -أيضا- أن يفسح الطريق 
للوصول بحقوق الإنسان والحريات الأساسية -فكرا وممارسة- إلى درجة أبعد مما يمكن أن يتفق عليه أعضاء الجماعة 
الدولية ا والذين قد لا يستطيعون الاتفاق إلا على حد أدنى محدود» بحكم عددهم الكبير. 


- ۷ = السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فى اربعة عقود : إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 
وحسبناء فى هذا الخصوص. وتأكيدا على هذا الاستنتاج» أن نشير إلى الموقف القوى الذى تبنته الاتفاقية الأور... 
لحقوق الإنسان لعام ١١٠٠ء‏ فيما يتعلق بتعزيز هذه الحقوق وحمايتهاء مقارنة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية الأخرى زار 
الطابع العالمى سواء تلك التى سبقتهاء كالإعلان العالمى لحقوق الإنسان أو تلك التى جاءت لاحقة عليها كالعيري. 
الدوليين للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوق المدنية والسياسية. 
ولاشك» أيضاء فى أن الاستنتاج» سالف الذكرء إنما يصدق بدرجة أكبر بالنسبة لحالة الشريعة الإسلامية ار 
وضعت نظاما متكاملا لحماية حقوق الإنسانء لا يدانيه - بالنسبة للباحثين المنصفين- أى نظام قانونى وضعى مب 
علا فى إنسانيته. 
رابعا- إشكالية التقديد والاطلاق فى حقوق الإنسان: 
كما هو معلوم؛ فإن من بين المبادئ الحاكمة لحقوق الإنسان عموما التى تأصلت خلال العقود الماضية: المبدأ الزى 
يقضى بأن الأصل فى حقوق الإنسان أنها عامة أو مطلقةء أى يتعين الاعتراف بها لكل إنسان على وجه الإطلاق وفى 
جميع الأحوالء وأن تقييدها -لذلك- لا يكون جائزا إلا على سبيل الاستثناء الذى لا ينبغى التوسع فيه. وإنما يكور 
الحقوق. 
والثابت, أن فكرة التقييد الاستثنائى لبعض حقوق الإنسان والحريات الأساسية تجد سندا لها فى عموم التشريعان 
الوطنية والدولية ذات الصلة على حد سواءء وإن كانت تجد سندها الحقيقى أو الأصيل -قبل ذلك كله- فى المبادي 
القانونية العامة التى تقضى بأن ثمة واجبات معينة تقع على كل فرد تجاه السلطة العامة فى المجتمع الذى يعيش في 
وتجاه غيره من الأفراد سواء بسواء. 
كما أن إيراد قيود معينة -استثناء- على حقوق الإنسان والحريات الأساسيةء قد يأتى» فى واقع الأمرء انطلاقا مز 
حرص المشرع -الوطنى أو الدولى- على إتاحة الفرصة أمام السلطة العامة فى المجتمع للتصدى بفاعلية للظروفن 
الطارئة التى قد تستجد» والتى تستلزم تدخلا من نوع خاص. 
كذلك فقد يكون التقييد لبعض الحقوق والحريات الأساسية راجعا إلى الرغبة فى تقويم سلوك الأفراد الذين ف 
تسول لهم أنفسهم الخروج على مقتضى القانون. 
قلي مستوى التشريع الوطنى؛ جرت عادة المشرع فى العديد من الدول على النص صراحة على عدم إطلاق حن 
الأفراد فى مباشرة حقوق معينة. سواء بصورة دائمة أو بصورة مؤقتةء وذلك لاعتبارات خاصة يقدرها المشرع نفسه. 
قلي سبيل المثالء قن الشضيع المصرى فى المادة الأولى من القانون رقم VY‏ ع2 ۱۹01 بشأن ا ۴ مباشرة 
الحقوق السياسيةء على عدم شمول الحق فى مباشرة الحقوق المذكورة ضباط وأفراد القوات المسلحة الرة | والفرعة 
والإضافية وضباط وأفراد هيئة الشرطة؛ طوال مدة خدمتهم بالقوات المسلحة أو الشرطة. تق 1 
فى المادة الثانية من القانون المذكور زاته؛ نص الله : 
وفى ية من تون لمذكور ذاته» نص المشرع المصرى أيضا و وة وك 1 2 . . 
او ری لاسا على حرمان طوائف معينة من الأفراد من 
ومن هذه الطوائف : | 
-١‏ المحكوم عليه فى جنايةء ما لم يكن قد رد إليه اعتباره. 
۲ من فرضت الحراسة على أمواله بحكم قضاء 2 WI‏ 2 أ 
: ئی طبقا للقانون, وذلك ١‏ ء َ 1-5 أ 
بالمصادرة: يكون الحرمان لمدة خمس سنوات من تاريخ هذا الحكم. طوال مدة فرضها. وفى حالة الحكم 
ب) وأما على مستوى التشريعات الدولية -أى الاتفاقىات »إل اء - | 
3 وليه اى الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات TT‏ 
الصلة- فنشير من بينها إلى ما يلى على وجه الخصوص,ء فيما يتعلة ا امي وياد الاد الا 
على التمتع ب بحقوق معينة: ١‏ 3 )يراد فيود معينة -ا 
- المادة ۲/۲۹ من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان» وال د ' ١‏ 
ده ھن ن لمى الإنسان والتى : 8 ۰ + ف € | 
لتلك القيود التى يقررها القانون فقط لضمان الاعتراف ,حة سكي ن: يخضع الفرد فى ممارسة حقوقه وحريانة | 
2 سلحة العامة إا ٠‏ ك ل الراك بحشوق الغير وحرياته واحترامهاء ولتحقيق المقتضيات العادلة أ 


ا 
ا 
| 
أ 
ا 
ا 

- المادتات 6 من العهد الدولى للحقوق الاقتصارية .| - هن eS ER‏ 8 
دتان * وى ديه دالاجتماعية والثقافيةء حيث تنص الفقرة ١/رد‏ من المادة ١‏ 


٤١ المجلد‎ - ٠. د‎ 


Scanned by CamScanner 





د. أحمد الرشيدى 
الأخيرة من هاتين المادتين -وعلى سبيل المثال- على أن: "لا تحول هذه المادة دون فرض القيود القانونية على ممارسة 
هذه الحقوق» بواسطة أعضاء القوات المسلحة أو الشرطة أو الإدارة الحكومية". 

٣/۱ 7 N=‏ من اتفاقية حقوق الطفل. فتنص الفقرة الثانية من المادة ٠١‏ -مثلا- على أنه: "يجوز إخضاع 
ممارسة هذا الحق (أى الحق فى حرية التعبير) لبعض القيود. بشرط أن ينص القانون عليهاء وأن تكون لازمة لتأمين ما 
يلى: 

أ- احترام حقوق الغير أو سمعتهم. 

ب- حماية الأمن الوطنى أو النظام العام أو الصحة العامة؛ أو الآداب العامة. 

أما الفقرة الثالثة من المادة ٠١‏ سالفة الذكرء فتنه على أنه: u‏ ا الإجهار بالدين أو با e‏ ات إلا 
للقيود التى ينص عليها القانونء واللازمة لحماية السلامة العامة أو النظام أى الصحة أو الآداب العامة أو الحقوة 

خامسا- إشكالية التكامل فى حقوق الإنسان أو عدم قابليتها للانقسام أو التجزؤ: 

من المستقر أيضاء فى أدبيات حقوق الإنسان على النحو الذى تراكمت عليه طيلة العقود الأربعة أى الخمسة الماضية, 
أن هذه الحقوق تتكامل فيما بينها. بمعنى: أن الأصل فى هذه الحقوق هو ترابطهاء وعدم قابليتها للانقسام أو التجزئة. 

وترتيبا على ذلك؛ فقد أضحى من المقبول بصفة عامة فى أدبيات حقوق الإنسان: أنه لا يوجد ثمة ما يسوغ -من حيث 
المبدأ- إعطاء أولوية خاصة لطائفة بعينها من هذه الحقوق كالحق فى الغذاء مثلاء أو الحق فى العمل» على حساب طائفة 
أو طوائف أخرى منها كالحقوق المدنية والسياسية مثلاء كالحق فى حرية التعبير والاجتماع» أو الحق فى المحاكمة 
العادلة مثلا . 
الشرط الضرورى لكفالة التمتع بهذه الحقوق واقعيا من جهة, ولأنه -أى هذا التكامل- هو الذى یتیہ للإنسان أينما وجد 
فرصة إشباع حاجاته الأساسية والمجتمعية. بصفته إنسانا يعيش فى إطار جماعة سياسية منظمة. 

على أن القول بمبدأ تكامل حقوق الإنسان وترابطها وعدم قابليتها للانقسام أو التجزؤء لا يعنى -أحيانا ويبحسب 
وجهة نظر أخرى نعتقد بسلامتها- عدم إمكان الخروج على مقتضاه بصورة مطلقة. 
الأساسية التى يتعين إشباعها. 

ويعبارة أخرى» فإنه مهما تحدثنا -مثلا- عن وجوب إعمال مبداً المساواة بين بنى الإنسان أينما وجدواء إلا أنه يبقى 
صحيحا أيضا -ويالقدر ذاته- أن احتياجات الحياة ومتطلباتها بالنسبة إلى شخص يعيش فى مجتمع معين كالمجتمع 
الفرنسى أو اليابانى مثلاء والذى خطا كل منهما خطوات بعيدة على مدارج التقدم المادى والديه ۳ اطى» كيلف كنا 
وكيفا بلاشك- عن احتياجات الحياة ومتطلباتها ا E‏ آخر يعيش فى مجتمع تقليدى كالعديد من المجتمعات 
العربية والإفريقية, لايزال الواحد منها يتحسس خطاه على طريق التنمية والتقدم. 

ومؤدى ذلك» أنه من المتوقع -مثلا ومن الناحية العملية أو التطبيقية- أن تحظى طائفة الحقوق الاقتصادية 
والا ¬ 5 اعية (كالحق فى الغذاء والحق فى العمل قات باهميه ا أى بأولوية متقدمة فى د مجتمع کل 5 يزال 
أفراده يعانون من ظروف الفقر الاجتماعى» والافتقاد إلى بنیه تحتیه مناسبة (طرق جيدة» وصرف صحىی» وإنارة, ومياه 
شرب نقية. خدمات تعليمية حقيقية)؛ مقارنة بالحقوق المدنية والسياسية كالحق فى المشاركة السياسيةء والحق فى حرية 
الرئى والتعبير, والحق فى إنشاء النقابات وتكوين الجمعيات» وهى الحقوق التى ينظر إليها باعتبارها ضرورية للغاية فى 
مجتمع متقدم. | 

والحقيقة, أنه فى مقابل هذا الاتجاه الذى نؤيده» ثمة اتجاه آخر فى أدبيات حقوق الإنسانء يميل أنصاره إلى الربط 
بين مجموعتى حقوق الإنسان سالفتى الذكر: الحقوق المدنية والسياسية من جهة؛ والحقوق الاقتصادية والاجتماعية من 
جهة أخرى» وذلك انطلاقا من اقتناع ااي واي 58 علاقة جدلية بين هاتين المجموعتين من الحقوق. فالأفراد 
المحرومون من حقوقهم الا ديه والاجتماهية مثلاء يتعين أن يكونوا قادرين على الاحتجاج والتعبير عن آرائهم, 
وبالذات فيما لو كان حرمانهم -من الغذاء مثلا- مرجعه التوزيع غير العادل للموارد. ويعبارة أخرى, فإن كفالة التمتع 


- ۱۹ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فى أربعة عقود : إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 


5000 ة- الوسيلة التى يتم من خلالها جذب الانتباه إلى معاناة ,. 
بحرية الرأى والتعبير إنما تعتبر -فى مثل هذه الحالة- الوسيلة التى يتم من خلالها و 
26 أن حقوق الإنسان كافة ذات أهمية متكافئة- هو الذى تند 
والمشاهد أن هذا المنهج فى التفكير -أى اعتبار أن حقوق ال روك تلت بج كي عو وت للذهجه مززر 
الأمم المتحدة وأجهزتها ذات الصلة؛ وهو ما تأكد أيضا من خلال أعمال المؤتمر الدولى لحقوق ١م‏ ع مووي 
سراحة إلى أنه وإن كان يتعين مراعاة الخصوصيات الوطنية والإقليمية وأخذها فى الاعتبار» إلا أن من واجب الدول” 
4 طريعة نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية - العمل من أجل تعزيز كل حقوق اله 
بغض النظر عن طبيعة نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية و د من <١‏ نسار 
والحريات الأساسية وحمايتها. 
سادسا- التدخل الدولى الإنسانى وإشكالية المشروعية : 
على الرغم من حقيقة أن "التسييس' -أو بمعنى آخر تغليب الاعتبارات السياسية إلى حد كبير عند محاولة فهم بعفر 
الأمور- يكاد يكون صفة أساسية ملازمة للتدخل الدولى الإنسانى أيا كانت تطبيقاته, وبحيث يمكننا القول إن الدوان 
الإنسانية", بمفهومها الأوسعء كانت بمثابة القاسم المشتركء لتبرير الكثير من التدخلات التى تعس ا إلاأز 
استعراض خبرة العمل الدولى فى هذا الخصوص يكشف عن وجود ما يشيه الإجماع بين الباحثين على أن نمه دوا 
وأهدافا معلنة لهذا النوع من التدخلء هى التى تسوغ فى نهاية الأمر القيام به. 
وفيما يتعلق بمجمل هذه الدوافع والأهداف. فالملاحظ أنها -نظريا- تكاد تدور فى مجملها حول الفكرة الأخلاقية الي 
تقضى بوجوب مد يد العون لكل ذى حاجةء مما يعنى -فى عبارة أخرى- أن هناك حدا أدنى من المسئولية المتبادلة بي 
أعضاء الجماعة الدولية. 
وكما سلف البيان» فإن الاعتبارات الأخلاقية قد تكون مجرد ستار يخفى مطامع سياسية للطرف الدولى المتدخل لدى 
الطرف المستهدف من جراء هذا التدخل. ولذلك, فقد ذهب بعض الباحثين -ويحق- إلى عدم التعويل على هذه الاعتباران 
بإطلاق؛ بالنظر إلى أن التدخل أيا كانت صورته؛ إنما هو سلوك غير مقبول» حيث إنه يعرض استقلال الدولة موضو 
فرديا أو محدودا أو جماعيا. 
وقد اشترط أنصار هذا الرأى شروطا خاصة يتعين تحققها لإمكان الحديث عن "تدخل إشعائى" ميرق. 
ومن هذه الشروط: وقوع انتهاكات جد خطيرة وبشكل منتظم لحقوق الإنسان الأساسية كالحق فى الحياة: والحق فى 
التمتع بالكرامة الإنسانيةء واستنفاد كافة محاولات وقف مثل هذه الانتهاكات, سواء من جانب المستهدفين أنفسهم أوهن 
جانب بعض المؤسسات الوطنية والدولية ذات الصلة؛ وإصرار المستهدفين من هذه الانتهاكات -الصريح أو الضمنى- 
على طلب الحصول على الدعم الخارجى من أى جهة كانت لاقتضاء حقوقهم أو وقف ما وین ل م سقاط 
وانتهاكات. وأخيراء هناك؛ أيضا الاعتبار المتعلق بإمعان السلطات المعنية فى الدولة فى عدم يقل آلى .يدون الالسلاة 
وتغيير الأوضاع نحو الأفضل والالتزام بالعايين الدولية الستقرة في شان لسترام يحقوق الإقشان والحررات الاساسة 
الدولى 'الإنسانى » أو التدخل الدولى لأغراض إنسانيةء وبالذات من خلال استخدام القوة المساحة 0 
أما وجهة النظر الأولى؛ فتذهب إلى القول بمشروعية التدخل الإنسان , ولو _ :ار . . 9 
الشئون الداخلية للدولة المعنية. ای“ و نرى فيه تدخلا محظورا -بإطلاق- فى 
والحجج التى استند إليها أنصار وجهة النظر هذه تتمثل فى الآتى: 
١‏ إن التخل,التولى ”اساد اى التشفل r i. ١‏ 
إن 8 دی او لدولى لأغراض إنسانية حبالذات م : . کا 3 
إنما يندرج ضمن صور التدخل التى يشملها أحد الاستثناءات الثلاثة التى - 3 06 استخدام القى 3 وا 
التهديد باستخدامها فى نطاق العلاقات الدولية المتبادلة, خاصة إعمالا لبد الدقاء ا جواز استخدام القوة أد 
ات أن هذا الراع إتها وضع كثيرا ممه iE‏ ّْ 
وواضح. أن ى :ها يوسع كديرا من مفهوم الدفاع الشرع, ےیل ۔ SE‏ 
الذى قد تتعرض له الدولةء وإنما ينسحب أيضا إلى حق هذه الدولة ا الا ع قط للتصدى للعدوان الك ْ 
ن حقوق مواطنيها فى الخارج أو حتى مواطنى الدولة المتدخل 6 .4 ٠ ٠‏ #جراءات اللازمة -ومنها التدخل- للدفاغ | 
E 2‏ أى “أونهاء والتتى قد تكون محلا للانتهاك بشكل متعم أ 


| 


5 6 - المجلد ٤١‏ 
السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ° 2 = | 


Scanned by CamScanner 


قراو الرشيدى 
ومؤدى ما سبق أن استخدام القوة المسلحة للتصدى لهذا الانتهاك وما فى حكمه لا ينبغى النظر إليه -وفقا لراى هذا 
الفريق الأول من الباحثين- باعتباره يمثل افتئاتا أو خروجا على مبدأ سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية واستقلالها 

e 35‏ كك اليه N‏ فى القول إن نص المادة ۷/۲ من ميثاق الأمم المتحدة - الذى يؤكد على حقيقة أنه: 
ليس فى هذا الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة أن تتدخل فى الشئون التى هى من صميم السلطان الداخلى لدولة ما..*. لا 
يمكن الاعتداد به أو القياس عليه لرفض فكرة التدخل الخارجى فى شئون دولة ماء إذا ما وجدت اعتبارات إنسانية تلزم 
بذلك. 

ومرد ذلك إلى حقيقة أن ميثاق الأمم المتحدة ذاته- وفى المادة المشار إليها ذاتها - قد نظر إلى مسالة الاختصاص 
الداخلى باعتبارها مسألة مرنة ومتطورة بحسب تطور الظروف والأوضاع الداخلية والدولية على حد سواء. 

وحيث إن ا المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية قد أضحت من الأمور التى تحظى باهتمام دولى 
واسع ومتزايد بشكل مطرد» لذلك فقد أصبح من غير الممكن الحديث الآن عن اختصاص مطلق للدولة فيما يتعلق بهذه 
الأمور. 

وإضافة إلى ما تقدم» فإن القول بمشروعية التدخل الدولى لأغراض إنسانية يمكن تبريره أيضا بالإحالة إلى نص 
المادتين 9 واه من ميثاق الأمم المتحدة, واللتين تعترفان بوجود مصلحة أكيدة للمجتمع الدولى فى تعزيز الاحترام 

والملاحظ: أنه استنادا إلى حكم المادتين سالفتى الذكرء توسع البعض فى التفسير لصالح إعطاء صلاحيات أكبر 
للمجتمع الدولى للتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاءء وإلى الحد الذى سوغ لهم -وريما عودة إلى فكرة "الرسالة 
المقدسة" التى تذرع بها الاستعمار الأوروبى فى القرن التاسع عشر- إجازة التدخل الدولى لإقامة نظم ديمقراطية على 
الطريقة الغربية. 

وتقديرناء ا السير فى هذا الاتجاه -ويإطلاق- له محازيره الخطيرة. حيث إنه يفتح الباب واسعا أمام المزيد من 
'التسييس”" على نظرة المجتمع الدولى وتقويمه للتطورات الحادثة فى دولة ماء بحيث إنه يصير فى التحليل الأخير أداة فى 

ولعل الحالة النموذجية التى يمكننا الإشارة إليهاء فى هذا الخصوصء» هى تلك المتعلقة بواقعة التدخل العسكرى 
الأمريكى فى هاييتى عام ١194‏ -بترخيص شكلى من مجلس الأمن- لإعادة الرئيس المخلوع 'جان أرستيد" إلى الحكم. 
فقد طرح هذا التدخل سؤالا مهما على بساط البحثء مؤداه: هل الديمقراطية أضحت هى المعيار للحكومة الشرعية فى 
نظر المجتمع الدولى؟ وهل غياب هذه الديمقراطية -بالمعايير الليبرالية الغربية طبعا- يصلح لأن ينهض أو يشكل سببا 
مسوغا لتدخل ذولی فی شئون دولة ما؟ 

-٤‏ ثم إنه إذا جاز لنا أن نعتبر أن التدخل الدولى الإنسانى إنما يستهدف بالدرجة الأولى توفير الحماية الإنسانية 
الو احبة بالفعل لجماعات من الأفراد يعانون من الاضطهاد أو من ظلم بين واقع عليهم» فإنه يمكننا أن نجد سندا قانونيا 
لهذا التدخل فى أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1444 بشأن معاملة المدنيين فى أثناء النزاعات المسلحة أو تحت 
الاحتلال. 

فالثابت» أنه طبقا لنص هذه الاتفاقيةء فإنه يتعين على اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تبادر إلى التدخل لتقديم 
العون والإغاثة الإنسانية فى كافة النزاعات المسلحة؛ بما فى ذلك تلك التى تكون غير ذات طابع دولى. 

والحقء أن مثل هذه الصورة الأخيرة من صور التدخل الدولى 'الإنسانى' -والتى تتم انطلاقا من اعتبارات إنسانية 
محضة- ليس محل منازعة من أحد» حتی ولو لم يوجد نص قانونى صريح بشأنها. 

ا أن تأييد فكرة التدخل الدولى الإنسانى أو المدفوع باعتبارات إنسانية من جانب هذا الفريق الأول من الباحثين 
5 للقا من كل قيد» وإنما توجد ثمة ضوابط معينة يتعين أن تكون محل اعتبار» ونحن نتحدث عن تدخل دولى 

3 أو قبوا فوخ هذا الخصوص. 
ومن هذه الضوابط: ما يلى: 
فأولا : إن هذا النوع من التدخل يجب أن يكون محكوما. فقط بهدف التأكيد على احترام حقوق الإنسان؛ وليس أى 


- ۱۳۹ - السياسة الدولية العدد ١١1١‏ يوليو 70.5 - المجلد 5٠‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فى اربعة عقود : إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 
هدف آخر. ويناء على ذلك؛ فإن التناسب بين الفعل المهدد بالخطر لهذه الحقوق وبين طبيعة الرد المطلوب, هو شر 


ثانيا: الا يكون من بين أهداف هذا التدخل بشكل خاص السعى إلى إحداث أى تغيير فى هيكل السلطة فى المجتى 
محل التدخلء مما قد يفيد طرفا داخليا معينا وعلى حساب طرف أو أطراف أخرى. 

ثالثا : أن يكون اللجوء إلى استخدام القوة أو حتى التهديد باستخدامها هو الحل أو البديل الأخير, بمعنى إن ' 
استنفاد الوسائل الأخرى السلمية أو غير القسرية هو شرط ضرورى قبل الشروع فى التفكير فى اللجوء إلى مثل هز, 
الوسائل القسرية من عسكرية وغير عسكرية. 

رابعا: ألا يكون التدخل الدولى انتقائيا. 

خامسا: وجوب ألا يتم هذا التدخل بعمل فردى تقوم به دولة واحدةء وإنما يجب أن يتم بإرادة دولية جماعيةء تست 
إلى قرار صحيح صادر عن الأمم المتحدة أو عن إحدى المنظمات الدولية الأخرى ذات الصلة. 

سادسا: ألا يكون من شأن هذا التدخل إحداث أضرار أو مخاطر تتجاوز الهدف المقصود منهء كأن يؤدى مثلا إلى 
وذلك على نحو ما حدث مثلا فى حالة التدخل الدولى فى الصومال تحت شعار "عملية إعادة الأمل", والتى تجاوزت فيه 
القوات الدولية الهدف المنشود لتقوم بعمليات مطاردة لبعض القيادات وتعقب السكان وتأديبهم بل وتعذيبهم فى بعض 
الحالات. 

على أنه إلى جانب وجهة النظر هذه؛ المؤيدة لفكرة التدخل الدولى الإنسانى أو التدخل الدولى لأغراض إنسانيةء هنال 
وجهة نظر أخرى ترفض هذه الفكرة من أساسيها وتعتبرها خروجا صريحا وانتهاكا صارخا لمبدأى السيادة الوطنية 
والسلامة الإقليمية للدولة. 

ويسوق أنصار وجهة النظر هذه -بدورهم- حججا شتى للدفاع عن موقفهم : 

-١‏ فبداية نلاحظ أنهم ينطلقون فى هذا الموقف من مقولة أساسية مؤداها أن الأصل فى العلاقات الدولية هو "عدم 
التدخل', وهو المبدأ الذى نص عليه فى عموم المواثيق المنشئة للمنظمات الدولية» بدءا من عهد عصبة الأمم (المادة 
العاشر ة)» ومرورا بميثاق الأمم المتحدة (المادة ١/۷)ء‏ وانتهاء بالمواثيق الإقليمية كميثاق جامعة الدول العربية (المادة 
الثانية). اتا 5 


والواقع, أنه إذا كان ظاهر النص فى كل هذه المواثيق يشير إلى حقيقة أن التدخل المرفوض انما ى د تدخ 
لذ بأد ليما مسكريا و مسلما. فإن التسعن فى فهم التصوص الوارد إنما يفده إلى الاستتاج بال ا 
خارجى ا دو يادة والسلامة الإقليمية للدولة. يشكل مسلكا غير مقبول, بغض النظر عن الصورة 
التى يكون عليها: عسكريا او اقتصاديا أو غير ذلك. 
”- كذلك؛ فإنه مما يعزز القول بوجوب إعمال القواعد القانونية التى تلم الد تشم عمد 5 
لبعضها البعض الآخرء تحت أى مبرر كانء ما درجت عليه المواثيق ا ا قي ريني 
التاكيد على ميد التسوية السلمية للمناؤعاته ستؤاء باللجوء إلى الفاوقنان إى من ع ا لخد متها والإقلينياءن 
الحميدة أو بالوساطة أو بأية وسيلة أخرى. “ن حل تدخل طرف ثالث ببذل مساعيه 
إذا جاز لنا أن نعتبر أن ميثاق الأمم الملتحدة هو الذی نشکل الآ :: . 0 
لمر 4 لتنظيم العلاقات الدوليةء فإننا شا إلى ا u dl‏ نهاية الحرب العالمية الثانية- الإطار 
أهمية كبرىء بل واعتبر أن استنفاد الوسائل المختلفة لهذه التسوية شرط مود ا ی السلمية للمنازعات 
قسرية -عسكرية أو اقتصادية- لحمل الدولة المخالفة على العورة إل اأ اذى لإمكان اللجوء إلى وسائل أخرى 
المخالفة الحاصلة مما يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. e‏ يق؛ وذلك بطبيعة الحال ما لم تكن 
واتصالا بالحث على اللجوء -أولا- إلى الوسائل السلمية لتسوية المنائعا. 0 س . 
المتبادلة. ويما فى ذلك ما قد يتعلق منها بانتهاكات حقوق لحا 6 التي ٠‏ كد فى نطاق العلاقات الدولية 
على حرص واضعى ميثاق الأمم اللتحدة على سد كل ثغرة يمكن أن تجد فيها و کا ا 
شئون غيرها من الدول الأخرى» كون المادة الثانية من هذا الميثاق وال ٠.‏ . “ب ا دول حجة تجيز لها التدخل فى 
الدول ويعضها البعض الآخرء قد أشارت صراحة فى فقرتها الثالثة إلى ضرورة ف بين . 
2 اعون الدولى. من 


السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ - ۲ 


Scanned by CamScanner 





د. أحمد الرشيدى 
المسائل الدولية ذات الطابع الاقتصادى الاجتماعى والثقافى والإنسانى» وكذلك من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان 
والحريات الأساسية للناس جميعاء والتشجيع على ذلك دون أى تمييز وفقا لاعتبارات خاصة بالعرق أو اللغة أو الدين 
وبلا تفريق بين الرجال والنساء. 

؟- كما يضيف هذا الفريق من الباحثين» الرافض لفكرة التدخل فى الشئون الداخلية للدول فرادىء أيا كان الباعث 
الذى قد يساق تبريرا لذلك» حجة أخرى مؤداها أن مبدأ عدم التدخل لم ينص عليه فقط فى المواثيق المنشئة لعموم 
المنظمات الدولية» كتأكيد لما استقر عليه العمل فى هذا الخصوص. وإنما جرى التأكيد عليه أيضا من خلال السلوك 
اللاحق للعديد من هذه المنظمات. ومن ذلك مثلاء القرارات (التوصيات) العديدة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم 
جواز التدخل فى الشئون الداخلية للدول وحماية استقلالها وسيادتها. 

ومما هو غنى عن البيان أن القرار المذكور - الذى وافقت عليه الجمعية العامة فى دورتها العشرين عام 1515- قد 
حظى بتأييد ٠١4‏ دول» ودون اعتراض أى دولة مع امتناع دولة واحدة عن التصويت» هى بريطانيا . 

وما يهمنا بالنسبة لهذا القرار أو الإعلانء فيما يتعلق بموضوعناء هو تأكيده بالأساس على الأمرين الآتيين: 

الأمر الأول : يتمثل فى التشديد على عدم أحقية أى دولة - أيا كان المبرر الذى تتذرع به- فى التدخل بأية صورة فى 
الشئون الداخلية لدولة أخرىء وذلك بالنظر إلى ما يمثله مثل هذا التدخل بشتى صوره من تهديد لشخصية الدولة 
المستهدفة ولعناصر وجودها. 
دولة أخرى» بهدف حملها على التنازل لها دون وجه حق عما هو ليس لهاء أى الدولة المتدخلة. 
الإنسان» والحريات الأساسية عموماء إنما يتمثل فيما تضمنته المواثيق والاتفاقات الدولية ذات الصلة من قواعد وأحكامء 
فإنه من الصحيح أيضا أن هذه المواثيق وتلك الاتفاقيات قد خلت تماما من أية إشارة -صريحة أو ضمنية- يمكن 
الارتكان إليها لتبرير تدخل خارجى من أى نوع: وبخاصة التدخل العسكرى ضد الدولة التى تنتهك فيها هذه الحقوق. 

ويعبارة أخرى:» فالملاحظ أنه مع تعدد الضمانات التى نصت عليها المواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق 
الإنسان -ومنها على سبيل المثال: الاتفاقية الخاصة بمنع جريمة إبادة الجنس البشرى والمعاقب عليها والمبرمة عام 
؛: والعهدان الدوليان للحقوق المدنية والسياسية وللحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1177- لكفالة 
التمتع بهذه الحقوق, إلا أن أيا من هذه المواثيق أو تلك الاتفاقيات لم يشر مثلا إلى اللجوء إلى القوة أو إلى التدخل 

وإذا أخذنا الاتفاقية الخاصة بمنع جريمة إبادة الجنس البشرى والمعاقب عليها كمثال» فى هذا الشأن» فإننا نلاحظ 
أن أقصى ما نصت عليه هذه الاتفاقية هو ما ورد فى المادة السادسة منها بشأن إلزام الدول الأطراف فيها بأن تعمل 
۳ احالة الأشخاص المتهمين بارتكاب الجريمة المذكورة؛ أو أى فعل من الأفعال إلى الدولة التى ارتكب الفعل فى 
إقليمها أو إلى محكمة جنائية دولية تكون مختصة بنظر هذا الفعل» متى قبلت الأطراف المتعاقدة ذلك. 

والحقيقةء أن ما نراه فى هذا الخصوص هو أن الحديث عن 'تدخل دولى إنسانى' أو "التدخل الدولى لأغراض 
انسانية", قد أضحى أمرا واردا فى الوقت الحاضرء وله ما يسوغه قانونا وواقعاء آخذين بعين الاعتبار الضوابط الآتية: 
التدخل. 

وعلیه» وکأی استثناء» فإنه يكون چ الخسرورة التى يجب أن تقدر بقدرها ويجب عدم التوسع فيه, حتى لا نلغى 
الخطوط الفاصلة بين حدود سلطة المجتمع الدولى فى التدخل وبين مقتضيات المحافظة على مظاهر سيادة الدولة داخل 
ا2 وبالنسبة للأاشخاص كافة الذين يوجدون بشكل طبيعى ودائم أو بشكل عرضى على هذا الإقليم. 

؟- إنه حتى مع التسليم -فى حدود معينة- بإمكان حدوث “تدخل دولى' معين لاعتبارات خاصة فى شئون دولة ماء إلا 
أنه بظل معلوماء بالقدر ذاته من الوضوح واليقين» أن مثل هذا التدخل يجب أن يكون هو آخر البدائل أو الاختيارات المتاحة؛ 
أى يجب عدم اللجوء إليه إلا بعد استنفاد الوسائل الأخرى كافة التى تحترم فيها السيادة الوطنية للدولة المستهدفة؛ ومع 
الالتزام بالا ينتج التدخل فى هذه الحالة آثارا أكثر ضررا أو أشد خطورة: مما لو ترك الأمر بزمته ليدار داخليا. 


- ۳ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو 7..5- المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فى أربعة عقود : إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 

"- التدخل الدولى الفردىء أى التدخل الذى يتم 
يجب رفضه بإطلاق, ولا ينبغى قبوله بأى حال من الأحو 

فالصحيح هو أن يتم التدخل بشكل جماعى ومن 
حالات الكوارث الطبيعية أو فى حالات الصراعات الداخلية الحادة- الد 1 
لجمعيات الصليب الأحمرء والهلال الأحمرء وغيرهما من المنظمات غير الحكومية ذات الصلة. 

والواقع؛ أن القول بوجوب رفض فكرة التدخل الدولى الذى يأخذ شكلا فرديا -كحالة التدخل مرضي فى العقر 
الماضى فى كل من جرينادا وينما وهاييتى بزعم حماية المواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية-. أو a‏ جماعرا 
محدودا جدا - كحالة تدخل بعض دول ما سمى التحالف الدولى ضد العراق - بعد الإعلان عن الانتهاء الرسمى 
لأزمة/حرب الخليج فى ۲١‏ فبراير ١١۱۹ء‏ ويدعوى حماية قطاعات من المواطنين العراقيين من ای فى الجنوب ومن 
الأكراد فى الشمال- إنما يستند فى رأينا -أى هذا القول المشار إليه- إلى اعتبارات المنطق والملاءمة» والتى نذكر منها: 

أولا: كون هذه الصورة من صور التدخل لن تكون ممكنة عملا إلا بالنسبة للدول الكبرى وحدها. فهذه الدول هى التى 
يمكنها من الناحية الفعلية» وبالنظر إلى ما يتوافر لديها من عناصر القوة؛ التدخل بشكل فردى فى شئون إحدى أو بعض 
الدول الصغرى أو الضعيفة فى إطار المنظومة الحالية للعلاقات الدولية. 

فالولايات المتحدة مثلا تستطيع -كنتيجة لتوازنات القوة القائمة- أن تتدخل بشكل فردى فى شئون السودان, لكن 

هذا الآخير لا يستطيع فى المقابل -وعلى سبيل المثال- التدخل فى الشئون الداخلية لفرنسا أو لإسبانيا لحملهما على 
انتهاج سياسة معينة فيما يتعلق بالتعامل مع قضية الباسكء ولا فى الشئون الداخلية لبريطانيا لفرض أسلوب معين 
5 فيما يخص العلاقات البريطانية - الأيرلندية الشماليةء ولا فى الشئون الداخلية لروسيا فيما يتعلق بمساة 
|3 دت ان. 


د إن القول يجبواز تمل جد ای بعض- الدول الكبرى فى شئون دولة ما لن تكون فى الأغلب الأعم إلا دولة 
إنقاذ رعايا الدولة المتدخلة)- إنما ينطوى على مخالفة جد صارخة لأبسط قواعد العدالة والمنطق السليم؛ بل وللمبادئ 
القانونية العامة التى لا تجيز لأحد أن يكون حكما وخصما فى وقت واحد. E‏ 

ثالثا: هناك الاعتبار المتمثل فى التخوف الحقبق م٠‏ د a E‏ 

بار لمتمثل فى التخوف الحقيقى من تسييس المسألة برمتهاء الا الن ۳ و نهاة 1 
من الانتقاثية والازدواجية فى التعامل. کے کی یھی اا ای ا | 

وليس أدل على ذلك من حقيقة أن دولة كالولايات المتحدة التى ما ةا a E a‏ 

وتا 0 و نفنا نتحدث ليل نهار عن حقوق الإتسان ف العراق: أ 
هى ذاتها التى تغض الطرف تماما عن كل أشكال العدوان والإبادة ال ا ا ا f e‏ 
العزباةننوا+ قي الى الفانتتطينية االخظا أو فی نوب ااا و ا ا ا ا ايل شن الوا 

57 %0 ۱ ليس آخراء فاننا ذ أذ ن : ار الت > . ا 

واخيرا ويس آحر'ء الإنذا نرى أنه مع تسليمنا بأن التدخل الدولى الإنسان , "المقى1 : د | 
أن يتم من خلال إحدى النظمات الدولية العالية أو الإقليمية التى نرج لكاي القبول أو المبرر هو ذلك الذى يجب 
سسسیی قانوناء شبكلا وموضبرهاء إلا اننا تزۍ فى امقايل- انيما رید جاو العقن ایم ا ا a‏ 
عن جواز تدخل المنظمة الدولية لحماية موظفيهاء إنما هو أمر بالغ | الخطورة رويس رفتيه بق ارين سن عدي 

یچ ّ RA‏ چ بفوة. 

ae a e et E r a E 
0 وقع علد بر أو ليم فين أتناء أدائهم لمهامهم» وذلك من دون العتاجة إلى التدخل الت ت 9 : اوري‎ 
لسترى. وأى قول آخر بخلاف ذلك‎ ٠ 0: + يشكل -من وجهة نظرنا- إخلالا جد ظاهر بأحد المبادئ القانونية لكا‎ 
الخصوم. وتفسير ذلكء فى عبارة أخرى, أننا فى مثل هذه الحالة -أى حالة الاعتراف ا يد ين عداو‎ 
منظمة بالحق فى التدخل حمابا‎ ٠" لموظفيها- إنما نركز على جانب واحد فقط من مسئولية المنظمة الدولية و‎ 
حالة ما إذا تجاوز موظفو هذه المنظمة حدود اختصاصاتهم وارتكيوا مخالفات ا 2 مهماء هو الجانب المتمثل فى‎ 
للدولة - الهدفء وذلك على نحو ما حدث مثلا فى الصومال فى إطار ما . ا لسن المدنيين التابعين‎ 

سابعا- إشكالية المصادر: حقوق الإنسان تراث إنسانى مشترك و ا 59 

من المسلم به. بصفة عامة؛ أن تطور الاهتمام الوطنى والدولى بالفرى اا غربية: 


من جانب دولة واحدة أو حتى من جانب مج دو ن ای 
ال» حتى ولو كان ذلك بدعوى حماية الوطنيين أو إنقان الرعان 


خلال إحدى المنظمات الدولية المعنية بالإغاثة الإنسانية سخاصة فر 
كاللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحار الدولر 


وحرياته الأساسية, والذى بلغ الآن 


السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ - ۳6 


Scanned by CamScanner 


3 افق الرشيدى 
درجة لم يعهدها من قبلء إنما يرند من حيث الأصل إلى ثلاثة أنواع من المصادرء هى: المصادر الدينية؛ والمصادر المتمثلة 
فى نتاج الفكن ا ساني وإسهامات الفلاسفة والمفكرين السياسيين وقيم الثورات الإنسانية الكبرى, ثم المصادر الاتفاقية 
وقوامها الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية ذات الصلة بهذه الحقوق. والتى تشكل الآن -فى مجملها وكما سلفت 
e‏ فرعين جديدين من فروع القانون الدوا لى العام ونعنى بهما: القانون الدولى لحقوق الإنسان, والقانون الدولى 

2 فی۰ 

-١‏ التعاليم الدينية كمصدر لحقوق الإنسان: 

لاشك فى أن المصادر النابعة من الأديان السماوية ينظر إليها بوصفها هى التى وضعت الأساس الفكرى أو النظرى 
لحقوق الإنسان. ولسنا هنا بحاجة إلى التأكيد على حقيقة أن من بين القيم العلياء أو المبادئ الحاكمة فى الأديان 
السماوية الثلاثة: اليهودية, والمسيحيةء والإسلام, المبدأ القاضى بوجوب احترام حقوق الأفراد جميعاء دون أى تفرقة 
بينهم لأى اعتبار كان. 

ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا فى هذا الخصوص إن ما نص عليه الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر عام ۸٤۱۹ء‏ 
بشأن عدم جواز التمييز فى المعاملة بين الأفراد لأسباب متعلقة بالجنس» أو الأصل الوطنىء أو العرقىء أو الانتماء 
السياسىء ما هو إلا أمر كاشف عما نصت عليه -قبلا- هذه الأديان السماوية وتعاليمها الصحيحة السمحة. 

وإذا أخذنا وجهة نظر الشريعة الإسلامية أو موقفهاء كمثال لموقف الأديان السماوية فيما يتعلق بالتأكيد على وجوب 
احترام حقوق الإنسان؛ فإننا ننتهى إلى القول إن هذا الموقف -بحسب ما يذهب إليه بعض الباحثين - قد تحدد من 
خلال النظر إلى هذه الحقوق وما يرتبط بها من حريات» من جوانب رئيسية ثلاثة. هى: 

الجانب الأول: النظر إلى الإنسان بصفته فردا يتمتع بمكانة خاصة يتقدم بها على الكثير من خلق الله تعالى. 

ومن هناء فقد استحق الإنسان الفرد التكريم من الخالق جل وعلا. وقد جاءت الآيات القرآنية الكريمة مؤكدة على ذلك 
ويشكل قاطع: ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا 
هس . ا 


أما الجانب الثانىء الذى ركز عليه الإسلامء فيما يتصل بتأكيده على مبدأ احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسيةء 
فيتمثل ف تصوره -أى الإسلام- لعلاقة الفرد بالدولة أو بالجماعة السياسية التى يعيش فى كنفها. 

والملاحظ: هناء أن الشريعة الإسلامية قد أسست هذه العلاقة على مبادئ حاكمة عدة: كمبدأ الحرية» ومبدأ العدالة, 

وترتيبا على ذلك» فقد صارت الجماعة مسئولة -بالتضامن- عن كفالة مجمل الحقوق والحريات التى يلزم توافرها 
لأی فرد» لكى يمارس حياته فى إطارها بشكل طبيعى. 

أما الجانب الثالثء فيختص بوضع الفرد غير المسلم فى الدولة الإسلامية. 

ودون الدخول فى التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع,؛ والتى لا يتسع لها المقام هناء نرى أن الإسلام كفل لغير المسلمين 
الذين يعيشون فى كنف الدولة الإسلامية -كمبدأ عام وعلى قدم المساواة- الحقوق ذاتها التى كذاها لأتباعه المسلمين. 
يستوى فى ذلك: الحق فى الحياةء الحق فى الاعتراف لكل فرد بالشخصية القانونية المستقلة؛ أو الحق فى مباشرة 
الشعائر الدينية بحرية» أو الحق فى التملك؛: آو الحق فى العمل. 

NEKÊ‏ إن الشريعة الإسلامية قد ارتقت بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية إلى درجة عالية من القدسية. 

فحقوق الإنسان مقررة -وفقا للنظرية الإسلامية- بإرادة الخالق عزوجل؛ وهو ما يعنى أنها تستمد شرعيتها من 
أحكام الدين التى تعلو بها على أهواء الحكام. وتأسيسا على ذلك؛ فإن حقوق الإنسان فى الإسلام توصف بأنها حقوق 
مومه تسكع المصدر الإلهى الذى تستمد منه؛ وهى -لذلك- لا تقبل الحذف أو النسخ أو التعطيل, كما لا يسمح -شرعا- 
بالاعتداء عليها أو التنازل عنها. 
الإسلامى لم نظو ال الفرد باعتباره محوره وغايته» دون النظر إلى الجماعة ومصلحتها. 
فى عبارة أخرىء أنه إذا كان التشريع الإسلامى قد أكد -ولاشك- على الحقوق الفردية؛ إلا أنه أقر -فى 


#دء ذلك: 7 :5 . 
ومودى الحقوق الجماعية؛ واعتبر أن رعاية هاتين المصلحتين معا: مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة: إنما هى 


الوقت ذاته- بفكرة 


- 1 - السياسة الدولية العدد ١٠١١‏ يوليو 7٠0.5‏ - المجلد 1٠‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فى أربعة عقود : إنجازات كبيرة وإشكاليات مستمرة 
ê‏ 36 53 2 ۰ || تب * سات الأ< ¢ ھ |. ٠.‏ 
جوهر الشريعة وروحها. ومن ثم. فلا مجال -فى نظر الشريعة ' لإهدار أى من للصلحتين ب ا #خرى حيث إن فو 
ذلك إنكارا لمقتضيات الفطرة, وتجاهلا لما هو موجود فى عالم الواقع. 
موكيا 1 فى العقيه الا الإطلا يمون .. 
الأصل العام إلى كون الإنسان أو الفرد إنما هو كائن اجتماعى ولا يمكنه أن د يعيش معزوة بنفسة؛ بل يعيش ود عل مه 
غيزةافى إطار جماغة منعينة 
ومن هناء تختلف النظرية الإسلامية فى حقوق الإنسان -بحسب رأى جانب من الباحثين". عن | ريات الوضعية 
E‏ النظرية الفرديةء التى ذهبت إلى القول إن للفرد حقوقا طبيعية مستمدة من ذاته هو با باره إنساناء وأن هز, 
الحقوق تعد من قبيل الامتيازات الطبيعية المطلقة. 
حاصل القول إذن؛ إن الشريعة الإسلامية قد نظرت إلى حقوق الإنسان من منطلق أن ثمة علاقة وثيقة ومتوازنة بين 
مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة. فالفرد مسئول تجاه المجتمع بالقدر ذاته الذى يكون فيه هذا المجتمع مسئولا تجاه 
الفرد أى معنيا بحمايته وتوفير الضمانات اللازمة لكفالة الاحترام الواجب لحقوقه. 
والمشاهد» أن هذه العلاقة جرى التأكيد عليها غير مرة من جانب الشريعة. 
ولعل من أبرز ما يشار إليه فى هذا الخصوص هو ماءيعرف بحديث السفينةء ومؤداه أنه روى عن الرسول -صلى 
الله عليه وسلم -فيما رواه الإمام البخارى رضى الله عنه- أنه قال: "مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها كمثل قوم 
استهموا على سفينة» فصار بعضهم أعلاهاء وبعضهم أسفلهاء وكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من 
فوقهم» فقالوا: لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقناء فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاء وإن أخذوا على 
أيديهم نجوا جميعا". 
على أنه إذا كانت الشريعة الغراء قد بنت منهجها فى حقوق الإنسان على تحقيق التوازن بين المصلحتين سالفتى 
الرغم من ذلك, إلى مصلحة الجماعة واعترفت لها بالأولويةء إذا ما تعارضت مع مصلحة الفرد» حتى ولو أصاب الفرد | 
کروی مخ او الف ا 
فالقاعدة الحاكمةء هناء تكمن دائما فى أنه: "حينما تكون المصلحة العامة يكون شرع الله“ . والحكمة التشريعية من 
وراء ذلك تكمن فى كون الضرر الذى يلحق بالفرد» فى مثل هذه الحالةء يمكن جبرهء ناهيك عن أنه قن جد ار 
لا يقاس بالضرر الذى يقع على الجماعة برمتهاء كل ذلك فضلا عن أن حماية مصلحة الجماعة وإيلاءها الاعتبار الوا 
فيها -على الأرجح- تحقيق لمصلحة كل فرد من أفرادهاء بمن فى ذلك الفرد المضرور ذذ 3 0 ١‏ 0 
”- الفكر الفلسفى السياسى وقيم الثورات الكبرى كمصدر لحقوق الإنسان: 
كما نوهناء فان من بين المصادر المهمة ذات الصلة بتطور حقوق الإنسان والحريات الأساسبة للأفراد» ذلك المصدر 
المتمثل فى نتاج الفكر الإنسانى؛ وإسهامات الفلاسفة والمفكرين السياسب ١ ٠٠‏ |زء 7 : 
3 ين السياسيين والثورات الإنسانية الزىئ منذ نشلة 
المجتمعات السياسية المنظمة؛ وعلى مر العصور. e‏ 
وعموماء فقد صنفت الأدبيات هذه الصلة بهذا النتاج الفكرى إلى مدارس ثلاث, هى: 
المنرسة الأولى : وهى مدرسة القانون الطبيعى: التى انطلقت من فكرة أساسية مؤداها ؛ 
جماعة منظمة: إنما يلزمه التمتع بمجموعة الحقوق التى يستحيل عليه الحياة بدونها. " 
والمدرسة الثانية : وهى مدرسة القانون الوضعى التى شدد أنصارها ا 5 20000 
فى قوالب قانونية مناسبة ومقبولة. على حتمية وضع الحقوق الأساسية للإنسان 
الواقعء أن هذه المدرسة -وعلى الرغم من بعض الانتقادات الت و حي 
والواقع» أن : ١‏ ت التى وجهت إليها من جانى < 17 i‏ 
ويدرجة كبيرة فى تشكيل الأساس الفكرى الذى انبنت عليه عملية تق: لم KF‏ أسهمت لاحقا 
والاقلينى على هد سدواءةوبالذات:قيما يتلق يتحديد مهمو ون ا د e f‏ ن على المستويين العالمى 
الضمانات الكفيلة بحمايتها. دف منحاق التمتع بهاء ومن حيث تقريد 
المدرسسة الثالثة : المدرسة النفعية. وينطلق أنصار هذ له 
رسة وهى المدر, ود ر هذه المدرسة من مقولة أساسية مة : 7 اد و 
الفرد فى كنفها إنما هى أصل الحقوق التى يتمتع بها. واتساقا مع واا ل س مفادها eek‏ 
من الباحنین | قول ! 


ن أى إنسان يعيش فى 


= ٠٠ يوليو 6..؟ - المجلد‎ ٠١١ .اة الدولىة العدد‎ ٠ 


Scanned by CamScanner 


د. أحمد الرشيدى 
يتعين على هذه الجماعة أن تحرص دوما على تحقيق أكبر قدر من المنافع لأكبر عدد من الأفراد» حتى ولو استلزم ذلك - 
استثناء- التضحية بحقوق فرد معين أو أفراد معينين. 
-٣‏ الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية ذات الصلة: 
المشاهد؛ أن نات العديد من الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدوليةء ذات الصلة بحقوق الإنسان والحريات 
الأساسيةء والتى أبرمت أو صدرت تباعا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على أقل تقدير. 
ولعل من أهم هذه الاتفاقيات وتلك المواثيق والإعلانات, ما يلى على وجه الخصوص: 
- الاتفاقات والمواثيق الدولية ذات الطابع العام ومنها مثلا: ميثاق الأمم المتحدة الذى تضمن -كما قدمنا- أحكاما 
مهمة خاصة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية (الديباجة: المواد: ۲/۱» ۲/١‏ 5150: 21/7 1لاء على وجه 
الخصوص)» الإعلان العالمى لحقوق الإنسان )۱۹١۸(‏ العهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1571), 
العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية .)١19737(‏ 
- الاتفاقات والمواثيق والإعلانات الدولية ذات الطابع الخاص أو المنظمة لموضوعات بذاتهاء ومنها مثلا: اتفاقيات 
جنيف الأريع لعام 0 المتعلقة بحماية ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة على وجه العموم» إعلان الأمم المتحدة 
للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصرى لعام 1577 الاتفاقية الدولية الصادرة عام ١515‏ بشأن إلغاء كافة أشكال 
التمييز العنصرىء والتعديلات التى أدخلت عليها فى عامى ۱۹۸۲و ۱۹۹۲ » الاتفاقية الدولية الخاصة بقمع جريمة 
الفصل العنصرى والمعاقب عليها (9/ا15)ء, الإعلان الدولى بشأن العنصر والتمييز العنصرى لعام ۸؛ء, الاتفاقية 
الخاصة بمنع جريمة إبادة الجنس والمعاقب عليها والصادرة عام ۸٤۱۹ء‏ الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من 
أشكال المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو الحاطة من كرامة الإنسان والصادرة عام ٤۱۹۸ء‏ الاتفاقية الدولية بشأن 
مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة لعام ا الاتفاقية الدولية بشأن حقوق الطفل لعام 1145: والنظام الأساسى 
للمحكمة الجنائية الدولية الصادر عام /199. 
وإضافة إلى هذه الاتفاقات والإعلانات والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان -والتى تشكل أحد المصادر 
الرئد ئيسية للاهتمام الدولى بهذه الحقوق- هناك أيضا مجموعات المبادئ أو القواعد الاسترشادية التى صدرت عن الأمم 
المتتحدة خاصة. ومنها علق سبيل المثال: القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ,)١554(‏ ومدونة لقواعد سلوك 
الموظفين | لكلفين بإنفاذ القوانين (19175): ومبادئ آداب مهنة الطب المتصلة بدور الموظفين المحميينء ولا سيما الأطباء 
فى حماية المسجونين والمحتجزين من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المهنية 
(كهذا)ء والضمانات الخاصة بكفالة حماية حقوق الذين يواجهون عقوية الإعدام :)١1144(‏ ومبادئ أساسية بشأن 
أشكال إل E‏ ان أو السجن (44ذ١)ء‏ والمبادئ الأساسية e‏ السجناء(۱۹۹۰)» وقواعد الأمم المتحدة بشأن حماية 
الأحداث المجردين من حريتهم (۱۹۹۰)» ومبادئ أساسية بشأن استخدام القوة واستعمال الأسلحة النازية من جانب 
وأما على الستوى الدولى الإقليمى» فنشير -على سبيل المثال- إلى الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الآتية: الاتفاقية 
الأورو بة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية والصادرة عام ١١١٠ء‏ والاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان لعام ١1717‏ 
ميثاق قوق الإنسان والشعوب فى الوطن العربى لعام ١۱۹۸ء‏ وإعلان القاهرة عن حقوق الإنسان فى الإسلام عام 
, والميثاق العربى لحقوق الإنسان لعام 5٠٠6‏ . 


- ۳۷ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ۲٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


حقوق الإنسان فج السياسة 
الدولية والغربية 


ك . محمد السيد سغيد 
العدد ۹1 بتاریخ ۱۹۸۹/٤/۱‏ 


على المستوى الفكرى؛ يمكن دراسة حقوق الإنسان 
كمجال مميز للسياسة الدولية بأكثر من منظور. المنظور 
الأول يرصد تطور حركة حقوق الإنسان باعتبارها حركة 
فوق قومية؛ وهى تعد بذلك أحد التجديدات المؤسسية المهمة 
فى النظام الدولى, وريما لا تعد هذه الحركة فوق قومية 
فعلا من حيث إنها قد أصبحت تشكل فاعلا دولياء بقدر ما 
تعد كذلك من حيث غرضها. 

إذ إن حركة حقوق الإنسان تنبثق من الاعتقاد بأن 
مسئولية الدفاع عن حقوق الإنسان فى أى مكان فى العالم 
هى مسئولية دولية مشتركةء وإنه إذا كان قد ثبت أن 
الحكومات مجتمعة لا تستطيع القيام بها بسبب ما يسود 
السياسة الدولية الرسمية من تقاليد سياسة القوة والمصالح 
الأنانية المباشرة للدول؛ فإنها ينبغى أن تصبح مهمة 
يضطع بالقيام بها الرأى العام المتعلم والمنظم فى حركات 
قومية وفوق قومية. ومن المثير أن نرى أن هذا المدخل 
للكفاح من أجل حماية قوق الإنسان قد 'أثمر ثمزات دة 
لم يكن متوقعا أن يجود بها فى بداية نشوء تلك الحركة. 

النظون القائى سحت فى فضيل دراب تضبية قق 
الإنسان كأحد موضوعات السياسة الدولية : أى التفاعل 
بين الدول وتكتلات الدول فى النظام الدولى القائم على 
السيادة القومية وعلاقات القوة والمصلحة. 

ويركز هذا المنظور على الطبيعة المنافقة والمزدوجة 
للتلاعب بقضية حقوق الإنسان لتحقيق مصالح أنانية من 
قبل بعض الدول الكبرىء وعلى رأسها الولايات المتحدة 
الا كنة. وفى كثير من الأحيانء تتم الدراسة من هذا 
المنظور بقدر كبير من حسن النية وبقصد الكشف عن 
طبائع الدول وسلوكها وأسباب ودوافع تحركها الدولى 


2> يوليو 6 = المجلف‎ ١١١ ةالدوشة العدد‎ ٠ 


Scanned by CamScanner 
















والخطاب السياسى - الدبلوماسى الذى تستخدمه ز 
الساحة الدولية. وفى أحيان أخرى لا تفتقد تلك الدراسان 
قدرا من سوء النية؛ إن تقصد إلى تسريب إيحاء غامن 
بأنه ليس فى الأمر جديد وأن علينا أن نتجنب إثارة قضايا 
حقوق الإنسان حتى لا نقع فريسة التلاعب الدولى المنظ 
بهذه القضية:؛ وأن نستدعى تدخل الأقوياء فى الشئون 
الداخلية للدول الضعيفة. 

والواقع أن هذه المقولة بها بعض الصدقء ولكن ليس 
الصدقء كله فحتى على المستوى الرسمىء لا تملك بعض 
الحكومات سوى أن تعكس بعض التقاليد الراسخة فى 
ثقافتها الخاصةء وهى تقاليد تحرسها حركات وقوى 
اجتماعية وسياسية لا شك فى قدرتها على التأثير المباشر 
وغير المباشر على السياسات العامةء بما فى ذلك السياسة 
الخارجية. وهنا يمكننا أن نقارن الحملة الراهنة الخاصة 
بحقوق الإنسان فى الغرب بتلك المجهودات البطولية والنبيلة 
من أجل مكافحة العبودية وتجارة العبيد فى القرن التاسم 
عشر. وإذا كانت تلك المجهودات قد أفادت من التلازم 
العرضى لمبادئها مع مصالح أقوى دولة فى النظام الدولى 
فى ذلك الوقت : أى بريطانيا. ومن إقدام هذه الدولة على 
مكافحة تجارة العبيد طوال القرن التاسع عشرء فإنه ليس 
ثمةما يشينها فى ذلك. ومن نفس المنطلق» فإن إفادة 
الحملة الرافقة للمقاع عن قوق الإفسان جاعتيار. ترا 
مشتركة للبشرية من قوة هذه الدولة أو تلك؛ أو من قدرة 
المنظمة الدولية الرئيسية: اى الامم المتحدة على استخداء 
هامش استقلالها النسبى عن الدول الأعضاء لنصرة حركة 
حقوق الإنسان, فإن ذلك لا يغير من تقديرنا لحقيقة أن هذه 
الحركة تنبعث فعلا من الضمير العالمى الذى يستجيب له 
0 فى تطويره فئات من المثقفين والمناضلين من جميع 
اركان الكرة الأرضية. أما المنظور الثالث, فهو بالضرورة 
0 ي الفا والثقافة السياسيتين. ويتبلور هذا 
2م سيك بان احتر ام حقوق الإنسان لم يعد 
السا 3 1 ١‏ 2 0 إنما قد أصبح جزءا لا يتجزأ من 
a‏ 5 بو لمختلف المجتمعات» وأنه بذلك يتحول إلى 
اب يت المشروعية والمصداقية السياسيتين. وفوق ذلك 

٠‏ ص ا حترام حقوق الإنسان أحد أهم معايير 
م عى اشرعية وامصداقية للنظم السياسية. فإن علي 
ال فی وجه التشابك والتداخل بين ديناميكية التطور 
سى وخصائص وطبيعة الدولة من ناحية, وثقافة 









































حقوق الإنسان من ناحية أخرى. وهنا يدلف هذا المنظور 
إلى دراسة مضمون حقوق الإنسانء بما فى ذلك التى 
زت عليها الإعلانات والمواثيق الدوليةء دراسة نقدية. 
ويعضد من هذا ی بروز إشكالية مدى التناغم بين 
ضمور نصوص هده المواتيق والعهود من تاح ۴ 3 
والثقافات السياسية والظروف الموضوعية التى تميز 
أخرى. 
وقد رأينا أن نجمع فى الملف الحالى بين تلك المنظورات 
الثلاثة لدراسة حقوق الإنسان فى السياسة الدولية. فهناك 
الإنسان وإشكالية الجمع بين عالمية القضية التى هى 
لصيقة بصفة الإنسان وخصوصية الثقافات والتجارب 
والظروف القومية التى ينبغى أن تطبق هذه الحقوق على 
ساحتها. والمقصود هنا هو تبين نوع المدخل أو المنهجية 
التى يمكن بها تطبيق هذه الحقوق على تنوع الظروف 
القومية وتباينها. وهناك ثانيا دراستان عن حقوق الإنسان 
| النظرية وثانيتهما تعمد إلى الكشف عن ميكانيكية هذه 
السياسة الدولية الخاصة بحقوق الإنسان فى حالة محددة 
الشرقية ودول الكتلة الغريية ويلى ذلك دراسة تنطلق من 
وتنظيم وأداء إحدى المنظمات فوق القومية العاملة فى حقل 
الدفاع عن حقوق الإنسان على صعيد عالمى» وهى منظمة 
العفو الدولية. 
يأتى أخي ا نصيب المنظور الثالث : أى دراسة حقوق 
الإنسان فى التطور السياسى الملموس. وقد رأينا أن نركز 
هذه الدراسة على حالة وطننا العربى؛ باعتباره محور 
الافتمام الرئيسى والمباشر لمثقفيناء ولجلتنا. وقد ا 
على ذلك أيضا أن دراسة حقوق الإنسان فى الوطن 
العربى هى من اقل الدراسات الإقليمية فى هذا الميدان 
E‏ هاقة اق اا ا 
٠ - - - » 5 559‏ |- .0۰ هف 
وموضوعية و منهجية الدراسة ورقى مرتكزاتها لنظري 
والفكرية. وقد يعود ذلك أساسا إلى أن الموضوع لا يزال 
الرسمى. 00 
ولذلك. فقد كان مدخلنا إلى تلك الدراسات التطبيقية 
کڪ ب الانسان بمحددات التطور السياسى 
علاقة احترام حفوق ا 2 
واشكالياته فخ العالم الثالث» خاصة إشكاليات تطور الدولة 
والتنظد عي لی المنظمة العريية لحقوق الإنسان 






























- 1۳4 - 


Scanned by CamScanner 








التى لا تزال مجهولة من غالبية المثقفين العرب. وأخيرا 
عرضنا لأعمال المؤتمر الفكرى الأول لحقوق الإنسان الذى 
عقد فى القاهرة احتفالا بالعيد الأربعينى لصدور الإعلان 
العالمى. ويركز هذا المؤتمر على حالة حقوق الإنسان فى 
نض وی الا يقوافن غلزها اسل الطوية» 
ويتوافر عليها عدد من أفضل المهارات الفكرية والبحثية. 

وأخيراء لم يكن من الممكن أن نغلق الملف دون تناول 
القضية الأولى فى اهتماماتنا العربية الآن ولفترة طويفة فى 
المستقبل وهى القضية الفلسطينية. وقد فضلنا أن تأتى 
مشاركتنا فى صورة تقدير لإمكانية استخدام منظور حقوق 
الإنسان فى الكفاح من أجل انتزاع الاستقلال الفلسطينى 
وفقا لمبدأ حق تقرير المصير الذى يأتى فى البند الأول من 
كل من العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية, 
وللحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولمجمل 
تصوص هذه الَعَهودٍ والواقيق الدولية: إضافة إلى القانون 
الدولى اللستقر بصدد معاملة السكان فى اوقت الحرب أو 
قد الالحف لان وكا من اسي ايها ا تش راا 
تقارن بين موقف الحكومات العربية من التصديق على 
المواثيق والعهود الدولية التى تمت صياغتها بإشراف الأمم 
المتحدة. وصدرت عن جمعيتها العامة بموقف إسرائيل من 
تقنمن .هلم الواكيق والعهوف: 


من أرشيف السياسة الدولية 








حقوق الإنسان فج المجتمغ 


العدد 95 بتاريخ 1945/14/١‏ 


مدى فعالية الاهتمام الدولى بقضايا حقوق 
الإنسان : 


لعل أيرز دليل على اتساع نطاق هذا الاهتمام تعدد 
المنظمات الدولية وأجهزتها المعنية بهذه الحقوق:؛ على 
الصعيدين الدولى والإقليمى؛ وميل عدد من الدول الكبرى 
والصغرى إلى الاسترشاد بمعايير حقوق الإنسان لتوجيه 
سياستها الخارجية فى حالات هامشية؛ أو لطرح أنظمتها 
فى صورة طيبة أمام الرأى العام العالمى. ففى نطاق الأمم 
المتحدةء تناقش قضايا حقوق الإنسان فى إطار أجهزة 


السياسَة الدولئة الى 515 يوقيو :ب اللجله +5 








من أرشيف السياسة الدولية 


تد ة مثل لجنة حقوق الإنسانء واللجنة المكونة 
بموجب بروتوكول وعهد الحقوق المدنية والسياسية؛ 
واللجنة التى كونها المجلس الاقتصادى والاجتماعى لمتابعة 
احترام عهد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, 
فضلا عن تعرض فروع الأمم المتحدة الأخرى ومنظماتها 
المتخصصة:. خاصة كلا من منظمات العمل الدولية 
والأغذية والزراعة واليونسكوء لهذه الحقوق كل فى مجال 
اختصاصه. 





وبالإضافة إلى ذلك فإن إيجاد أنظمة لتعزيز حقوق 
الإنسان وحمايته فى أورويا والأمريكتين وإفريقيا هو 
استجابة لرغبة ملحة فى أن يتفق سلوك الدول فى هذه 
الأقاليم مع مطالبتها باحترام حقوق الإنسان على الصعيد 
الدولى. وتتعرض الدول فى مناطق العالم التى لم توجد بها 
هذه الأنظمة لضغوط من أجل التقدم على هذا الطريق, 
وهذا هو الحال الآن فى الوطن العريى. ومن ناحية أخرى, 
لا شك أن الخطوات التى اتخذها الاتحاد السوفيتى فى 
السنوات الأخيرة من إدانة انتهاك حقوق الإنسان فى فترة 
ستالين والإفراج عن المسجونين السياسيين ورفع قيود 
الهجرة بالنسبة لبعض الفئات وإعلانه قبوله الاختصاص 
الإلزامى لمحكمة العدل الدولية بالنسبة لقضايا حقوق 
الإنسان وما اتخذته كل من المجر ويولندا من إجراءات 
للإصلاح السياسى - هى استجابة للانتقادات التى 
وجهت إلى هذه الدول بأنها لا تحترم الحقوق المدنية 
والسياسية لمواطنيها. 


ومع ذلك لا يبدو أن معيار احترام حقوق الإنسان هو 
عنصر أساسى فى توجيه السياسة الخارجية لأى دولة, 
سواء كانت دولة كبرى أو صغرىء وإنما تتحكم فى توجيه 
هذه السياسة اعتبارات المصلحة الوطنية وما تقتضيه من 
توثيق السياسات مع دول أخرى بصرف النظر عن نطاق 
انتهاكات حقوق الإنسان فى تلك الدول الأخرى؛ وعلى 
الرغم من درجة الاحترام الهائلة لهذه الحقوق فى الدولة 
المعتية: ولا يظهر اتساغه بين اعتبارات حقوق الإنسان 
والسياسة الخارجية إلا فى عدد محدود للغاية من الدول 
وفى حالات هامشية. 

وفى ظل هذه الظروفء تفتقد نظم التعزيز والحماية 
الدولية لحقوق الإنسان فاعليتهاء فانتهاكات حقوق الإنسان 
لا تناقش فى إطار المنظمات الدولية إلا عندما يتعلق الأمر 
بانتهاكات تجرى على نطاق واسع ومستمر وفى عدد 
محدود من الدول التى يمكن وصفها بانها الدول المنبوذة 
States‏ 0111635 فى المجتمع الدولى؛ إذ تخضع أو 
خضت للعزلة لاعتبارات متباينة مثل جنوب إفريقيا 












له 


... الدولية العدد ١١١‏ يوليو ف..#» 2ت الجلد >2 


1 


Scanned by CamScanner 






5 ص“ 
وإسرائيل وشيلى. أما الانتهاكات الواسعة والستمرةر 
دول أخرى تحتفظ بعلاقات طيبة مع كل من الدول | 1 
ودول العالم الثالث مثل إيران (فى ظل الشاه خصوص) 
وكوريا الجنوبية والفلبين فى السبعينيات, وأوغندا فى فل 
عيدى أمين» وكمبوديا أثناء تولى الخمير الحمر السل 
فيهاء فلا تصل أوضاعها إلى جدول أعمال المنظمة الدولن 
إلا بعد حدوث الانتهاكات بسنوات طويلة. أما ما قد يوصن 
بالمستوى المتوسط للانتهاكات» فإنه قد لا يصل إلى المنظ 
الدولية على الإطلاقء وذلك باستثناء بعض الأقاليم الى 
تطورت فيها نظم الحماية القضائية مثل غرب أوروبا؛ ولكر 
هذه الأقاليم تتمتع بالفعل بمستوى مشرف فى احترام 
حقوق الإنسان بكافة فئاتها. وحتى بعد المناقشة المتأخرة 
لهذه الانتهاكات فى المنظمة الدولية» فسوف يصعب الاتفاق 
بالضرورة عددا من الدول ذات السجل المشابه أو التي 
تربطها بها مصالح قوية سوف تعترض على اتخاذ مثل هذا | | 
العمل؛ وتوصى باتباع أساليب الدبلوماسية الهادئة التىلا 
تفيد كثيرا فى مواجهة حكومات أخضبت أيديها بدماء 
مواطنيها. 
السلطوية المتهمة بأبشع صور الامتهان لحقوق مواطنيها 
نتيجة تدخل عسكرى خارجى من دولة مجاورة, أو ثورة 
شعبية أى انقلاب عسكرى يتمتع بتأييد دولة كبرى ضاف 
من الحرج الذى يسببه حاكم حليف سيىء السمعة. وهكذا 
سقط نظام عيدى أمين فى أوغندا نتيجة الحرب التى شنتها 
عليه قوات تنزانيا المسلحة. وسقما نظام الخمير الحمر فى 
E‏ بعد الغزو الفيتنامى لها والذى أدانته المنظضة 
ادواية, وسقط نظام بوكاسا فى إفريقيا الوسطى نتيجة 
انقلاب عسكرى حظى بتأييد فرنسا. 
a‏ الاهتمام الدولى UG‏ 
إنسان له قيمته فى دفع احترام هذه الحقوق فى الدول 
التى د تيا قنخ امت فل فى 
مي نتهاكاتها. والواقع أنه أيا كان مصدر هذا 
bk 2‏ عدن منظمة دولية» أو دولا أخرى كبرى أد 
١‏ ا ٠‏ اد صغرىء» فإن من شأن ذلك تقوية عزيمة هؤلاء 
1 مان فى ظروف صعبة من أجل ضمان كرامة الإنسان 
لكا د 4 كما قد يساهم فى تقوية كفة الأجنحة المنفتحة 
E A‏ الأخرى فى النظم السلطوية. ولذك | 
الا هتمام الدولى حركة حقوق الإنسان فى تلك | 
E‏ خطوات إلى الأمام؛ وقد يكون ذلك فى بعض | 
د ن هو كل ما تحتاجه لجمع صنوف أنصارها وتوجيه 
الضرية القاذ a‏ مدن رها ونوج 
٠‏ ا ضيه لنظام فقد أساس مشروعيته منذ زمن | 


ليس بال 

































e o n 
















حقوق الإنسان بين الأيديولوجية 
د. محمد السيد سي 
العدد 36 بتاريخ ١‏ أبريل 1549 







الأخلاق العالمية وأساسبيات الحقوق : 

ولكن هل تعنى نسبية الأخلاق وتاريخية التطور 
الاجتماعى جواز التحلل من التقيد بحقوق الإنسان كما 
ورد فى المواثيق والاتفاقيات الدولية بالتحجج بخصوصية 
الواقع القومى؟ لا شك أن هناك اتجاها داخل بلدان العالم 
الثالث. خاصة تلك المحكومة بنظم سلطويةء يرى أن حركة 
حقوق الإنسان ليست إلا نتاجا لأقلية من المثقفين الغربيين 
المغرورين الذين يسعون لفرض قيمهم على مجتمعات 
أخرى غريبة عن هذه القيم. 

الواقع أن هذه المحاجاة مرفوضة شكلا وموضوعا. 
فمن الناحية الشكليةء نجد أن كل ما ترمى إليه هذه 
أجل تبرير السلطوية السياسية والثقافية: وإاضفاء 
المشروعية على الانتهاكات الفظيعة للقيم والحقوق 
الملوضوعية, فإن هذه المحاجاة لا تعكس فى واقع الأمر 
مصالح غالبية الأمم؛ وإنما مصالح أقليات طبقية وسياسية 
تستخدم سلطة الدولة الغاشمة ضد المعارضة السياسية 
والثقافية» وضد الشعب بأسره لكى تفرض هذه المصضالح 
وتصادر التطور الاجتماعى والسياسى والثقافى لمصلحة 
غالبية الشعب. 

والواقع أن هناك أسبابا ثلاثة إضافية لرفض جعل 
الخصوصية القومية ججة للتحلل من الالتزام بالإهلاذات 
والمواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان» وهى : 

أولا : إن الثقافة السياسية للديمقراطية قد تخللت فعلا 
مختلف الأنظمة الثقافية الكبرى فى العالم؛ ولم يعد من 
تمكح أن جوصدف الدسمقراطية يانها التظزية السياسيه 
للغرب فقط. مل إثه من الملاحظ أن الديمقراطية التى نعرفها 


الآن فى الغرب لم تتطور باعتبارها نظرية مكتملة وسائدة 
إلافى القرن الحالى؛ وبالنسبة لبلدان غربية عديدة فى 


العقود القليلة التى أعقبت الحرب العلمية الثانية. كما أن 
الغري ما زال يحفل بقوى سياسية مجافية أو معادية 
للنيمقراظية: ووكذاء لا يبصبح ثمة فاصل زمنى طويل بين 
تطور الديمقراطية فى الغرب وبين نجاحها فى تخلل الثقافة 
ال اس بل وفى فرض ذاتها باعتبارها نظاما سياسيا 





- ۱81 - 


Scanned by CamScanner 


_ 


ج ا من أرشيف السياسة الدولية 





فى كثير من دول العالم الثالث المتخلفة اقتصارىا 
اكنافيا تې في الدول المحرومة من الديمقراطية 
کنظام سیاسی» نجد أن الديمقراطية لا تزال مثلا أعلى بين 
الغالبية الساحقة من المثقفين» وفى أحيان عديدة بين 
الغالبية الكبرى من الشعوبء بل إن بعض الحكومات 
الانقلابية (العسكرية أو المدنية) تخشى من معارضة المثل 
الأعلى الديمقراطى وتبرر إجراءاتها القمعية بالطابع المؤقت, 
أى باعتبارها ترتيبات يقصد بها التوصل إلى ديمقراطية 
فى النهاية وهو ما يدل على قوة المثل الأعلى الديمقراطى 
بين جنبات الرأى العام. 

وإذا كانت الثقافات السياسية الكبرى قد سعت 
لاسستيعاب المثل الأعلى الدينقراطئ» بَاقتياره أحد مصاذر 
التجديد فيهاء فإن جوانب الخصوصية القومية تعنى 
بأمرين : الأمر الأول هو إمكانية تخليق مركبات ثقافية 
جديدة تحتوى على المفاهيم الديمقراطية والمفاهيم الموروثة 
وتتجاوزهما معا دون أن يعنى ذلك انتهاك أى منهما. ومن 
المستصيل أن يستمن التوتر بين غناصر الثقاقة الديمقراطية 
وتلك الموروثة ما قبل الديمقراطية دون إزاحة أيهما للآخر 
بدون إبداع ثقافى مقصود. فالعناصر الثقافية التقليدية ما 
قبل الديمقراطية قد تستجيب لحاجات موضوعية كامنة فى 
ذات خصائص التشكر لتشكيلة أو الهيكل الاجتماعيين: ويؤدى 
فقدانها التام إلى اغتراب جماهيرى عن الواقع الحديث 
وإمكانية نشوء حركات توصية قوية؛ على أن الثقافة 
الديمقراطية هى فى نفس الوقت منظومة ثقافية شاملة تميل 
لتأكيد ذاتها من خلال مد مفاهيمها إلى مختلف مجالات 
العلاقات الاجتماعية. وقد تم تبنى عناصر عديدة منها 
بواسطة النظم الثقافية المحلية بسبب استجابة هذه 
العناصر للحاجة للتجديد الثقافى والاجتماعى» ولا يوجد 
من بديل غير تآليف المنظومتين معا فى مركب جديد. 

وهناء تبدى أزمة النسبية الأخلاقية المتطرفةء والتى لا 
حل لهاء إذ إنها فى هذه الحالة تطلب إدانة استخدام القوة 
فى إخضاع الأمم الضعيفة مع السماح باستخدام القوة 
الغاشمة تجاه مواطنيها الضعفاء. فى نفس الوقت. 
والحقيقة أنه لا يمكن الخروج منطقيا من هذه المعضلة دون 
الاعتراف بوجود نطاق معين من الأخلاق العالمية. وليست 
مقولة الأخلاق العالمية 110131107 17121761531 مجرد 
استنتاج منطقى؛ وإنما هى أيضا مقولة غنية بالوقائع. 

فإذا نظرنا للمواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق 
الإنسان»فإننا نستطيع أن ندرك بوضوح أن بها عناصر 
ومفاهيم لم تكن تمثل جزءا عضويا من المنظومة الأخلاقية 
الغربية» وإنما تم إدماجها استجابة لضغوط أخلاقية 
وسياسية بذلتها قوى متنوعة تنتمى إلى العالم الثالث أساسا 
وتعاطفت معها قوى غربية. فمبدأ حق تقرير المصير المنصوص 
عليه فى المادة الأولى من كل من العهدين الدوليين للحقوق 
المدنية والسياسية: والحقوق الاقتصادية, والاجتماعية 













































السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 






والثقافية ينتمى للنطاق الأخلاقى للعالم الثالث أساسا. ومبدأ 
حق التصرف فى الموارد والثروات الطبيعية الذى يشكل 
جوهر الفقرة الثانية من المادة الأولى للعهدين الدوليين 
المذكورين ينتمى بكامله للنطاق الأخلاقى للعالم الثالث. 

كما أن مبدأ حق العملء المنصوص عليه فى العهد 
الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية» ينتمى 
إلى الإطار الأخلاقى الاشتراكى. وهكذا وفوق ذلكء فإننا 
إذا خرجنا من نطاق الثقافة السياسية المميزة للنخب 
البيروقراطية التى حكمت العالم الثالث بعد الاستقلالء 
والتفتنا إلى الثقافة الأصلية لشعوب هذا العالم» فسوف 
نجد عناصر أخلاقية عديدة مشتركة وذات طابع عالمى» 
على الأقل من حيث الغايات والمثل إن لم يكن من حيث 
الأدوات والوسائل. فالغالبية الساحقة من الأنظمة الثقافية 
الكبرى فى العالم تنشد الحرية والعدالةء وتؤكد على 
قدسية الجسد الإنسانى بما لا يتفق مع التعذيب كوسيلة 
للعقاب أو الإكراه. وتسمو بالكرامة باعتبارها قيمة متأصلة 
فى الشخص الإنسانى .. الخ, كما أن الأمراض الأخلاقية 
الخطيرة التى تحفل بها الثقافات الشعبية كامنة فى كافة 
الأنساق والنظم الثقافية المتطورة والبدائية على السواء. 
ومن ذلك التعصب العرقىء والميل لاحتقار الأقليات: والنزعة 
لفرض التجانس.. الخ. 

وإذا كانت مقولة الأخلاق العالمية حقيقة فكرية ومادية, 
فإن علينا أن نقبل الاشتقاق المنطقى الحتمى لوجودها فى 
نطاق معينء. هو أن بعض المبادئ الحاكمة للتنظيمات 
الاجتماعية أكثر سموا ورفعة من الناحية الأخلاقية عن 
ميادىء أخرى. فمبدأ المساواة أسمى أخلاقيا من نقيضه. 
واحترام الحقوق المتساوية للأقليات أسمى أخلاقيا من 
التعصب العرقى» وترتيب معاملة غير متساوية للناس تبعا 
لخصائصهم البدنية أو الثقافيةء والعقوبات المشتملة على 
تمزيق للبدن أو إتلاف للذهن والمعنويات أو الحاطة بالكرامة 
أدنى أخلاقيا من تلك التى تتجنب ذلك. 

على أنه مع هذا الاعترافء ينبغى أن نقر عددا من 
الاعتبارات. فالترتيب الرأسى أو القواعد الثقافية 
والاجتماعية - بما يعنى تفوق بعضها وتدنى بعضها الآخر 
- لا يعنى أن المجتمعات المتقدمة تحتكر التفوق الأخلاقى. 
ذ>* ير من القواعد والميادئ الكامنة فى التنظيمات 
الاجتماعية السائدة فى الغرب أدنى أخلاقيا من المناظر لها 
فى التنظيمات الاجتماعية التقليديةء بل وحتى البدائية. 
وكذلك فإن مثل هذا الترتيب لا يشمل كافة النطاقات 
الأخلاقية. وإنما يقتصر على بعضها فقط على حين أن 
اال يتفق مع النسبية الأخلاقيةء أى قبول المكانة 
الأخلاقية المتساوية للقواعد وترتيبات ومبادئ معينة فى 
إطار التنوع. 











- 6 - RS 


.... الدولىة العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 
















حقوق الإنسان: محق أل . 
د . بطرس بطرس غالجي 


العدد ۱۵ بتاریخ ۱۹۹۹/۱/۱ 






وت الأمم أ ةة اعتبار سنة ۱۹٦۸‏ عا و 
الإنسانء ولذلك أقامت هى وغيرها من المنظمات الدولين 
الفنية عدة مؤتمرات وندوات عقدتها فى جهات مختلف 
لدراسة حقوق الإنسان من جميع النواحى» بل أن نشاطها 
فى هذا تناول المعاهد والكليات المتتخصصة فى دراسة 
المجلات العلمية لدراسة حقوق الإنسان. 
أحداث السياسة الدولية من جانبها قد ساهمت من 
طريق غير مباشر فى إبراز حقوق الإنسان على الصعيد 
الدولى» فمظاهرات الطلبة فى باريس وغيرها من عواصم 
العالم كانت تطالب إما صراحة وإما ضمنا بضرورة إعادة 
النظر فى حقوق الإنسان» والمعارك التى دارت فى أهم مدن 
الولايات المتحدةء حيث المجابهات الدامية بين البيض 
والسود لم تكن فى حقيقة أمرها إلا تعبيرا عن حقوق 
الإنسانء بل إن الأحداث التى وقعت فى تشيكوسلوفاكيا. 
ترتب عليها دخول قوات حلف وارسو البلاد .. هذه 
حتى الحركة الانفصالية فى نيجيريا هى فى رأى بعض 
الدوائر من قضايا حق تقرير المصير للشعوبء أى أنها حق 
من حقوق الإنسان. ومن بين شتى المؤتمرات والاجتماعات 
الندوة التى عقدت فی باریس فی شھهر يوليو الماضى 
بإشراف من منظمة اليونسكو للبحث عن حق التثقف 
او الندوة العلمية مع مجموعة من الخبراء والعلماء 
ممن ينتمون إلى مختلف الجنسيات, والذين يمثلون مختلف 
رسن الفكرية, والذين کان منهم : الأستان كينوكاكا 
الداجى اليابانى والخبير فى علم الانثروبولوجيا؛ والكاتب 
2+ وهو من جنوب إفريقياء هاجر منها احتجاجا على 
التمييز العنصر. القائه د ك2 0 ل 
ال ری نم فيهاء والأستان يهودى كوهين 
بجامعة نيوز برانشويك بالولايات المتحدة الأمريكية: | 
1 تانق فرناندو ديياسا الكاتب الممسرحى الشيلى | 
ا اتان الثقافى لبلاده فى لندن والأستان أرنست جلنر أ 
تاذ علم الاجتماع بجامعة لندنء والكاتب الفرنسى أ 
مس + ابيط والأستاذ جورج لمنج الأستان بجامعة | 
> ميك؛ والدكتور توموماترلانك دزير التعليم والثقافة 
ا سلوفينيا وهى إحدى الجمهوريات الاتحادية 
2 الحا اقيق والأستاذ فلاديمر مشفيا رازيه عضو 
ديمية العلوم بموسكوء والأستان ألاسان أندوا أستان علم 
لفلسفة بجامعة داكارء والأستاذ أوتيانو الأستاذ بجامعة | 































































































شرق إفريقيا بنيروبى؛ والدكنور رومسن تابار مدير المركز 
الدولى الهندى فى نيودلهى. 
وهذه المجموعة من نخبة الأساتذة والخبراء تمثل توزيعا 
جغرافيا عادلا لجميع مناطق العالم, اذ كانت أمريكا 
اللاتينية يمثلها عضوان وكذلك كل من أورويا الغربية, 
وأوروبا الشيوعية وآسيا. وأمريكا الشمالية كان يمثلها 
عضو واحدء وإفريقيا كان يمثلها أربعة أعضاء. 
ومن الجدير بالملاحظة أن هؤلاء الخبراء يمثلون مدارس 
فكرية مختلفة. منهم ماركس يون ومنهم مناه ج ًّ 
| للماركسية؛ ومنهم يساريون ومنهم من يمثلون الحياد 
الإيجابى.. وهم فى مجموعهم يمثلون خبرات متنوعة مثل 
الاجتماع: والانثروبولوجياء والعلوم السياسية: والفلسفة, 
ومنهم كتاب وصحفيون ومؤلفون: ومنهم أساتذة جامعات, 
ومنهم باحثون. وهذا التنوع فى حملته مقصود عند 
الشرفين على هيئة اليونسكو أملا فى أن تقوم هذه 
المواجهة العلمية بالإسهام فى التخلص من التقسيمات 
الأكاديمية التى كانت تحصر كل مفكر فى دائرة تخصصه. 
يعمل ويكد فيها دون أن يلم بحقيقة ما يجرى فى حقول 
البحوث الأخرى البعيدة عن تخصصه. 
أما المناقشات التى دارت فى هذه الندوة. فإنها فى 
القصود بهء وعن الكيفية التى بها يستطيع الإنسان أن 
يمارسه»ء والكيفية التى تستطيع بها الدولة أو المجتمع 
الدولى حماية الإنسان فى ممارسته لهذا الحق. ولم تكن 
مناقشة هذا الموضوع نظرية بحتة:؛ إذ إن الإعلان العالمى 
لحقوق الإنسان قد ذكرقى القتقرة الأؤلئ في المادة 
السابعة والعشرين أن 'لكل إنسان الحق فى أن يشترك 
اشتراكا حرا فى حياة المجتمع الثقافى: وفى الاستمتاع 
بالفنون والمساهمة فى التقدم العلمى؛ والا ستفادة من 
نتائجه". وإعلان مبادئ التعاون الثقافى الموقع فى ٤‏ 
نوفمبر 15711 يوضح المقصود من حق الإنسان فى الثقافة. 
ويشير إلى الأساليب التى تدعو إلى حماية هذا الحق؛ فقد 
نصت المادة الرابعة من هذا الإعلان الدولى على أنه ينبغى 
للتعاون الثقافى الدولى بمختلف أشكاله ثنائيا كان أو 
جماعيا .. إقليميا كان أم عالميا أن يستهدف ما يلى : 
-١‏ نشر المعارف» وحث المناقب» وإثراء الثقافات. 
أ ١‏ تنمية العلاقات السلمية والصدافة بين الشعوب. 
| وحمل الشعوب على تحسين تفهمها للطرائق العيشية 
١‏ ؟- المساهمة فى تطبيق المبادئ الواردة فى إعلانات 
الم المححدة التى جاء ذكرها فى مقدمة هذا الإعلان . 
؛- اتاحة الفرصة أمام كل فرد للتزود من المعرفة, 
والتمتع اى وآداب الشعوب جميعاء والمشاركة فى تقدم 
العلوم المتحقق فى سائر أنحاء العالم» وفى خيرات هذا 
م : ep‏ 
التقدم واداء قسط فى إثراء الحياة الثقافية. 
ه- تحسين ظروف حياة الإنسان الروحية؛ وظروف 
كيانه المادى فى جميع أنحاء العالم . 





Scanned by CamScanner 


5 . 
من ارشيف السياسة الدولية 





الأقليات وحقوة الإنسان 
في الفقه الدولي 


د . بطوس بطرس غالهي 


العدد 59 بتاريخ ١‏ يناير 19170 






إن جامعة الدول العربية تناست قضية حقوق الإنسان 
فى الوطن العريى. بل لآ تبالغ إِذَا قلنا إنها أرخت.ستارا 
كثيفا على هذا الموضوع» كأن ليست هناك أقليات فى 
الوطن العربى» غير ملقية بالا لأن أهم سلاح من أسلحة 
الدعاية الصهيونية أن هناك عشرات من الأقليات فى الوطن 
العربى» وأن معاملة الأغلبية لهذه الأقليات قائمة على 
القمينة .1349 زعيت السدييي ةو وتيك الى نذلك انها 
باعنتيارها تمكل اقلية فى الوسط العربى: تعتقد انها لن 
تستطيع التعايش مع هذه الأغلبية إلا فى ظل حدود آمنةء أو 
ملام سلج والىن كى فلتو الآقكان المسجونة بواليصانة 
الخبيثة. يقتضى من العرب اهتماما بحقوق الإنسان 
مؤخراء حين طلبت الأمم المتتحدة من المنظمات الدولية 
الإقليمية أن تعنى بهذا الموضوع. 


وهناك المساعى التى بذلت على النطاق الإفريقى 
للاهتمام بحقوق الإنسان» وحقوق الأقليات, ولا يزال هذا 
الاهتمام فى خطواته الأولى. هذه بعض الأسباب التى 
جعلت مجلة ”السياسة الدولية" تقدم ملفا خاصا بحقوق 
الإنسان وحقوق الأقليات, مبتدئة بهذه الدراسة التى تبدأ 
بتقديم خلفية قانونية وتاريخية لوضع حقوق الإنسان 
والأقليات فى بداية هذا القرن. ثم فى عهد عصبة الأمم؛ ثم 
فى عهد الأمم المتحدة, ثم تنتقل إلى بعض القضايا 
المعاصرة المتعلقة بحقوق الإنسان» مع محاولة تحليلها من 
الزاوية العربية - الإفريقية من ناحيةء وفى إطار المجتمع 
المتخلف من ناحية أخرى. 


* * * 


إن الاتجاه بعد الحرب العالمية الثانية كان يدور حول 
التركيز على حقوق الإنسان بدلا من حقوق الأقليات وإن 
كانت قد أبرمت عدة معاهدات ثنائية بعد سنة ١91405‏ خاصة 
بحقوق الأقليات (من أمثلة تلك الاتفاقيات الثنائية بين الهند 
ويا كستان فى ۸ أبريل سنة .١155.‏ والاتفاق بين المانيا 
والدانمارك سنة ١٠٠٠ء‏ والاتفاق بين فرنسا ومدغشقر فى 


السياسمة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 





۷ يونيو سنة ۱۹٦۰‏ ... الخ). 

ولكن أليس من المستحسن للمشرع» الذى يهتم بقضايا 
حقوق الإنسان فى دول العالم الثالثء ألا يتأثر بهذا 
الاتجاه الأوروبى؟ وأن يوجه اهتمامه إلى حماية حقوق 
الأقليات: أو على الأقل حماية حقوق الإنسان من خلال 
حقوق الأقليات؟ إن مجتمعات العالم الثالث متخلفة إلى 
درجة تجعل من الصعب على الإنسان الإفريقى؛ أو 
الإنسان العربى» أو الإنسان الآسيوى إذا اضطهد., أو إذا 
انتهكت حركة حرياته الأساسية: أن يلجأ إلى الهيئات 
الوطنية أو الهيئات الإقليمية الدولية التى أنشئت أو التى 
ستنشأ لتحقق له حماية حقوقه. بينما القبيلة أو الطائفة 
التى ينتمى إليها تستطيع أن تحتج باسمه أو باسم 
المجموعة التى ينتمى إليها. 

ويمعنى آخر: إن الإنسان فى العالم الفقير لا قدرة له 
من الناحية المالية أو الثقافيةء لكى يقدر على الدفاع عن 
حقوق الإنسان؛ أو حتى يحتج على التعسف الحكومى أو 
الإدارى, ولكن الذى قد يكون ذا فدرة أو قابلية للقيام بهذاء 
هو القبيلة أو الفئة التى ينتمى إليها. 


وهناك أمر يجب ملاحظته. وهو أن انتهاك حقوق 
الإنسان عند شعوب العالم الثالث كثيرا ما يكون مرجعه 
الور انتماء هؤلاء إلى فئات اجتماعية أو عنصرية أو دينية 


والأمثلة على ذلك كثيرة. فانتهاك حقوق الإنسان من 
عرب فلسطين يرجع إلى كونه لا ينتمى إلى الأغلبية 
الصهيونيةء وانتهاك حقوق الإنسان فى جنوب إفريقيا 
يرجع إلى كون هذا الإنسان أسود. لا ينتهى إلى الفئة 
البيضاء الحاكمة. وانتهاك حقوق الإنسان فى بعض دول 
أمريكا اللاتينية يرجع إلى كون هذا الإنسان ينتمى إلى 
أقليات كالهنود الحمر الذين لا يتكلمون الإسبانية أو 
البرتغالية. 

وهناك ظاهرة مماثلة فى الأقليات المتخلفة التى تعمل 
رمش هی الغا الس هالشامل الجؤائري, الذس يعد 
فى المصانع الفرنسية أو الأ لمانيةء لا قدرة له على الدفاع 
عن نفسه إذا انتهكت حقوقه كإنسان: بل إن مجموعة 
العمل الأجنبية التى ينتمى إليها هى التى تستطيع أن 
تحتج. ولها قدرة على إيصال صوتها لمن يملكون حق إزالة 
هذا الانتهاك. تلك الظواهر وغيرها تجعلنا نتساعل عما إذا 
كان يجب أن نستفيد من التضامن الطبقىء أو القبلى أو 
الدينى. لكى نحمى حقوق إنسان العالم الفقير» عن طريق 
حقوق الأقلية التى ينتمى إليها أم لا. 






















.اة الدولبة العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - الجلد ٤١‏ 
.ها 9 


Scanned by CamScanner 











حقوق الإنسان في العلاقات 
السوفيتية -الأمريكية 
عبد الغاطهي محمد 
العدد ٤۹‏ بتاريخ ١‏ يوليو 1911 





عندما تولى الرئيس الأمريكى جيمى كارتر الحكم فى | 
يناير الماضىء أعلن أن سياسة بلاده الخارجية سوف ته 
كثيرا بقضية حقوق الإنسان فى العالم. ومن واقع تصريحان, 
وسياق الأحداث الذى طرحت فيه القضية: كان من الواذ 
أنها ستوجد داخل سلة العلاقات السوفيتية - الأمريكية 
جنبا إلى جنب. مع قضايا جوهرية أخرى مثل الحد من 
الأسلحة الاستراتيجيةء وتخفيف حدة التوتر الدولى. 

ودون التقليل من أهمية المبادىء التى وردت فى الاتفاقية 
الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 
والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية. خاصة فيما 
يتعلق بحق تقرير المصيرء وحرية الأفراد فى اختيار 
طريقهم السياسى والفكرى» فإن هذه المبادىء النظرية 
اكتسبت» فى إطار الصراع الدولى» لونا سياسيا معيناء أى 
أصبحت ورقة للصراع والاتفاق الدوليينء تطرح فى وقت 
ماء وبشكل ماء لتحقيق أغراض ومصالح معينة لدولة ما 
ضد أخرى. 

وبالنظر إلى الوضع الدولى الراهن والمثارة فيه القضية 
وبالذات لخريطة العلاقة بين الاتحاد السوفيتى والولايات 
المتحدة» يمكن القول إنها ستصبح إحدى القضايا الساخنة 
بينهماء والتى يمكن أن تؤثر بحدة على مضمون ومستقبل 
الوفاق الدولى. فالرئيس كارتر له سياسة تختلف عن 
سياسة الرئيسين فورد ونيكسون من قبله “والمزاج' السائد 
فى الواقع الأمريكى الجديد يختلف إلى حد واضح غما 
كان سادا من قبل. وعلى الجانب السوفيتى. يمكن القول 
إنه لم تتبدل السياسية السوفيتية من حيث الأولوياه 
والاسلوب, وإنما أصبحت تواجه تحديات 2 خاصة 
مع نمى الشيوعية الأوروبية", والنزعات الاستقلالية الفكرية 
دال العالم الشيوعى, واهتزاز السيطرة الأيديولوجي 
للاتحاد السوفيتى عليه. مع بوادر "انشقاقات” داخل 
اي نفسه من جانب بعض العلماء والمفكرين 
عن شخاروف, وميديف وغيرهم. وداخل 
لاد الاشتراكية الشرقية؛ مثل ظهور وثيقة ال //افى 
اسيكوسلوفاكيا. والقلاقل العمالية فى بولندا. وتصاعد 
تجاهات هجرة الالمان الشرقيين. 






























الدوافع الأمريكية وراء الدعوة لحقوق الإنسان : 


يمكن فهم هذه الدوافع فى ضوء مبادىء | لسياسة 
الامريكية الجديدة فى عهد كارترء والقوى التى تؤمن بها 
يمكن تسميتها بالمبدئية فى إضفاء الأخلاقية على السياسة 
الخارجية. بمعني آخرء هناك التزام من حيث المبدأ فى 
تفكير كارتر وفريقه بالبحث عن 'الطهارة' والأخلاقيات فى 
السياسة الخارجية. فالاجتماعات التى كانت تعقدها 
'اللجنة الثلاثية" التى رأسها روكفلرء ودفعت بكارتر إلى 
القاعة البيضاوية فى البيت الأبيض» كان يدور فيها 
الحديث عن الدفاع عن مؤسساتهاء وأن تصبح أمريكا 


| | نموذجا نقيا للمجتمعات الديمقراطية الغربية؛ وأنها - أى 


| أمريكا- قد خسرت كثيرا من اتباع السياسات التى لا 
١‏ | تضع هذه الأمور فى اعتبارها. وهكذاء بدأ كارترء منذ أن 
| أعتلى كرسى الرئاسةء يشن حملة إعلامية على ما سماه 
النظم الشموليةء ولم يكن يقصد أنظمة أمريكا اللاتينية 
|| الديكتاتورية فحسبء وإنما أيضا الأنظمة الشيوعية؛ فأعلن 
أن بلاده ستمتنع عن تقديم العون العسكرى لنظم أمريكا 
اللاتينية الديكتاتورية. مثل البرازيل والأرجنتين 
أ وأوروجوای»› كما قابل شخاروف أحد المنشقين فى الاتحاد 
السوفيتى» وتحدث عن ضرورة أن يأخذ السوفيت بمبادىء 
الإحقوق الإنسان: سواء فى معاملة هؤلاء النشقين: أو فى 
تنفيذ المبادىء بصفة عامة. 


| هذا الدافع الأول المبدئى أخفى وراءه دافعا أكثر أهمية 
| وفاعلية هو الدافع المصلحىء وبالتحديد مقاومة النفوذ 
| السوفيتى. وتطويق القوة السوفيتية بطرق جديدة. ويمكن 
ال استشفاف سلسلة متصلة من الوسائل التى عبر عنها 
| كارتر وفريقه للمضى فى هذا الطريق؛ فالحديث الأمريكى 
|أعن حقوق الإنسان بالنسبة للاتحاد السوفيتى حديث 
| يتعدى ضرورة التزام السوفيت النظرى بمبادىء مثل حرية 
| الرأى والفكر والتعبيرء وحفظ الحقوق المدنية السياسية 
للمواطنين الذين يختلفون مع الحكم القائم. إنه يعكس رغبة 
| أمريكية فى أن يحدث السوفيت تغييرا وظيفيا فى هذا 
المجال. بمعنى أن يغيروا مؤسساتهم المركزية. والأدوات 
اد 7 ا د ل 
0 
| أو الاقتراب من النظم الغرييه لدي 2 
) هزا الاتحاه داخل المجتمع الأمريكى هذه الحجج ليقولوا 
| إن الوفاق كما يتلامم مع المصالح الأمريكية لن يتحقق إلا 
بتحقيقها. وفى هذا الصدد. يمكن أن نذكر وثيقة 
| جاكسون. التى ربط فيها مصير العلاقات التجارية ود 
| السوفيت. بموافقتهم على مبدأ الهجرة. 


-1١48- 


Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 


حقوق الإنسان فج ثلائين عاما 
د . بطرس بطرس غالي 


العدد 00 بتاريخ ١‏ يناير19179 


إن المنطلق الحقيقى لتغيير علاقة الإنسان العربى 
والإنسان الإفريقى بغيره فى العالم, ينبع من داخلنا, 
ويرتبط بتصرفنا وتفكيرنا نحن تجاه الآخرين .. وقبل أن 
نطالب الآخرين بتأييد حقوق الإنسان العربى والإنسان 
الإفريقى؛ علينا أن نربى مجتمعاتنا على احترام إنسانية 
الإنسان العربىء والإنسان الإفريقى بادىء ذى بدء» وأن 
ننشئه بالبناء الديمقراطى وبالحوار الفكرى» وكل ذلك متاح 
وممكن .. بل وضرورىء وعندئذ فقط تكون إمكانية فرض 
احترام حقوقنا على المجتمع الخارجى إمكانية واردة 
وأكيدة وتكون قدرتنا على استخلاص سائر حقوقنا المنهوية 
من الغير. قدرة لها أساسها المادى والمعنوى» الذى يتأكد 
وجودها العملى على الصعيد الدولى. وعلى نفس المستوى. 
فإن الدعوة الصاعدة اليوم فى العالم كله من أجل بناء 
هيكل النظام الاقتصادى العالمى الجديدء لا يمكن أن تكون 
إيجابية حقاء ويمكن أن يكون هذا النظام جديدا حقاء من 
وجهة نظر شعوب العالم الثالث, إلا إذا كان مواتيا للتنمية 
المستقلة والشاملة التى تتوجه كاملة نحو الجماهير الغفيرة, 
وإلا إذا عملت هذه الشعوب على توفير الإمكانيات الثورية 
الداخلية لوضع :هذا الأمل موضع التنفيذء أى أن عنصر 
الجدة فيه هو بالدقة تحقيق التحرر الاقتصادى الذى يقود 
بالتبعية إلى التحرر السياسىء وإلى تحقيق احترام حقوق 
الإنسان بمفهومها الواسع والشامل للكلمةء بل ولا يمكن 
فهم حقوق الإنسان فى العالم الثالث إلا فى إطار هذا 
المفهوم العملى المحدد. والدول المتقدمة بدورها مدعوة 
لتغيير سياستها الاقتصادية والاجتماعية وأنماط حياتهاء 
لتتواءم مع حقائق العصر. 


مصر وحقوق الإنسان : 


للاسف ما زالت فكرة حقوق الإنسان غير عميقة 
الجذور فى الضمير الثقافى الملصرى» وما زال الفرق 
شاسعا بين ما ينبغى أن تكون عليه الوضعية؛ وبين حقائق 
الواقع على صعيد التطبيق العملى؛ إن الأمل معقود على 
إمكانية الوصول فى بلادنا إلى مرحلة يتم فيها تأكيد حقوق 
الإنسان على مستوى الممارسة اليومية. وتكريس الإيمان 
بها فى أذهان أبنائنا من الجيل الجديد لدى شباب 


السياسة الدولبة العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد 1٠‏ 











هن ارشيف السياسة الدولية 
















الجامعات» ونشر الحس المرهف بحقوق الإنسان» وقدسية 
هذه الحقوق باطراد» وصولا إلى قطاعات أوسع دوما من 
الجماهير الشعبيةء بحيث تغدو المعرفة الكاملةء والإدراك 
الععيق بالحسوق الشبونة قاقويا للإتساق فى هذا 
العصر ٠‏ هو المطلب النهائى والثابت لأنصار الدفاع 
الاجتماعى فى مصرء شأنها فى ذلك شأن غيرها من بلاد 
العالم. 
















إلا أن هذا الأمل لن يتحقق إلا عن طريق السعى الجاد 
والمثابرة العملية على توجيه أنظار صانعى القرار فى كل 
المجالات على المستوى الوطنى إلى معالم هذه الحقوة 
وأهميتهاء بل إننا لا نجاوز الحقيقة هناء إذا قلنا إنه يقع 
على عاتق كل المؤسسات العلمية والثقافية والجامعية 
معاهدة البحث على اختلافهاء وكذلك تقع المسئولية على 
قادة الفكر ورجال القانون وعلماء الإنسانيات. على جميع 
الأصعدة فى تنمية البحوث العلمية فى هذا المجال. 
فحضارتنا الطويلة المستمرة من أعمق أعماق التاريخ, 
والمستمدة مما سطرته شرائع السماء من مبادىء سامية 
فى هذا الخصوص. تدفعنا إلى أن ندرك الحقيقة القائلة إن 
فى داخل نفس كل إنسان كنزا دفينا من المزايا والفضائل, 
لا يحتاج الأمر إلا إلى اكتشافه. والعمل بجد ومشابرة 
لاستخراجه. وأن على المجتمعات المتحضرة أن تستخرج 
من كل مواطن فيها القوى المختزنة النافعة, لتكون عونا لها 
فى تحقيق استمرار الحياة والتقدم» عن طريق الاعتراف 
المنطقى والهادف بالحقوق الإنسانية لكل مواطنء وأنه بقدر 
نظرة المجتمع إلى حقوق الإنسانء واحترام الحقوة 
وتكريسهاء بقدر ما يكون ذلك دليلا لا يخطىء على المركز 
الحضارى لهذا المجتمع. 


- "5.0.8 يوليو‎ ١7١ الدولبة العدد‎ ١ 


Scanned by CamScanner 














حقوق الإنسان بين 
الديمقواطية والتنمية 
= بطورسش بطرسش غالي 


٠۹۹۳ آکتوبر‎ ١ بتاریخ‎ ۱۱٤ العدد‎ 





كانت فيينا فى منتصف شهر يوني الماضى محط انظار 
العالم .. أنظار بلايين الرجال والنساء ممن يطمحون إلى 
01 أة ممثلين فى المناقشات والمداولات والقراران 
التى سوف ينتهى إليها المؤتمر العالمى الثانى لحقرز 
الإنسان الدج عقد فى العاصمة النمساوية من ١0-١5‏ 
يونيى 14947 . كانت تلك أنظار كل من يعانون - روحا ار 
جسدا - من عدم الاعتراف بكرامتهم الإنسانية ار 
امتهانهاء إنها أنظار التاريخ التى تركزت على المجتم 
الدولى فين هذه الفترة الحاسمة. 

وعندما طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 
6 من الأمين العام أن يتشاور مع الحكومان 
والمؤسسات المعنية بشأن إمكانية عقد مؤتمر عالمى عن 
حقوق الإنسان, فلقد برهنت بالفعل على حس تاريخي 
ووعى دولى بالمكانة التى تحتلها حقوق الإنسان فى قائة 
أولويات المنظمة الدولية. ولقد حدث ذلك فى سياق تاريخى 
لم يسبق له مثيل؛ فقبل ذلك بشهرين. كان سور برلين قد 
انهار لتتوارى معه صورة معينة للعالم؛ ولترتسم فى الوقن 
ذاته آفاق جديدة: ذلك أن شعويا بأكملها أصبحت تتكلم 
باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وكانت هذه 
اد سه مازالت, بتصميمها وتفانيها ويتضحياتها فى 
بعض حيا اکى ا ال“ 2 21 ه 
الأنظمة | لشمولىة ‏ لص N e‏ 

ولا ينبغى أن ننظر إلى هذا التزامن على أنه مجرد | 
مصادفة. فعندما يمر العالم بفترات تحول جوهرية. تتلاشى | 
ات وتنهار المعالم, ويصبح السعى وراء القيم | 
56 أشد إلحاحاء وإدادة فهم الذات ضرورة لا بديل | 







































من الطبيعى إذن أن يشعر المجتمع الدولى بالحاجة إلى أ 
العودة إلى القيم؛ وهى ما يدفعه إلى التساؤل عما يجعل 
هويته اکل عمقا وأعمق بعدا وأوضح معالماء ويتسال عن أ 
الإنسانية؛ وكيف أن المجتمع الدولى بحمايته للإئساننية فإن أ 
فى الواقع يحمى ذاته. ولهذا. فإن الأهداف المحددة لؤتمر 
فيينا نعد تعبيرا أمينا عن الاسئلة الحاسمة التالية والتى 


























مازالت تبحث عن جواب : 
-١‏ ما التقدم الذى تم إحرازه فى مجال حقوق الإنسان 
؟- فى غياب إحراز التقدم المطلوب ما هى العقبات, 

وكيف يمكن التغلب عليها ؟ 

+ كي يمكن تطبيق النصوص الخاصة بحقوق 

| الإنسان ؟ 

-٤‏ ما مدى فعالية ما استحدثته الأمم المتحدة من 

أساليب وآليات ؟ 







































الأمم المتحدة فى مجال حقوق الإنسان ؟ 
1- ما هى العلاقة بين الأهداف التى تسعى المنظمة إلى 
'تحقيقها وحقوق الإنسان, ويخاصة العلاقة بين التذ لتنمية 








إن كل هذه الأسئلة المطروحة على المستوى الدولى ولا 
تجد إجابة موحدة. فإذا كانت حقوق الإنسان تشكل هدفا 
| مشتركا لكل أعضاء المجتمع الدولى: وإذا وجد كل فرد فى 
| المجتمع ذاته من خلال تحقيق تلك الحقوق واحترامهاء فإن 
| لكل ثقافة من الثقافات خاصيتها المتميزة. وجدير بنا 
أ جميعا أن نستفيد من هذا التنوع فى الحضارات والثقافات 
| المختلفةء لأنه فى واقع الأمر مصدر لإثراء الفكر والعقل 
والأسلوب» وطنياء وإقليمياء ودوليا. 

| والواقع أننا عندما نفكر فى حقوق الإنسان على 
| المستوى العالمى: فإننا نجد أنفسنا أمام أكثر المسائل 
| المثيرة للجدل» خاصة العلاقة المتناقضة بين 'الذات 
| والآخر" فهى تعلمنا (أى أنا والآخرين)» وبوضوح شديد. 
| أننا على الدوام متماثلون ومختلفون. 

| إن حقوق الإنسان التى نعلنهاء والتى نسعى إلى 
| خحمايتها,. لا يمكن إلا أن تكون نتاجا للانتصار على الذات؛» 
| وثمرة جهد واع هدفه الوصول إلى جوهر المشترك رغم 
| الانقسامات الظاهرية والخلافات المؤقتة والحواجز 
| العقائدية والثقافية التى تفصل بيننا . 

وموجز القول إن حقوق الإنسان التى ناقشها مؤتمر 
ْ فيينا ليست القاسم المشترك الأصغر بين كافة الدول؛ بل 
إنها على العكس من ذلك ما أسميه 'العنصر الإنسانى غير 
| القابل للانتقاص". أى جوهر القيم التى نؤكد بهاء معاء أننا 
١‏ مجتمع انسانى واحد ! ولذلك» لست أعتقد أننى أبالغ إذا 
قلت إنها فى واقع الأمر القاسم المشترك الأعظم بين كافة 
١‏ الدول. 






























Scanned by CamScanner 


دن أرشيف السياسة الدولية 











الأمم المتحدة وحقوة الإنسان 5 
عمرو الجويلي 
العدد ۱۱۷ بتاریخ ۱۹۹٤/۷/۱‏ 


تدرجت الأمم المتحدة فى تناولها لمسائل حقوق الإنسان 
من مستوى تحديد المعايير وتدوين الحقوق عبر واجب 
تعزيز وتشجيع والدعاية لحقوق الإنسان وانتهاء بالتطلع 
لحماية فعلية لهذه الحقوق .. لم يكن هذا التدرج وليد 
الصدفة: بل جاء منطقيا لمنظمة أساس ميثاقها احترام 
السيادة. ولهذا يمثل تطرق الأمم المتحدة لحفوق الإنسان 
حالة جديرة بالاهتمام» لأنها تكشف كيف يحاول التنظيم 
الدولى التقليدى توسيع مهامه واختصاصاته. حتی انه إذا 
نجح فى ذلك فيمكن أن ينتقل إلى شريحة أعلى من شرائح 
التنظيم الدولى أكشر قريا من السلطة فوق الحكومية. إن 
هذا بالطبع مازال بعيدا جدا عن الأمم المتحدة ولكن هناك 
سلما تدريجيا فى هذا المجال. 

بالرغم من هذا التوسع فى مجال نشاط الأمم المتحدة 
فيما يختص بحقوق الإنسان. من الخطأ الجزم بأن ذلك تم 
دون معارضة أو مماطلة من جانب الأعضاء. لقد حاول 
الأعضاء التأكيد على ميدأ عدم التدخل وتدوينه من خلال 
قرارات الجمعية العامة خاصة رقم 7١7١‏ لسنة ١٦۱۹ء‏ 
وقرار ۲٠٠١‏ لسنة ١۱۹۷ء‏ لقد حدث ذلك فى نفس الوقت 
الذى طورت فيه لجنة حقوق الإنسان آلیتی ۱۲۳١‏ و ٠١١۳‏ 
وزيادة اهتمام المنظمة بصفة عامة بأمور حقوق الإنسان. إن 
هذا التسابق بين اقتراحين أحدهما يحاول توسيع مفهوم 
التدخل والآخر تضييقه يرجع فى حقيقة الأمر إلى تناقض 
ظاهرى بين مواد الميثاق خاصة المادة ۲/۷ والمادتين ٠١‏ و 
١‏ . وكان تعامل الأمم المتحدة مع حقوق الإنسان يتأرجح 
بين الميل ناحية أحد الجانبين أو الآخر طبقا للظروف الدولية 
المحيطةء وبالتالى الأغلبية التصويتية التى تعكس موازين 
القوى الدولية. وهذا ما يفسر زيادة نشاط (م.أ.م) فى 
قضايا حقوق الإنسان فى فترة ما بعد الحرب الباردةء أى 
أنها مالت تجاه المادتين هه و51 نظرا لتبدل الوضع 
الدولى مع انهيار المعسكر الشرقى. 
1 إن زيادة تعامل الأمم المتحدة لا تعنى بالضرورة زيادة 
فاعلية الأمم المتحدة فى هذا المجال. والدليل على ذلك هو 
الانتقادات التى توجه للأمم المتحدة من جانب البعض حول 
عدم قدرتها على حماية حقوق الإنسان فى البوسنة أى فى 
الأراضى المحتلة, ويرجع هذا إلى أنه كلما وسعت الأمم 
المتحدة من اختصاصاتها واجهت مسئوليات أصعب 
وتحديات أكبر تستلزم تطوير أجهزتها وتوسيعا أكبر فى 





السياسة الدولية العدد 17١‏ بولبه 7.0.5 - المحلد ٤١‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 












سلطاتها. وهنا تظهر قضية: حاولت هذه الورقة عدم 
التطرق إليها مباشرة؛ وهى تسييس قضايا حقوق 
الإنسان. إن هذا الأمر يخرج عن نطاق محور الورقة» وهو 
تتبع تطور آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. إن 
هذا التسييس ينتج عما يسمى بالانتقالية فى التعامل, 
والانتقالية تعكس إما الأغلبية التصويتية أو القوة التنفيذية, 
أى أن الانتقالية قد تنبع من سيطرة مجموعة معينة من 
الدول وتمتعها بأغلبية دائمة تمكنها من فرض جدول أعمال 
معين» أو تنبع من مجموعة أخرى تنفرد بالقدرة على تنفيذ 
القرارات وتمتنع عن استخدامها نظرا لغياب الإرادة 
السياسية. وكما أشرناء فإن تطور الآليات نفسه تسييس 
غير مباشر لحقوق الإنسان فقد خضع هذا التطور لموازين 
القوى فى المنظمة العالمية. 

ومع تغير الظروف الدولية, سيتغير النمط التقليدى 
لتعامل الأمم المتحدة مع حقوق الإنسانء بل إنه من المتوقع 
أن تختفى بعض بنود الأعمال كلية مثل بنود مكافحة 
التمييز العنصرى فى جنوب إفريقيا التابعة من حكم 
الأبارتهيد بل إنه فى حالة مثل جنوب إفريقيا يمكن أن 
تتحول الأغلبية السوداء من المحمى إلى المخاطب لضمان 
حقوق الأقلية البيضاء فى هذا البلد. ولذلك نجد أن 
المواضيع التقليدية لحقوق الإنسان توشك أن تختفى من 
على جدول الأعمال لتفسح المجال لأمور أخرى مثل كره 
الأجانب ومعاملة العمال المهاجرين والمرحلين الداخليين 
.(Internally Displaced)‏ 









وللعالجة هذه الأمور الجديدة وما استمر من المواضيع 
القديمةء تحاول الأمم المتحدة دعم فاعليتها على رد الفعل 
خاصة للجنة حقوق الإنسان وإنشاء منصب المفوض 
السامى لحقوق اللاجئين وزيادة عمليات الحفظ للسلم 
وإمكانية انعقاد المحكمة الدولية لمقاضاة مجرى الحرب؛ 
كما أن عمل "اللجان المعاهدية" التى تتبع اتفاقيات حقوق 
الإنسان وتعمل على تطبيقهاء يزداد كلما انضمت دول 
جديدة إليها. إن كل هذه التطورات تسعى إلى تحسين 
قدرة الأمم المتحدة على العمل السريع والفعال فى مجال 
حقوق الإنسان. 
كما ان إسناد مهمة التنسيق بين الأجهزة المختلفة 
للمفوض السامى من شأنه معالجة - إذا نجح فى تطبيقها 
- التشرذم الذى عانت منه منظومة الأمم الملتحدة لحقوق 
الأفسان: 
ومع تطوير الأمم المتحدة لآلياتها لمواكبة التحديات, 
وجب عليها التأكيد على مصداقيتها عن طريق التركيز على 
عي حتقوق الأقسان بناقيها اموق الاقتصادية 
ل O‏ قوق الصيل الكالة: تق 
والاجتماعية: وبالطبع حقوق الجي حموق 
"التضامن” والحقوق الجماعية للشعوب التى لم تستطع 
استيفاءها بسبب احتلال أجنبى أو تمييز عنصرىء؛ فإن 
الحفاظ على المصداقية شرط أساسى لاستدامة الفاعلية. 





ا .اة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 












-١58- 





آفاق السياسة الخار جية الأمريكية . 
الولايات المتحدة الأمريكية والتدخز 
لحماية حقوق الإنسان والديمقواطية 
العدد 77 بتاريخ ١‏ يناير19917 











إن انتهاك حقوق الإنسان يعد من الاتهامات الرئيسية 
التى توجهها الولايات المتحدة لأعدائهاء بينما تختار 
السكوت عنها فى الدول الرأسمالية والصديقةء وهذإ 
التوجه لم ينته بانتهاء الحرب الباردة» بل استمر ولا أدل 
على ذلك من وجود انتهاكات لحقوق الإنسان لقومية واحد: 
(هى الأكراد) من دولتين متجاورتين إحداهما (وهى العراق) 
تواجه حملة كبيرة لانتهاكاتها لحقوق الأكراد» والأخرى 
(وهى تركيا) تواصل حملاتها العسكرية حتى خارج 
حدودها فى مواصلة هذه الانتهاكات» بل إن حقوق الإنسان 
يتم استخدامها كورقة ضغط فى السياسة الخارجية 
الأمريكية للحصول على تنازلات» وهى سرعان ما تتوارى 
إذا ما ظهرت مصلحة اقتصادية مهمة وحيوية للولايان 
المتحدة (حالة الأكراد قبل إثارة أزمة الخليجء وحالة الصين 
ومذبحة ميدان السلام واستمرارها فى وضع الدولة الأولى 
بالرعاية رغم ذلك) وقد يكون التغير الحقيقى هنا هو فى 
استخدام القوة المسلحة على نطاق واسع لحماية مصالع 
اقتصادية واستراتيجية باسم التدخل لحماية حقوق 
الإنسان» أو مايطلق عليه التدخل الإنسانى. والداعون 
الجدد للتدخل leyî The New Interventionists‏ | 
يطلق عليهم المتدخلون الجدد يركزون عموما على الالتزامات أ 
الأخلاقية للمجتمع الدولى» خصوصا الولايات المتحدة أ 
ويغفل مؤيدو التدخل المآزق والأخطار والتكاليف التى | 
تصاحبه. ولا يأخذون فى الاعتبار ما يمثله هذا الاتجاه من أ 
معارضة لمبادئ قانونية مثل مبدأ السيادة ومبادئ عدم 
التدخل الواردة فى ميثاق الأمم المتحدة. 










































والمتدخلون الجدد يفترضون بداية أن الحروب الأهلية | 
ار هذه الأيام وازدادت عنفا عما قبل» حتى أصبحت 
تهدد السلم دالأمن العالمىء مما يتطلب تدخلا دوليا إيجابيا 
| “ اة حيث أصبح تتبع أسباب العنف الداخلى والقضاء أ 
عليها أسهلء والمتدخلون الجدد هنا يدعون لإقامة نظام 
إنسانى جديد Humanitarian‏ ۷ تضطر الحكومة فيه 

























ايه 





لصي ی ی د 






بالشغط عليها بالقوة -إذا استدعت الضرورة- لاحترام 
حقوق الإنسان وحماية الأقليات والأعراف والأديان. وهذا 
الاتجاه الفكرى للتدخل لحماية حقوق الإنسان ترجع 
جذوره فى السياسة الخارجية الأمريكية إلى عقود طويلة 
مضت: فهو يعد تجميعا لليبرالية الأمريكية بفروعها 
المختلفة من ليبرالية ويلسون التقليدية التى تؤكد على دعم 
المنظمات العالمية وحق تقرير المصير للسكانء ومثيلاتها من 
ليہرالية الحرب الباردةء المضادة للشيوعية, والجمع بين 
هاتين الليبراليتين ممكن فى نظر استيدمان 5]6072082, اذا 
ما أخذنا بمفهوم لويس هار تس Louis Harz‏ أن کل 
الأمريكيين ليبراليون» والاعتقاد بأن مستقبلهم وحريتهم 
يعتمدان على انتشار الحرية فى أنحاء العالم, يضاف لذلك 
تقدير كلا الطرفين لاحترام حقوق الإنسان ولإصلاح 
التنظيم الدولى. فإذا كان الليبراليون من أتباع ويلسون قد 
عارضو التدخل الأمريكى فى شئون الدول الأخرى على 
أساس احترام حق الشعوب فى تقرير المصير ودعم حقوق 
الإنسان الفردية» فإن الوضع الحالى يتسم بوجود تناقض 
بين هذين الاتجاهين فى دعم حقوق الإنسان: ومنه حق 
تقرير المصير بما يعنيه من احترام للسيادة القومية ومبدأ 
التدخل فى وجه عنف الحكومات تجاه رعاياها حتى لو 
ظهرت الأدلة على فساد ووحشية هذه النظم» ولكن بعد 
انتهاء الحرب الباردة تخلى الويلسونيون عن التزامهم بحق 
تقرير المصير. أما ليبراليى الحرب الباردة: فلقد حررهم 
انتهاؤها من الحاجة لدعم نظم سلطوية. 


وبالنظر لمدى واقعية حجج المتدخلين الجدد» نجد أن 
الحروب الأهلية فى عصر ما بعد الحرب الباردة ليست 
بأكثر مما كانت عليه كما يدعون. ففى عام ١165‏ مثلاء 
كانت هناك ۱۹ حربا أهلية» وفی عام ۱۹۹۲ تم رصد 1۸ 
حريا أهلية. يضاف لذلك أن الحروب الأهلية الآن ليست 
بأكثر وحشية عما سبق» فالحرب الأهلية الأمريكية وصل 
ضحاياها لحوالى ٠.٠‏ ألف شخص. والحرب الأهلية 
الأسبانية فى الثلاثينيات وحرب نيكاراجوا الأهلية فى 
الستينيات کان عدد ضحاياهما على نفس المستوى. أما 
الافتراض الثانى للمتدخلين الجدد بشأن سهولة تسوية 
النزاعات حاليا عما سبق» فهو أيضا افتراض مشكوك فيهء 
فالنز اعات الأهلية من أصعب النزاعات فى التفاوض 
والقسوية. وبالتظر ا تم فى القرن العشرين» تج أن 
حوالی ۱۸/ من الحروب الأهلية انتهت بتصفية الطرف 


Scanned by CamScanner 





من أرشيف السياسة الدولية 
الآخر أو الاستسلام غير المشروط من أحد الأطراف. وكما 
أن الحرب الباردة لم تحل دون تسوية النزاعات الأهلية, 
فنسبة النزاعات التى تم حلها قبل نهاية الحرب الباردة 
تماثل نظيرتها بعدهاء مما يؤكد أن ديناميكيات النزاع 
الداخلى هى التى تحدد اتجاهات التسوية. وانتهاء الحرب 
الباردة وما أثير بعدها مباشرة من احتمال الوصول 
لتسويات قريبة فى أنجولا والسلفادور إنما يعنى أن انتهاء 
الحرب الباردة قلل القدرة على التأثير على الحلفاء 
المحتملين. يضاف لهذا أنه لا يتوقع أن ينجح التدخل 
الخارجى فيما قد تعجز عنه الجيوش المحلية الأكثر دراية 
بطبيعة المجتمع: والميزة الأساسية لعصر ما بعد الحرب 
الباردة هى عدم إمداد الدول الكبرى للفصائل المتنازعة 
بالسلاح» رغم أن هذه الفصائل وجدت سبلا أخرى لتستمر 
فى التسليح. 


قاق إلى 8114 اقبدة الأساسى للإتواء للكوفلى 
أو مجموعة داخل دولة تفشل فى تلبية الاحتياجات 
الإتسسائيتة لأ معد يدا ترقة1 البدا ل" مك افيه رة 
ملائمة» نظرا لأنه يعنى التدخل فى كل حرب أهليةء وفى كل 
دؤلة ذآث طام تسعى, وهذا يللي موارن تقوق القاح. ومن 
ثم فالتدخل يكون انتقائيا بحسب وجود مصالح» بل وتثار 
اانا سؤاهم يعدم الكتمظل فى الهرون الأهلية حت ل 
تطول ومن ثم يزيد عدد الضحايا. 


وهكذاء نجد أن اهتمام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان 
ليس بالاهتمام الجديد عليهاء بل هو اهتمام تمت صياغتهر 
بأساليب مختلفة؛ مرورا بمحاربة الشيوعية وهى المرحلة 
التى تمييزت بها الفكرة الماشنية. ولكن منع انتهاء الحرب 
الباردة» أصبح الاهتمام بحقوق الإنسان يعبر عن مصلحة 
قومية أمريكية تتمثل فى المقام الأول فى نشر المفاهيم 
المرتبطة بحقوق الإنسان فى الفكر الرأسمالى, باعتبار أن 
التحرر الفكرى يواكبه تحرر اقتصادى ومن ثم اقتصاد 
مفتوح؛ وزيادة الاعتماد الدولى المتبادل: مما لا يمكن دولة 
مستقبلا من الانعزالية ومن ثم حرمان باقى الدول من 
مواردها أو ثرواتها الطبيعية. وفى النهاية, فإن الاهتمام 
بحقوق الإنسان وبنشر الديمقراطية هى جزء من السياسة 
الخارجية الأمريكية الذى يجب أن يسعى لتحقيق المصلحة 
القومية. 

































السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠‏ 



























من أرشيف السياسة الدولية 





الإعلان العالمج لحقوق الإنسان: 
هل كان صناعة غربية ؟ 
د. غانم حمد النجار 
العدد 10١‏ بتاريخ ١‏ أكتوير؟١٠٠٠‏ 


بعد مرور أكثر من خمسين عاما على صدور الإعلان 
العالمى لحقوق الإنسان فى العاشر من ديسمبر عام 
54 , أصبح الإعلان اليوم يمثل الوثيقة الأهم فى تحديد 
منطلقات ومفاهيم حقوق الإنسان فى العالم. بل إن الإعلان 
وعلى الرغم من كونه إعلانا للمبادئ وليس اتفاقية ملزمة 
لأطرافه. مازال هو المرجعية الأساسية التى يتم الاستناد 
إليها فى تعريف حقوق الإنسانء مع صدور ما يزيد على 
مائتى اتفاقية ووثيقة عامة ومتخصصة فى شأن من شئون 
حقوق الإنسان. 


ومن الملاحظ أن الأهمية السياسية للإعلان قد تعاظمت 
فى ظل التغيرات السياسية الدولية العاصفة التى أنهت 
الحرب الباردة: وأيعدت الاتحاد السوفيتى والكتلة 
الاشتراكية عن ذلك الصراع. وقد أدت تلك التحولات - 
ضمن ما أدتهم إلى عملية تحول ديمقراطى شهدته كافة 
بقاع الأرض. حيث زاد عدد الدول التى تحولت إلى أنظمة 
ديمقراطية خلال السنوات العشر الأخيرة على ٠١‏ دولة. 


لقد مثل صدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان نقلة 
تاريخية مهمةء حيث إنه ولأول مرة فى التاريخ تتفق الدول 
على تقييد حريتها فى التعامل مع مواطنيهاء فأهمية 
الإعلان لا تكمن فقط فى مكونه الإنسانى ولكنها تكمن 
أيضا فى درجة تقنينها لأسلوب وتعامل الدول مع القاطنين 
على حدودها. وقد فتحت تلك الوثيقة بالتالى الباب على 
مصراعيه لتجاوز المبادئ العامة للقانون الدولى والمرتكزة 
على سيادة الدولة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية» حيث 
أصبح انتهاك حقوق الإنسان بذلك شأنا دوليا وليس شأنا 
ااا مما کا شی كيه لاسن الها وول 
الاتفاقيات الدولية الأخرى. 


وود امسظطبيعة ومتطلجات الاق الخاسة إلن قباء 
الدول» ويالذات الدول الكبرى» بتوظيفه سياسيا وعلى 
الأخص خلال فترة الحرب الباردةء الأمر الذى قلل من 
دقة استخدامه وفاعليته» بل أدى ذلك الدفع إلى حملات 








» .3...1 الدولدة العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 

















من التشكيك حتى بالمبادئ التى تضمنها الإعلان ر 
كونها عالية قابلة للتطبيق على كل المجتمعات. ولا د 


وقابليته للتطبيق الشغل الشاغل لواضعى الإعلان بز 
لحظات الولادة» فكان أن بذلوا جهدا ملحوظا فى التى 
مع هذه الحقيقة. حتى بدا لهم فى بعض اللحظان |. 
الإعلان لن يصدر على الإطلاق بسبب الخلافات والتباينار 
الحادة. إلا أن ذلك الجهد المبذول كانت نتائجه واضحة 
التصويت النهائى. حيث تم إقرار الإعلان دون ص 
معترض واحد من أصل 5ه دولة شاركت فى التصوين 
وامتناع / دول عن التصويت. 


وتسعى هذه الورقة إلى الإجابة على السؤال التقليدى 
الذى يتم طرحه بخصوص الإعلان ألا وهو: هل الإعلاز 
العالمى لحقوق الإنسان وثيقة مبادئ غربية؟ أليس الإعلاز 
إلا وثيقة أصدرها الغرب لفرض قيمه ومبادئه 
المجتمعات الأخرى؟ وقد اعتمدت الورقة بالأساس على 
الوثائق الأصلية لمحاضر ومناقشات اللجان المختلفة للامم 
المتحدة منذ ١٤۱۹ء‏ وحتى إقرار الإعلان فى ديسمبر 
.٨۸‏ والورقة هى جزء من دراسة شاملة نتحرى من 
خلالها الدقة فى فهم ما جرى آنذاك لكى نتمكن من الإجابة 
على هذه الأسئلة المشروعة. ويبدو أن هناك خلطا واضحا 
يتم بين المسلك السياسى للدول وبين مبادئ الإعلان: الأمر 
الذى يؤدى إلى الخروج بنتائج تفتقر إلى الدقة. ولذا اتضع 
لنا أن أغلب أسباب ذلك الخلط تعود إلى عدم الدراية 
بالظروف والطريقة والتفاصيل والمساهمات التى صاغت 
وأخرجت الإعلان إلى حيز الوجود. 






















كما يحدث هذا الخلط احياتا أخرى بسبي التركيز 
الفرط على تحليل نص الإعلانء وكأنه وثيقة عقائدية 
متناسين أن الإعلان كان ريما الوثيقة الدولية الوحيدة التى 
تعرضت لكثافة غير مسبوقة أو لأحقة فى التتحضير 
والمناقشة والنقد والتجريح والتعديل. خلال ثلاث سنوات 
من الاجتماعات المكثفة والعمل المضنى والمشاركة الديوب 
من مجمل الدول: هما جعلها وثيقة سياسية ذات ممتوى 
إنسانى. لقد كنت أحد المهتمين بحقوق الإنسان. أتابع 
الحوارات والتباينات المعاصرة حول الإعلان, وعلى الأخص 
تلك التى نصفه بأنه إعلان غربى الصناغة. وبالمقايل: كنت 
ألاحظ السلوك الغريى السياسى المناقض تماما لمبادئ 
الإغلاث هما يدفعنا إلى طرح السؤال التالى: هل يمكن- 
دحال العرب على ما هو عليه من عدم التزام بمبادئ ذلك 
الإعلان- أن يكون ذلك الإعلان أصلا غربيا؟ رإذا افترضنا 
أن الإعلان فعلا غربى الصناعة فما معنى أن يصدر غربيا 



































ی کی" من أرشيف السياسة الدولية 


ويناقضه من صدروه؟ وهل تكفى الإجابة على هذا السؤال سياسى للهيمنة. ومع ذلك مازال الاتهام بالتحيز الثقافى 
بالقول إن الهدف من ورائه هو إخضاع الدول الاخرى للإعلان قائما ومازالت تدور حوله الشبهات فى العديد من 
للمنطق الغربى؟ إن دراسة متعمقة لكيفية صدور الإعلان الدوائر الفكرية بأن شيئا: ما خاطئا قد حدث فى بدايات 
والأجواء التى صدر من خلالها تطرح إجابات مغايرة صدوره. ولعل أحد أبرز أسباب هذا الاتهام يعود إلى أن 
وجديدة. عددا قليلا من الناس يعرف حقيقة ما جرى فى مرحلة 
الصدور ومراحل صياغته؛ وقد أدى هذا الجهل إلى الوقوع 
لقد كانت ولادة الإعلان عسيرة ومعقدةء ولم تكن -كما فى مغالطات وافتراضات معدة سلفا عن كيف تمت كتابته 
قد يتصور البعض- من ذلك النوع من القرارات التى ومعانى نصوصه. إن معرفة تلك الحقائق ضرورية جدا 
يصنعها الغربيون لتنفيذ غاية ماء أو تحقيق مكسب حتى لا يستمر النقاش فى إطار العموميات. 








ال سيط 


- 101 — السداسة النولنة العند ١5ول‏ فام الد :£ 


Scanned by CamScanner 















ام ا 51011111 


السرا نے نے زان نے 
الخف: ني السام اسرب 


د. إبراهيم أبراش 


sg a,‏ لس 





ıı‏ شكلت تلك المرحلة- نهاية القرن التاسع عشر ويداية القرن العشرين- 
إرهاصات منعطف فكرى فى العالمين العربى والإسلامی» وكانت تبشر ببداية 

كان الانفتاح على حداثة 2 نهضة تحرر شعوب المنطقة من حالة التخلف والركود التى تعيشهاء 'فى تك 
الغرى الذى دشن ها الحقبة لم يعد التحديث يعنى إطلاقا الأخذ عن الغرب للانتفاض على الشرق, بل 
ب الذى دسن اسشى | أصبح يعنى مواجهة الغرب بحداثة خاصة بالإسلام'(1١).‏ إلا أن عوامل داخلية 

بعصر النهضة العربية بمثابة ١‏ وخارجية لا داعى للغوص فيها أعاقت مشروع النهضة العربية:؛ بل أجهضت 


الصدمة, نظر ب وني ٠...‏ آنذاك بعض إنجازات الحداثة. 
ا ا واليوم وبعد قرن من الزمنء وكأن التاريخ يعيد نفسه» فنفس القضايا النى 
اتساع الهوة ما بين واقع شغلت مفكرى ذلك العصر: المرأةء الحريةء الإصلاح السياسىء النهضة 
العرب والمسلمين من جهة, ١‏ الاقتصادية, تجديد الخطاب الدينىء وتحديث التراث ... الخ تتكرر اليوم ولكن 
وما عليه أورويا من حضاءة 2 فى ظل فجوة معرفية وحضارية بيننا وبين الغرب أكثر اتساعاء وفى ظل أوضاع 
E‏ 3 سياسية وثقافية أكثر تشرذما وإحباطاء وفى ظل تعدد للمواقف الفكرية للمثقفين 
وتقدم من جهة أخرى. وانشغل م و چ قبل قرن من الزمن كانت تدور حول الحداثة وهل هى 
فك و تلك الى حلة رال | ٠.‏ التغريب المهدد لهويتنا وثقافتنا؟. وتساؤلات البوم د 2 
e‏ چ اوك المسة اساك ياجء ولات اليوم تدور حول العولةء أهى 
ذا تقدم الغرب وتأخر العرب تق ا 
م 2000060007 20 منهذا المنطلق» يصعب مقاربة ظاهرة العولمة وانعكاساتها على العالم 
والمسلمون وكيف يمكن | العربى دون ربط الموضوع بالثقافة. سواء بمفهومها الضيق الذى يرتبط بالهوية 
اللحاق بالركب؟ وهو نفس أد بمقهومها الشامل الذى ا مفهوم الحضارة. وهذا الربط له مسوغاة 
السؤال الذى دشغل أ لله لل لع الام اريه واأؤسسية للعولة مع أزمة عميقة تشهدها 
لسؤال ى د مجتمه اتنا. تتمكل فى أزمة شرعية مستعصية: أزمة النظم السياسية 
(المتعولمين) العرب والمسلمين 2 والاقتصادية والثقافية» وأزمة فى التضامن العربى ولا نقول الوحدة العربية 
ذوى الذزعة الوطنية مذذ العقر ‏ فى أ مدا اصصوى أم نمرفه النطقة سابقا. ومجتمع مأزوم بهذه الدرجة ينا 
ا > | حون زتها مجن روائة ببالشارج. سا يوس إلى اوت عل 
| الجديں نولي الخوف ليس مبررا للهرب, بل يجب أن يكون دافعا للتحدى 
ki‏ | والمواجهة. ا 





( *+) أستان العلوم السياسية › جامعة الازهر › غزة . 


- \of - 4-٠ المجلد‎ - ٠٠٠٠١ يوليو‎ ١١١ فة العدد.‎ ٠ 


Scanned by CamScanner 


د. إبراهيم أبراث 
اقوفت وتحدى العولمة : براهيم أبراش 
اللي داه E‏ لعي وا ليبراليةء والرأسمالية, واقتصاد السوق» والاشتراكية؛ والمجتمع اللدنى ... الخ. 
8 ثل ما 0 a‏ ؛ 9 فى ثقافتنا ولا فى وعينا السياسى. مصطلحات أقحمت إقحاما وجاءت مستي رج 
ea 0‏ وت وأفكار وسلع وعلوم وتكنولوجيا. إن تزايد مثل هذه المصطلحات فى خطابنا 
ياسى و ى يعكس رما عميفة؛ وهى أزمة العجز عن الإبداع والإسهام فى حضارة العصر وهذا هو الذى 


عي اتنا غير محصتة فى مواجهة کل ما هى جديد؛ ويساعد على إيجاد المبررات الأخلاقية والعملية لثقافة 
تقلد والتيعية. - 


وتعتقد بأن التعامل العقلاتى والموشتوعى مم موكسوم العولة وغيرها عن النقلم الفكزية والاتتسادية المستتوره رجف 
عقلية متفتحة وموضوعية بمعنى الكلمة. ونقطة المنطلق فى التعامل مع الموضوع يجب أن تكون الإقرار بأننا -كمجتمعات 
9 ا a‏ الحضارية منذ القرن الخامس عشر (سواء كانت الأسباب داخلية كخضوعنا لنظم 
استبدادية متسلطة أو خارجية كالاستعمار)؛ وان غالبية مشتملات الحضارة الحديثة هى نتاج الآخر: العالم الغربى 
والمسيحى. والقول اننا كنا أصحاب حضارة أو ساهمنا فى وضع أسس الحضارة الإنسانية لا يفيد فى شىء.ء ما دمنا 
اليوم نعتمد فى معيشتنا على منتجات الآخر الثقافية والاقتصادية والعلمية. وهذا لا يعنى التقليل من شأن السلف 
الصالح» فهو با ی وكان صالحا آنذاك ثانياء المهم ما هى مساهمتنا فى حضارة اليوم؟ فإذا اعترفنا بأن مساهمتنا 
المباشرة معدومة أو محدودةء وإذا اعترفنا بأننا لا نستطيع أن نستغنى عن معارف وعلوم ونتاج الآخر قائد قاطرة 
العولمةء بل نعيش عالة عليهاء لغياب مساهمتنا فيها أو لخلل أنظمتنا السياسية والثقافية أو للسببين معاء فإن التقوقع 
على الذات والوقوف موقف الرافض لكل ما هو مستورد وجديد هو موقف ليس فقط غير عقلانى» بل موقف غير أخلاقى. 
لا يعنى ما سبق أن علينا التسليم باستحقاقات وشروط العولةء وكل ما هو وافد دون تمحيصء» بل المطلوب التوفيق 
بين ما هو وافد من جانب» وواقع مجتمعاتنا من جانب آخر دون إضفاء القدسية على أى من الطرفين. فالعولة كمنظومة 
اقتصادية (اقتصاد السوق) وكمنظومة ثقافية (قيم وأنماط سلوك ولغة تخاطب) وكمنظومة سياسية (خطاب الديمقراطية 
وحقوق الإنسان)؛ مرتبطة بالبيئة لأنه من حيث المبدأء فإن أية نظرية أو منظومة سياسية أو اقتصادية لا تأخذ مصداقية 
وصلاحية إلا من حيث كونها وليدة بيئة اجتماعية وثقافية محددة ومعبرة عنهاء ونتاجا لشروط تاريخية وموضوعيةء 
وتغير هذه الشروط يفقد الفكر وما يرتبط به من ممارسة علميته ويالتالى عالميتهء لأنه يتحول إلى فكر منفصل عن الواقع. 
انطلاقا من حقيقة الأوضاع العربية المتردية» ومحدودية القدرة أو الإرادة على أن نكون فاعلين أى مؤثرين فى 
التحولات الدولية المعاصرة: فإن خياراتنا فى مواجهة العوللة تبقى محدودة. والأسلوب الأمثل فى رأينا فى التعامل مع 
العولة ليس النظر إليها كخطر أو شر داهم؛ ولا كفرصة سانحة علينا الارتماء بأحضانها دون تفكير بل كتحد» تحد 
اقتصادى.: وتحد ثقافى: وتحد سياسىء والتحدى يستوجب المواجهة لا الهروب. والسؤال المركزى الذى تطرحه العولة 
فى هذا السياق كما يقول برهان غليون هو "ما هى الاستراتيجية المناسبة من وجهة نظر مجتمع صناعى متأخر أو 
مهمش للاستفادة من الثورة التقنية ودرء مخاطر العولة الناتجة عنها؟ (؟). تحدى العولة يحتم وضع استراتيجية على 
أساس قومى عربى» أى خلق (عولة عربية) منها ننطلق لمواجهة العولمة الكونية؛ ويمكن التركيز هنا على أهم المجالات 
التى تشكل العولة تحديا حقيقيا علينا التعامل معه بعقلانية: 
أو لا- التحدى الاقتصادى : 
تش سيطرة منطق السوق على العولمة الاقتصادية مخاوف الدول الفقيرة» وبالرغم من توقيع اتفاقية (الجات) وإنشاء 
النظمة العالية للتجارة الحرة لمحاولة تخفيف المخاوف المترتبة على العولمة» إلا أن سلبيات العولمة الاقتصادية مست 
a 57‏ العالم بما فيها دول عربية. وقد أكد كوفى أنان الأمين العام للأمم المتحدة فى افتتاح الدورة الثالثة 
ات 4 (۱۹۹۸) للجمعية العامة للأمم المتحدة "أن الملايين يعيشون العولة لا كفرصة مواتية لكن كقوة تدمير وتعطيل 
وكاعتداء على مستود ت معيشدنهم . 
على هذا الأساسء يعد الاقتصاد أهم التحديات ذات الصلة بالعولمة التى تواجهها مجتمعاتناء لأن اقتصاداتنا على 
٠ 7‏ الها رحيث لم تنفع كل نظريات التنمية والتحديث التى طبقت خلال نصف القرن الماضى فى إعادة العافية 
0 ا ا اا يوما بعد يوم» ويزداد الفقر وتبدو آفاق المستقبل أكثر سوداوية. كما أن التقارير الصادرة عن 
000 الدولية أو تقارير التنمية البشرية العربية تكشف الهوة الكبيرة بين الواقع الاقتصادى العربى من جهة 
إن الدول المتقدمة بل دول من عالم ثالث من جهة أخرى(۳). ولم ينج من هذه الرداءة حتى الدول النفطية .فهل 


اقتصادات #بل دول حو ا 
العولة الاقتصادية هى طوق النجاة لاقتصاداتنا؟ 


\or -—‏ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠١٠٠‏ - المجلد 6٠‏ 


Scanned by CamScanner 


العولة تجدد تساؤلات عصر النهضة فى العالم العربى 


من المعروف أن العولة الاقتصادية تقوم على اقتصاد السوق والليبرالية الاقتصادية» حيث المبدأ المحرك هو المبادرة 
الحرة وإسناد تدبير الشأن العام للنخبة الليبرالية الجديدة أو السادة الجدد للعالم الذين يجمعهم منتدى دافوس, 

متجاوزا القومية والدين» بحيث باتت هذه النخبة بمثابة 'طبقة عالمية جديدة'(4). كما يقر أنصار العولمة ومناوئوها مى 
بأن الاقتصاد هو عمودها الفقرى؛ ومن هنا عرف البعض العولمة بأنها التعامل مع العالم كسوق واحدة يشتغل فيها تجار 
ينتمون إلى ثقافات مختلفة(0). وفى واقع الأمرء فقد انساقت غالبية الاقتصادات العربية إلى العولمة الاقتصادية قبل أن 
يتم تداول مفهوم العولمة. وذلك من خلال تبعيتهم وإلحاقهم بالاقتصاد الرأسمالى الغربى: وربط اقتصادهم بشكل شي 
كلى بالمراكز الرأسمالية الغربية. حتى ما ادخروه من ثروات تستثمر اليوم فى الدول الرأسمالية بحيث باتت السيطرة 
العربية على هذه الأموال شكلية (تقدر هذه الاستثمارات ب ٠١‏ مليار دولار حسب إحصائيات 11917). هناك أكثر من 
١5‏ دولة عربية أعضاء فى منظمة التجارة العالمية» وهناك الشرق أوسطية والشراكة الأوروبية المتوسطية؛ هذا بالإضافة 
إلى المديونية الرهيبة على الدول العربية (بلغت المديونية أكثر من ألف مليار دولار نهاية القرن الماضى). 

تحدى العولة الاقتصادية لا يكون بأدوات اقتصادية فقط؛ بل يتطلب الأمر الاشتغال على ثلاثة أبعاد مترابطة : 

-١‏ البعد الاقتصادى الخالص المرتبط بعلاقات الإنتاج والاستثمار وتطوير البنى الاقتصادية التى هى فى مجتمعاتنا 
متخلفةء وهذا يتطلب الاقتراب المحسوب من نمط اقتصاد السوقء الأمر الذى يحتم توسيع السوق العربية: إما بإحياء 
السوق العربية الملشتركة أو تأسيس منطقة تجارة حرة عربية أو إعادة النظر فى الشركاء الاقتصاديين التقليديين 
بالانفتاح على أسواق جديدة كدول جنوب شرق آسيا والصين واليابان(1). 

؟- البعد السياسى للاقتصاد,حيث يتأكد تلاحم الاقتصاد مع السياسة يوما بعد يوم» فالقول بوجود نخبة ليبرالية 
كشرط لنجاح اقتصاد السوق يصل بنا للشأن السياسى أى شرط الليبرالية السياسية. حيث أكدت تجارب التاريغ أن 
التنمية الاقتصادية كانت مترادفة مع التنمية السياسية: فنادرا ما نجحت نظم استبدادية فى تحقيق تنمية اقتصادية 
حقيقية(۷). وحيث إن غالبية نظمنا السياسية ليست فقط مستبدة سياسيا بل مستبدة بخيرات البلاد ومتحكمة فى الثروة 
الوطنيةء حيث يوجد تواز ما بين توزيع الثروة وتوزيع السلطةء فان التحدى الاقتصادى يستتبع إعادة النظر فى بنية 
النظم السياسية القائمةء وذلك بوضع آليات لتداول السلطةء وضرورة الفصل بين الثروة والسلطة. أو بين النخية 
الاقتصادية والنخبة السياسية؛ فالجمع بين الطرفين جعل السلطة أكثر استبدادا والثروة أقل وطنية. 

١ت‏ اليس التقافىء منذ قرن من الزمنء كتب ماكس فيبر. 776565 :2/2 كتابا بعنوان 'الأخلاق البروتستانتية وروح 
ااي ا فيه وجود Sr‏ ما بين طون الاقتصادى ونوع الثقافة السائدة فى المجتمع, من خلال دراسة 
سقارنة ها بين الى .عنتير نسقا تهاهدًا جیا وغير مسيحىء وبالرغم من قدم هذه الدراسة والتحولات التى عرفتها 
الأنساق الثقافية عبر العالم, إلا أن البعد الثقافى للاقتصاد أو وجود ثقافة اقتصادية أصبح أمرا مسلما به كثقافة 
لصاوي لاا واوا يدن عدي حارام أرقت وروت العمل الجماعيبوتقدين الإبداج رک لدی وار 
الملكية الفكريةء وبيد السلبية والاتكالية وتحمل المسئولية e‏ الخ 3 

ليدم بولك الغربية -بسية الى العالم الحريى ”هو شرط كلسب مغركة التتعدئ الاقتصبادى» فإذا مولدا علاقاتةا 
الاقتصادية أصبح اقتصادنا قوة, إن لم تستطع التفوق على الاقتصادات الكبرى فى العالم؛ فعلى الأقل سيحسي لها 
ساب يحيية كال من مقاط العواة ا د الکو فیا لی اتم ئن ساد الأخيرة مع التتضاداننا شبك نرا 
أضعف الدول العربية فى مواجهتها للعولة الاقتصاديةء إنها 'تعاملت بصفة انف إر 2ة - - ا 

. والواقغ الذول البى که تر 0 بد له نفرادية مع تحديات فترة ما بعد الحرب 
الباردة وعصر العولة (5)» والواقع الدولى اليوم یۆک توجه الدون نحو خلق تكتلات اقتصادية كبيرة لمواجهة تحديات 
العولة, الاتحاد الأوروبى تكتل اقتصادى؛ ودول آسيان شكلت تكتلا اقتصادياء وحتى أمريكا الشمالية شكلت تكتلها 
الاقتصادى (النافتا)» والصين بحد ذاتها قوة اقتصادية يحسب لها حساب. 1 


قد يمن للبعق الزهم بان تجميع اقتصادات دول سغيرة ومتظفة كالنول العربية لا پک خی كول هری ماق 
E‏ ار 3 عم قري جر 0 54 i‏ ستشهاد بتجرية دول جنوب شرق آسيا؛ فحال هذه 
فول ی المو ات كان فته كه ا ن و او وکا ھال سانا إن اہی آل رھ ر ےے رار 
وبالعمل وبالديمقراطية وبالتنسيق فا ینا اليو م قوة اقتصاد قحبو لیا سای ی این آلا 5 
00 2 ص 3 ¥ لوعو د ودر البشرية, والأرض الزراعية والموقع الاستر اتيجى. والعقتؤل 
والأدمغة التى تترك بلدانها لتهاجر إلى الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا وكندا(١٠).‏ اللشكة تكمن فر راينا- فى 
غياب الوعى والإرادة وفى فساد وفشل النخبة السياسية. 5 


تاس النؤلية العدد: 133 يوليى ۷6 للجاد. ٠‏ - 


Scanned by CamScanner 


د. إبراهيم أبراش 
وحتى لا نخدع أنفسناء فإن كسب رهان تحدى العولمة الاقتصادية لا يعنى دخول معركة اقتصادية نحقق فيها نصرا, 
ولا يعنى أن يتساوى الاقتصاد العربى بين ليلة وضحاها مع اقتصاد الدول الكبرى. مواجهة العولة الاقتصادية تحتا 
إلى استراتيجية اسع وه وسريعة»ء ذات بعد قومى تحدد أهدافا ملحة قايلة للتحقيق, فما الذى يمنع مثلا 9 
أن نضع هدف تحقيق الأمن الغذائى من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتى غذائيا(١١).‏ وتشجيع الاستثمار العربى داخل 
المنطقة العربية؟ 
ثانيا- التحدى الثقافى : 


تملك البعض وهم بأن العولمة تعنى إزالة كل الحدود وأشكال التمايز بين الشعوبء وهذا ما تم استنتاجه مبكرا فى 
مقال لانت فوكؤياما تحت عنوان 'نهاية التاريخ' (۱۹۸۹). إلا أنه بعد أربع سنوات بعد ذلك» وفى صیف ۱۹۹۳ء 
صدر مقال أثار ضجة كبيرة تحت عنوان: ”صراع الحضارات' لصامويل هنتنجتون منطلقا من الفرضية الآتية: 'الصدر 
الأساسى للصراعات فى العالم الجديد لن يكون بالدرجة الأولى أيديولوجيا ولا اقتصادياء إن الانقسام الكبير بين البشر 
والمصدر الأساسى للخلاف سوف يكون ثقافيا", وإن الدول سوف تظل القوى المؤثرة فى الشئون الدوليةء ولكن الخلافات 
الرئيسية بين دول العالم سوف تقع بين جماعات حضارية مختلفة؛ إن صراع الحضارات سيكون المرحلة الأخيرة فى 
تطور الخلافات فى العالم(؟١).‏ 


إلا أن الذى جرى خلال العقدين الأخيرين هو تزامن العولة -كمسعى لإزالة الحدود وتحويل العالم لقرية كونية 
تتجاوز الصراعات والحدود الثقافية- مع الانفجار الحقيقى للاحتكاكات بين الشعوب والثقافات على المستوى 
الدولى.حيث تفجرت صراعات جديدة تقوم على أسس ثقافية عرقية وطائفية. وقد تأكد أن المروجين للعولة والمتحكمين 
بآلياتها ينطلقون من اتجاه تبشيرى يعبر عن أنوية حضارية غربية مسيحية. أو مركزية ثقافية يهدف' إلى إذاعة ونشر 
القيم التى تمثل القاعدة المحورية لهذه الحضارة؛ كما يهدف إلى تطوير القيم المقبولة ورفض ونبذ الأشكال الاجتماعية 
غير المقبولة» ومن ثم فالتعاون الدولى يتجه نحو قبول تفسير محدد لبعض القيم وذلك عن طريق عزل وإدانة الدول التى 
تفسر هذه القيم بطرق مختلفةء وقد يؤدى ذلك إلى حرب مقدسة تستهدف فرض مثل هذه القيم باعتبارها قيما 
عالمية"(١٠).‏ وفى ذلك يقول عبد الإله بلقزيز إن العولمة الثقافية ما هى إلا التعبير المكشوف عن السيطرة الثقافية الغربية 
التى توظف مكتسبات الثورة المعلوماتية لهذا الغرض(5١).؛‏ وفى نفس السياق؛ يرى سمير أمين أن العولة طرحت نفسها 
كأيديولوجيا تعبر عن النسق القيمى للغرب على حساب النسق القيمى للحضارات الأخرى(5١).‏ 
وبالرغم من اتضاح حقيقة الأبعاد الخطيرة لعولة ثقافية يوجهها تيار يمينى محافظ ذو نزعة أصولية مسيحية متمركز 
فى سدة الحكم فى الولايات المتحدة -كان وراء الحرب العدوانية فى العراق» وداعما للسياسة العدوانية لإسرائيل 
ومثيرا للفتن ومهددا للاستقرار داخل عديد من الدول العربية حتى الصديقة للغرب تقليديا- فإن هذا التهديد بدلا من أن 
يستنهض الهمم» أدى إلى تكثيف أزمة الثقافة العربية كمنظومة قيمية تعبر عن هوية وانتماء لأمة وتعكس أيضا نمط 
علاقات احتماعية. وأنماط تفكير لم تعد تعيننا على مواجهة التحولات العالمية. ففى كل الأنظمة العربية؛ "التقدمية' منها 
و'الرجعية". تفجرت الصراعات الإثنية والطائفية, وتشجعت ثقافات فرعية على التحول إلى ثقافات مضادة, وانكشفت 
العند من الأفراض الاجتباغية؛ فجديع هذه الأنظمة تشثمل على نفس البنية الثقافية والاجتماعية بغطن النظر عن 
الشعارات الأينيولوجية السطحية(7١):‏ ويات العالم العربى اكثر ضعفا فى مواجهة العولة الثقافية. 
لاشك أن مشاريع الإصلاح ونشر ثقافة المعرفة التى تبشر بها العولمة الثقافية فيها الجيد وفيها الردىء. وإن كان 
٠‏ القول بوجود نوايا غير بريئة عند دعاة عولة الثقافة, فإن المنظومة الثقافية القيمية والعلاقات الاجتماعية فى بلداننا 
دجيل مسئولية كبيرة فى خلق علاقة غير متكافئة مع الثقافات الأخرى. 
للانصافء يجب القول إن ما نسميه الثقافة العربية التى نخشى عليها من الثقافات الغازية باسم العولة» لم تكن 
بال . امثالى الذى يمكن الدفاع عنه. فاللثقفون العرب كانوا يستشعرون الأزمة الثقافية والاجتماعية العميقة التى نمر 
حب ى محاولات عديدة لتجاوز أزمتنا الثقافية والاجتماعية:؛ إلا أنهم اختلفوا حول الآليات والمناهج. وعليهء كنا 
بع محاولات التحديث والإصلاح وهى تنتكس أكثر مما تراكم إنجازات؛ ليس بالضرورة لخلل فى نظريات 
اة أ لأسباب اقتصادية خالصة:؛ بل بسبب -بالإضافة إلى ما سبق ذكره- بنية المجتمع العربى التى هى بنية أبوية 
:وى بت أ إبوية جديدة -كما يقول هشام شرابى- تتميز بالعصبية والنفعية المبنية على الخضوع لمدبر أو راع يتوحد مع 
٠0٠‏ + ال:مطدة للاب فى الأسرة الأبوية القديمة. حيث الأب له حق الحياة والموت على أفراد أسرته. أبوية تفضل 
الصورة د 0 £ 0 
الأسطورة على لعقل: والخطابة على التحليلء والنقل على الإبداع(۷١).‏ 
525757 لل أنظمة ونخب وأيديولوجيا قومية واشتراكية مأزومة؛ حاول التيار الأصولى مواجهة هذا التحدى 


188- السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ۲٠٠٠١‏ - المجلد ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


العولة تجدد تساؤلات عصر النهضة فى العالم العربى 


الثقافى المتولد عن العولةء إلا أن توظيف الأصوليين لأدوات ومناهج عمل تقليدية وعنيفة أحياناء وتشتتهم بين تياران 
وأحزاب متباينة»بالإضافة إلى محاريتهم خارجيا وداخليا؛ قلل من فرص نجاحهم فى الاستجابة لتحدى العو لمة الثقافة 
وقد اعترف بعض أقطاب التيار الإسلامى بأزمة الخطاب الإسلامى. وضرورة أن يتكيف مع عصر العولة ويستوعب ار 
العالم يتغيرء بحيث بات قرية واحدة: فيوسف القرضاوى ينتقد صراحة الخطاب الإسلامى السائد ويقول لزم أهل 
الخطاب الإسلامى أو الدعوة الإسلامية أن يتحرروا فى خطابهم» ويتأنوا فى دعوتهم» ولا يلقوا الكلام على عواهنه, فقر 
غدا العالم كله يسمعهم ويحلل أحاديثهم'(18). 

ومن التنسيظ المتناهى للأمور التعامل مع مفهوم الثقافة اليوم انطلاقا من التعريف الكلاسيكى للثقافة؛ كمجموع من 
العادات والتقاليد وأنماط السلوك المادية والمعنوية التى تميز شعبا عن غيره من الشعوب. هذا التعريف كان كافيا بحر 
ذاته عندما كانت المجتمعات تتحكم بالتنشئة الاجتماعية؛ ولم يكن للمؤثرات الخارجية تأثير كبير على البنية الثقافية. ولكن 
فى ظل الثورة المعلوماتية, وهذا التدفق الهائل للأفكار والقيم وأنماط السلوك عبر الفضائيات وشبكات الانترنت بأساليرٍ 
مشوقة ومغرية وسهلة الوصول إليهاء لم تعد الثقافة نتاجا وطنيا خالصاء ولم تعد لا النظم السياسية والاجتماعية ول 
البنى التقليدية قادرة على التحكم بالتنشئة الاجتماعية؛ وبالتالى بمصادر ومغذيات الثقافة الوطنية. ولذلك عند الحدين 
عن تحدى العولة الثقافية, يجب عدم تجاهل الثورة المعلوماتية ومن يتحكم گن إنتاجها تقنيا وفى محتواها ثقافيا 
وأخلاقياء وهذا يتطلب -كما يقول فريدريكو مايور المدير السابق لليونسكو- تحويل العلم إلى ثقافةء ولا داعى للتذكير 
بالتجارب الآسيوية فى هذا المجال. 

ثالثا- التحدى السياسى : 

سواء اتخذت اسم الشرق الأوسط الكبير أو المشروع الأمريكى للإصلاح أو التحديث السياسىء فكلها تداعيات لا 
يمكن تسميته بالعولمة السياسية: أى محاولة نشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن بالطبعة الأمريكية. وما سبق 
أن قلناه عن التسديين السابقين يصح فى هذا السياقء والسياق هنا هو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسانء فما كان 
هذا لا يعنى منح شرعية للمطالب الأمريكية أو القول إن أمريكا جادة فى سعيها لنشر الديمقراطية. حيث من بأصحاب 
وكانت هذه الأخيرة تسکت عن ممارساتهم المتناقضة للديمقراطية, وانقلابها عليهم يعود لعدم قدرة هذه الأنظمة على 

إن ضعف الممارسة الديمقراطية فى بلداننا هو ما جعل خطاب الديمقراطية الذى تروجه العولة الثقافية مسموعاء وهو 
تأسيس المجتمع الصالح باعتبار أن نظمنا ومجتمعاتنا غير صالحة سياسيا. ودون الإطالة. حيث إن البعد السياسى 
للعولةمى الشخل الشاغل المظفين والسياسيين اليم يعد طرح أمريكا لمشروعها المسمى الشرق الأوسط الكبير؛ يجب 
الإقرار بأن نظمنا السياسية بل وثقافتنا أيضا غير متصالحة مع الديمقراطية إن لم يكن تناصبها العداء» ونعتقد أن 
أسباب غياب الديمقراطية فى مجتمعاتنا تعود للأسباب التالية: 

=١‏ غياب نموذج عربي إسلامي للحكم الديمقراطى يمكن الرجوع إليه واستلهامهء وهذا الغياب يمس الحاضر -كما 
يمس الماضى- بالرغم من محاولات البعض مضاهاة الشورى الإسلامية بالديمقراطية. 

-١‏ ندرة المفكرين الديمقراطيين المتنورين, فى مركز القرار السياسى أى فى مركز التأثير على أصحاب القرار: 
والقادرين على بلورة رؤية أو مشروع يربط ما بين عالية الفكرة الديمقراطية والخصوصية الاجتماعية العربية الإسلامية, 
حتى إن إسهامات مفكرئ النهضة العربية فى أوائل القن الغشرين لم تتكس بشكل جدى ولم يين عليها أو تطور. وفى 
أفكار كانت من الخصب والغنى ما يؤهلها لتكون نواة مشروع حضارى ديمقراطى عربىء إلا أنها ووجهت بمعارضة من 
تيارات شتى: قومية وعلمانية ودينية وثورية. 

؟- غياب ثقافة الديمقراطية 0 3 5ك امسا واک ثقافة أيضا. ما يحدث فى العالم العربى هو أن 
خلق المؤسسات الديمقراطية سبق نشر لفكر الديمقراطى -عكس ما حدث فى الغرب حيث مهد فكر عصرى النهضة 
والتنوير لتأسيس النظم النسبقراطية ومن هنا نجد تعارضا بين الثقافة الجماهيرية السائدة التى هى إما أصولية دينية أو 
ثورية انقلابية أو ديكتاتورية من جهة؛ والثقافة الديمقراطية من جهة أخرى. 

-٤‏ عملية الاستقطاب الدولى سياسيا وأيديولوجيا فى ظل النظام ثنائى القطبية أظهرت وكأن الديمقراطية هى خاصية 


N Î Na‏ يوليو 1...0 - المجلد ١6" ٤.‏ کد 


Scanned by CamScanner 


e linin ل سن الست ا سس‎ ٠ 


د. إبراهيم ابراش 
ي دئة امبريالية. ويالتالى نظر ١‏ 'عء م٠‏ الفماذة ااه “¬ 5 SS.‏ 
pra 2‏ 2 ع “سيلو من الثقافة الغربية الاستعمارية؛ وأن مقولاتها والمطالبة بتطبيق هذه المقاولات 
ام 7 2 على يم السطين والخطر الصهيونىء بحيث كانت الأنظمة؛ ومعها الأحزاب السياسية؛ تعتبر 
أن الخطر الآنى والمباشر ليس الفقر أو انتهاك حقوق الإنسان ولا الأمية ولا غياب الديمقراطية؛ ولكنه الخطر الصهيونى, 
وان المرحلة تستوجب توحيد كل الجهود ESAS : RSE‏ 5 ين 
۱ 5 من أجل الوحدة وتحرير فلسطين. وهكذا باسم فلسطين» صودرت الحريات, 
وتفاظمت المعتقلات:وطوزد. الأخرار؛ وجهل الجماهين. وازذان الفقراءشهرا وازداد الأغتياءغتى: وكات التد :ب 
فلسطین حررت» ولا الأمة وحدت, ولا التنمية أنجزت. ع 
إذن على العقل السياسى العربى أن يعيد النظر فى معقولاتهء بمعنى أن نعيد النظر فى ثوابت فكرية لم تكن 
الديمقراطية أحدهاء وان نجد للفكر الديمقراطى مكانا فى ثقافتناء ليس فقط فى ثقافة النخبة السياسية بل فى الثقافة 
الجماهيرية. لأن الديمقراطية هى عمل شعبى ورسهى: فإن لم :تكن الجماهير مشبغة بالفكر الديمقراطى ومستعدة لدفع 
استحقاقات التحول الديمقراطى, فلن يكتب للديمقراطية النجاح. 
ونؤكد مرة أخرى أن العولمة السياسية (خطاب الديمقراطية وحقوق الإنسان) كفروع العولمة الأخرى لا يجب تجريده 
من الايديولوجيا والتعامل معه كفرصة سانحةء ولكن فى نفس الوقت يجب عدم التعامل معه كخطر بالمطلق. المطلوب هو 
التعامل معه كتحد لنظمنا السياسية ولثقفينا وللنخبة السياسية بشكل عام. والتعامل معه كتحد يعنى أن نتجاوب مع 
ثقافة الديمقراطيةء ونعيد النظر فى مؤسساتنا ونظمنا السياسيةء ولكن ليس بما تريده أمريكا أو غيرهاء بل بما يتوافق 
مع خصوصياتنا وطبيعة المرحلة التى نمر بهاء فنوفق بين استحقاقات الديمقراطية من جهةء وبعض ثوابت ثقافتناء مع 
تحديد للأوليات. ونعتقد أن خطاب الديمقراطية المرتبط بالعولة يتيح فرصة للتيار الديمقراطى الحقيقى فى عالمنا لإحراج 
الأنظمة غير الديمقراطية من جهة؛ وللتخلص من أنماط سلوك وتفكير معيقة للنهج الديمقراطى من جهة أخرى. 
الخاتمة : 


يمكن القول مجددا إن العولمة تشكل تحديا متعدد الأبعاد. فما دمنا غير منتجين لها ولا فاعلين فيها إلا بأضيق 
الحدودء فما علينا إلا استنهاض الكامن أو المتبقى من إمكانياتنا الثقافية والاقتصادية لجعل وقع العولمة اقل خطرا علينا 
ولتوظيف العناصر الإيجابية فيهاء ونعتقد أن العرب -على الرغم من كل مظاهر السلبية البادية على أوضاعهم- قادرون 
على دخول عصر العولمة بثقة اكبر لو أعادوا إحياء المشاريع الوحدوية السياسية والاقتصادية ولكن على أسس جديدة 
ويرؤى جديدةء بإضفاء البعدين الديمقراطى والاقتصادى على هذه المشاريع. 

الواقع الدولى الراهن» الذى تشغل العولمة معظم تفاصيله السياسية والاقتصادية والثقافية. هو مجرد لحظة عابرة فى 
تاريخ تطور المجتمعات وصيرورة النظام الدولى» وبالتالى فهو ليس قدرا محتوما أو نهاية التاريخ . لاشك أن الدول 
المهيمنة. خصوصا الولايات المتحدة» وجدت فى انهيار المعسكر الاشتراكى وما ترتب عليه من انكشاف أنظمة دول العالم 
الثالث وخصوصا منها ذات السياسات المعارضة للسياسة الأمريكيةفرصة تاريخيةء وواقعا تستطيع من خلاله تأمين 
مصالحها الاقتصادية راهنا وعلى المدى البعيد» ومحاصرة البؤر التى تستنهض سياسات معادية لها (ما تسميها 
الولايات المتحدة بؤر الإرهاب)؛ إلا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ورقة التوت التى تخفى هذه التطلعات الهيمنية وتحافظ 
على 250 تها كملتزمة بالشرعية الدولية وبالقيم والأخلاق التى يرتضيها المجتمع الدولى ودول العالم الحرء وورقة التوت 
هنا هى العولمة. 

لا غرو أن الإمكانيات الراهنة للمجتمعات العربية والإسلامية لا تسمح لها بمواجهة تيار العولمة الجارفء ولكن يمكن 
لومي ا أمتهم لتنوير الرأى العام بحقيقة العولة. وإن كانت فئة من المثقفين العرب تعاملت مع العولمة بنظرة 
المستشرقين مما يجوز نعتهم ب (المستشرقين الجدد) وفئة أخرى تعاملت معها على خلفية نظرية المؤامرة(19١)»‏ فإن فئة 
ثالئة م٠‏ المثقفين استطاعت أن توازن ما بين المقاربتين» فتتجنب مغالاة الطرفين السابقين بالاعتراف بأن هناك ايجابيات 


يمكن الاستفادة منها وجاك عفار يجب تحير هدا ودا ما سا ونی ية 


- 10۷ ¬ السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠.٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


العولمة تجدد تساؤلات عصر النهضة فى العالم العربى 


الهوامش : 





-١‏ برتراند بادى. الدولتان: الدولة والمجتمع فى الغرب وفى دار الإسلام. ترجمة نخلة فريفر. المركز الثقافر 
العريى: الذان اليش نة 

...٤ محمد حسين أبوالعلاء ديكتاتورية العولة: قراءة تحليلية فى فكر المثقف» مكتبة مدبولى» القاهرة‎ -٣ 
خی‎ 

فى تقرير صادر عن البنك الدولى جاء فيه: أنه فى منتصف السبعينيات. كان المستوى الاقتصادى والمعيشى 
لكوريا الجنوبية موازيا لحال دول عربية كمصر والمغرب, ولننظر اليوم للهوة الكبيرة التى تفصل كور 
الجنوبية عن مصر والمغرب. 

- انظر حول الموضوع: تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام .”٠.7‏ الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 
والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى. 


4- Dunis Duclos, La cosmocratie,nouvelle classe plametaire ,Le monde di- 
plomatique, Aout 1997, p.14. 


> بول كيركبرايد وكارين ورد. ترجمة هشام الدجانى. العولة: الديناميكية الداخلية. مكتبة العبيكان. الرياض. 
Tats‏ ص۲۹ 


ا ان ی العربية فى تونس التى أنهت أعمالها يوم ۲١‏ مايو ۲٠٠٤‏ والملاحظ أن توجه القمة هذا 
2 ف كنود على مطالب الإصلاح التى تضغط بها الولايات المتحدة الأمريكية على النظم العربية. وخطاى 
إصلاح التى تطرحه الولايات المتحدة هو جزء من محاولة فرض العولة بالمنظور الأمريكى. ۰ 
اد قد يعن لليعض تقتيد نذا الرأى بواقع التجربة الصينية. حيث تحقق الصين اعلى معدل للتنمية فى ظل غياي 
شروط الديمقراطية الليبرالية, ولكن يجب التنبيه إلى ان ما حقق هذه التنمية ليس استبداد الحزب الشيوعى 
بل ثقافة وقيم وشروط موضوعية ودولية مواتية بالإضافة إلى التحولات المهمة ال ١ل‏ ؛- Ea‏ 
i FE‏ إلى التحولات المهمة التى طرأت على نظام الحكم فى 

5 ال- - ١‏ دنه - 5 ¥ ۰ هھ - 
بع اقا ل لديم العواة يمكن الرجوع إلى: شوقى جلال (الصين وكوريا الجنوبية: التجرة 
واكواجهة في عصيج لعولة) ورد فی مؤلف جماعی بعنوان الدولة الوطنية وتحديات العولة ف الوط ال ٠‏ 
لمركز البحوث والدراسات الإفريقية بالقاهرة. ومركز الدراسات والبحوث الاست اد < يد 6 
کا دبوا القاهرة. 7" ۰ ص۲۲۵ ر سىر ديجية بلزمسوة فتكي أت 


١ : 2 أ‎ 1 1 ٤ 1 1S El ۷ nth Impr 25 
8- Max Webe ١ he 01 5 


: : London, 1971. 

sion, George Allen ,Unwın Ltd, ِ ا‎ ٠ 

9- يزيد صايغ: العولمة الناقصة التفكك الإقليمى والليبرالية | ف فى لتقل عد في غ ظ 

الإمارات للدراسات والبحوث الأستراثيجيةء العرر e‏ فى الشرق الأوسط دراسات عالمية. مركز 
-٠‏ حسب تقرير التنمية الإنسانية العربية لعا ۰ ‘a‏ 

ٍ د ۽ 2 3 م ۲ ٠‏ فمن أصل ٠۰‏ أل 20 3 ۶ 
فی العام الدراسی ۱۹۹۱/۱۹٩۰‏ يقدر ان نحو ۲١‏ هاجروا إلى ١‏ حا a a‏ 
وما بین عامی ۱۹۹۸ و۲۰۰۰ غادر آکثر من ٠١‏ ألف طب قربي إلى الغا لية ودول السوق الأوروببة 
اا . ٠‏ د 


+ 3 و أاحصاءات حديثة الخخمة د ةّ‎ =١ 
وفق !ا ن التجارة العالمية.يعتمد العالم الء لذا‎ 
حتياجاته من الزيون‎ 


6 ياسة الدولية اله ١‏ يوليو ۲۰۰۶ المجلد -١68- +١‏ 


Scanned by CamScanner 


1 


ل سيم زد يحت 


ا و س ر 


د. إبراهيم ابراش 


- ف . لقاء داذ د د‎ -١١ 
فى داوس في يكايق 6م تراچ مرق بیشن اتی عن ری السابقة عندما لمس التوظيف‎ 


السيئ لهذه الأطروحة 0 ل ٠.‏ 2 : 3 4 8 
١ |‏ راك ار من طرف ليمين المتشدد فى الولايات التحدة وصرح بان حدینه عن صدام 


الحروب التى تقوم بها الولايات المتحدة ضد الشعوب الأخرى. 


-١7‏ ديكتاتورية العولة, مرجع سابق» ص1540. 


قاو الإله بلقزير ٠‏ العولمة والممانعة: دراسة فى المسألة الثقافية. سلسلة المعرفة للجميع؛ عدد ٤‏ (فبراير 
6 ). منشورات رمسیس» الرباطء ص۲٥‏ . | 


6- سمير أمين» تحديات العولةء مجلة شئون الشرق الأوسط مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق, 


ا عبد الله حمودىء, الشيخ والمريد: النسق الثقافى للسلطة فى المجتمعات العربية الحديثة. ترجمة عبدالمجيد 
جحهفه» دار ويقال للطباعة والنشرء الدار البيضاءء 86 ص۲۲۸ . 
۷- حول تحليل بنية المجتمع العربى عند هشام شرابىء يمكن الرجوع إلى : 


- هشام شرابىء النقد الحضارى للمجتمع العربى فى نهاية القرن العشرين» مركز دراسات الوحدة العربية. 
بیروت» »۱۹۹٩‏ ص۷۷ . 


1/۸ يوسف القرضاوى, خطاينا الإسلامى فى عصر العولةء دار الشروق» القاهرةء لك ص٤٥‏ . 


۹- إبراهيم أبراشء نظرية المؤامرة ما بين التهويل السياسى والتحليل العلمى» جريدة الاتحاد الاشتراكى 
المغربية» ۲۲ مايو .٠٠٠٠١‏ 


- ۱0۹ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المتجلد ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


ہے :ازرے ب الےرلے 


0 
من المعلوم أنه 


وقت ميلاد هزه المجلة 
العتيدة, مجلة السداسة 
الدوليةء كانت الظاهرة 
الارهابية قليلة الحدوث, 
دوليا وداخليا. أما الآن, 
وقد بلغت المجلة سن 
الفتوة, بوصولها إلى 
نهاية العقد الرابع من 
حياتها الزاهرة؛ فقد 
تعقدت وزادت تلك 
الظاهرة زيادة كبدرة, 
وتعددت صورها 
وأشكالها, وتغايرت فى 
معناها ومبناها. 


د. أحمد أيوالوها 
ETT‏ 


فقد بدأت الظاهرة بداياتها الحقيقية -حديثا- فى صورة اختطاف بعض 
الطائرات المدنية؛ إلا أنها مالبثت أن اتسع نطاقهاء وأصابت العديد من 
الأشخاص والأشياء. وأصبحت آثارها خطيرة ومدمرة خصوصا بالنسية للحداة 
البشرية والسلامة الجسدية للأشخاصء فضلا عن الممتلكات والأموال " 

ومن المعلوم أن أى مجتمع منظم يهدف إلى توفير الأمن والأمان للأفراد 
والجماعات الموجودة فى نطاقهء ويقتضى ذلك أن يكون حل أية مشكلة بالوسائل 
والطرق الشرعية التى يضعها هذا النظام القانونى تحت تصرف أفراده. معنى 
ذلك وأثره اللازم استبعاد كل صنوف الارهاب التى تمثل خروجا على الشرعية 
د إهدار اللقو اعد القانو نية: وبالتالی سيادة التحكم بدلا من سيادة القانون, 
ماران القول بعكس ذلك يؤدى إلى انتقال مركز الثقل إلى صالح الفوضى 
والاستبداد اضرارا بالأستقرار والأمان. 


وأعمال العنف قد تو : 
١‏ فد تؤدى إلى ردود فعل على الصعيد الداخل ١‏ 

عه الدولى: و الصعيد الداخلى مثلا 'خصوصا فى حالة 6 0 
أو عتعاز الرهائن قد يدفع ذلك إلى التدخل لانقاذ الرعايا وهكزا, فقد تدخلت 
3 جا في زائير مثلا عاي ۰ و514١‏ لانقان السكان ذوى الأصل الأوروبى 
من ّ ل الفوضى الداخلية. والأمر كذلك على الصعيد الدولى "مثال ذلك تدخل 
حب ی ا عنتیبی عام ۱۹۷٩‏ وتدخل .> قو قيض ا 
رناكا' وفشل الغارة على طهران لتخليص الرهائن عام ١91/9‏ 7 ۰ 
ْ وتشير 0 الإرهاب الدولى العديد من المسائل, أهمها تلك الخاصة 
52006 بابها وأنها تشكل اعتداء د هريا على حقوق الإنسان والشعوب 
ب 1 ايه ا - فى القانون الدولى القاس ٠‏ كذلك تير 
ا ولى سياسة الكيل بكيلين فى إطار الإرهاب الدولى. وتدويل 

هره اإرهاب» وكيفية مواجهتها. 7 

u at RE‏ الارهاب الدولى؛ هناك خلافات شديدة بين الدول. 
خصوصا بالنسبة لتكييف استخدام القوة المسلحة للتحرر من السيطرة 


FY BT Î 5‏ القانون ١‏ 1 َ 
و ذ ورئيس قسم قانون الدولى اعام, كلية الحقوق, جامعة القاهرة . 


: د کنو العدد ١١١‏ بوليبو 


Scanned by CamScanner 


٠١ المحلد‎ Kê 


ب 


د. أحمد أبو الوفا 


We all say 


0 


١‏ جك FF‏ سوم سد بيهر ب 
SCN En 0‏ ج 1 
ی لا ل لن E‏ ټپ 
کی ب سک واا ا 


4 
كبويع 





الاستعمارية أو الاحتلال الحربى. إذ تعتبر بعض الدول -بغير حق فى رأينا- ذلك من قبيل الأعمال الارهابية. وهكذا لا 
يوجد تعريف واحد مقبول علميا للظاهرة الارهابية. لذا يجب أن ينصب التركيز أكثر على ماهية الجريمة وليس على 
الخلافات بخصوص تعريفها . ويمكن؛ بإيجازء القول إن عناصر تعريف الارهاب الدولى هى: 

-١‏ استخدام عنف غير مشروع دوليا؛ 1- أن يكون القصد من ذلك إلقاء الرعب فى روع الناس وصولا إلى هدف ماء 
عمل ارهابى (إذ ليس كل عنف يولد رعباء يعد ارهابا. ولاشك أن هذا العنصر يميز الارهاب عن غيره من جرائم العنف 
محمية دوليا. 
حصرها نهائياء وإن كان أهمها يتمثل فى الأسباب الآتية 'وهى إما أن تكون أسبابا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية": 

- احتلال الأراضى وضمهاء وإخضاع سكانها للسيطرة الاستعمارية. 

- تطسدة سداسات التمييز والفصل العنصرى أو الأبارتهيد. 

د لشفل ق الشئون الداخلية للدولة. 

Û يلد‎ | : 2 . 

- مساندة بعض الدول لنظام غير شرعى. 

0 علا الوا3 أفراد معينين» أو على مجتمعات أو دول. 


انتهاك حقوق الأفران والشعوب. آى الاعتداء على اموال ومصالح الدولة أو رعاياها فى الخارج. 
0 ۰ 5 


ونه ١‏ لفقر 2 ١‏ نضس» واليؤوس. 
9 وو شيل ص الدول أو المنظمات الدوليةء مثال ذلك: الكيل بكيلين أو الأخذ بمعيارين» 
- إننا سات غير عادله من قبل بحص کر ين بج 
باع سيا 5 انتهاكات حقوق الإنسان حماية لنظام معين ... الخ. 


TT 0‏ ى الدولى يمكن إرجاعها إلى حقيقة واحدة: هى الشعور بالاحباط ذلك أنه على أثر 
كذلك فإن تفسير 0 الخيالى- يمكن أن يتولد العنف الذى هو -فى ذاته- تجسيد لعدم الحصول على الحقوق 
الشعو, FT.‏ رعيتها. فالارهاب هو إذن -فى هذه الحالة- بديل للحوار أو هو على الأقل رد فعل 
ال يلفط جك عب ا أن يكون الحوار هو البديل أو الترياق 17110016 لأى عمل ارهابى. 
ان 1 4 د کا ۰ کي 


- 9151 السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


ظاهرة الإرهاب الدولى 


ومن المعلوم بالضرورة أن ظاهرة الارهاب الدولى تشكل اعتداء خطيرا وجوهريا على عدو ادن وما يترتب 
ذلك من آثار خطيرة. كلها فى الحقيقة آثار سلبيةء لأنها تحرم الكائن الفرد من الكدير UE‏ لچس والمعنوية 
والمالية والنفسية والحياتية. اي 013 ري (ز i ente a N A‏ 
مخاطر الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين أىء أخيراء ظاهرة تسونامى التى خدثت مؤخرًا فى قارة آم oh‏ أيضا 
كافة صور التدمير التى يرتكبها الأفراد أو الدول, والتى يأتى فى مقدمتها الأفعال والتصرفات الارهابية. 1 إذن نوع 
من الشعور العام بعدم الأمان فى المجتمع الدولى المعاصرء وكذلك فى العديد من المجتمعات الداخلية» بسبب لخوف من 
وقوع أعمال ارهابية. 

إذ منذ بدء الخليقة وأعمال العنف أو الارهاب تمارس على صعيد الكرة الأرضية. فالارهاب إذن قديم فى جذوره قدم 
الأزل والتاريخ. فيوم أن طغى الانسان على أخيه قتل هابيل قابيل. وقد صور القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: فطوعت لل 
نفسه قتل أخيه". ومن الغريب أن كتن اامحاد ين الأنواع الكايلة جنا من الكاتكا: السية التي ندري على بي جار 
وتدمر -بيدها- من هو مماثل لها ومن نفس طبيعتها. وهو مالا تجرؤ الحيوانات -فى الغابة- على ريع 
بعضها فى سلام وتتعاون فى سبيل البقاء معا. بينما يترتب على الأعمال الارهابية تعريض عدد لا حصر له من بنى 
البشر و الأموال"' لمخاطر العنف غير المميز. 

ولاشك أن من حق كل شعب ألا يتم الاعتداء على الأفراد المكونين له 'سواء كانوا أفرادا عاديين أو ممثلين يتمتعون 

بصفة رسمية كرؤساء الدول والحكومات والممثلين الدبلوماسيين والقناصل'» بالتطبيق لمبدأ نؤيده وننادى به وهو مبرا 
حق كل شعب فى سلامة أعضائه". وينطبق هذا أيضا على الأشياء والأموال التى قد تكون هدفا لأعمال ارهابية 
بالتطبيق لمبدأ 'حق كل شعب فى عدم الاعتداء على أمواله". 
وعلى ذلك فالارهاب الدولى يعتبر انتهاكا لحقوق الشعوب الجماعية "أى بالنظر إلى المجموع" وكذلك حقوق الشعوي 
الفردية "أى بالنظر إلى الوحدات المكونة لها أو الأموال الخاضعة لسيادتها". 

كذلك فإن الارهاب الدولى يتعارض والعديد من المبادىء المسلم بها حالياء وأهمها: 

- مبدأ عدم التدخل فى الشئون التى تعد من صميم السلطان الداخلى للدول. 

”- مبدأ تحقيق السلامة والسكينة والطمأنينة فى ربوع النظام الدولى الحالى وهو مبدا يمثل الغاية النهائية لأى 
نظام قانونى”". 

غ- ميداً احترام السلامة الجسدية للأفراد وكذلك احترام الحقوق المكتسبة للأفراد والدول والجماعات "وهى التى 
تشكل الموضوع الذى ينصب عليه الارهاب". 

4- المبدأ الأساسى الذى يحكم سلوك الدول, وهو مبدأ "ضرورة امتناع الدول عن ننظيم وتشجيع وتمويل أى عمل 
من أعمال الحرب الأهلية أو الارهاب فوق أراضى دولة أخرى, أو ق تتسامح بأن يوجد فوق إقلى | 5 ل 5 .- بهدف 
ارتكاب مثل هذه الأفعال". ويهدف هذا المبدأ إلى عدم اعاقة المجرى العادى للعلاقات الدولية. ؛ 
بمعيارين» أو سياسة اللغة المزدوجة أو المعايير المزدوجة فى تكييف والتعامل مع الظاهرة a‏ ار E‏ 
للعيان لا يحتاج لأى تفصيل أو بيان: إن من المعلوم أن مواقف الدول والأشخاص وكذلك رد كفا ea‏ 
قد يختلف لدى البعض عنه لدى البعض الآخر. وهذا امر متصور ومتوقع, لأن تقييم او تقدير الوم ها يقلن هن 
شخص لآخر أو من دولة لأخرىء باعتبار أن ذلك يدخل فى طبيعة الأشياء. غير أنه من الملاحظ في ؛ ال كشيرة- 
صدور هذه المواقف استنادا إلى اعتبار ات شخصية بحتة تستوحى أساسا من أيديولوجيات امات ا اا 
سياسية تجعل المنطق والقانون فى المقام الثانى. 000 5 

إذا كان يجب على الدول آلا تلجأ إلى القياس بمغيارن: أو ! 59 

وإذا کان يجب 2 فى "لياس بمعيارين أي الكيل بمكيالين فی اسار آل و دف 
الواقع الدولى الى يذهب إلى عكس ذلك تماما: فهناك بعض الدول تعتبر إل ٠‏ < ارهاب الدولى, فإن 0 
بینما فی حالات اخری تعتبرهم "أبطالة. وهناك بعض الدول تؤيد دولا بعينه) - >" +2 مجرمين فى بعض الحالات 
.- فی ۰ انا لاشك 2 ذلك ؟ ا ر 5 فعالا ارهابية فاضحة, وتذهب حتى 
اکا امات ال ا ا ی و ےک ا 
و 2ه 4 - أ ج ےد ا خُ 200012 55 4 ج 
تيح جر اساسا لي مسن ا 2-7 التغيرة- أن نصل إلى القضاء على ظاهرة 


السساسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ۲٠.٠١‏ - المجلد ٤١‏ - ۱۲ - 


Scanned by CamScanner 


عدد الدول الأطراف في الاتفاقيات والصكوك العالمية ذات الصلة بالإرهاب 











ت as TIT mm tal‏ 
ا ا س حم أ 
لدا ل ب 
0 بے 
يي يي 02 822 
ا و 
سي هي 53 
سيا و7756 2 ه 
ي و 3 
د و د 
ل NS‏ في 
ا ڪڪ کے 3 
و طلم 2 
ال تي ا تت ل EN.‏ 
وس بي دي 
a‏ 
س ا ل سل 4 
r 202 |‏ 
ب ب يي ا 
1 ل 


۹ 


(ik + 





\ 


اللي س 
٥ 1١٠ ١6٠‏ 


ل] حتى أبريل ٠٠٠١‏ [#] في تاريخ استهلال المشروع العالمي في أكتوبر ٠٠١7‏ 
الدول الأطراف 

أ- الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب ١4199‏ 
ب- الاتفاقية الدولية لقمع الهجمات الإرهابية بالقنابل ١151‏ 
ج- اتفاقية بشأن تمييز المتفجرات البلاستيكية بغرض كشفها ١119‏ 
د- بروتوكول قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة المنصات 
الثابتة القائمة في الجرف القاري. 
ه - اتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة 
البحرية ١988‏ 
و- البروتوكول المتعلق بقمع أعمال العنف غير المشروعة في المطارات 
التي تخدم الطيران المدني الدوليء والمكمّل لاتفاقية قمع الأعمال غير 
المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني ٠۹۸۸‏ 
ز- اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية ١9148٠‏ 
ح - الاتفاقية الدولية لمناهضة أخذ الرهائن ۱١۹۷٩۹‏ 
ط- اتفاقية منع وقمع الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية 
دوليةء بمن فيهم الموظفون الدبلوماسيون ١1177‏ 
ي- اتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران 
المدني 1۹۷۱ 
ك- اتفاقية مكافحة الاستيلاء غير المشروع على الطائرات ٠۹۷۰‏ 
ل- الاتفاقية المتعلقة بالجرائم وبعض الأعمال الأخرى المرتكبة على متن 
الطائرات ١957‏ 











NY —‏ ¬ السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠.٠‏ - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


ظاهرة الإرهاب الدولى 


فظاهرة الارهاب الدولى تتطلب إذن قدرا من الموضوعية التى يجب ألا ينفك عنها أى موقف للدول» محاباة لدولة مىن أ 
أى أفراد أى مجموعات من الأفراد. ا 
ولا جدال فى أن الخاصية الظاهرة لأفعال الارهاب الدولى الآن هى تلك التى تتمثل فى تدويلها. ويبدو هذا التدويل ٍ 
واضحا فى: 1 
- التحضير والاعداد والتخطيط للجرائم الارهابية التى سترتكب فى دولة غير تلك التى سيتم ارتكابها فوق اقليمها. 
- اتخاذ مأوى أو ملجأ فيما وراء حدود الدولة التى تم ارتكاب الأفعال الارهابية فيهاء بما فى ذلك نقل الأسلئ 
المستخدمة من دولة إلى أخرى. 
- القبض على مرتكبى الأفعال الارهابية فى دولة غير تلك التى ارتكبت فيها. 
- لجوء العديد من الدول؛ عن طريق أجهزتهاء إلى ارتكاب أعمال ارهابية. 
8 والصورة المتصورة فى ذهننا لارهاب الدولة تتمثل فى قيام أجهزة المخابرات التابعة لها بوضع ألغام أو قنابل داخل 
إقليم دولة معينة بما يؤدى إلى موت عدد من الأشخاص,» أو قيام أجهزة رسمية تابعة للدول باغتيال بعض المسئولين ار 
اا فى دولة أخرى أو تصفيتهم جسدياء أو قيام الدولة بذلك عن طريق غير مباشر عن طريق تمويل بعض الأشخاص 
وتوجيههم لارتكاب أعمال ارهابية داخل دولة معينة أو ضد أشخاص معينينء ويتميز ارهاب الدولة بأنه ذو طبيعة سرية 
وغير معلنة, ذلك أن الدولة المتورطة عادة ما تنكر أى صلة بينها وبين الأعمال الارهابية التى تم ارتكابهاء وإن كان ليس 
هذاك ثمة ما يمنع من ارتكاب الدولة لأعمال ارهابية علانية وذلك من خلال استعراض غير مبرر للقوة واستخدامها لقي 
الناس أو التنكيل بهم من أجل القاء الرعب فى قلوههم: مثال ذلك المجازر التى ارتكبتها إسرائيل فى حق الشى 
الفلسطينى خلال الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى). ش 
5 ولا جرم أن مواجهة الظاهرة الارهابية أصبحت من أعقد المشاكل التى تواجه المجتمع الدولى, وتتمثل فعالية مكافحة 
أية ظاهرة غير مشروعة فى مدى ما يوجد من وسائل تعمل على مكافحتها والقضاء عليهاء أو على الأقل الاقلال من 
- اتخاذ إجراءات فعالة ضد الدول التى تعتدى على حقوق الانسان والشعوب. 
- إنشاء محكمة جنائية دولية دائمة. وفعلا تم اقرار النظام الأساسى للمحكمة فى مدينة روما سنة ٠۱۹۹۸‏ 
- عدم الاستجابة لمطالب الارهابيينء وبالتال اد عدم الا هة : 
ج جاب ب الارهابیینء ويالتالى اتباع سياسة عدم التنازل No Concessions Policy‏ .- ٍ 
اللجوء إلى أفعال الارهاب وسيلة لتحقيق مآرب معينة. مك 
- اهتمام وسائل الإعلام بالتركيز على خطورة الارهاب الدولى وآثاره المدمرة. 
- اتخاذ الاجراءات الجماعية لعزل الدول: التى بسلوكها الثابت و المطل د -ء ١‏ 
1 : : والمطرد» تشجع الارهاب الد ق مياشر أ 
کنر ای ولى بطريق مباشر أ 
- محاكمة مرتكبى جرائم الارهاب الدولى بأشد العقوبات. 
- تقنين جرائم الارهاب الدولى. 
- تقرير المسئولية الدولية الجنائية لمرتكبى أفعال الارهاب الدولى دولا كانوا أو أفرادا. 
ت اققا على الأسيات القحتية أو الداففة إلى الارهان آل کا 
القضا ا بار u‏ 2 لدولى وذلك باتخاذ كل ما يلزم لتلافيها. 
الواقع أن كل ما تقدم يبينء نظرا لأن الظاهرة بية عابرة IE‏ 
والواقع ان م يده ره بيا عابرة للحدود, ضرورة التعاء . ٍ 4 
على مرتكبى الأفعال الارهابية ومعاقبتهم, كوسيلة مهمة ولازمة لمحارية الارهان 66 ا 0 1 
الارهاب الدولى يفترض إذن تعاونا دؤوبا وواعيا بين الدول. ومن عجائب القدر أن E e e‏ 
أندولية المددكة تدويل: الانشتطة الاسرائمقة والارهابية .اذا كاج ہے ا يكون أحد مظاهر تدويل العلاقاد 
تقبلا. فإن السبيل الوحيد لتقليله يكون بزيادة التعاو: امك لانت أن الارهاب وأعمال العنف لن تقل فى كثافتها 
مسيتفيلا. فإن السبيل اوخید و بون بع 5 دان فى .هذا المجالة. على اساس أن اية رواة ف ر تستطيع أن 


| 
| 
ا 
| 
| 
| 
| 
ا 
| 


السداسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ٠٠.5‏ - المجلد -١58- ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


د. أحمد أبو الوفا 


تقضى الآن بمفردها على الارهاب. 


على أن التعاون الدولى فى مجا مكافحة 1€ . . 
اة وة كن السمعد ا ل ف ا کی کہا رو اھ ایی ا گے رر ہی 
؟ 7 5 يد من الاجراءات التى تساعد على القضاء على هذه الظاهرة, مثل ؛” 2 
e ¥‏ : 
تعديل النصوص التشريعية الداخلية لتتلاءم مع الاتفاقات الدولية فى هذا المجال. 
"- تنفيذ الالتزامات الدولية -: 
تنفين: الالتزامات الدولية في مجان الارهاب ومحاكمة مرتكبى الأفعال الارهابية- بحسن نية. 
”- منع تكوين جماعات | ف 5 (ه 5 
عات ارهابية قوق الليمهاب:وكدّلك مم الج | ت الارهابية فى اة 
الانطلاق إلى ارتكابها فى اقليم دول أخر چ لكك E E‏ 
-٤‏ تشديد العقويات الت تة 
تشديد العقوبات التى توقع على مرتكبى الأفعال الارهابية. 
-٠٥‏ الانضمام إلى الاتفاقات الرءلة ا -- 
لعام i ۱۹٩۳‏ قت الدولية التى تقيم نوعا من التعاون الدولى فى مجال مكافحة الارهاب» مثل اتفاقية طوكيو 
ایر بالجرائم» وغيرها من الأعمال التى يتم ارتكابها على متن الطائرات» واتفاقية لاهاى لعام ٠۹۷۰‏ 
الخاصة بالقضاء على الاختطاف غير |1: چ ¥ e E LAL e‏ 
as RS‏ “ف غير المشروع للطائرات» واتفاقية مونتريال لعام 141/١‏ المتعلقة بالقضاء على الاختطاف 
غير مشروع ئرات» والاتفاقية الدولية الخاصة بالقضاء على التفجيرات الارهابية لعام ۱۹۹۷ء والاتفاقية الدولية 
للقضاء على تمويل الارهاب لعام ٠۹۹١‏ والاتفاقية العربية لمحاربة الارهاب لعام ۱۹۹۸ ... إلخ. 
والواقع أن فشل المجتمع الدولى فى القضاء على ظاهرة الارهاب الدولى يرجع إلى العديد من العوامل منها : 
٠‏ آولا- عامل سياسى يكمن فى عنم 'قوافى الإزادة السياسية لدى الكثير من النول, إنالديكن المجتمع التولى بقسرة 
فى النظر إلى الارهاب نظرة شمولية؛ ذلك أنه إذا كان المجتمع الدولى -فى العديد من الاتفاقات والقرارات الدولية- يتجه 
إلى اتخاذ كل الاجراءات الهادفة إلى القضاء على هذه الظاهرة. فإنه لم يتخذ حتى الآن الاجراءات الفعالة الكفيلة 
بالقضاء على الأسباب الدافعة إليه "كالظلمء وانتهاك حقوق الانسانء والاحتلال الأجنبى» والتمييز العنصرى والأبارتهيد. 
والاستغلال السيىء للموارد الطبيعية للدول الفقيرة ا إلخ". 
ثانيا- عامل تكتيكى يتمثل فى لجوء بعض الدول -لمجرد وجود خلافات بينها وبين دول بعينها حول مسائل معينة - 
إلى محاولة تشويه صورة هذه الأخيرة بوصفها كمرتكبة "لارهاب الدولة" عنذث لجوئها إلى أفعال معينة مع إغماض عينها 
ثالثا- عامل فنى يرجع إلى التطور الرهيب فى مجال الأسلحة المستخدمة لارتكاب أفعال ارهابيةء وتنوع الحيل 
المستخدمة فى هذا المجال» والذى يقابله تقاعس أو تواطؤ من جانب بعض الأشخاص أو الأنظمة رغبة فى تحقيق أهداف 
رابعا- انسياق بعض الدول وراء مصالحها أو مصالح حلفائها عن طريق 'خلط الأوراق". يتمثل ذلك خصوصا فى 
نعت بعض الدول أعمال الا ااا م اتفال نا ين مثلا). بأنها أعمال ارهابية!!!. قولة باطل أريد بها 
باطل. ألا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا ظلما وكذبا. 
ت أصبحت الفوضى إحدى العلامات المميزة للحياة الدولية المعاصرة. وتتخذ هذه الفوضى العديد من الملامح ذات 
الأثر التقريبى الواحد. وا ل + 5 - . - - 
ونه 5 والأموال؛ فان المجاعة الجماعية» والكوارث الطبيعيةء والأزمات الاقتصاديةء وتدهور البيئة التى نعيش 
مير الأشخاص "و الداخلى" الذى يعيث فسادا فى كل أنحاء الكرة الأرضية - تمثل أخطارا ذات قيمة مساوية 
فيهاء والارهاب الدولى والد ي بنا جميعا -دولا وأفرادا- ألا نكتفى بالاقتصار على الإقلال أو إزالة الأسباب 
الي إن لم تفة ا بمراحل. لذلك يجدر ب جمخ : 3 وان ا 


التقليدية التى تهدى السلم والأمن الدوليين 'بمنع الحروب ؛ وإنما أيضا العمل على تلافى كل الأسباب "التحتية" والكامنة 
لكل مظاهر الفوضى فى المجتمع الدولى. TT‏ | 

5 د , يى لنا أن محاربة الارهاب الدولى تشكل ضرورة لا غنى عنها لتوفير الاستقرار والأمان للعلاقات 
ال م E‏ الآرهابيو هم أعداء الجنس البشرى بالنظر لما يثيرونه من رعب وفزع مستمر وجماعى بين بنى 
۱ لذلك فان أفعال الارها ى الدولى هى أفعال لا يمكن تبريرهاء أيا كان مكان ارتكابهاء أى من قام بارتكابها. 
دید 7 Tu‏ ون ۰ 


۱٥ -‏ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد 4.٠‏ 


Scanned by CamScanner 















تطور الجهود القانونية 
الدولية لمكافحة الإرهاب 
د. عبدالله الْأشغل 

۲٠٠۲ ویلوي١ بتاریخ‎ ۱٤۹ العدد‎ 


لاشك.قى أن الإرقاب با معتى من مغائيه ارقنظ 
بالمجتمع الدولى منذ الحضارات القديمة, وتدلنا اتفاقية 
قادش, وهى أقدم اتفاقية فى التاريخ عام 178١‏ قبل الميلاد, 
بين نحتمس الثالث وحاتوسيل أمير الحيثيين: على أن 
الصورة المثلى للإرهاب فى ذلك الوقت هى الاعتداء على 
الآلهةء أو المعابد, أو الممتلكات الإلهية؛ أى الملوك فى بعض 
العصورء ولذلك تذ تضمنت هذه الاتفاقية نصا يقضى 
بالتحالف بين الملكين لمواجهة هذه الجرائم وأن يبادر كل 
منهما إلى تسليم الجانى إلى صاحبه. حتى يتولى 
محاكمته؛ فكان التسليم والمحاكمة لهذه الجريمة العظمى 
أمرا سائدا فى ذلك الزمان. 


وقد حاولت عصبة الأمم أن تقنن الظاهرة الإرهابية فى 
اتفاقية تم التوقيع عليها فى ١7‏ نوفمبر 1477 ولكنها لم 
تدخل حيز التنفيذ. وتشير فى المادة /١‏ ؟ إلى أن الإرهاب 
يشمل الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ماء ثم اعتبرت 
لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولى: فى مشروعها المتعلق 
بالجرائم ضد سلم الإنسانية وأمنها عام ٤٠۹٠ء‏ أن أعمال 
الأرهاب تقع حسمن هذه الجرائم الموجهة: وانها تمن 
قيام دولة بأفعال إرهابية فى دولة أخرى, ويلاحظ على 
مشروع اللجنة أنها تعتبر العمل الإرهابى عملا إجراميا 
موجها ضد دولة أخرىء وأوردت طوائف من هذه الأعمال 
وركزت على الأعمال العمدية الموجهة ضد رئيس الدولة 
والأشخاص ذوى الوظائف أو الأعباء العامة أو تلك التى 
تستهدف تدمير الأموال العامة أو تعرض الحياة الإنسانية 
للخطر. ويمكن القول: إن جهود مكافحة الإرهاب فى هذه 
المرحلة قد اتسمت بالتركيز والاهتمام. كما تعاظمت 
الظاهرة الإرهابية واتخذت طابعا عالمياء أى اكتسبت أبعادا 





5 چ ٠‏ 
به اة اله لىة العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد 


Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 












جديدة فى الخطورة الإجراميةء ويمكن أن نحدد بعض 
القضايا التى انصرف الاهتمام الدولى إليها فى إطار 
مكافحة الإرهاب. 










القضية الأولى: هى المتعلقة بشكل عام بوسائل تصف 
الاستعمار ومكافحة الاحتلال» فما دامت تصفية الاستعمار 
حقا مستقرا للشعوب المستعمرة وأن تكريس هذا الحق قر 
تصاعد خاصة خلال الستينيات» واكتملت أركانه؛ فقد قابل 
من ناحية أخرى التساؤل حول مدى مشروعية الوسائل 
التى تسخدمها حركات التحرر الوطنى؛ وتؤدى إلى 
الإضرار ببعض المرافق العامة الدوليةء مثل خطف 
الطائرات» وأخذ الرهائن» وتحويل مسار الطائرات بالقوة, 
أو تهديد سلام الطيران المدنى الدولى؛ أو الاعتداء على 
الأشخاص العامة بمن فيهم الدبلوماسيون والذين يكون 
لدورهم أهمية فى تسيير العلاقات الدوليةء وكذلك القرصنة 
البحرية وغيرها. 


الثابت أن حركة تقنين الجريمة الإرهابيةء بشكل مطرد, 
قد بدأت فى اتفاقية طوكيو فی ٠٤‏ سبتمبر ٠۹١۳‏ الخاصة 
بالجرائم التى ترتكب على متن الطائرات, ومعها اتفاقبة 
سبتمبر 117١‏ والبروتوكول المللحق بها فى ٠١‏ مايو 15844 
فضلا عن اتفاقية نيويورك بشأن حماية الشخصيات العامة 
الدولية فى ٤‏ دیسمبر ۱۹۷۳ واتفاقية منع اختطاف 
واحتجاز الرهائن فى ١۷‏ ديسمبر ۱۹۷١‏ واتفاقية الأمم 
الس َه 5 7 5 2 2 « . 
لمتحدة لقانون البحار كنا ه.ا تعلق منها بالقرصنة 
البحرية لعام ۱۹۸1۳ ٠‏ ويمكن أ: نضيف إليها جرائم إبادة 
pe . . |‏ ان - E2‏ چن و 
لجنس فى اتفاقية الأمم المتحدة لعام ۱۹٤۸‏ . 




















أما القضية الثانيةء فهى نسبية النظر إلى الجريمة 
الإرهابيةء لابد أن نسلم منذ البداية بأن مصطلع الجريآ 
الإرهابية مصطلح نسبى يتابى على التعريف والتحديد: 
وات من فخ اوا الضيط والتقنن.. ولك كد الجر 
على الجملة, عند خصائص معينة: لا خلاف عليها؛ يكفى 
ن سین لی ان أعمال بعض الجماعات التى التزمت 
0 العنف, مثل بادرماين هوف فى المانياء والجيش 
حمر اليابانى؛ والألوية الحمراء فى إيطالياء والجيش 
لجمهورى الأيرلندى فى أيرلنداء لم تكن كلها محل اتفاق 

















الأيرلندى» حيث رأت بريطانيا أنه يستخدم الإرهاب لقهر 
الحكومة البريطانية على التوصل إلى تسوية يريدها هذا 
الجيش بالقوة» بينما رأت الولايات المتحدة ودول أخرى أن 
الجيش يدخل فى إطار حركة التحرير الوطنىء وأن نضال 
الجيش فى أيرلندا الشمالية هو استمرار لنضال سكان 
أيرلندا الجنوبية للاستقلال عن بريطانيا عام .۱۹۲١‏ ومن 
الواضح أن حركات رفض المجتمع؛ وتحديه فى الغرب, 
|| تتعلق بأزمة الديمقراطية فيه؛ ومن ثم فإن تقييم طرق هذا 

التحدى لا تثير صعوبة إذا قررنا أن سلامة المجتمع بأسره 
تفوق حق بعض جماعاته فى استخدام القوة ضد هذا 
المجتمع لإرغامه على الاستجابة والانسجام مع الرؤى التى 
تتمسك بها هذه الجماعات. 


القضية الثالثة: هى قضية المرتزقة, الى فضت نشدة 
على الواقع الدولى فى إفريقياء خلال السبعينيات 
والثمانينيات وكانت تعد فى نظرنا من أهم القضايا 
الإرهابية؛ لأنها تضمنت قيام حكومة جنوب إفريقيا 
العنصرية مع الدوائر الاستعمارية فى الغرب بتنظيم 
جيوش المرتزقةء وذلك للإغارة على دول معينة؛ لا تتماشى 
مواقفها مع المواقف الغربيةء أو العنصريةء وكان واضحا 
أن تشجيع المرتزقة يخدم أهدافا سياسية» كما يمكن 
الشركات المتعددة الجنسيات من السيطرة على ثروات 
الدول الإفريقية. بينما يعد هذا العمل انتهاكا شائنا 
للسيادة الوطنية والاستقلال السياسىء وتعويقا متعمدا 
لحق الشعوب فى تقرير مصيرها :ولا كان الاعتبار الثاتى 
هو الذى غلب فى السبعينيات» فقد تضمنت المادة ٤١‏ من 
الملحق الأول لاتفاقيات جنيف لعام ١155‏ معالجة خاصة 
لطائفة المرتزقة باعتبارهم مجرمين دوليينء كذلك أعدت 
الجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الارتزاق عام 215/5 
ولكن المرتزقة فى هذه المرحلة؛ والنظر إليهم كمجرمين 
ومهددين للسلام الإقليمى للدول الإفريقيةء قد تغير فى 
النصف الثانى من تسعينيات القرن العشرين فى مرحلة ما 
بعد انتهاء الحرب الباردة. حيث شهدنا المرتزقة؛ وقد 
أصبح وضعهم مشروعا والاستعانة بهم مقبولة فى 
مز اتات مختلفة؛ مثل البوسنة؛ والكونغو كنشاساء 
والكونفى برازفيل: وانجولاء بل إن بعض العسكريين 


الأمريكيين السابقين هم الذين أداروا عمليات الارتزاق؛ بما 


- ۷ - 


Scanned by CamScanner 





بين الدولء خاصة فيما يتعلق بالجيش الجمهورى 


من أرشيف السياسة الدولية 






























يتفق مع المصالح السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة. 


القضية الرابعة: التقنين المباشر للجريمة الإرهابية : 
يجب أن نميز بين التقنين على المستوى الإقليمىء والتقنين 
على المستوى الدولى» سواء اتخذ التقنين شكل الاتفاقية 
الدوليةء التى تركز على الجرائم الإرهابية أم لا. 


-١‏ تقنين الجريمة الإرهابية على المستوى 
الوطنى: 


عمدت معظم دول العالم إلى معالجة الظاهرة الإرهابية 
فى تشريعاتها الوطنية, خاصة تلك الدول التى عانت من 
الإرهابء مثل بريطانياء والولايات المتتحدة. ومصر؛ التى 
عدلت قانون العقوبات فيها عام 1۹۹۲ بإضنافة الادة ۸1 
بشأن الإرهاب رغم أن هذه التشريعات لم تقدم تعريفا 





منضبطا للإرهاب. 
۲- تقنين الظاهرة الإرهابية على المستوى 
الدولى: 


تنبهت الأمم المتحدة والمنظمات المختلفة إلى خطورة 
الظاهرة الإرهابيةء فقدمت معالجة خاصة لهاء وقد سبقت 
الإشارة إلى أن الأعمال الإرهابية المختلفة قد لقيت اهتماما 
خاصاء عندما عالجتها اتفاقيات دولية ركزت على كل عمل 
إرهابى على حدة مثل: خطف الطائرات» واحتجاز الرهائن, 
وغيرهما. 


لا شك أن شيوع الثقافة القانونية المتعلقة بالإرهاب من 
خلال قرارات الأمم المتحدة كان لها أثر كبير فى مكافحة 
الظاهرة الإرهابية فى شكل الاتفاقيات الدولية الخاصة, 
حيث تضمنت هذه القرارات إشارات محددة إلى الأعمال 
الإرهابيةء التى تمارسها الأنظمة الاستعمارية والعنصرية 
الأجنبية, بإنكارها حق الشعوب فى تقرير مصيرهاء كما 
أشارت إلى أسباب الإرهاب» مثلما عنيت المنظمات الإقليمية 
بهذه الظاهرة على الأقل؛ منذ منتتصف الثمانينيات من 
القرن العشرين» وتجد الإشارة إلى أن الطابع النسبى 
للظاهرة الإرهابية قد عبر عن نفسه فى مظاهر ازدواجية 
المعيار» وهو ما أشارت إليه اللجنة الخاصة لمكافحة 
الإرهاب الدولى منذ عام 1 وأدانه الفقه الدولى. 





سا 


السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲٠.٠‏ - المجلد ٤١‏ 











الحجح 


من أرشيف السياسة الدولية 





الأمم المتحدة ومواجهة الإرهاب 
د . بطرس بطرس غالجي 


العدد 1١7‏ بتاريخ ١‏ يناير1991 


المتحدة بموضوع مكافحة الإرهاب. فإن لدى دافعا 
شخصيا يعطى لهذا الاهتمام ابعادا خاصة: فلقد عائيت 
اغتالت بده الآثمة الرئيس أنور السادات؛ وعندما روعت 
أساليبه الغادرة كل مصرية ومصرى إبان محاولة الاغتيال 
التى تعرض لها الرئيس حسنى مبارك فى أديس أبابا فى 
يونيو ١١۱۹ء‏ هذا كله بالإضافة إلى أن اسمى كان ضيفا 
دائما على قائمة المستهدفين من بؤر الإرهاب. 

وفى السنوات الأخيرة, أخذ الإرهاب أبعادا دولية 
وأصبحت يده تضرب فى مختلف أنحاء العالم ولم يعد 
يقتصر على منطقة بذاتها أو على شعوب بعينها... 
وتعرضت مصرنا العزيزة وشعبها المسالم الآمن لغدر 
الإرهاب وضرياته الغاشمة ترويعا للمواطنين وتهديدا 
لأمنهم وإهدارا لحياتهم» فضلا عن استهداف الجماعات 
الإرهابية لاقتصاد مصر وتدمير أحد أهم مصادر دخلها 
القومى وهو السياحة. ويرغم أن الإرهاب ليس أمرا جديدا 
وأعمال الإرهاب قديمة قدم التاريخ نفسه. فإن الإرهاب فى 
عصرنا قد اتسع نطاقه وتحول من إرهاب محلى أو وطنى 
إلى إرهاب دولى بل إلى إرهاب ع لمىء والإرهاب فى 
سراييفو هو الذى أشعل نار الحرب العالمية الأولى فى عام 
٤ء‏ وفى السبعينيات» أصبح التوسع فى السفر الجوى 
الدولى هدفا للآرهاب عن طريق اختطاف الطائرات المدنية 
واحتجاز المسافرين كرهائن وإزهاق أرواحهم إذا لم تتم 
الاستجابة إلى مطالبه. 


واا غا إلى سئوات السب البناردة: لوجت أن 
الأو ىجيا كانت احرف الاساسي للازمابيج ركان 
الإرهابيون يمارسون الإرهاب ليدعوا أنهم حققوا شيئا ما 
ولكسبوا اقكماف] ولشيحيه او رهوا عل آل 
العام وأما اليوم فإن الإرهابيين الذين يحركهم التطرف 
الدينى قد يكونون فى بعض الأحيان غير مهتمين بالدعاية 
فنجدهم يلتزمون الصمت فلا يعلنون مسئولية منظماتهم 
المختلفة مما يجعل تحديد مواقعهم أمرا بالغ الصعوية, 
عصرنا هو عصر العالمية المتزايدةء ولكنه أيضا عصر 
لقو المتزايدء وهاتان القوتان تساعدان على انتشار 





= 3 
اة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد 


Scanned by CamScanner 
















اقاب فالتفتت يعصف بالتضامن الاجتماعى وير 
الجماعات المتطرفة إلى تعميق معارضتها للمدنية, كما ار 
العالمية تؤثر فى قدرة الحكومات على حفظ النظام؛ واتسا, 
نطاق ثورة الاتتصللات. والتطور التكنولوجى المذمل 
وخصخصة الاقتصاد العالمى؛ وزوال الحدود بين الدول 
للقيام بأعمال إرهابية, کل هذه التطورات SS‏ فى توفير 
المناخ المواتى للقيام بأعمال إرهابيةء نتيجة لذلك كله أصبع 
الإرهاب خطرا عالمياء فالإرهابيون يزيد نشا فى 
الظروف الدولية المفتوحة إلا أن ذلك لا يعنى أن القير 
الدولية تحد من الأنشطة الإرهابية» وليس هناك أية منطق 
أو أية دولة أو أی شعب أو أى شخص فى مأمن من 
الإرهاب. لأن النشاط الإرهابى قد انتشر على المستوى 
الدولى» فالإرهابيون لهم شبكات تحالفاتهم واتصالاتبي 
وتمويلهم الدولية» وهم يتلقون التدريب والتعليمات والأسلحة 
من الخارج. كذلك فإن الإرهابيين يلجأون إلى الخارج بعر 
أن يرتكبوا جريمتهم» بالإضافة إلى أنهم اكتسبوا مهاران 
فى الهروب من خلال الثغرات الموجودة فى النظام الدولى. 
وقد تصاعدت الأنشطة الإرهابية لأن الإرهاب قد توا 
بنجاح مع العالميةء فى حين أن الجهود الرامية لمكافحة 
الإرهاب لا تزال جهودا إقليمية ووطنيةء ولم تتبلور بعد 
بالشكل الكافى على المستوى الدولى. 


واتخان إجراءات فرديةء بل وثنائيةء لا يكفى لمواجهة 
التهديد الذى يواجه العالم كله. فالتعاون والتنسيق الدوليان 
لهما أهمية بالغة بل وجوهريةء ويجب أن يكبع جماء 
الإرهاب على المستوى الدولىء كما أن هناك حاجة إلى 
اتباع نهج عالمى فى هذا الشأن. ونتيجة للأحداث الأخيرة 
فإن الدول قد أصبحت تدرك أهمية اتباع نهج عالمى فى 
سعيها إلى التغلب على الإرهاب. 


إن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اضطلعت بدور رائد 
فى مكافحة الإ هاب على الصعيد العالمى: باعتمادها فى 
ديسمبر ١995‏ الإعلان المتعلق بالتدابير الرامية إلى 
القضاء على الإرهاب الدولى, وهو الإعلان الذى أكدته 
الجمعية العامة من جديد فى السنة الماضية فى القرار 
. :عأ 2 . والتزام الجمعية العامة بالقضاء على الإر ب 
جرى تأكيده من جديد فى الإعلان الصادر بمناسبة مرور 
خمسين عاما على إنشاء الأمم المتحدة فى أكتوير 19940: 
وهو الإعلان الذى أكد أهمية التعاون الدولى فى القضاء 
على الإرهاب. 


والواقع أننا إذا ما بحثنا فيما قامت به الأمم المتحدة 
على مدى العقود الأخيرة فى هذا المجال. فسوف نجد أن 
هناك أساسا صلبا يمكن البناء عليه يتمثل فى مجموعة من 
الصكوك القانونية الدولية التى توفر فى مجموعها أساسا 
قويا وخطوة مهمة على طريق مكافحة الإرهاب» وقد تطورت 











































- 4 - 00 


للم 





الإرهاب. 





وحتى الآنء يبلغ عدد الاتفاقيات الدولية التى تتعلق 
بالجرائم المرتبطة بالإرهاب, والتى أودعت فى الا 
المتحدةء إحدى عشرة اتفاقيةء وتتناول كل اتفاقية من تلك 
الاتفاقيات جانبا محددا من جوانب الجهود الرامية إلى 
القضاء على الإرهاب كما يلى: 00 


- اتفاقية دولية لهسا على الإزهاب الويية شى 
السفارات وضد الدبلوماسيين وضد الأشخاص الدوليين 
الآخرين المشمولين بالحماية؛ وهذه الاتفاقية دخلت حيد 
النفاذء ويلغ عدد الدول التى صدقت عليها أو انضمت إليها 
١‏ دولة "انظر البند ١‏ من التذييل". 














- اتفاقية دولية لمناهضة أخذ الرهائنء وهذه الاتفاقية 
دخلت حيز النفاذ ويلغ عدد الدول التى صدقت عليها أو 
انضمت إليها ۷۷ دولة "البند ۲". 


- الاتفاقية المتعلقة بسلامة موظفى الأمم المتحدة 
والأفراد المرتبطين بها لم تدخل بعد حيز النفاذ, إذ إن عدد 
الدول التى صدقت عليها أو انضمت إليها لم يزد على ٩‏ 
دول فى حين أن دخولها حيز النفاذ يحتاج إلى ۲۲ 
و اى اقسا “اليش 2 












ت اتفه افاس اراتم وجك الأفمال اشن 
المرتكبة على متن الطائرات دخلت حيز النفاذ ويلغ عدد 
الدول القن صدقت عليها أو انضمت إليها 11 دولة "البند 
3 


- اتفاقية مكافحة الاستيلاء غير اللشروع على 
الطائرات دخلت حيز النفان» ويلغ عدد الدول التى صدقت 
عليها أو انضمت إليها 1١5‏ دولة "البند 0 

- اتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد 
سلامة الطيران المدنى دخلت حيز النفانء وبلغ عدد الدول 
التى صدقت عليها أو انضمت إليها ٠١١‏ دولة "البند 1". 












- الاتفاقية المتعلقة بقمع أعمال العنف غير المشروعة 
فى المطارات التى تخدم الطيران المدنى الدولى دخلت حيز 
النفانء ويلغ عدد الدول التى صدقت عليها أو انضمت إليها 
8 ذولة "البقة ۷ 

- اتفاقىة الحماية المادية للمواد النووية دخلت حيز 
النفان وبلغ عدد الدول التى صدقت عليها أو انضمت إليها 
٥‏ دولة “البند 8". 









ل به 


- اتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد 
سلامة الملاحة البحرية دخلت حيز النفان وبلغ عدد الدول 







Scanned by CamScanner 





تلك الصكواه لتصبح عنصرا مهما فى المعركة الدائرة ضد ١‏ 


2 


من أرشيف السياسة الدولية 


التى صدقت عليها أو انصمت إليها ۳ دولة البند ۹ 





البحرية دخلت حيز النفاذ» وبلغ عدد الدول التى صدقت 
عليها أو انضمت إليها 7١‏ دولة "البتد ."٠١‏ 


- الاتفاقية المتعلقة بالكشف عن المتفجرات البلاستيكية 
لم تدخل بعد حيز النفاذ ويلغ عدد الدول التى صدقت عليها 
أو انضمت إليها VY‏ دولة فى حين يحتاج دخولها حيز 
النفاذ إلى ٠١‏ تصديقا أو انضماما ”البند "١١‏ . 


إن كل هذه الاتفاقيات التى تم التفاوض عليها وإبرامها 
فى إطار الأمم المتحدة لتعد أرضية أساسية متاحة لدينا 
لتستند إليها الجهود فى مكافحة الإرهابء فالمجتمع الدولى 
لن يبدأ من الصفر بل له رصيد يدعمه فى هذه المعركة 
الضارية ويحدد معالم طريق مواجهة هذه الظاهرة العالمية 
التى أصبحت تهدد الجميع بلا استثناء. 


ويالإاضافة إلى هذا الجهد الدولىء ققد جری اعتماد 
اتقاقيات |قليمية مققمة من جائب متظفة'الدول الأشريكية 
ومن جانب أورويا وجنويى آسياء وهى اتفاقات يمكن أن 
عون لھا افد ةق اة اعمال ااب القن 
تحركها دوافع أيديولوجية وعرفية وأعمال الإرهاب التى لها 
صملة بالمخدرات: وهذه الاتفاقيات الإقليمية تافدة المقعول. 


الأقضآء:فى الأمم المتحدة لإبرام.اتقاقية نولية لكافمة 
نای ودا ااانا تقو فى الواهم نضوة لوشم ان 
اتوت خا كاحت ارخا انرا جمدم جوا 


وكما سيق أن أوضحت. فإن الأمم المتحدة تمثل مركزا 
لا غنى عنه لتنسيق وضع النهج العالمى موضع التنفيذ. 
وكما أظهرت مبادرات مكافحة الإرهاب فى السنوات 
الأخيرةء فإن الأمم المتحدة لها الولاية الدولية وعدد الدول 
الأعضاء فيهاء والذى يبلغ و1 دولة يعطيها صلاحية 
فريدة ويوفر لها الغطاء العالمى لتسهيل تحقيق توافق دولى 
فى الآراء وتعبئة الجهد العالمى لمكافحة الإرهاب» وذلك 
مثلما عبأنا توافقا عالميا فى الآراء ضد الأسلحة الكيميائية 
والبيولوجية. 


والواقع أن مناقشة السياسات فى الأمم المتحدة 
واعتماد القرارات الجماعية فى الجمعية العامة إنما يتيح 
للدول الأدوات الضرورية لمكافحة الإرهاب باعتباره خطرا 
عالمياء كذلك فإن اعتماد الجمعية العامة للإعلان المتعلق 
بالتدابير الرامية على القضاء إلى الإرهاب الدولى لعام 
الذى عملت الدول معا فى إطاره لمكافحة الإرهاب الدولى. 


السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 5.0.5 - المجلد 5٠‏ 








من ارڈ شيف السياسة الدولية 









الأبغات القانونية للإر هاب الدولي 
عصام صاصق ومضان 
العدد 10 بتاريخ ١‏ يوليو ”194 


شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من 
أكتوبر الماضىء عدة أحداث جسيمة ومترابطة. بصورة أو 
باخری» بدأت بالغارة الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير 
الفلسطينية فى ناحية حمام الشطعلى بعد نحو ٠١‏ كيلو مترا 
جنوب تونسء والتى أعلنت إسرائيل أنها قامت بها انتقاما لمقتل 
ثلاثة إسرائيليين بأيدى المخابرات الفلسطينية قبل الغارة 
وما أعقب هذه الغارة من اختطاف السفينة الإيطالية "أشيل 
لورو" بمعرفة مسلحين ذ فلسطينيين, وما ذكره قبطان السة لسفينة 
من مقتل الراكب الأمريكى ليون جنجر بوفر بمعرفة المسلحين 
الفلسطينيين قبل استسلامهم للسلطات المصرية. 
ثم حادت اعتراض الطائرات الحربية الأمريكية للطائرة 
المدنية المصرية التى كانت تقل مختطفى السفينة الإيطالية, 
وإجبارها على الهبوطفى قاعدة سينجويلا التابعة لحلف 
الأطلنطى فى جزيرة صقلية. 
لقد فتحت تلك الأحداث الباب على مصراعيه لموجة من 
التساؤلات فى مختلف المجالات. سواء كانت السياسية أو 
الدبلوماسية أو العسكرية أو القانونية. 
وسيكون جل اهتمامنا فى هذه الدراسة هو إبراز بعض 
التساؤلات القانونية» وإلقاء بعض الضوء عليها فى إطار قواعد 
مشروعية ما قامت به إسرائيل من انتهاك حدود تونس أرضا 
وسيادة. وَفدى صحة ما أعلنته إسسرائيل من أنها ققامت بهانه 
الفاوة اند اها لمتكل كلاف من الإسر اتلد على متج بيخت 
إسرائيلى فى قبرص قبل الغارة بعدة أيام وأنها تمارس حق 
الدفاع الشرعىء وهل يعتبر ما تصر عليه إسرائيل من وصف 
المنظمة بالإرهاب وصفا سليما فى صحيح القانون؟ وما هو 
الوضع بالنسبةلما أعلنه البيت الأبيض الأمريكى من إقرار 
الغارة الإسرائيلية على مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير 
الفلسطينية باعتبارها إجراء انتقاميا مشروعا ضد أعمال 
الإرهاب وردا مشروعا عن النفس؟ وما هومفهوم الإرهاب 
الدولى؟ وهل هناك إطار قانونى للحد من الإرهاب الدولى؟ وما 
هو التكييف القانونى لأعمال حركات التحرير الوطنية؟ 
يمكن القولءإذا توافرت النظرة الموضوعية: إن التكييف الذى 
تصرعليهإسرائيل»وتؤيدها الإدارة الأمريكيةويعض الدول 
الغربيةفى وصف أعضاءمنظمة التحرير الفلسطينية 
وكما ذكر السيد الرئيس حسنى مبارك فى خطابه أمام 
الحمعية البرلمانية للمجلس الأوروبى ستراسبورج يوم ۲۸ يناير 
ى .فانه من الخطأ الجسيم أن تلصق تهمة الإرهاب 
بالشعب الفلسطينى؛ ب 35 


د e‏ الح ولیو کک بت الم 


Scanned by CamScanner 


ا 4 - ۱۷۰ - 









أثبتت التزامها بمبادىء الشرعية الدولية حين أصدرت إعلا. 
القاهرةفى ۷نوفمبر ۱۹۸١‏ وضمنته تفرقة واضحة ر٠‏ 
الأعمال الإرهابية ومقاومة الاحتلال الأجنبى. : 
كما أنه لااخلاف على أن واقعة خطف السفينة الإيطالن 
تعتبر عملا إرهابيا يستحق مرتكبوه 0 ع a‏ 
كان محل إدانة | لمجتمع الدولى بأسره. وقد جميع الآ 
السلبية لهذه العملية على الر العام العالمى TET‏ 
مع القضية الفلسطينية. ولا نكون مغالين إذا قلنا إن عملية خط 
السفينة الإيطالية قد محت» ويدون أى جهد من قبل إسرائيل 
السخطوالاستنكار العالمى حيال الغارة الإسرائيلية على قواعر 
المنظمة فى تونسء وينطبق هذا القول من حيث استحقاق العقار 
على من قام بارتكاب والإعداد والاشتراك فى عمليتى الهجوم 
على مطارى فيينا وروما وخطف الطائرة المصرية. 
أما بالنسبة لحادث اعتراض الطائرات الحريية الأمريكية 
للطائرة التى كانت تحمل مختطفى السفينة الإيطالية ومعهم 
اثنان من منظمة التحرير الفلسطينية واللذان شاركا فى عملي 
التفاوض مع المختطفين: فإنه لا يمكن القول فى ضضوء التحليل 
السابق إنها عملية إرهابية خاصة أنه لم يرد بخلد واضعى 
الاتفاقيات الخاصة بسلامة الطائرات: والسابق عرضها. أن 
يتم الاستيلاء من قبل دولةء بل أشارت جميع الاتفاقيات إلى من 
يقوم بالاستيلاء على الركاب الذين على متن الطائرةء كما لإ 
يمكن القول إنها عملية قرصنة جوية». حيث إن المادة ٠١١‏ من 
اتفاقية قانون البحار قد حددت مفهوم القرصنة عندما نصت 
على أن القرصنة هى عمل غير قانونى من أعمال العنف أو 
الاحتجاز أو أى عمل سلب يرتكب لأغراض خاصة من قبل 
طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة .. أو أى عمل من 
أعمال الاشتراك الطوعى فى تشغيل سفينة أو طائرةء مع العم 
بوقائع تضفى على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة. 
وليس هناك أدنى شك فى عدم وجود غرض خاص لدی من 
قام باعتراض الطائرة المصرية؛ ولذلك فإن التكييف القانونى 
السليم؛ فى ظل قواعد القانون الخاصة بحظر استخدام القوة 
أو التهديد بها فى العلاقات بين الدولء والسابق استعراضهاء 
هو أن حادث اعتراض الطائرة المصرية يعد عدوانا بغض النظر 
عن الباعث. خاصة وإن المادة الخامسة من قرار تعريف 
وليس أدل على أن ما قامت به الطائرات الأمريكية يعتبر 
انتهاكا للقانون الدولى مما أثاره الحادث من موجة استتكار أ 
وید بالسياسة الأمريكية. اجتاحت عواصم 
خرجت الصحف تصف التتصرف الأمريكى بأنه نوع من 
القرصنة الجوية وتتهم الحكومة الأمريكية بانتهاك القانون 
الدولى وبمواجهة الإرهاب بالإرهاب. ويكفى أن نشير إلى ما | 
ذكره ديفيد أوين وزير الخارجية البريطانى السابق وزعيم 
الحرب الاششراكي الديمةراطى الغارشن مخ مغارشة | 
للتضرف الأمريكى: وقال إن الإرهاب الدولى لا يمكن أن يبود 
أن تنتهك دولة القانون الدولى مهما يكن الاستفز از والإحباط. 
ا اج هذه الموجة الاستنكارية تعتبر الوسيلة | 
رده بالميناق: والد 5 الذ ئمة ذ 
الو ول الخمس الدائمة فى مج 














































الإرهاب فج الديمقراطية الغربية 
محمد الغنام 
العدد ٠١7‏ بتاريخ ١‏ يناير؟199 


الإرهاب ظاهرة قديمة عرفتها البشرية منذ قرون بعيدة, 
ولكن الأمر المثير حقا هو الأبعاد الخطيرة التى اتخذتها تلك 
الظاهرة فى الآونة الأخيرة. 

ولقد شملت الموجة الإرهابية الأخيرة -التى بدأت تظهر 
بصورة كثيفة منذ الستينيات- مناطق عديدة من العالم؛ وإن 
بدت أكثر حدة فى مناطق معينة مثل أورويا الغربية وأمريكا 
اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط. وفى تلك الدراسة سوف 
الديمقراطيات الغربية التى شهد واحدة من أشد الحملات 
الاوغابية عنقا و أو 
الإرهابء إذ شهدت الارفاب العقائدى وهو ما يمكن أن 
يندرج فى إطاره ارهاب اليمين وإرهاب اليسارء كما عرفت 
الارهاب الانفصالى الذى يسعى إلى تحقيق انفصال اقليم 
أو جزء معين عن الدولة أى الحصول على درجة ما من الحكم 
الذاتى» فضلا عن الإرهاب الأجنبى المتمثل فى العمليات 
التى تقوم بها عناصر أجنبية. 

ونعرض فيما يلى بإيجاز بعض جوانب الإرهاب فى 
أورويا الغربية. مقسمين دراستنا إلى أقسام ثلاثة: 

القسم الأول: الارهاب العقائدىء» القسم الثانى: الإرهاب 

الانفصالى» القسم الثالث: الإرهاب الأجنبى. 
نستطيع أن نرصد هذا النوع من أنواع الإرهاب بصفة 


| خاصة فى إيطالياء وفى دولة المانيا الممحدة, وفى فرنسا. 


- فى فرنسا 
أولا- إرهاب ١‏ ن لدمين : 
يتسم إرهاب اليمين بالعنصريةء ويتميز بكراهيته 


5 


الشديدة للأجانب والأقليات ويالذات اليهود حيث كان ولاؤهم 


ولقد أضفى ظهور اليمين الجديد ]10501 101016116[ - 
كاتجاه فكرى حديث - رداء من الاحترام أمحى ارتكاب 
جماعات العنف لجرائمها ضد الأقليات فى فرنسا. ويأتى 
فى مقدمة جماعات اليمين الجديد جماعة أطلقت على نفسها 
اسم '"جماعة البحث والدراسات من أجل الحضارة 
الأورو, "Groupement De Recherche Et"‏ 
D’etudes Pour La Civilesation Europeene‏ 
)GR E٣"‏ ولقد عملت تلك الجماعة على نشر أفكارها 
من خلال مجلة الفيجاروء ومن خلال مطبوعاتها ونشراتها 





Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 


الخاصة: وتهدف تلك الجماعة- مثلها فى ذلك مثل الجماعات 
الأخرى المشابهة لها - للوصول إلى دائرة صنع القرار فى 
فرنساء وإلى نشر أيديولوجية قائمة على فكرة تفوق العنصر 

نرصد أيضا فى إطار اليمين المتطرف فى فرنسا جماعات 
تعتنق فكر ”الفاشية الجديدة ۴۵5٥188۳‏ - ٥ع‏ » مثل 
“اتحان العمل القومى الأوؤزونى 

Federation European D’ action Nationale 

جريدة "أورويا لنا 111506 110156, وتدور تلك الأفكار حول 
ضرورة طرد المهاجرين وإعادتهم إلى بلادهم؛ وأن المسيحية 
هى دعوة موجهة لكل الجنس البشرى» وأن 'هتلر كان 
محقا قن اعتقاده يتفوق جنس على الأجناس الأخرىء وأن 
المقصبر هن اقشيل اساس لتكويق الأمة: 

ويعتيبر 'اتحاد العمل القومى الأورويبى (Fane)‏ مسئولا 
عن العديد من الاعتداءات التى وقعت ضد المنشات والمكاتب 
اليهودية أو المرتبطة بإسرائيل» ولقد تم حظر نشاط "اتحاد 
إلا أن حل الاتحاد لم يحل المشكلةء إذ حلت محله منظمات 
أخرى استمرت فى عملياتها الموجهة ضد الأقليات. فوقعت 
اعتداءات على معابد ومقابر اليهود وعلى المطاعم التى 

ثانيا- إرهاب اليسار : 

يرتبط تصاعد إرهاب اليسار فى فرنسا بظهور منظمة 
العمJ‏ lıllشڙر :Action Directe (AD)‏ 

منظمة العمل المباشر : 

تكونت المنظمة نتيجة اندماج جماعتى: العمل الثورى 
الدولية Groupe D’action Revolutionnaire‏ 
Internationaliste (GARI)‏ 


والنوات المسلحة للحكم الذاتى الشعبى 
Noyaux Armes Pour I’ autonomie Populaire‏ 
(NAPAP)‏ 


ولقد كان الهدف الأساسى لجماعة "العمل الثورى 
الدولية", الاطاحة بنظام فرانكو فى إسبانياء أما جماعة 
النوات المسلحة للحكم الذاتى الشعبى" فقد كانت جماعة 
مويه صغيرة من رجال حرب العصايات ته َة نھ 
الألوية الحمراء الإيطالية وترتبط بها بروابط قو ة۴" © 

إلا أن منظمة "العمل المباشر" لم تقصر عضويتها على 
هاتين الجماعتينء بل اتسعت لتشمل أعضاء ينتمون إلى 
اليسار المتطرف» وهو ما استتبع تغييرا فى أهداف المنظمة 
لتقريب كثير من أهداف واتجاهات اليسار المتطرف. فعملت 
المنظمة على ضرب - ما اعتبرته - صورا من الدول التى 
كانت تستعمرها سابقاء فأعلنت المنظمة الكفاح ضد 


سے 0ك 





e ES a ASAS o IS Saan 








من أرشيف السياسة الدولية 







الإمبريالية السياسية الفرنسية فى إفريقيا. 

كما اهتمت منظمة "العمل المباشر" بمشكلة البطالة فى 
فرنساء وعبرت عن غضبها ورفضها لمعدلات البطالة المرتفعة 
من خلال اعتداءات عديدة شنتها على وزارة العمل وعلى 
اتحاد العمال الفرنسى. 

ونبنت المنظمة اتجاها معاديا للولايات المتحدة الأمريكية 
ولإسرائيل, فضربت العديد من الأهداف الأمريكية 
والإسرائيلية (مثل المدرسة الأمريكية والبنوك الأمريكية, 
والاعتداء على بعض الوفود الإسرائيلية التى زارت باريس, 
وعلى بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين). ولقد عبرت المنظمة 
فى وثائقها بوضوح عن رفضها وإدانتها للاضطهاد 
وعمليات الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى على 
ايدى الإسرائيليين. 

عنيت أيضا المنظمة بتوجيه ضرباتها للمؤسسات العاملة 
فى مجال الكمبيوتر. حيث قامت بعمليات لتخريب أجهزة 
الكمبيوتر - سواء من خلال نسفها أو باستخدام وسائل 
فنية وعلمية - ويررت المنظمة تلك العمليات بأن أجهزة 
الأجهزة تمثل الأداة المهمة لمن يقبعون على قمة السلطةء حيث 
يسنخدمونها کأراح للاستغلال والسيطرة والرقابة. 

ولقد عكست عمليات منظمة "العمل المباشر" مدى عنف 
المنظمة واستهانتها بالأرواح» ومدى تعدد وتشعب أهدافهاء 
كما قامت المنظمة بالعديد من الاعتداءات الانتقامية ضد 
رجال الشرطة عقب عمليات الشرطة للقبض على أعضائها. 

وفيما يتعلق ببناء وهيكل المنظمةء نستطيع أن نلاحظ أن 
عضوية المنظمة تختلف إلى حد كبير عن المجموعات الإرهابية 
الآخرى العاملة فى فرنساء إذ تضم بين أعضائها نسبة 
كبيرة من الأجانب والنساء. كذلك تضم عددا كبيرا من 
صغار السن والعاطلين (وإن كانوا فى معظمهم من المثقفين). 

وترتبط المنظمة بعلاقات قوية مع العديد من المنظمات 
الإرهابية الأورويية الأخرى مثل جماعة الجيش الأحمر 
الألمانية. والألوية الحمراء الإيطالية» ومنظمة "أيتا' الإسبانية, 
وهو الأمر الذي ترك آثاره على بنية المنظمة وهيكلهاء حيث لا 
تبدو كمنظمة مترابطة» بل إن كثيرا من أعضائها يتمتعون 
'بعضوية مزدوجة"' ففضلا عن عضويتهم بمنظمة العمل 
المباشر 'ينتمون -فى نفس الوقت- لمنظمات أى مجموعات 
إرهابية أخرى. 

أما على الصعيد الأيديولوجى. فتتسع المنظمة لمجموعة 
كبيرة من الاتجاهات الفكرية التى تقوم أساسا على فكر 
اا المتطرفء وإن كانت المنظمة تضم فضلا عن ذلك 
بعض الاتجاهات الأيديولوجية التى يصعب أن تتفق مع فكر 
اليسار المتطرف. 

وفيما يتعلق بالتمويل المالى؛ لم يشكل الحصول على 
المال أو العتاد مشكلة فى أى وقت للمنظمة؛ إذ ت على 
1 ال كافية من خلال عملياتها ضد البنوك. كما حصلت 
مق 5 ۰ © إن - 
9 کات كبيرة من السلاح من مصادر خارجية متعددة. 









- 3 
اساسا الدولية العدد ٠١١‏ يولير ٠٠٠٠‏ - المجلد 


Scanned by CamScanner 
















الإرهاب والسياسة الدولية 
د. أسامة الغزاله حورب 
العدد 1١7‏ بتاريخ ١‏ أبريل 1997 






إ9 كا شارغاب اتخ اوسنف و این 
العنف السياسى الفردى المبكرة فى مصرء على سبر 
التجاوز أو المبالغة اللغوية. فلا شك أن ما نشهده الآن- فى 
عام 1997- هو إرهاب بالمعنى الحرفى للكلمة:؛ وأن هزا 
الإرهاب له خصائصه المميزةء التى تجعل منه إرهابا سياسيا 
منظما وظاهرة تستلزم التكيف مع مستوى خطورتها. 

- فالإرهاب الذى نشهده الآن هو أداة لصراع سياسى 
تمليها إمكانات وظروف القوى التى تلجأ إليه» وهذا يعنى أن 
إذا ما توافرت ظروف وإمكانات أكبرء فإن تلك القوى سوفن 
تكون مستعدة لتطوير أدواتها وأساليبهاء وهذا الإرهاب منظ, 
و مخطط وذو أهداف محددة ومتراكمة. أى أنه جزء من 
استراتيجية معدة سلفاء يجرى تنفيذها على امتداد الوطن كله. 

- ويهذه الصفات» فان افتراض وجود علاقات خارجية 
للقوى الضالعة فى هذا النوع من العنف السياسى لا يعكس 
يتناسب مع حجم وخطورة الظاهرة, كما نراها الان. 

إن هذا السعى للتوصيف الدقيق والسليم للأعمال 
الإرهابية» التى تشهدها مصر الآنء ليس ترفا نظرياء وليس 
مجود مطلب علعى أو آكانيمئ: بل قو شى زورة وزغا 
وعملية لتحديد الوسائل للمواجهة الأكثر فاعلية وكفاءة. وفى 
هذا السياق, فإن الحديث عن أسباب اللجوء إلى الإرهاب فى 
مصر الآنء أو عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية 
والسياسية والثقافية التى تساعد على انتشاره فى التربة 
الصرية.., لا يغنى عن الرؤية الأعمق والأشمل لطبيعة 
الظاهرة ودلالاتها البعيدةء ولذلك فلا مفر- عن هذا المستوى 
من التحليل- من دراسة وتحليل الإرهاب. ليس فقط على 
و السياسات الداخلية, انما على صعيد السياسات 
العاللية, والعلاقات بين الدول» ومن غير الممكن الآن الفصل | 
بين ها سشهده مصر من أعمال إرهابية, وبين عديد من | 
التطورات السياسية المهمة إقليميا ودوليا, مثل تصاعد حدة 
و بين بعض الحركات الإسلامية السياسية فى بعض 
3 العربية؛ وبين الحكومات القائمة فيها. وسعى بعض 
السا نفسها شرعية دينية | 


إليهاء أو للتغطية على مشاكل داخل ؛ نىاء متهاءكما؟ | 
يمكن تجاهل أثر التغيرات الكبرى على صعيد السياسة | 
لدولية وما يرافقها من خلق تحالفات جديدة. وعداوات 
جديدة. ا جديدة للصراع, تنتشر على كافة بقاغ 
لمعمورة؛ من الهند ويوغوسلافيا والصومال .ت بورك 
ولوس أنجلوس! دن 

































































نحو جهد دولج شامل 

لمواجهة الإرهاب 
دت. أسامة الغزالي حورب 
العدد ١:5‏ بتاريخ ١‏ أكتوير ٠١١١‏ 


فى واقعة تفوق أى خيال: صباح يوم ١١‏ سبكم 
5١‏ اختطفت أربع طائرات مدنية أثناء رحلاتها 
|| الداخلية؛ فى الولايات المتحدة الأمريكية, لتقتحم اثنتان 
|[ منها برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك وتحطماهما 
ين او ا یی اا چون ی جر 
سقطت الطائرة الرابعة فوق بيتسبرج بولاية بتسلقفائيا قيما 
يبدو أنها قد فشلت فى الوصول إلى هدفهاء الذى يرجح 
الحققون أنه ريما كان البيت الأبيض أو الكونجرسء ولم 
يبالغ الذين قدروا أن تلك الساعة الرهيبة فى ذلك القلاثاء 
من سبتمبر سوف تكون - لمرحلة طويلة - نقطة فاصلة بين 
عنصرينء ليس فقط فى الولايات المتحدة الأمريكيةء وانما 
فى العالم كله إنها نقطة يختلف ما بعدها عما قبلها تمام 
الاختلاف» أو هى فى حقيقة الأمر البداية الفعلية- الدامية 
والمأساوية- للقرن الحادى والعشرين! إنها بداية ترتبط 
بتلك النقلة النوعية فى نطاق وأساليب الإرهاب الدولىء 
والتى أصبح يمكن بمقتضاها لعدد محدود من الأفرادء 
النخرطين فى منظمات إرهابية سريةء أن يوجهوا ضربات 
مؤثرة لأهم رموز القوة: السياسية والاقتصادية والعسكرية 
فى أقوى بلاد العالمء مستفيدين من نقاط الضعف فى 
الحضارة الصناعية المعاصرةء بدءا من الطائرات وشبكات 
أيضا بداية تحث كافة أمم العالم» وعلى رأسها الولايات 
التحدة بالذات» للإجابة عن السؤال: ما هى الأسباب» وما 
هى الظروفء التى تؤدى إلى ظهور هذا الطراز من البشرء 
الذين بلغ بهم التهور واليأسء ليس فقط حد الانتحارء وإنما 
الاستهتار بحياة آلاف الأبرياء وقتلهم عشوائيا بلا رحمة؟ 

لقد كان من الطبيعى:» وسط دوامة الصدمة والفزع 
اللذين سيطرا على الولايات المتحدة بعد تلك العقبات» أن 
ينشغل المسئولون الأمريكيون بالتفكير فى كيفية القيام برد 
حاسم على تلك العمليات! وكان فى مقدمة الأفكار التى 
ظهرت بسرعة الاقتراح بتشكيل "تحالف دراي امه 
الرد القوى والفورى على هذا الهجوم المباغت» وليس من 
الص 1 تتضور أن .ما ساعد علئ الظهور السريع نظف 
| الفكرة هو أن واشنطن تحت قيادة الرئيس بوش الأب سبق 
أن جربت ما يشبه هذه الصيغة بنجاح عندما بلورت 
'انتلافا دوليا" لمواجهة الغزى العراقى للكويت فى مطلع 
أغسطس .145, وليس هناك مجال للشك فى أن من حق 
| الولايات المتحدة- بعد إجراء التحقيقات الكافية والتوصل 
ا إلى نتائج قاطعة بشأن تحديد مرتكبى هذه العمليات- أن 
| تتخذ الخطوات للرد على مرتكبيها. 






Scanned by CamScanner 










و0 1 من أرشيف السياسة الدولية 
وأحكام القانون الدولى تعطى الدول الت تت - 
لعبوان سارخ كهذ1 يدق أتشاد ان E E‏ 
وردعه بمجرد التحقق من مصدره» وهو ما يندرج- من 
الناحية القانونية- تحت الأعمال الانتقامية 126121120102 7 
1151م . أما من الناحية السياسية, فمن الطبيعى أن 
يحظى الرد الأمريكى بقبول واسع النطاق من المجتمع 
الدولى. مادام اقتنع العالم بأن ذلك الرد موجه إلى مرتكبى 
تلك الأعمال. 

غير أن هذا الجهد الأمريكى لبناء تحالف دولى قوى 
للقضاء على مرتكبى تلك الأعمال الإرهابيةء وتعقب مصادر 
نفتفتهم السياسسى واكالي الايقتى عن الهاية على ادم 
الطويل- ويعد أن يؤدى ذلك التحالف مهمته إلى بناء 
تعاون دولى شامل» واسع النطاق» يضم كافة بلاد العالم 
لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرةء والصيغة الكفيلة بتوفير هذا 
القبول على كافة المستويات الرسمية والشعبية هى وضع 
هذا الرد تحت مظلة الأمم المتحدة بصورة أو بأخرى. 


هل أستوعب الأمريكيون درش 


أ سبتمبر أ ٠‏ |؟آ 
د. أسامة الغزالجه حرب 
العدد 147 بتاريخ ١١‏ يناير؟١٠٠٠‏ 





































1 الإرهاب فى أى مكان فى العالم» من الولايات المتحدة إلى 
أورويا وآسيا والشرق الأوسط يعزى بالضرورة للتعصب 


الاجتماعية والاقتصادية. أما الإرهاب الذى واجهه بالتحديد 
فى ١١‏ سبتمبر 21٠١١‏ فهو يرتبط أيضاء وقبل ذلك كله 
ويعده., بالسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط الملتحيزة. 
طوال نصف قرن من الزمان؛ لإسرائيل ليس فقط على حساب 
المبادئ التى يفترض أن الأمة الأمريكية نفسها تقوم عليهاء 
أى مبادئ الحرية وحق تقرير المصيرء وإنما فى مواجهة 
المجتمع الدولى كله فى كثير من الأحيان! 

.إن تلك السياسة أسهمت, بامتياز تحسد عليه؛ فى 
تغذية مشاعر من الكراهية والمرارة واليأسء تسود العالم 
وفلسطين والمجتمعات العربية المحيطة بها بشكل أخص, 
تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كانت النخب فى تلك 
المجتمعات "أى النخب السياسية والاقتصادية والذقافية" 
قادرة على أن تكبح جماح مشاعرها وأن تسعى للفهم 
المتعقل والرشيد لتعقيدات السياسة الأمريكية ودينامياتها 
الداخلية, فإن الرأى العام» ورجل الشارع فى العالمين 
العربى والإسلامى ليس مقيدا بهذا كله إن ما يراه هو 
تحيز أمريكى فج لإسرائيل يغطى على أى حقيقة أخرى. 
حتى ولو كانت مساعدات بمليارات الدولارات أو كلمات 

1 : 


مجاملة معسولة للعرب والإسلام من | er‏ 


السياسة الدولىة العدد ا١ا‏ اىه ه..* خ2 ¢ 

























من ارد شيف السياسة الدولية 









لحظات حاأسمة في الصراع 
الهوبج - الإسرائيلي 
د. أسامة الغزالجي حرب 
العدد4 ١:‏ بتاريخ ١‏ أبريل ٠٠١١‏ 






قبل ساعات قليلة من طباعة هذا العدد من "السياسة 
الدولية وقع حدثان لا يمكن التقليل من أهميتهما بالنسبة 
أولهما: صدور المبادرة العربية للسلام عن مؤتمر القمة 


العريى فى بيروت فی ۲۸ مارس c.۲‏ ثم بعده | لهجوم 
لإسرائيلى غير المسبوق على رام الله فى الضفة الغربية 
وتحطيم واحتلال مقر الرئيس عرفات فى صباح اليوم التالى 
۳۹ مارس LEY‏ الميادرة العربية للسلام تمخض عنها 
ما يقترض أنه واحد من أهم مؤتمرات القمة العربية, لأسبان 
متعددة: 7 
أولها: إنها أول قمة تعقد يعد أحداث ١١‏ سيتمير ١..؟‏ 
العالمى الجديد فى بداية القرن الحادى والعشرين: أى 
الصراع بين الولايات المتحدة و “الإرهاب” الذى يتمثل 
الإسلامى"! 
ثانى هذه الأسباب: إنها تزامنت مع أعلى مد شهدته 
حرب الاستقلال الفلسطينية فى المواجهة مع أكثر الحكومات 
الإسرائيلية تطرفاء فى وجود واحدة من أكثر الإدارات 
الأمريكية إحجاما عن التدخل فى الضرا ع وتميزا لإسزائيل. 
قلف هته الأسباب: إقها اقمة واجهت احتمالاً جاذا بان 
من الولايات المتحدة وحلفائها بتهمة انتماتها 'لمحور الشر" 
"؟" وصسحاولتة امتلاك أسلحة لليغار الشتامل. 
غير اق وجود هذه الأسياب أو القضايا "الثلاث", لم يعن 
أنها منفصلة عن بعضها بعضا.ء بل هى- على العكس- 
مترابطة عضويا . وفق ذلك» فإن القضية المفتاح فيها أى 
التى حكمت القضيتين الأخريين» من وجهة النظر العربية. 
هى القضية الفلسطينيةء والتداعيات المرتبطة بهاء وآفاق 
التسوية لها. 
لذلك لم يكن غريبا أن أكد بيان القمة- لدى إداتكه 
للارهاب- على مسالة قديمة ارتبطت دائما بمعضلة تعريف 
الإرهاب فى المحافل الدوليةء بما فيها الأمم المتحدة؛ أى 
فصل نين "الارهاب" ويين الكفاح المشروع لمقاومة الاحتلال 
الفصل بين 0 ا . ة el.‏ - 
لأحنى وحتى إذا جاز وصف أعمال العنف العشوائى التى 
ال ا نإ E E LA‏ 
تیف المدنيين فى إسرائيل بأنها "إرهاب . فإن يبرر 


Res 4‏ العدد ١١١‏ يوليو ه.5” - المجلد 5٠‏ 


Scanned by CamScanner 


- ۱۷€ - 


وصف المنظمات الفلسطينية المكرسة للد 
وحقوق شعبهاء بأنها منظمات 'إرهابية". 
وبالمثل. فإن الموقف العربى إزاء الخطط الأمريكية ل | | 
العراق كان واضحا فى صلته بتطورات المواجهة العر و 
الإسرائيلية. فضلا عن رفض القادة العرب المطلق لضرر 
العراق أو تهديد أمن وسلامة أى دولة عربية باعتباره تهر 
للأمن القومى لجميع الدول العربية. كان من المهم أيض | أ 
التذكير بان سعى الولايات المتحدة لتحطيم أى إمكانيان | 
محتملة لأسلحة دمار شامل فى العراق» فى الوقت الذى 
تغض فيه الطرف عن الترسانة النووية الإسرائيلية» وغيرها 
من أسلحة الدمار الشاملء لن ينتج سوى المزيد من مشاعر 
الكراهية والمرارة لدى الشعب العربى كله.. وهى المشاءر | | 
ومبرراتها! فى هذا السياقء قدم العرب مبادرتهم للسلام مم 
إسرائيل» بناء على مقترحات ولى العهد السعودى الأمير 
عبدالله بن عبدالعزيز كرؤية عربية لتسوية تاريخية بعيدة 
القمة العربيةء وعقب اجتماع طويل للحكومة الإسرائيلية 
برئاسة أرييل شارونء اجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة رام 
الله, وانتهكت مقر الرئاسة الفلسطينية, مستهدفة رل 
الرئيس الفلسطينىء الذى اعتبر ”عدوا لإسرائيل وفق 
بررت الحكومة الإسرائيلية تصرفها ذلك بأنه رد على العملية 
الانتحارية الكبيرة التى تمت فى أحد فنادق ناتانيا شمالتل 
تترتب على مثل هذا الحدث. فلا يصح أن يكون مبررا 
م ورفضء بل وتدميرء أقوى إعلان عربى للسلام مع 
لرام الله وغيرها من المدن الفلسطينية والمحاصرة المهينة 
للرئيسن عرفات» استنكارا عالميا واسعاء ومطالبة بالانسحاب 
الإسرائيلى السريع. 
ق 1 006 2 
ویر الفعل هذا من جانب إسرائيلء المغرق فى حماقته 
ار نكري يدخل الشرق الأوسط بل والعالم بأسره 
ومع ذلك تظل الحقيقة الأساسية التى يتجاهلها | 
الإسرائيليون هى أن الاستخدام المفرط والمتعجرف للقوة فى 
مواجهة الشعب الفلسطينى, والر فات: ل: يفلم .. كما [ 
5 والرئيس عرفات» لن يفلح | 
لم يفلح طوال مراحل الصراع السابقة فى كسر إرادة | 
E‏ ‌ بفه فى إل 
0 لبان وكل ما سوف يحدثه هو المزيد من القتل أ 
والدمار و لخسائر للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى معا! | 
٠‏ فكل ها نلمله, مو آلا يطول الوقت كثيرا. وتتضاط | | 
الولايا امسا خا نواه e‏ 
ا ۴ دة» أن أقصر السبل لتحقيق السلام: وللقضاء | 
على الإرهاب' هو التوجه الباشر والجاد نحو مقاوضات | ||| 
0 دن لإقرار الحل النهائىء والاستجابة لعرض أ 
لی تمه العرب فى قمة بيروت فى مارس 5٠٠5‏ ) 


فاع عن تراب ومني 


































































أمويكا والإدهاب : عالم جطيط 
.. الشكل الرئيسي للصراع 
المسلح فج الساحة الدولية: 


أحمط إبراهيم محموط 


تمثل هجمات ١١‏ سبتمبر ذروة تطور طويل فى ظاهرة 
الإرهاب» وهو تطور لا يقتصر فقط على مضمون وطبيعة 
العمل الإرهابى بحد ذاته» ولكنه يمتد أيضا إلى متغيرات 
البيئة الدولية التى يتحرك فيهاء والتى تعتبر العامل 
الرئيسى وراء التحول فى أشكال الإرهاب الدولى. فعلى 
الرغم من أن جوهر الإرهاب يظل واحدا من حيث هو 
استخدام العنف أو التهديد باستخدامه من أجل إثارة 
الخوف والهلع فى المجتمع» من خلال استهداف أفراد أو 
جماعات أو مؤسسات أو نظام الحكم ككل فى اللجتمم 
لتحقيق هدف سياسى معين» فإن أشكال الإرهاب وأدواته 
وتكتيكاته تختلف وتتطور بسرعة مع الزمن» كما يتأثر 
الإرهاب إلى حد كبير بخصائص النظام الدولى وتوازناته, 
والتى تترك بالضرورة تأثيرا جوهريا على ظاهرة الإرهاب 
هن عسة الأهداق:والاكيات. 


من هذا المنظورء فإن الإرهاب الجديد يمثل فى واقع 
الأمر الجيل الثالث فى تطوير الظاهرة الإرهابية فى العصر 

| الحديث. فالجيل الأول كان عبارة عن موجات الإرهاب ذات 
| الطابع القومى المتطرف التى اجتاحت أورويا منذ أواخر 
| القرن التاسع عشرء وحتى عقد الثلاثينيات» وكان القائمون 
بالإرهاب فى الأغلب من الوطنيين المتطرفينء واعتمدوا على 
| أسلحة خفيفة مثل الأسلحة النارية والقنابل اليدوية. أما 
| الجيل الثانى» فهو عبارة عن موجات الإرهاب ذات الطابع 
| الأيديولوجى فى أثناء الحرب الباردةء وكانت فى جوهرها 
| أداة من أدوات الصراع بين الشرق والغرب» حيث نش 
| العديد من الحركات الإرهابية اليسارية فى أورويا الغربية 
واليابان, مثل بادر ماينهوف الألمانية, والعمل المباشر 

|| الفرنسية, والألوية الحمراء الإيطالية. والجيش الأحمر 
1 اليابانى, ومارست شكلا من العنف الأيديولوجى ضد 
مجتمعاتهاء واعتمدت أيضا على الأسلحة الخفيفة 


Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 


أما الجيل الثالث الحالىء فهو إرهاب يتسم بخصائص 
متميزة ومختلفة عن إرهاب العقود السابقة من حيث التنظيم 
والتسليح والأهداف. فمن حيث التنظيم, تتسم جماعات 
الإرهاب الجديد بغلبة النمط العابر للجنسيات. 
أفرادا يند 


كما تتتقل هذة الجماعات هن مكان إلى أخر. .مما يجعل من 
الصعب متابعتها أو تعقبها أو استهدافها. أما من حيث 
الأهداف. فإن الإرهاب الجديد يركز على إيقاع أكبر عدد 
من الخسائر ماديا ويشرياء وليس فقط مجرد لفت النظر 
إلى المطالب السياسية والعقائدية. على غرار إرهاب 
السات وال اتقاس وكباته وتات اد جن کول 
المتغمررة من هذا الشكل الإزهمابى الجديد: ولعاتكن 
العكنات الإرهابية موجدهة ققط خسى الأهداف الوظنية داخل 
النول التصررة: وإنما كان يتم حفيذعة فى الشارع أيقباء 
فق الإزقان الجبين ابو قانوا ظن استتشدام متظمات 
#ماحسية اككن كيزا وكم يوا ها قى تلك اسلطة التكان 
الشامل الكيماوية والبيولوجية والنووية والإشعاعية. 


يوسم الإرمان الجعيد يَكقَاقَة التعبيى عن القزاادية 
افيه نبا إلى جب سے الیو عن اقيق اکر کس 
ممكفة من القثل خاد العسسكر الڏئ تم تسنيفة باعتبازه 
العدو من جانب الجماعة الإرهابيةء كما يتسم الإرهاب 
الجديد بقدر كبير من العشوائية وعدم القابلية للتنبؤ. 


ويؤكد تقرير لجنة بريمرء التى شكلها الكونجرس 
الأمريكى لدراسة ظاهرة الإرهاب» على أن من أبرز 
التحولات التى شهدتها هذه الظاهرة أن جماعات الإرهاب 
الجديد تتسم بغموض الهدف السياسى» حيث من الصعب 
الوقوف على هدف سياسى محدد يحكم عمل جماعات 
الإرهاب الجديدء ويبدو أن الهدف هو الانتقام من الولايات 
المتحدة. حكومة وشعباء من خلال إيقاع أكبر عدد من 
القتلى والضحايا فى صفوفهم بهدف معاقبتهم على ما تراه 
تلك الجماعات تحفظات على السياسة الأمريكية. وفى 
الوقت نفسه تميل جماعات الإرهاب الجديد إلى حد كبير 
إلى الاعتماد على الشكل العنقودى كنمط لتنظيم الجماعات 
الإرهابية التابعة للتنظيم من أجل تأمينهاء ويقوم هذا الشكل 
على بناء مجموعات صغيرة العدد غير مترابطة بين بعضها 
بعضاء مع الاعتماد على مصادر متنوعة للتمويل والمساندة 
اللوجيستية؛ بما يجعل رصدها أو اختراقها أو التنبؤ 
بحركاتها أو ردود أفعالها أمرا صعبا. 





السياسة الدولية العدد ١١١‏ نولو ٠.١.٠١‏ - المحلد ٤١‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 








الحملة الأمريكية ضد الأرهاب 
د . عاڪل محمد سشليمان 
العدد ۱٤۸‏ بتاریخ ۱ أبریل ۲٠٠۲‏ 


٠‏ إن حربنا ضد الإرهاب تبدأ بتنظيم القاعدة فى 
أفغانستان, لکنھا لا تنتھی هناك إنھا لن تنتھی حتى يتم 
العثور على كل مجموعة إرهابية فى العالم. وحصارها 
وهزيمتها, وعلى كل أمة وكل منطقة أن تتخذ قرارها الآنء 
إما أنكم معنا أى مع الإرهابيين, فمن اليوم وصاعداء كل 
أمة تواصل إيواء الإرهاب ستعتبر من قبل الولايات المتحدة 
نظاما معاديا. 


أغلقوا فورا ويصفة دائمة أى معسكر إرهابى؛ وإلا 
فإنكم ستشاركونهم نفس | لمصير # 

تلك الكلمات وردت بالنص فى خطاب الرئيس جورج 
بوش أمام الاجتماع المشترك لمجلسى الكونجرس الأمريكى 
يوم ٠١‏ سبتمبر ٠٠۰١١‏ بعد ٩‏ أيام من الهجمة الإرهابية 
المدمرة التى تعرضت لها الولايات المتحدة. حيث حدد أبرز 
ملامح الاستراتيجية الأمريكية الشاملة التى ستنطلق على 
الرئيس بوش أنها ترتكز على محورين رئيسيين هما 
الاننتموارية والايمول: 

وفى ۷ أكتوير 0 بدأت بالفعل فعاليات الحملة 
العسكرية فى أفغانستان ضد تنظيم القاعدة وطالبان. 

بدأت العمليات العسكرية فى أفغانستان: ودارت على 
مستويات ومراحل مختلفة أدت إلى تدمير القوة العسكرية 
للقاعدة وطاليان وشل حركتها ودفعها إلى التخلى عن 
قواعدها وعن المدن الرئيسية وتمكين قوات تحالف الشمالى 
الأفغانى من فرض سيطرتهاء وتمت إعادة ترتيب الأوضاع 
السياسية داخل أفغانستان تحت المظلة العسكرية 
السلطة الأفغانية الجديدة الشرعية الدولية وهو ما أسفر 
“ ملطاتها اعتيارا من NY‏ ديسمير SÎ‏ 

ويدأت الحرب الأمريكية ضد الإرهاب فى الانتقال إلى 
مرحلة جديدة طبقا للاستراتيجية الشاملة التى أشرنا إليها 
حم اع بشرعية دولية وتمتلك قوات مسلحة وطنية تمالف 
الشمال والعناصر البشتونية التى انضمت إليها فى ظل 





الدولية العدد ١1١‏ يوليو ۲٠٠٠١‏ - 


Scanned by CamScanner 









حكومة قرضاى" وعليها أن تستكمل مهمة تعقب عنام” 
القاعدة وطالبان التى لجات إلى الجبال الوعرة والكيرر 
فى شرق وجنوب البلاد: وذلك بدعم مباشن من القواى 
وتوفير الغطاء الجوى والمعاونة الميدانية وتجرى عملياتيى 
تحت الإشراف المباشر للقادة من قوات التحالف. 
الأمريكية التى أعلنها الرئيس بوش يوم ١‏ سبتمبر اما 
الكونجرس الأمريكى. 

وبعد أن تم الاطمئنان لموقف كل من باكستاز 
وأوزبكستان وطاجيكس تان:ء وهى الدول التى تريطها 
بأفغانستان حدود برية ممتدة؛ وتعتير الملان الآمن لعنا 
القاعدة التى تحاول الهرب» اتجهت أنظار الولايات المتحدة 
بعد ذلك إلى المناطق والبلاد الأخرى التى يمكن أن توجر 
بها قواعد لمنظمات إرهابية أى تتوافر بها ملاجئ أمنة 
لعناصر القاعدة من أفغانستان؛ حيث يمكنها إعادة تنظيم 
بالفعل تنفيذ المخطط الأمريكى. 

كانت البداية فى الفلبين» حيث بعث البنتاجون بقوات 
عسكرية قوامها 10.۰ فردا تضم عناصر مخايراتية وقيادية 
وتوجيه القوات الفلبينية لمطاردة مقاتلى جماعة أبو سياف 
التى يعتقد بوجود روابط بينها وبين تنظيم القاعدة. 


= 


ثم اتجهت أمريكا إلى جمهورية جورجياء إحدى 
جمهوريات دول الكومنولث الروسىء ويدأت فى إنشاء 
قاعدة عسكرية محدودة تضم عناصر مشابهة لتلك التى 
أرسلتها إلى الفلبين» ووصلت بالفعل طلائع القوات 
الأمريكية التى تقدر بحوالى ٠‏ فرد إلى جورجيا للتنسيق 
مع السلطات والقوات الجورجية وتوجيه عملياتها ضد 
قواعد ومراكز التنظيمات التى يعتقد أيضا بوصول أعداد 
من كوادر القاعدة إليها. ا 

وكانت المحطة الثالثة دولة عربية هى اليمن. حيث وصلت أ 
إليها بشائر القوات الأمريكية فى إطار تدريب القوات | 
اليمنية وتوجيه عملياته ضد قواعد العناصر المتطرفة والنى ١‏ 
يحتمل أن تكون ملاذا لأسامة بن لآدن "وهو من امول | 
يمنيه أو لأفراد من تنظيمه. ويذكر أن المجموعة الانتحارية 



























التى دمرت المدمرة كول فى أغسطس ...۲ انطلقت من | 
عدن فى اليمن. 
وهنا تجدر الإشارة إلى أن بداية الانتشار العسكرى | 
الأمري یکی فى دول عديدة من العالم كانت باليمن؛ ولكن بدأ أ 
بعيدا عن المنطقة العربية وفى دول غير إسلامية فى محاولا 
أمريكية لتأكيد أن ذلك الانتشار يتم فى إطار خطة مكافحة 






















الارهاب فى أى مكان وليس مقصورا على منطقة ودولة 
| معينةء ومازالت خطة الانتشار أو ما يمكن أن نسميه 
| سياسة الانفتاح العسكرى أمام الوجود الأمريكى 
open Doors Policy‏ itaryاMi‏ سارية المفعول» وهناك 
فى القائمة دول عديدة تنتظر دورهاء فى مقدمتها ماليزيا 
وإندونيسيا والسودان والصومال والشيشان. 
عندما نراجع الدول والمناطق التى تم اختيارها لبدء 
تنفيذ خطة الانتشار والوجود العسكرى الأمريكى؛ فسنجد 
انها تمثل محاور ارتكاز تمهيدا لمد المظلة الأمريكية على 
المنطقة بأسرها. 
الفلبين قاعدة الانتتشار فى جنوب شرق آسياء 
وجورجيا قاعدة مهمة بالنسبة لجمهوريات الكومنولث 
الروسى المستقلة خاصة الشيشان التى تمثل أهمية خاصة 
بالنسبة لتأمين مسار خطوط أنابيب الغاز والبترول من بحر 
قزوين ووسط آسياء وهذه المرحلة ستتم غالبا بتعاون وثيق 
مع روسيا الاتحاديةء واليمن هى مفتاح السيطرة على 
الساحل الإفريقى للبحر الأحمر وخليج عدنء وأما 












Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 























السودان فهى قاعدة مناسبة للارتكاز عليها بالنسبة 
لإفريقيا.. ويتضح أن التوجه كونى وكأن أمريكا هى کک 
العالم الذى يجب أن يدور فى فلكه الجميع» ويصاحب تنفيذ 
هزه الخطة حملة اعتقالات دولية مستمرة لکل العناصر 
المشتبه فى انتمائها أو علاقاتها بالقاعدة. أو بأى تنظيمات 
مصنفة كتنظيمات إرهابية. 
كذلك مازالت حملة تجميد الأرصدة للأفراد أو الهيئات 
أو الجمعيات أو المؤسسات التى يشتبه فى تقديمها العون 
للادى لأى هن كلك التتظيمات عستمرة: والإجراءات الخطلقة 
لمحاربة الإرهاب ستتوالى وتتتابع فى تنسيق وتعاون بين 
الولايات المتحدة وعدد من حلفائها. ونشير فى هذا المجال 
إلى أنه تم عقد قمة سرية حول مكافحة الإرهاب فى 
الأسبوع الأول من مارس الماضى فى منتجع ملبروك فى 
مدينة كوينز تاون فی نیوزیلاند» ضمت أكثر من 7١‏ مسئولا 
یافیا کی اعا او 61 وزیی مک 
التتحقيقات الفيدرالى 181 روبيرت مولر ومندويين 
استراتيجية وتكتيكات الحرب ضد الإرهاب. 








السناسة الدولىة العدد ١١١‏ .اء م ب eek‏ 20 















هزه الدراسة هى مجرد 

رؤية أولية, قد تشكل بداية 
لشروع بحثى ضخم, يعكف عليه 
فريق بحثى من المتخصصين فى 
الشئون الإفريقية على مدى فترة 


المشتغلين فى حقل الدراسات 
السياسية الإفريقية على مدى 
نصف قرن مضى من جهة؛ 
وتتيح الفرصة لتوثيق الدراسات 
والبحوث فى هذا الحقل من جهة 
ثانية, ولتمهد الطريق أمام نظرة 
نقدية متأنية لهذا الإنتاج العلمى 
المصرى المتعلق بالشئون 
السياسية الإفريقية من جهة 
ثالثة. 


کہ ا تنیو ہے مھ نھ ونی دن ڈ یڈ7 اھت جسن کے ہے تھ رھ مت سے ج اسنہ ممن سے ہا ھا 


اسر کے ہی اکر سے یی ا 












: 8 كج‎ 3 nd hee 
ao قت اناغ‎ 


عرقي 
رسک أوليسسسة | 


د. إبراهيم أحمد نصرالدين 
ا ل N‏ | 


تعكس خبرة الباحث الذاتية الأكاديمية والعلمية فى حقل الشئون السياسية 


الأفريقيةء وبالتالى فهى ورقة نقاشية تسعى إلى إثارة واستثارة الجدل والحوار 


حول هذا الموضوع المهم. لعلها تصل من خلال الحوار إلى تمهيد الطريقة إلى 


| دراسات أكثر استفاضة, تسفر فى النهاية عن التوصل إلى رؤية تقييمية نقدية 


للفكر السياسى المصرى الأفريقى على مدى نصف قرن مضىء رغبة فى ترشيد 
البحث فى هذا المجال» خدمة للمصالح المصرية فى أفريقيا. 
ومن البدايةء نشير إلى عدة محددات وضوابط تحكم مضمون هذه الورقة, 
وتتمثل فيما يلى: 
أولا: إن المجال الزمنى لهذه الورقة ينصرف إلى فترة نصف قرن مضى أى 
منذ ثورة يوليى 1107 وما واكبها وتبعها من اهتمام رسمى ويحثى بالشئون 
الأفريقية. كيه 
ثانيا: يلاحظ أن عدد المهتمين بالشئون السياسية الأفريقية طوال هذه الفترة 
أو من داخل الحقل الإعلامى؛ بل إن البعض منهم قد انصرف عن الشئون 
الإفريقية إلى مجالات أخرى ريما لممارسته العمل السياسىء أو بسبب أن البحث 
الأفريقى منذ نهاية خمسينيات القرن الماضى حتى الآن. ١‏ 
ثالشا: لذلك ليس من المستغرب ألا يزيد عدد الكتب المصرية المنشورة عن 
الشئون السياسية الأفريقية على ثلاثين كتاباء أسهم فيها الأستاذ الدكتود 


| عبدالملك عودة بالنصيب الأوفر. 


ا الس الماجستير والدكتوراه فى الشئون السياسية الأفريقية ! 
يتعدى "نه فى جامعات المصرية؛ أسهم فيها معهد البحوث والدراسات 


( *) أستان العلوم السياسية بجامعة القاهرة. 


ل .ء.اسة الدو 


Scanned by CamScanner 


لية العدد 111 يوليى ٠٠٠٠‏ - المجلد ٤٠‏ 


- 1A - 





١ 


د. إبراهيم أحمد نصر الدين 


بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؛ فمعهد الدراسات العربية (جامعة الدول العربية) مؤخرا. ۰ 


خامسا: إن عدد المقالات والبحوث المنشورة فى الدوريات المصرية عن الشئون السياسية الأفريقية لا يتجاوز المائتى 
مقال وبحثء وتحتل مجلة السياسة الدولية (الأهرام) مكان الصدارة فى نشر هذه المقالات والبحوثء طوال الفترة المذكورة, 
صحيح أن هناك دورية يصدرها معهد البحوث والدراسات الإفريقية تحت مسمى 'مجلة الدراسات الأفريقية منذ 
السبعينيات إلا أن تأخر إصدارها فضلا عن عدم انتشارها أضفى على دراساتها الطابع الجغرافى والأنثروبولوجى. 


سادسا: إن كافة المحاولات التى بذلت لإصدار مجلة أو دورية أفريقية لم يكتب لها النجاح» فقد أصدرت الجمعية 
الإفريقية بالقاهرة مجلة أنهضة إفريقيا' ثم توقفت, ثم أصدرت مجلة 'رسالة إفريقيا” كمجلة شهرية باللغات العربية 
والإنجليزية والفرنسيةء ثم توقفت وعادت الجمعية لتصدر دورية 'دراسات إفريقية" ولم يصدر منها غير عددين ثم توقفت. 
وتلى ذلك قيام اللجنة الملصرية لتضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية بإصدار دورية "إفريقيا" ولم يصدر منها هى الأخرى 
غير عددين ثم توقفت» وكانت آخر المحاولات فى هذا الصدد إصدار دورية ربع سنوية "آفاق إفريقية" عن الهيئة العامة 
للاستعلامات» والتى صدر منها - حتى تاريخه - ستة عشر عدداء بعد أن توقفت أيضا عن الصدور لمدة عام. 


سابعا: ولريما كانت المؤتمرات والندوات التى عقدتها المؤسسات العلمية المصرية الأكثر ثراء فى هذا الشأنء فلقد عقد 
معهد البحوث والدراسات الإفريقية العديد من الندوات. كان أهمها فى هذا السياق "الندوة الدولية للقرن الإفريقى', و"الندوة 
الدولية لحوض النيل"؛ وندوة 'مصر وإفريقيا: مسيرة العلاقات فى عالم متغير". ومؤتمر "الصراعات والحروب الأهلية فى 
إفريقيا'. يضاف إلى ذلك العديد من الندوات التى عقدها مركز البحوث والدراسات السياسية بكلية الاقتصاد عن العلاقات 
العربية - الإفريقية» وكذا مركز بحوث ودراسات الدول النامية بالكلية نفسها. 


ثامنا: إن الهيئات الأكاديمية المعنية بالشئون الإفريقية فى مصر مازالت محدودة ولا تتلاعم مع مكانة مصر والدور 
الأفريقى المتصور لهاء فمعهد البحوث والدراسات الإفريقية مازال يطغى عليه الطابع الدراسى التعليمى» والكثير من طلابه 
يفقدون الاهتمام بالشئون الإفريقية عقب تخرجهم» ومازال يبحث بجدية عن تأكيد دوره البحثى» فأنشأ مؤخرا مركز 
البحوث الإفريقية ليشكل الذراع البحثية له. ونتيجة لعبء المصروفات الدراسية يندر أن نجد طالبا إفريقيا بالمعهد. وللغرابة, 
فإن معهد البحوث والدراسات العريية مازال يستقطب عددا كبيرا من الطلاب الأفارقةء وهو الأمر الذى انعكس على رسائل 
الماجستير والدكتوراه بالمعهد. وقد شهدت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية طفرة فى مجال الشئون الأفريقية بإنشاء مركز 
بحوث ودراسات الدول النامية. تعززت بإنشاء برنامج الدراسات المصرية - الإفريقية وإذا كانت الجمعية الإفريقية بالقاهرة 
قد تراجع دورها فى مجال النشرء فإن مركز البحوث العربية يقوم بدور رائد فى ترجمة الأدبيات السياسية الإفريقية 
الصادرة عن مؤسسات بحثية إفريقية رصينة؛ غير أن نقص التمويلء فضلا عن تراجع الاهتمام بالشئون الإفريقيةء وقلة 
المهتمين فى الوقت نفسه؛ قلل من تأثير الدور الذى يلعبه المركز فى هذا المجال. 

تاسعا: إن مجال الفضاء الأكاديمى للدراسات السياسية الإفريقية فى مصر مازال محدودا» سواء من حيث عدد الدول 
الإفريقية التى تناولتها الدراسات والبحوثء أو من حيث الموضوعات محل التناول البحثى. فمن جهةء لم تتناول الدراسات 
المتعلقة بالنظم السياسية الإفريقية أكثر من ثلث عدد الدول الإفريقية. وجلها دول أنجلوفونيةء وهى فى غالبيتها يطغى عليها 
الطابع ین ن ا ثانية فإن الدراسات المتعلقة بالعلاقات الدولية ظلت محصورة فى دراسات العلاقات العربية - 
الأفريقية, واللصرية - الإفريقية. والإسرائيلية - الأفريقيةء والأمريكية - الإفريقية» وأحيانا السوفيتية - الإفريقية (سابقا)» 
دون 5 هذه الدراسات لشبكة العلاقات الإفريقية - الإفريقية إلا فى إطار منظمة الوحدة الإفريقية, ومن جهة ثالثة 
فإن هذه الدراسات مازالت بعيدة عن الانشغال بالفكر السياسى الإفريقى؛ ومن جهة رابعة فإن هذه الدراسات لم تصل بعد 
إلى الدراسات الميدانية التى تدرس قضية بحثية بعينها بطريقة متعمقة كقضايا الأقليات وحقوق الإنسان. والمرأة» والبيئة, 
۴ المجتمع المدنى؛ والانتخابات: والممارسات الحزبية؛ ودور المؤفسسات التشري يعية والتنفيذية والقضائية ... الخ. فمازالت 
الدراسات كلية؛ مكتبيةء يطغى عليها الطابع الو صفى دون التحليلى؛ ناهيك عن الطابع التنبئىء ثم إن الجانب الأكبر من هذه 
الدراسات لا یولی اهتماما ذا بال بتبنى أو وضع تصور يرشد ويفعل أداء السياسة المصرية فى أفريقيا. 

... وفى إطار ما تقدم واستنادا إليهء ستتم مناقشة تناول الفكر السياسى المصرى للقضايا الأفريقية التالية: 

أولا: الهوية الأفريقية لمصر. 
ثانيا: قضايا تصفية الاستعمار وحق تقرير المصير. 


2 A.M ج‎ SG LSTA - ۱۷۹ - 


Scanned by CamScanner 


إفريقيا فى الفكر السياسى المصرى ( رؤية أولية) 
ثالثا: قضايا الحدود والحروب الأهلية. 
رابعا: قضايا النظم السياسية الأفريقية. 
خامسا: قضايا العلاقات الدولية. 


أولا- الهوية الإفريقية لمصر: 

مذ ان عون كثاتن افلسفة الثورة' الدائرة الأفريقية باعتبارها الدائرة الثانية من دوائر العمل السياسى الخارجي 
فاا المصرية تولى اهتمامها بهذه الدائرة على مدى عقدين من الزمان على الأقل منذ قيام ثورة يولیو ٠١١۲‏ رر 
انعكس هذا التوجه على حجم ومضمون الدراسات الإفريقية فى مصرء غير أن انشغال السياسة المصرية بالتوجه العربي 
وبالصراع العربى - الصهيونى قد أثر سلبا على التوجه الأفريقى لمصر وبالتبعية على حجم ومضمون الدراسات الإفريقن 
اللصريةء فمن جهة انصرف بعض المتخصصين فى الشئون الأفريقية عن اهتمامهم الإفريقى» ومن جهة أخرى حاول البعض 
الآخر الربط بين بعض القضايا العربية وبعض القضايا الإفريقية وبالذات ما يتعلق منها بمواجهة النظامين العنصريين 
الاستيطانيين فى فلسطين وجنوب إفريقياء وقد أثر هذا بشكل أو بآخر على الرؤية الرسمية والأكاديمية للهوية الإفريقية 
لمصرء إذ مازال ينظر إلى إفريقياء بطريقة شعورية أو لا شعورية: على أنها الآخرء فنجد من الدراسات والبحوث والندوات ي 
تحمل عناوين مثل: 'السياسة الخارجية المصرية تجاه إفريقيا", وأمصر وإفريقيا" ... الخ؛ كما ينظر إلى الإفريقى باعتبار, 
لخن بححذة دائمةء وهو ما يعنى بمفهوم المخالفة أن مصر ليست إفريقيةء وأن شعبها ليس شعبا إفريقياء وأنها بشكل أو 
بآخر دولة عربية فحسبء وأن شعبها شعب عربى ليس إلا. وعلى نفس المنوالء فإن العديد من الدراسات المصرية حول 
إفريقيا تميز بين إفريقيا العربية شمال الصحراء وإفريقيا غير العربية جنوب الصحراءء فباتت الأولى تدرس فى إطار 
الدراسات العر بيةء والثانية تدرس فى إطار الدراسات الإفريقيةء هذا رغم محاولات البعض نفى هذا التقسيم تحت دعوى أنه 
تقسيم استعمارى, ولذلك فليس من المستغرب أن تلتقى وجهة النظر هذه مع وجهة نظر الأكاديميين الأفارقة الذين يستبعدون 
من دراساتهم وبحوثهم وكتبهم الموسوعية الشمال الإفريقى باعتبار عروبته؛ ونفيا لإفريقيته. وإذا ما أضفنا إلى ما سبق 
رفض بعض الأكاديميين المصريين ما انتهى إليه الشيخ أنت جوب المفكر السنغالى من أن الحضارة الفرعونية هى حضارة 
أفريقية» وأنه يتعين اعتبار التاريخ الفرعونى مرجعية للتاريخ الإفريقى؛ بمثل ما تشكل الحضارة الإغريقية مرجعية للتاريغ 

ثانيا- قضايا تصفية الاستعمار وحق تقرير المصير : 


اتخذت ثورة يوليو منذ قيامها موقفا رائدا فيما يتعلق بحق تقرير المصيرء عندما سلمت بهذا الحق للسودان التى 
حصلت على استقلالها عام ٠۹١١‏ وبادرت مصر إلى تقديم الدعم بكافة أنواعه وفى كل المحافل لحركات التحرير الإفريقية 
فى نضالها من أجل حق تقرير المصير والاستقلالء ولقد كان الموقف الصرى من مسالة استقلال السودان موقفا مبدئيا من 
جهةء وجنب مصر العديد من المشكلات من جهة أخرىء ذلك أن رفض بعض الدول الأفريقية التسليم بحق الشعوب 
الكاشسة لحكنيا فى الاستخلال قدهر علي الد من المشكلات وألقى على كاهلها بأعباء ثقيلة, فرفض جتوب أفريقيا 
إريتريا أدخلها فى حرب استمرت ثلاثين عاما مع حركات التحرير الاريترية أسفر فى النهاية عن استقلال إريتريا عنوة عام 
۳ ,؛, ورفض المغرب منح هذا الحق للصحراء الغربية أدى إلى اشتعال الكفاح المسلح» ومازالت المغرب متورطة فى هذا 
الصراع. غير أن هذا الموقف المصرى المبدئى تجاه مسالة السودان لم ينعكس بشكل واومرن كدانات الكايسيية 
المصريينء» وفى إطار هذه النظرة القاردة بل إن البعض منهم دوت فى سلامة هذا الموقف, ومنهم من عارض ان تقلا 
إريتريا انطلاقا من نظرة برجماتية. لاعتبار مساندة الاتحاد السوفيتى لإثيوبيا می کنو رڈ وای فی انی فقای بق 
السبعينيات. أن انطلاا من أيديولوجية دفعته إلى تغيير موقفه الؤيد لاستقلال إريتريا فى عهد هيلاسيلاسي. واتخاذ الوقف 
المضاد من هذا الاستقلال عندما رفع منجستو الراية الماركسية. وفى الوقت نفسه»ء فإن موقف الباحثين المصريين في 
الشئون الأفريقية مازال غامضا تجاه مسألة حق تقرير المصير للشعب الصحراوى, وإن كان يبدو أنه يميل إلى ضم 
الصحراء إلى المغرب إما انطلاقا من توجه عروبى؛ أو مواكبة للسياسة الرسمية لمصر. 57 


ثالثا- قضايا الحدود والحروب الأهلية : 


كانت قضايا الحدود الأفريقية من بين القضايا التى تعرض لها الفكر السياسى المصرى. حيث رأى فيها الأكاديميون 
قضية على جانب كبير من الخطورة: باعتبار أن هذه الحدود هى حدود استعمارية اصطناعية لم تأخذ فى حسبانها أية 
السباسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ٠٠.٠١‏ - المجلد ۱۸٩ - ٤١‏ - 


Scanned by CamScanner 


د. إبراهيم أحمد نصر الدين 









المساحة الإجمالية للقارة الإفريقية (بالمليون كم؟) 
عدد سكان القارة الإفريقدة عام ٠٠١‏ 

العدد المتوقع لسكان القارة الإفريقية عام ٠١٠١‏ (بالمليون نسمة) 
معدل النمو السنوى للسكان فى إفريقيا (۱۹۹۰ - )٠٠٠۲‏ 

عدد اللغات فى إفريقيا: ه١7‏ لغة 

(وهو ما يعادل ثلثى عدد لغات العالم) 





































معدل نمو الناتج المحلى الاجمالى الحقيقى: ١,١‏ 
متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الاجمالى فى إفريقيا 
جنوب الصحراء: ۰ دولارا 

متوسط معدل النمو الاقتصادى فى إفريقيا: ", /٠‏ 

إجمالى الديون الخارجية المستحقة على القارة الإفريقية 
(بالمليون دولار) تقديرات عام ٠٠٠١‏ 

اجمالى الديون الخارجية المستحقة على دول إفريقيا شمال 
الصحراء (بالمليون دولار) تقديرات عام ٠٠٠١‏ 

اجمالى الديون الخارجية المستحقة على دول إفريقيا جنوب 
الصحراء (بالمليون دولار) تقديرات عام ٠٠٠١‏ 









TAA, TAV 










TITS 









NESE 






توجد فى إفريقيا 77 دولة تقع ضمن أفقر ٤۹‏ دولة فى العالم 
متوسط العمر المتوقع عند المبلاد فى القارة الإفريقية ٠١‏ عاما 

معدل وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات فى إفريقيا /١‏ فى الآلف 
معدل وفيات الأطفال الرضع فى إفريقيا ١ه‏ فى الالف 






متوسط نصيب الفرد من الانفاق على الصحة فى إفريقيا ٠١‏ دولارا 
الانفاق العام على الصحة فى إفريقيا كنسبة من الناتج المحلى 
الاجمالی: ۲,۳/ 

عدد المصابين بالايدز فى إفريقيا جنوب الصحراء: 51,5 مليون نسمة 
عدد المصابين بالايدز فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط ٠٠٠‏ 
ألف نسمة 












(تقديرات 7م 
(تقديرات .١‏ ۰ 
(تقديرات ا 


عدد اللاجئين فى إفريقيا أكثر من ثلاثة ملايين لاجىء 
نسدة اللاجثين فى إفريقيا بالنسبة إلى اللاجئين فى العالم: //١‏ 
عدد النازحين فى دول القارة الإفريقية: ١١‏ مليونا تقريبا 






المصادر : ت 
- التقرير الاستراتيجى الإفريقى .50١7- 5٠٠١"‏ 
The World Bank (2004) Africa Development Indicators. WHO (2004).‏ - 


إعداد: أيمن السيد شبانة 


- ۱۸1 - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 7.0.8 - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


إفريقيا فى الفكر السياسى المصرى ( رؤية أولية) 


اعتبارات طبيعية أو بشرية؛ وبالتالى فهى بمثابة قنابل موقوتة ستؤدى إثارتها إلى انفجار الصراعات بين معظم دول القار, 
بشكل يهدد استقرارها وأمنها. وقد دفع هذا الوضع أحد الباحثين إلى وصف قرار منظمة الوحدة الأفريقية فى مز 
الأولى بالقاهرة عام 1914 -والذى يطالب الدول الأفريقية باحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار وعدم السعى لتغييرن 
بالقوة- بأنه يشكل مبدأ من مبادئ المنظمة أطلق عليه وصف مبدا قدسية الحدود', لدرجة دفعت بعض الباحثين بعد ذلك إلر 
اعتباره أحد مبادئ المنظمةء والزعم - خطأ - بأنه أحد المبادئ المنصوص عليها فى ميثاق المنظمة. 
بيد أن هذه النظرة, التى ترى فى اصطناعية الحدود الأفريقية سببا أساسيا من أسباب الصراعات فى القارة؛ لم تثب 
صحتها على مدى أربعة عقود من استقلال الدول الإفريقية؛ ذلك أن عدد الحروب التى نشبت حول الحدود الأفريقية مزز 
بداية ستينيات القرن الماضى لم يتجاوز أربع حروب (بين الجزائر والمغرب, وبين ليبيا وتشاد» وبين الصومال وإثيوبيا نم 
بين إريتريا وإثيوبيا) هذا فى حين أن الحروب الأهلية التى لم يلتفت إليها مبكرا فى الفكر السياسى المصرى (رغم انها 
بدأت فى السودان عام ١٠٠٠ء‏ ثم الكونغو ٠١١٠ء‏ فنيجيريا )۱۹١۷‏ قد ضربت نحو سبع عشرة دولة. 
وحتى فيما يتعلق بنظرة الفكر السياسى المصرى لحروب الحدودء والتى كان يجب أن تنص رف إلى اتخاذ موقن 
يتماشى على الأقل مع مبدأ احترام السيادة؛ ومبدأ احترام السلامة الإقليمية للدول الإفريقية. وهما مبدآن من مبادئ منظمة 
الوحدة الأفريقية» نقول إن نظرة الفكر السياسى المصرى تجاه هذه الحروب لم يغلب عليها فى معظمها الطابع الموضوعى, 
فبدا أن هناك تحيزا إلى جانب الجزائر فى حربها ضد المغرب على الحدودء ولاذ الفكر السياسى المصرى بالصمت تجاه 
احتلال ليبيا قطاع "أوزى" فى تشادء وظل هذا الصمت سائدا حتى بعد حكم محكمة العدل الدولية لصالح انسحاب ليبيا من 
القطاع؛ وظهر وكأن هناك تأييدا - ولو على استحياء - لقيام الصومال بانتزاع أوجادين من إثيوبيا. وفيما يتعلق بالجولة 
الأخيرة من الحرب بين إريتريا وإثيوبياء والتى انتهت بانتصار الأخيرة» فإن البحوث والدراسات المحدودة حول هذه الحرب 
باتت وكأنها تبدى قدرا من الارتياح إزاء نتيجة الحربء وهى رؤية تعبر فى جانب منها عن موقف معاد لإريتريا بسبب 
احتلالها جزر 'حنيش' اليمنية وبسبب عدم انضمامها للجامعة العربية» ويسبب المزاعم حول وجود إسرائيلى مكثف بها 


ويبدو واضحا مما تقدم أن الطابع الأيديولوجى هو الذى سيطر على رؤية الفكر السياسى المصرى لهذه الحروب؛ حيث 
وقف إلى جانب الجزائر الثورية آنذاك فى مواجهة المغرب» وإلى جانب كل من ليبيا والصومال بحكم العرويةء وضد إريتريا 
ببب وقضتها الفسشول :فى التطيرة الغربية: 

تقفو للد الفكر السياسى المصرى أكثر اتساقا فى رؤيته تجاه الحروب الأهلية الإفريقية. خصوصا وأن كل هذه الحروب 
- فيما عدا الحرب الأهلية فى السودان والصومال - تدور رحاها فى دول أفريقية غير عربية. وتنصرف هذه الرؤية إلى 
ضرورة احترام السلامة الإقليمية للدول الأفريقية, وعدم السماح بتمزيقها إلى دويلات إثنية أو دينية أى إقليمية متناحرة 
بشكل يهدد الاستقرار والأمن فى أفريقيا. وليس من شك فى أن هذه الرؤية تنسجم مع الرؤية المصرية الرسمية المبكرة 
والتى دفعتها إلى إرسال قوات لحفظ السلام فى الكونغو اتام أزمة کاتنجاء وإلى تقديم العون للحكومة المركزية النيجيرية 
في أثناء ختزب انفصال بيافرا: وإلى محاولاتها ا ا بشكل يحافظ على وحدة التراب الصومالى. غير أنه 
اوخا فی الىت الأخيرة صعت رسبى واکادیی ا ا فى الصومال فيما يبدو وكأنه تسليم بالوضع 
الراهنء كما لوحظ فی الوقت تفه بعض التوجهات البحثية اس راحت تسلم بقبول استقلال جنوب السودان على استحياء 
مادامت كافة أطراف الحرب قد قبلت حق تقرير المصير للجنوب» وإذا كان من شأن هذا الحل أن يقود إلى الاستقرارفى 
السودان!! ٤‏ 

رابعا- قضايا النظم السياسية الإفريقية : 


ركزت عم الدراسات الأفريقية في مصر لوال فترة الحرب البردة على دراسة قخديتين اساسيتين فى إمار الت 
السياسية الإفريقيةء ألا وهما: ديه الحزب الوا الم التسكرية فى أفريقيا: وبحكم ظروف هذه الرحلة فضلا عن 
لیج اوا العو ر کر ای ی ا ار ا ئی چن ہے ای اےیے رو یں ب 
اراس ای ااری ی و ی ی ا ن ریات ریا ناتا بے وروز زار ورن 
مق الترايباك نقرلاة. القارة الأخارةاافي هذا الشاز. والتى مد چ المجتمع الأفريقى بطبيعته مجتمع اشتراكى 
غيرطيقىروان التعندية المززية على هذا التهق وده دة ع طني لى وقت تحتاج فيه الدول الأفريقية إلى بناء الأما 
وتكريس الهوية الوطنية. كيما تتمكن من التعبئة الوطنية وحشد الجهود لتحقيق التنمية. وفضلا عما تقدم. فهد نظر إلى 
المؤسسة العسكرية باعتبارفا مؤسسة وطنية غير إثنية؛ وبحكم كونها قوة حديثة وعصرية تملك أدوات القهر: فضلا عن 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 3٠٠.5‏ - المجلد \AY - +٠‏ - 


Scanned by CamScanner 


/ 
/ 


د. إبراهيم أحمد نصر الدين 

التزامها بالضيط بارج فإنها تستطيع مقاومة الفساد من جهةء وتحقيق التماسك الوطنى والتنمية الشاملة من جهة أخرى. 
لذلك فمن النادر أن 3 rE‏ مصريا طوال هذه المرحلة يتناول بالتقييم الموضوعى ممارسات نظم الحزب الواحد. وحكم 
العسكرء فغلب على راسسات فى هذا الشأن وحتى نهاية سبعينيات القرن الماضى الطابع التبريرى, هذا رغم وقوع 
انقلابات عسكرية فى دول لحزب الواحد, شأنها فى ذلك شأن دول التعدد الحزبى (الجزائر - غانا - مالى كأمثلة). على 
أنه ما إن بدأ ميزان القوى يميل فى صالح الغرب مع منتصف ثمانينيات القرن الماضى ومع انتهاء الحرب الباردة مع بداية 
تسعينيات نفس القرن؛ حتى بدأت الأجندة البحثية للاكاديميين المصريين تنحو منحى آخرء ريما يبدو معاكسا ومتناقضا 

الأجندة السابقة: إن بدا الفكر السياسى المصرى يؤلى اهتمامه بقضيتين جديدتين آلا وهما مشكلة الاندماج الوطثى هن 
جهةء والتحول الديتقراطى فى أفريقيا من جهة أخرى, وهو بذلك إنما يعبر عن استجابة لظروف التحولات الدولية» ولتدهور 
ا کچ القارة اندلاع موجة عاتية من الحروب الأهليةء وتردت أوضاعها الاقتصادية بشكل غير 

بوق» قد يعبر ذ جانب منه عن الت A SS E ANS‏ 5 - ضاي : 5 2 

ل ال E‏ 


غير أنه يلاحظ أن الأجندة البحثية للباحثين المصريين فى الشئون الأفريقية لم تصل حتى الآن إلى تبنى الأجندة البحثية 
الغربية التى ظطرحت مع انتهاء الحرب الباردة» إذ لم يقترب الباحثون المصريون حتى الوقت الحاضر من الخوض فى 
الدراسات الأفرد يقية المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأةء والأطفال المجندين فى الحروب الأهلية؛ أو قضايا الأقلياتء أو 
قضايا البيئة» أو قضايا المجتمع المدنى الأفريقى» أو قضايا حقوق الإنسان. 


ا تقدم» فإن الدراسات التى أجريت على مشكلات الاندماج الوطنى فى أفريقيا مازالت قاصرةء لأن مثل هذه 
الدراسات فى حاجة إلى بحوث ميدانيةء تعجز المؤسسات الأكاديمية المصرية عن تمويلهاء وتحمل أعبائها من جهة: ثم إن 
الدراسات والبحوث التى أجريت يتجه معظمها إلى اعتبار مسالة التعددية القائمة فى الدول الأفريقية سببا رئيسيا للمشكلة, 
متناسية أن غالبية مجتمعات دول العالم مجتمعات تعددية: ويالتالى فإن المشكلة تتمثل فى كيفية إدارة هذه التعددية (الإثنية 
- الإقليمية - الدينية ... الخ) بأسلوب رضائى يحقق ولو الخد الأدنى من مطالب مختلف الجماعات فى المجتمع. 

وإذا كانت هناك العديد من الدراسات والبحوث المصرية قد تناولت - ويالتفاؤل غالبا - مسالة التحول الديمقراطى فى 
إفريقيا باعتبار ذلك بداية لعهد جديد تزدهر فيه القارة سياسيا واقتصاديا واجتماعياء فإن أحدا من الباحثين المصريين لم 
يدخل فى اعتباره أن التجرية الديمقراطية؛ وتحت المظلة الرأسمالية, قد فشلت فشلا ذريعا فى القارة الإفريقية عقب 
الاستقلال مباشرةء حيث اعتنقت معظم الدول الإفريقية عقب الاستقلال التوجه الرأسمالىء وأخذت بالتعدد الحزبىء 
الدول الإفريقية حيث الحس الوطنى عقب الاستقلال كان قوياء والبنية الأساسية كانت معقولةء والوضع الاقتصادى كان 
أفضلء فلم تكن هناك أزمة ديونء ولا أزمة غذاء ... الخ » ورغم ذلك فشلت التجربة الديمقراطية. : 

ويدفعنا ذلك إلى إثارة تساؤل مهم كان يتعين طرحه فى الرؤية المتفائلة للتحولات الديمقراطية فى أفريقيا ألا وهو: ما فى 
الظروف الموضوعية التى تجعل التحول الديمقراطى ممكنا فى أفريقيا؟ 

إن حصاد التجرية الديمقراطية فى أفريقيا على مدى العقد المنصرم لا يبشر بالشئ الكثيرء فها هى الحروب الأهلية قد 
انتشرت, وها هو الفساد قد عم واستشرىء وها هو الوضع الاقتصادى يزداد سوءا. 

يبدو أن المتفائلين بعملية التحول الديمقراطى فى أفريقيا قد أسقطوا رغباتهم وأمنياتهم على تحليلهم» فجاء هذا التحليل 
مبتورا. متجاهلا الظروف الموضوعية التى يتعين توافرها لنجاح عملية التحول الديمقراطى؛ وهى الظروف التى لم تنضج 
أفريقيا حسب تقديرى. 

ألا تذكرنا هذه الرؤية المتفائلة بالرؤية المتفائلة نفسها التى سادت طوال فترة ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضى 
حول نظم الحزب الواحد؛ وحكم العسكر؟ وهى الرؤية التى افتقرت إلى التنبؤ بمسار الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية, 
وإلى فهم لطبيعة التكوين الاقتصادى - الاجتماعى الأفريقى. 

خامسا: قضايا العلاقات الدولية : 
e 8 ۰ .‏ 30 محا ثلاثة ن : 
سنعرض لهذه القضاياء وبإيجاز على محاور ثلاثة تدور حول 
-١‏ العلاقات المصرية - الإفريقية. 


ثم - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


إفريقيا فى الفكر السياسى المصرى ( رؤية اولية) 

”- القضايا العربية - الإفريقية. 

”- العلاقات الإسرائيلية - الإفريقية. 

-١‏ العلاقات المصرية - الإفريقية: تتسم الدراسات المصرية المتعلقة بهذا الموضوع بعدة سمات يمكن إيجازها فيما يلى 

- إنها قليلة من حيث عددها ولنذكر منها على سبيل الحصر كتابى 'مصر وثورة الجزائر". و"عبدالناصر والثور: 
الأفريقية"» وندوة “مصر وأفريقيا: مسيرة العلاقات فى عالم متغير". ورسالة دكتوراه لطالب سنغالى تحمل عنوان "الس 
الخارجية المصرية تجاه أفريقيا فى السبعينيات". 

- إن هذه الدراسات. فضلا عن بعض المقالات المحدودة هنا وهناك؛ قد توقفت منذ نحو عشر سنوات» إذ يندر أن نى 
دراسات أو بحوثا حول هذا الموضوع على مدى الفترة الزمنية المذكورة. 1 

- إن معظم الدراسات فى هذا الصدد انصرفت إلى التركيز على الدور المصرى فى مساعدة حركات التحرير الافريق, 
وعلى النشاط المصرى فى أفريقيا على محدوديته فى المجالات الاقتصادية والفنية. 

- إن هذه الدراسات مازالت عاجزة عن وضع تصور استراتيجى للسياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا على ضو, 
التغيرات الراهنة فى النظام الدولىء وتماهى شبكة العلاقات الدوليةء وطبيعة التطورات الجارية فى أفريقياء فضلا عن تغير 


قم إن هذه الدراسات لم تتمكن من صياغة مظلة أيديولوجية: أو على الأقل من رفع راية تعمل فى ظلها السياسة 
الخارجية المصرية, بشكل يجذب اهتمام الدول الأفريقية للتعامل مع مصرء رغم أنه يمكن لمصر رفع رايات عدة حسب 
ظروف أقاليم القارة الإفريقية: الراية الإسلامية فى غرب إفريقياء وراية الوحدة الوطنية مع الدول التى تعانى من مشكلان 
الاندماج الوطنى, وراية المصالح المتبادلة فى منطقة حوض النيل؛ وراية الفرعونيةء وراية الجامعة الأفريقية على مستوى 
القارة ... إلخ. 

”- العلاقات العربية - الأفريقية: تتسم الدراسات المصرية المتعلقة بهذا الموضوع بعدة سمات نوجزها فيما يلى: 


- إن هذه الدراسات بدأت عقب حرب أكتوبر ۱۹۷١‏ استجابة لمواقف الدول الأفريقية التى أوقفت علاقاتها الدبلوماسية 
مع إسرائيل قبل وفى أثناء هذه الحربء ثم تزايدت هذه الدراسات عقب انعقاد مؤتمر القمة العربى - الإفريقى الأول والأخير 
فى مارس /191/7. 


- إن هذه الدراسات ظهرت فى شكل العديد من الندوات والمؤتمرات التى عقدتها العديد من امو ات الأكاديمية 
الماجستير والدكتوراه بكلية الاقتصاد. ومعهد البحوث والدراسات الأفريقية. 


- إن هذه الدراسات سرعان ما تراجعت منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضى عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر 
وإسرائيل» وتجميد عضوية مصر فى الجامعة العربية, وقد عادت هذه الدراسات مرة أخرى لون - ينيات القرن الماضى؛ 
بقدر محدود وعلى استحياء؛ محاولة البحث عن أسس جديدة للتعاون العربى - الإفريقى على أنقاض الأسس القديمة التى 
انهارت» تلك الأسس التى كانت تقوم على وحدة النضال ضد الاستعمارء والعمل على مواجهة الكيانين العنصريين 
الاستيطانيين فى فلسطين وجنوب إفريقيا. فمع انهيار الكيان العنصرى فى جنوب أفريقيا فى عام 1997., وقبله عقد مصر 
لاتفاقية السلام مع إسرائيل ومع انتهاء الحرب الباردة مع بداية التسعينيات, انهار, ت الأسس السياسية للتعاون العربى “ 
الإفريقى. ويدأ البحث عن أسس جديدة رآها البعض اقتصادية, فى حين رآها البعض الآخر ثقافية. : 

- ويبدى من متابعة الذراسات ال المجال أن مشكلة العلاقات العريية - الإفريقتية تتمثل فى المدركات 
والإمكانيات. فالصورة الذهنية العربية عن الأفريقى مازالت سلبيةء والصورة الذهنية الأفريقية عن العربى مازالت في 
الاخرى سلبية. بشكل يقلل من فرص القبول المتبادل من جهة. ثم إن قدرة الدول العريية على التعامل مع إفريقيا - تصدها 
واستيرادا - مازالت ضعيفة من جهة أخرىء ولهذا فإن الطريق يبدو طويلا وشاقا إذا ما أريد بناء علاقات عربية - إفريقاً 

ميحة ومستديمة شريطة أن يتخلى البعض عن مقولاتهم التى يرددونها فى الصحافة كثيرا بأن أفريقيا هى "للجال 
الحيوى لمصر أو للعرب' وهى نظرة نازية استعمارية؛ أو أن أفريقيا تشكل 'مجالا للعمالة المصرية", متجاهلين أن البطالا 
شوب بأطناتها فى دول القارة الأفريقية. جاهلد 


7 .. - المجلد .4 5 
السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو © : 15 - 


Scanned by CamScanner 


د. إبراهيم أحمد نصر الدين 
۲- العلاقات الإسرائيلية - الإفريقية: المتتبع 


للدراسات المصرية فى هذا الصدد يجد أنها جاءت انسجا : 
مرخلة سبعيقيات القرن الماضى وبداية ثماتينيا 0 ا كنا بحيب 


8 - التواسات r‏ عقب حرب أكتوير ۳ء وقيام الدول الأفريقية بوقف علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل قبل 
وف أثناء نكر يكبا ا إن لم تكن قد توقفت, مع منتصف ثمانينيات القرن الماضى بعد معاهدة السلام المصرية 
الإسرائيلية. وعودة العلاقات الدبلوماسية بين الدول الأفريقية وإسرائيل. 

- ان هذه الدراسات بدأت ف * 0 8 : ا 

إن هده الدراسات بدات فى رشكل ورسائل الماجسكير والذكقو راف واحيانا فى صورة ككابين أو قلاكة على الاكقر. 

وأحيانا أخرى فى شكل مقالات هنا أو هناك. 9 

اق الاي الأكبر من هذه الدراسات قد ركز على أهداف السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه أفريقيا. وعلى أدوات 
هذه ا فی حین ركزت دراسات أخرى على أوجه التشابه بين الكيانين المنصريين فى إسرائيل وجنوب أفريقياء 
بينما آثرت نسي الدراسات تتبع النشاط ١‏ لصهيونى فى منطقة حوض النيل والبحر الأحمرء باعتباره مهددا للمصالح 
المصرية فى أفريقيا. 

- فى الوقت الذى بدأت تظهر فيه مؤخرا بعض الإشارات والتلميحات الخفية إلى أن الظروف الراهنة تفرض التعامل مع 
إسرائيل كدولة عاديةء شأنها شأن أية دولةء وأن نشاطها فى أفريقيا أمر عادى يتعين التعامل معه بمنطق التنافس لا 
الصراع» نجد فى المقابل سيلا من الدراسات أغلبها صحفية تشن هجوما ضاريا على إريتريا تحت دعوى تعاونها المكثف 


- واستنادا إلى ما سبقء يمكن القول إن جانبا من القصور فى الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع يعود إلى عدم بناء 
تصور للاستراتيجية الإسرائيلية فى إفريقياء أو فلنقل للمشروع الصهيونى فى أفريقياء فبناء هذا التتصور سيكشف 
بأ لضرورة عن أن إسرائيل عدو يسعى لتهديد الأمن القومى العربى» ومن ثم 5 يمسعين استمرار الدراسات والبحوث فى هذا 
المجال سعيا لبناء تصور استراتيجى لمواجهة النشاط الصهيونى فى أفريقيا. 

خاتمة : 


واضح مما تقدم أن هناك نقصا فى الكوادر الأكاديمية المشتغلة والمهتمة بالشئون الأفريقيةء بل إن الساحة الأكاديمية 
المصرية قد شهدت انصرافا من البعض عن الشئون الأفريقية إلى الشئون العربية على اعتبار أن الأولى لا تحقق مغنما 
ماديا ولا أدبياء ثم إن هناك نقصا خطيرا فى منافذ النشرء حيث لا توجد دوريات ذات بال متخصصة فى الشئون الأفريقية 
تفتح المجال أمام شباب الباحثين لنشر بحوثهم والتعبير عن آرائهم؛ وقد انعكس هذا وذاك على حجم الدراسات والبحوث 
المتعلقة بالشئون الأفريقية. وعلى مضامين وميدان هذه الدراسات التى اعتمدت الأسلوب المكتبى سبيلا لكتابة الدراسات 
والبحوث. اعتمادا على ما تنشره الدوريات الغربية لذلك فلا غرو أن نجد مثل هذه الدراسات لا تغطى إلا ثلث عدد الدول . 
الأفريقية من جهة, وعددا محدودا من الموضوعات من جهة أخرى. وإزاء الافتقار شبه الكامل للتمويل» عجز الباحثون فى 
الشئون الأفريقية عن القيام بدراسات ميدانية متعمقةء فجاءت تحليلاتهم مبتورة يطغى عليها طابع التعميم من جهة ثالثة. 


وفضلا عما تقدم» فلاحظ أن غالبية التحليلات والمواقف التى اتخذها الباحثون المصريون فى الشئون الإفريقية إما أنها 

قد غلب عليها الطابع الذاتى» أو تلونت بأيديولوجية الباحث فتغيرت نظرته من وقت لآخرء أو أنها جاءت مواكبة؛ أو فلنقل 

نابغة, لصيجيات السئاسة الخارجية المصرية وتغيراتها من مرحلة إلى أخرىء أو أنها جاءت انعكاسا وتعبيرا عن توجهات 

الدول الأفريقية, أو استجابة للتطورات التى شهدها النظام الدولى» ولذلك فليس من المستغرب أن تتغير التحليلات والمواقف 

تنتقل ا الوقف المضادء وأن تظهر فى الفضاء الأكاديمى دراسات وبحوث حول موضوعات معينة سرعان ما 
۰ ف ل عليها ستار النسيان, وكأن القضايا التى طرحتها هذه الدراسات والبحوث قد حلت أو تجاوزها الزمن. 


KS‏ 3خ هذ[ الوئ إنما يعكس قدرا من ضبابية فى الرؤى» خاصة مع عد وجود تصور استراتيجى 
ولیس من شك < N Î‏ المصالح المصرية وكيفية الحفاظ عليها يخود ا ا إلى رؤية موضوعية 
اة والاجتماعية فى كل مصر وأفريقياء ولطبيعة التطورات السياسية التى تشهدها مصر وأفريقياء 
لحقت بالنظام الدولى بالشكل الذى يتيح قدرا معقولا من التنبؤ بمسار التطورات. ويضمن قسطا 
: الصردة - الأفريقية. 


لطبيعة الظروف الاقتصا 
فضلا عن التغيرات التى 
وافرا من استمرارية وتفعيل العلاقات 


- 1۸0 - السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠.٠.٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





















قضايأ السياسة الدولية خلال ٠‏ “ا عاما: 
الدراسات الإفريقية فج دائرة الاهتمام 
ك . عبدالملك عودة 

العدد 1١‏ ابتاريخ ١‏ يوليو 1990 





احتلت الدراسات الإفريقية وتغطية أحداث وتطورات القارة 
مكانا متقدما على صفحاتها وفى أعدادها المتتالية. ومازال 
هذا واضحا حتى العدد رقم )٠١١(‏ الصادر فى أبريل 
6" , وليس السيب فى بداية هذا الاهتمام وهذه المكانة 
١‏ لمتقدمة هو أن ا 7 لتخصص الأكاديمى لمدير تحريرها هو 
الدراسات السياسية الإفريقية فقط فلقد تغيرت أسماء 
السبعينيات, ولكن فى تقديرى أن مجموعة الأسباب 
الرئيسية موجودة فى أوضاع وأحداث الخريطة السياسية 
للعالم منذ الستينياتء لقد كانت هذه الأعوام هى سنوات 
قز النحون الوظتى رسف اكمار ولد الحو 
المستقاة فى القارة الإفريقية, وكانت هذه الظاهرة وأحداثها 
| لمستويات العالمية والاق د قليمية مثل الصراع الدولى والحرب 
الباردة وعدم الالتسيات وما الألم القشسدة ومنظمة 
الميمدة الإقروقية وجامعة المول العربية وخطرات الشوق 
الأوروبية المشتركة.. إلخ. كما أن هذه الفترة كانت بدايات 
التاريخ المشترك بين العرب والأفارقة بوجه عام فى الصراع 
د النظم العخنصرية وتصفية الاستعمار في فلسطين 
والخليج وجنوب إفريقيا والملستعمرات پراي 
دور السياسة المصرية فى مجالات ات غير الحكومية 
الأتعب ة والنقابية والأفروالآ سيوية بجوار العمل على 
و ج 7 - - . .- ع ٠‏ 
الستوبات الحكومية والوطنية. وقد انعكست نتائج هذه 
Cie - ,‏ 8 ت البحث والدراسة 
الأوضاع والتطورات أيضا فى مجالات البحث والدراسة 





4١ المجلد‎ - ٠٠.5 ولو‎ ١ 


u‏ 71 اله 


Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 


















والتنظير فى الدراسات الإفريقية العامة والملتخصصة 1 
إضافة إلى ما سبق» تكونت مدارس فكرية وأكاديمية فى 
جامعات عديدة فى قارات آسيا وأورويا وأمريكا الشمالة 
تتخصص فى الدراسات السياسية الإفريقيةء وأيضا شير 
النشاط الأكاديمى المنظم للدراسات الإفريقية فى قسم 
العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وفى 
معهد الدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة القاهرة, كما 
تداولت مجلات ودوريات باللغتين الإنجليزية والفرنسية فى 
اأقراساك السيانسية الإقريقيئة, كل هذ كان وارز 
متاحا للدارسين المصريين فى مناقشاتهم ودراساتهم, وفى 
مشاركتهم بالمؤتمرات والندوات المتتخصصة للدراسات 
الأفريقية األتى تعقه تقازرح ببسص: 


2 وس ع سه م يقت 








كل أنواع هذا النشاط والمناقشات والدراسات واضحة 
تة ي واا السيامة الذولية حت تير خن 
الأول» ولا يمكن القول إن الدراسات الإفريقية ظهرت فقط 
فی قسم الدراسات» وإنما ظهرت أيضا فى قسم التقارير 
وفى الأقسام الخاصة بالشهريات وينشاط الأمم المتحدة 
والمنظمات الدولية والإقليميةء وفى القسم الخاص بالوثائق 
الدولية وفى عروض الكتب والمجلات الدولية. 












يضاف إلى هذا أن الدراسات الإفريقية المنشورة 
بأعداد المجلة لا نتحدد بصياغة العنوان للمقال أو التقرير 
المنشور فقطه إنما تظهر أيضا فى العديد من الدراسات 
والبحوث الخاصة بقضايا العالم الثالث واهتمامات الدول أ 
الإفويقية وشعويها, مثل الدراسات الخاصة بنزع السلاح | 
والمنظمات الدولية والإقليمية وتصفية الاستعمار والإعلان | 
العالمى لحقوق الإنسان وقضايا الدول التابعة ومشكلات | 
اللاجتين ومؤتمرات عدم الانحياز. وفى دراسات التنمية 
توان الدولية وحوار الشمال والجنوب وارتباطات | 
إفريقيا مع السوق الأوروبية المشتركة ... الخ. ظ 











ويمكن أن يتبادر إلى ذهن القارئ أن مستوى وتنوغ 
الاقتمامات بالدراسات الإفريقية قد تراجعت أو تضاءت | 
مكانتها بانتهاء الحرب الباردة أو باستقلال دول القارة 
ولكن الحقيقة والوقائع غير ذلك. فقد نشات مشكلات 
واناد فا وشاع مرفي ار لسديعن دااع 
البحث والدراسة, وإن كانت الموضوعات الراهنة غير ما 










سبق من موضوعات» والذی حدث هو أن الاستقلال أظهر 
مشكلات الحزب الواحد والاشتراكية والتنميةء ويعد انتهاء 
الحرب الباردة ظهرت مشكلات التحول الديمقراطى إلى 
القطاع الخاص ودور المؤفسسات المالية الدولية, كما أن 
الحديث متواتر الآن حول المعونات والمساعدات والقروض 
المقدمة من الدول المانحة والمؤسسات الدولية للدول 
الإفريقية. ومن ناحية ثانية؛ ظل العمل السياسى 
والعسكرى لتصفية الاستعمار والنظم العنصرية مستمرا 
حتى استقلال ناميبيا والتغيير الديمقراطى فى جمهورية 
جنوب إفريقيا فى النصف الأول من التسعينيات التى 
نعيش فيها حالياء وظهرت بجوار هذا الحروب الأهلية 
والصراعات الإثنية مثل ما حدث فى الصومال وليبيريا 
وسيراليون والسودان وأنجولا وموزمبيق ورواندا 
وبوروندى. ويجوار ما سبق من قضايا سياسية بدأت تظهر 
فى المقدمة قضايا المياه والتعاون الاقتصادى الإقليمى 
والدولى والقارى» وظهرت الدعوة إلى تشكيل أسواق 
مشتركة على مستوى إقليمى وقارى» وأنشأت منظمة 
الوحدة الإفريقية آلية فض المنازعات ... الخ وهذه كلها 
قضايا تفل صفحات الجلة وتحتل مكانا مهما فى تفكير 
أذآرة الكجلة الحالية: 


وأعتقد أن الاستطراد السابق كاف فى مجال التدليل 
على استمرار أهمية الدراسات الإفريقية؛ ولذلك نعود 
للحديث إلى بدايات إصدار المجلةء وأختار للعرض العددين 
الصادرين عام ٠٠٠١‏ (العدد الأول والثانى)»لقد اهتمت 
الجلة بقضية تصفية الاستعمار ونشرت مقالا عن قضية 
جنوب غرب إفريقيا (ناميبيا)؛ وقضية علاقة اللون 
والشعوب الملونة بالشعوب البيضاء والتمييز والتفرقة 
العنصريةء ونشرت مقالا عن الثورة فى البحر الكاريبى 
ومقالا عن المنظمات الأمريكية السوداء وصورة إفريقياء 
إفريقيا. ونشرت مقالا عن الإسلام فى إفريقياء وقضية 
الانقلامات العسكرية والعلاقات المدنية العسكرية والاختفاء 
امتوالى لنظم الحكم المدنية ونشرت مقالا عن هذا الموضوع 
وعرضت للتداول فى ذلك الوقت من نظريات وتة تفسيرات 
حول الظاهرة. ويجوار ماسبق؛ نشرت المجلة مقالا عن 
التسلل الإسرائيلى فى إفريقيا والعلاقات التى تربط 
e‏ عرق EAU‏ 
إسرائيل a‏ العنصرى فى جنوم 8# e‏ 
السابقة توضح الوعى والتنوع قا 4 
واستشراف قضايا المستقبل الذى أخذت به المجلة فى 
مجال الدراسات السياسية الإفريقية. 


Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 


ألرائت المصرجي للجامهة الإفريقية 
د. عبدالملك عودة 
العدد ٦‏ بتاريخ ١‏ يناير”197 


التقيت باسم هذا الرجل المصرى دوس محمد على" 
عدة مرات قبل أن أوليه اهتماما دراسيا عميقا. فقد ورد فى 
عدد كبير من الكتب التى عرضت تاريخ الدعوة إلى الجامعة 
الإفريقية ومؤتمراتها منذ المؤتمر الأول المنعقد فى لندن عام 
۰۰ (بان أفريكانزم) ومع ذلك لم يحظ مما كتب إلا 
بأسطر قليلة لا ترسم له دورا أساسيا فى الدعوة والحركة. 
ولما توافرت على دراسته تبينت مدى الظلم وعمق النسيان 
الذى لحق بسيرة هذا الرائد ودوره الكبير الذى بدا بمولده 
فى الإسكندريةء فحياته فى لندن» ثم فى أمريكا وأخيرا فى 
نيجيريا حيث توفى عام ١155‏ . 


وإذا اخترنا عينة من الكتب الأساسية فى موضوع 
الجماعة الإفريقية, لوجدنا جورج بادمور يذكره فى كتابه 
'الجامعة الإفريقية أو الشيوعية' فى سبعة أسطر خلال 
الحديث عن ماركوس جارفى الزعيم الزنجى الأمريكى؛ 
فيقول إن جارفى أمضى عدة سنوات فى لندن يتعلم من 
الوطنى المصرى المعروف دوس محمد على» وهو مصرى من 
أصل سودانى وكان يحرر مجلة "أفريكان تايمز اند اورينت 
ریفیو التى اشتهرت بعدائها للاستعمارء وكان دوس محمد 
على من أنصار الزعيم المصرى سعد زغلول باشا. ويقول 
كولين ليجون فى كتابه "الجماعة الإفريقية' إن دوس محمد 
على ربط اسمه ونشاطه بكفاح القيادات الأولى للجامعة 
الإفريقية» وانه مصرى من أصل سودانى وإن مجلته كانت 
منبرا للدعوة ضد الاستعمار. بينما يذكره ايسين اودم؛ فى 
كتابه عن القومية السوداء فى أمريكاء بأنه معلم ماركوس 
جارفى الذى تأثر بأفكار ونشاط دوس محمد على. وأخيرا 
تشير نشرة الانسيكلوبيديا أفريكانا إلى أنها ستضع اسمه 
فى سجل أعلام كتاب نيجيريا الذين تزمع هذه الموسوعة 
التأريخ لحياتهم؛ وتقول إنه محرر مصرى لعدد من المجلات 
النيجيريةء وانه داعية للدفاع عن الشعوب المظلومة 
الخاضعة للاستعمارء وإن اشهر ما أصدره من مجلات فى 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠.٠١‏ - المجلد 5٠‏ 








من أرشيف السياسة الدولية 













وقد راجعت عددا من المؤلفات العربية الخاصة بالحركة 
القومية المصريةء فلم أجد إشارة إلى اسم هذا الرائد إلا 
فى كتابين أولهما عنوانه "محمد فريد” تاليف الأستاذ عبد 
الرحمن الرافعى وقد ذكره فى معرض الحديث عن اعتقال 
الشبيه بلندن بالمرحوم محمد بك فرید عام ٤۱۹۱ء‏ قائلا إن 
من بين خطباء حفل التكريم كان دوس أفندى محمد رئيس 
تحرير مجلة الأفريكان تايمز. وثانى الكتابين هو اليقظة 
(الجزء الثانى) تأليف محمد صبيح: وقد أورد جزءا من تهدف هذه الدراسة إلى رسم الإطار العام للميادين 
مذكرات محمد فريدء وفيها ورد اسم دوس أفندى محمد التى تمارس إسرائيل فيها نشاطها إلى التسلل فى القارة 
فى مناسبة حفل تكريم للزعيم المصرى. الإفريقية» ولهذا يجدر بنا فى البداية أن نعرض للظروق 
1 والمناسبات التى هيأت الموقف لمثل هذا التسللء وما یترتں 
الميلاد والشباب : یمن ادم .ونی پو ا تاتی قاسو 
: اغلاق الأستقلال ومبائدة إسرائيل ا تراف بالد 
الصدر الأصلى لكل البيانات الخاصة بحياته وأفكاره الاق حالة ام لان ا ستقلالهاء وتبادل التمشيل 
هو سلسلة المقالات التى نشرها فى مجلة كوميت بنيجيرياء الدبلوماسى والقنصلى معهاء إلى جانب عرض رسمى منها 
يسرد فيها مذكراته فى الفترة ما بين عام ”197 الذى لتقديم الملساعدات لهذه الدولء ويرتبط بهذا الجولان 
صدرت فيه المجلة وعام 1145 الذى توفى فيه دوس محمد والزيارات التى تقوم بها وفود إسرائيلية على مستوى 
على. وهناك مصادر فرعية هى الإشارات والذكريات التى الوزراء والمسئولينء وفى مقدمتهم وزراء الخارجية والمالية 
يرويها من عرفوه وعاصروه فى إنجلترا وإفريقياء ويؤخز والاقتصاد والتجارة. 
منها أنه ولد عام 18717 من أسرة مسلمة سودانية الأصل وفى حالات أخرىء نجد أن عقد المؤتمرات اتخذ وسيلة 
کاکت تقيم فى مدينة الإسكندرية, وهو لا قوت تاريخ ليدء الارتباطات. ففى أحد المؤتمرات التى نظمتها الأحزاب 
ميلاده بالضبطء وإنما يذكر أن عمره كان ۱٩‏ عاما ين الاشتراكية والجماعات الاشتراكية الإفريقية المرتبطة بأفكار 
ضرب الأسطول البريطانى مدينة الإسكندرية عاء ب حزب العمال البريطانى والجمعية الفابيةء تقابل فى أكرا 
ا كن - 3-0 لمتحا كو i‏ الوفد الإسرائيلى مع رشيد كاواوا نائب رئيس حزب التاتو 
بمايو د ی ت ری ینت اف واب ری جریا زانیا انیا راهطا کی نیال 
ولهذا حمل الفتى اسم الضابط وأصبح اسمه المتداول ۵د الزيارات والتعاون. وفى مؤتمر منظمات الشباب الاشتراكى 
دوس محمد علی 0S۴‏ 5. التابعة لأحزاب غرب أورويا الاشتراكية والمنعقد فى 
e 5 : 8‏ إسرائيلء نمت دعوة جوزيف نيريرى (شقيق الرئيس 
وعندما بلغت سن الطفل تسخ سات قرر والده أن نيريرى) رئيس منظمة شباب حزب التانو لحضور المؤتمر 
يرسله إلى لندن ليتعلم هناك؛ وهذه النقطة تستلزم دراسة وأيضا تم التعارف وبدأت الارتباطات. وفى حالات متعددة, 
الوضع المالى للأسرة والوضع الفكرى لعقلية هذا الولد تستغل إسرائيل نشاط الوكالات واللجان التابعة للأمم 
الذى أرسل ابنه فى التاسعة من عمره ليتعلم فى لندن. المتحدة؛ إما بطريق مباشر عن طريق ضغوط الحركة 
والرأى الراجح عندى أن الوالد (وأسرته) قد وصلوا إلى الصهيونية وإسرائيل» وإما بطريق غير مباشر عن طريق 
الإسكندرية بحثا عن عمل أو بحكم الوظيفة إذا كان موظفاء ا للا سكن کروی کون رال اه 
ا کی سیا رلا ار ہیی انلام مجان دماین رن ا ا اا 
د ا 5 مس 00 الد عن شرب 28 : يريا الغربية رتبت له بعض المنظمات الدولية | 
ادا زی اعرا واس ادد |د تیو و إما ان الى جولة دراسية فى ميدان التعاونيات الزراعية, وبدلا من أن أ 
كان موظفا حكوميا أو كان موطقا فى الشركات أو البنوك يزور مشروع الجزيرة فى السودان أو غيره من المشروعات 
الاجنبية التى ملأت الإسكندرية؛ واشتغلت بتجارة التصدير الناجحة فى إفريقياء ذهب لزيارة إسرائيل؛ وهناك تم أ 
والاستيراد فى فترة ازدهار الرأسمالية الأوروبية فى الارتباط. وثمة حالة خاصة بنشاط الهستدروت (اتحاد 
نتصف القرن التاسع عشرء وتسابقها نحو الشرق فى عمال إسبرائيل) فى مختلف المؤتمرات العمالية المرتبطة 
ظل مبدأ الراية تتبع التجارة. وعلى كل حال فالوالد قد ادي عا اا کي اي الغر ف اغا و 
00 عدا نوع د اد چ . 2 ۰ ءال اله 
اتصل فكريا EW‏ ا وقرر أن يمنح أبنه تعليما كينيا في مؤتمر الاتحاد العالمى ا الحرة 
أجنبيا وانجتاي له إننن دون ر وزيادة على ذلك جرى نشاط مشترك بين الهمستدروة 
واتحاد النقابات العمالية الأمريكية وتم إنشاء المعهد 










التسلل الإسرائيلجه فج إفريقيا 
د. عبدالملك عودة 
العدد ‏ بتاريخ ١‏ أبريل 1975 

















































- 1M - ٠ بوليو 0 - المجلد‎ ١ 


| ا الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 










الآسيوى- الأفريقى فى إسرائيل لتدريب القيادات العمالية 
وشباب النقابيين» كما تنظم الهستدروت ندوات عمالية تدعو 
إليها زعامات نقابية من الدول الإفريقيةء ومن الأمثلة على 
ذلك ندوة التعاونيات التى عفدت عام ۸ . 

وفى مختلف صور هذا النشاط تستفيد إسرائيل من 
نفوذ الدول الاستعمارية السابقة فى القارة ومن نشاط 
سعى إسرائيل المتواصل لاستصدار قرار من منظمة 
السوق الأوروبية المشتركة بأن تتخذ إسرائيل مقرا لتدريب 
المبعوثين القادمين من الدول الإفريقية المنتسبة إلى السوق. 
والمعروف أن الدول الإفريقية المنتسبة إلى السوق عددها 
١‏ دولة» وقد أمكن لإسرائيل أن تحصل على هذه الميزة 
التى تقصرها معاهدة السوق على أعضائها الأصليين. 
وهذه الميزة التدريبية تتعلق بتدريب وفود مبعوثى الدول 
الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية المنتسبة إلى السوق. 
وبعد ذلك سرت على غير هذه الدول. كما تحاول إسرائيل 
أن تحضر (بصفة مراقب) اجتماعات ومؤتمرات بعض 
الوحدات الجزئية فى القارة الإفريقية» مثل منظمة التعاون 
الأفريقى المللجاشى (دول برازافيل)؛ ومنظمة التعاون الفنى 
الأفريقى واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم 
المتحدة. 

هذه المقدمة توضح لنا نقطتين هما: 

-١‏ إن إسرائيل تستغل العلاقة القائمة بينها وبين 
الكتلة الغربية استغلالا كاملا لتستفيد وتفيد» إلى جانب ما 
قدمة لها الشركة السهيوتية والشنخضيات النهونية 
والصهيونية فى العالم من مساعدات وتسهيلات. 

"- إن إسرائيل تحاول أن تؤكد لنفسها موقفا ذاتيا 
خاصا فى نطاق ارتباطها بدائرة المعسكر الغربى وعملها 
فى داخلهاء وليس أدل على هذا من أن إسرائيل هى 
صنيعة هذه الدول الاستعمارية ورأس حربة لها فى العالم 
الثالث عامة. ولكن فى نفس الوقت. تبنى إسرائيل لنفسها 
موقفا وخطا سياسيا وكيانا ذاتيا خاصا داخل التخطيط 
العام لهذه المجموعة الاستعمارية, وداخل هذا الهجوم 
السياسى الاستعمارى العام وهذا مايمكن أن نطلق عليه 
دور الشريك أو محاولة الوصول إلى مستوى الشريك. 


مواقف الكتل السياسية : الحورب 
كص عبدالملك عودة 
العدد ۲۵ بتاريخ ١‏ ينايرة 1917 








تقف افريقيا على عتبات يوم مجيدء وهذا بلاغ منها 
للبشر كافة بان موقفها السياسى تجاه قضية الشرق 
الأرسط يتحول إلى موقف شامل رتفییر عضوي يترك 
أثاره العميقة على الفكر الأفريقى العام ويطرح نتائجه على 





Scanned by CamScanner 












من أرشيف السياسة الدولية 


العلاقات الإفريقية المتبادلة داخليا فى القارةء والعلاقات 
الخارجية التى ترسم موقف إفريقيا الموحد تجاه سياسات 
الدول الأطراف الأخرى فى الصراعات الدولية المعاصرة. 

لقد صدرت یوم ۲۱ نوفمبر ۱۹۷۲ قرارات مجلس وزراء 
خارجية دول منظمة الوحدة الإفريقية استمرارا ونموا 
لتطبيق القرار التاريخى الذى أقره رؤساء وملوك دول 
المنطقة فى اجتماعهم بمدينة أديس أبابا فى مايوه ۱۹۷۳ . 
وفيما بين التاريخيين» ارتفع عدد الدول أعضاء المنظمة التى 
قطعت العلاقات مع إسرائيل إلى 7" دولة بانضمام ساحل 
العاج ويوتسوانا أخيراء فإذا أضفنا موقف غينيا بيساو 
وا لعضو الجديد بالمنظمة, أصبح العدد /” دولة تلتزم 
بالموقف الأفريقى الموحد» ولم يبق خارجا على الإجماع 
الأفريقى سوى أربع دول هى: موريشيوس وملاوى 
وليسوتى وسوازيلاند.. لم تتكلم واكتفت بصمت الرهائن.. 
لقد مضى التفاعل السياسى يأخذ مجراه داخل البنية 
السياسية الإفريقية فى صور فردية وجماعية» حتى استقر 
على قمة التفهم واستقراء حقائق التاريخ بقرارات مؤتمر 
وزراء الخارجية إعلانا عن المعنى الصحى لنتائج هذا 
التفاعل واستجابة الدول الإفريقية لحقائق العصر والقيم 
التى زرعتها حرب ١‏ أكتوير على الجبهات العربية ضد 
إسرائيل. ولهذاء فإن الموقف الأفريقى يعرض أمامنا 
مؤشرات ومعانى يجب أن نعرف قيمتها وهى: 

-١‏ الإقرار الإفريقى الجماعى بأن إسرائيل نظام 
حكومى عنصرى استعمارى يقف على قدم المساواة مع 
النظم العنصرية الاستعمارية فى القارة وهى جنوب إفريقيا 
وروديسيا والبرتغال بكل ما يترتب على هذا من معان فكرية 
وتطبيقية فى القارة وخارجها. 

- إن الموقف الأفريقى تجاه هذا التكتل الاستعمارى 
العنصرى فى هذه المنطقة من العالم الثالث هو المواجهة 
الشاملة وفرض حظر شامل واتخاذ إجراءات فردية 
وجماعية من أجل زيادة عزلة إسرائيل فى المجالات 
السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية. 

إن هذا الموقف الأفريقى الشامل يقر استخدام 
سلاح النفطء وهذا مؤشر بالغ الأهميةء فهو موجه فى 
إفريقيا إلى جميع الدول المنتجة وهى ليبيا والجزائر 
ونيجيرياء وهو موجه إلى جميع منظمات المناضلين والمقاومة 
الإفريقية فى عملهم العسكرى ضد منشات النفط فى 
المستعمرات البرتغالية. خاصة أنجولاء وهو موجه أيضا إلى 
جميع الدول العربية الآاسيويةء خاصة فى الخليج. كما تمتد 
الدعوة أيضا إلى إيران وإندونيسيا كدولتين إسلاميتين. 

4- اعتراف جماعى وتأييد تام باسم منظمة الوحدة 
الإفريقية بشرعية نضال الشعب الفلسطينى من أجل 
استعادة حقوقه الوطنية العادلة بكل الوسائل» ويعنى أن 
قضية فلسطين أصبحت فى الفكر الأفريقى العام على 









































السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 7.0.4 - المجلد ٤٠‏ 


هن أرشيف السياسة الدولية 





مستوى قضايا تحرير أنجولا وموزمبيق وغينيا بيساو 
وقضايا الشعوب الإفريقية المكافحة فى روديسيا وجنوب 
إفريقيا وياقى المناطق المحتلة فى القارة والجزر المحيطة 


.- كل هذه الإجراءات تستهدف التوصل إلى مواقف 
دولية تمتثل فيها إسرائيل وتستجيب لتنفيذ قرارات مجلس 
الأمن رقم NEY‏ وغيره من قرارات المنظمة الدولية الخاصة 
بالقدس وإقرار حل عادل ودائم لقضية الشرق الأوسط. 

- إقرار صيغة تنفيذية لتنسيق العلاقات المتبادلة بين 
منظمة الوحدة الإفريقية وجماعات الدول العربية من خلال 
عمل لجنة سباعية من الدول الإفريقية» وإن كانت مسئوليات 
اللجنة محددة ببحث إزالة آثار الحظر البترولى العربى عن 
الدول الإفريقية المؤيدة للموقف العربى العام» إلا أن إقرار 
ميداً التعامل المباشر بين المنظمتين الإقليميتين فى مثل هذا 
الظرف يقدم الإمكانيات لنشاط عدد من لجان التنسيق 
والعمل المشترك فى ميادين التعاون الاقتصادى والمواقف 
المشتركة ودعم وحدة العمل من أجل الأهداف المشتركة. 


قضايا الخلاقات الغربية - الأفريقية 
واستراتيجية مقاربتها 


د.عبدالملك عودة 
العدد ١14‏ بتاريخ ١‏ أبريل ٠٠١7‏ 





تنطلق العلاقات العربية - الإفريقية من مواريث تاريخية 
وتلك المصالح منذ تأسيس الجامعة العربية عام ١٤۹٠ء‏ 
بحيث عكس السلوك العربى منذ ذلك التاريخ اهتماما 
وسعيا حقيكين لتطوير لك العلآقات والياتها ومؤّسساتها 
بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة لطرفيها. 

إلا أن الواقع الراهن لهذا التعاون العربى - الأفريقى 
لا بخلو من نواقص واخفاقاتء. وقد انعكس إدراك 
اخفاقات هذا الواقع ومثالبه وكذا استمرار إدراك الترابط 
الحضارى بين الطرفين فى قرار القمة العربية رقم 5١١‏ 
بتاريخ +7 مارس ۲٠۰0١‏ وتشير ديباجة القرار إلى 
التماذج الحضارى والمصالح امشتركة التى تجمع ا 
العربية مع دول القارة الإفريقيةء وإلى الحرص على دفع 
مسيرة التعاون العربى الأفريقى وتفعيل آلياته وإزالة 
المعوقات التى تعترض مؤسساته. 

تكد فقرات القرار على ضرورة مواصلة الجهود 

پا الأفريقى وازالة العوائق التى 
ليذ التعاون العربى- الافريفى وإر دق 


Scanned by CamScanner 










تعترض اجتماعات أجهزته وتنفيذ البرامج المشترۍ 
ومواصلة الجهود لاستكمال الإجراءات الخاصة بإقان 
المعهد الثقافى العريى- الأفريقى ومباشرة مهامه, واتخاز 
الإجراءات الأقل نموا حسب تصنيف الأمم المتحرة . 
الاستفادة من قروض ومعونات المصرف العربى لتر" 
الاقتصاديةء وتعديل النظام الال اسي للصندوق العر ب 
للمعونة الفنية للدول الإفريقية لتشكل نشاطه الدرر 
العربية الإفريقية. إلا أن تفعيل هذا القرار وتحويله إلى 
إجراءات وسياسات عملية تستجيب لمعطيات واقع 
العلاقات العربية - الإفريقية إنما يقتضى تقديم قراء 
لتاريخ تلك العلاقات المعاصرة؛ قراءة تكشف عن فرص 
تلك العلاقات كما تكشف عن أسباب التطور وفى هزا 
الإطارء تأتى تلك الورقة باعتبارها طرحا أوليا وضروريا 
عن معوقات التعاون العربى -الأفريقى وسبل تطوره. 
النشأة المعاصرة للعلاقات العربية - الإفريقية: 
نشأت العلاقات العربية - الإفريقية فى إطار نظام 
تأسيس بإنشاء الأمم المتحدة عام ١٤٠٠ء‏ وما تلى هذا من 
انشغال الجامعة العربية والدول العربية المستقلة بقضايا 
تصفية الاستعمار الإيطالى فى القارة الإفريقيةء ثم تصفية 
الاستعمار الفرنسى فى المغرب العربىء وتزامن مع هذا 
النشاط العمل العربى فى مؤسسات الأمم المتحدة مثل 
الجمعية العامة ومجلس الأمن ومجلس الوصاية.. الغ 
وما صدر عن الأمم المتحدة من قرارات خاصة بإعلان 
منح الاستقلال للبدان والشعوب المستعمرة عام ,151١‏ 
۴ ... الخ. 
وفى كل هذه الأنشطة والتفاعلات. كان الدور العربى 
موجودا تمثله الدول العربية المستقلة عند إنشاء الأمم 
المتحدة والجامعة العربيةء وقد نما هذا الدور بازدياد عدد 
الدول المستقلة عربيا وإفريقياء وهذه حقيقة مهمة لان 
التفاعلات والمعاملات بين الجانبين تصضباعدوت ونمت مع 
سول الدول العربية على استقلالها ودخولها إلى معترك 
العلاقات العربية - الإفريقية وقضاياها المستمرة أو 
الطارئة على المسرح الدولى والإقليمى. 
ساف إلى هذا الاعتبار أن دول الجناح الأفريقى من 
الوطن العريى كانت أسبق تاريخيا للتفاعل والتعامل فى 
ساحة العلاقات الإفريقية المعاصرة: وأن دول الجناج 
الأسيوى من الوطن العربى دخلت الساحة فى اعام 
السجمينيات من القرن الماضى. وأن اجتماع القمة الع 
ا الأول بالقاهرة عام 15177 ضم الدول العرييا 
> العدد من جناحى الوطن العربى. ومثل هذا يقال 
بالمعنى الن م 
¥ انوع على الدول الإفريقية, لان مجمل عد 
3 و كت + 5 3 بيا 
الإفريقية كان +> دولة. طا سي. ا 

















































وحدة الدولة أو الانفصال 
د.عبدالملك عوطم 
العدد؟١٠‏ بتاريخ ١‏ يوليو 1991 





ترصد هذه الدراسة نظرة وسياسة نظام الحكم 
المركزى فى العاصمة السودانية تجاه وضع إقليم وقضياً 
جنوب السودان منذ غزو جيش محمد على باشا وظهور 
كيان الدولة السياسى الموحد اعتبارا من عام 187١‏ , ثم 
قيام الدولة الوطنية فى السودان عام ١٥۹٠ء‏ وما بعد هذا 
من تطورات وأحداث تتوالی وتتفاعل حتی عام ۱۹۹۲ 
وعلى الجانب الآخر من عملية الرصد والعرضء نتابع 
مواقف وآراء الجنوبيين السودانيين ورد الفعل المتغير تجاه 
سياسة الدولة فى نفس هذه الفترة الزمنية. ولذلك سوف 
تقتصر الدراسة على ما يتعلق مباشرة بأوضاع الإقليم 
الجنوبى ونمو الفجوة الاجتماعية والثقافية بينه وبين شمال 
السودان» وما ترتب على هذا من فجوة سياسية ونزاع 
عسكرى ممتد من عام ١155‏ حتى اليوم. وفى التمهيد 
للدراسة: قرئ وجوب تحديد اللستطلضات المتداولة فى 
دراسة هذا الموضوع» وذلك تحديدا لمواقف تجاه الموضوع 
على النحو التالى: 

١‏ - لقد تم تأسيس المصطلحات الجغرافية 
والأنثروبولوجية؛ ومن ثم تداولت بالاستعمال فى الدراسات 
السياسية:. ومن بين هذه المصطلحات جنوب السودان 
وشمال السودان: والقول إن شمال السودان عربى؛ 
وجنوب السودان إفريقى زنجى.. وما يتفرع عن هذا من 
معان أو إضافات أو تفسيرات. ومع قرارنا بأن دارسى 
الجغرافيا والأنثروبولوجيا قد وضعوا تعريفات محددة لكل 

م فى دائرة اهتماماتهم الأكاديمية؛ إلا أن نقل 
المصطلح وتداوله فى الدراسات السياسية والإعلامية قد 
ترتب عليه تثبيت صورة غير حقيقية عن انقسام السودان 
بصورة شبه مطلقة إلى شمال وجنوب» وتنميط السكان 
ثقافيا وإثينا ولغويا وحضاريا طبقا لمدلولات هذا المصطلح, 
ثم نّ تس ٠استخر‏ اج مؤشرات ودلالات سياسية واجتماعية 
ب كفس لفسا لكاو[ والسقيةة انه 
ا 2 ا : قبائل Ex‏ بشرية ولغوية وإثنية 
داخل السودان تعيش قم و pk ê a‏ 
ودينية لا تعبر عنها هذه الصورة د 0-26 
شمال وجنوب. 

EEE IN,‏ السودان لايمكن ارد القضية 

الوحيدة داخل البلاد» وفى هذا المجالء نشير للتالى: 





- ۱41 - 


Scanned by CamScanner 








من أرشيف السياسة الدولية 










أ- فى شمال السودان يعيش شعبه النوية (النوبيون) 
فى جمهورية مصرء وفى شرق السودان تعيش قبائل البجة 
(البجاة) ولها امتدادات وقرايات إثنية ولغوية مع قبائل 
تعيش فى مصر وفى إرتيريا. وفى غرب السودان تعيش 
شعوب وقبائل مثل الفور والنوياويين (سكان جبال النويا) 
وهم على اختلاف إثنى أو لغوى أو دينى مع باقى سكان 
شمال السودان. ولهم -أيضا- امتداد وقرابات إثنية 
ولغوية مع قبائل تعيش فى تشاد وبعض مناطق غرب 
إفريقياء أما فى جنوب السودان فتوجد أكثر من )5.٠0(‏ 
قبيلة متعددة اللغات والأديان والأصول الإثنية» ولهم بوجه 
عام امتداد وقرابات إثنية ولغوية ودينية مع قبائل وشعوب 
تعيش فى جمهورية إفريقيا الوسطى وزائير وأوغندا وكينيا 
وإثيوبيا. 

ب- بالنسبة لدلالات ومؤشرات الإحصاءات» يقرر أول 
تعداد للسكان فى عام 1557 بأن البلاد بها 07 قبيلة, 
وأنهم يتحدثون ١١5‏ لغة مكتوية ومنطوقة:؛ ومن بين هذه 
اللغات توجد ٠.‏ لغة فى جنوب السودان. ويالنسبة 
للأصول الإثنية » يتضح أن /5٠‏ من إجمالى السكان عرب 
أى ينتسبون إلى قبائل عربية» وأن 7٠‏ من إجمالى السكان 
جنوبيون من أصول أفريقية:. وأن ؟١١/‏ من السكان من 
قبائل فى غرب إفريقياء وأن /”٠١‏ نوياويون ويجاة؛ وأن "/ 
نوبيون» وأن ”77 أجانب ومولدون. ويالنسبة للتقسيم اللغوى 
فى البلد» فإن ٠١‏ من السكان يتكلمون العربية» و۸٤/‏ 
يتكلمون لغات ولهجات أخرى. 

والتحفظ الواجب إثباته أمام هذا التنوع الثقافى 
والاجتماعى هو ما يتعلق بدقة الأرقام وصحتها وماحدث 
بشأنها من تطور وتغيير منذ ذلك التاريخ البعيد. 

ج- شهدت جمهورية السودان منذ السبعينيات وحتى 
اليوم آثار أزمة الجفاف والتصحر وماترتب عليها من 
انتقال السكان من أماكن إقامتهم, وما قدم إليها من 
هجرات عبر الحدود الدولية من غرب إفريقيا ومن إثيوبيا 
وإريتريا. إضافة إلى هذاء ظهرت آثار ونتائج النزاعات 
المسلحة والحروب الأهلية التى دارت فى السودان والدول 
المجاورة طوال الفترة الزمنية السابقة. وهذا مؤشر تضاف 
نتائجه إلى التنوع والتعدد الثقافى والاجتماعىء وما يترتب 
عليه من عدم استقرار سياسى واقتصادى. 

البعد التاريخى أيضا له دلالات بالنسبة لقضية 
جنوب السودان» فهى تعتبر جزءا من التراب الوطنى 
السودانى؛ ومن ثم فهى جزء من الوطن العريى. وسوف 
نجد هذه الدلالات وما يرتبط بها من نتائج ومعان خلال 
المناقشات والآراء المنوعة التى طرحت بشأن دستور الدولة 
وخيارات الانتماء والهوية للوطن السودانى. ويحدد هذا 














































السياسة الدولية المدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد 4٠١‏ 





من أارشيف السياسة الدولية 





البعد التاريخى النقاط التالية: 

أ- إعلان استقلال جمهورية السودان يوم أول يناير 
1 ؛ وانضمت فى نفس العام إلى جامعة الدول العربية. 
ويهذا الانضمام إلى عضوية الجامعة. أصبحت جميع 
أقاليم الدولة بما فيها الجنوب جزءا من التراب القومى 
العربى. 

ب- تم استقلال جمهورية السودان على أساس الحدود 
الموروثة عن عهد الحكم الأجنبى الذى سبق عهد 
الاستقلال. وفى ظل الحكم الأجنبى؛ كان الاتجاه الإدارى 
والسياسى هى إنشاء نظام إدارى وعسكرى وثقافى 
منفصل فى منطقة جنوب السودان. وكان هناك اتجاه 
سياسى سائد لدى الإدارة الإنجليزية فى ظل الحكم 
الثنائى إلى فصل جنوب السودان فى صورة دولة مستقلة 
أو ضمه لأوغندا وشرق إفريقيا. ولكن السياسة الإنجليزية 
لمناقشة مستقبل الجنوب. وكان قرار المؤتمر هو بقاء 
المديريات الجنوبية جزءا من السودان. ومعنى هذا من 
الناحية القانونية أن قرار ۱۹٤١‏ هو الذى أدى إلى اعتبار 
مديريات جنوب السودان جزءا من التراب الوطنى 
السودانى. 

ولهذين القرارين نتائج وأبعاد تاريخية وتنظيمية 
وسياسية تتشابك مع تعقيدات وتطورات قضية جنوب 
السودان طوال هذه الفترة محل الدراسة. 

أولا - سياسات الحكم الأجنبى تجاه قضية 
جنوب السودان: 

يغطي هذا القسم تطورات وأوضاع الق 2 لقضية فى ظل 
الحكم المصرى- العثمانى والحكم الثنائى المصرى- 
الإنجليزى: 

: فى ظل الحكم المصرى- العثمانى‎ -١ 

فى عام ANNs‏ غزت : جوو سفت على باشا 
| ودان» وتم التوسع على فترات حتى تكونت 
الإمبراطورية المصرية فى إفريقيا فى عهد الخديو 
إسماعيلء. والدراسات التاريخية الموثوق بها (مصرية 
وسودانية) تشرح تطور الأوضاع والأحداث, وجملة القول 
إدازما مدنا وعسكريا فى السودان تابعا للحكومة المركزية 
فى القاهرة. ويقوم على دور المدينة فى حكم الأقاليم والى 
إقامة حاميات عسكرية فى مناطق معينة؛ والى مد خطوط 
المواصلات البرية والنهريةء وإلى فتح طرق اح 
طرق التجارة عبر السودان وغرب إفريقيا إلى الشنمال 
وا 4 4 الأقرياتى: واضافة الى هذاء بدا الاهتمام بكشوف 
o‏ المجلد .1 


2.1 اادد ١1١‏ بولبو 


Scanned by CamScanner 


- 4 - 






منابع النيل. وفى هذا المقام. نشير إلى موضوع تى | 
العاج وتجارة الرقيق» وانه على الرغم من الإلغاء إل "ل 
لتجارة الرقيق فى عهد الخديو إسماعيل إلا أن الور 
الفعلى يدل على استمرار وتوسع تجارة الرقيق هى ؟ | أ 
فاطق شال و سط السوةان. ع 

وتضيف المصادر السودانية أن القبائل الجنوبية | 
كانت تسيطر على الممرات المائية الجنوبيةء وأنها كانت ز 
حالة استقلال عن السلطات والممالك السودانية 
سلطنتى سنار ودارفور. ولكن بعد الفتح المصرى للسودان, 
تمت السيطرة على مناطق الجنوب تدريجياء وبذلك ظهر 
الكيان السياسى العام لدولة السودان. وتشير بعض 
المصادر السودانية إلى أن نتائج هذه الحروب والتجمع 
العسكرى فى الجنوب للسيطرة عليه قد بذرت بذور الريبة 
والعنف والكراهية والمقاومة فى العلاقات المتبادلة والمنظة 
لأول مرة بين الشمال والجنوب. 

ومن جانب آخرء نشير إلى تجنيد أبناء القبائل 
والشغوب النبودائية فى الجيش المصرى. خاصلة بعد :عبر 
محمد على باشاء وترتب على هذا ظهور ظاهرة الجهادية 
التى يشير إليها الؤرخون فى اللؤسسة العسكرية الصرية 
وفى ظل الدولة المهدية. كذلك ظهرت أيضا فى جيوش تجار 
الرقيق الكبار والتى قامت على أساس ظاهرة الجهادية. 

ولكن الظاهرة التى تلفت النظر هى بدء تحركات بعثات 
التبشير فى مناطق للسودان» وتشير بعض المصادر 
التاريخية إلى أن البداية كانت فى أعوام الأربعينيات من 
القرن التاسع عشرء وأن هذا النشاط توجه ابتداء إلى 
جنوب السودان وغيره من الأقاليم البعيدة عرقيا عن الوسط 
والشمال والسودانى» حيث كان الدين الإسلامى والثقافة 
العربية لهما السيادة. وتستأهل هذه النقطة نظرة 
جيوبوليتيكية لكشف أسباب تكثيف النشاط التبشيرى فى 
جنوب السودان وغيره من الأقاليم الواقعة جنوب الصحراء 
الإفريقية بالمعنى الجغرافىء وتدل النظرة الفاحصة على أن 
هذه المناطق هى الخط أو الموقع الذى يمكن عنده مواجهة 
انتشار الإسلام, وهى أيضا نقط وثوب لفتح الطرق إلى 
وسط وشرق إفريقياء حتى يمكن التمركز داخل القارة 
لواجهة انتشار الإسلام القادم عبر المحيط الهندى والمتقدم 
من سواحل إفريقيا الشرقية إلى وسط إفريقيا بالمعنى 
الجغتراقي العام. ومن ناحية أشي اك هذه الفتزة 
ر التى شهدت التوسع فى النشاط التبشيرى فد 
هن أيضما وتزامنت مع التسابق الاستعمارى الأوروبي 
التتصبيع إفريقيا والذى بلغ ذروته بعقد مؤتمر برلين 1444 
































وقد شهدت هزه الفترة أيضا نتاة الت اء وتطوير 
اشاليب العثق الفسكرى المون نيط 































والمدفع..الخ وكل هذه العوامل تفاعلت وتشابكت وتركت 
أثارها على وحدة القبائل وهجراتها وانتقالاتها من منطقة 
إلى أخرى؛ وإ كتشنان العداوات والنزاعات وتعميق مواريث 
الكراهية والريبة والشك؛, وهذا تم فى ظل التوسع نتفر 
فى التجارة والنهب للمؤارد الإفريقية المنوعة, وكذلك تجارة 
الرقيق التى شارك فيها تجار من جنسيات وأصول افريقية 
وأوروبية وآسيوية وعربية. 

۲- فی ظل الحكم الثنائی الملصری- الإنجلیزی: ارتبط 
إقرار الإدارة الثنائية وسيطرة بريطانيا نهائيا على الغالبية 
العظمى من مناطق حوض النيل؛ بتسويات الصراع الدولى 
فى مناطق أعلى النيل بين إنجلترا وفرنسا وبلجيكا والمانيا. 
وذلك لتحديد مناطق النفون الأثيوبى: وها تبقى من مناطق 
النفوذ المصرى بعد الاحتلال الإنجليزى لمصر. ونة ردكي 
هذا المقام إلى المشروعات الإمبراطورية التى بموجبها 
حاولت بريطانيا السيطرة فى إفريقيا ابتداء من جنوب 
إفريقيا وامتدادا نحو الشمال إلى مناطق روديسيا 
ونياسالاند ثم أوغندا والسودان حتى مصر. وكان 
يصاحب هذه السيطرة خطط وتصورات لمد طرق السكك 
الحديدية عبر القارة الإفريقية (أفكار سيسل ردوس). 
ويتوجب فى هذه الفترة الإشارة إلى أن السودان قبل إقرار 
الإدارة الثنائية قد شهد قيام الحكم الوطنى فى ظل الدولة 
الإسلامية لنظام الحكم وللقائمين بإدارة البلاد وتسيير 
عاافاتها الدآهلية والخارجية وان القؤرة الومةفن 
السودان كانت حركة وطنية فى إطار مفهوم الجامعة 
الإسلامية ولمقاومة الغارة الأوروبية على العالم الإسلامى. 
وتشير بعض المصادر السودانية إلى أن القبائل الجنوبية 
الكبرى قد قاومت سيطرة الدولة المهدية بعد ار الم 
المصرى العثمانى: وقاومت أيضا امتداد الحكم الثنائى إلى 
مناطق الجنوبء ولكن هذه المقاومة انهارت وتمت السيطرة 
الكاملة للإدارة المركزية من العاصمة السودانية فى ظل 
الحكم الثناتى: 

وفى عهد الحكم الائ تم رسم وتنفيية شيكة 
للمواصلات البرية والسكك الحديديةء وتم تطبيق نظام 
التحكم غير المباشر لإدارة القبائل والتجمعات البشرية عن 
لوي ؛ساء و “عماء ونظار القبائل. كما تم تحديد وتنرسيم 

i EO ET RO E ae 
الحدود السياسية للسودان المصرى - + ج ا کل‎ 
مجموعة من الاتفاقيات مع الدول المجاورةء والقوى جي‎ 
السيطرة على البلاد والمناطق المجاورة للسودان. وبالنسبة‎ 
ت فقد عاودت الضغوط للعودة إلى‎ i EEN 
لبعثات التبشير المسيحيةء و لعودة إل‎ 
السودان فى ظل الدولة المهدية.‎ ٠ 5 ۱ 
: 9 السودان بعد طردها من لسودان‎ 
5 e وأخيرا خاک الإدارة الحكومية لها‎ 
هيدان الدين والت عليم» مع تقسيم الإقليم لجنويبى إلى‎ 


5 : د e‏ ال 3 


















































Scanned by CamScanner 


من ارشيف السياسة الدولية 










والأمريكية» ومع ملاحظة أن الكنائس الشرقية لم يكن لها 
نصيب فى هذا التوزيع والتخصيص الوظيفى والجغرافى. 

وفى مينفان التنظيم والإدارة: اصدرت الحكومة 
البريطانية عدة قوانين ولوائح لتنظيم أوضاع الجنوب فى 
العشرينيات من هذا القرن: مثل قانون الجوازات والهجرة 
وقانون المناطق المغلقة وقانون الرخص والتجارة:؛ وتم تطبيق 
هذه الأوضاع أيضا على مناطق أخرى من السودان 
بمستويات منوعة» وهى دارفور وكردفان والجزيرة وكسلا. 

ويالنسبة للمديريات الثلاث الجنوبية» نجمل فيما يلى 
أثار ونتائج هذه التطبيقات والسياسات: 


أ- التعليم وتكوين النخبة الجديدة: ارتبط التعليم 
بالنشاط الكنسىء وتم وضع مناهج ومقررات دراسية 
للتعليم الابتدائى والفنى: وتوقف التدريس باللغة العربية 
وأصبحت اللغة الإنجليزية هى لغة التعليم» ومع مرور الزمن 
تمت تصفية الخلاوى والمدارس العربية:» ومنع تعيين 
مدرسين يأتون من شمال السودان. ومن ناحية ثانية» بدأت 
محاولات تطوير اللغات واللهجات القبلية وكتابتها بالأبجدية 
اللاتينية وتعليمها للطلاب. كما أصدرت الكنائس والمراكز 
التبشيرية صحفا ومطبوعات للتداول فى منطقة 
الجنوب..الخ. 

ب- الجيش والبوليس: تمت تصفية التنظيم العسكرى 
السودانى المتبقى من عهد دولة المهديةء وتم إلحاق الضباط 
السودانيين الشماليين والمسلمين فى قوات الجيش المصرى 
التى حددت اتفاقية الحكم الثنائى حجمها ووظيفتها فى 
السودان. ومنذ عام ٠۹٠١‏ » بدأت السياسة البريطانية فى 
إنشاء تنظيمات عسكرية بوليسية خاصة فى الجنوب 
ومنفصلة عن تنظيمات شمال السودان: ويلغت هذه 
۷ وعين لها ضباط إنجليز للتدريب وللقيادة» واقتصر 
اختيار الجنود فى الفرقة على أبناء القبائل الجنوبية ومنع 
تجنيدهم فى قوة جيش السودان (الشمال). وأيضا تم 
ا الشرط وصزاس السيجون الخناضصة 
بالإقليم الجنوبى من أبناء الجنوب دون أن ينضم اليهم أحد 
اه و لجنوب دون أن ينضم إليهم 

ج- الإدارة المدنية: تم إنشاء تنظيم إدارى جنوبى من 
حيث الأفراد والعاملون ومن حيث النطاق والمدى الجغرافى 
للإدارة» وصدرت قوانين ولوائح تنص على تعيين الجنوبيين 
وخريجى المدارس الجنوبية فى إدارة الإقليم, كما صدرت 
جداول خاصة للمرتبات وللتعيينات وللترقيات» وهذه 
الأوضاع جميعها منفصلة عن الأوضاع التى تم ترتيبها فى 
شمال السودانء وأيضا نصت القوانين على عدم تعيين 
الجنوبيين فى الجهاز الإدارى فى الشمال. 

د- البيئة الاجتماعية والاقتصادية: تمت تغييرات فى 








السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد 4٠‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 






تكوين هذه البيئة نتيجة لما سبق من تنظيمات: وأيضا لعدد 
من الإجراءات مثل تحديد العطلة الأسبوعية بيوم الأحد, 
وفرض اللغة الإنجليزية لتكون لغة التعامل والتواصل-17مآ) 
Franca)‏ 4 ومنع الزى الشمالى وهو الجلابية 
والعمامة البيضاء ومنع بيعه فى المحلات التجارية, 
وإصدار عدد من اللوائح والقواعد المنظمة للاتصالات 
الإنسانية بين سكان الشمال وسكان الجنوب» وكذلك تم 
إخراج التاجر الشمالى من السوق الجنوبية نهائياء وتم 
إنشاء عدد من المشروعات الزراعية ومشكلات الخدمات 
فى إطار تصور اقتصادى منفصل للإقليم الجنوبى عن 
شمال السودان ... الخ. 
ومعنى ماسيق هو أن مؤسسات وأجهزة الاندماج 
والتكامل الوطنى قد عطل وجودها وتأثيرها فى الحاضر 
وفى المستقبل المرد > ولهذا ساد فى الكتابات التاريخية 
والسياسية أن سياسات الحكومة البريطانية كانت هى 
الاتجاه نحو فصل الجنوب فى صورة دولة مستقلة أو فى 
صورة اندماج ووحدة مع أوغندا وشرق افريقيا. ويالإضافة 
إلى هذاء فإن استعمال اللغة الإنجليزية فى الجنوب أصبح 
وسيلة التواصل بين النخبة والإدارة ونظرا لعدم وجود لغة 
أخرى تنتشر بشكل عام؛ فقد أصبحت أيضا لغة التعامل 
والتواصل بين النخبة الجديدة وقواعدها الشعبية والقبلية, 
وهذه النقطة فيها اختلاف عما حدث فى شمال السودان 
فقد تحولت اقسام مهمة ومؤثرة من النخبة السياسية 
والإدارية والمهنية إلى استعمال اللجنة الإنجليزية كأداة 
للتواصل وللتعامل فيما بينها وبين بعضها بعضا ومع 
الإدارة الإذ د نجليزية أيضاء ويرجع ذلك إلى أن عددا من 
مؤسسات التعليم خاصة التعليم العالى» كان يستعمل اللغة 
الإنجليزية أداة ولغة فى مجال التعليم» ومع ذلك ظلت اللغة 
العربية هى أداة التواصل والتعامل بين النخبة ويين 
قواعدها الشعبية والقبلية فى أغلب مناطق شمال السودان. 
وهذه نقطة انطلاق سوف تظهر آثارها ونتائجها مع بدايات 
الحركة الوطنية ومطلب التحرر الوطنى ثم قيام الحكومة 
الوطنية فى السودان بعد الاستقلال. 


“- مؤتمر جويا عام 19147 : 

بعد اتتهاء الحري العالية القائرة, امت حكونة حزت 
العمال فى بريطانيا بتطبيق سياساتها الخاصة بتصفية 
وتحويل الإمبراطورية إلى كومنولث يجمع شعويا ودولا 

تقلة. وفى نفس الفترة؛ كانت الحركة الوطنية السودانية 
فى الشمال قد صعدت من نشاطها وضغوطها ضد 
السياسات الإنجليزية فى البلاد» خاصة فى مناسبة قيام 
الك اثرة البريطانية بإنشاء المجلس الاستشار ى ثم الجمعية 
التشريعية فى شمال السودان. وعلى الجانب الآخر من 
الصورة: كانت المد لملحتمعات التبشيرية وحلفاؤها من 


> تست اعدد يَوليْقَ 50 -- المجلد 


Scanned by CamScanner 








e 





الإداريين فى حكومة السودان وفى أجهزة الحكم فى لنرر 
يتوق ناجل الین جا تسو قصال تیب اا 
عن اتشمال. وقى هذا الج العام وفى إطار ٠:.‏ "ن 
يران 
الساحة الإقليمية والدولية وتصاعد قوة الحركة الوط 
المصرية؛ قررت الحكومة البريطانية مناقشة الموقف واتزار 
قرار بشأن بدائل المستقبل فى الجنوب, وبدون دخول فى 
التفاصيل إذ هى موثقة فى المصادر الممنوعة عن ك 
الفترة تقرر عقد مؤتمر فى مدينة جويا فى يونيو 1141, 
وحضر المؤتمر عدد من الإداريين الإنجليزء و/1١‏ زعيما م. 
رؤساء القبائل ونظارها فى الجنوب» وا من أبناء شمال 
الننؤدان: وتفسرح البراسات الكتازيشية والسياس : 
السودانية تفاصيل عقد المؤتمر ومناقشاته وقراراته وفى 
هذا المؤتمر تأكدت رغبة أبناء الجنوب فى بقاء جنوں 
السودان فى وحدة سياسية مع الشمالء ورفض أفكار 
ودعوات الانفصال أو الوحدة:؛ أو الوحدة مع أوغندا وشرق 
إفريقيا. وفى هذا الإطارء نشير إلى الملاحظات التالية: 

أ- بصدور قرار مؤتمر جوياء تنتهى فترة الانفصال 
الأولى بين الجنوب والشمالء إذ صدرت عقب ذلك قرارات 
عدة تفتح الحدود وتبيح الانتقال بين الشمال والجنوب فى 
البلاد. 


ب- طرح بعض أبناء الجنوب خلال المناقشات الشكوك 
والريبة والمخاوف الموجودة فى نفوسهم تجاه أبناء الشمال. 
وتأسيسا على ذلك» ظهر مطلب الفيدرالية بين الجنوب 
والشمال الذى منح الجنوب أوضاعا متميزة أو خاصة فى 
مجال الحكم الذاتى وذلك لضمان ١‏ لمستقيل الذى سوف 
يجمع بينهما فى إطار السودان الموحد وهذه الآراء سوف 
تظل موجودة بعد ذلك فى كل الحوارات والمناقشات التى 
تجمع بين الجانبين خاصة بعد إعلان الاستقلال. 
السياسة الإنجليزية موقفها تجاه إبقاء الجنوب فى إطاد |ً 
السودان بدون الاتجاه نحو الانفصال؟ هناك مجموعات من 
التفسبيرات ترد فى المصادر المتعددة عن هذه الفترة؛ ومن 
بينها وجود مصاعب وعقبات عملية فى ضم الجنوب إلى 
أوغندا (الباجندا)ء لأن الضم معناه تغيير موازين القوى 
الاجتماعية والقبلية داخل أوغنداء إن إن القبائل الشمالية 
فى أوغندا هى إمدادات وقرابات إثنية لقبائل جنوب 
السودان: ويري اعبد السياسيي ايدان رهی ابل 
البر- أن بريطانيا باعت الجنوب مقابل تأييد الشماليين لها 
ولسياساتهاء ولولا هذا الإجراء لانعقد لواء الفوز للعناصر 
الموالية لمصرء ولازداد المناصرون لمصر فى ذلك الوقت | 
التصاقا بشعار وحدة وادى النيل. 
ولكن التفسير الراجح عندى هو أن السياسة البريطانية 
فى تلك الفترة كانت ترى أن المصالح البريطانية المستقبلية | 



























































- ۱۹4€ - 6 


ا 


| تحقق بمنح المستعمرات استقلالها بأسلوب جديد هو 

ل تسد" بدلا من الأسلوب القديم فرق تسد . ویساند 
هذا الرأى أن تلك الفترة التاريخية شهدت عددا من 
الشروعات البريطانية لإنشاء اتحادات سياسية فى 
تعمراتها استعدادا وتمهيدا لاستقلالهاء مثل اتحاد 
وسط إفريقيا واتحاد شرق إفريقياء واتحاد ولايات الملايى, 
واتحاد إمارات الخليج, واتحاد عدن والمحميات, واتحاد 
نيجيريا الفيدرالى» وقد نجحت هذه المشروعات فى بعض 
الحالات الأخرى. 

ويضيف السيد ابل البر فى هذا المجال: أن الوضع 
الجغرافى والاقتصادى فى ذلك الوقت فى الجنوب يجعل 
مستقبل تطوره مرتبطا بصورة لا فكاك مها بالشمال 
المستعرب المنتمى إلى الشرق الأوسط. 








- وعلى الرغم من أهمية الإعلان القانونى الذى ترتب 
على قرار مؤتمر جوياء إلا أنه يجب تقييم رد الفعل فى 
الجنوب عند المٌوبسسات التبشيرية والتعليمية والأجهزة 
الإدارية» والبحث عن الإجراءات التطبيقية والتنظيمية التى 
قامت الحكومة الإنجليزية بتنفيذها تطبيقا لهذه السياسة 
الجديدة بعد مؤتمر جويا 1۹٤١‏ . 

لقدقناوست البحكات:الفيشيرَية والتعئيسية مه السياسة 
الجديدة بالرفض وبالكلمة المكتوية ويحشد الرأى العام بين 
النقبة الجعودة فى اتجتوي. .والتراساك التشورة تشرحع 
هذا بالتقصيل والوكائق..ومع تطوى اهداق قاض تقد 
عقد اتفاقية ٠۹١۳‏ بين بريطانيا ومصرء سوف تظهر 
تفاعلات وآثار هذه الاتجاهات بين أقسام النخبة المدنية 
والعسكرية الجنوبية. ومن التائهية الثانية. فإن الحكومة 
الإنجليزية لم تقم بإجراءات أو تغييرات أو تطبيق سياسات 
جديدة على مستوى الإدارة أى التنظيم فى مديريات 
الجنوب» إن فيما يتعلق بتنمية الوظائف أو مدى الدور الذى 
تقوم به مؤسسات الاندماج الوطنى داخل السودان بوجه 
عا ah,‏ تعن الدارسين السودانيين إلى أن تمثيل 
الجتويبية قن الحسعية التشريعية ظل ضعيفا أو كان فى 
صورة رمزية للدلالة على وجودهم فقط. 

غيرت الثورة تركيب ومفاهيم النخبة الحاكمة فى مصر, 


وظهر تحالف النخبة العسكرية المدنية المصرية الجديدء 
وتجاه النظرية المصرية للسودان» وتصوات دياه 
المصرية من التمسك التقليدى بحق الفتح ووحدة وادى 
الئيل تحت الحاج الم رى إلى إعلان فيدا حق خرير 
المصير وضرورة 5 تطبيقه فى السودان لتقرير: مستقيله 
إلى عقد اتفاقية السودان بين 
. والمصادر التاريخية الثقات 


بشأن الوحدة مع مصر 
الفكرى ظهرت فى التوصل 





Scanned by CamScanner 





نورد هذه الملاحظات التى تتعلق بموضوع الدراسة, وهى: 

أ- اعتبرت السياسة المصرية والنخبة الجديدة الحاكمة 
أن إلغاء النظام الملكى وطرد أسرة محمد على من البلاد 
إنما هو تعبير واضح عن موقف الشعب المصرى تجاه 
المظالم والاستبداد الذى فرضته هذه الأسرة الحاكمة على 
شعب مصر وعلى شعب السودان. وإن ما يقال فى بعض 
الذوائر السودانية عن الغزى المصرى أو الاستعمار المصرى 
إنما هو تعبير خطأ,ء لأن الأسرة المالكة السابقة فرضت 
سياساتها على الشعبيين بقوة السلاح» وأنها استغلت اسم 
الشعب الضرى فى السنيطرة على شعب السوداق: كَمَا ان 
الطرح الفكرى المصرى الجديد» وهو حق تقرير المصير فى 
استفتاء حر لشعب السودان» هو الأساس والمنطلق الثابت 
لأى علاقة مستقبلية بين الشعبين والبلدين منذ ٠٠١١‏ . 

ب- إن عدم دعوة أى مواطن من أبناء جنوب السودان 
للانضمام إلى الاجتماعات والمفاوضات التى تمت بين 
الحكومة المصرية والأحزاب السودانيةء وكذلك عدم وجود 
مواطنين من جنوب السودان فى أعضاء الوفود الحزبية 
والقوى السياسية التى شاركت فى مناقشات تطبيق 
السياسة الجديدة؛ معناه فى نظر القيادات الجنويية من 
خلال المطيوعات المنشورة أن الأمور قد أبرمت» وأن 
المستقبل قد خطط وحددت مساراته دون حضور أو دون 
علم أبناء جنوب السودان: ويضاف إلى هذا القول إنه لم 
يكن فى القيادات العليا أو التنظيمات العليا للأحزاب 
جنوب السودان حتى يقال إنهم شاركوا -ولو رمزيا- فى 
اتخاذ وصناعة القرارات الكبرى الخاصة بمستقيل 
السودان الموحد. 

جافئ عام 6 تمت الانتخايات النيابية فى جميع 
مديريات السودان»ء ولم تكن هناك أحزاب سياسة منظمة 
تمثل أبناء الجنوب أو تعبر عن آرائهم واتجاهاتهم؛ كذلك لم 
تكن هناك قواعد سياسة شعبية بالمعنى السياسى الحزبى 
فى الجنوب تتبع وتؤيد الأحزاب السياسة الكبرى فى شمال 
البلاد. ومعنى هذا أنه فى خارج المدن الصغيرة والقليلة 
العدد فى الجنوب» أبرمت الاتفاقات والمساومات الانتخابية 
فى إطار الأوضاع القبلية والإدارية القائمة فى الجنوب. 
وبجوار هذا تبادلت الأحزاب السياسية السودانية 
الاتهامات؛ وتوغلت فى العداوات أمام الرأى العام الجنوبى 
وأمام النخبة الجديدة الجنوبيةء الأمر الذى هز هيبة الحكم 
وزعزع الثقة الوليدة فى مستقيل الدولة الوطنية المستقلة. 
وفضلا عن هذاء فهناك اتهامات متداولة فى المطبوعات 
المنشورة بشأن الوع ود الكاذبة والضغوط الإدارية 
والرشاوى المالية ... الخ. 





السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 7١.5‏ - المجلد ٤١‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 


عديدة وت تحتوى على كل تفاصيل الفترة ووثائقها. ولكن" | 























































هل ينه النظام الدولى نحو الع رب القطبية ! 


ع 
مع اقتراب دورة 
الجمعية العامة للأمم 
المتحدة المقرر عقدها 
فى سبتمير المقبل, 
أخذت مواقف القوى 
الكدرى دائمة 
العضوية تتضح 
رويدا رويدا تجاه 
الأفكار المطروحة 
بشأن توسيع مجلس 
الأمنء والتى تضمنها 
تقرير لجنة الحكماء 
الستة عشر, والمنشور 
فی دیسمیر .۲۰۰٢‏ 


١ 5 
1 
١ 


( +) خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية » ورئيس تحرير التقرير 


1...ة الدولية اعدف 37317.حؤليق 2-5-8 


Scanned by CamScanner 


بعينها. وتبدو دعوة منظمة المؤتمر الإسلامى 


د. حسن أبوطالب 
| مس 


فالولايات المتحدة لا تضع فى أولوياتها الراهنة توسيع المجلس بقدر ما تهة 
بالإصلاح الإدارى للمنظمة الدولية وتوسيع دورها فى القضايا العالمية الإنسانية وقضايا 
الحرب على الإرهاب الدولى وفقا للمفهوم الأمريكى. أما الصينء فإن أيدت على استحياء 
انضمام الهند وألمانيا والبرازيل» وعددا أكبر من الدول النامية دون تحديدهاء فإنها 
تعترض بشدة على انضمام جارتها اليابان باعتبارها لم تعتذر بما يكفى عن ماضيها 
الاستعمارى تجاه جيرانها فى آسياء وما زالت تقدم الاحترام والتبجيل للقادة العسكريين 
الذين قامت على أيديهم مذابح رهيبة فى عدد من بلدان آسيا فى الزمن الاستعمارى. بيد 
أن موقف الصين الكلى يميل إلى أن تتاح فرصة أكبر لمناقشة هذه القضية الحيوية وصولا 
إلى ما تسميه إجماعا بين القوى الكبرى بعد الدخول فى حوار دولى معمقء ويما يعنى أن 
الموقف الحقيقى للصين هو تأجيل البت فى هذه القضية الحساسة. لأنها سوف تثير 
الكثير من الإشكاليات السياسية فى الوقت الراهن. 

والغموض نفسه ينطبق على الموقف الروسىء الذى لم يقرر بعد أى اقتراب سوف يتبعه 
حين عرض هذه القضية على الجمعية العامة أو على مجلس الأمنء فى حين أن المبدأ العام 
الذى تعلنة الدبلوماسية الروسية إنها مع عالم متعدد الأقطاب لا تهيمن فيه قوة ما على 
باقى القوى الدوليةء ولا تفرض فيه أولويات معينة ليست محل توافق دولى. أما فرنساء 
فتؤيد انضمام المانيا على وجه الخصوص ومعها اليابان والهند والبرازيل ودولة كبرى من 
إفريقيا. فى حين أن بريطانيا تنريث فى تقرير موقف واضح. 

ويينما تجاهد دول المانيا واليايان والهند والبرازيل لتشكيل رأى عام دولى يؤيد 

انضمامها إلى عضوية دائمة فى مجلس الأمنء وباعتبار أن حقائق العصر الراهن تختلف 
عنا كان عليه العالع عقب الخرب العامة القائية فإن دولا ارس تتكة موققا ااب 
اثل هذا الطرح: وفى المقدمة إيطاليا وباكستان والمكسيك وكل منها لديه نقطة اعتراض 
جوفرية على بلد بعينه من النول الأريع المرششحة. كما آن إيطاليا مثلا تتحدث عن ضرورة 
تمثيل الاتحاد الأوروبى وليس تمثيل أعضاء بارزين بعينهم كألانيا. والتى تتشارك مع 
إيطاليا نفسها فى أنها كانت إحدى الدول المهزومة فى الحرب العالمية الثانية" 

a‏ عضوية بلدين من إفريقياء ففيه قدر من الغموض والمنافسة الظاهرة 
5 قي كت رووسهوه ی کے وا و ا ا 
الأكثر قابلية لتمثيل القارة السوداء تتعرض لقد, هائا .. ام م > ااا ات 

ص لفدر هائل من الشد والجذب والمناور 

تنادى بتوفير مقاعد لدول تمثل حضارات 
لتمثيل العالم الإسلامى بمقعد دائم فى. 


الاستراتيجى العربى . 
-1945- 


بيلس ا ۱ يه - تسرب فى الصميم مفهوم توسيع المجلس وفقا للتمثيل القارى وحسب, وتطرح فى الآن نفسه 

مفهوم تمثيل الكتل الحضارد ' وهو طرح من شأنه أن يعيد تصميم مفهوم العمل الدولى ككل؛ ويطرح من جديد اليب © 

اتباعها عند توسيع مجلس الأمن الدولى لكى يستوعب حقائق العصر الجديدة. بيد العايير التى يجب 

۱ ا الا a‏ مجلس لمن ذى سلة مباشرة بما يتم العديث عنه كثيرا حول طبيعة النظام النولى 

اراهن دالى أين يتج فى غضمون السنوات العشرين امقبلة؟ وإلى أى مدى يمكن للعالم أن يبقى أسيرا لنتائج الحرب العامية الثانية بع 

ل عفود على نهايتها جرى فيها الكثير من التغيرات الهائلة؟ إضافة إلى أن سقوط الاتحاد السوفيتى وانهيار جدار 
برلين وذ" شى حاف وأرسو قبل عقد ونصف ع قد لم يؤد إلى بلورة نظام دولى جامد. يمكن التعويل عليه لسنوات أخرى قادمة. 
فالتحولات سواء فى أوضاع الدول الكبرى أو الوسيطة تحدث بمعدلات كبيرة. والاتجاه العام هو لصالح تبلور اكثر من قوة دولية جديدة 
قد تنازع الولايات المتحدة بعض نفوذها فى مجال أو آخر. ` 

ا وفى حين يقر العالم بنفوذ أمريكى هائل سياسيا وصناعيا وماليا إضافة إلى قدرة عسكرية غير مسبوقة فى التاريخ (تعبر عنها 
ميزانيا عسكرية سنوي لعام * ٠٠١1/77 ٠ ٠‏ وصلت إلى 201 بليون دولار, وبما يعادل الإنفاق العسكرى لباقى العالم). فإن واقع العديد 
من الشكلات الدولية والإقليمية المتورطة فيها الولايات اللتحدة يظهر قيودا جعة على هذا النفوة الشَمعء ويما يؤك أنه نفود غير ملق 
وله أطر معينة لا يستطيع تجاوزها . بل انه ب يستفيد من نفوذ قوى أخرى كبرى أو وسيطة ‏ كحلف الناتى مثلا والمنظمات النقدية والمالية 
الدولية ‏ لحماية مصالح وإنجاز بعض الأهداف الأمريكية نفسها. 1 

وقد كان يل هنتنجتون موف ة 8 Es‏ اه Temel Earl aes E‏ 
E a e i e Lonely Superpower’‏ عم EN.‏ 
a : 5‏ حين وصف إطار العلاقات الدولية المعاصر بنظام أحادية دی بد 

111-1118" الذى يتضمن قوة عظمى وحيدة وعددا من القوى الكبرى 103[05 المختلفة. ففى أحد الجوانب. فإن هناك 
ل لي وحيدة ولديها القوة العسكرية والقدرة المالية لاتخاذ أى تحرك دولى ترغب فيه ولكن على الجانب الآخر, 
هناك تحركات دولية قوية ناحية تشكيل عالم متعدد الأقطاب حقيقى: حيث لا تستطيع فيه أى قوة أن تسود أو تهيمن على الاخرى. 
ونتيجة للتفاعل بين هذين الحدينء تتبلور حقيقة أن الولايات المتحدة لديها بالفعل. القدرة المادية لمتابعة سياسة خارجية أحادية الطابع, 
ولكنها عمليا مقيدة سياسيا من أن تفعل ذلك بحرية كاملة. 

٠‏ هذه المفارقة الواقعية بين القدرة الأمريكية الهائلة وبين القيود التى تواجهها أحيانا فى بعض القضايا الحيوية للعالم وللاستراتيجية 
الأمريكية نفسهاء تثير الكثير من الاحتمالات حول مصير النفوذ الأحادى الأمريكى, ومن ثم مصير النظام الدولى نفسه فى المدى الزمنى 
المنظور, لاسيما وأن هناك قوى كبرى أخرى تتطور بمعدلات كبيرة كالصين والهند والبرازيل؛ ويتوقع لها أن تكون أقطابا دولية منافسة 
بدرجة ما للنفوذ الأمريكى - وإن فى مناطق إقليمية معينة - تكون خصما من النفوذ الأمريكى العالمى. ومن ثم» يفرض التساؤل نفسه: 
هل سيتجه النظام الدولى إلى نظام تعددية قطبية حقيقية ذى توازن دولى جديد» أم سيبقى على حاله الراهنة حيث قطبية أحادية أمريكية 
تبلورت منذ سقوط الاتحاد السوفيتى عام ۹۹٠‏ ويجانبها عدد من القوى الاساسية التى لا يشكل أى منها منفردة تحديا جوهريا 
للنفون الأمريكى لعقد قادم على الأقل؟ وهل ستقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدى وهى ترى صعود قوی هنا وهناك قد تهدد نفوذها 
العالمى؟ وما هى الآليات التى يمكن أن تلجأ إليها الولايات المتحدة من أجل كبح مثل هذا الاحتمال القائل بدخول النظام الدولى مرحلة 
تعدديه فطبية سينتج عنه توازن دولى جديد تصبح فيه الولايات لاعبا كبيرا من بين عدة لاعبين كبار؟ 

وعند الإجابة على أى من هذه التساؤلات: يجب الأخذ فى الاعتبار أن الولايات المتحدة بالفعل يمكنها أن تتخذ فى الوقت الراهن 
الكثير من الخطوات التى تعمل على إبطاء نمو قوى دولية تراها منافسة بعد حينء لكن نجاح مثل هذه الإجراءات ليس مضمونا تماماء 
خاصة إذا كانت القوى المستهدفة ‏ كالصين مثلا ‏ تتميز بدرجة كبيرة جدا من التداخل فى المصالح مع الولايات المتحدة نفسها. وكما 
ا الاد العدد ٠١‏ مايو ٠.١‏ ۰ فقد نمت صادرات الصين الى الولايات المتحدة خلال ال ٠١‏ عاما الماضية ينسبية N‏ 
حين ارتفعت صادرات الولايات المتحدة إليها بنسبة ٤٠١‏ كما أن إحدى سلاسل مخازن بيع التجزئة فى الولايات المتحدة اشترت ما 
قيمته /1 بليون دولار بضائع صينية فى عام 2٠١5‏ فقط ومن بين ٠٠٠١‏ مورد لهذه السلسلة يقع /۸٠‏ منها فى الصين. وهو مثل يوضح 
حالة تشابك مصالح غير مسبوقة. ومرشحة فى الآن نفسه الى لزيد من التداخل 

وحقيقة الأمر أن هذه الأسئلة وغيرها قائمة على افتراض أساسى بأن العالم يحتاج بالفعل إلى أكثر من قوة كبرى, وبما يقود إلى 
حالة من التوازن المناسب الذى يحقق مصالح الجميع؛ بما فى ذلك مصالح الدول الأصغر نفوذا والأقل إمكانيات وموارد ومن ثم يتحقق 
قدر اكبر من العدل على المستوى العالمى. كذلك. فإن هذا الافتراض تصاحبه جملة من التغيرات الكبرى التى تحدث فى مجالات العلم 
والتى ينتج عنها بالفعل إعادة تقسيم العمل الدولى بين الدول كافة. فالهند مثلا اليوم باتت تمثل 
ا م و الحاسبات الآلية لكبريات الشركات العالمية الأمريكية والأوروبية والصينيةء وحققت من وراء ذلك دخلا يفوق ۲ 
ملاء ات ی حب بیانات عام ٠١٠۳‏ والمتوقع أن يصل هذا الدخل إلى اكثر من ۸ مليارات دولار فى غضون الأعوام الأربعة القادمة. 
الا هنا -١‏ هذه التغيرات الكبرى لم تعد حكرا على قوة بعينهاء وانه يمكن للكثير من الدول أن تستفيد من حالة العولمة الراهنة 
ai 1‏ على نصيب من التقدم والنفوذ, الذى من شأنه أن يعيد تشكيل مجمل العلاقات والتفاعلات الدولية. 
- غلل التساؤل قائما حول نوعية النظام الدولى الممكن حدوثه» وهل سيكون نظاما للتعددية الدولية بما فيها من افتراض التوازن 
ع وحد أدنى من العدالة ا ا و نفون أكبر و بجوارها عدد من القوى الكبرى» 
3 : 3 6 : ن المنافسية ذف کی و = 2 ات الي E‏ 
والذى يجمع بينها جميعا درجة أعلى من ترابه. ونوع من فى إطار التعاون والتى لا تشكل تهديدا لوضعية طرف بذاته 


- 14۷ - السياسة الدولية العدد ١٠١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


هل يتجه النظام الدولى نحو التعددية القطبية ؟ | 


کا الات وضعية القيادة الأمريكية نفسها؟ وهو الوضع الذى يمكن وصفه بنظام شبه تعددى بقيادة | 5 1 
"ا0ا اا 4ا 5" وى الصيغة التى سوف تكون بمثابة أمتداد لوضع القطبية الاحادية الأمريكية الاثتقا” 11 
مع بعض التعديل الجزنى. IT‏ ف 

بيد أن هذه الصيغة ليست سوى أحد الترجيحات الممكنة نظريا. فهناك صيغ اخرى e‏ ودن دوا من إعادة بلورة علاقار 
القوى الدولية بصورة جذرية عما هى عليها الآنء بما فى ذلك حدوث صراع بين أقطاب دولية كبرى» ونوع من الفوضى غير القابم 
للسيطرة. وتاريخياء حدثت صراعات بين أقطاب دولية فى مراحل تاريخية مختلفة, لكن حجم القوة المتوافر للاقطاب الدولية الرجحة ي 
عقدين أو اكثرء وكذلك حجم تشابك المصالح العالمى من شأنه أن يجعل أى صراع بين أقطاب دولية فى المستقبل يعنى فوضى غير 
مسبوقة بكل المعانى. 

وليس بخاف على أحد أن هناك قوى دولية كثيرة تدفع دفعا حثيثا إلى نشوء تعددية دولية حقيقية. وفى كثير من البيانات إل 
تصدر مثلا عن لقاءات القمة الروسية - الصينيةء هناك عبارة مكررة تؤكد رغبة وإصرار البلدين على قيام نظام دولى تعددى اكثر 
مساواة واقل ظلماء معتبرتين أن جهودهما فى هذا الإطار ليست موجهة ضد طرف بذاته. كما أن كثيرا من البلدان المتوسطة تتطع | 
مثل هذا النظام التعددى القطبية لما يتيحه لها من مساحة أكبر على المناورة الدولية والحصول على منافع اكبر بأقل درجة ممكنة من 
الضغوط لاسيما الأمريكية. 

مثل هذا التطلع الدولى يستند أيضا إلى رفض ضمنى للوضعية التى تعمل عليها الولايات المتحدة» حيث ترى نفسها -حسب وصف 
مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق- الدولة التى لا غنى عنهاء أو الأمة الضرورة *'126102 12015061725816" وهوما 
يعنى أن الأمم الأخرى يمكن الاستغناء عنهاء أو ليست ضرورة. وفى المقابل؛ فإن حرية الحركة الأمريكية يجب أن تكون بلا حدود, الأمر 
الذى يوفر حجة قوية بالحاجة إلى نظام دولى اكثر مساواة وأقل تدخلية أمريكية. ولذلك؛ فإن إحدى سمات نظام التعددية القطبية 
الحقيقية المأمول تعنى وضع قيود على حرية الاختيارات الأمريكية العالمية وتقييد قدراتها التدخلية بوجه عام؛ ويما يشكل أساسا لتعاون 
تعددى مستقبلى فى القضايا العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ يختلف فى جوهره وفى مبناه عما هو قائم فى اللحظة 
الجارية. ولذلك. فإن استمرار حالة شبه التعددية القطبية 011351-111101]1183]612115117 يعنى فى حقيقة الأمر انتكاسا لما يمكن جنيه من 
مكاسب عالمية فى حال بناء تعددية قطبية حقيقية مصحوبة بتوازن دولى. 

ففى ظل هذه الصيغة الرمادية من التعددية القطبيةء يكون عادة بناء توافق دولى على الأولويات العالمية مسألة محل صعوية شديدة, 
كما أن الخضوع للكثير من الرغبات الأمريكية يصبح سهل التحقق. وإلى جانب أن هذه الحالة تضعف من معنى التعاون الدولى 
الطوعى؛ فإنها كفيلة بإثارة الغرائز التدخلية العسكرية لدى كثير من الدول: ويما يفتح الباب أمام وضع عالمى اكثر ارتباكا وانقساما. 
ويصبح فيه التوافق الجماعى أمرا نادرا جدا أو باهظ الثمن تماما. كما انه سيحفز قوى دولية عديدة على التكتل معا للوقوف أمام 
الهيمنة الأمريكية والحد من آثارها السلبية عليها وعلى الوضع العالمى ككل وهو ما نرى بوادره بالفعل» وإن على استحياء. 

لكن الأمر المثير هناء ولو على سبيل المجادلة» أن هناك محللين استراتيجيين أمريكيين يشككون فى قيمة التعددية القطبية؛ ويرون فى 
انزواء الهيمنة الأمريكية الراهنة مدخلا خطيرا للاستقرار والأمن العالمى» ويثيرون الشك فى أن التعددية القطبية بين متساوين أوشبه 
متساوين قد لا تقود بالضرورة إلى نوع من الاستقرار العالمى كما هو الظن السائد. ويطرح هؤلاء تساؤلا افتراضيا مهما قوامه : ماذا 
يحدث لو أن تعدد الأقطاب الدولية المتوقع حدوثه أو الذى يدفع البعض إلى حدوثه قد لا يرافقه بالضرورة نوع من التوازن الذى يقود إلى 
الاستقرار؟ 

ومن الناحية النظرية» ليس فى التاريخ البشرى مثل هذه الحالة التى انعدم فيها وجود الأقطاب الدولية المؤثرة والقابضة على حركة 
محيطها المباشر أو حركة العالم المعروف لها فإذا ما وقعت مجرياتها فى العالم الحديث. فمن غير المستبعد أن يواجه العالم حقبةمن 
الفوضى التى يختلط فيها التطرف الدينى وعمليات السلب والنهب فى المناطق الإقليمية المختلفة, والركود الاقتصادى والتراجع الحضارى» 
ونشوء المناطق المحصنة التى تدافع عن نفسها بالانكفاء على الذات والعزلة عن العالم, الخارجى. وهو مشهد أقل ما يوصف به انه يعنى 
تفكك العالم وانفصام عراه التى يشد بعضها بعضا بفعل العولمة وتداخل الأسواق وتشابك المصالح بين كافة الدول والمجتمعات. 

مشهد انعدام الأمن وتفكك العالم, والذى يبشر به أنصار ضرورة استمرار السيادة الأمريكية؛ يفترض - وفقا لهم - أنه بمجرد 
اک ایو ريحي سناع ل کی کو ی ای الغو نري الرجراءة بالفعل أن تملا رتیه الما إلى وغ 
التوازن المختلء الذئ سيسعي فيه كتيرون فى أن واحد إلى شغله؛ ومن ثم سيكون التنافس على أشده. ونظرا لعدم وجود ضابط إيقاغ 
لمثل هذا التنافس المحموم» فمن الطبيعى أن تنزلق الأمور إلى حال من الفوضى الدولية العارمة. 

بين ا کا ج ا ی او ا ال ت ی ھی اا وال اون انرا ےو زز ای یا 
يتتويناديا انتطفة ودرجة التدافل الجتسى يفل ثورة الاتسالات الرقمية: تختلا عق التقديرات السنمرة الى سين ا 
القومية ومبادئ السيادة التقليدية؛ ونهاية احتكار الدولة لوسائل العنف. ناهيك عن ضعف النوازع الامبراطورية للوحدات الدولية ما لها 
من تكلفة عالية على الداخل وعلى الدور الاقليمى وعلى الاستقرار العالى ككل ونضوء صي جديدة اتقسيم العمل الدولى تقوم ع 
ترابط أوثق بين الوحدات الدولية وغير الدولية - كل ذلك يطرح بوره معوقات كبرى وجدية أمام مشهد الانزلاق إلى فوضى دولية» 
ويرجح التحول المتدرج إلى تعددية قطبية متماثلة. لا خيار أمامها إلا التعاون والمزيد من الترابط. ا 
إن التحول الى حالة قطبية تعددية. مصحوية بتوازن دولى يمنع الانزلاق الى حال فوضى, مره ٠‏ اى: ملق 
ا 5 35 ابرز مظاهر اللا تماسك الداخلى؛ والتى تعانى منها كل الأقطاب اصيب عد بسك 


١ا...ماسة‏ الدولية اليد ١ا3‏ يولدى 55 = المجلد 2 - 1۹4۸ - 


Scanned by CamScanner 


د. حسمن أبو طالب 

فبالرغم من كل مظاهر القوة الأمريكية, هناك ثلائة 590 5 1 1 

0 ري ا ف د ب ا3ت متصاض للعجز مستقيلاء مى آولا: تزايذ درجة الاعتمادية الأمريكية على تتافقان ٠‏ 
المال الأجنبى ستهلاك المفرط الخاص والعام عل السواء. .فقا اه تاردخ: فان أبة قوة أستعما: ,:؛ 0 

i :‏ الت 1 > ص و م على لسواء. ووفقا لتجارب التاريخ» فإن أية قوة استعمارية لم تستمر طويلا ان 
جا زاك اعتمانها على القروضن الشارجية::وثانيا: قراح دتري ناتیاه ال تحدة 5 

كدق صناقك كلاق أن هه حاف اليه واج منسدوئ سك جتماعى الداخلى؛ فالولايات المتحدة تحولت إلى بلد 
مسنتووف راك من يافى الموتزعات. الأشرى یں یا ا چ نه کے کے کا ا NYE‏ 

ا 3 ری يحملونه من ثقافات وقيم متباينة. كما أن جيشها الصغير نسسا القاذ 

التطوع» والمنتشر فى بقاع كثيرة من العالم وتو طه ذ 2 a‏ 33 ير مسبيا القائم على 
اا ج ل ا س لمن ها م وتورطه فى معارك فعلية كبرى كما هو الحال فى العراق ومن قبل فى أفغانستان, يؤثر على 
و وه وات + على ممارسة سلوك استعمارى جديد فى بقاع أخرى من العالم» خاصة أن هناك ميلا شعبا 
ae E‏ ا ان خارجية طويلة المدى. وثالثا: إن مؤسساتها السياسية. سواء الجمهورية أو الديمقراطية 
وتقاليدها السياسية: تجغل من الصعب تلسديسن إجما وا قشئة مزاتها لقت طلويلة: والأمد | ية فی حال تش کا 
إجماع وطنى وراء برنامج لبناء الأمة مثلا. ع وطنى حول قضية بذاتها لفترة طويلةء والأمر اكثر صعوبة فى حال تشكيل 

كما أن أورويا تعانى هى الأخرى م i E‏ ِ 1 95 . 56 
5 عب اوس خرى من مصادر عجز هيكلية خطيرة تحد من تحولها إلى قطب دولى منافس بمعنى الكلمة للقطب 
a r‏ يت الهيكلية الناتجة بالفعل عن توسيع عدد أعضاء الاتحاد الأوروبى إلى 5؟ عضوا. والتوتر الناشئ عن 
رفض کل من فر وهولندا للدستور الأوروبى, والخلاف على الأعضاء فى الميزانية الأوروبية الجماعيةء فإن الواقم السكاذ 
يلعب دورا معاكسا أيضا لمساعى تشكيل 3 a ALE ec aE‏ 
يلعب دور ي عى تشكيل قطب دولى. فمع انخفاض معدلات الخصوية وارتفاع معدلات الحياةء فإن المجتمعات الأوروبية 
الغربيةء فى قل من ٠‏ عاماء ستتحول إلى مجتمعات ذات غالبية سكانية مرتفعة العمر. ففى مجتمعات مثل إسبانيا وإيطاليا واليونانء 
سيكون ثلث السكان أعلى من 10 عاماء وسيكون الاختيار أمام أوروبا إما فتح باب الهجرة مع ما يعنيه ذلك من تغبيرات ثقافية كبرىء او 
اليقاء كقلعة حضينة لمجتضخ من التقاعدين. ومع اسنتغرار تسسك الذول الأورورية بمجالات سيادية اسناسية قى مجالات الدقا #والسياسة 
الخارجية والاقتصادء فقد تتحول إلى ما يشبه المقاطعات ذاتية الحكم. 

يضاف إلى ما سبق أن أورويا نفسها ليست موحدة بشأن تحولها إلى قطب دولى؛ وحتى ما قبل مأزق رفض كل من فرنسا وهولندا 
الدستور وفشل التوصل إلى الميزانية الأوربية للعام ٠٠٠١‏ توزعت أوروبا بين ميل فرنسى إلى التحول المنهجى إلى قطب دولى له هوية 
أوروبية محددة المعالمء مستندة إلى تقاليد أورويا السياسية والفكرية والقيميةء وينافس ويحد من الهيمنة الأمريكية الأحاديةء وبين رؤية 
بريطانية ترى عدم ضرورة قيام مثل هذه التعددية القطبيةء لأنه من الخطير جدا أن يتم تقسيم الغرب إلى قطبين متمايزينء أي الولايات 
المتحدة الأمريكية وأورويا. وفى المقابلء يرى البريطانيون - ومعهم كثير من الأعضاء الجدد فى الاتحاد الأوروبى - أن تكون الأولوية 
الأوروبية هى تعزيز الأطلنطى كصيغة تحالف أثبتت قيمتها التاريخية عالميا وأوروبياء والاستمرار فى التمسك بصيغة الأمن الجماعى. 
أضف إلى هذا واقع انه ليس هناك من يستطيع أن يضمن قيام عالم آمن ومستقر كنتيجة آلية ‏ أوتوماتيكية - للتعددية القطبية. 

أما الصينء فإن التوقعات الخاصة بتحولها إلى قطب دولى مؤثر ومنافس بحق للولايات المتحدة قائمة أساسا على الاعتبارات 
الاقتصادية. لاسيما استمرار معجزتها الاقتصادية ‏ ففى الفترة من 1145 عند بداية تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى على الخارج , 
الخارجية من ۰ مليار دولار الى 55 , ١‏ تريليون دولار بزيادة سنوية ,/١1‏ كما زاد الاحتياطى من النقد الاجنبى من مجرد 1717 مليون 
دولار الى 1٠۹‏ مليارات دولارء والمتوقع أن يتضاعف حجم الانتاج الكلى للصين ثلاث مرات خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة بما 
يفوق اليابان فى عام .۲٠٠٠١‏ ثم الولايات المتحدة فی عام ۲۰۲۹ . 

لكن من جانب آخرء فإن الحفاظ على نفس معدلات النمو جنبا إلى جنب مع تحول سياسى سلس دون أن يقود إلى انفراط عقد 
الدولة الصينية. هو أمر محفوف بالمخاطر, ولا شئ يضمن حدوثه كما ينبغى. وحتى فى داخل التجربة الاقتصادية الصينية؛ هناك نقاط 

: كبرى. فالانتاج الكلى يفوق حاجة المجتمع المحلى ويعتمد تماما على الأسواق الخارجيةء ومن غير المعروف تماما حجم المشكلة 
عجر دد 5 : 5 کا 1 يي .- ا 5 ب 
ال فى 1 500 | حجم الديون المعدومة فيهاء كما أن سياسة تثبيت العملة الصينية أمام العملات الأجنبية قد لا تتناسب مع 
التغى ات العالممة المنتظرة. وفى حال حدوث أى أزمة فى قطاعى العملة والبنوك الصينيةء سيكون لها مردودها الكبير على الاقتصاد 
الدولى ككل. a‏ اة المتزايد للتغلغل الصسينى فى التجارة العالمية. وإذا وضعنا الاعتبارات السياسية فى الحسبان: لاسيما وأنه 

سسا ساس ناحية انفراج داخلى وتقليل سطوة الحزب الشيوعى الحاكم؛ فمن غير المعروف تماما كيف ستتطور الحياة 
يحدث تحول سياسى ا شكلة العلاقة بين المقاطعات الغنية والفقيرة؟ 


السياسية الصينية. وكيف 0 اوي 
هزه اللشكلات التى قد تواجه القطب الصينى؛ حال تشكله؛ لا تلغى حقيقة أن الصين كبيرة الحجم وذات اقتصاد هائل ويتطور 


اندماجه المتواتر فى النظام الدولى سيكون له تأثيره الكبير على طبيعة التوازنات الدوليةء بيد أن حجم هذا التأثير 
السساسة الخارجية التى سوف تتبعها بكين إزاء قضايا النظام الدولى ككل؛ وبصفة أخص تجاه قضايا آسيا 
على وجه التحديد» وكذلك على المدى الذى سيقبله الصينيون دوليا فى تحمل فاتورة الثمو كقطب دولى بمعنى 
ESE‏ العسكرية المتنامية ونفوذهم الاقتصادى فى متابعة سياسة خارجية نشيطة آسيويا وعالميا على السواء. 
١‏ نيه أنه مهما يكن نمو الصين بطيئاء ومهما تراجع الاتحاد الاوروبى على صعيد التحول إلى قطب دولىء وأيا كانت الطريقة 
1 والمؤكد . لاات المتحدة احتمالات صعود هذه القوة الدولية أو تلكء فإن النظام الدولى لن يبقى على حاله» وسيكون هناك توازن 
التى ستعالج بها اولي ل حجم خرية التصرف المتاحة حاليا للولايات المتحدة. ومن هناء يأتى القلق الأمريكى من الصعود الصينى 
e 5‏ ا . وبالتالى: فإن الاقترابات الجماعية الدولية ستكون خيارا شبه وحيد تقريباء سواء لواشنطن أو لغيرها 
دی شكلا: والمدد 
من العواصم الكبرى. 


بصورة مذهلة. فان 
سيكون مرهونا بنوعيه 
والمحيط الهندى والباسفيك 


- 1۹۹ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 5.0.5 - المجلد 5٠‏ 





Scanned by CamScanner 





3 
تسعی هذه 
الدراسة إلى 
التعرف على تأثير 
تنامى المجال 
الاجتماعى العابر 
للحدود والمتجاور 
لهاء والذى يأتى 
تعبدرا عن العولمة, 
على الدولة ككيان 
سياسى قانونى 
وكفاعل دولى؛ 
وان ام 
ودورها فى الواقع 

المعاصر. 


د. محمد سعد أبوعامود 
سس 


وتبدأ هذه الدراسة يعرض للاتجاهات الغالمية المعاصرة فى :دراسة العلاقة 
بين العولمة والدولة, ثم تحديد أنماط تأثير العولمة على الدولة المعاصرة ثم 
التعرف على تأثير العولة على الدولة المصرية كنموذج لدولة فيها المركزية جزء 
أصيل من الثقافة السياسية ومن التاريخ السياسىء وما يتطلبه هذا التأثير من 
تطوير وتحديث للدولة المصرية. بحيث تكون قادرة على التعامل بالكفاءة 


والفعالية الملائمة مع هذه المتغيرات الجديدة الناتجة عن العولمة. 


وهناك العديد من المحاور المتعلقة بالعلاقة بين الدولة والعولة, كما تتعدد 
الاتجاهات العلمية المعاصرة التى عنيت بدراسة العلاقة بينهما .. وفيما يلى 
نعرض لأهم هذه الاتجاهات. 1 


الاتجاه الأول: يركز غلئ تدويل النشاط الاقتصادى العابر للحدود. فالعولة, 


وفقا لهذا الاتجاهء ينظر إليها كوصف للعلاقات بين الدول بغض النظر عن 


الحدودء ومن ثم فهو يركز على النمو فى التبادل الدولى والاعتماد المتبادل. ومع 


نمو تدفقات التجارة ورأس المال والاستثمارات: يكون من الممك:٠‏ التحرك خارج 


القومی» كى يتسق مع اقتصاد العولمة» فى منظومة متكاملة بواسطة العمليات 


والمعاملات الدولية. 


الاتجاه الثانى: يرى أن العولة تفرض على الدول إزالة العقبات الحكومية 


نفس الأهداف للناس ذ كل أركاء الا 5 1 NEE ٠‏ 
ج ایا فى نت 'ركان الأرض» وهو ما يفرض على الدولة أن تقوم 

الاتجاه الرابع: يرى أن ديناميكية العولمة تذ ف كن ae‏ 
3 ا a‏ 2 وتحطيم الثقافات القائمة. ومن ثم فهذ 
يتطلب من الدولة أن تتكيف بنيويا ووظيفيا وثقافيا مع هذا الاتجاه. 


( «) أستان العلوم السياسية , كلية التجارة » جامعة حلوان . 


السئاسة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


٤١ الجلد‎ - ۲.٠ يوليق‎ 11 


دوو" - 


د محمد سعد أبو عامود 


الاتجاه الخامس: يرى أن العولة أعادت تشكيل الجغرافياء فالفضاء الاجتماعى لم يعد بشكل عام يتحدد بالأماكن أو 
المسافات أو الخو اا ويشير جيدنز إلى ازدياد كثافة العلاقات الاجتماعيةء على اتساع العالم, بشكل يجعل ما 
تنظيم العلاقات والمعاملات الاجتماعية, من حيث نطاقهاء وكثافتها. وشرعيتها وتأثيرها عير القاراتء أو عبر التدفقات 
الاقليمية الداخلية. وشبكات الأنشطة المختلفة. ومن ثم فهذا الاتجاه يركز على النمو الضخم فى الارتباطات الاجتماعية 
العابرة للحدود الإقليمية بأشكالها المختلفة. وهو ما يفرض على الدولة أعباء جديدة لكى تتعامل مع الظواهر الناتجة عن 
هذا الوضع الجديد. 


الاتجاه السادس يركز على تأثير العولمة على النظام الدولى وعلى الفاعل الرئيسى فيه ممثلا بالدولة القومية. فوفقا 
لهذا الاتجاهء فإنه قبل بروز العولمة بعقود كانت السياسة العالمية تنتظم فى تفاعلاتها على أساس ما يعرف بنظام وستفاليا 
الذى ظهر عام »١144‏ وقام على أساس الدول القومية. وقد مثل هذا إطارا لنظام الحكم فى الدولة القومية, بمعنى أنه طرح 
أسلوبا عاما لصياغة الأحكام الاجتماعية وتطبيقها ومراقبتها وتنفيذها. وقد دعم هذا النموذج من نظم الحكم مبادئ 
مفهوم الدولة والسيادة. فمفهوم الدولة من هذا المنظور كان يعنى أن العالم مقسم إلى أجزاء اقليمية يخضع كل منها إلى 
حكومة منفصلة مستقلة. وتتصف هذه الدولة بوجود جهاز مركزى يمثل السلطة الشعبية المنظمة رسمياء ويتمتع باحتكار 
قانونى فائق الفاعلية لمنع العنف المسلح فى المناطق الخاضعة لأحكامه القانونية؛ كما أن الدولة كانت دولة ذات سيادة, 
بمعنى أنها كانت تمارس سلطة شاملة وعليا وغير محدودة وحصرية فوق الأراضى المخصصة لها. 

ويرى أنصار هذا الاتجاه أن العولمة أسهمت فى جعل هذا النظام قديما بائداء فبالرغم من بقاء جهاز الدولة قائماء إلا 
أن المعيار الجذرى للسيادة وفقا للنظام الويستفالى لم يعد قائماء كما لا يمكن إعادة بنائه فى ظروف العوللمة التى تسود 
العالم المعاصرء لأن ممارسة السيادة تستلزم التحكم فى المناطق التى تقع عليها الأحداث والتطورات» إلا أننا اليوم نرى 
أن تدفق المعلومات والسلع والخدمات والأموال والبشر والتلوث والسلاح» يأتى عبر الحدود» متجاوزا كل المحددات 
السياسية والقانونية. ومن ثم فوفقا لهذا الاتجاه فإن المجال الاجتماعى الذى كانت تمارس فيه الدولة القومية سيادتها 
وأنشطتها قد تغير» وتحول إلى مجال جديد عابر للحدود ومتجاوز لهاء وهو ما يفرض على الدولة تغييرا فى انشطتها 
ودورهاء داخليا وخارجيا. 

الاتجاه السابع: يرى أن العوللة كمفهوم لحرية التجارة لها وجهها الإيديولوجى الذى تتمثل وظيفته فى تقليل أى 
مقاومة لهذه العمليةء بجعلها تبدو ذات فائدة عالية ومفتوحة. وذلك بالرغم من أنها تتسبب فى بعض الأحيان بنتائج تهدد 
التقدم والنظام الاقتصادى والاجتماعى, وهو ما يجب الاعتراف به ومحاربته على كل مستوى. لكن نظرا للقوة السياسية 
والاقتصادية للمستفيدين من العولة ولقوتها الدافعة الهائلةء يبدو أن انجاز هذا الأمر يقع فى نطاق اليوتوبياء ومن ثم 
يركز هذا الاتجاه على ضرورة قيام الدولة بمقاومة العولة وعدم الانخداع بخطابها الأيديولوجى البراق. ولأن العولة 
تهندس بواسطة نخبة متعاونة وبما يخدم مصالحهاء فانهم ينقلون انطباعا بأن العولة لها نجاح عظيم ويتجاهلون آثارها 
السلبيةء فالعولة تتسم بانحدار وانخفاض معدلات نمو الدخل والاستثمارء والتقلب الشديد فى الأسواق المالية والمخاطر 
المتزايدة والمرتفعةء وارتفاع معدلات الفائدة. ارا ااي فو تنم المساواة فى توزيع الدخل بين الدول وداخل 
الدول. كما أنها تمثل فى الواقع هجوما على الديمقراطيةء فإضعاف المنظمات العمالية على سبيل المثال يعد هجوما على 
الديمقراطية. ومحاولة جعل سياسات العولة جزءا من الفهم العام دون حوار ونقاش موضوعى يدخل فى هذا الإطار. 
ولهذا السببء فإن الدول مطالبة بوضع أجندة جديدة تخدم المواطن العادى بدلا من خدمة النخبة قليلة العدد المستفيدة 

العولة. وتشمل هذه الأجندة معارضة كل التنظيمات المتعدية القومية؛ والتى تضعف الحكومات الديمقراطية, والتأكيد 

ا خدمة الحاجات الاقتصادية المشروعةء وهذا يتطلب ترابط كافة القوى المناهضة للعولمة. 

ا أهم الاتجاهات التى عنيت بدراسة العلاقة بين العولة والدولة» والملاحظ أن ستا منها تبرز ضرورة تطوير 

تكن الرلة مم الآثار والمتغيرات الناتجة عن العولةء فى حين أن الاتجاه الأخير يرى ضرورة أن تقاوم الدولة العولة 

el‏ و فئة قليلة العدد من الدول والأفراد والمؤوسسات على حساب مصالح الغالبية العظمى من البشر والدول. 


أنماط تاثير العولمة على الدول المعاصرة 
ر با العولة على الدول المعاصرة. وتتعدد اتجاهات دراسة هذه الأنماط. هناك أولا اتجاه يركز على 
الدول المعاصرة:ء ووفقا لهذا الاتجاه هناك تأثير اقتتصادى يقود إلى تأثير سياسى 
ثان يركز على المخاطر أو التحديات والفرص الناتجة عن العولة والتى يمكن أن تؤب 
مختلفة. وبمدى يختلف من دولة لدولة اخرى. اتجاه ثالث يركز عل تأثير العولة 


تتعدد أنماط تأثير 
التأثيرات النوعية للعولمة على 
واجتماعى وثقافى, وهناك اتجاه 


5٠ المجلد‎ - 7٠0.4 يوليو‎ ١١١ السياسة الدولية العدد‎ - 50١ 


Scanned by CamScanner 


العولمة والدولة 

على سيادة الدولة وإطارها الإقليمى. اتجاه رابع يهتم بدراسة تأثير العولة على بنية الدولة ومؤسساتها ووظائفه. وير 
من هذه الاتجاهات يتداخل مع الاتجاهات الأخرى بشكل أو بآخرء ومن ثم فالمسالة الجوهريه فى ا الصدر تدور حور 
قامت على أساسها الدولة. كمؤسسة سياسية أساسيةء وإعادة هيكلة الدولة مؤسسيا ووظيفيا وفكريا بما یتر 

وفيما يلى نعرض لأهم أنماط تأثير العولة على الدولة القومية المعاصرة: 

: التأثير الاقتصادى السياسى الثقافى للعولمة على الدولة القومية المعاصرة‎ -١ 

توضح إحدى الدراسات أن الاقتصاد العوللى يؤثر على الدولة القومية المعاصرة طبقا لموقعها فى التقسيم الدولى 
للعمل؛ الذى يعطى مزايا لبعض الدول ولا يوفرها للبعض الآخر. والأكثر من هذا أن العوللة الاقتصادية تؤثر على قطاعار 
ومناطق مختلفة فى الدولة بشكل مختلفء كما أن نتيجة العولمة الاقتصادية لا تكون دائما هى التجانس والتكامل, بل على 
العكسر 3 ففى بعض الحالات يبرز التغاير والتفكك. 

ومن ناحية أخرىء فإن وسائل الإعلام وما تنقله من تصورات وأفكار وقيم يمكن تحليلها كغزو ثقافى يستهدز 
إضعاف الثقافات المحلية وخلق ثقافة كونية غربية. ومن ثم فالعولمة الثقافية تفترض إزالة الثقافات المحلية وتقالير 
الاختلاف. وهو ما يقود إلى التساؤل عن مدى احترامها للخصوصيات الثقافية التى لا يمكن تجاهلها من حيث التأثير. 

وتوضح هذه الدراسة أنه فى الماضى شهدنا انتشار الوعى والقبول العالمى لفكرة أن الدولة مؤسسة كونية ورمز 
مطلق للمجتمع» على أن ما يحدث اليوم يقود إلى تأميم الثقافة من خلال ترسيخ وحدانية الهوية العولميةء وهو ما يتجاهل 
الخصوصية والمحليةء وذلك بخلاف مرحلة عالمية الدولة التى ارتبطت بفكرة التجانس الثقافى داخل الدولة؛ والتنوع 
الثقافى فى النظام الدولى ككل. إن مشكلة تميز الهوية ستظل مشكلة متواصلة محتفظة بأهميتها فى العملية المستمرة 
للعولة» بل إن مشكلة البحث عن الهوية ريما تؤدى إلى تعبئة المشاعر والرموز الإثنية و القومية فى محاولة لإعادة بناء 
كرد فعل لتهديد فرض التجانس من خلال العولمةء أو لإعادة اكتشاف الهوية الجمعية الخاصة بكل مجتمع. وفى هذا 
الإطار فالعولمة تدعم الهويات الإثنية والقوميةء وتساهم فى تكيف الدولة القومية ونظام الدولة بما يتلاعم وهذه 
الملستجدات. ومن ناحية أخرى؛ فإن البحث عن الهوية قد يصاغ فى اصطلاحات سياسية دينيةء ويمكن أن يأخذ شكل 
بناء الشخصية الحضارية على قواعد الأديان العالمية» على سبيل المثال الإسلام فى مواجهة المسيحية الأوروبية اللاتينية 

؟"- تأثير العولمة على سيادة الدولة : 

انتقدت بعض الدراسات مفهوم سيادة الدولة بصفته مفهوما افتراضيا غير واقعىء وأن السيادة المطلقة للدولةلم 
تتحقق قط وإنما الأصل هو نسبية السيادة استنادا إلى القوة. وهناك دراسات أخرى عمدت إلى تفعيل تأثير العولة على 
المظاهر المختلفة لسيادة الدولة. وسنستعرض هنا دراسة تركز على تأثير الشركات عالمية النشاط على سيادة الدولة 
وتشير إلى أنه لازدياد عدد الشركات التى تتخطى الحدود الوطنية وتوسع نشاطها وتعقد عملياتها تالو ويس 
كبير.وقد تمكنت هذه الشركات من تجنب محاولات الحكومات مراقبة التدفقات النقدية؛ أو فرض العقويات التجارية أ 
تنظيم الإنتاج. ١‏ 

وتقدم هذه الدراسة النماذج التالية لفقدان الدولة لسيادتها: 

أ- التدفقات النقدية وفقد السدادة : 

بعد بالإمكان اعتبار أن كل دولة من الدول تملك اقتصادا متفصلاً خاصا 5 : : 
لم د ل مت بها بسبب التوسع | لكبير للشركات خاد 


حدودها الوطنية. كما تسرب الضعف بشكل كبير لعنصرين مهمين من عناصر السيادة, هما السيطرة على العملان 
المتداولة وعلى التجارة الخارجية؛ ويعنى فقد هذين العنصرين أن الحكومات فقدت سيطرتها على التدفق النقدى 


سن- التبادل التجارى عبر بلد ثالث وعلاقته يفقد السيادة : 

ای الحكومات تنظيم العمليات ذات الطابع الدولى» فم : 

و اا يم العطيات ذات الطايع. النولى: قمق العسين لی ی 5ے وی ویر جیا 
على دولة أخرى» لأنه من العسير منع انتقال المعلومات أو الأشخاص لأ اض تجا ا ا ٠‏ منع 
الاسة اد والتصدير بشكل مباشر إلا أنه لا توجد طريقة مضمونة لمنع التبادل التحا :. و د يكون عن و 
سدیر 00 E‏ : جارى من بلد لآخرء لأنه بمكن تحال 
ذلك عبر بلد ثالث أو طرف ثالث. 


وة النانة الین 155 يولينق دة للف + ۲ 


Scanned by CamScanner 


a N E تع بستحا‎ 


د محمد سعد أبو عامود 


ج- الموازنة التنظيمية وفقدان السيادة : 


من 000 0 لحكومات ضبط الأنشطة التجارية للشركات داخل حدود بلادهاء حيث إن هذه الشركات قد تلئ 
إلى عملية الوازنة التنظيمية, فإذا كانت شركة ما تعارض سياسة حكومة معينة, فبإمكانها التهديد بالحد من إنتاجها 
المحلى أو ايقافه وزيادة انتاجها فى دولة أخرى. 
أما فيما يتعلق بالأعمال المصرفيةء فإن الأخطار السياسية المتأصلة والمتمثلة فى خطرانهيار مصرف ما لأسباى 
متعددة تكون كبيرة وفائقة | لخطر. 86 
د- تخطى الحدود الوطنية والسيادة: 
تتسبب الشركات المتخطية للحدود فى نشوء صراع على السيادة بين الحكومات المختلفة. فإذا كانت الشركة الام 
تابعة للدولة (i)‏ فا التابعة تابعة للدولة (ب)ء فعندما تسرى قوانين الدولة (أ) على أعمال الشركة المتعدية للحدود, 
فمن الممكن أن ينشا صراع على السيادةء فهل تنصاع الشركة التابعة لأوامر الحكومة (ب) أم لأوامر الحكومة (أ) أم 
'- تأثير العولمة على وظائف الدولة ودورها : 
درک پعن الدراسات على تأثير العولة على دور الدولة ووظائفها وأنشطتهاء فتذكر احداها أن الأقاليم الاستراتيجية 
للعولة الاقتصادية تنشأ من خلال ممارسات الفاعلين المتعاونين والمصادر الأخرىء كالمدن العولمية» ومن خلال عمل 
الأنظمة القانونية الجديدة. إلا أن هذه العمليات تحدث فى اقاليم خاضعة للدولة القومية. ومن ثم فلا بد أن يكون للدولة 
دورء وهناك عدة ابعاد لهذا الدور تتمثل فى القضاء وأحكام المحاكم» والأعمال التشريعيةء والأوامر والقرارات التنفيذية, 
ومع التصادم بين مختلف المصالح والنتائج المختلفة عبر المؤسسات والدولء يوجد دور للدولة يقوم على أساس زيادة 
سرعة التغيير الداخلى بما يتوافق مع هذه المستجدات: ويدخل فى هذا الإطار تصديق الحكومات على خصخصة القطاع 
العامء وإعادة تنظيم سوق الأوراق الماليةء وكلاهما يستلزم واقعيا فتح الاقتصاد القومى أمام الاستثمار الأجنبى, 
والتوافق مع المنطق الجديد لأسواق رأس المال العوليةء وهو ما يتطلب أن توافق الدول وتنفذ الأسلوب المناسب لإدارة 
الاقتصاد القومى. 
وفى هذا المجال» يظهر دور البنوك المركزية كدور حاسم» فبالرغم من أنها فقدت بعض سلطتها الاقتصادية الكلية. إلا 
أنها أصبحت اليوم مؤسسات وسيطة من خلال القواعد الدولية الجديدة للعبة المنفذة فى الاقتصادات القومية. وهنا تبرز 
أهمية استقلال البنوك المركزية عن السلطة التنفيذيةء وأن ذلك شرط يجب أن تحققه الدول للحصول على قروض من 
صندوق النقد الدولى» وترى هذه الدراسة أن القول إن الدولة فقدت أهميتها هو قول غير دقيقء وأن تنظيم الأسواق لا 
يعنى فقدان الدول للتحكم فالحاجة مازالت قائمة ومستمرة للتشريع القومى لحماية وضمان النفوذ وحقوق الملكية 
وترسيخهاء وتحدد هذه الدراسة دور الدولة علئ النحو التالى: 
أ- الدولة ضامنة لحقوق رأس المال الكونى كحماية النقود وحقوق الملكية» وهى تفعل ذلك من أجل المزيد من العولة. 
العديدة الناشئة عن العولمة والنظم والممارسات التشريعية الجديدة الناتجة عنها. 
اوت ما اة التنظد ٹڈ در إلى مجموعة معقدة من التقسيمات الداخلية والمفاوضات التى تسع إلى الحفاظ 
على تكامل الاقليم القومى كحالة جغرافيةء والتى فى الوقت نفسه تنقل السلطة التنفيذية للدولة إلى مافوق إقليمها. 
کی ال سوق رأس امال الكونى؛ فإن الأمر يتطلب وزنا معياريا مهما للدولة فى صنع السياسات الاقتصادية القومية. 
خلال العرض المتقدم» يمكن القول إن هناك أدوارا جديدة للدولة تتطلبها العولة, فهناك حاجة إلى دور تشريعى 
تر كيل التشريعات الجديدة التى تنظم العلاقات بين متطلبات السيادة القومية وعمليات الشركات المتعدية للحدود, 
0 التى تنظم العلاقة بين الدولة والقوى الاقتصادية الفاعلة العاملة على مستوى العالم. هذا بالإضافة إلى الحاجة إلى 
۴ للدولة لعلاج الشكلات التوزيعية الناتجة عن نظام الاقتصاد العولى الذى أنتج حالات من عدم المساواة فى الأرباح 
ور للدوا 
4- العولمة ومحنة الدولة : ل 
ز٠‏ تأشر العولمة وله قد أدى إلى خلق محنة للدولةء فالدولة ف سوا فت اوا 
برك هذا الاتجاه على أن تأثير العو و ولة مطلوب منها تحت أسوا 


6ت السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


العولة والدولة 


الفروض حل نفسهاء وفى أفضل الفروض فإنه يجب عليها أن توافق على تحويل نفسها. 
ويوضح هذا الاتجاه أن العولة تثير أسئلة تتعلق بسيطرة الدولة الداخلية ودورها الدولى وأن المشكلات التى تواى | 
الدولة تتأسس وتقوم على حقائق ووقائع جديدةء هذه الوقائع الجديدة توضح أن التفكك والعولمة عمليتان تتمم كل مز 
الأخرى, بدلا من كونها متبادلتين. 
مجموعة من القواعد التنقايسية” أي أنها نظام معيارى. من ناحية أخرى: هى جسد سياسى له بنيته التى تقوم على قواءر 
مبدأ الشرعية الذى يميزها عن أى جسد اخرء ويعطيها هويتها الفريدة. الدولة ثنائية من حيث طبيعتها ومن حيث دور 
اتا ل ما تعبير عن تكتل المجتمع الداخلى» وفى نفس الوقت هى العنصر الرئيسى اتج الدولية, وهى من 
خلال هذه المنظمات الدوا لية تؤكد السلام المدنى والنظام العام فى إقليمها. وتساعد على تحقيق السلام والاستقر ار 
المج تمع الدولى, وتفوم بتنفيذ وظائف الاتصال والتعاون مع الدول الأخرى. وتؤكد هذه الدراسة على أن هذا الدور 
المزدوج للدولة داخليا وخارجيا قد صار موضع تساؤل» وتوضح ذلك غلى النحو التالى: 

أ- بالنسبة للتجانس الداخلى والهوية القومية ذاتها. صارت موضع اختبار بواسطة المطالب الإقليمية» وحقوق الأقليان 
والعلاقات عير الحدود والهجرة, والمجتمعات الممزقة التى تسودها الفوضى» والمعارضة المتنامية بين الأغنياء والفقراء. 

ب- وبالنسبة للإقليم؛ فإن السيطرة التقليدية للدولة على اقليمها لم تعد مؤكدة؛ فالحدود صارت مفتوحة للتبادلاى 
السلعية من بضائع وخدمات ومواد ثقافية, وتحركات بشرية. والحركة الدولية العابرة للحدود جعلت التمييز بين الداخلى 
والدولى أمرا شديد الصعوية. إن فتح الأسو اق وعولمة التجارة أرجعا الدولة لتكون سلطة وسيطة بين المستوى المحلى 
والمستوى الدولى. وتطرح هذه الدراسة بعض النماذج لخروج الدولة من محنتهاء الأول يتعلق بإيجاد رؤية متجانسة 
للفيدرالية الدولية تكون فيه الدولة مجرد سلطة بين آخرين؛ ومن ثم فهى مجرد مزود بالخدمات وليست لديها أى حقوق 
امتياز, والثانى هو تحلل الدولة والعودة إلى حالة الطبيعةء والثالث هو نموذج الدولة الجديدة ويقوم على أساس إذعان 
لظروف العولةء فهى مازالت دولة, ولكنها لا تنشغل بالتدخل والإخضاع. ويمكن قياس الضرورة المستمرة لوجود الدولة 
الجديد يجب أن يكون ناجحا اقتصادياء فالدولة المنشودة ليست الدولة الوسيطة بين الداخل والخارج» ولكنها المسهة 
للمرور للأمام والخلف» إنها تعمل كمسطح ولیس کسیاج» وهذه الدولة مطالبة بفتح حدودها للناس والتجارة والمعلومات 
والمنتجات الثقافيةء وأن تحترم حقوق الإنسان بمنظورها العالمى الذى يتضمن احترام الأقليات وحرية التحرك 
للأشخاص,ء» والحقوق الإنسانيةء وإذا فشلت فى تحقيق ذلك فإن الجمعيات الأهلية غير الحكومية ومؤسسات القانون 
الدولية تنبهها إلى ذلك. 

ومن ثم فإن الدولة فى ظل العولة تحتاج إلى إعادة هيكلة بنائها مؤسسيا ووظيفيا وفكريا لكى تستطيع التعامل مع 
متغيرات العولمة والظواهر الناتجة عنها بأنواعها ومستوياتها المختلفة. 

العولمة والدولة المصرية : 

ألقت العولمة بغير شك بتحديات وفرص فرضت على الدول أن تتعامل معهاء وقد اختلفت طبيعة هذه الفرص 
والتحديات باختلاف الدول؛ كما اختلفت قدرات الدول على التعامل معها. الصين تقدم نموذجا للتعامل الإيجابى الفعال 
قدرتها على التأثير الخارجى عن طريق الج هين - العولة. الصين نجحت فى تشجيع المشروع الخاصء وخلق 
طبقة من رجال الأعمال القادرين على الفعل والتأثيرء كما قامت بإعادة بناء النظام الإدارى والمؤسسات الاقتصادية المهمة 
بما يتوافق مع سوق الاقتصاد العولمى. ورغم أن ذلك فتح الطريق لدخول الأفكار الغربية الاقتصادية, وتوظيفها لخدمة 
النشاط الاقتصادى الصينىء إلا أن قادة الصين مازالوا يعارضون الأفكار والمفاهيم الديمقراطية الغربية, على أساس أن 
ظروف المجتمع الصينى لا تسمح بتطبيقهاء وإنما الأمر يحتاج إلى التوصل إلى الآليات المناسبة الملائمة لظروف وثقافة 
المجتمع الصينى من أجل تحديث وتطوير النظام السياسى الصينى خلال المراحل اللاحقة. 

وفيما يتعلق بمصرء فإن الأسس التى تقوم عليها العولة لا تتلاقى مع مكونات الخبرة السياسية والثقافة السياسيا 
المصرية. فالدولة المصرية منذ نشأتها الأولى هى دولة السلطة المركزيةء ومن ثم فتفكيك المركزية وإعادة بناء السلمة 
العامة على أسس جديدة تتوافق مع متطلبات التعامل مع العولةء يمثل إشكالية مهمة للدولة المصرية. إن المركزية في 


الساسة'الدولية العدد ١7١‏ يوليو ما د لالجلك +٠‏ ع ع ات 


Scanned by CamScanner 


د. محمد سعد أبو عامود 


مصر ليست إطارا 5 بقدر ما هى جزء أساسى من الثقافة السياسية المصريةء والمعروف أن الثقافة السياسة 
تلعب دورا مهما فى تشكيل الفعل السياسى؛ سواء على مستوى النخبة السياسية أو على المستوى الشعبى, ومن * 
- ب 5 أ . ٠.‏ 2 مسنری 3 72 3 2 وس دم 
فمسالة الانتقال من النموذج المركزى إلى النموذج اللامركزى الملائم للعولة تعد بالغة الحساسية بالنسبة للدولة الملصرية. 
وترتبط بهذا إشكالية أخرى هى إشكالية البيروقراطية المصرية العتيدة. 
فالعولة تتطلبديجهازا إدازيا سريع الحركة؛ غير مقيد إلا بمعايير الإنجاز والكفاءة والفعالية والتكلفة والعائدء وهو 
أمر لا يتوافر بالدرجة الملائمة لجهاز الإدارة فى الدولة المصرية. إن هذا الجهاز له خبرات طويلة فى تكييف المتغيرات 
المستجدة 2 يتلاءم مع الحفاظ على سلطانه ومصالحه. فى حين أن المطلوب هو إعادة بناء وتشكيل جهاز الإدارة 
المصرية بما يتلاءم مع متغيرات العولة. إن هذا يخلق إشكاليات عديدة للدولة المضرية؛ وادى ضياع فرص كان يمكن 
الاستفادة منهاء بالاضافة إلى زيادة حدة التأثير السلبى للعولة. 
إشكالية ثالثة تواجه الدولة المصرية تتمثل فى ثقافة المجتمم اللصرى» التى هى أقرب إلى المحلية منها إلى العالمية. 
فوفقا سید د E‏ فإن مصر بالنسبة للمصريين هى أم الدنياء ومادامت كذلك؛ فكل ما هو مصرى يمثل الأصالة وكل ما 
هو خارجی بخلاف ذلك. الطابع المحلى لثقافة المجتمع المصرىء بالإضافة إلى الخبرة التاريخية المريرة فى التعامل مع 
السنتعقر الأجنبى, ولدا قدرا واضحا من الحذر والتشكك فى كل ما يأتى من الخارج. وتأتى العولمة لتحاول غرس ثقافة 
مضادة لهذه الثقافة المتأصلة فى | لمجتمع المصر ی» ولعل هذا يفسر هذا القدر الواضح من الحذر والتردد المصرى فى 
التعامل مع المتغيرات الناتجة عن العولةء وفى توفير المتطلبات اللازمة للتعامل معها. 
وإذا ما انتقلنا إلى مستوى آخر من مستويات التحليل» فسنجد أنه فى المجتمعات الغربيةء نشأت الطبقة الرأسمالية 
بعيدة عن الدولة, وبالتالى فإن حركة ونشاط وانجاز رجال الأعمال مرتبط بقدرتهم على المبادرة والابتكار وتحمل 
المخاطر. الأمر بالنسبة للدولة المصرية مختلف تاريخياء حيث إن الرأسمالية المصرية الحديثة والمعاصرة ولدت من 
أحشاء الدولةء الأمر الذى يجعلها أكثر اعتمادا على الدولة مقارنة بالطبقات الرأسمالية فى المجتمعات الأخرى؛ وهو ما 
يجعل عقلية هذه الطبقة فى مصر فى تصريفها وإدارتها شئونها قريبة إلى حد كبير من عقلية الدولة. وبالتالى فمن 
الصعب بناء نظام رأسمالى بغير توافر رأسماليين يتمتعون بعقلية رأسمالية. 
هذه بعض نماذج الإشكاليات التى تواجه الدولة المصرية فى مسار تعاملها مع العولة, وهى لا تعنى عدم إمكانية 
القيام بعملية مراجعة شاملة للواقع المصرى والظروف الموضوعية المحيطة به. والتعرف على التحديات الحقيقية التى 
تواجهه» من أجل التوصل إلى الاستجابة الملائمة لمواجهة هذه التحديات. وصياغة المشروع الجديد للدولة المصرية فى 
5 العولمة. وعلينا أن نتذكر أن تاريخ مصر يقدم نماذج عديدة لحالات مشابهةء لخصها ارنولد توينبى فى التحدى 
والا - : ابة 3 فتاح اة ى ير الاستمرارية المصرية على مدی الزمن, فكيف يصل المصريون إلى الاستجابة الملائمة 
لتحديات هذا العصرء هذا هو السؤال! 


المراجع : 


E‏ تيف سميث؛ عولمة السياسة العالمية, دبى» مركز الخليج للأبحاث, ؛ . ."٠‏ بوتران بادىء عالم بلا سيادة, 
اناد كلارك:العولمة والتفكك؛ ابوظبی» مركز الإمارات للدراسات والبحوث» ۲۰۰۲ ص ص۲۹۱- .٠٠١‏ 
Yongning Zheng, Globalization and State Transformation in China, Cambridge, Asia‏ - 
Pacific Studies 2004 ١‏ 
Serge Sur, the State between Fragmentation and Globalization, Translated‏ - 
Matier, Academy of European Law Online. ed By Debra‏ 
Wiliam I. Robinson, Capitalist Globalization and the Transnationalizati 5‏ - 
Faculty. Maxwell. syr.edu/Merupert/Resarch/HM Workshop/Robinson.Htm. 10n Of the State‏ 
Joo Hyounb Ji, Globalization and the Nation . State, www.lancs.Ac.Uk/Postgrad‏ - 
Martin Wolf, Will The Nation - State Survive Globalization? Foreign Affairs Jan/Feb‏ - 
http://www.ForeignAffairs.Org 0008‏ ,2001 
Martin Shaw, The State Of Globalization, From Review Of [‏ - 
nternational Political‏ .1997 ,497-513 







- ©« - السياسة الدولىة العدد 1531ل 


Scanned by CamScanner 





لعن والخغير فى حباصا 
الوؤيان الخفم؛ الخغار بس 


بدأ القرن الحادى والعشرون 
بتولى إدارة بوش الابن الحكم فى 
الولانات المتحدة الأمريكدة, وهى 
الإدارة التى أحدثت تحولات 
جوهرية فى مجمل توجهات 
السياسة الخارجية الأمريكية 
وأدواتهاء فقد اتسمت فترة حكم 
بوش بالذزوع نحو العمل المنفرد 
فى السياسة الدولية دون اعتبار 
لرؤى الحلفاء ومصالحهم, وصار 
القاصى والدانى داخل الولايات 
المتحدة الأمريكية وخارحها 
يتحدث صراحة عن "الإمبراطورية: 
الأمريكية كحقيقة واقعة, وكل ذلك 
جاء مغلفا بخطاب رسالى ذى 
طابع دينى فى أغلب الأحبان. 


د. منارالشوربجى 


ھی ن ب ب مما هسارد 


لحظة فارقة استدعت مراجعة أمريكية شاملة للأسس التى كثيرا ما ارتكزت 


| عليها سياسة الولايات المتحدة. 


الرئيسى لقلك التمول؟ 

بل إن السؤال الأكثر أهمية هى ذلك الذى يتعلق بما إذا كانت سياسات إدارة 
بوش قد مثلت انقلابا راديكاليا على ما قبلها أصلا. ففى عهد كلينتون مثلا 
كانت هناك بوادر ميل للأحادية لا تخطئها العين» فضلا عن ملامح إمبراطورية 
واضحة. أما الطابع الرسالى للخطاب الأمريكى, فهو لا يمثل جديدا فى ذاته إذ 
هو عنصر مهم من عناصرالثقافة السياسية يضرب بجذوره فى عمق التاريخ 
او 

وتكمن أهمية اوخاي السؤال الأخير فى أن إجابته تلك تسمح بطرح 
السؤال الأهم على الإطلاق المتعلق بمستقبل السياسة الخارجية الأمريكية. فإذا 
كانت تنياس إدارة بوش وليدة لحظة تاريخية استثنائية, تمثلت فى أحداث 
سبتمبر أو فى هيمنة المحافظين الجدد فى عهدهء أو فى الاثنتين معاء فإنها 
مرشحة للتحول الجوهرى من جديدء بزوال تأثير تلك المتغيرات, أما إذا كانت 
تمثل امتدادا تاريخيا تراكميا فإنها مرشحة لليقاء. 1 ١‏ 
rai 9‏ لانتو 0 السطور فى الصفحات القليلة القادمة إلى وضع أداء 
إدارة بوش فى سياق تطور الاس الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية 
الثانيةء والتقاط الجذور التاريخية لتوجهات تلك الإدارة, مع تتبعها فى تطورها 
التاريخى» من أجل الوقوف على الثابت والمتغير فيها. ١‏ 

وهى فى ذلك تقدم أطروحة مجددة مؤداها أن 
عهد بوش الابن هى نتاج لتضافر عاملين معاء 
موجودة» ولكنها ما كان سيتم البناء عليها 


سياسات أمريكا الخارجية في 
/ فهى أمتدادى لتوجهات كانت 
وتطويرها فى اتجاه المسار الحالى 


( *) المدير الأكاديمى لمركز الدراسات الأمريكية › الجامعة الأمريكية بالقاهرة . 


السياسة الدولية العدد 1١١‏ يوليو "٠١5‏ 


Scanned by CamScanner 


د طك +2 


"وه 








۾ أشعر كان الرب يريدنى أن أخوض 
انتخابات الرئاسة” 


بالتأكيد ما كنت وصلت إلى هنا” 


'إن هذا البلد يجب ألا يخشى تأثير 
الإيمان على مستقيله. يجب أن : جل 
مجالا للإيمان لنجعل من أمريكا مكانا 
أف 1 


الأننا أكبر قوة على ظهر الأرض. فعلينا 

إلتزام بأن نساهم فى نشر الحرية .. هذة 
فى رأيى؛ الرسالة التى يجب علينا أن 
نؤديها' 


وأمريكا سوف تسمى الشر باسمة 


الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن 


تلكشو ف الولايات المتحدة ٠١‏ ألف مدرسة مسيحية ابتدائية وثانوية؛ وألف كلية مسيحية للتعليم بعد الثانوى. كما تنتشر فى 
الولايات المتحدة الدوريات المسيحية مثل 'المسيحية اليوم و العالم و تاريخ المسيحية و الأبوة المسيحية و الوعاظ و"الأكليروس 
والمختار الكاثوليكى” وغيرها. وتضم الولايات المتحدة ٠٠٠١‏ دار للنشر متخصصة فى الكتب المسيحية, إضافة إلى سبعة آلاف 
مكتبة لتوزيع الكتب اليتتند يةء وتقدر مبيعاتها بحوالی ۲ ملیارات دولار سنويا. واستفاد الدين من الثورة التكنولوجية. حيث نشهد 


الآ عل الإنترنت شيكة المسيحية على الخط". كما أصبحت للكنائس المختلفة مواقم على الشبكة الدولية 
وخلافا للشعوب الأوروبية يعد الأمريكيون شعبا متدينا e‏ منهم يعنقدون فى وجود الله وأغلبيتهم يقدسون المسيح 
العذراء» ويعتقد 7 منهم فى الآخرة وا۷ یومدوں بالسر ن والجحيم 


والسيدة 
الفصل بين الكنيسة والدولة فى التجربة الأمريكية لم يتحول يوما إلى فصل بين الدين والمجتمع؛ وبين كل 5 أفراد هناك ٤‏ أفراد 
الآخرة کفاا ای ۲ من الأمرد يكيين د يعتيرون أنه هم أشخاصا متدينين مقابل 65 فى بريطانياء و55/ فى 


تقد فى الحناة 1 
يعتقدون فى الدينية أسبوعياء فتبلغ نسبتهم فى الولايات المتحدة /٤٤‏ مقابل /١8‏ فى المانيا. 


لماشىا. ٤A,‏ ¡ فى فرنسا ما من يؤدون الخدمات 
و٤‏ فی بریطانیاء و2۱۰ فی فرنسا. 
للذ درشا لڌل الدين والسياسة فى أمريكا علمانية أم متدينة. ضمن: الإمبراطورية الأمرر ية - الجزء الأول, القاهرة: مكتبة الشروق. 


كل 
ا 2 الأرقئ: ۸ ° 


ا 


إعداد : عصام عبد الشافى 





ت :1701/7 جح السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - المحلر ٤١.‏ 


Scanned by CamScanner 


الثابت والمتغير فى سياسة الولايات المتحدة الخارجية 


لولا وجود المحافظين الجدد فى مواقع صنع القرار» حين وقعت أحداث سيتمير. 

فأحداث سبتمبر كانت بمثابة هدية لا تقدر بثمن لفريق المحافظين الجدد» الذى هيمن فى عهد بوش, حيث وزو 
بتمرير سياسات كان هذا الفريق يدعو إليها أصلا. 

إلا أن هذا لايعنى أن هذه التحولات مرشحة للزوال بنهاية عهد بوش أوغياب المحافظين الان عن مواقعهم, ذلك لور 
نفوذ هذا التيار لا يأتى فى الواقع من تولى تلك المناصب الحساسة فى عهد بوش› وانما من ذلك الجهد التراكمى از 
قاموا به طوال العقود الثلاثة الأخيرة فى تأسيس البنية التحتيةء فكريا ومؤسسياء اللازمة لاتساع نفوذهم ويقائه, الأمر 
الذى سمح لهم عند تولى تلك المناصب بلعب ذلك الدور الذى لعبوه. 

بعبارة أخرى» فقد ثم تكريس نفوذهم عبر تولى تلك المناصب الجا العكس» وهى المقاستب: التي استطاعوا ص 
خلالها إحداث انقلاب على الساحة الداخلية: هو الأهم على الإطلاق, لأنه غير وجه الحياة السياسية فى أمريكا زاته 
ومن ثم» فإن تفكيك مفردات هذا التحول الداخلى هو وحده المفتاح لأى تحول فى السياسة الخارجية الأمريكية فيما بعر 


بوش. 

من الانعزالية إلى التعددية : 

بعد الحرب العالمية الثانية» مرت سياسة الولايات المتحدة الخارجية بمراحل عدة كانت فى مجملها تمثل تحور 
راديكاليا عما كانت عليه قبلها. فحتى اتخاذ القرار بخوض تلك الحربء كانت الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج نهجا 
قائما على الانعزالية فى التعامل مع العالم وهو نهج له جذوره العميقة فى التاريخ الأمريكى ولا يزال له مؤيدوه داخلها 
حتى هذه اللحظة. فلم تكن مصادفة أن حذر جورج واشنطن من التحالفات الدولية وتأثيراتها السلبية على الولايان 
المتحدة. 

والمنطق وراء فكر الانعزالية الذى ظل يهيمن على سياسة أمريكا الخارجية حتى نهاية الثلاثينيات انبنى؛ فى الواقم, 
على مقوم مهم من مقومات الثقافة السياسية الأمريكيةء وهو أن أمريكا بإمكانها الابتعاد عن العالم ومشكلاته ا لمعقرة 
لأن المياه الشاسعة التى تحيط بأراضيها تجعلها قادرة على عزل نفسها عما يدور فيه دون تكلفة تذكر. 
سياسة خارجية نشيطة مثلها مثل دول أخرىء وإنما أدركت أيضا أن عليها أن تتفاعل مع المجتمع الدولى باعتبارها قرة 
عظمى لها دور رائد. فقد صار ذلك أمرا فرضه أداؤها فى أثناء الحرب وتوقعه منها المجتمع الدولى بعدها. 

وقد شهدت فترة الحرب وما تلاها مباشرة تحالفا أمريكيا- سوفيتيا قام على نهج براجماتى- رغم الاختلاف 
الأيديولوجى- تمثل فى العدو النازى المشتركء وهو التحالف الذى ما لبث أن اختفى باختفاء ذلك العدو نفسه. 

وعلى ذلك. شرعت الولايات المتحدة تتبنى سياسة خارجية مختلفة نوعيا وفائمة على رؤية جنديدة جسدها عزم 
روزفلت الإبقاء على انخراط أمريكا فى السياسة الدولية. فقد كان الرئيس الأمريكى وقتها قلقا من أن تعود أمريكا مر 
أخرى إلى انعزاليتها فتخسر ما تحقق بانخراطها الدولى. ومن هناء جاء اهتمامه بإنشاء الأمم المتحدة التى جسدت فكرة 
"الليبرالية الدولية" أى تحقيق مصالح الدول عبر التعاون متعدد الأطراف من خلال مؤسسات دولية. ورغم أن الولايان 
المتحدة الأمريكية لعبت فى النهاية دورا محوريا فى إنشاء الأمم التحدة إلا أن ووتفلت كان قد اکن میک قاق ما 
الكونجرس وقتها بشأن عضوية بلاده فى المنظفنة و التى كان يعتبرها وسيلة لمنع أمريكا من العودة للانعزالية 
وجاسنا لخاد مباتف س القشمايا الدواية اللخلقك:نوركم أن المسصطة التهاقية كات یا از یه 
العضويةء إلا أن الأخير لعب دورا مهما فى تقليص دور أمريكا فى الأمم المتحدة لحماية "السيادة الأمريكية". " 

وفى إطار فك الليبرالية الدوليةء تبنت الولايات المتحدة ما عرف بسياسة الأحتوء إزاء الإتحاى السرفيتي اللي 
جسدها مذهب ترومان ذو الأبعاد الثلاثة السياسية والاقتصادية والعسكرية. أما البعد الاقتصادى, فهو ما تمثل فى 
مشروع مارشال (٤۷(‏ الذى كان فى جوهره يسعى لاحتواء رغبة الاتحاد السوذ ۴ فی تنيع یکوین اجتذاب 
أورويا للفلك الأمريكى» فكان الانفاق على إعادة إعمار الدول التى نسرتها الخرب وسيلة لخلق حلیف قری پناهض 
السوفيت. وقد صاحب البعد الاقتصادى اهتمام بالدعم السياسى للدول غير الشيوعية, بين علق لقا 
الاأطلنطى- للإابقاء على القوات الأمريكية فى أورويا- البعد العسكرى فى تلك المنظومة الجديدة " "* 

وقد شهدت خمسينيات وستينيات القرن العشرين 'عولة" سياسة الاحتواءء إذا جاز التعبير. حيث لم تعد تقتصر تك 
العمل داخل أورورباء واتسعت لتشمل آسيا وإفريقيا أيضا من خلال الأبعاد الثلاثة نفسهاء العسكرية والسياسباً 


السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠٠٠١‏ - المجلد .1 خا 


Scanned by CamScanner 


1 تان زیی 
جه حاءت مر حلة السيعيثيات اله 5200600 1 
نم < EE ٥‏ لتى كان عنوانها سياسسية الوفاة ", 5 کک انما قدا 500 
لتعود أجواء الحرب الباردة مع بداية الثمانينيات. لو ىق وهى التى ما لبثت أن انهار بنهاية العقد نفسه 
الأحادية المقيدة : 
ا توا #جواء لم تعن بالضرورة العودة إلى .جوهرها للثمثل فى سياسة الاحتواء: فقد جا زيجآن إلى 
ال ٠‏ حه فرق عص يؤمن بضرورة القضاء على النظم الشيوعية لا احتوائها. وبالتالى مثلت تلك مرحلة 
E N‏ ردة اختلفت فيها سياسة أمريكا الخارجية نوعيا. فقد قدمت الولايات المتحدة دعما ماديا 
سريا “هد با د٠‏ فى بواخداء وازداد تدخلها فى العالم الثالث. سواء بشكل مباشر أو بالوكالة. هذا فضلا عن فضيحة 
ا لشهيرة» وما انطوت عليه من دلالات. كما قدمت أمريكا دعما هائلا للمجاهدين فى أفغانستان وتمت زيادة 
د وسوا لعسكرية بفسبة 21١‏ فى 194١‏ ٹم بنسبة ٤‏ فی ۱۹۸۲ء بعد آن کان قد تم خفضها فى عهد كارترء هذا 
فضلا عن الإسراع فى إنتاج نظم نووية جديدة كان كارتر.قد أبطأ إنتاجها. 
بعبارة أخرىء مثل عقد الثمانينيات تغييرا نوعيا فى سياسة أمريكا التى تبنتها منذ الحرب العالمية الثانية. ولكنه كان 
تغيرا فى عكس الاتجاه الذى كان يخشاه روزفلت. فالولايات المتحدة لم تتخل عن الليبرالية الدولية لتعود للانعزالية. 
وإنما تخلت عنها لتتبنى الأحادية. فكما هو واضع.: اتخذت الولايات المتحدة فى تلك الفترة سلسلة من القرارات. بغض 
النظر عن مواقف حلفائها. 
غير أن الأحادية التى مارستها إدارة ريجان ظلت مقيدة إلى حد كبيربالمقارنة بما آل إليه الحال لاحقاء إذ مثل وجود 
الاتحاد السوفيتى رادعا قويا إزاء المزيد منهاء فلم تكن أمريكا فى ذلك الوقت تملك رفاهية استعداء دول العالم لئلا يؤدى 
ذلك إلى اتساع النفوذ الشيوعى. 
انهيار الاتحاد السوفيتى وإعادة تشكيل الذاكرة الأمريكية : 
ثم انهار الاتحاد السوفيتى فى 191485 وتلته مباشرة حرب الخليج الأولى: وهما الحدثان اللذان ساعدا معا على 
تشكيل سياسة الولآيات المتحدة طؤال عقد التستعينيات: 

7 فلس سرا أن اقيمان الاتسان السوقي فاجا القرى والؤسسات اتحظفلاهن امريكاء لأر الى تة فخ واش 
كانت لها تداعياتها المهمة. وكان أحد أهم تجليات تلك الهزة ذلك البحث عن عدو جديد بل وعن معنى جديد للقوة 
الصينء ثم جاء الخطر الأخضر (أى الإسلام) الذى استقر عليه الرأى بعد فترة تقرب من العامين من البحث. وتجلى فى 

أ | العالمى الحديد". وهو التعبير الذى أطلقه وقتها دون أن يقدم تعريفا له. فصار المصطلح بلا صاحبء أعطاه كل فريق 

٠‏ المعنى الذى يتسق مع رؤاه وأيديولوجيته. 

ا الخليج الأولى كانت أيضا نقطة فارقة فى تاريخ الولايات المتحدة من زوايا عدة. فقد مثلت تلك الحرب 
يران حرب ي » e‏ 

ا ا لعقدة فيتنام التى ترسبت فى العقل الجمعى الأمريكى بشان دور الولايات المتحدة الدولى عموماء والتدخل 

العسكرى الأمريكى حول العالم على وجه الخصوص. 
فقد كانت المؤسسة العسكرية قد عقدت العزم على عدم تكرار كارثة فيتنام؛ لا بالتخلى عن التدخل العسكرى فى 

E‏ الال الم 

الخارج. وإنما عن طريق جعله أقل كلفة خصوصا من حيه الد Î‏ 

فالسداسة الأمريكية كلها محلية والرادع الحقيقى للسلبى من السياسات الأمريكية اتی ھی اکل اکا تقسايا لا 
ا 3 استوعبت المؤسسة الحاكمة عموما والعسكرية على وجه التحديد درس فيتنام؛ وعقدت العزم على 
المناهضين لها من تأييد المواطن العادى غير المسيس الذى غالبا ما لا ينتبه إلى سياسة بلاده الخارجية إلا فى حالة 

ظ دين E‏ ء يؤمن بها أو إهدارا للأرواح والأموال. 

تحولها إلى أزمة حقيقية يرى فيها تقويضا ابادى» يمن ي ر را للأرواح والأموال 
م تستطيعم بها الولايات المتحدة خوض حرب "عن بعد" إذا جاز التعبيرء الأمر الذى يقلل 
ومن ثم. تم إنتاج تكنولوجيا تستطيع ؛ ز التعبيرء الأمر الذى 

حجم الخسائر البشرية. 


- 0۹ - السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ه..٠-‏ المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


الثابت والمتغير فى سياسة الولايات المتحدة الخارجية 
كانت الؤسة العسكرية اليكية يحفاه قد تلقت ديسا قاسيا أخرفي يام تمل فى فض سا 
نطاق واسع» من استخدام الأسلحة المحظورة دولياء إلى انتهاكات بشعة لحقوق أبناء شعب فيد ع ت اا 
واضحا على استخدام كل المتاح من قوانين أمريكية للسيطرة على المعلومات التى تبث من مواقع القتال. ا 
يد ص ج = 2 أ 
وقد جاء عامل جديد ليخدم ذلك كله وهو تكنولوجيا الإعلام» التى سمحت للأمريكيين بمشاهدة صور إنزال الق 
الأمريكية وقت الحرب على الهواء مباشرةء وقد كانت صورا تخلو من مناظر الضحايا أو الدماء وأقرب إلى الأ 
الروائية منها إلى الحروب الحقيقيةء التى يقع فيها ضحايا وتدمر فيها الحياة. 
ولا ينبغى فى الواقع الاستهانة بحل عقدة فيتنام؛ فتلك مثلت رادعا داخليا قويا طوال السبعينيات والثمانينيان. 
بعيارة أخرى» مثلت حرب الخليج الأولى نقطة تحول نوعية فى تعامل العقل الجمعى الأمريكى مع التدخل العسكر, 
الأمريكى فی الخارج» فقد نجحت إدارة بوش الأب فى إقناع قطاعات واسعة من الأمريكيين بان اطلام الآلة العسكرة 
الأمريكية الكاسحة لا يعنى بالضرورة صنع فيتنام جديدة. فقد دخلت القوات الأمريكية حرب الخليج وخرجت مز | 
بخسائر بشرية ومادية لا تذكر. وبفضل السيطرة على المعلومات وتطويع الآلة الإعلامية الأسريكية لعي الأمريض.. 
ضحايا ولا دماراء حيث تم قصفهم طوال الوقت برسالة معدة بعناية مؤداها أن بلادهم صارت على العرش بلا منافس. 
ولكن القوة العسكرية الأمريكية استخدمت لإعادة الحق إلى أصحابه. 
وقد مثلت هذه الرسالة فى الواقع إعادة إنتاج لمعنى القوة العسكرية الأمريكية. ووظيفتها. فهى قوة أضارية لا تق 
بعد انهيار الاتحاد السوفيتى: ولكنها تستخدم لأغراض نبيلة تحمى فى الوقت ذاته بلادهم ومصالحها. 
وعلى ذلك» مثلت حرب الخليج الأولى واقعة تاريخية سجلتها الذاكرة الأمريكيةء وصار من الممكن استدعاؤها فيما 
بعد ضمن وقائع أخرى. 
إلا أن عملية الاستدعاء من الذاكرة - كما يقول علماء النفس - عملية انتقائية بالضرورة؛ وتتوقف على الطرف الذى 
يقوم بهاء والظرف التاريخى الذى يتطلب الاستدعاء» والوظيفة المقصودة من وراء ذلك الاستدعاء أصلا. ومن ثم» أسبم 
تولى كلينتون الرئاسة فى استدعاء معان بعينها من تلك الخبرة دون غيرها. فكانت أهمية التحالفات الدولية فى أحد 
المعانى المهمة التى انتقاها كلينتون وفريقه من الديمقراطيين من خبرة حرب الخليج. 
من الأحادية الانتقائية إلى العداء للتعددية : 
لكن فترة حكم كلينتون بدأت أيضا بأزمة الوجود الأمريكى فى الصومالء ومن ثم لم يكن من الممكن إزاء هذا الظرف 
خبرة فيتنام» فكان على الإدارة الجديدة أن تعيد النظر فى مجمل المعانى التى تم إنتاجها فى عهد بوش الأب بشاز 
التدخل العسكرى فى الخارج» وكانت النتيجة المباشرة لكل ذلك تجاهلا أمريكيا لمذابح روانداء ثم تلكؤا طويلا فيما يتلق 
بالبوسنة. فقد صار واضحا أن غياب الاتحاد السوفيتى وإنتاج التكنولوجيا العسكرية الدقيقة فضلا عن السيطرة غلى 
وما لبنت إدارة كلينتون ا أنت ننجت معنى جديدا قام علي استدعاء خاص بها لخبرتى فيتنام يصوت ا ا كان مؤداه 
تبنى مبدأ باول من ناحية؛ والإصرار على "الحرب عن بعد" من ناحية أخرى. 
أما مبدأ باول» فيقوم على ضرورة أن يستخدم التدخل العسكرى الأمريكى قوة غاشمة وحاسمة ضضد أهداف مدنا 
بدقة بعد التأكد من وجود استراتيجية واضحة لإنهاء العمليات العسكرية '(50:2]68 )12 
أما الحرب 'عن بعد" قلق ارتيا إذارتا كليقتون.حيت ج التدخل العسكري ا يود ارال غر ال 
وقد احتفظت إدارتا كلينتون -حتى بعد اختفاء لتحا لوانتي بسياسة الاحتواء لا ضد قوة عظمى موازية لقا 
الو لادات المتحدة. وإنما ضد ما سمته هذه المرة الدول المارقة Rogue States‏ . 
فترة حكم كلينتون شهدت أيضا ميلا نحو الأحادية فى كثير من الأحيا:. يذ. 53000 
عمسب لى الجمهرريون فيه مقاعد الاظ ب 0 دان كان أهم مصادره الصصدام بين كاب 
والكونجرس الذى تولى الجمهوريون فيه 0 للكت 7 2 من قوز الأول بالرئاسة فى جاؤة!. ذقد هيعنا 
على الحزب الجمهورى فى الكونجرس تيار كان قد تزعمه نيوت جينجرتش منذ نهاية || بعينيات. وهو تيار اخظف عن 


الساسة الذولية العدد ٠١١٠‏ بوليو ه..” - المجلد ٠ 4٠‏ - 


Scanned by CamScanner 


د. منار الشوريجى 


من مظاهر تنامى قوة اليمين المسيحى فى الولايات المتحدة: 


مثل (الغالبية 
الأخلاقية) التى 
أسسها القس "جيرى 
فولول عام ۱۹۷۹ء 
ويزيد عدد أعضائها 
على أريعة ملايين 3 
عضو وأعلن 'فولول” 
تأسيسها قومى يهدف 
إلى تدعيم قوة الولايات 
ل دة من = لال 
تأسيس شبكة دفاع 
قوية تقوم على تحالف 
شتى الاتجاهات الفكرية والدينية والفلسفية. 

جت نجاح رونالد ريجان" فى انتخايات \\A۰‏ 
و٤‏ ۱۸ء حتت ادعت حركات اليمين | 1 د 
المستديرة: أنها كانت السبب فى هذا النجاح» لأنها 
استطاعت تعبئة أكثر من ثلاثة ملايين إنجيلى 
يهتمون لأول مرة بالسياسة خلف هذا المرشح., 
الانتتخايات فى الولايات الجنويية من /١١.١‏ إلى 
۷ وارتفعت فى بقية الولايات من ۸, /1٠‏ إلى 
AMET‏ 

=a‏ فى عام مم١‏ أسس رويرتسون متظمة 
"الائتلاف المسيحى" التى أصبحت القوة المحركة 
لليمين ای حسب تقدیرات رویرتسون» فان 

يمين المسيحى. وحسب تفديرات روير 1 

"الائتلاف المسيحى" وصل عدد أعضائه إلى 1,٥‏ 


ڪا 


Scanned by CamScanner 


مليون عضو من المتبرعين 
والمؤيدين؛ وتواجد فى ١١5‏ 
ولاية من خلال ٠١‏ ألف 
عضو قیادی»› و50 ألف 
عضو ارتباط بالكنائس. 
ولدى "الائتلاف المسيحى”" 
يستطيع الوصول يوميا 
ال الملايين سواء عير 
الشبكة التليفزيونية 
الدينية [8) أو 
RET‏ 
السطحى والهماتف 
والفاكس. 
التسعينيات. فهناك منظمة "مجلس أبحاث العائلة" 
ومديرها جارى بوير الذى عمل مساعدا! للرئيس 
ريجان فى وزارة التعليم. وتدافع عن القيم التقليدية 
مرشحى الحزب الجمهورى فى الانتخابات الأولية 
للرئاسة عام ٠١٠٠١‏ . 


ومنظمة "التركيز على العائلة" التى يديرها عالم 
النفس المسيحى جيمس دوبسون, ومنظمة "التركيز 
على المرأة من أجل الولايات الملتحدة وتقودها 
بيفرلى ليهى (زوجة القس تيم ليهى)ء ومنظمة 
"ائتلاف القيم التقليدية" و المدافعون الملسيحيون 
للخدمة الإنجيلية' و'جمعية العائلة الأمريكية" 
وغيرها. 





إعداد : عصام عبد الشافى 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠‏ - المجلد ء٤‏ 


الثابت والمتغير فى سياسة الولايات المتحدة الخارجية 
هنا ا 5 و 3 8 فرضها على الرئيس. ولهذا التيار مواقفه الخاصة فى الء, 

وصار يصنع الأجندة السياسية الداخلية والخارجية ويفر : ياس 
الخارجيةء فهو تيار له موقف معاد للأمم المتحدةء وهو الذى كان وراء الامتناع الأمريكى عن تسديد حصة الولايار 
المتحدة فى ميزانية الأمم المتحدة. كما كان وراء سلسلة من القوانين التى رسمت سياسة مح الخارجية زر 
التسعينيات» رغم معارضة كلينتون لهاء بدء! من قانون نقل السفارة الأمريكية للقدس» ومرود ٠‏ نون هيلمز بورتون 
لفرض العقوبات على إيران وليبياء وقانون منع الاضطهاد الدينى فى العالم» ووصولا إلى قانون تحرير العراق الزى 
صدر فى ۱۹۹۸ء ونص على أن تغيير النظام العراقى هو السياسة الرسمية لأمريكا. 

ورغم أن الكثير من المواقف الأحادية فى عهد كلينتون كان مصدرها الكونجرس. إلا أن الإدارة ذاتها اتخذت عررر 
من تلك المواقف الأحادية مثل موقفها من التجديد الدكتور بطرس غالى كأمين عام للأمم المتحدة؛ ورفضها لمعاهدة نزي 
الألغام» وقامت إدارة كلينتون بحملات عسكرية فى العراق وكوسوفو دون الرجوع للأمم المتحدةء وبضرب أفغانستان 
والسودان دون - حتى - السعى لائتلاف دولى. 

ومن ثم فصحيح أن فكر الجمهوريين الذين هيمنوا على المؤسسة التشريعية الأمريكية كان مسئولا عن الاندفاع نحر 
الأحادية فى العمل الدولى؛ إلا أنه لا يجوز إغفال عامل مهم هو غياب الرادع. فاختفاء الاتحاد السوفيتى كان يعنى؛ حتى 
بالنسبة للجمهوريين المؤمنين بالليبرالية الدولية بل وحتى الديمقراطيين. أن الولايات المتحدة تملك رفاهية اتخاذ مواق 
منفردة أحيانا وفق مصالحهاء وإن ظل ذلك بالنسبة لهذا الفريق انحرافا عن الأصل. 

بعبارة أخرى» كان الوضع فى عهد كلينتون بمثابة أحادية انتقائية تمارس عند اللزوم؛ بينما يظل الاهتمام بالعمل 
الدولى متعدد الأطراف هو الأصلء وتمت ممارسته حتى فى قضايا أولتها الإدارة أهمية قصوى ورفعتها إلى مصاف 
قضايا الأمن القومى مثل التجارة الدولية والبيئة. 

وهكذا .فإن الجديد الذى أتت به إدارة بوش الابن لم يكن فى الواقع اختراع الأحادية فى العمل الدولى: وإنما كان 
تحويلها إلى القاعدة لا الاستثناء. بناء على العداء للتعددية من حيث المبدأ. ففريق المحافظين الجدد الذى هيمن على 
صنع السياسة الخارجية فى عهد بوش الابن له موقف مبدئى مناهض للعمل الدولى الجماعى. صحيح أنه تيار يرفض 
الانعزاليةء إلا أنه لا يثق فى إمكانية تحقيق المصلحة الأمريكية عبر العمل الدولى متعدد الأطراف أو من خلال التحالفات 
بل إن لهذا الفريق موقفا معاديا لليبرالية الدولية من حيث المبدأ. فهى» من وجهة نظرهم: تناقض حقيقة العلاقات الدولية 
التى تقوم -عندهم- على القوة وليس المساواة بين الدول» ومن ثم وجدوا فيها إهدارا للمصالح الأمريكية. 

ويانهيار الاتحاد السوفيتى؛. صار موقف المحافظين الجدد أكثر عداء للعمل الدولى متعدد الأطراف باعتبار أنه يحول 
دون قدرة الولايات المتحدة على تشكيل العالم بما يخدم مصالحها وكان هذا العداء هو مصدر الهجوم الشديد الذى شنه 
هؤلاء على إدارة كلينتون (بل وبوش الأب). فقد اعتبر المحافظون الجدد أن عقد التسعينيات كان عقد الفرص الضائعة 
الولايات التحدة الفرصة لتشكيل النظام العاللى دون مفاوضه من آية قوة دولية فاعلة. وكان الحل عندهم هو إحداث 
تغيير جوهرى فى السياسة الخارجية هدفه الحفاظ على الهيمنة الأمريكية. وتشكيل البيئة العالمية على نحو يخدم 
المضلحة الأمريكية (كما يرونها). ومن أجل ذلك؛ ينبغى زيادة القوة العسكرية بما يسمح باستغراضها أو استخداهها 
عند اللزوم لردع من تسول له نفسه معارضة امريكاء فضلا عن ضرورة القضاء على الايديواوجيات المعادية. ون 
رفضوا على سبيل المثال سياسة الاحتواء التى تبنتها أمريكا أثناء الحرب الباردة: وتم د E E‏ 

. وكيا عة اا یجان الى القهنا للك اماردة» وتم تطويعها فى عهد كلينتون 
مع الدول المارقة . ووا e‏ ره ر ن إلى »عابي الشيوعية لا احتوائها. سعت إدارة بوش الابن إلى تغيير 
النظم فى دول محور الشرلا احتوائهاء ولم يتورع المحافظون الجدد عن الحديث صراحة أيضا عن دور الإمبراطوراً 
الأمريكية والتنظير لها. 

من امبراطورية فريدة إلى امبراطورية تقليدية : 


وفى :راقع الأشن: فإن ابوا الأسريدية ا موجودة بالفعل قبل تولى بوش الاين الرئاسة مَومن طويل؛ وإن 
ولزودات الع و چ يع إمبراطوريات. فقد كانت بالأساس إمبراطورية قؤاعد عسكرية 
وصفها تشالمرز جونسون واه و اا الإمبراطورية . فقبل تولى بوش - ووفق وثائق البنتاجون - كانا 
وزيا ی کی ایا ابا سیق فی ۲۸ ولا حول العالد. هذا لتضلا در عشدرة 
القواعد الأخرى غير العلن نها أضف الى ذلك وجود العسكريين الأمريكيين فى ١١7‏ دولةء نافيك عن مواقع التجسس 
المنتشرة فى كل بقاع الأرض. ۰ ْ 


- 3 7 4 3 5 - 9 ۱ : 
التيار الذى هيمن تقليديا على الحزب الجمهورى. ودخل الكونجرس - بزعامة هذا التيار کی ا دار ع ر | 
ا 

أ 


TT TN o e A 


Scanned by CamScanner 


تا ل ا ل ا ا ا اع ا 7 


ل منار الشوريجى 


ا ليسا الأمريكا ملموتن داخل أمريكا نفسها. متمثلا فى الصعود المطرد لدور وزارة الدفاع فى 
a‏ ع على حساب وزارة الخارجية والهينات التابعة لها ودور البنتاجون ونفوذه لم يتقلص بانتهاء 
الحرب الباردة. بل إن العكس هو الصحيہ فقد خاضت الولايات المتحدة حربين بعد انهيار الاتحاد السوفيتى (فى 
الخليج ويوغوساافيا) مما قدم المبرر الموضوعى للإبقاء على الحجم الهائل للميزانية العسكرية. والانتاج المستمر لأساءة 
جحفيدة: بل وتمتع البنةاجون بحررة حركة أكير فى ظل غیابت حبس سوفيتى فوى بل وعفاب رد الفعل الداخلى المعادى 
للتدخل العسكرى فى الخارج طوال التسعينيات فمن ناحية. أدى تطوير تكنولوجيا عسكرية جديدة إلى تمكين العسكرية 
الأمريكية من خوضن العرون عن بعد ؛ ومن ناحية أخرى. هذا فى الوقت الذى صار فيه الليبراليون الأمريكيون- الذين 
كثيرا ما عارضوا التدخل الأمريكى فى الخارج- طوال التسعينيات - من أهم القوى الداعمة للتدخل الامريكى لاغراض 
أنسانية 

لکن الجديد الذى PRE‏ اذار فوش الاين انما rE‏ قي اتات الآمراطورية الأمريكية تعض الصفات التى اتسمت 
بها الإمبراطوريات تقليدياء ومن أهمها الاحتلال المباشر لأراضى دول أخرى, فضلا عن استخدام الخطاب الرسالى 
المعروف تاريخيا والمتمثل فى جلب الحضارة والتقدم إلى البلد 

من امة على التل الى مطلقات بلا ضوابط 


أولى العالم كله اهتماما معتبرا لطبيعة الخطاب الأمريكى فى عهد بوش ولغته. فهو خطاب ذو طابع رسالى بل ودينى 
واضح. ومن ثم يصبح السؤال: ما هو الجديد فى ذلك الخطاب؟ فمن المعروف أن الخطاب الأمريكى قد ظل طوال التاريخ 
يتسم بذلك الطابع الرسالى فضلا عن أن خطب وتصريحات السياسيين الأمريكيين كثيرا ما حفلت بعبارات ورموز 
وصور ذات دلالات دينية واضحة 


فرغم علمانية الدولة التى ينص عليها الدستور الأمريكى صراحة. الا أن فصل الدين عن الدولة فى أمريكا معناه 
حظر إعلان دين رسمى للدولة؛ لا حظر التدين ولا حتى حظر دورالدين فى الحياة السياسية. ويعتبر المجتمع الأمريكى 
هو الأكثر تدينا على الإطلاق بين كل المجتمعات الصناعية المتقدمة 


ا ما بي TF‏ 


وقد وصف هنتنجتون تلك الخصوصية الأمريكية نقوله 2 أمريكا أمة تحيا بروح الكئيسةٴ A Nation wıth the‏ 
soul of a Church‏ 
والكنيسة. فى عبارة هنتنجتون لا تعنى المسيحية. وانما هى اشارة الى ما اتفق الباحثون على تسميته بالدين المدنىٴ 


0 01211) فى أمريكا. وهو منظومة من القيم والآفكار والمعتقدات التى يؤمن بها العقل الجمعى الأمريكى. وهذه 
المنظومة ذات طابع فكرى وسياسى ولكن جذورها دينية. ووظيفتها الرئيسية بناء صورة خاصة متفق عليها للعالم تنتج 
معنى محددا يساعد الجماعة على فهم الواقع والتعامل معه 

أما کن مفردات تلك المنظومة: فهى باختصار أن أمريكا آأمة مختارة يحميها الله ويباركها بل وكلفها برسالة سامية 
فى هذا العالم. وكما هو واضه. فإن هذه الأفكار ذات طابع سياسى إلا أن أصلها دينى. أما الأصل الدينى لهذه 
المنظومة فهو يرجم إلى نشأة الدولة الأمريكية ذاتها. فالمهاجرون الأوائل إلى الولايات المتحدة الذين جاءوا من انجلترا 
گاتوا انات E E‏ کک صا. - للبيوريتانية 12011621115111 بعد فترة الهيمنة بينها والبيوريتانية أو التطهر 
سميت بهذا الاسم لأنها سعت إلى تطهير الكنيسة فى انجلترا مما اعتراها. وقد هاجر الكثير من اتباعها إلئ العالم 
الجديد هربا من الاضطهاد الدينى وأملا فى بناء حياة جديدة يعيدون فيها للمسيحية نقاءها الذى فقدته فى أورويا 
وأثناء رحلتهم عبر الأطلنطى. تأمل هؤلاء تجربتهم؛ فاعتبروها رحلة حجيج واعتبروا أنفسهم جماعة مختارة اصطفاها 
الله لتعيد البشرية الى رشدها. وآمن هؤلاء بآن خروجهم مضطهدين من أورويا كان لحكمة الهية حيث اختارهم الله لمهمة 
محددة وهى إقامة مملكته فى تلك الارض الجديدة 

هزه المنظومة الفكرية الأصلية ذات الطابع الدينى الخالص تطورت عبر التاريخ الأمريكى. وصارت جزءا من الثقافة 
السياسدة لكل الأمريكيين بغض النظر عن أصلها الدينى فكما سبق القول فإن أمريكا أمة مختارة. هذه الفكرة ذات 
الأسق القيثن صارت لها تنويعات وصيغ شتى. من أكثرها شهرة أن أمريكا مدينة على التل [1111 عط 00 011 أى 
هى ذات طابع استثنائى يفصلها عن باقى الشعوب والحضارات. فهى أسمى من كل تلك الأمم الأخرى بقيمها. وهى 
وصلت الى ما وصلت إليه من تقدم لأنها تحظى بعناية الهية خاصة. ومن هذا الأصل الدينى نفسه تم إنتاج معنى زعامة 
أمريكا للعالم. فهى زعامة 'يحتاجها العالم ولا تملك أمريكا إلا توليها . 


277 السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


الثابت والمتغير فى سياسة الولايات المتحدة الخارجية 
و الوم ss‏ متف كتكقى لكعانة انتاء ١١:‏ لمعنى. و عملية حية بمعنى أنها تعيد ازا . 
بعبارة آخرى» فإن هذه المنظوم ا اد الوا 1 9" کج 5 1-5 اترو سیت مت قدا انو 
المعنى فى كل مرحلة تاريخية بناء على یات فع . 
بعينها وصبغها بصبغة تناسب ا 
من الذاكرة الجمعية أى ما قد يشوه تلك 
للاضطهاد الذى وقع على كل الأقليات فور وصولها 
القبيح ويأشكال شتى حتى الآن. ! 
د ا ا الك له اة السياسة الخارجية الأمريكية» فهو المسئول عن ذلك | 

وكما هو واضع. فإن الدين المدنى له تداعياته على السياسة  ORT r iS FP‏ لي لطابع 

الرسالى الواضح فى الخطاب الأمريكى بشأن دور الولايات المتحدة فى العالم. وليس صحيدا! م؛ يردده البعض من أن 
: للخارج فقط؛ من اجل التغطية على الأغراض الحقيقية» فهو خطاب موجه للداخل الأ 

هذا الخطاب الرسالى موجه للخارج فقط؛ من اجل التغطية على ع و رب لو عن روي 
بقدر ما هو موجه للخارج» وله وظيفة محددة؛ ويلقى استجابة تلقائية لدى المواطن الأمريكى ادى ذلك لأنه مقوم 
رئيسى من مقومات الثقافة السياسية. والثقافة السياسية لكل أمة تحوى تناقضات عدة» وصورة الآمة عن نفسها ليسن 
بالضرورة أمينة. فهى صورة انتقائية يعاد إنتاجها باستمرار لتوحيد أبنائها حول أهداف بعينها. 

غير أن أخطر ما فى هذه المنظومة فى مجال السياسة الخارجية هو ما ينتج عنها من مطلقات حدية وقت الأزمات مع 
أمم أخرى. فكل حرب تخوضها الولايات المتحدة هى بالضرورة حرب أخلاقية تقف فيها أمريكا فى جانب ج ومن 
هناء تأتى التعبيرات التى يزخر بها الخطاب الأمريكى مثل تعبير "إمبراطورية الشر" الذى استخدمه ريجان ومحور 

غير أن الجديد فى عهد بوش الابن هو أن الخطاب الرسالى لأمريكا ظل دوما يأتى فى إطار الليبرالية الدولية التى 
رفضها بوش» واستبدلها بخطاب دينى خالص موجه بالأساس إلى قطاع من الناخبين الأمريكيين مثلوا القاعدة 
الأساسية لائتلافه الانتخابى وهو اليمين الدينى. ومن ثم صار لهذا الخطاب طابع دينى بالمعنى الطائفى ليس مألوفا وإ 
مقبولا بالدرجة نفسها من عموم الأمريكيين. 

ورغم أن استخدام مطلقات الخير والشر ليس جديدا فى الحالة الأمريكية؛ إلا أن الجديد الذى أتى به بوش هو 
استخدام تلك المطلقات لوصف وحش غامض هو "الإرهاب” ثم إعلان "الحرب عليه؛ الأمر الذى يجعل من تلك الحرب 
بالضرورة حربا ممتدة بلا نهايةء لأنه لا يوجد عدو واضح محدد يمكن قياس مدى الإنجاز الذى تحقق فى محاربته أر 
إعلان نهاية الحرب بعد الإجهاز عليه. وهى أيضا صياغات جعلت من السهل على بوش وفريقه الانتقال بسهولة من 
وصدام حسين لا يعدو كون كليهما 'شرا'! وفى إطار هذا التبسيط الفج» يسهل الحديث عن الحرب على "الشر' دون 
الحديث بالضرورة عن أدوات تلك الحرب ووسائلها ولا وسائل التحقق من إمكانية نجاحها. وفى هذا السياق أيضاء 
بالضرورة مباح! 

الانقلاب الأخطر حدث فى الداخل لا الخارج 


لعل التخولات الأكثر قا یلك الت اذا فريق بوش الابن داخل أمريكا نفسها. وهى تحولات تمثل انقلابا 
co‏ فين نحيية اللكشتونق روزنما اتقلاب هلي الانسن الراك ات يقوم عليها النظام السياسى الأمريكى نفسه. 
فقد الكتل بوضوح التوازن الفقيق مين ابات ا التنفيذية والتشريعية والقضائية لالع الأولى بلا منازغ 
وانهارت الرقابة التشري يقد بيتها تن داز ووی وا تاوا کریا شر على المؤسسة القضائية و الإعلام. ونجحت 
فى إحداث انحسار واضبح فى مساحة الحريات المدنية والسياسية داخل أمريكا تقببها. ث2 

وينبغى الإشارة إلى أن كل ذلك كان واضحا فى توجهات إدارة بوش وأداء قا اا EL.‏ 
الأحداث تتقدم لإداة تلك كانت أهدافها |صلا- دريعة ممتاذة يمكن من خلاها تير ما ارابي حم ا ا 
الأبن القومي . والجدو ب اخكر أن نريقة تعماية الأمن القؤقى الأمريكي: اسيشخديح انول الاق یی ریا ری دبج 
القن ارون الل اللي اداد وام وجب ران ر ای آ ہے ر ل 
ایا و ی اا ر ی وی نی ااا ن ای لے ے) يك وود دع 
عدد من الدول لتقويض تیو اک الجنائية الدوليةء والتهديد بسحب قوات حفظ السلام إذا لم يحصل الجن 
الأمريكيون على حصانة إزاء تلك المحكمة. ٤‏ و 


Sets kii o ٤‏ رمو 

ضر المعيش» بل واستبعاد رموز أخرى كثيرة. فالثقافة السياسية الأمريكية ت 
لصورة: بدءا بالقتل الجماعى للهنود الحمرء ومرورا بالعبودية لوصول 
إلى الأرض الجديدة؛. فضلا عن العنصرية التى لا تزال تطل بوجبي 


ااسساسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠‏ - المجلد .5 ىت NNE‏ 


Scanned by CamScanner 


ھم سسس 


د. مئار الشوريجى 
اا ها الكو او ن اوا ا ا 
وات 0 ا فإن الكثير من رموز إدارة بوش البارزين - وعلى رأسهم ديك تشينى - قد جاموا 
إلى مناصبهم بد ن عميق بان صلاحيات المؤسسة التشريعية قد شهدت اتساعا فى عقد الت لتسعينيات على حسان 
المؤسسة التنفيذية لا بد من وقفه. 9 . 
وقد كانت الوسيلة الرئيسية التى استخدمتها الإدارة: فى سبيل تحقيق ذلك هى السيطرة على المعلومات. وفوما 
كان واضسما قبل احداث سبتمين فى موضوعات عد وصل فيها الصراع بين اللؤسستين إلى ساحات المحاكم. 
مد ع سيكتجر لتعطلى الإدارة على طبق من فضة مبررا يسمح بالمزيد من التعتيم والسرية. فصدرت 
سلسلة من القرارات دون - حتى - إخطار الكونجرسء وصار زعماء المؤسسة التشريعية يعرفون الأخبار من الصحف 
وقد بكست الإدارة سلاح السيطرة على المعلومات أيضا لترويض الإعلام الأمريكى؛ وإن ظل استخدام هذا 
السلاح فى حالة الإعلام مجرد واحد ضمن حزمة من التكتيكات الأخرى. منها الدعاية لسياسات الإدارة فى صورة 
تقارير صحفية دون الإفصاح عن أن مصدرها الوزارات والهيئات التنفيذية, وتشجيع بعض الصحفيين على الدفاع عن 
سياسات بعينها مقابل أجر مادى» فضلا عن الفضيحة التى تمثلت فى الزج بناشط حزبى تحت اسم مستعار ضمن 
المراسلين ليوجه للرئيس فى المؤتمرات الصحفية أسئلة بعينها معدة سلفاء هدفها إضاعة الوقت وتغيير الموضوع! 
ولم يسلم القضاء الأمريكى أيضا من إدارة بوش وأعوانهاء بدءا من قانون باتريوت الذى سمح للأجهزة التنفيذية 
التى وصلت إلى تصريحات كانت أقرب إلى تبرير الاغتيال الذى تعرض له بعض القضاة وأسرهم مؤخرا. 
ولا يقل عن كل ما تقدم خطورة ذلك التقليص الواضح للحريات المدنية الذى وثقته عشرات من المنظمات الأمريكية 
المدافعة عن الحقوق والحريات المدنية. 
وتعتبر هذه التحولات الداخلية هى الأخطر على الإطلاق فى تحديد مسار السياسة الخارجية الأمريكية لسببين 
رئيسيينء أولهما يتعلق بالمدى القصيرء وثانيهما يتعلق بالمدى الأطول نسبيا. 
فغلى المدئ القصصين: تمثل التصولات الداخلية العافل الأساسى فى تخديد مسار السشياسة الخارجية: لأن قك 
السياسة لا تصنع فى فراغ. وهى التى صارت فى عهد بوش تصنع فى سياق تندر فيه المعلومات المتاحة للمواطن 
العادى» وتشهد انهيارا غير مسبوق للرقابة الإعلامية والتشريعيةء ومحاطة بمناخ عام يضيق بالرأى الآخر» ويصل فى 
كثير من الأحيان إلى تخوين المخالفين فى الرأى واتهامهم بمساعدة "أعداء الأمة". 
أما على المدى الأطول د نسيياء فإنه بإعادة انتخاب بوش الان لفترة ثانية, صارت لدی تیار المحاة ظیره الجدد ق 
أربعة أعوام إضافية للمضى قدما نحو المزيد من المأسسة لأفكاره ونفوذه. وهو بالقطع قادر على فعل ذلك اليوم أكثر 
من أى وقت مضىء فقد نجح فى ذلك طوال العقود الثلاثة الأخيرة» دون أن يكون لرموزه وجود يذكر فى قمة المؤسسة 
التنفيذية. فقد أرسى فى تلك العقود الثلاثة البنية التحتية اللازمة فكريا ومؤفسسيا وبشرياء أى تربية أجيال جديدة 
وتدريبهاء وانشاء مؤسسات فكرية وبحثية؛ وانتشار لرموزه فى الإعلام» وتربية كوادر يتم تطعيم المؤسسات ال مختلفة بها- 
لا فقط المؤسسة التنفيذية. فالمحافظون الجدد كانوا منذ البداية الأكثر وعيا - بالمقارنة بالتيارات الأخرى- بأهمية 
مأسسة أفكارهم.., بل إنهم لعبوا دورا محوريا ليس فقط فى دعم نفوذهم, وإنما فى إعطاء شرعية لليمين عموما كتيار 
فكرى. ٠‏ 
قد صار لهذا النجاح اليوم تأثيره الملموس. فعلى سبيل المثال» بات هناك تيار معتبر داخل الحزب الديمقراطى لايقل 
Ta‏ الس قف فما بالذات أزَاء العالم: أ || 
صقورية فى السياسة الخارجيةء ويتبنى مواقف مماثلة بالذات إزاء العا مين العربى والإسلامىء» بل أدى الوجود الدءوب 
للمحافظين الجدد فى مؤسسات صناعة الرأى إلى تشكيل الوعى العام على نحو صار أكثر قبولا لأطروحاتهم. 
أما وقد صاروا الآن فى مراكز صنع القرارء ولفترة ن دپ صارت لديهم قدرة أعلى على تكريس ذلك كله على 
نحو من شأنه أن يترك آثاره بعيدة المدى على السياسة الأمريكية على المدى الطويل. 
غير أن تلك الصورة القاتمة التى صارت تميز السياسة الخارجية الأمريكيةء والجو العام الخانق الذى يحيط 
بصنعهاء تقابلها فى الواقع حركة اجتماعية حية تتسع يوما بعد يوم» وتسعى إلى نشر الوعى بين الأمريكيين بشأن 
ا ارة بوش الداخلية والخارجية. وهذه الحركات الاجتماعية كانت - ولا تزال - المفتاح الحقيقى لأى تغيير ذى 
انتهاكات إدارة بوش د د ج ند 


معنى فى السياسات الأمريكيةء الداخلية والخارجية. تلك هى الخبرة التى يؤكدها التاريخ الأمريكى, بدءا بحركة مناهضة 
ا عدن | بحركات العمال والمرأة وحركة الحقوق المدنيةء ووصولا لحركة البيئة ومناهضة العولمة؛ ثم حركة 


مناهضة العسكرة. 
- 40 - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ۲٠٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





اانا اأررري : تطرر الي 


8 
على الرغم من الآثار 
السلبية التى خلفها رفض 
الناخبين الفرنسيين ثم 
الهولنديين للدستور 
الأوروبى فى أواخر مايو 
6 إلا آن تجربة العمل 
الأوروبى المشترك -الاتحاد 
الأوروبى- تعد من أنجح 
تجارب العمل الإقليمى 
المشترك. فهذه التجرية 
التى بدآت بعد نهاية 
الحرب العالمية الثانية 
نشات بالأساس فى بيئة 
اتسمت بالعداء الشديد 
والصراع. 


( ») خبير بمركز الأهرام للدراسات السنياسية والاستراتيجية , ور 


السداسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو ۲٠۰١‏ - 


Scanned by CamScanner 


٤١ المجلد‎ 


د. عماد جاد 













فمن هذه المنطقة انطلقت الحربان العالميتان الأولى والثانية بكل ما حملت من 
تدمير وقتل. وسارت هذه التجرية وتطورت من التعاون المحدود فى مجالان 
اقتصادية محددة -الذ والصلب- الى مختلف أوجه التعاون الاقتصادى, 
إلى المجالين السياسى والأمنىء الأمر الذى أعطى للتجرية تميزها وتفردها. 
وجعلها فى مرحلة تالية تفرض تعديلات جوهرية فى الأطر النظرية الخاصة 
بالعمل الإقليمى المشترك. وعلى مدى نصف قرنء تطورت تجربة العمل الأوروبي 
الشتركة: ثم إلى الدستور الأوروبى الذى يعنى تحول دول القارة إلى صيغة من 
صيغ الفيدرالية. وخلال مرحلة تطورهاء طورت التجرية أيضا الأطر النظرية 
الخاصة بالعمل الإقليمى المشترك. 

اک ن سیر العمل الأورويى وغل صعيد التعاون الإقليمى ومنذ 
يه اولى بإنشاء منظمة القحتم والضملب ,علي 1401 عن إن وول اانه 
لتى 1 0 الإقليمي بعد مرحلة من العداء والصراع الذى أسفر عن 
المجال ت د سارت على بدء التعاون وفق منطق التدرج .حتى فى إطار 
جا ا ص دى فدول أوزويا الغربية» التى قررت العمل المشترك. لم تدغ 
فى طريق "الوحدة الشاملة" ١‏ التعاون الشا 1ه 
E e‏ ا ك 2ه ون الشامل بموجب قرارات فوقية؛ بل قررت 
ان تبدا من أسفل» واختارت بدء التعاون به جال تتواك ف 8 التعاون. 
وتركت آفاق العمل مفتوحة التجرمة :!- © © 00 ا افر فيه فرص 
جيداء وا 0080620 ري ذاتها. كما وظفت هذه الدول الإطان النولى 
وي 3 لل فاع اوروبا والنظام الدولى بعد الحرب العالمية الثانية 
وتحديدا الالتزام لامریکی بالدفاع عن غرں إ اوا 
ال“ عى. كان :واه نذ دواءة > الود فى مواد 
لشيو یھ وا العمل اسيك أ لے زیی یادا 
فكرة العمل الإقليمى باعتبارها 2 ا 221763 ن : : 
اله ات 5 الث طاو I‏ عملية تطوريةء واقتدت هذه الدول بمقولاا 
eR‏ لتى ترى أن إرساء أسس التعاون فى المجالات الاقتصانبا 
هذا ebe‏ 0 0 “ون مقاومة من الدول الأعضاء أو شعويهاء ف 

يصب فى مصلحة جميع الأطراف, كما أن العمل فى هذه المجالان ل 


أخس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية ' . 
== 


الاختلاف لدس تهديدا .. بل مصدر قوة 

e‏ أعتقد أن الاتحاد الأوروبى هو أفضل مثال فى 
التاريخ الدولى على الوقاية من النزاع. وعلى .كك 
النزاع؛ ومن المهم أن نحافظ على ذلك السجلء. 
ونبنى عليه. فقد أظهر المتبصرون الأوروبيون أن 
الاختلاف. سواء فى العرق أو الدين أو القومية, 
لا يشكل تهديدا. بل هو أمر طبيعى:؛ وإيجابى, 
ومصدر للقوةء ويجب ألا يكون قط مصدرا 
للكراهية أو النزاع. فاحترام التنوع هو مىدا 
جوهرى للسلام ۰ 
إن موقع البرلان الأوروبى هو فى استراسبورج, 
على نهر الراين على الحدود م ل 
وعندما زرت استراسيورج أول مرة. سرت عب 
الجسر من استراسبورج فى فرنسا إلى كال فى 
امانياء وفكرت مليا فى عشرات الملايين من البق 
الذين قتلوا فى حروب عديدة شنت للسيطرة 
أراض إقليمية. وقد أحل الاتحاد الأوروبى محل 
تلك النزاعات تعاونا بين سكانه. وحول تقالیده 
على اختلافها الواسع من مصدر للنزاع إلى 
مصدر لقو التويدييزة 


© حون هدوم 
عضو مجلس العموم البريطانى 
والبرلمان الأوروبى 
الحائز على جائزة نويل للسلام عام ٠۹۹۸‏ 


نقلآ غن تقوير التنمية البشرية لعام ٠٠١٤‏ 





Scanned by CamScanner 


الاتحاد الأوروبى : تطور | لتجربة 
يتطلب استقطاع أى جانب من مكونات سيادة الدولة 'القومية ؛ ذلك المفهوم المحورى فى التاريخ الأوروبى. يدم أن 
الوحدة الأوربية كان فى مخيلة رواد العمل الأوروبى المشترك. إلا أن الفكرة لم تطرح للنقاش بشكل عملى, وترى 
التجربة تتطور وتتفاعل مع الواقع وتقود دفة "العملية . 

ا جرا فالتا ويا استقر العمل المشترك فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتطور وتوسع, بات مطلويا, 
للحفاظ على ما تحقق» أن يدخل العمل المشترك مجالا جديدا يدخل فى صميم مكونات سيادة الدولةء أى العمل التعاوني 
فى المجالين السياسى والأمنىء وقد بدا واضحا أن خبرة العمل المشترك باتت قادرة على استيعاب هذا العمل. ومن هنا 
بدأ منظرو العملية فى الحديث عن الوظيفية الجديدة كاقتراب بات مطلويا النظر إليه. وأخذ مقولاته لتفسير امتدار 
التعاون إلى المجالات السياسية والاقتصادية. وحتى عندما بدأ العمل الحقيقى على طريق امتلاك سياسة خارجية وأمننة 
مشتركة: بدا واضحا حرص أصحاب التجربة على حصر القضية فى إطار مواجهة ما يرون أنه يمثل تحديات العمل 
المشترك. أو مقتضيات الحفاظ على ما تحقق من تعاون فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافيةء ولم تطرح مقولان 
من قبيل إن هذا العمل يمثل نواة بنية أمنية أوروبية مستقلة يمكن لها أن تقوم بمهام الدفاع الجماعى. ويجد هذا الأمر 
تفسيره فى عدة اعتبارات» منها أن مسيرة العمل الأوروبى المشترك فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى قد اعتمدت على 
منطق التدرجية وترك التجربة تولد قوة الدفع اللازمة لتحديد نطاق العمل المشتركء ويهذا المعنى لم ترغب دول الاتحار 
الأوروبى؛ وهى تضع أسس سياسة خارجية وأمنية مشتركة تمثل قلب مفهوم السيادة التقليدى» فى استباق الأحدان, 
أى أنها تواصل التمسك بنهج التدرجية الذى اتبعته منذ بدء العملية برمتهاء ومنها أيضا أن هناك تشابكات واقعية 
وارتباطات مع الولايات المتحدة تحت مظلة حلف شمالى الأطلنطى, ولا ترغب دول الاتحاد فى المساس بهذه الرابطة على 
الأقل فى الوقت الراهن؛ الذى لا تمتلك فيه دول الاتحاد قدرات تمكنها من النهوض بمهام "الدفاع الجماعى". ومنها أيضا 
الرغبة فى إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة على النحو الذى لا يترتب عليه مواقف أمريكية غير مرحبة بهذا التوجه أو 
معادية له. ومن ثم ضمان استمرار الزخم فى العلاقات الأمريكية - الأوروبية فى كافة المجالات ومن بينها المجال الأمنى. 


الآمن فى مسدرة العمل الأوروبى المشترك : 
تكشف مراجعة تاريخ علاقات وتفاعلات دول غرب أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عن أن رغبة هذه الدول فى 
توفير الأمن والتعاون المشترك فى هذا الميدان قد سبقت خطوات التنسيق والتعاون فى المجالات الاقتصادية. فقد أدت 


0 00 بموجب توقيع اتفاق بروکسل عام .)۱(۱۹٤١۸‏ وهو الاتحاد الذى كان فى جوهره عملا 
تعاونيا أورويد فى مجال الأمن» والذى شكل نواة لحلف شمالى الا : الذ انشرء ف . أل ia ١‏ 

EF‏ طلنطى الذى أنشئ فى الرابع من أبريل 
٠‏ وفى الوقت الذى - 3 اقيويا العرومن النهوض بأعباء الأمن فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانيةء وسلمت 
فيه الزمام للولايات المتحدة الأمريكية. فإن نهاية الحرب الباردة جاءت فى ظل عمليات تحول على مستويات مختلفة فمن 
المشترك. ومن ناحية ثانية, فان انتهاء الحرب الباردة وتفكك حلف وارسو وتحا| الاتحاد السوة ت قد ا 
التهديد الرئيسى لأمن دول غرب أوروبا. ومن ناحية ثالثةء فإن التغيرات التى طرأت على النظام الد ا 1 طبيعة الدور 
المطلوب لحيازة بنية أمنية مستقلة تنهض بأعباء اناا کد ئی هیر ملا چ م که ا e‏ 
الأطلنطى على الأقل فى المرحلة الأولى: إلى أن تمتلك دول الاتحاد الأوروبى بنية أمندة فاعلة 1 0 0 
الدفاع الجماعى. o‏ 2 ان 

العلاقات الأوروبية - الأمريكية بعد الحرب الباردة: مزيد من الخلافات 


إذا كانت مرحلة الحرب الباردة, وتحديدا منذ مطلع الستينيات» قد هقی و لاوان ٠»‏ بكية a‏ 5 
العقيدة العسكرية للحلف وتقاسم الأعباء والتكاليف الخاصة بالإنفاق العسكرى, اضاؤة و يه - أوروبية عديدة و 
مثل الخلاف الأمريكى مع بريطانيا وفرنسا بسبب عدوان عام ٠۹١١‏ على م“ > والقناة aT‏ ن 0 

: يدروجينيه عامى 


: 3 ومبادرة الدفاع الاستراتيجى عام19585, ورفض الدول الأوروبية | ا‎ AVA 
"خدام الولايات المتحدة القواعد العسكرية‎ 5 


تنهض بأعباء 


السئاسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠‏ - الجلد ٤١‏ = ۸ - 


Scanned by CamScanner 


د. عماد جاد 
اا اكان اة : 

على أراضيها فى إمداد إسرائيل بالسلاح فى حرب أكتوبر عام 1(141), فإن انتهاء الحرب الباردة جاء مصحوبا 
بالعديد من الخلافات حول العديد من القضاياء منها ما بتعا قضانا ؟ ة مثا الاقف ف إلى = . ١‏ 
عي ور ا ga O‏ يتعلق بقضاي أوروبية مثل الموقف فى البوسنة؛ ومنها ما يتعلق 
E‏ م ل لا ا ت اج ريه والعلاقة مع بلدان أخرىء فالخلافات امتدت إلى نطاق الاقتصاد, وياتت دول 
اه الأوروبى تنظر إلى قرارات اقتصادية امريكية على انها تمثل تهديدا لتطؤرها الاقتضادى. وقد بدا ذلك واشتحا 
فی قانون 0 ۰ «Helms-Burton‏ وأيضا قانون داماتو 4615 103111210 بشأن فرض عقويات وقيود على 
عب Ss‏ على أساس أن واشنطن نظرت إلى هذه الدول على أنها تمثل تهديدا للمصالح والأمن 
القومى الأمريكيين» بينما لم تر دول الاتحاد الأوروبى ذلك(؟). ومنها أيضا ما يتعلق بالتعديلات المطلوب إدخالها على 
هياكل حلف شمالى الأطلنطى, وحدود الدور الأوروبى فى صنع قرارات الحلف. ويرز فى هذا الإطار اتجاهان, الأول أكد 
5 ا | ااه 8 3 . يى فى صنع فرار ويرر فى ا ن 
ا تلهاء لحر باردة يمثل بداية مرحلة الاقتراق فى الغلاقات الأوروبية.- الأمريكية: والثاتى رأى أن ما تشهده 
الغلاقات من خلافات يدور حول التفاصيل: وليس حول فكرة التحالف فى حد ذاتها. 

وکن القول إن انتهاء الحرب الباردة بقدر ما فتح المجال أمام تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة والدول 
الأوروبية اا في الل بقدر ما حمل معه فرصا لمزيد من تطوير العلاقات وتقاسم الأعباء والمسئوليات» وانصب 
تين i‏ الرئيسى -الذى مثل أيضا مجالا لتطوير العلاقات- حول حدود الدور الأوروبى فى القيام بأعباء الدفاع 
ومدى قدرة الدول الأوروبية على بلورة كَيَانَ امتى أوروبى تستقل. وفى نفسن ألوقت غير تتفل عن الخلف: 

وقد ازداد إلحاح التوصل إلى بلورة كيان دفاعى أوروبى إبان المراحل الأولى للصراع فى البوسنةء وذلك عندما 
أحجمت الولايات المتحدة عن التدخل العسكرى لوقف القتالء تاركة هذه المهمة للبلدان الأوروبية على أساس أن الأزمة 
شأن أوروبى بحت. ويدا واضحا أثر غياب الاتفاق بين الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية أعضاء الحلفء وأيضا فيما 
بين الأخيرة ويعضها بعضا على تبلور خلافات عديدة بين هذه الدول. فمن ناحيةء بدا أن هناك تنافسا بين الاتجاهين 
الأوروبى والأطلسى داخل الحلف لاسيما عقب المبادرة الفرنسية - الألمانية فى أكتوير ١99١‏ لتشكيل قوة أوروبية 
مشتركة بعيدا عن الحلف(؟)» وأشار وزير الخارجية الفرنسى فى ذلك الوقت آلان جوبيه إلى أهمية تطوير كيان أمنى 
أوروبى بعيدا عن الحلف بقوله "إن الصراع فى البوسنة أظهر الحاجة إلى التحرك وراء الحلف والضمانات الأمريكية 
لبناء دفاع أوروبى د بعتمد عليه لدعم مصالح سياستنا الخارجية امد لمشتر كة'(ه). 

ومن ناحية ثانية» وعلى أرضية الخلاف السابق» انقسمت المواقف داخل الاتحاد الأورويى حول حدود الدور الدفاعى 
الذى ۴ < | يقوم به الاتحادء ويينما ذهبت فرنسا وألمانيا ال ضرورة أن يكون للاتحاد الأورويى دور دفاعى من خلال 
اقساد قوف أقوناء زات بريطانيا أن يظل الاتحاد الأوروبى مؤسسسة مدنية فقطء ورفضت أى رابطة بين الاتحاد الأورويى 
واتحاد غرب أورويا(! ). 

وقد فرضت تطورات الصراع فى البوسنة وإحجام الولايات المتحدة عن التدخل العسكرى على البلدان الأوروبية 
أعضاء الحلف ضرورة العمل على بلورة هيكل عسكرى من خلال تعفاد غرب أوروباء ولكن من خلال التفاهم مع 
الولايات المتحدة بعد أن تيقنت من استحالة تجاوز الحلفء بل واستحالة العمل دون الاتفاق مع الولايات المتحدة. وكانت 
الخطوة الأولى هنا هى تفعيا اتحاد غرب أورويا 101لا Western European‏ . 

وقد نشأ اتحاد غرب أوروباء كما سبق القول؛ بموجب معاهدة بروكسل عام ۹٤۸‏ تحت مسمى "معاهدة التعاون 
الاق“ ادى والاجت اعى والثقافى والدفاع الذاتى لسعاي بين خمس دول هى: بلجيكا وفرنسا ولكسمبورج وهولندا 
والمملكة المتحدة. ومع توقيع معاهدة واشنطن التى أنشأت حلف شمال الأطلنطى فى ٤‏ أبريل عام ١٤۱۹ء‏ أحال الأعضاء 
المسئوليات العسكرية لمعاهدة بروكسل إلى الحلف. وبموجب اتفاقات باريس عام 1504, انضمت ألمانيا الفيدرالية 
وإيطاليا إلى المعاهدة واتخذت مسمى "اتحاد غرب أوروبا . وفى نوفمبر عام ۱۹۸۸ء انضمت إسبانيا والبرتغال وأخيرا 
اليونان فى نوفمبر عام ”115 : 900000 

والواقع أن اتحاد غرب آورويا قد E Te‏ لف شمال الأطلنطى؛ وظل كذلك إلى نهاية 
| بعينيات: حيث تضافرت جملة عوامل أسفرت عن قرار ؛ ة تنشيط المؤوسسة. 

السياسة الخارجية والأمنية المشتركة: 
قبل دول الاتحاد الأوروبى لامتاتك سياسة خارجية وأمنية مشتركة عقب التحولات التى 
من التعاون الاقتصادىء إذ وجدت دول غرب أورويا أن تطوير التعاون فى المجال 


بدا التحرك العملى من 
شهدتها نطقة شرة ووسط أوروياء 
الحفاظ على قوة الدفع باتجاه مزيد 


- ۳۱۹ - السياسة الدولية العدد ١١ا‏ بوليم 5..” - المحلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


الاتحاد الأوروبى : تطور ١‏ لتجربة | 


الاقتصادى» وصولا إلى السوق المشتركةء يقتضى التنسيق فى المجالات السياسية والأمنية» وزيادة دورها فى تحقيق | 
الأمن والاستقرار على حدودها(/). 

وكان التفكير فى ولوج هذا الميدان من التعاون هو بمثابة انتقال من التعاون فى المجالات الاقتصادية والاجتماع: 
ا تسق ]1 0W‏ إلى مجالات السياسة الخارجية والأمن أو ما يسمى 2011125 8(11181). 

وضع أسس السياسة الخارجية والأمنية المشتركة: 

كانت تجربة البوسنة كافية لدفع دول الاتحاد الأورويى إلى البحث عن صيغة توافقية لتجاوز الخلافات حول امتلان 
قدرات عسكرية مستقلة تتولى القيام بمهام التدخل العسكرى فى مناطق النزاعات فى القارة الأوروبيةء لاسيما فى ان 
رفض الولايات المتحدة التحرك وتحريك حلف شمال الأطلنطى(4). وحتى فى حالة التحرك: كما حدث فى حار 
البوسنة وكوسوفىء فقد كان هناك نوع من السيطرة الأمريكية التامة على عملية اتخاذ القرار وتحريك القوات وكان 
الأنشطة الاستخباراتيةء وقد أشار إلى ذلك بوضوح الجنرال الأمريكى الذى تولى قيادة قوات الحلف إبان العمليان 
العسكرية ضد يوجوسلافياء ويسلى كلارك بالقول "كانت هناك العديد من الخلافات إبان الحرب فى البوسنة ولكن فى 
کوسوفو كانت الخلافات أكثر وأعمق؛ إذ دارت حول الأهداف التى ينبغى قصفهاء ومواعيد التصعيد وقضية إرسال 
القوات البرية. فقد سعت واشنطن للسيطرة على الموقف, وكانت الاستخبارات الأمريكية هى التى تقوم بالعمل(١٠).‏ 
وكانت نقطة التحول الرئيسية فى هذا الجهدء التغير الذى طرأ على الموقف البريطانى الذى تبلور فى قمة سان مالو التى 
جمعت بين رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير والرئيس الفرنسى جاك شيراك» فقد شهدت هذه القمة تغيرا فى الموقف 
البريطانى الذى كان يعارض على الدوام أى نوع من العمل الأوروبى المشترك فى مجالى السياسة الخارجية والأمن 
خشية التأثير على الرابطة الأطلسية مع الولايات المتحدةء إضافة إلى المخاوف من تهميش الدور البريطانى فى القارة 
الأوروبية» وكانت البداية فى التعبيرات البريطانية المتكررة استياء من الموقف الأمريكى إزاء الجهود الأوروبية التى بذلت 
لوقف الصراع فى البوسنة. وعدم مساندة واشنطن لخطة فانس- أوين دبلوماسيا وعسكريا(١١).‏ وجاء فى الإعلان 
المشترك الذى صدر عن القمة "من أجل تمكين الاتحاد الأوروبى من اتخاذ القرارات وتطبيق العمل العسكرى فى حالة 
عدم تحرك حلف شمال الأطلنطى, ينبغى أن يمتلك الاتحاد الأوروبى الهياكل والقدرات اللازمة للتخطيط الاستراتيجي 
آخذا فى الاعتبار القدرات الحالية لاتحاد غرب أوروبا وتطوير علاقاته مع الاتحاد الأوروبى. وفى هذا السياق, فان 
الاتحاد الأوروبى فى حاجة لامتلاك الوسائل العسكرية الملائمةء فأورويا فى حاجة لتطوير قوة عسكرية تمكنها أن ترد 
بسرعة على أية تهديدات جديدة ولابد من دعم هذه القدرة بصناعات عسكرية قوية ذات تكنولوجيا متطورة'(؟١).‏ وقد 
حظى البيان بترحيب مجلس أوروياء إذ أعلن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى عن تأييدهم لقيادة اتحاد غرد 
أوروبا للعمليات العسكرية؛ وطالبوا باستكمال الترتيبات لتعظيم التعاون بين الاتحاد الأوروبى واتحاد غرب أورويا. وفى 
۲ مایو ۱۹۹۹ إبان حملة الحلف على يوجوسلافيا أعلن رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير "إذا كان لأورويا أن تأخذ 
دورا دفاعيا رئيسيا فهى تحتاج إلى قوات حديثة وفى حاجة إلى معرفة كيف نعمل معا ونتعاون معا ونكمل قدراتنا 
بعضنا بعضاء وهو ما يعنى ضرورة دمج الصناعات العسكرية وأيضا المشتريات العسكرية” وأتضناقف 8 "إذا كانت لدينا 
شكوك فى السابقء فقد أزالتها خبرة كوسوفو(؟1١).‏ ومن جانبه» اق الجنرال الأمريكى ويسلى كلارك قائد القوات 
ذلك بوضوح عندما قال علينا أن نعترف بأننا نحن الأمريكيين شجعنا الأوروبيين على الاعتقاد بأننا ريما لا نكون 
موجودين لتقديم المساعدة عند حدوث أزمات أمنية مستقبلا فى أورويا'(5١). ١‏ 

اجتماع مجلس أوروبا فى كولون : 

شكلت قمة الاتحاد الأوروبى التى عقدت فى كولون يومى الثالث والرابع من يونيى 1515, أى إبان غارات الحلف على 
يوجوسلافياء نقطة تحول حاسمة تجاه تطوير الاتحاد الأوروبي سياسة خیچ وأمنية شتركة. اف او الدول 
ا عطي دين تساي ی عام بس رشقل تياو جما سو أى يدو 
إعطاء الاتحاد دورا أقوى فى الشئون الدولية عبر تقوية وتعزيز السياسة الخارجية والأمنية المشتركة المدعومة بقر 
ا وهياكل مؤسسية لصنع عي ل وفى هذه القمةء عبر قادة الاتحاد عن رخ لهام قن الشديين هناك السياسة 
الدفاعية فى السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى(١)ء‏ ووافق قادة الاتحار إل 1 ان 
30 كقناق القرارات الخاضنة مواسينة الأزغات بالاسينا 5 دروبى على أن يقوم ... . 
الاتحاد الأوروبى باتخاذ القرارات N ee‏ 0 ق الاعتبار رؤى الدول التى لا تركب 
فى المشاركة. ووافقوا أيضا على العمل من أجل بلورة الآليات اللازمة لاتخان القرا 
ضوء العناصر التالية: 


أو 


رات الخاصة بمواجهة الأزمات في 


ااا الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠5‏ 


Scanned by CamScanner 








چ دول حلف شمال الاطلنطي 
دول اليورو 


أحداث فی تاريخ الانحاد الأوروبى 


58-517 يناير ١1154‏ : تأسيس المجلس الأوروبى ومقره 
ستراسبورج. 

۹ انی : إاعلان شومان : مولد فكرة الاتحاد الأوروبى. 
أوصى وزير الخارجية الفرنسى آنذاك» رویرت شومان» بضم موارد 
الصلب والفحم لكل من فرنسا وألمانيا. 

أبريل 1451١‏ : تأسيس الجماعة الأوروبية للفحم والصلب 
.(ECSC)‏ 

1” يوليو ۲ : دخول 200500 حيز التنفيذ 

٥‏ مارس 141017 : التوقيع على اتفاقيات روما التى على أساسها 
تم انشاء الحماعة الاقتصادية الأوروبية (181300) والمجموعة الأوروبية 
للطاقة الذرية .(Euratom)‏ 

قاض :۹۹ + التوقيع على اتفاقية ستوكهولم التى على 
شاا تم إنشاء المنظمة الأوروبية للتجارة الحرة (81"14). 

٣‏ مایو 193+ فخول E۴۲۸‏ حيز التنفيذ. 

١‏ يناير ۱۹۷۳ : انضمام كل من الدانمارك وايرلندا ويريطانيا 
الى المجموعة الأوروبية 

: ١91/6 يولي‎ ٠١ - 7 

١‏ يناير ۱۹۸۱ : انضمام اليونان إلى المجموعة الأوروبيه. 


: أول انتخابات مباشرة للبرئان الأدردبى 


- 4:١ 


Scanned by CamScanner 


٤-۲‏ ديسمير 4٥‏ : الاتفاق فى روما ولاهاى غلى إعادة إطلاق ا 
عملية الدمج الأوروبى من خلال ما يعرف ب "القانون الأوروبى الموحد || 
European Act)‏ eاعSin)‏ مما یمھد الطریق لإنشاء السوق 
الموحدة. 
الأوروبية. 

1 يونيو 1160 : التوقيع على اتفاقية "شنجن" التى على أساسها 
فتحت الحدود للحركة بين الدول الأعضاء فى المجموعة الأوروبية. 

فبراير 1197 : التوقيع على اتفاقية الاتحاد الأوروبى. 

١‏ يناير 19948 : إنشاء السوق الأوروبية الموحدة. 


١‏ يناير 1515 : انضمام كل من النمسا وقنلندا والسويد إلى 


١‏ يناير ٠٠١"‏ : بدء استخدام اليورو. 


١‏ مايو ٠٠٠٤‏ : انضمام كل من قبرص وجمهورية التشيك والمجر 
ولاتفيا وليتوانيا ومالطا وبولندا واستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا. 

۷ : التاريخ المحدد لانضمام كل من بلغاريا ورومانيا للاتحاد 
الأوزقنى. 





السياسة الدولية العدد ١6١‏ يوليو 3٠.5‏ - المجلد 4٠‏ 








الاتحاد الأورويى : تطور ١‏ لتجربة 

general Affairs COUnCil دورية الاجتماعات مع عقد اجتماعات طارئة وتشكيل مجلس للشئون العامة‎ -١ 
يشمل وزراء الدفاع.‎ 

بان راكنا لجنة سياسية وأمنية دائمة فى بروكسل تضم خبراء سياسيين وعسكريين. 

؟- تشكيل لجنة عسكرية تضم خبراء عسكريين يقدمون التوصيات للجنة السياسية والأمنية. 

- تشكيل هيئة عسكرية للاتحاد الأورويى تتضمن مركزا للتوجيه(/ا١).‏ 

وأكد مجلس أورويا أيضا على حق كافة الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى فى الشارك فى الترتيبات والعمليار 
على قدم المساواة. وشدد أيضا على ضرورة امتلاك الاتحاد القدرة على العمل المستقل عبر تشكيل هياكل وقيارار 
وقوات أورويية تعمل بشكل مستقل أو من خلال استخدام قدرات وأصول حلف شمال ا م أقرت القمة تعي. 
خافيير سولاناء الذى كان يشغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى» فى منصب الممثل الأعلى للسياسع 
الخارجية والأمنية الأوروبية. 

وهنا تأتى أهمية ما صدر عن قمة كولون, فقبل القمة كان الحديث الأورويى يدور حول دمج المادة الخامسة من 
معاهدة اتحاد غرب أورويا فى معاهدة الاتحاد الأوروبى» وهو الأمر الذى کانت تتحمس له آلمانياء وتتحفظ عليه فرنسا, 
بينما كانت الدول المحايدة -النمسا والسويد وفنلندا وأيرلندا- ترفضه خشية إلغاء حيادها عبر الالتزام بميدأ المساعر: 
الدفاعية المتبادلة الذى تنص عليه المادة المذكورةء وهو أمر يمكن أن يلقى معارضة الرأى العام فيها. من هنا جاءت قم 
مبدأ المساعدة الدفاعية المتبادلة على كافة الأعضاء. ومن هناء يمكن القول إن قمة كولون مثلت خطوة متقدمة على طريق 
تطور السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية. 

قمة هلسنكى : 

جاءت قمة الاتحاد الأوروبى التى عقدت فى العاصمة الفنلنديةء يومى العاشر والحادى عشر من ديسمبر 1144, 
لتضيف لبنة جديدة فى صرح العمل الأوروبى المشترك فى مجالى السياسة الخارجية والأمنء فقد نص البيان الختامى 
للقمة على ”أن الاتحاد الأوروبى سوف يشارك فى عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين فى ضوء مبادئ ميثاق الأمم 
المتحدة" وأن مجلس أورويا سوف "يعمل على تطوير قدراته الذاتية لاتخاذ القرار والتحرك حين لا يكون الحلف مستعا 
للتحرك. وذلك للقيام بعمل عسكرى فى مواجهة أزمات دولية". وجاء فى البيان أيضا أن المجلسء ويناء على الخطوط 
الاسترشادية التى وضعتها قمة كولون والتقارير الرئاسيةء قد وافق على : 

-١‏ أن تعمل دول اا على الوصول بحلول عام ٠٠١7”‏ إلى القدرة على نشر قوات قوامها ما بين °۰ و0٠‏ ألف 
جندى خلال ستين يوما وآن تكون هذه القوات قادرة على العمل لمدة عام كامل فى مواجهة الأزمات. 

ا إنشاء هياكل سيا د سية وعسكر ئة داخل الاتحاد تمكنه من تأمين القيادة اا د ا 3 ة ال ورنة والتوجيه 
الاستراتيجى للعمليات. ولذلك سوف تنشاً الهيئات التالية داخل المجلس: 

Standing Political and Security Committee ةnئlدلlا أ- اللجنة السياسية والأمنية‎ 

The Military Committee ةıرwaلا ب- اللجنة‎ 

Staff The Military ج- الهيئة العسكرية‎ 

-٣‏ تطوير التعاون والشفافية بين الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطى. 
غير الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى وللدول الأخرى بالمشاركة فى عمليات الاتحاد لإدارة الأزمات العسكرية(۱۸). 

قمة نيس : 

حاءت قمة قادة دول وحكومات الاتحاد الا ٠‏ التى عقدت ذ فين اا و 0 ١‏ 

مات و حاد الأؤوويى: التى عنقد فى مدينة نيس” الفرنسية يومى الثامن والتاسع من 
ديسمبر ١٠٠٠ء‏ لتضع الأسس العملية لنواة القوة العسكرية الأوروبية من ناحية, ولتكشف من ناحية ثانية عن عمف 
الخلافات الأوروبية - الأمريكية حول هذه القضية, فالولايات التحدة القى طالا تانت بدور أورورى أك فر ممل اما 
الإنفاق العسكر ی“ عادت لتعلن معارضتها الشديدة لامتلاك الاتحاد الأورويى قوة 3 0 اا نتيا عق قباد 
حلف شمال الأطلنطى. :. 


- YY - ٤١ المجلد‎ - ٠٠.٠١ يوليو‎ ٠١١ الدولىة العدد‎ 2... ٠ 


Scanned by CamScanner 


د. عماد جار 
e e‏ عبرت 7 عن الرغبة الأوروبية فى 'بلورة هوية دفاعية مستقلة وإنشاء آلية مستقلة لاتخاذ القرارا 
الدفاعية والأمنية مع ب حلف شمال الأطلنطى أساسا للدفاع المشترك؛ وبحيث تكون القوة الأوروبية مكملة ومعن: 
للحلف تنفذ مهام حفظ السلام والإغاثة وغيرها من الأعمال عندما لا ترغب واشنطن فى التدخل. أما الولايات المتحر:: 
فقد عملت على تقييد عملية إنشاء هذه القوة وتطورها عبر التمسك بإخضاع تخطيط ومراقبة العمليات التى تقوم بها هذه 
القوة لمنظومة الحلف فى نهاية المطاف'(15). 
وانتهت قمة نيس بصيغة توافقية بين الرغبتين الأوروبية والأمريكية. حيث جرى حذف الفقرة التى اعترضت عليها 
وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت» والتى كانت تتحدث عن الدور المقترح للاتحاد الأوروبى فى إدارة الأزمات 
الدولية والعلاقات المستقبلية مع حلف شمال الأطلنطى؛ أى سقط الاقتراح الفرنسى الذى كان ينص على استقلال هيئة 
التخطيط العسكرى للقوة الأوروبية. ويبدو واضحا أن التخلى الأوروبى عن فكرة استقلالية هيئة التخطيط العسكرى إنما 
جاء تحت وطأة الضغوط الأمريكية برفض السماح للقوة الأوروبية باستخدام العتاد الأطلسى ما لم يشرف الحلف على 


عملية التخطيط؛ هذا إضافة إلى التلويح التركى بالاعتراض على استخدام القوة للعتاد الأطلسى ما لم يتم إشراك أنقرة 
فى قرارات الحلف(١؟).‏ 


ت 
5 


ومن هناء جاءت قرارات قمة نيس توفيقيةء حيث أقرت القمة لجنتى تسيير القوة الأوروبية وهما اللجنة السياسية 
والأمنية وتضم المندوبين الدائمينء واللجنة العسكريةء وتضم رؤساء أركان الجيوش الأوروبية. 


يبدو واضحا من متابعة مسيرة العمل الإقليمى المشترك لدول غرب أوروياء والوتيرة التى تتبعها دول الاتحاد لتطوير 
مجالات العمل المشترك فى مرحلة ما بعد الحرب الباردة ودخولها مجال "السياسة الخارجية والأمن". أن دول الاتحاد 
الأوروبى سوف تسير على طريق امتلاك البنية العسكرية المستقلة, والتى يتوقع أن تمارس مهام الدفاع الجماعى فى 
نهاية المطاف» أخذا فى الاعتبار أن مهام الدفاع الجماعى فى مرحلة ما بعد الحرب الباردة تختلف كما وكيفا عن مثيلتها 
إبان الحرب الباردة. ففى مرحلة ما بعد الحرب الباردةء لا يوجد مصدر تهديد رئيسى مجسم لديه قدرات تسليحية 
هائلة. وأن التهديدات -فى حال مواصلة عملية توسيع الاتحاد الأوروبى- سوف تنحصر فى تلك النوعية التى لا تتطلب 
مواجهتها امتلاك قدرات تدميرية هائلةء وريما تتطلب عملية مواجهتها سبلا غير عسكريةء وتحديدا تتطلب سبلا 
اقتصادية واجتماعية. 

ولا يعنى ذلك أن مسيرة الاتحاد الأوروبى تجاه امتلاك سياسة خارجية وأمنية مشتركة تصل فى نهاية المطاف إلى 
القيام بأعباء الدفاع الجماعى سوف تتواصل بوتيرة محددة» فالمؤكد أنها سوف تتواصلء ولكن هناك مجموعة من 
العوامل سوف تحدد الوتيرة من ناحيةء والآفاق من ناحية ثانية. 

تطور التجربة يفرض تطوير الأطر النظرية : 

اذا كان الملتتخصصون فى مجال التعاون الإقليمى قد اجتهدوا فى البحث عن إطار نظرى يفسر لهم حركة العمل 
المشترك على الصعيد الأوروبى, فالمؤكد أن العملية التعاونية ذاتها باتت بمثابة أحد أهم محددات تطوير الأطر النظرية 
وإدخال التعديلات عليها من واقع الخيرة العملية: كما فتحت المجال أمام المزاوجة بين اكثر من اقتراب تظرى خاص 
بالتعاون الإقليمى. 

ويبدو واضحا أثر تدرج تجربة التعاون الأوروبى من الفحم والصلب إلى السياسة الخارجية والأمنية المشتركة؛ فى 
تجاوز حدود اقتراب الواقعية 11ع ۸. إلى الوظيفية الجديدة 0-۴٠٥10١31187١‏ . فالواقعية التى تقول إن الدول 
گاج کن العمل فى المجالات التى تتطلب التخلى عن قدر من سيادتها لحساب سلطة أو مؤسسة فوق قومية -مثل 
الفوضية الأوروبية- تقول أيضا إن الأمر يكون صعبا للغاية فى المجالين السياسى والأمنى» مقابل قدر من المرونة فى 
القضابا الأخرى من اجتماعية واقتصاديةء هذا الاقتراب كان صالحا للتعامل مع تجربة العمل الأوروبى المشترك فى 
سياق الجماعة الأوروبية. وحتى الاتحاد الأوروبى مادام بعيدا عن المجالين السياسى والأمنى. وقد أعطى عدم ولوج 
الاتحاد الأورويى هذين المجالين زخما كبيرا لاقتراب الواقعية فى تفسير تجربة العمل الأوروبى المشترك إلى ما قبل تبنى 
السياسة الخارجية والأمنية المشتركة. 

وذهب بعض الدارسين إلى التأكيد على أن عدم اتخاذ دول الاتحاد الأوروبى موقفا جماعيا واضحا ومحددا تجاه 
انات یت ااا 2 التى ترتبت على تفكك يوجوسلافياء كان خير شاهد على سلامة مقولات الواقعية. ومع تحرك 
دول الاتحاد الأورونى لوضع البذور الأولى للعمل المشترك فى المجالين السياسى والأمنى عبر حيازة السياسة الخارجية 


77ت السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو .ه١٠٠7‏ - المجلد ء٤‏ 


Scanned by CamScanner 


الاتحاد الأوروبى تطور | لتجربة | 
؛ يت قد تحاو'ت مقولات الواقعية. وهو الأمر الذى دع .. 
والأمنية الملشتركة؛ بدا واضحا أن مسيرة الاتحاد الأوروبى قد تجاوزت مدو - ا 
e ۰‏ 3 ال“ تقول إن الاندماج فى قطاع واحد 3 ی بحلل | 
الدارسين إلى الحديث عن الوظيفية الجديدة التى تقول إن الاندماج فخا فاخ القاظيق ئة الول ع ”2 
اقتصاديك يميل إلى تولين أثآن. تدقع إلى الاكنشناج فى قطاعات حتت وبح الا ودار الى كان اي جماعان 
a Ss 7‏ ف تعمل 2 ات فوق قومية-مثل المفوضية وروبيه والبركان الاوروبى- من | 
لح والبيروقراطيات الحكومية- تعمل مع مق الدولة. وتدى الوظيفية الجديدة أن الفاعلين نى.. "٠‏ 
إيجاد حلول إقليمية لمشاكل كانت تعالج فى السابق على مستوى الدولة. وترى الوظيفيه "جديده ان ٠‏ عين دون الدور 
i aE e o i i 51‏ أداة دفم الاندماج إلى مجالات أخرى. وترى الوظيفية الجرى. 
والمؤسسات فوق القومية تعد بمثابة قاطرة الاندماج» وأداة دفع ERE‏ تیا لا جا أو ا 
أيضا أن امتداد العمل التعاونى إلى المجالات السياسية والأمنية لا يعدو أن يكون مجرد درج 0 طراف العمل 
الإقليمى فى المجال الاقتصادى إلى مجال الفاعل الدولى المؤثر. 
ويبدى واضحا أن تجربة العمل الإقليمى المشترك فى أوروبا -الاتحاد الأوروبى- سوف تواصل دورها كأنجع تجربة 
للعمل الإقليمى المشترك على أرض الواقع من ناحية؛ وكمدخل لتطوير المقتربات النظرية التى a E‏ 
تجارب العمل الإقليمى المشترك من ناحية أخرى. فبعد التطور من الواقعية إلى الوظيفية ای و ل وفليفية, بدا 
محاولات جديدة للمزج بين الواقعية والوظيفية الجديدةء وذلك عبر دمج بعض مقولات الواقعية فى 81 كار العام للوظيفية 
الجديدةء وهو أمر يؤكد أهمية تجارب العمل الواقعى فى تعديل - وأيضا تطوير المقتربات النظرية» وأيضا عدم الفصل 
وهو امر يو يه تجار فعى فى آل یقت ھا غا اا 
بين الواقع العملى والاقتراب النظرىء فالأخير ليس مجرد تنظير جامد يركب قسرا على ام يدخل فى عملية 
تفسيره وشرحه. 


الهوامش : 





1- Fraser Cameron, The Foreign and Security Policy of the European Union: Past, Present 


and Future, Sheffield Academic press, 1999, p.15. 


2- Philip H. Gordon, 'Recasting the Atlantic alliance ‘Survival, Vol. 38, Nol., spring 52 
1996,pp41-42. 


3- Terrence R. Guay, The United States and the European Union: The Political economy of 


he Relationship. Sheffield Academic Press, 1999, Pp. 108-.109 


4- Robert P. Grant, France Ss new relationship with NATO, Survival, Vol38., Nol., spring 


1996,p.58. 


5- Robert L. Gallucci, Alliances and management of conflict in the 21 th century: America 


nd alliances paper presented at the Annual Conference of the International Institute for 


Strategic, studies Dresden, Germany 1-4 September 1996,p.5. 


6- Ronald D. Asmus, Richard L.Kugler and F. Stephen Larrabee, Building a new NATO, 


P32. 


hae aa, E Foreign and Security Policy of the European Union: Past, Present 


3و يزلين 28 الود 0ه - 4 - 


ا اة الدولبة العدد 


Scanned by CamScanner 





د عماد جاد 


and Future, op Cit, P. .28 


Helene Sjursen, The Common , Foreign and Security Policy : The Limits of Inter‏ ع 


arch for Global Role In Svein Andersen and Kgell A. Eliassen , Making 


governmental and Se 


Policy in Europe, SAGE Publications Ltd, London, Second edition. 2001, p.187. 


9- Helene Sjursen, The Common , Foreign and Security Policy, op cit, P. .4 


۰ ات ويسلى كلارك, ممارسات أمريكية عجلت باإنشاء القوة الأوروبية, الخليج, 1 دنسمبر‎ 
1 1- Helene Sjursen, The Common , Foreign and Security Policy, OP cit, p: 195. 


12- Fraser Cameron, The Foreign and Security Policy of the European Union: Past, Present 


and Future, op cit, pp. 78-79. 


Ibid, p. .79‏ -13 
-٤‏ ويسلى كلارك» ممارسات أمريكية عجلت بإنشاء القوة الأوروبيةء الخليج» ٠١‏ ديسمبر .٠٠٠١‏ 


15- Helene Sjursen, The Common , Foreign and Security Policy, op cit, p. 195. 


16- Fraser Cameron, The Foreign and Security Policy of the European Union: Past, Present 


and Future, op cip. 79. 
17- Ibid, p.80. 


18- http://www.europa.eu.int. 
OES لاح ا ابراهيم: القوة الأوروبية 3 حب تعدد الأقطاب» الخليج, ۲۸ ديسمير‎ 


ا 


(Y0 -‏ ¬ السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ۲٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


الاتحاد الأوروبى : تطور | لتجربة 


دول الانتعاد الأورويى ْ 
-١‏ الدول دک 1۸ : | 


ا د r‏ 


الدولة 
بلجیکا |514,588, A‏ ۲,۹ ملیار دولار 


ألمانيا ذ ام / ,۱۰ ۱ ٣,۰۳‏ مليار دولار 
۸ ,۲۸ مليون | 

دولار (۲۰۰۲) | 

71" مليون دولار | 

ْ 4) 

۸ ملیار دولار | 


ا 
(السنة المالية: ٠.٠.٠؟5/١١٠٠)‏ 
2 مليون 
دولار (۲۰۰۲۳) 





“- الدول المنضمة فى بثابر ١981‏ : 


الدولة عدد السكان نسبة الأمية 
a‏ الحلى 
[e |‏ 


: 1985 الدول المنضمة فى يناير‎ -٤ 












و د 


(۰۰۳( Efe 


ه,ء/ (۰۰۲( 





السساسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ه.6. - المجلد NY = ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


ه- الدول المنضمة فى يناير ١496‏ , 


ؤ 

۹۷ 5 مليار دولار 

)٠٠١۲/۲۰۰۱ (السنة المالية:‎ ٠ 
مليار دولار‎ NEN 

1 (السنة المالية: ۱۹۹۹/۱۹۹۸( 
WEYA‏ 0 مليار دولار 


٤‏ مليون دولار 
(السنة المالية "١٠٠؟)‏ 
١‏ )144( 7 517 ؟ ملاو دولا 
,7/۰ ره 7 ٥‏ مليون دولار 
(۰۰۲( 
۰۸ ملیار دولار 
(۰۰۲( 
ا فد 7 ۷ ملیون دولار 
ا (السنة المالية )٠٠٠١١‏ 
۰,۸ ملیون دولار 
(السنة المالية ١٠.؟)‏ 
١‏ مليون دولار 
ا ©" مليون دولار 
لو ذ , 6 مليى: /o,‏ غير متواة N‏ 7 ملايين دولار 
ْ / ۰ مليون دولار 
(السنة المالية )٠٠٠١۲‏ 


01" مليون دولار 
(السنة المالية 5..؟) 
5 مليون دولار 
(۲. <( 
۰ مليون دولار 
65 مليار 
05 





س 


aT بيج ويد مجه : ها بط رسجو‎ YT 





السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


o ggg 
العف بهد اأمن ال لسانى ني نمر السرلة‎ 


د . أحمد عبد الله ررة 
Dene Diran |‏ 


3 الدولية. فبجانب استعراض العضلات السوفيتية فى أورويا الشرقية والعضلات 
د الأمريكية فى الدائرة الكاريبيةء انخرط الطرفان بعد حين فى حروب فعلية : فيتنام 
تعلقت الأمريكية وأفغانستان السوفيتية. وبنهاية الحرب الباردة وانهيار القطب السوفيتى 
وضعية الأمن تراجعت الأيديولوجيا الراديكالية لذلك الزمان» ويذا بدأ دق الطبول للنصر النهائى 
الانساذ ا3 نمانة للأيديولوجيا الأخرى. التى صارت 'الوحيدة' فى عرف من قال إن التاريخ انتهى 
إنسابى إثر نهاد بهذا الانفراد» بيد أن سفينة التاريخ أبحرت عكس الاتجاه الملاحى وارتسمت 
الحرب العالمدة خطوط العنف واضحة على صفحة المحيط. 

الثانية بتنشف هكذا صار العنف ملمحا فاصلا مبكرا فى عصر العولمة. وعوضا عن انخماد 
اي الحرائق فى مستعمرات فلسطين وكشمير وغيرهماء امتد اللهيب بلسان عال إلى 
لحقل الكوكبى من نيويورك وواشنطن الأمريكيتينه ومدريد الأوروبية, وبالى الآسيوية. والدار البيضاء 
أوزار الحرب» تلك الأفريقيةء وبقية البقية. انطلقت خطى الإرهاب العالمى إذنء ويد قادته - وبالأخص 
nk 5‏ راقعى الرايات الخضتراء “فى إغاان.الفخاى بها اتجرود من إعمار (أى “ما يسمي" 

التى بلغت ذروتها بالدمار على نحو "ما يسمی" بالإرهاب بمنطوة 3 a i‏ خرف 
yg ± “ipo ٠‏ يسمى بالإرهان بمنطوق قواعد النحو الفضائى العربى). 
عند نطاق الدمار وحتينا, بدأت القوة العظمى المتفردة فى ترتيب بيتها العالمى, إذ انطلقت إلى حرييا 
الأعلى فى ا و ن والعراق» عرفت لهما بداية ولم تتضح لهما ملامع نهاية 
a Fa :‏ ن الشر السوفيتيةء لكن لونه القانى استصحب 
فلوسا ا ا ی فيرظ ای ای کے رر ا 
نحا'ا وا وا ر ت ا الواح فد تچوا إلى شر الارقناب والنول 

وتجازاكى. المارقة وأسلحة الدمار الشامل. سبوب يكم 
إن ا لوم لراهن للأمن الإنسانى -المتنازل والملتتضائل - إنما هو أقرب 
لمعكوس الأمن أو حالة اللا أمن الناجمة عن مخلوط من العوامل : 

9 ول : استمرارقوة الع (لقصور الذاتي) الصفقات السابقة. ويخاسة نك 
البرمة بين أصدقاء الأمس الأصريكيين والراديكاليين الإسلاصيين إبان حبرب 


(ع) عالسياسة منصرئ: وللقال ترجعة يلم للؤلف للمداغلة الت قري و ق ن او و وة ال 
المتحدة بطوكيو - اليابان فى ديسمير 3٠١4‏ . اطي مسري ابا فيساي 


السسياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠.١‏ - المجلد NYA =— ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


د. أحمد عبد الله رزة 
أفغانستان فى نسختها ١‏ ا a“‏ َ 
أ ں فی لسوفي فيتيهء والتغير لقي اتا : : 
أققانستان لكن فى : نتها الأمريكة: = هو أنهما صارا أعداء اليوم المتحاربين أيضا فى حرب 


ثانيا : الطموح الامبراطورى للقوة العظمى الوحيدة المصرة 


ثالثا : انطلاق الانتحارية المزهسدة: . على قمع أى تهديد لهيمنتها العالمية. 
ا عار اا وعم 0 | ا ايم المعبرة عن نقلة فى الفكر الراديكالىء وهى قد حيرت الموقف 
للهيمنة افا ` رت الحرب الجديدة ضد الإرهاب وأطلقت عقال المشروع الأمريكى الكبير 


ذلك؛ فإن الكوكب يشهه OTE.‏ 
١ 0‏ 2 | 2 اليوم جرا أهلية عالمية بين ورثة النظام القديم للحرب الباردة: كما يشهد "| حتد اکا 
مطلبيا" (على الطريقة العمالية) بواسطة عمال أ 86 7 0 5 2 - وه ا : 
a EE‏ عصر العولمة ضد أصحاب الأعمال الأمريكيين. وفى الحالة الثانيةء فإن صوت 
الاحتجاج -حركة مناهضة العولة - زاعق لكنه محتمل من قا أي" 0-7 E‏ 
الأولىء فإن قدماء المجاهدين صا دای محتمل من قبل أصحاب العملء إن يرهقهم ولا يدمرهم. أما فى الحالة 
انف ا هنا كين مد اروا محدثى المجاهدين غير المحتملين, فهم يدمرون الأبنية ويقتلون الناس (بما فى ذلك قتل 
للهم إلا : مسف اي الدولة" الامبراطوريةء لكن لا يوجد - حتى تاريخه - تحالف بين المناهضين والمجاهدين 
e‏ فى الأمريكيين حين يقوم فريق المناهضة أو فريق َ انفرادى مضاد للعدو المشترك : 
الولايات المقصدة الأمرركية: جم ریق نورق اباسا سل اتنرادی داد للعدى لمشتو 
ايل الولايات المتحدة الأمريكية, بقيادتها الراهنة الأكثر عفوانة لطر الس 5 الأمن الاين حسما 
يتلخص الموضوع لدى المناهضين والمجاهدينء كما أنها لا تمثل "الضمان الوحيد" الأحادى فى التصدى لمساة الأمن 
انفراديا باستبعاد الأعداء والأصدقاء معاء إنما يؤدى - وقد أدى بالفعل إلى نتائج عكسية. بيد أن هناك عوامل أخرى فعلية 
وفاعلة داخلة فى الموضوع غير العامل الأمريكى : 
أولا : انتشار الأسلحة التقليدية التى تقوم ببيعها كل القوى الكبيرة والمتوسطة فى العالم (عدا اليابان حتى الآن). 
ثانيا : الموجة الجديدة لانتشار الأسلحة غير التقليدية ونشأة سوق سوداء" لها تتعامل فيها بلدان مثل كوريا الشمالية 
وياكستان (ناهيكم عن الأسلحة الإسرائيلية المخفاة تحت المنضدة). 
ثالثا : الموجة الحالية للإرهاب المتملك لمختلف أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليديةء والمتملك بوضع اليد لسلاح ثالث 
هو الأهم فى الترسانة ألا وهو سلاح الدين (ويخاصة الإسلام). 
رابعا : "الاستبداد الشامل" على النطاق القومى بواسطة الطغاة الوطنيين وعلى المستوى العالمى بواسطة القوى الكبرى 
كمصدر لليئس والاستعداد للانتحار الشمشونى. 
تاهما : وريما الأكثر أ همية ١‏ ستمر ار أنماط انتفاء العدالة فيما خص ث عويا وجماعات فى مناطق مثل ذأ لر 
وكشمير وكردستان والشيشان ودارفور وما ثاب مل اقضايا كتوق انوي ی ی ا المعمورة. 
وهذه | 5 قد تتعقد تضاريس طبوغرافيتها أكثر فأكثر بإضافة عوامل احتمالية احرى : 
أولا : بقاء العوامل المذكورة على حالها دون تحسن أو تغيرها إلى الأسوأ. 
ثانيا : قيام الولايات المتحدة وبعض حلفائها باستخدام 00 00 مخ جدهة الحري الرافنة: 
e‏ م الارهابيين فى استخدام السلاح غير لتقليدى (نووى - كيماوى - بيولوجى) ضد هدف غربى. فإن 
ثالثا : نجاح د لعن ويضا مولت الفحيبفة إلى الاين الفدلسى التي بمررييينة تظرن السالنات 
كان هؤلاء من الانتحاريين یں؛ ر ا 5 2 ا 
ال ةف الغر ج جماعية على نحو ما حدث فى نهاية الحكم الإسلامى فى الأندلس. 
إسلاميه ا .كدي ا ب 
1 30 ذلك ود بطر با ا جين ي ر د ي سبتمبر فى أمريكا) 
3 دك ف تورا بورا أفغانستان وفلوجة العراق) وتتويجها التهجير والت الإبادة على نطاق 
وتاليها الت ا اا ل ( لتهجير والتطهير والإبادة على فق 
نحو الاحد is‏ 21 عن 5 57 5 
كبير (على السائقة أن مفهوم الأمن الإنسانى المقصود إنما يتعلق أساسا بالرغبة فى البقاء والحق فى الحياة 
oss‏ وح 6 بالتالى يكون غياب أو انعدام الأمن هنا بمعنى تهديد الحياة أو خطر الموت سواء كان ظلما أو 
ا ا ند الأشكال والموت واحد. أما إذا تحدثنا عن المفهوم الأقل إضرارا - أى استمرار الحياة 
جبريا أى حنىبي ر يرن علينا تناول أبعاد أخرى للسلامة الإنسانية فى جوانبها الحياتية المتنوعة : الصحية. والنفسية. 
لکن بنوعيا دلي ر إن مالا واسعا يمتد فيما بين أثر إدمان المخدرات وأثر عادم السيارات وما بينهما من بنود لا 


ية تتعاق بالحياة الإنسانية فى حدو ! 
حصرد 5 - 


: المحتمل : ا ت ٠‏ 
بين الموجود و الإنسانى فى عالم ما بعد ١١‏ سبتمبر تتجه نحو الحافة السالبة على متصل الأمن - 


إن الومدعية الفعلية للأمن 


- ۲۹ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


العنف يهدد الأمن الإنسانى فى عصر العولمة 


اللا أمن. وتصور رجحانها فى الكفة الموجبة معناه الحديث عن المحتمل لا عن الموجود فعلاء ويفترض هذا بنية للنظر النطقى 
الذى يقوم بتحقيب العملية الاحتمالية لتغطى أزمنة المدى القصير والمتوسط والطويل . أما من حيث المضمون فالحدين يک 
عن مسببات ومنتجات الوضعية الفعلية لا المحتملة. ّ 

وتفرض الطبيعة العالمية لعملية إيجاد بديل لعملية إجراء محاورات ويذل مجهودات مشتركة بين الأطر الثقان. 
والسياسية المعنية. ولاحراز ذلك. يتوجب على المرء لملمة المعدات اللازمة للفكر والفعل؛ أى اللغة المشتركة وأدوات التحليل 
والمؤسسات الحاضنة وعوامل التعبئة . 

وبتقدير المتطلبات الآنفة. يستلزم الأمر كذلك التمييز ما بين المنظورات الواقعية والمنظورات الرومانسية التى تتناول 
موضوع الأمن الانسانى فى وجوديته واحتماليته , ويتضمن ذلك - مع الأسف - استشراف تدهور الوضع لا تجتةه ' 

وعلى سبيل المثال» سيلزم النظر المدقق فى شأن بعض المستجدات : 

- الأول: هل يمكن اعتبار تعديل اليابان لدستورها ودورها اضافة للأمن الإنسانى على الصعيد العالمى ؟ أم يمكن أيضا 
اعتباره خطرا على صعيد الأمن الإقليمى لمنطقة شرق آسيا 0 

- ثانيا: هل يحمل التقدم الاقتصادى والعسكرى الصينى فى طياته بذرة تحسين الوضع الأمنى الإقليمى والعالمى؟ إم 
يحمل بين جناحيه أيضا البذرة العكسية ؟ 
الكونية ؟ (هذا مع الترفق بالولايات المتحدة وكوريا الشمالية - على اختلافهما - كمصدرين آخرين). 

وبينما تقع تلك المسائل الأمنية فى نطاق الجغرافية السياسية والاستراتيجية:؛ فإن المنظور الأوسع للأمن "الإنساني" 
وحتى عتبات المافيا أو الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والتدهور البيئى الطبيعى والاجتماعى. وإذ يتأثر عموم الناس 
بالأبعاد الكلية المكتنفة للأمر» فإنهم يتأثرون أكثر بحسهم المباشر بالأبعاد العينية. فبالنسبة لهم» يوجز الأمر ليس فقط فى 
المسالتين الأساسيتين للخبز والحريةء وإنما ايضا فى موضوع "السلامة الشخصية". هكذا الأمر بوضوح بالنسبة لامرأة 
اغتصبت فى مغتصبات البوسنة » ولرجل احترق فى تفجيرات نيويورك » ولطفل قتل فى فلسطين / اسرائيل » ولعامل نيبالى 
: هل يفترض كل هذا احتمال ايجاد تقنين سلوكى (ناهيكم عن ميثاق شرف) مجسدا ومجددا لاتفاقيات جنيف بما يضمن 
لآحاد البشر -بغض النظر عن انتماءاتهم- الحد الأدنى من "السلامة" الشخصية قبل الحديث عن الحد الأقصى من 
"السلام” العالمى؟ 

إن الاجابة الموجبة عن هذه التساؤلات تفترض الانخراط فى عملية شاقة للجرى فى ماراثون عبر تربة متعرجة تمتد فيما 
بين الواقعية الصارمة والرومانسية الحالمة . سد ١‏ 

بين الواقعية والرومانسية .. ما العمل؟ 

تقفز الرومانسية خلف خطوط الواقعية؛ وقد تبلغ برشاقتها تهويمات ١‏ 3 . 32200 

10 5 د يمات اللامحدودء ويحتاج البشر للرومانسية والتهويم 

ليحلموا بمصير أفضل للبشرية . 
الخطابات والحوارات الانسانية تمثل تحقيق الأحلام إلا أنه من الخطر أن تبقى مجرد أحلام يقظة أو تمنيات واهمة . 

وعلى سبيل التدقيق مرة أخرىء فإن حوارات الكلام المعسول وملتقيات العلاقات العامة والمصافحات الناسمة بالأيادى 
والشفاه لن تقود الأطراف المعنية الى ماهو أبعد من الاستمرار الفعلى للمواجهات على الأرض . ١‏ 1 

ولابد من طرائق أخرى لاستخلاص الأمن» حتى وإن جاء جزئيا ونسبيا بالنظر لحالة العنف وانعدام الأمن فى عالم 
اليوم. ويمكن هنا اقتراح مجموعة أفكار : 5 

١‏ - لابد من الاعتراف بالحقيقة العارية ليزان القوى العالى الراهن. إن الولايات المتصدة الامريكية باقتصادها 
وتكنولوجيتها وعسكريتها -ناهيكم عن ثقافتها- هى القوة دنه الي عالم اليوم. والأخ الاكبر هو الاكثر اضة للكراهية أو 
تف ية التأثير لا التدمير فى التعامل مع الولايات المتحدة, ويلزم البحث عن الوا الملائمة 2 E‏ الطلق 
للولايات الملتحدة هو من أسلحة التصويب العكسى ونتائجه بالمثل عكسية (لاحظ اسهام ذلك فى نتا: ل الرئاسية 
الامريكية )٠٠١5‏ هذا من الناحية العملية . چ بات 


.ساسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠‏ - للمجلد ٤٠١‏ ۳۰ - 


Scanned by CamScanner 


١ َ‏ د. أحمد عبد الله رزة 
أما من الناحية المبدئية» فهو سلاح غير عا : کا 8 

5 لاي و مال حين يصوب نحو شعب يحتوى الكثيرين من أصحاب الضمائر الحية. 
a ASE‏ مريكا المحمل بروح الكراهية: والنقد الحاسم للسياسات الامريكية . وليس لنقاد 

السياسات الأمريكد ء أن يفرحوا حين يجدوا الى جانبهم كارهى أمريكا الأعمياء . " ا 

١‏ إن عقلتة السلوك إن SETS‏ 0 پا 

تما ل ؟ E‏ 6 بوصعم امتعقلنة لسوء السلوك الأمريكى تستلزمان التعبئة لإيجاد حركات وتحالفات 

التعصبين. إن اتنا ٠‏ أ مع س حدو. وهما لا تتطلبان بل بالقطع تنفيان التحالف مع طالبى البطولة من الانتحاريين 

. ا ا ا دى لى صيغتهم البنلادنية لن ينجزوا إلا المزيد من هيروشيما وناجازاكى . 
E‏ وة 0 لابد من التحذير من العداء للإسلام والمسلمين جميعهم . والموجة المنتشرة راهنا 

فن ال ك ر كه معن ن تنجز إلا تخليق المزيد من الانتحاريين البنلادنيين . ويذا تنغلق الدائرة الكهربية؛ ويتم 
ااا ا كه وا دمر واتطهير. إن غير الأمريكيين وغير المسلمين فى العالم كله (خصوصا فى الصين 

واليايان ى والجراريل واورود وغيرها) لهم مصلحة عملية وواجب مبدئى فى تهذيب النبت الغبار والمدمر النامى فى ترية 


e 3 : :‏ وا ويجرى القتال فيها بين قطاع من الغرب وقطاع من العالم الإسلامى؛ وهما قطاعان ليسا 
دو كيف . والكلمات الدبلوماسية لاتستطيع اخفاء هذه الحقيقة الساطعة, لكن على الأطراف المحايدة أن تتمثل 
منعوق © حياد» أى ألا يفرض عليها الانضمام دونما اقتناع لأحد الطرفين. وإن بقى عليها واجب تقصى التزام المحاربين 
بقواعد القثال: + والافع :هنا هق مواقبة يعتعكتل الأبرداد حن خبى الحارين مهما كن التراتم: قلا لتريعة تفى قل تفن مسسرمة 
بغير حق (وبإجراءات عدالة سليمة بالطبع ). 

© - إن الحالة الراهنة لانعدام الأمن الإنسانى تستوعب الكثيرين من المساهمين (الجناة) مثلما أن لها الكثيرين من 
المتلقين (الضحايا) ويدلا من العكوف على نقد الطرف الآخرء آن الأوان لاعتراف كل الأطراف بنصيبها فى الجناية والاتجاه 
نحو نقد الذات . 

وبينما بدأت حركة فى هذا الاتجاه فى الغرب» بما فى ذلك داخل الولايات المتحدة, فإن حركة للنقد الذاتى لم تنطلق بعد 
انطلاقا واضحا فى العالم الاسلامى؛ بل إن الكثيرين هناك لم يدركوا بعد المغزى التدميرى لغزوة بيرل هاريور الإسلامية فى 
١‏ سبتمبر رغم مطالعتهم بالعين لنتائجها الكارثية (ولالزوم هنا طبعا للحديث عن المفاخرة بالمصيبة لدى البعض مع 
الأسف). ولدى المثقفين فى هذا الشأن الخاص بالنقد الذاتى مسئولية حرجة بالنظر للجو المشحون فى لحظة تاريخية 
هستيرية . 

1 - ويجانب النقد الذاتى؛ هناك نقد الأصدقاء (فالنقد من الأعداء عداوة). وكما تقول الحكمة العربية البليغة :'صديقك 
من صدّقك.. لا من صدّقك". إن المثقفين المسلمين بالذات بحاجة للإصغاء لنقد كثير من زملائهم فى بقية أرجاء العالم, 
وبخاصة أولئك الذين عرفوا عادة بدفاعهم عن الإسلام والمسلمين . فبرغم كل صور الظلم التى تعرض لها المسلمون, إلا 
أنهم ليسوا وحدهم فى قارب المظلومين ولا يكون رد الظلم بجعل العالم الإسلامى مشكلة لنفسه ولبقية البشر (ليس فقط 
للغرب). وللمفارقة: فإن العالم الإسلامى يبدو مفارقا للتحالف العالمى للباحثين عن العدلة حيث يفضل الكثيرون من أبنائه 
تولى الأمر انفراديا - أى بالضبط على الطريقة الأمريكية الآحادية- بل فعلوها بالطريقة الخائبة: طريقة البطولية الانتحارية 
ذات النتائج العكسية المستدعية لمزيد من الظلم لا لإعمال العدل. 

لاشك أن ثمة أفكارا أخرى كثيرة فى عقول الباحثين عن العدالة والساعين للأمن الإنسانىء وتدعونا الحكمة الشائعة 
للتفكير عالميا والتدبير محليا . وبا مثل» يمكن أن نفكر فيما هو محتمل على أن نتدبر أمرنا مع ما هو حادث بالفعل . والموقف 
الحركى هنا يشمل انتاج الأفكار المتوخى أن تكون جيدة. لكن تلك الأفكار لابد أن تتوخى بدورها إحداث تغيير عينى فى 
الموقف مهما يكن بسيطا. وفى الموقف الراهن لحالة الحرب الفعلية ينحصر الأمن فى دائرة الأمل بينما يمثل اللا أمن إملاء 
قاهرا. إلا انها دين هذا وذاك. يمكن تلمس حالة من "الأمن النصفى إذا جاز التعبير. ْ 

ومن باب الواقعية لا الأنانية أن يتلمس الواقفون خارج دائرة القتال المباشر طريقا لتحاشى امتداد القتال الى عتبات 
دارهم فهم بحاجة للسير بأمان فى الشوارع ومحطات القطارات والمطارات . وقد يمثل هؤلاء طرفا ثالثا ريما يلعب دور 
الحكم بين المتحاريين حين ينهكهم القتال يوماء سواء أتم ذلك فى الأطر متعددة الأطراف كهيئة الأمم المتحدة (لاحظ المنتوج 

المحتمل للتغيير فى بنية مجلس الأمن بعد انضمام أعضاء جدد) أم على مستوى المساعى الحميدة فى العلاقات الثنائية. لكن 
ليس قبل أن تنتهى الحرب الحالية (التى قد تطول) سيتسنى لنا أن نتكلم - مجرد كلام- عن أمن إنسانى حقيقى للجميع. 
i‏ اك (لاعلم لنا بالموعد الدقيق المحفوظ لدى علام الغيوب) فإن افتراض التجسد العاجل للاحتمال المرغوب هو مجرد 
ا وجنوح خيال» مثلما أن التناول الرومانسى للواقع امرير هو بمنطوق اللفظ مجرد رومانتيكية. إن لم يكن مخادعة ذاقية . 

وبالنظر لهذا وذاك» فإن من باب ظلم النفس أن e”‏ 1 عن أسطورة المهمة المستحيلة لتحقيق الأمن الإنسانى بصورة 
فؤرنة .فاا فراسخ لإنجاز قدر مناسب من هذا لحلم العظيم ! 


5١‏ ب الا کک م أت 


Scanned by CamScanner 


التو العإفوق الممسححرص 


8 
شكلت الأسلحة 
النووية أهم العناوين 
العريضة لعالم النتصف 
الثانى من القرن 
العشرين, وصولا إلى عام 
٥‏ وبلغت تأثيراتها 
فى تفاعلاته حدا أطلق 
معه تعبير العصر 
النووى على المرحلة 
التى تلت ظهورهاء 
وصولا إلى عام 111١‏ 
على الأقل؛ وذلك بفعل 
المخاطر الرهيبة التى 
ارتبطت بسيداريوهات 
الحرب الذووية. 


| ») خبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية 


١ 2‏ نبول 
١‏ .ة الدولنة العدد يوسيو 


Scanned by CamScanner 


..؟ المجلد 


د. محمد عبدالسلام 
الم ع 22 


فعلى الرغم من أن تلك الأسلحة لم تستخدم 'فعليا' سوى مرة واحدة ضد اليابان عام 
5 ,الا أن ماحدث فى تلك المرة جعل الدول تولى وزنا أكبر لضخامة الآثار التدميرية 
للأسلحة؛ أكثر من احتمالات استخدامهاء لاسيما مع تضخم حجم الترسانات النووية إلى 
درجة وصل معها عدد الرؤوس الحربية النووية عندما انتهت الحرب الباردة عام 144١‏ 
الدول الحليفة غير المالكة لتلك الأسلحةء وكذلك فى أعالى البحار. 

فى هذا الاطارء أثارت الأسلحة النووية أربع مشكلات رئيسية سيطرت على اهتمامان 
الدول خلال مرحلة الحرب الباردة» هى ما يلى: 

-١‏ احتمالات نشوب حرب نوويةء فلقد اعتبرت الحرب النووية دائما أخطر التهديدات 
المنفردة لبقاء البشرية. لذلك كان منع نشويها أكثر مهام ضبط التسلح إلحاحا. وفى هذا 
الاستخدام” 56/آ-11012 1126', الذى شكل دائما أحد أهم مجالات الاهتمام الدولى على 
هذا المستوى, كمشروع معاهدة الحظر غير المشروط لتلق الأسلحة النووية عام ١٤٠٠ء‏ 
واقتراح "الحظر المشروط عام ٤٥۹٠ء‏ الذى يحظر ا, تخدام تلك الأسلحة إلالغرض 
الدفا ع عن النفس. كما قدمت مبادرات ومشروعات مختلفة لعدم البدء باستعمال الأسلدة 
النووية ۴۲5۲-0٥‏ 0؛ عبرت عنها اتفاقات متعدرة. وعدن 

ومع توقيع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام /151, التزمت الدول الرئيسبة 
النؤوية: قيما غرف باسم الشتعانات النووية الدوليّة السلبية". كما اتشنى تداردر عداية بين 
الولايات المتحدة والاتمان السوقيتى السابق للحيلولة دون الاس تخرام العارخى للإسلعة 
التوونة: كاتايجة ابات كا ا ا ا 

: وح E‏ ق م أو بدون قصد. أو كنتيحة لحادة: ونلك 
من خلال انشاء خطوط اتصال ساخنة". أو مراكز | ا ام اد النووية؛ كما 
أو التلف الميكانيكى أو الإشعاعات. کا مر 

= اعت سباق التسلح ١‏ د و35 ٠.‏ ن 

el.‏ النووى. فقد كان سباق الد لخو إن كات 

العصر النووى بين القوتين العظميين تحديدا. فاستنادا إلى مواهيم مل التوازن أد 

التعادلء أو الأمن المتكافئء واليات معقدة للضريتير ال ٠ه‏ د “بے _ الل 
النووية, فى إطار عملية فعل ورد فعل (تمثل بتين ذولى والثانية. تم تكديس 3 

جوهر سباق التسلح)؛ بهدف تحفيق التوارد 


' ورئيس تحرير املف الاستراتيجى .٠‏ 
PY -‏ - 





توجيه الضربة الأولى. واستمر ذلك الوضع إلى أن شهدت العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى حالة من الانفراج 
فى اطار ثنائى: أسفرت عن معاهدات متعددة للحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية فى السيعينيات (سالت). والقوات النووية 
متوسطة المدى- /19/17, وتخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية فى التسعينيات (ستارت)؛ وغيرها من الاتفاقيات المتصلة بالأسلحة 
ونشرها 'واعدادها" للاستخدام. : 1 ١‏ , 

٣‏ منع انتتشار الأسلحة النووية. فقد كانت مشكلة منع انتشار الأسلحة النووية واحدة من أعقد مشكلات العصر النووى: إذ 
ارقطات هده الشكلة ول تزال - فى الأساس بمنع دول أخرى من امتلاك الأسلحة النوويةء بدءا بمحاولات منفردة من الولايات المتحدة 
للقدام يذلك عقي نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة» وصولا إلى التوصل إلى ١۲1‏ عام ۱۹1۸ء التى أرست مفهوم 'منع الانتشار' 

GS ALE ۰‏ القوى الدولية النووية الخمس وقتها (الولايات المتحدة, الاتحاد السوفيتى؛ بريطانياء الصين. 
E rs 0‏ نوويةء الا أن الخريطة النووية الدولية ازدادت تعقيدا بعد ذلك بظهور ما أصبح يسمى دول العتبة النووية أو 
من 8 0 ًَ 5 - 
الدول النووية غير المعلنة أو القوى الذفكي إى | واد وى ا ا 
ع اال التعامل مع مشكلة منع انتشار الأسلحة النووية لتشمل ترسانة من التدابير المتنوعة بدرجة خلقت أحيانا مشكلات 
| فاعسا بے اد ن الانتشار النووى ذاته يتسم بالتعقيد» لاسيما فيما يتصل بالعلاقة بين جوانبه السياسية والفنية, 
فى العلاقة بينهاء كما كان مفهوم ١‏ د الخو واغساقت إلية أتبيات الاتكشاز سحا 3 ولاأرواة عون الست 
العلاقة ىن امعلاك القدرة التموية والأسلحة التؤوية واكد ا ا بات ر مجالات جديدة ذات طابع مستقلء كالانتشار 
و فه بير : : اة (توتىم الأسلحة النووية): 
7a‏ م وإ هاهيع حيو ترط انات معينة للتعامل مع مشكلة الانتشارء تتجاوز مفهوم منع الانتشار 
۴ 5 ت “أي "مكافحة الانتشار" 017لأهكت110111-زع]12ا00, وذلك بفعل تطور ملامح مشكلة الانتشار الذ 
| ادارة . 0 7 الاتفاقيات والإجراءات التى تشكلت عبر مرور الزمن للتعا هذه المشكلة. سنها اقامة 
ذاتها. وارتبط كل ذلك بترسانة من التدابير و مل مع هذه بينها ! 


6 E E. 3 3 2 a = ٠ ب‎ .NWFZS 
؛- مشكلة نشر الأسلحة إرنوورة. وقد ارتبطت هذه المشكلة بوضع قيود على نشر أو توزيع الأسلحة النووية خارج أراضى الدول‎ 


شه م و , ران العظميان (الولايات المتحدة» الاتحاد السوفيتى السابق) تحديداء على القيام بنشر قواتهماء بما فى ذلك 
المالكة لها. چ ي فان عسكرية فى أراضى الدول الأخرى أيضاء مع استخدام أعالى البحار والفضاء الجوى الدولى فى 
قواتهما TS‏ التى 3 على متنها أسلحة نووية» ورسو بعض تلك السفن والطائرات فى موانى الدول الأخرى, أو التوقف 
تسيير سفتها وطائر تحمل 


—- 77 السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 7٠.٠.5‏ - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


الأسلحة النووية وعالم القرن الحادى العشرين 


فى مطاراتها. ورغم أن أغلب الدول المالكة للأاسلحة ال کان تتن یاد سم تاکیب أو نفى وجود أسلحة نووية على متن سفنيا 
وطائراتها فى مکان محدد» فی وقت محدد. فإنه؛ وفقا لتقدیرات عام ۰۱۹۹۱ کان ثمة ٠٤٠٤١‏ سلاح نووى استراتیجی وتكتيكى تقع ضمن 
دائرة عدم التأكيد أو النفى بشأن مكان وجودها. 

ولقد كانت مسالة وضع قيود على النشر الجغرافى لتلك الأسلحة إحدى أهم مشكلات ضبط التسلح النووى؛ التى شهدت إعلاناى 
من جانب دول مختلفة؛ مثل نيوزيلندا, بمنع زيارة السفن المحملة بأسلحة نووية لموانيها, أو إبرام معاهدات لحظر وضع أسلحة نووية فى 
مناطق غير آهلة بالسكان, أو بيئات مختلفة. كمعاهدة الفضاء الخارجى ۱۹۹۷. أو معاهدة قاع البحار ۱۹۷۱. كما مارس إنشا 
25 تاثيرا مهما على هذا المستوى أيضاء إضافة إلى مشروعات 'مناطق السلم' التى تقام فى المحيطات. 

إن المسالة المثيرة بهذا الشأن هى أنه عندما انتهت الحرب الباردة رسمياء بانهيار أحد طرفيها عام ١١۱۹ء‏ كان من المتصور ان 
العصر النووى قد انتهى؛ وأن قيمة الأسلحة النووية سوف تتقلصء وأن كل ما أثير بشأن الردع, ربما يكون فى سبيله للتحول إلى تاريغ, 
إلا أن ماحدث فعلياء هو أن عصرا نوويا جديدا قد بدأ وفقا لجدول أعمال آخر. يشمل أطرافا ونظريات أخرى؛ ربما كانت أكثر خطورة 
فى كثير من جوانبهاء من تلك القضايا التى كثيرا ما أثارت القلق بين عامى ١445‏ و ۱۹۹۱ فلم تكن سنوات ٠٠١5 ١553١‏ أقل ضراوة, 
على المستويين المتعلقين؛ بامتلاك واستخدام الأسلحة النووية. على نحو يمكن رصد أهم معالمه. باختصار شديد» فيما يلى: 

أولا- مشكلات امتلاك الأسلحة النووبة: 

فقد شهدت القضايا الخاصة بامتلاك الأسلحة النووية أو انتشارها خارج الدول الثمانى المالكة لها (التى تتضمن الهند وباكستان 
وإسرائيل) فى العالم» تطورات شديدة الأهميةء تتصل بأساليب امتلاك الأسلحة النووية, والكيفية التى تدير بها بعض الدول مشكلاتها 
المترتبة على توجهاتها النووية؛ وكذلك متغيرات مهمة بشأن الدور الذى تقوم به المؤسسات ذات العلاقة بمنع الانتشار النووى فى العالم 
وقد سيطرت تلك القضايا على الاهتمام مرتبطة بحالات مختلفة. طرحت كل منها قضايا تمثل ملامح بارزة لعملية الانتشار النووى ومنع 
الانتشار النووى فى المرحلة الحالية» كإيران وليبيا وكوريا الشمالية. 

فلقد كانت البرامج النووية العسكرية السرية تمثل الأسلوب الرئيسى لامتلاك أو السعى لامتلاك الأسلحة النووية؛ فقد قامت 
إسرائيل بالحصول على ترسانتها النووية عبر برنامج عسكرى ضخم. أقيم خصيصا لهذا الغرض فى دايموناء بالمكونات المعقدة التى 
كشف عنها تقرير موردخاى فانونو الشهير الذى نشر فى أكتوبر ۹۸١‏ كما حاولت العراق؛ بعد أن دمرت إسرائيل مفاعلها (أوزيراك) 
عام ۰۱۹۸۱ آن تقيم برنامجا نوويا آخر يعتمد على طريق اليورانيوم» وتمكنت من ذلك بالفعل» قبل أن يتم اكتشافه وتدميره؛ ابتداء من عام 
١‏ . وكانت مفاجأة السنوات الأخيرة هى اكتشاف برنامجين نوويين سريين آخرين فى المنطقة. يعتمدان على اليورانيوم أيضا؛ لدى 
كل من ليبيا وإيران» ولقد مثل الأخير نموذجا متكاملاء أوضح كيف تسير الأمور على هذا المستوى. 

من جانب آخرء كانت الروايات المتداولة حول السوق النووية السوداء لتجارة المواد والمعدات النووية تمثل قاسما مشتركا فى كل 
تحليلات الانتشار النووى؛ وساد اتجاه فى بعض السنوات (عام )١194١‏ يركز عليها. كاحد المصادر الرئيسية المحتملة لانتشار الأسلحة 
النووية» بل وصل الأمر إلى ظهور توجهات رسمية داخل الولايات المتحدة. تؤكد أن مسيرة الانتشار النووى قد "انفلتت". وأنه سرعان ما 
ستظهر عدة دول نووية جديدةء وأنه يجب التحول نحو التفكير فى كيفية التعايش مع الانتشار النووى؛ بفعل ما بدا من عدم القدرة على 
السيطرة على تلك السوق فى ذلك الوقت. لكن رغم كل ذلك. لم يتم التعامل بجدية مع ماكان يتداول حول تلك السوقء إلى أن بدات 
الصورة الواقعية لها فى الاتضاح عام ١١٠٠ء‏ مرتبطة بالحالة الليبية تحديدا. 

ولقد شكلت حالة كوريا ا a‏ مبكرا للتعامل بشكل مركب مع قضايا مختلفة تتعلق بامتلاك الأسلحة النووية 
أهمها اختراق معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية: فقد أقامت بيونج يانج برنامجا نوويا موازياء يعتمد على إحدى الطرق التقليدية 
لامتلاك الأسلحة النووية. وهى طريقة البلوتونيوم 4 ءمنتهكة المعاهدةء قبل أن تهدد بالانسحاب من المعاهدة عندما بدأت الضغوط 
تتصاعد ضدها تقبول التقتيش اس رغم ذلك لم تكن تيدى كانها ترغب فی امتلاك أسلحة نووية فعلياء رغم أن معظم التقديرات 
تؤكد قدرتها على ذلك ا القدرات حي تساومية او أداة ابتزاز نووی» ١|‏ حه وا عل انات أمنية, وعوائد 
اقتصادية. وتعويضات فنية نووية. فكما أنها طرحت حالة مثالية لانتهاك المعاهدة. طرحت كذلك أسلويا خاصا فى استخدام القدرات 
النووية المتطورةء كأداة سياسيةء عبر أكثر من ١١‏ سنة متواصلة. : 

لكن الاقع أن حسمل تقاعلات اك الأزية قدم تمونيها للكينية النى تدار بها الأزمات المرتبطة بامتلاك, أو منع امتلاك الأسلحة النووية 
منذ نهاية الحرب الباردة. وحتى عام ٠٠٠١٤‏ فلم تكن قضايا الامتلاك ترتبط فى كل الأحوال بأساليب فنيةء وإنما إدارة سياسية. 

ثانيا- مشكلات استخدام الأسلحة النووية : 

ولقد أثارت مسالة او ست 53 li‏ 1 عن مشكلات الامتلاك: ففى وقت من الأوقات, بدا كل شئ يتعلق بالأسلحة 
النووية وكأنه نهائى وغير قابل للتغيير. فبحكم الخصائص التدميرية لهذه الأسلحة, استقر التفكير الاستراتيجى على أنها غير قابلة 
للاستخدام الفعلى مجونا ا وأن ادا الرئيسى هو الردع؛ لدرجة أن كثيرا من الكتابات قد اعتادت على تسمية تلك 
الالح اراد التووئ وکات لا يويجد املتخداع اخن لها وقف اساد متاق الدع أو يميارة اشر عدم الدراك. نل زان إلى 
أسس استمرت ثابتة لفترة طويلة. 

وقبل كل ذلك بالطبع؛ أن فكر الردع برمته قد استند إلى وضع التوازن النووى الذى ميز علاقات القوتين العظميين خلال الحرب 


5ت المجلك :2 — f‏ - 





اسساسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو .١‏ 


Scanned by CamScanner 





د. محمد عبد السلا 
لباردة بآلياته المعقدة التى تتيح لكل دولة توجيه ضربة ثانية حتى فى حالة تعرضها لضرية أولى ۰ 
اكن السنوات الأولى من القرن الحالى شهدت عدة تطورات ذات أهمية 
وعد فين متحتملة تماما كما كانت عليه. بل إتها أسيمت - فى خل | 
احتمالاء أو على الأقلء تقلصت القيود التى كانت دوما تحيط بها 
عباس يي 0 شهدتها الفترة المشار إليها فيما يتعلق باحتمالات استخدام الاسلحة النووية. بما أثير حول امكانة 
اوسا م الستوى الدولى, من جانب الولايات المتحدة تحديدا. فقد جاءت "خطة الطوارى” التى أعدتها وزارة الدفاع 
پد ا افى من هام 5-٠7‏ تحت عتوان “إغادة تقديم الوضع التووى". لتحدبة انقلابا نوويا حقيقيا. أذ كانت انه 
ms‏ 2 لم ا عمليا من قبل وهو إمكانية استخدام الأسلحة النووية فعليا فى ظل أهداف وحالات وسيناريوهات 
محددة بدقة لير "اى تجاوز نهان للحاجز النووى القائم الذى منع دائما تحول السيناريوهات الممكنة إلى خطط عملياتية. خاصة مع 
وجِودٍ الفكر 3 E‏ نتقصل بإمكانية استخدام الأسلحة النووية هجوميا ضد دول غير نووية. وإمكانية استخدام الأسلحة 
التوورة هونا لأهداف لا تقتوب بطي الإظلآق من فكزة البقاة: قالاستباي البرزة للآنتتخدام تكمتل بسماية عايف أو تدمين امداق 
مستعصية أو الرد على هجوم غير تقليدى”". 
الواقع, أن خطة الطوارئ النووية الأمريكية كانت تمثل تحولا جوهريا عن مفهوم الردع الذى سيطر طويلا فى العصر النووى. كما كان 
الحال جرت مسو بدأ بعد ظهور مشروع مبادرة الدفاع الاستراتيجى خلال بداية الثمائينيات: فكما أدت مشروعات نظم الدفاع ضد 
الصواريخ إلى تصدع نظرية الردع لصالح الدفاع؛ أدت الخطة الجديدة إلى انهيار واضح فيما تبقى من استراتيجية الردع لصالح الهجوم 
كان أحد أهم التحولات التى شهدتها السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين أيضا يتعلق باحتمالات استخدام الاسلحة 
النووية على المستوى الإقليمى؛ خاصة عندما انفجرت التوترات المسلحة بين الهند وياكستان خلال عام ٠١7‏ ؟. فقد كان هناك أصلا شك 
دائم فى أن الردع الذى عمل طويلا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى (السابق) يمكن أن يعمل بين دول متوسطة أو صغيرة 
معادية ليعضها بعضا تمتلك أسلحة محدودة تخوض بها صراعات محلية؛ وذلك لعدة اعتبارات: أهمها: 
أ- إن تلك الدول قد تضع الأسلحة النووية فى إطار استراتيجيات هجوميةء وليست ردعيةء وهو ما يؤدى إلى أوضاع خطيرة؛ فمن 
الصعب تصور أن دولا بذلت جهدا خارقا لبناء أسلحة نووية سوف تقبل فى النهاية ببساطة فكرة أنها مجرد أسلحة ردع. 
ب- إن الدول النووية الجديدة قد تجد أنه من الصعب - بحكم قلة الموارد وربما ضيق المساحة - نشر قوات ردع غير معرضة 
لاحتمالات الضرية الأولى: مما يؤثر على استقرار الردع فى حالة تبنيها له. 
يضاف إلى ذلك أن معظم الصراعات التى يتم فى إطارها امتلاك الأسلحة النووية من جانب قوى إقليمية فى جنوب العالم تتسم 
بالطابع الذى يسمى عادة "الاجتماعى الممتد". وهى صراعات معقدة يصعب حلها بالتوصل لحلول وسط بشأن قضاياهاء وثمة تيارات 
متطرفة على الجانبين تتصور إمكانية إنهاء وجود الطرف الآخرء عندما تتاح الفرصة لذلك. وهو ما طرح دائما مشكلات عديدة؛ تيدأ 
بالكيفية التى تتم بها قيادة القوة النووية» وتنتهى بأمن الأسلحة النووية ذاتها. 
وقد بدا بالفعل لفترة طويلة أن الحالة الهندية - الباكستانية تمثل نموذجا لعدم الاستقرار النووى على المستوى الاقليمى لكن ما حدث 
عملياء خلال أزمة 7٠١‏ بين الجانبين. كان يشير بوضوح إلى تحولات ذات أهمية كبيرة فى التفكير الاستراتيجى داخل الدولتين على 
| 5 اتش :قى الرغم من خطورة المشكلة التى تفجرت بينهماء واتخاذ القيادات السياسية مواقف متشددة: وارتباطها بتحركات 
عسكرية فى اتجاه الحدود» وإطلاق النار عبر الحدود فى بعض الأحيان - أوضحت تلك الأزمة أن هناك "خطا أحمر' يحكم مسالة 
ان ا للأسلحة النووية بين الدول على المستوى الإقليمى, بصرف النظر عن التهديدات التى يطلقها أى طرف فى هذا الاتجاه. 
لکن is‏ الاستخدام الفعلى عادت لتطل برأسها مرة أخرىء فقد كان أحد أخطر التحولات الأمنية التى شهدتها مرحلة ما بعد 
أحدانت ١‏ ج ۲۰۰۱ هو عوږة "التهدید النووى" إلى الظهور» فى شكل أكثر تعقيدا هو الإرهاب النووى”". فلم يكن أحد يصدق قبل 
ل ا ال هان النووی" يمكن أن يشكل تهديدا فعلياء إذ كان الموضوع يطرح فى حلقات النقاش الأكاديمية: وإدارات التقييم فى 
ذلك اناس 0 42 جى.ينا .يو سبيئ يرتكز على تصورات نظرية. أكثر مما يرتبط باحتمالات واقعية. إلى درجة أن معظم الدول التى 
لز بات لر بو ع الولايات المتحدة - لم تخصص أية موارد مالية ذات أهمية لبرامج البحث العلمى أو العمليات 
يفترض أنها زاء الرن المتصلة بتلك الاحتمالات 
المضادة أو الدفاع المدنى : ْ 9 ا 58 
١ ۴‏ سستمبرء والفترة التالية لهاء إلى انقلاب حقيقى فى التصورات الخاصة بالإرهاب النووى؛ إذ أصبح ينظر 
o‏ على أنه أحد مصادر التهديد الأكثر إلحاحا للامن الدولىء وأنه قد يشكل أهم أنماط التهديد التى تواجه 
والعشرين' كما كانت 'الحرب النووية فى القرن الماضى, رغم عدم وحود مؤشرات حاسمة. 
! وي بر على غرار ما مثله سباق التسلح النووى. أو الانتشار النووى فى الفترات السابقة. 
تشير إلى أنه يمثل .د رة هم أن منطقة الشرق الأوسط بدت خلال الفترة الأخيرة. خاصة تلك التى أعقبت حرب العراق عا 
د 0. اج -<نلا ثمة نقطة مهمة؛ هى أن ونه اي : ل NBS‏ 
فى النهايةء 00 ١‏ للتفاعلات النووية فى العالم» إلى جانب شبه الجزيرة الكوريةء وجنوب أسياء فقد شهدت المنطقة تطورات 
۲ وكانها المركز الر ركافة قضايا استخدام وامتلاك الأسلحة النووية» فى إطار حالة من التدويل غير المسبوقةء لكافة القضايا 
أساسية غير تقليدية تتعلق + ت ما يتعلق بالأسلحة النووية؛ التى لا تزال واحدا من العوامل المؤثرة الكبرى على خريطة العالم. 


اة بدا منها أحيانا أن فكرة الاستخدام الفعلى, تحدددا 
ستراتيجيات وسيناريوهات ووقائع مختلفة - تبدو وكانها اكد 


وقد أدت 
للإرهاب النووى» ولو مؤقتا 
هتعد حو دول العالم فى القرن الحادى 


fro -—‏ - السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 5٠.5‏ - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 











من مغعاهدة حظر 
انتشار الاسلحة النووية 
ط. محمود كازم 
العدد ٠١٠١‏ بتاريخ أول أبريل ١990‏ 







بدأت مفاوضات إعداد مسودة المعاهدة عام 19175 
واستمرت حتى 1118 عندما فتحت المعاهدة للتوقيع؛ وكان 
لمصر منذ البداية دور مهم فى تلك المفاوضات وهو لم يكن 
بالأمر الهين مع وجود العملاقين الكبيرين وحلفائهماء 
ويالرجوع لأوراق ووثائق تلك المرحلة المهمة نجد أنها 
تعترف بدور مصر الإيجابى فى مرحلة المفاوضات وتشيد 
وَروية محعن التى أعلتتهنآ فى ذلك الوقت تجاه العاهدة عن 
أنها تعتبرها وسيلة فعالة لإيقاف الانتشار الأفقى للأسلحة 
النووية. ويالتالى فهى تطالب بأن تكون المعاهدة غير محددة 
مدة سريانها. 

اا0 مها اللي یشن حا وسل ا ارقف 
اللصرى من إيمان راسخ بآهمية المعاهدة وأهدافهاء وقد 
طالبت مصر أيضا خلال المفاوضات بأن يولى مزيد من 
الاهتمام بمسالة ضمانات الأمن الفعالة لضحايا العدوان 
التووئ؛ ذلك أن الضمانات المقترحة من الولايات المتحدة 
والاتحاد السوفيتى والمملكة المتحدة حينذاك ليست كافية؛ 
وطلبت بدلا من ذلك أن تصاغ تلك الضمانات فى صورة 
تعهد ملزم من القوى النووية بالأخذ فى الاعتبار أن التهديد 
باس تخدام أو استخدام الأسلحة النووية ضد الدول اللا 
نووية الأعضاء فى المعاهدة يعتبر سببا كافيا لمنع أو للرد 
بالش ضد العدوان النووى كإجراء من إجنراءات الأمن 
الجماعى» وطالبت مصر الدول النووية الثلاث بأن تتكاتف 
لمنع العدوان النووىء وإنه من الأهمية القصوى أن تتضمن 
العاهدة "الدول النووية المحتملة' حتى تصبح تلك المعاهدة 
ذات معنى. 








حى ا ولت 5ت المجلد: 8 


Scanned by CamScanner 


من أرشيف السياسة الدولية 


سس - KS‏ لُجحككج2 ی 


یسه هم ست نتت 













يضاف إلى الآراء السابقة لمصر أنه يذكر لمجموئ 
الدول السبع غير المنحازة التى ضمت محصر من بين 
أعضائها وحضرت جميع مراحل المفاوضاتء أنها أرخلن 
نصين غاية فى الأهمية إلى بنيان المعاهدة» هما: 









لأهدافها "مادة 8 فقرة "٣‏ وذلك كل خمس سنوات. 






ê 








قامت مصر بالتوقيع على المعاهدة فى كل من لندن 
وموسکو فی اول یولیو ۰۱۱۹۸ أی فى أول يوم فتحت فيه 
المعاهدة للتوقيع» ويحمل ذلك الحدث وذلك التاريغ دلالة 
واضحة على اهتمام مصر بالمعاهدة وتقديرها لأهميتها 
وإيمانها بالأهداف التى تسعى إليهاء وذلك على الرغم من 
تحفظاتها على بعض المسائل التى لم تتم الاستجابة إليها 
مثل مسألة ضمانات الأمن. وعلى الرغم من أن التصديق 
قد تأخر عن التوقيع نحو ثلاثة عشر عاماء إلا أن المجتمع 
الدولى كان ينظر بعين التفهم لموقف مصر من التصديق 
والذى يأخذ فى الاعتبار رفض إسرائيل الانضمام لهاء ولم 
الغاهدة يضقى وزاءه رغبة فى أن تظور مصر برنامجا 
نوويا عسكريا: الى إن كتسايل من جاتيي) على تسوت 
المعافدة بل كان ؤاضها أن مسر قد الزيت تقسها 
بالمعاهدة من جانبها منذ اللحظة التى وقعت فيها عليها 
وذلك إيمانا- وفى ظل الحكومات المتتالية- بأن السلاح 
النووى لا يحمى ولا يوفر أفذاة:وإتفا ييذن يتور الخطر 
المتفجر فى أية لحظة. 0 

| کک الأحداث التى تلت توقيع مصر على المعاهدة 
و )1 ل الالتزام دون التصديق" والتى كانت 
باتخاذ خطوة التصديق كإقرار بأمر واقع بالفعل دهد 
التزام مصر بأحكام المعاهدة. 


مؤتمر الدول النووية أغسطس 1958: 
بعد فتح المعاهدة للتوقيع وفى خلال الفترة التى سبقت 
























رخولها حيز التفي. عقد تحت رعاية الام التحدة مؤهر 
هم ستا وتسعين دولة لا نووية فى أغسطس ,١518‏ حر 
اتخذ المؤتمر عدة قرارات عبرت عن وجهة نظر تلك الفئة 


ر القيام بإجراءات أكثر شمولا لنزع السلاح 
النووى مثل إنشاء المناطق الحالية من الأسلحة النووية. 
ب- حتمية العمل على إيقاف إنتاج المواد الانشطارية 


للا - ل ١‏ .هه ك 5 
ستعمال العسكرى وتخفيض السلا النووى تمهيدا 
لإزالته تحت نظام رقابة فعال. : 1 













ج- ضرورة العمل على الوقف الام للتجارب النوية 
من أجل الأغراض العسكرية, ومن اللافت للنظر أن مطالب 
دول عدم الانحيان. سواء تلك التى بدت أثناء مرحلة 
الفارضات او خلال مؤتمر الدول اللا نووت CC‏ قن 
مؤتمرات المراجعة الأربعة 6ك ملحب وك +4 وما زات 
أيضا تشكل مطالب تلك الدول التى تريد ضمان أمنها 
وسلامتها من قرار متهور باستخدام السلاح النووى 
ضدها وفى نفس الوقت تريد لشعويها مستوى أعلى من 
التنمية والرفاهية وتؤمن بدور الطاقة النووية فى ذلك- ما 

التصدىق : 

فی یوم ۱٤١‏ دیسمبر ۱۹۸۰ء وجه الدکتور بطرس غالی 
ولرئيس الوزراء» يرجو فيها الموافقة على معاهدة عدم 
انتشار الأسلحة النووية آ۴» معددا مزايا التصديق على 
هذه المعاهدة وعلى رأسها أن هذا التصديق يتيح لمصر 
الحصول على التكنولوجيا النووية من الدول التى تمتنع عن 
إمداد مصر بها بحجة عدم تصديقها على معاهدة حظر 
انتشار الأسلحة النووية. 

وكانت تلك المذكرة إيذانا ببدء إجراءت دستورية انتهت 
بإصدار الْركنسن الراحل أنور السادات قرارا جمهوريا_ 
نا افقة اقرع عالتسعقيق على المعاهدة 

بداء على مو 2 مجلس 0 ذلك ۳ 3 
ْ والموافقة على < جميع أحكامها حكما e‏ : 

| فبراير ١1۹۸ء‏ ويمكن إجمال الأسباب التى حدت بمصر 
أ | إلى التصديق على هذه المعاهدة فيما يلى: 

| الخطوة من جانب مصر ستدفع إسرائيل 




























أ- إن هذه ا تقبلا للمعاهدة 
ms‏ النووى خاصة فى ظل مناخ , 
| ونبذ تصنيع السلاح لنووى ۱۹74 مخدر 
| وإسرائيل. 


Scanned by CamScanner 





من أرشيف السياسة الدولية 


ا سیر ی إقناع إسرائيل بالموافقة على القرار 

ى نبنته مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء 
منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط ما 
يسهم فى عملية ترجمة هذا القرار لواقع فعلىء وهو الأمر 
الذى يعنى انشاء منطقة خالية من السلاح النووى فى 
الشرق الأوسط. الأمر الذى يحمل فى طياته التزاما نافذ| 
من كافة دول المنطقة بأهداف المنطقة المنزوعة السلا 
وات 

ج- حاجة مصر الملحة للاستثمار فى الطاقة النووية 
لمواجهة احتياجاتها من الطاقة الكهربية فى نهاية هذا 
القرن. 

موقف مصر من معاهدات نزع السلاح التالية 
لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية : 


5 سمتع مصر بعضوية سبع معاهدات دولية لنزع السلاح 
والحد من التسلح تشكل أهم التعاقدات الدولية فى هذا 
وهى: 

-١‏ بروتوكول جنيف لتحريم استخدام الغازات السامة 
التصدیق ۱۹۲۸١‏ ". 

"- اتفاقية الحظر الجزئى للتجارب النووية 1۹٦۳‏ . 

۳- اتفاقية الفضاء الخارجى 19717. 


اقفر البفقى 128 


التووية فى آكيةا, 


1- بينما اكتفت مصر حتى الآن بتوقيع اتفاقية الأسلحة 
البيولوجية ١۹۷٠ء‏ واتفاقية الأسلحة غير الإنسانيةء مما 
يعنى عدم التزام مصر بأحكام هاتين المعاهدتين من الناحية 
القانونية» وإن كان التزامها من الناحية الواقعية أمرا 
معروفا. 


وتوضح الإحصائية السابقة أن مصر تتفوق على 
إسرائيل والعديد من الدول من حيث عدد معاهدات نزع 
السلاح والحد من التسلح التى ألزمت مصر نفسها بهاء 
إيمانا بأهدافها السامية وتأكيدا على رغبتها الصادقة فى 
السلام الأمر الذى لم تحرم مصر عائده فى شكل تفدير 
واسع وملموس من العديد من دول العالم التى تؤمن بدور 
نزع السلاح بكافة أنواعه فى تحقيق الرفاهية للمجتمع 






ال 2 


اا 1 5 ب 





من أزشنيف الستياشة الدولية 





البشرى. ويطبيعة الحال؛ فإن من بين تلك المعاهدات نجد 
أن معاهدات ثلاثا تحظى باهتمام أكبر والتى تشكل الإطار 
القانونى لها لدى كافة الدول. وهى المعاهدات التى تتناول 
أسلحة الدمار الشامل: معاهدة حظر انتشار الأسلحة 
النووية N۴‏ واتفاقية الأسلحة البيولوجية W٣‏ 8 
ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية C۷٣‏ والتى لم توقع 
مس طلينها: ومن الوإضع. اثه يتكتنا القنول إن المؤقف 
المصرى تجاه معاهدات نزع السلاح التى تم إبرامها بعد 
تنكول منافية 1881 هيز التتقية:-/150 قد تاش إلى درجة 
كبيرة بالموقف الإسرائيلى من هذه المعاهدة, فقد أدى عدم 
استجابة إسرائيل للنداءات المتكررة إلى وجوب انضمامها 
إلى 771 على الرغم من تغير الظروف. حيث انتقلت 
العلاقة من عداء عقب حربى 19717 ثم 19177 ومع بداية 
مسيرة السلام التى قطعتها مصر بمفردها ١5‏ عاما انتهى 
الأمر بعدها بدخول دول عربية أخرى فى نفس المسيرة مع 
إسرائيل» وقد أدى عدم استجابة إسرائيل للانضمام 
للمعاهدة إلى اتخاذ مصر موقفا متحفظا من معاهدات نزع 
السلاح ذات الصفة الدولية والتى تلت 167٠0‏ تاريخ دخول 
معاهدة 1111 حيز التنفيذء وذلك من منطلق أن إيمان 
مصر بدور نزع السلاح فى إحلال السلام هو إيمان ذو 
مبادئ. أبرزها أن الحديث عن نزع السلاح وإجراءاته 
يعنى أن يتم ذلك بشكل متساو وموضوعى لا يعرف 
الاستتناءات» وهو ماسيلى الشرح فيه والحديث عن جهود 
مصر فى مجال نزع أسلحة الدمار الشامل. 


الموقف الإسرائيلج من مغاهدة 
عدم انتشار الأسلحة النووية 


محمد عبدالسلام 
العدد ٠٠١‏ بتاربخ أول يناير 19930 





تيقد عن ماع ۱۹8 خی الکن ماري مقا" ..وإن كنان: 
إسرائيل دائما أن توقع على المعاهدة ولديها ما يعتبر- من 
وجهة نظرها- أسبابا أكدت عليها كافة حكومات إسرائيل 
تقريبا يصرف النظر عن توجهاتها السياسية. 

التأكدد على ذلك الموقف فى إطار التفاعلات المثارة حول مد 


د es‏ أا لالجل 2 


Scanned by CamScanner 






سريان المعاهدة. فتبعا تصريحات وزير الخارجر 
الإسرائيلى شيمون بيريزء فإن إسرائيل لن توقع عر 
معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية؛ ويبدو بوضوح إد ك 
الموقف سوف يستمرء فلآ توجد مؤشرات حول تغير قناى. 
المجموعة" السياسية- العسكرية التى تحدد سيا 
إسرائيل النووية, تجاه اهمية السلاح الفووى بالفسرة بن 
إسرائيل. ومستقبلها فى المنطقة. على الرغم من از 
المعاهدة- بصيغتها الحالية- لا تتعلق أساسا بالاسلى 
وانما بمرافق الإنتاج» لکن فى الوقت ذاته توجد مؤشران 
حول احتمالات وجود مرونة نسبية تتصل بإمكانية تحرر 
مدى زمنى معين يتم خلاله, أو بعدهء التوقيع على العامرة: 
مع ملاحظة لدم التوقيع على المعاهدة لا يعنى وحده الانضمام 
إليهاء فالانضمام إلى المعاهدة يستلزم أيضا التصر: 
علیهاء ثم التفاوض بعد ذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية 
حول مقتضيات العضوية» وهى كلها خطوات سوف ترتبط 
إذا ما استمر التطق الإسسرائيلي الهَالى فى التعائلى 
المعاهدة- بشروط وظروف تقدرها إسرائيل استنادا إلى 
معابير أمنية لا ترتبط فقط باعتبارات استراتيجية. 


بالتوازى مع ذلك؛ تطرح إسرائيل تصوراتها الخاصة 
خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسطء استنادا | 
ية من فى و إلى 
آليات وأطر إقليمية بعيدا عن النظام الدولى الذى تمق 
النظام الإقليمى المقترح من جانبها يتلافى كافة سلبيات 
المعاهدةء ويتيح ترتيبات أكثر فاعلية للتعامل مع هذه 
المشكلةء ويتم التعبير عن تلك التصورات الإسرائيلية 
بأساليب مختلفة, وفى إطار قنوات متعددة: فالتصريحات 
الرسمية الإسرائيلية التى تقرر- كما جاء على لسان رئيس 
الوزراء إسحاق رابين- دعونا أولا نحقق السلام, ثم نقم 
بالخطوة التالية بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية 
وكذلك المواقف الإسرائيلية المطروحة داخل لجنة ضبط 
التسلح والأمن الإقليمى متعددة الأطراف. بشأن ضرورة 
السير فى اتجاه إجراءات بناء الثقة أولا قبل التفاوض حول 
الإسرائيلية البديلة للتعامل مع المشكلة النوويةء وتمثل هذه 
التصورات الوجه الآخر لموقف إسرائيل من المعاهدة. 
ويتناول هذا التقرير أهم ملامح الموقف الإسرائيلى من 
معاهدة عدم أنتث ار الأشلحة النووية فى نقطتين» تتصل 
الأولى بأسس هذا الموقف كما هو مطروح من جانب 






































أسس الموقف الإسرائيلى من معاهدة عدم 


مختلفة تمثل أسسا لموقف إسرائيلى متماسك تجاه قضدة 
ااتشماء إلى معافداة عدم انشا التو وب 

م م انتشار الأسلحة النووية. ويمكن 
دي طرح ملاحظتين بهذا الشأن: 


-١‏ إن هناك توافقا عاما فى إسرائيل بالنسبة للموقف 
المعلن تجاه العافلة في إطار التوافق القائم تجاه القضية 
النوويه و سي المطروح ليس موقف حكومة حزب 
العمل» ولا 7-8 وات كبا المسئولين فيهاء فقد كان 
كل من بيريز أحد أهم ثلاثة إسرائيليين أقاموا البرنامج 
الذ 9 أ . . . . 5 4 3 6 3 
النووى ورابين على طرفى فيص فى توجهاتهما بشأن 
ا لمم سلاح نووى؛ كما أن الرأى العام فى 
إمترائيل» زه أنه لايبالى بهذا الموضوع, كما يقرر د. أفنير 
كوهين» أو أنه يوافق- بنسبة تتجاوز ٠١‏ فى المائة- على 
المواقف الرسمية من حيث الميداً, حتى إذا كان الأمر يتصل 
تدعو للانضمام إلى المعاهدة. ويعض الشخصيات التى 
تطرح القضية النووية بنوع من التفهمء ويقوم بعضهم 
بانتقاد» بل وتفنيد» ١‏ 2 لحجج المثارة فى مواجهة المعاهدة, 
لكن لا يوجد تيار يقف فى مواجهة الموقف الرسمى. 
إسرائيل بشأن المعاهدة تتصل بتفاعلات ومناخ مرحلة ما 
قبل بداية التسويةء فإسرائيل- تبعا لكافة التتصريحات 
تفريبا- لا تزال مهددة: ويركز رئيس الوزراء الإسرائيلى 
فى تصريحاته على التهديدات النابعة من عدم إحراز عملية 
التسوية السلمية تقدماء خاصة مع سورياء وضرورة 
استمرار استعداد إسرائيل للحرب ا ش 5 
يما تركز معط تصريحات وني الخائجت را 
على إيران التى تتزعم دولا هدفها المعلن تدمين اسر د 

ا تق نتلفة إلى استمرار التهديدات 
بينما تشير كتابات ونفارير كك : 
الغبربينة قمنوها لايق السر كيل ا ات 
ال ° و 5 مشاعر العداء سوف تستمر على هى 
SL ESS RS‏ 
عل 7ة عل أو أن أى طرا لن د 4 ت 

a‏ واقع . الأفكا ال 5 ر أن الأسلحة 
يريده» لذا تسمكد 2 . .. |وترروية المطلوية إقليميا؛ 
رو اوی ی و ا و واا کا 
فأسس الموقف من العاهدة تستند إلى توح 
بدرجة ما- بإطار التسوية القائم: 

نز هذ| السماقء يستند موقف 

ل ا ل إل ها 
عدم انتشار الأسلحة النوويه إلى عدة أسيسن 


إسرائيل ف معاهدة 
أهمها: 


Scanned by CamScanner 





من أرشيف السياسة الدولية 


37 إن الشرق الأوسط 9 يزال منطقة غير مستقرة 5 
درجة كبيرة: وإن هناك أعداء متعددين وكامنين لإسرائيل, 
ومن الممكن أن يؤدى أى تخفيض مهم فى سلاح “الردع' أو 
التقليل من مصداقيته إلى تضخم التهديدات العسكرية, 
فإسرائيل لا تزال تتعرض للتهديد. وما دام التهديد العربى 
مستمرا فإن ضبط التسلح يعتبر إجراء مثاليا لا علاقة له 
بالشسرق الأوسط إذ إن ظروف إسرائيل الخاصة: والعداء 
العربى المحيط بها. يجعل وجودها معرضا للخطرء وليس 
قدراتها العملية فقط. وتبعا لذلك. فإن ضبط التسلح يرتبط 
ارتباطا وثيقا بعملية السلام؛ ويتوقف على القبول الكامل 
بشرعية الدولة العبرية؛ وانتهاء التهديد العسكرىء وفى هذا 
الإطار تتم الإشارة إلى نقاط محددة تتصل- تبعا لوجهات 
نظر إسرائيل- بالتهديد الذى يمثله البرنامج النووى 
الإيرانى» والصواريخ أرض- أرض السورية. 

على هذا الأسنالى: يعشبكل اتوك الالسراقيلى القاض 
بالمعاهدة. فالمشكلة- كما يقرر بيريز- ليست فى التوقيع 
على اتفاق عدم انتشار الأسلحة النوويةء وإنما لأن بعض 
الدول المجاورة لنا فى حالة حرب مع إسرائيل» فما جدوى 
أن نناقش موضوع السلاح بينما يوجد تهديد سياسى؟ 
مقسيقا: أن السياسة هى القى تسوس المتلام النقطر: 
وهناك ترسانة كبيرة ونواة لإيران والعراق ضد إسرائيلء 
لذا نقول إنه يجب معالجة موضوع السياسة لا التكنولوجيا 
فبعد التوصل إلى سلام يمكن أن نبحث فى أن تكون 
المنطقة خالية من الأسلحة النووية. وفى الواقع» فإن معظم 
الإشارات الإسرائيلية المعلنة فى إطار الحديث عن ضبط 
التسلح كانت تتصل بفكرة بحث قضية المنطقة الخالية من 
الأسلحة النوويةء وليس بحث مسالة التوقيع على المعاهدة, 
لكن يبدو أن ثمة تطورا بهذا الشأن فى الفترة الأخيرة: إذ 
أشار بيريز إلى أن إسرائيل مستعدة لقبول تفتيش دولى؛ 
بمجرد التوقيع على اتفاقيات سلام مع دول المنطقة, 
والاتفاق على إخلائها من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار 
الشامل؛ فما يلفت الانتباه فى ذلك هو فقط الحديث عن 
'التفتيش الدولى". وهى ما يتضمن فكرة القبول بالمعاهدة 
كالية من آليات ضبط التسلح النووى؛ لكن فى ظل نفس 
الشرط السائد» وهو السلام أولا. 

إن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لم تمنع 
الدول المنضمة إليها من السعى لامتلاك سلاح نووى» 
والاقتراب من العتبة النووية. كما حدث من جانب العراقء 
وبالتالى» فإن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على ضمانات 
المعاهدة لأمنها القومى, خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط 
الذى فشلت فيه هذه المعاهدة, وغيرها- تبعا لوجهة نظر 
إسرائيل- من مواثيق ضبط التسلح الدولية. 














































السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ٠١٠٠‏ - المجلد ٤١‏ 


من أرشيف السياسة الدولية 






المناطة الخالية من الأسلحة النووية 


د. فور ي حماد - عادل محميط أحمدط 





٠٠١١ أبريل‎ ١ بتاريخ‎ ١4 العدد‎ 


إن النظم الإقليمية تمثل حلا خاصا للأقاليم التى لها 
وضع خاص يصعب من ارتباطها بالنظام الدولى لمنع 
الانتشار النووى مثل وضع أمريكا اللاتينيةء إلا أن ذلك لا 
يعنى أنها بديل عن النظام الدولى. ولكن العكس يمكن أن 
يكون» فالنظام الدولى يمكن أن يحل محل أى نظام اقليمى: 
والانضمام اليه أولا يساهم فى إنشاء نظام اقليمى مثل 
انضمام جنوب إفريقيا الى معاهدة منع الانتشار النووى. 


الدروس المستفادة من دراسة المناطق الخالية 
بالنسىة لمنطقة الشرق الأوسط : 


-١‏ إن إحراز التقدم فى سياسات منع الانتشار النووى 
الدولية يقابله انحسار فى الاهتمام بالنظم الإقليمية لمنع 
الانتشار النووى. وبالنظر الى الأوضاع الحالية. نجد أن 
نظام منع الانتشار النووى واجه عدة مشكلات فى بداية 
التسعينيات» هى اكتشاف القدرة النووية العراقية, ثم 
التجارب النووية الهندية والباكستانية, ثم غدم التصديق 
على متعاهدة الحطر الال للشجارب النيوية من جنات 
الولايات المتحدة الأمريكية وعدم دخولها حيز التنفيذء لذا 
عن اللقوقع اختظلقي اكد اوقل اکتا ر اوی 

١‏ ق إنشآء منطفة كالينة من الأننائحنة الثؤويةاقى 
اشرق الأوسظ لا يمكن أن يظل رهيتة لكسوية الممراع 
الععربى - الإسرائيلى» وآن ما يطرح من الجانب 
الإسرائيلى من مبررات حول هذا الآمر لم ينته؛ وأن 
لااب الاسراكيلية تقطوى کل رة من قفاون سباش 
أكون التوصل للسلام الى استقرار السلام: وكلها تعبيرات 
مطاطة تثير من المشكلات أكثر مما تقدمه من حلول» 
نالسر امات وان كان ساعد على إتناء التاظق. 
فإنها ليست العامل الوحيدء وإن حالة تفكيك السلاح 
الخروى اقى جنوي إقريقها لم نكن العاغل الأساسى وراتها 
انتهاء التهديد الخارجى بل لعب فيها العامل الداخلى دورا 
مهما بحدوث تحول مجتمعى أدى الى إنهاء سياسة التفرقة 
العنصرية والالتزام بالشرعية الدولية وزيادة الشفافية. 
- إن إنشاء المنطقة الخالية فى الشرق الأوسط مرهون 
ندر ٤٤‏ 


- ۲٠٠١ يوليو‎ ١١١ .اة الدولية العدد‎ ٠ 


Scanned by CamScanner 











بتغير الموقف الإسرائيلى أو الأمريكى أو العربى, 11 
للموقف الإسرائيلى إما أن تحدث أحداث استثنائية ر " 
لتنامع الإنسرائيلى ی الى تين تج الما 
التخلى عن فكر الهيمنة والسيطرة والاتجاه حو مزيز 
الشفافية بالإعلان عن القدرات النووية والعمل على إزالتي 
مثل حالة جنوب إفريقياء وإما التغير بالنسبة للموقز 
الأمريكى أن يحدث تحول فى الرؤية الأمريكية للاسلئ 
النووية الإسرائيلية باعتبارها تمثل تهديدا للمصال, 
الاستراتيجية الأمريكية. فهو رهن التغير فى طبيعة المصال 
الاستراتيجية الأمريكية فى ضوء التطورات الإقليمسَ 
والدولية. أما بالنسبة للموقف العربى فمرهون بامتلان 
الدول العربية قدرات نووية سلمية أو عسكرية: أو قدران 
علمية تكنولوجية متقدمةء تدقع بإسرائيل الى الاقتناع بميرا 
إزالة الأسلحة النووية. 

-٤‏ إن إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية فى 
الشرق الأوسط يجب ألا يعتمد على انضمام إسرائيل الى 
منعافدة منع اتتشار الأسلحة التووية قط ولا يكن مجر 
اتفاقية لمنع الانتشار النووى فى المنطقةء وإنما يجب أن 
يهدف الى إرساء استراتيجية أمنية وسياسية فى المنطقة 
وأن تكون هناك معاهدة لحظر ومنع اقتناء وامتلاك الأسلحة 
النووية أو انتاجها أو استخدامهاء وتلزم الجميع بتفكيد 
وتدمير ما انتج قبل المعاهدة ومنشآتها ووسائل إيصالها. 


إن أقصر فترة زمنية بين بدء الاقتراح بإنشاء منطقة 
خالية والتوصل اليها كان فى حوالى سبع سنوات فى 
معاهدة تلاتيلكو التى تم التوصل اليها بين 1577 حتى 
اا وآطول فترة زمنية هى حالة التوصل الى معاهدة 
اء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى إفريقياء والنى 
تم الشوصيل اليها من ١5714‏ حتى ١۱۹۹ء‏ أى أن الفارق 
الزمنى هو اثنان وثلاثون عاماء ومعنى هذا أن إنشاء منطقة 
ك ية فى الشرق الأوسط طبقا للنموذج الإفريقى (ا 
A‏ فترة زمنية طويلة بين القبول لاقتراح إنشاء 
r"‏ خالية فى الشرق الأوسط والتوصل اليهاء نظرا لأن 
لفترة الزمنية ترتبط بحدوث تغير دولى أو إقليمى أو محلى. 

1- إن المعاهدة المنشئة للمنطقة دحى ألا تقتصم 
دول النطقة إنما يجب أن تكد 5 ومساندة الدول 
ووي الخمس» وأن تلتزم تلك الدول بعدم المساعدة أد 
aE‏ على إدخال تلك الأسلحة الى المنطقة. خاصة أن 
بی دول المنطقة التى أصبحت قوة ثووية غير عة فد 


ا عدة دولتين نوويتين هما فرنسا والولاياد 
































يجعلها مثلا يحتذى فى منطقة الشرق الأوسط. 

۸- حوااه كلامل عن لوجر النووى للدول 
النووية فى المنطقة؛ و منع سلحة إل 
ومياه دول المنطقة. 0 0 

4 ملاو الإكاراد: الحسكرية الى قصل ی ر 

ارا العسكرية التى تحمل أساحة : 

مثل زيارات السفن البحرية للمؤانى والغواصات النووية, 
الأطراف الحرية فى اتخاذ ما يلائمها حيال تلك الزن 
فى المياه الإقليمية والمجال الجوى. 0 7 
اقتراحات : 


رات 


-١‏ السعى الى بناء قدرة نووية عربية سلمية تحقةٍ 
5 5-5 ©» هه 02 - تنه 3 
التوازن مع القوة الإسرائيلية وتساهم فى ابحان ٠٠|‏ : 
ل 7 هم فى إيجاد توازن فى 
العو اوري إذا تم الاتفاق على إخلاء المنطة م 
التكنولوجية التى تترجم المعرفة الى قدرة أو قوة نووية. 
؟- التأكيد على الشفافية للبرامج النووية السلمية 
العربية لتجنب التهويل والتضخم والإساءة والعدوان عليها 
مع الاستفادة من الحالة العراقية التى تم تدمير برنامجها 
النووى بعد أن تعرض لتضخيم متعمد. 
-٣‏ الأخذ بالبعد التكنولوجى للأمن القومى المصرى. 






Scanned by CamScanner 








من أرشيف السياسة الدولية 









دعم الجهود الدبلوماسية العربية بالقدرات التقليدية 
وفوق التقليدية وتحت نووية. 


° العمل على تفعيل ما تم الحصول عليه من رصيد 
القرارات الدولية المتعلقة بالموضوع مثل الفقرة الرابعة 
عشرة من القرار 1۸۷ والخاصة بتدمير أسلحة الدمار 
الشامل العراقية التى أكدت على أن تدمير أسلحة الدمار 
الشامل العراقية خطوة نحو إخلاء منطقة الشرق الأوسط 
من كافة أسلحة الدمار الشامل. خاصة أن ذلك القرار قد 
اعتمد على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأيضا 
العمل على تفعيل القرار الخاص بالشرق الأوسط الصادر 
عن مؤتمر المراجعة والتمديد الخاص بمعاهدة منع انتشار 
الأبلعة النووية الذى عقد فى عام ١955‏ خاصة أن هناك 
مؤتمرا عقد فى عام 2٠٠٠١‏ لمراجعة المعاهدة. وصدر عنه 
قرار يدعو إسرائيل بالاسم للانضمام الى معاهدة منع 
الانتشار النووى» وإنشاء منطقة خالية فى الشرق الأوسط. 


الت العمل على الات ران هى جل الاقف قى 
المحافل الدوليةء وكذلك محاولة اقناع المجتمع الدولى 
بالضغط على الجانب الإسرائيلى للعمل على إنشاء منطقة 
خَاليَة من الألسلحة التووية فى الشترق الأوسط. 

















السياسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو 7٠.0‏ - المجلد .4 





عله ا0ذظ 


3 
من باندونج عاد 400٥‏ 
إلى اندونج غام 5:8 قطعت 
الدول الأفروآسيوبة رحلة 
استغرقت نصف قرن من 
الزمانء مهد لها اجتماع 
كولوميو الذى عقد فى يناير 
4 وضم خمس دول 
آسيوية هى: سيلان والهند 
ويورما وإندوئيسيا وباكستان 
على أرض الدولة الأولى - 
سدرى لانكا - حالدا. نم عقل 
اجتماع ثان فى أبريل من نفس 
العام وأعقبه اجتماع ثالث 
لذات الدول الخمس فى 
'بوجور بإندونيسيا فى 
ديسمير 1104. 

3 


كند حي الملاتان الأثروا بون 


خلال اجتماعى القمة فى أبريل قى ديسمبسن ۱۹5٤‏ كائت الدعوة إلى 
توسيع نطاق دائرة الحوار للقضايا والمشكلات التى تواجه القارة الآسيوية 
لتشمل قضايا القارة الإفريقية جنبا إلى جنبء فكان انعقاد مؤتمر باندونج فى 
أبريل 1400 الذى شهد الميلاد الفعلى لحركة التضامن الأفروآسيوى باجتماع 
ثمان وعشرين دولة؛ قفزت إلى ما يقرب من أربعة أمثالها خلال اجتماع دول 
الصركة الآخير فى يرل وة 

وإذا كان مؤتمر 'باندونج' الأول قد شهد "إعلان السلام' المكون من عشر 
نقاط. فإن مؤتمر "باندونج الأخير' شهد إعلان الشراكة الاستراتيجية الجديدة 
بين القارتين الإفريقية والآأسيوية. متضمنا ثلاثا وثلاثين نقطة تغطى ثلاثة 
مجالات أساسية ألا وهى: التضامن السياسى, والتعاون الاقتصادى, والعلاقات 
الثقاقنة والاجتماعية 

ولاشك أن طبيعة المتغيرات العالمية التى وقعت على مدى الأعوام الخمسين 
الماضية؛ هى التى فرضت هذا التوسع والإفاضة والفضفضة فى صياغة البيان 
الأخير لمؤتمر باندونج .. كما قد تكون الرغبة فى الحفاظ على الإطار العام 
الذى يجمع القارتين الإفريقية والآسيوية, بينما تتعاظم التحديات الخارجية 
والداخلية التى تواجهها حاليا ومستقبلاء هى التى فرضت صياغة البيان الأخير 
الصادر عن 'مؤتمر باندونج الذى عقد فی أبریل 6 , بحيث تهرب دول 
اتضان من شب التا لا ينها وقعت آسيرة فى ف اماس" بي لين 
أحداث الحاضر يتجاوز قدرتها على اللحاق بها وتعظيم الاستفادة من جوانبها 
الإيجابية وتقليل الآثار السلبية المترتبة عليها. 

التطورات الدولية والذاكرة التاريخية البحشية. 

إذا كان بيان وت الأول وبيان باندونج الأخير" يشكلان المنطلقات 
اا ا ا شهدتها حركة التضامن "الأفرو آسيوى' على 
مدى نصف قرن من الز ن» فلا شك أن قراءة المشهد الدولى الراهن والذاكرة 


س 


3 خی 


(*) نائب رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادى. 


ساسة الدولية العدد 11١‏ 


Scanned by CamScanner 


٤١ المجلد‎ - ۲.٠ يوليو‎ 


- f - 


0 د 0 نزيرة الأفندى 
تار خدة البحثية الصحفدة تة £ E RE‏ 
الثارد اا ادا ا E‏ أاساسية أخرى لمعرفة ماذا حدث ولاذا بالنسبة لحركة التضامن إل 
أسيوى ' و ديات التى تواجهها؟ هل تلك التى تشدها إلى الوراء ممثلة ذ فخ الماضے أ ةل 
الواقع واحتمالات المستقبل؟! E E‏ 
انطلاقا مما سبق» سوف ن* نقعلة 
e E a 8‏ ردن الاين أساسيتين. توافقتا زمنيا مع الاحتفال بمرور خمسين عاما على انعقار 
بيرت 5 ود يي ي الاحتفال بمرور ستين عاما على انتصار قوات الحلفاء على دول المحور 
الف ي ااي يو > أما "النقطة الثانية' فتتمثل فى الاحتفا : 
الأول من مجلة السياسة الدولية فى يوليو 46 - قن ل بمرور أربعين عاما على صدور العدد 


۰ لعي سد 0 الأولى: سوف نجد أن احتفال الحلفاء بانتصارهم على "دول المحور” والذى استضافته 
وجي في كاج من ماي ١٠١۲ء‏ يترجم بصورة جلية ماذا حدث على صعيد الساحة الدولية من تطورات إذا تمت 
E‏ يو 1555, وموسكو مايو 2٠٠5‏ . فعلى مدى هذه السنوات. تلاشت وانهارت الكثير من الأوضاع 

E‏ 1 صعيد المسرح الدولى, ابتداء من قيام المعسكرين الغربى والشرقى إلى الوفاق. ثم انهيار "حائط 
a‏ ات الصون الباردةء وقد كان عام ٠۹۸١‏ بمثابة نقطة التحول الفاصلة فى تاريخ أورويا والاتحاد 
السوفيتى وا لم اجمع: فقد أدت أحنداته إلى اتهياز “الأتحاد السوفيتن" القطب الدولى والقوة العظمى المثاوتة للولايات 
اک الأمريكية, ولا غرو فى أن يصف الرئيس الروسى ”فلاديمير بوتين" انهيار الاتحاد السوفيتى وتفكيك جمهورياته 
بأنه أكبر كارثة جغرافية سياسية شهدها القرن العشرون". 

د كانت كافة الحقائق المؤكدة وحتى التصريحات الدبلوماسية من جانب وزيرة الخارجية الأمريكية “كوندوليزا 
رايس !! تشير إلى أن روسيا انتقلت من موقع المشاركة فى صنع القرار الدولى فى عام ١445‏ فى ظل تكبدها ۲۷ 
مليون قتيل فى الحرب العالمية الثانيةء إلى موقع تلقى النصح والإرشاد والتلميح بالتهديدات من جانب الولايات المتحدة 
فى مايو Nad‏ 

أ) ويتعلق بذات النقطة التطورات التى شهدتها دول أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتى "سابقا". لقد 
ارتبطت حركة الانهيار والتحلل فى الروابط السياسية والاقتصادية والعسكرية التى كانت تجمعهاء بتركيز الثقل فى 
الجانب الآخر سياسيا وعسكرياء ممثلا فى الولايات المتحدة الأمريكيةء فكان توسيع نطاق حلف الأطلنطى والتعددية 
الحزبية.. الخ كما انضوت هذه الدول فى إطار الاتحاد الأوروبى من ناحية ثانية؛ ومن ثم كان التباين السلبى فى المقارنة 
بين 'أموسكو "۱۹٤٤١‏ و ”موسکو ۲۰۰٠‏ يقابله مزيد من الانفتاح لدول شرق أورويا وجمهوريات الاتحاد السوفيتى 
'سابقا” على "واشنطن" ثم أورويا. 

ب) يضاف إلى ذات النقطة الخاصة بالاحتفال بمرور ستين عاما على انتصار الحلفاء على قوات المحورء وتوافقها 
مع الاحتفال بمرور خمسين عاما على انعقاد مؤتمر باندونج عام ١١۹٠ء‏ طبيعة الحزب الحاكم فى الولايات المتحدة 
والفكر السائد فى البيت الأبيض. حيث تشير المتابعة التاريخية إلى أنه فى عام ٠١١١‏ كان اليمين المحافظ يحكم 

السياسة الخارجية الأمريكية من خلال تولى 3 الجمهورى الحكم, چ الرئيس "دوايت إيزنهاور”" ونائبه 
"٠ 1 3‏ ووزىر خارجيته "جون فوستر دالاس › وقد شهدت هذه الفترة الممتدة من عام ١567‏ وحت عا 
N‏ الغا ر جا وطق اة اتترا فى نطق ا 0 
المساعدات المالية التى قدمت إلى فرنسا من أجل حريها فى الهند الصينية» وتوقيع معاهدة دفاعية 
8 ا e‏ وهى تايوان التابعة ا ا وكذلك معاهدة مانيلا" التى مثلت ميثاق منظمة 
دا 8 اسان رقن المساعدات للقوات العسكرية فى فيتنام الجنوبية بعد هزيمة فرنساء ثم إرسال قوات المارينز 


وقد ترجم ذلك فى 


إلى لبنان, وقبل هذا الحلف التركى - العراقى 
ج) وبالانتقال ! ٠‏ عاما على انعقاد مؤتمر 'باندونج الأول" وتوافق مع نهاية حكم الرئيس جيمى 


عام ۱۹۸۰ الذى شهد الاحتفال بمرور نز 
ال جمهورى الحكم فترة دامت منذ ١44١‏ إلى ١۱۹4ء‏ كانت تلك الفترة بمثابة تكثيف لممارسات 
ل وين سين ات شش ما صعيد الام بلا بن إرسال قوت ای اتان ای ق جردا واد 
-- ب کا GS‏ 2 ق اااي وة الحا الحرة مع إسرائيل من 
ئرات لعسكرة و ةة الشرق الأوسط خلال وجود ريجان واليمين المحافظ فى الإدارة الأمريكية. 
أبرز الأحداث التى شهد : 
f -‏ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠.٠‏ - المجلد ء٤‏ 


Scanned by CamScanner 


كشف حساب العلاقات الأفرو آسيوية ( رؤية تحليلية) 


= - ± 5 و 000 9 3 ا لاشك أنت:سلسلة ١‏ .1 

د) ثم جاء الجمهوريون مع تولى جورج بوش الابن الرئاسة منذ "٠١1‏ وحنىٍ عياب اقتم الحالى:ها عي 
شهدتها الولايات المتحدة والعالم منذ أحداث سبتمبر ,"٠١١‏ شاهد عيان وتاريخ أمين للواقع العالمى عام ٠١٠١‏ مقار 
بعام .٠٠٠١‏ ابتداء من أفغانستان التى كانت من أولى الدول المشاركة فى قمة باندونج الأولى إلى العراق مرى , 
"بإيران" و 'سوريا ولبنان”, فقد كانت هذه الدول الخمس المشاركة فى قمة 'باندونج الأولى' فى حالة مواجهة مباشرة ار 
مسرح للفعل العسكرى المباشر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية 

وتأتى "الصين والهند ثم باكستان -إلى حد ما- فى موضع الدول الفائزة فى سباق دول باندونج من عام ار 
عام IS O‏ كسبت الدولة الأولى 'أى يكبن فى الجولات السياسية والاقتصادية وفى استعادة وحده معظم أراضيها 
الوطنية "جزيرة هونج كونج وماكاو'" بعد أن احتلت مقعدها الدائم فى مجلس الأمن وتعاظمت قوتها العسكريةء وتسير 
على نفس الدرب السياسى والاقتصادى دولة "الهند' وإن كانت تبحث عن المقعد الدائم. أما باكستان» فقد كان دورس 
بعد أحداث ١١‏ سبتمير من أهم مقومات التقارب بين واشنطن وإسلام أباد. 

ثانيا- وفيما يتعلق بالنقطة الثانية: سوف نجد أن الذاكرة التاريخية البحثية كما تعكسها مجلة السياسة الدولية 
ابتداء من أول صدور لها فى يوليو ١474‏ وحتى يوليو ۲٠٠١‏ توضح بصورة موضوعية ور الدولية على مدى 
العقود الأربعة الماضية وتأثيراتها السلبية والإيجابية على صعيد العالم الثالث وقضاياه المتنوعة بما فى ذلك حركة 
التضامن "الأفروآسيوية". فلا يمكن فصل العولة الاقتصادية وانتهاء الحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة بقيادة 
العالم» عن الأزمات والصدمات التى تعرضت لها دول العالم الثالث بصورة أو بأخرى. وحتى إذا أخذنا فى الاعتبار 
الحصاد المر لسياسات بعض الدول الأفروآسيوية فى نطاق قضايا الفساد والحروب الإقليمية والصراعات الإثنية 
والقبليةء فلا يمكن أن نعفى العولمة من تبعات الأزمات المالية وقضايا المديونية الخارجية؛ والوضع نفسه ينطبق على 
التحول من الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفات الجمركية "الجات" إلى منظمة التجارة العالمية وقضاياها الشائكة 
بالنسبة لدول العالم الثالثء وفى مقدمتها حركة التضامن "الأفرو آسيوية". وإذا كان مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية 
"الأونكتاد" من أبرز نتائج التضامن "الأفرو آسيوى" الذى اتسع نطاقه ليشمل حركة عدم الانحيازء فلا شك أن التطورات 
الدولية الأخيرة على الصعيدين السياسى والاقتصادى خلخلت من القوة التفاوضية لمجموعة ال 77 الممثلة للدول النامية 
أما بالنسبة لمجموعة ال ١٠ء‏ فإن نجاحها واستمرارها متوقف على مجموعة الجنوب- الجنوب, المكونة لها. 

* وقد صدر العدد الأول من مجلة السياسة الدولية فى أول يوليو 1575 . متضمنا الافتتاحية التى تناولت التضامن 
الإفريقى - الآسيوى. وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصاديةء فقد تم تناولها فى دراسة خاصة بمؤتمر جنيف للتجارة 
والتنمية التابع للأمم المتحدةء والذى عقد أول اجتماعاته فى عام .٠١١١‏ أما قضايا التحرر الوطنىء فقد طرحت فى عدة 

أ) طرح قضية جنوب غربى إفريقيا فى الأمم المتحدة. 

ب) عن المطاط والدبلوماسية الأمريكية فى ليبيريا (ملحوظة عدد دول جنوب القارة عشر دول» أما الغرب فيضم خمس 
عشرة دولة): أهمية ليبيريا الواقعة فى الغرب ناجمة عن كونها تعد والنظام العنصرى فى جنوب إفريقيا؛ من أولى 
الدول المستقلة التى نيمات إلى ا الاي للأمم المتحدة فى عام 11٤٥‏ . ويالانتقال إلى القضية الثالثة, (ج) فقد 
كانت خاصة بتقرير الأمم التحدة عن عمان التى حصلت على استقلالها وانضمت إلى المنظمة الدولية عام ١1511؛‏ 
وتات القضية الرابعة: (د) ممثلة فى أزمة فيتنام والسلام التى امتدت أحداثها مڌ اندلاع التي ا الهند الصينية 
۷“ 

* وقد تضمن هذا العدد تناول تطورين أساسيين على صعيد العالم عامة, والتضامن الأفرو آسدوى خاصة: التطود 
الأول خاص بالقدرات النووية الصينية". أما التطور الثانى فخاص 'بخطة العمل الدولى لإسرائيل" حيث إن التطور الأول 
هو الذى أدى بتصاعده ومع تزايد القوة الاقتصادية والعلاقات الدولية للصين ال بية " نذاك" إلى أن و 5 الصين 
إلى الاعتراف الأمريكى بها مع دخولها المنظمة الدولية للأمم التحدة» ثم شغل مقعد دائم فى مجلس الأمن يعد ره 
الاقتصادى والسياسى بل والعسكرى» مما دفع 'دونالد رامسفيلد وزير الدفاع ال آل اأ × ۲۰.۵ من 

وري مريكى إلى التحذير فى عام 
تذامی القوة العسكرية الصينية. 


المياسة الدولية الغذد 11١‏ توليو ۲.٠‏ - الجلد ٤١‏ = €= 


Scanned by CamScanner 





نزيرة الأفندى 


اسنة خاصة بخطة العمل الدولية لإسرائيل". ولاشك فى أن فترة 
رجى بعد أن تجاوزت أزمة العدوان الثلاثى على مصر فى عام ١4057‏ 
الهزيمة العربية فى 5 يونيو ١951/‏ . 


والصادر فى أبريل "٠٠0‏ ليكون العدد رقم ٠‏ فى سلسلة أعدادها فقد 


أما التطور ”الآخر أو الثانى” فقد تناولته در 
| تينيات قد شهدت هذا الانفتاح الإسرائيلى الخا 
وتصاعدت قوتها حتى كانت نقطة الصفر ممثلة فى 

اها العف الأخين ن السياسة ا 
أشارت افتتاحيته إلى : ۰ 


ا "الدور الخار< اض ال“ ب ١‏ َ 1 َ 
ذا u‏ فى ا ي ا اط وهذا يعكس درجة الانفتاح على العالم الخارجى؛ ومدى وحدود التأثر 
بع ا للد كح اسياسى الداخلى. وهى قضية لم تكن مطروحة على الإطلاق خلال فترة الخمسينيات. 
5 قية الآسيوية 1 E‏ هو ات من الخارج سواء كان أوروبيا نتيجة حصاد الاستعمار فى القارتين 
ا 1 مدي ن أمريكياء ممثلا فى نظرية ملء الفراغ فى منطقة الشرق الأوسط... إلا أن قضية الديمقراطية 

والليبراليه وحفوق الإنسان شكلت الإطار العام للطرح الأمريكى فى الألفية الثالثة. وتحديدا منذ .5٠١١‏ 

ا و“ القرار ٠٠١١‏ الخاص بانسحاب سوريا من لبنان» وهل هو جزء من الشرعية الدولية أم لا. 
رماقية الطبيعة المستقبلية بين الدواقيةة«فسوف: تند التطور الآشر عن سعيف مركة التضامن "الآفرى اسسيوى”.. ققد 
كام جلت الدولتين عضوا فى 'مؤتمر باندونج ٠٠١‏ كما كانت لبنان" نقطة الجدل الساخنة فى منطقة الشرق الأوسط 
بعد القضية الفلسطينية, وقد شهدت على مدى فترة الأعوام الخمسين. سلسلة من التدخلات الخارجية عامة والأمريكية 

ج) ويعد الملف الخاص باتفاق السلام فى جنوب السودان وانعكاساته على هيكل الدولة السودانية استنادا إلى مبدأ 
تقاسم السلطة والثروة» بينما تتصاعد حدة الأزمة فى دار فور نماذج حية لتطبيق نظرية القطب الأمريكى العالمى الأوحد 

د) ويدخل فى هذا النطاق القسم الخاص بدلالات الانتخابات العراقية فى ظل الأوضاع الراهنة من استمرار الاحتلال 
الأمريكى - البريطانى إلى العلاقات الطائفية. ومستقبل المقاومة العراقية, وانعكاس كل ذلك على المحيط الإقليمى. 

ھ) وتتعدد القضايا والموضوعات المطروحة على صفحات المجلة فى صورة دراسات وتقارير وتعليقات تترجم 
التطور ات التى شهدتها حركة ١‏ لتضامن الآفروآ سيوية والمسر 2 العالمى بصفة عامة, فمنها التغد 2 التى 8 تھا 
العلاقات الأمريكية - الإيرانيةء وتطلع مصر إلى العضوية الدائمة فى مجلس الأمن» والصين وتايوان وإصدار الأولى 
قانون مناهضة الانفصالية.. وأخيرا القيادة الفلسطينية الجديدة ممثلة فى الرئيس محمود عباس "أبومازن' ومعضلات 
الداخل الفلسطينى (بعد أن انتهت حقبة الرئيس ياسر عرفات)» ويعد هذا الاستعراض للتطورات الدولية وتناولها من 
جانب الذاكرة التاريخية البحثيةء فى إطار الربط بين مرور e aa‏ على انعقاد مؤتمر باندونج 1100, وستين عاما 
على انتصار قوات الحلفاء على دول المحور فی مایو ١٤۹٠ء‏ ثم أخيرا وليس آخرا مرور أريعين عاما على صدور أول 

EN : 9‏ ليو ١٠۹٠ء‏ ننتقل إلى النقطة التالية والخاصة ب : 
عدد لمجلة السياسة الدولية فى يولي 
کش اب نصف قرن من الزمان: 
إذا كانت الرؤية الخاصة بان حركة التضمامن 'الأفرد اسيوية" قد سقطت فى برائن 'فخ اماضى" تحمل فى جزء كبير 
ا ت اب“ الصحة والذى نجه - كما سبقت الإشارةء عن طبيعة التطورات الدوليةء بالإضافة إلى وجود بعض 
منها قدرا من gas‏ 3 الدول وأقليمياء نتيجة ال الإثنىة والعرقة 
القضايا الشائكة التى مازالت ملفاتها مفتوحة على صعيد الدول وإقليمياء نتيجة النزاعات والصراعات الإثنية والعرقية, 
.- .3 الترخلات الخارجية - فإن هذا لا يحول دون استقراء التطورات التى شهدتها بعض هذه الدول والمناطق 
ا نے د ی اقا ا ر ابوروي تي 
الاقلىسة ف اطار التجمع ”الأفرواسيوى" والتى تدخل فى نط ق القفزات 'اتلاحقة. سواء على الصعيد الفردى أو التعاون 
المشتر ل م القاری» ومن ثم يمكن أن تؤتى ثمارها على صعيد الحركة باعتبارها 'بنية أساسية" يمكن الاستناد 
ی لو كانت تدخل حاليا فى مفهوم التعاون الثنائى بين دولة من دول القارة الأخرىء والعكس 


إليها والبناء عليها حتى و 
.دو المجالين الإيجابى والسلبى على صعيد القارتين الآسيوية والإفريقيةء إلا أن الأمر المؤكد يشير 
ومع تعدد الأمثلة فى المجالب ٠ .--+٠‏ 

الى أنه: 


على مدى نصف قرن من الزمان؛ الفوز فى سباق النمو والتنمية والمنافسة على الساحة 


-١‏ حققت القارة الآسيويةء التسليه بوجود بعض القضايا الشائكة التى مازالت ملفاتها مفتوحة "إقليميا" وعلى 


الدولية اقتصاديا وسياسيا. ومح 


#5868 ` السياسة الدولبة العدد ١7١‏ يلب ه..” - العله .4 


Scanned by CamScanner 


كشف حساب العلاقات الأفرو اسيوية ( رؤية تحليلية) 


صعيد "الدول” نتيجة النزاعات والصراعات الإثنية والعرقية مثال العلاقات اليابانية مع كل من الصين وكوريا الجن . 
وكذلك الازمة النووية لكوريا الشمالية, والعلاقات الهندية - الباكستانية؛ أو نتيجة للتدخلات الخارجية؛ إلا أن ال 
الآيِجآبى والنقسان القحافي: على مدى نصف قرنء يرجح كفة القارة الآسيوية فى إطار حركة اا الأفرواسيوي, 
ایا ممست قفو مق التفاول فیس أن يكون هذا الأداء بمثابة قاطرة تجذب التعاون الثنائى بين القارتين وقد شهرن 
السنوات الأخيرة وتحديدا منذ بداية الألفية الثالثة. ملامح من هذا التعاون الذى يترجم المصالح الاقتصادية المتبادل. 

؟"- والأمر المؤكد الثانى يشير إلى أن القارة الإفريقية نجحت فى معركة التحرر من الاستعمار» والحصول 
الاستقلال حتى بلغ عددها 57 دولة؛ إلا أنها سقطت فريسة لسلسلة من الحروب الأهلية والحدودية أدت إلى استنزاز 
قدراتها الاقتصادية, وإهدار ثرواتها الطبيعية من أجل تمويل هذه الحروب على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعي, 
بل واستقرارها السياسى الذى بات مهددا من ملايين اللاجئين الذين يجوبون الحدود الإفريقية ويعانون من ثلاث 
الإيدز والجفاف والفقر. وإذا أضفنا إلى ذلك قضية "المديونية الخارجية". فإن واقع الصورة الإفريقية يبدو أكثر وضوحا. 
إلا أنه يحسب للقارة الإفريقية تعدد مبادراتها المبنية على الصعيد الاقتصادى» وكذلك تنامى العلاقات مع القارة 
الآسيوية فى السنوات الأخيرةء ويظهر ذلك فى العلاقات الصينية - الإفريقيةء والمبادرة اليابانية تجاه القارة الإفريقية 
والتى تعرف باسم "تيكاد” 11680. 

- والأمر المؤکد الثالث الذى يتضح من خلال تتبع تطورات الأحداث منذ باندونج ١955‏ إلى باندونج .2٠١5‏ يشير 
إلى أن حجم التبعثر والانكماش فى واقع المنطقة العربية ودورها على صعيد حركة التضامن الأفرو آسيوية يسير فى 
علاقة عكسية وخط متراجع» مع تزايد النمو والقوة الاقتصادية والسياسية: للدول الآسيوية شريكتها فى باندون 
الخمسينيات .. وتحديدا بالنسبة للصين واليابان والهند على سبيل المثال» وحتى بالمقارنة مع بعض الدول الإفريقية التى 
رزحت طويلا تحت الحكم العنصرى مثال 'جنوب إفريقيا' والتى لا يتعدى عمر الحكم الوطنى فيها عقدا من الزمان. 
تحتل جنوب إفريقيا المرتبة الأولى فى إجمالى الناتج المحلى الإفريقى بنسبة 775,5 ومصر 7,؟7١/:‏ وبالقيمة المطلقة 
٠,۸‏ مليار دولار مقابل ۷۸,۷ مليارا دولار مقارنة بالإجمالى 587 مليار دولارء ناهيك عن العلاقات العربية البينية 
مقارنة بمثيلاتها على صعيد القارة الآسيوية وحتى الإفريقيةء واتساع فجوة الحق المطلوب والممكن المتاح, ويما يعنى 
اتساع 'المهدر من الفرص" على صعيد القضية الفلسطينية. 

ومن هناء نجد أن الحوار الآسيوى - الإفريقى أصبح أكثر قوة ونشاطاء خاصة مع بداية الألفية الثالثة. مقارة 
بالوهن الذى اعترى العلاقات العربية - الإفريقية التى اشتعل دفئها فى باندونج 1460 وما تلاه من مؤتمرات دخلت فى 
إطار حركة عدم الانحياز -بعد ذلك- ويلغت ذروتها فى السبعينيات» ثم أخذت فى التضاؤل والانكماش. 

:- الأمر المؤكد الرابع يشير إلى أن الاهتمام بالقارة الإفريقية قد تزايد على صعيد المؤسسات والهيئات التابعة 
للمنظمة الدولية للأمم الملتحدة؛ وترجم ذلك فى البرامج الإنسانية والدعم المالى, وبغض النظر عما إذا كان يتفق 
والاحتياجات القطية الدول الإفريقية أم أنه مقصور فى هذا الت فإن الوعى بمشاكل القارة طرح فى مبادرة الدول 
الفقيرة الأكثر مديونية BIRC‏ وكدلك فى إطار التسهيلات الخاصة بخفض الققر ودعم النمو 21:01 والبادرات الغزبية 
من جانب الدول الصناعية التقدمة مثال الولايات المتحدة وبريطانيا وكذلك فرنساء وإن كانت المبادرة اليابانية ومجالس 
التعاون الإفريقية - الصينيةء ثم تلك الهندية والفيتنامية الأبرز فى مجال تناولنا لحركة التضامن الآفروآسيوية؛ وسواء 
كانت هذه المبادرات والمجالس بهدف دعم التعاؤن الفتى والتكتولوجى وتقديم المساعدات والمعونات المالية أو فى إطار 
تشجيع الاستثمار والمشروعات المشتركة فى القارة الإفريقية مع دعم المعاملات التجارية. 

ود يلاحظ أن ۰ ا وإن كانت ا فى إلكوة الاقتصادية وتباين درجة التقدم والدخل 
بالتسية لليايان - اتقو الاقتصادية الثائية على صعين الغالم- توا القارة الأفويقية جتوى آل ےآ 1لا(ن اليمانة 
لقره الاس ور ان ن الارن السيوا ااي ج القارة اد راء ين ر .جا اه 
التنافسية التى أصبحت تشكلها الدول الآسيوية فى مواجهة جذب الاستثمارات الأجنبية مع مفجفوزية تصيب القاية 
ریا ہدیا ب تداق یرو سرا اساسا کید ات الى يحقابهها الي الاقتسيارى مان فى قدا 
الآاسيويةء وكذلك تمثل سوقا ديا E‏ 3 من استعراض نصيب القارة الإفريقية من الصادرات 
والواردات العالمية بين عامى ١154١و ٠٠٠١‏ حيث نجد أن النسبة المتعلقة بالصا د 
وبالنسبة للواردات من /ا,”/ إلى ,١‏ 7/. 


درات انخفضت من ١,؟/‏ إلى ؟,/ 


ا ا ق کیا 8 <ا يهلد +2 ا 


Scanned by CamScanner 


نزيرة الأفندى 

6 صعيبد القارة الآ 24 فقد 5 ٠»‏ 

لد ا 3 a‏ فقد قفزت من ۲۱,۸/ إلى , 4؟/ للصادرات ومن ؟, 77٠١‏ إلى 777,4 بالنسبة 
للوارد ت 3 سردي 4 1 و ای کان 4۰ و٠٠٠٠‏ كما يلاحظ محدودية نصيب القارة الأقروقية من 
الاستثمارات الأجنبية باشرة التی انخفضت من ٠۲,۲‏ ملا دولار فے عام ۱۹۹۹ 1 8 ش : 
بقار تو لار غا ١۰ا‏ وی کی کک | : > ر دور فی عام إلى 8,9 خليار عام .....5::ثم 1١‏ 
الدول ل د عت دين 2١‏ و ١٠ء‏ و1,۸/ من إجمالى الاستثمارات الاجنبية المباشرة إلى 
e 1‏ حجم مديونياتها الخارجية من ٠٦۲,۹٤١‏ مليار دولار عام ۱۹۸۲ إلى 553,845 مليار دولار 
er‏ 


“٥‏ ویرت e‏ ا أمر خامسء يتمثل فى تباين المجالات الخاصة بطرح القضايا الاقتصادية للدول النامية 
وک ' شهدت الستينيات الترجمة الفعلية لقلق هذه الدول إزاء هذه القضايا. ممثة فى تشكيل مؤتمر 
الأمم : 5 : ره المي Unctad‏ الذى عقد أولى تاد فى جنيف عام ٤‏ ثم مجوعة ال ۷۷ فى المنظمة 
الدولية, ومجموعة ال ۲٤١‏ فى صندوق النقد والبنك الدوليين. نجد أن منتصف التسعينيات شهد ميلاد منظمة التجارة 
العالية 10 التى دعمتها الولايات المتحدة بكل قواها ليكتمل الإطار العام لسيطرة القطب الواحد اقتصاديا وسياسيا 
وفتسكريا: وضَاء عام :1-6 ليلقى نظام السسص بالقسية لصادرات البول النامية لتفلها النول الاشريقية بمناقسة 
خارجية وداخلية من جانب شركائها الآسيويين ويخاصة فى قطاع المنسوجات والملابس. مع انكماش القوة التفاوضية 
للدول الآفرواسيوية فى إطار منظمة التجارة العالميةء أو الوصول إلى طريق مسدود فى المفاوضات الشائكة. 

وهنا تبرز المحصلة العامة للجهود الآسيوية فى مجال تحفيز الاستثمارات الأجنبية لديهاء وارتفاع معدلات النمو 
الاقتصادى» وسلسلة الاتفاقيات والتجمعات الاقتصادية والمشروعات المشتركة فيما بينهاء فقد ترجمت كلها فى ارتفاع 
مقدرتها التنافسية العالمية فى مواجهة القارة الإفريقية.. ويمكننا أن ننظر إلى هذه النتيجة من وجهة نظر إيجابيةء تتمثل 
فى مجالس التعاون الآسيوى - الإفريقى وكيف يمكن أن تساعد فى نقل الخبرات» وتحفيز الاستثمارات. 

1- الأمر التالى - وهو السادس - خاص بموقف دول حركة التضامن الأفرو آسيوى فيما يتعلق بإعادة هيكلة المنظمة 
الدولية للأمم المتحدة»ء والتى قفز أعضاؤها من 5١‏ دولة عام ٠٠٤١‏ إلى ٠١١‏ دولة فى الوقت الحالى» وسوف نجد 
الترجمة الفعلية لأثر التطورات العالمية الإقليمية على مواقف دول باندونج ١٠٠٠ء‏ مقارنة بدول باندونج .٠٠٠٠‏ 

ففى باندونج ١٠٠٠ء‏ الذى دعيت إليه تسع وعشرون دولة كان من ضمن القضايا الأساسية المطروحة» وإن لم تنافش 
علانية, e‏ مطالب الدول غير الأعضاء فى المنظمة الدولية للانضمام إليهاء وقد كانت القائمة ممتدة تشمل عدة دول منها 
اليابان والصين ولاوس وسيلان» وكذلك فيتنام» فعلى الرغم من أنها دول مشاركة إلا أنها لم تحصل على عضوية الأمم 
المتحدة, بالإضافة إلى تبنى المؤتمر لقضايا التحرر الوطنى. وإذا انتقلنا إلى باندونج ۲٠٠٠١‏ فسوف نجد أن قضية إعادة 
فركلة التكلمة الدولية وتوسميم نطاق عضوية مجلس الأمن وزيادة عدد الدول التى تشغل مقاعد دائمة فيه. كانت سبيا فى 
اثارة حساسيات سياسية وذكريات تاريخية بين العديد من الدول داخل القارة الواحدة, كما أن القضية نفسها كانت أحد 
العناصر الأساسية المحركة للجولات المكوكية ومشروعات التعاون الاقتصادى والسياسى بين الكثير من الدول الآسيوية 
۴ القارة الافريقية. بحيث تتطلع كل دولة إلى دعم الدول فى القارة الأخرى ثم دعم الدول المجاورة لها فى القارة نفسهاء 

ت حم ذلك بصورة جلية فى موقف كل من اليابان والهند على صعيد آسياء وجنوب إفريقيا ونيجيريا على صعيد 
3 ف جه يقئة؛ بالإضافة إلى مصرء وإن كانت الدولة الأولى أكثر تحركا فى مجال تعبئة الدعم المعنوى والتأييد 
السا 95 مستوى حركة التضامن الأفروآسيوى. 

المحددات الداخلية للحركة : 

وفى النهاية, لابد أن نسقط من اعتبارنا العديد من د الداخلية التى تواجه حركة "التضامن الآفرو آسيوى” 
التى أثرت فى E‏ ليقف بينما كانت قوة واضحة للبعض الآخر مثال قضية الزيادة السكانية: 


أ) الزيادة السكانية برؤية مزدوجة: 

1 1 525000 الراهنة لدول التضامن الأفرو أسيوىء وتمت المقارنة بين عدد سكان الدول المشاركة فى قمة 
ره زوف يتضح لنا حجم العبء الذى شكلته الزيادة السكانية بالنسبة لهذه الدول, التى شاركت فى 
ا 6..؟, على سبيل المقارنة والاستدلال؛ ومن ثم فإن الانتقال من الجزء إلى الكل يبرز حجم 
لاد من الإشارة إلى أن هذه الزيادة لم تكن شرا مطلقا بالنسبة لعدد من الدول الآسيوية 

, وأيضا اليابان» فإجمالى عدد سكان مؤتمر باندونج الأول كان 18 , ١,54٠‏ مليار 


باندونج 
۰ 2 0. 

باندونج ٥‏ وياندونج 

المشكلة بصورة أوضح؛ 


- €۷ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 65..؟- المحلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


كشف حساب العلاقات الأفرو آسيوية ( رؤية تحليلية) 


: نسمة, وقد قفز عدد سكان القارتين الآسيوية والإفريقية إلى 51.,515,؛ مليار )۲١٠١٠(‏ وسيصل إلى 58,1137 ,, 
م عام .)5١75(‏ فخلال مؤتمر باندونج عام 65 ؛ كان عدد سكان الصين الشعبية بميقةاك ويلع 0.,٤‏ 55 
Ê‏ وقد أصبح الرقم NEES NA‏ مليار نسمة طبقا لاحصائيات عام TERY‏ ويتوفع أن يصل الرقم إلى 
5 أاهلنان تسمة طاء ۰۲ ۲: 

وبالنسبة للهند. فإن عدد سكانها فى باندونج الأولى كان 777 مليون نسمة, ووصل الرقم إلى ٠,٠٠,٤٠١‏ مليار 
نسمة فى عام 7٠.‏ ويتوقع أن يصل الرقم إلى ١,774,785‏ مليار نسمة بحلول عام 5١9‏ . 

* إندوند نيسيا.. كان عدد سكانها VA YAY‏ مليو: نسمة وصلوا إلى ك1 مليون نسمة عام ٠٠"‏ ويتوقع أن 
يصلوا إلى 77١,١١7‏ مليون نسمة عام NEN‏ 

* باكستان أيضاء لم يكن عدد سکانها یتجاوز ۷١,۸٤١‏ مليون نسمة, بلغ ٠٥۳,۵۷۸‏ مليون نسمة فی عام ,۲.٠۲‏ 
ويتوقع أن يصل الرقم إلى 559,717 مليون نسمة بحلول عام .۲.۲٠‏ مع الأخذ فى الاعتبار أن دولة بنجلاديش لم نکن 
موجودة فی عام ۱۹٥١‏ حيث نجمت عن انفصال جزء من باكستان فى عام ١91/١‏ والحرب اک الوندية الث 
إلى 2١8,71‏ مليون نسمة فى عام 5؟١5.‏ 

* ويالنسبة لليابان» فتعد الدولة الآسيوية الوحيدة التى يتوقع انخفاض عدد سكائها على النقيض من كافة النول 
الآفرو آسيوية؛ مع حلول عام ۲۰۲٢‏ ففى عام 1155 كان عدد سكان اليابان يبلغ ۸۸ مليون نسمة ارتفع إلى ٠7,194‏ 
مليون نسمة فى عام ,”"٠٠١7‏ مع انخفاض عدد السكان المتوقع إلى 55؛ , ٠١١‏ مليون نسمة. 

۲,۱ ملیون نسمة» ارتفع إلى ۷٠,۹۳۱‏ مليون نسمة فى عام ۰۲٠۲ء‏ ويتوقع أن يرتفع إلى ٠١7,١15‏ مليون نسمة 
بحلول عام .۲۰۲۰٢‏ 

ويمكن أن نجمل قضية السكان فى الدول الأفرى اسيوية؛ إذا عرفنا ان إجمالى عدد السكان للدول الخمس والعشرين 
المجتمعة فى باندونج 6 لم يكن يتجاوز 518 , ١,55٠‏ مليار نسمة؛ وهذا الرقم الإجمالى يعادل عدد سكان الصين 
المتوقع لعام ۲٠٠١‏ وأن الرقم الفعلى لعام ۲۰۰۲ كان يبلغ ٠,١٠٤,٠١١‏ مليار نسمة: ويما يعادل 7٠٠‏ تقريبا خلال 
فخ تف قوی عن الان 

بل إن عدد سکان الصین والهند فی عام ۲۰۰۲ءبلغ ۲,۳٠١, 1٥۸‏ مليار نسمةء بينما جال کی ا العالم كان 
يبلغ 1,۳٠١,۲٠۲‏ مليار نسمة» ويتوقع أن يبلغ مجموع سكان هاتين الدولتين ۲,۸٠١,۳۸١‏ مليار نسمة من الإجمالى 
المتوقع للعالم فى عام ٥‏ ,ألا وهو ۷,۸٤١ , 11٠١‏ مليار نسمة. 

ومع التسليم بهذه الطفرات الضخمة فى الزيادة السكانيةء إلا أنه لابد من الاعتراف بأن كلا من الصين والهند حولت 
النقمة إلى نعمة اقتصادية تترجم فى تدفق صادراتهما بل وقوتيهما السياسية.. أما بالنسبة لليابان» فحدث ولاحرج 

ى) تصاعد ظاهرة اللاجئين: 

خلال قمة اندونج عام ١١١٠ء‏ كانت القضية الأساسية هى دعم خركات التحرز الوطنى والحصول على الاستقلال 
بالنسبة للعديد من المناطق فى القارتين الآسيوية والإفريقية؛ إلا أن الواقع بعد خمسين عاماء يشير إلى أن ضحايا 
الحروب الأهلية والحدودية قد ارتفع فى صورة ملايين من اللاجئين الذين يجوبون المناطق المختلفة من العالم بحثا عن 
حقوق الإىاطتة خارج تاق ابام الأصلية؛ و ا أن عدد اللا جئين فى العالم بلغ عددهم E, off‏ 
لي كك ة فى عام تداس ايو لفيا + جئ من إفريقياء و0؟. , + لد 8 لاجئ فى نطقة الشاة الأوسط 
جنوب ووسط آسيا فقد بلغ عددهم ٠١١‏ ,۲ مليون نسمةء بالإضافة إلى ۷۹۲ الف : ة فى منطقة .* 3 اسیا 
والباسفيك. 


ال اسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو م..” - المجلد NEA — ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


واذا أخذنا فى الاعتبار عدة نقاط تتمثل 9 نزيرة الافندى 

َ : إن هذه الأرقام تتضمن الذى:‎ ١ 
ا التى تستوعب أقل من يي 3 فى الدول ان أو تقدموا بطلبات فى هذا الصدد» ولا تدخل‎ 5 
جنين الذين تمت إعادة توطينهم فى أوطانهم من جديد.‎ 3 0 8 E a 

؟) إن هذه الأرقام لم تتضمن الأحداث التى تلت الحارى عش .. - E‏ 
لأفغانستان والعراق» وانعكاس ذلك على دول | ای عار من سبتمبر ۲۰۰٠‏ وما نجم عنها من تطورات بالنسبة 

انعكاساتها السلبية ممثلة ف | -: لجوار فى أسياء ومنطقة الشرق الأوسط. ولا شك أن هذه التطورات كانت 
ا عر أزتقاع خدى اللاجكن الذين لزعو حن الفوامن ريخات مان اباب تان وال دا 
الوت و اا يزان الج ت Î AS E Û a a‏ 
الذين لجأوا إليها ٠,۲١۸,٠٠١‏ مليون نسمة. :۶ به للاجئين من كل من أفغانستان والعراق» حيث يبلغ عدد 

8 د ا سبق ان أفغانستان, وهى إحدى الدول الأساسية المشاركة فى قمة باندونج عام ١١۹٠ء‏ نجد أنها 
مع انفقاك فع باندوتج ٠١١١‏ قد اتعوات إلى إعى للناعطق الرتيسية لدف اللاجتن على صمغيى العالم حبك بلغ 
تعدادهم a ٠‏ مليون لاجئ طبقا للإحصاءات الصادرة عن عام ,7٠.7‏ والوضع نفسه بالنسبة للعراق فقد كانت إحدى 
الدول الرئيسية الشاركة فى مؤتمر باندونج ٠٠١١‏ هى والسودان. وتحولتا بعد ذلك لأبرز مصادر تصدير اللاجئين. 

؛) أما بالنسبة للدول الإفريقية, التى كانت تكافح من أجل نيل استقلالها فى عام 1150. فسوف نجد أنها أصبحت 
المصدر الرئيسى لتدفق اللاجئين فى إفريقياء وتتسع الدائرة لتشمل أغلب الدول الإفريقية ومنها إفريقيا الوسطى, 
الكونغى. تشاد» أنجولاء روانداء بوروندى. سيراليون. الكونفو الديمقراطية. كوت ديفوارء تشادء أوغنداء الصومال. 
إريترياء بالإضافة إلى لاجئى الصحراء الغربية. وحتى بالنسبة للدول الإفريقية التى كانت مستقلة وشاركت فى قمة 
باندونج الأولى عام ٠٠٠١‏ سوف نجد أنها لم تنج من الحروب الأهلية والحدودية» ويطرح فى هذا الصدد ليبيريا وإثيوبيا. 

واذا كانت هناك ملفات جديدة وتحديات عديدة تواجه حركة التضامن الأفروآسيوى منذ عام ١155‏ حتى عام 25٠١5‏ 
مثال مرض الإيدز والمديونية الخارجية والأزمات المالية. فإن الأمر الأكثر أهمية على صعيد المنطقة العربية يتمثل فى 
استمرار طرح "القضية الفلسطينية" مع انكماش الآمال والحقوق التى يطالب باستعادتها. 

فقد انکمشٹ مطالب عام 6 إلى واقع ٥..؛‏ مرورا بنتائج حرب ۱۹1۷ء وسياسة التوسع والاستيطان 
الإسرائيلى» وسيطرة اليمين المحافظ على الإدارة الأمريكيةء مع تحديات الداخل الفلسطينى. 


6٩ -‏ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠٠٠.٠‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


كشف حساب العلاقات الأفرو أسيوية ( رؤية تحليلية) 


ولا صدر بيان “بالنوني” الأول ی اپریل ۲۹۵5 مت 
اسم اعلان السلام متضمنا عشر نقاط هى : 


ا احترام حفوق الانسان الأساسية وأغراض 
ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة. 


7 الاعتراف بالمساواة بين جميع الأجناس والأمم. 
-٤‏ الامتناع عن أى تدخل فى الشئون الداخلية لبلد 
5 


0 احترام حق كل أمة فى الدفاع عن نفسها فرديا أو 
جماعيا وفق ميثاق الأمم المتحدة. 


1- الامتناع عن استخدام التنظيمات الدفاعية الجماعية 
لخدمة المصالح الذاتية لدولة كبرى. 


السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسى لأى دولة. 


4- احترام العدالة والاقتراحات الدولية. 
-٠‏ تنمية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل. 


ثانيا : آما بيان باندونج الصادر فى أبريل ۲۰۰٠١‏ تحت 
اسم "إغلاق الشراكه الاممتراضجية الجديية من القازد 
الآسيوية والإفريقية فقد أشار فى مقدمته بصورة واضحة 
إلى أزرهكا الجيان يعد بمشابة اتسا ولتد راف ازو 


السداسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 5٠.5‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


قراءة فی بیانی باندونج ۱۹۵۵ و۲۰۰۵ 


—_ (0: 






باندونج التى تبلورت فى البيان الختامى الصادر ى 
65 والمبادىء الأساسسية له. ممثلة فى "التض ٣‏ 
والتعاون حيث ما زالت هذه المبادىء صلبة, وترو 
إحساسا فعالا لتحقيق مَزيد من التنمية والتطوير لملا 
الدول الآأسيوية والإفريقية؛ وفى نفس الوقت حل الشاكل 
والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. فلا يزال مؤترر 
آباندونج  ” ٥‏ هو العمود الفقرى الذى يسترشد به ز 
تحقيق التقدم على صعيد مستقيل القارتين الآسيوة 
والإفريقية. 

وقد استعرض البيان التطورات التى شهدتها القارتاز 
فى مجال مكافحة الاستعمار وإلغاء سياسة التمييز 
العنصرىء وأبرز إصرارهما على إزالة كافة أشكال 
العنصرية والتمييز العنصرى وتحقيق مزيد من التقدم فى 
المجالين الاجتماعى والاقتصادى. 

وقد أشار البيان إلى التزام مؤتمر باندونج 5..؟ 
بتأآكيد حق تقرير المصير الذى تم النص عليه فى بيان 
السلام عام .٠٠١١‏ بما يتفق ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة 
ولكنه وعلى الرغم من مضى خمسين عاما ما زال الشعب 
الفلسطينى محروما من حقه فى الاستقلال: ومن ثم يعرب 
المجتمعون عن ثبات موقفهم فى دعم الشعب الفلسطينى 
وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة طبقا لقرارات 
الأمم المتحدة. 

























ويعد استعراض ضرورة العمل الجماعى لضمان 
المشاركة العادلة والمتو ازنة لفوائد العوللة ومواجهة الأهداف 
الدولية فى مجال القضاء على الفقر وتحقيق التنمية والنمو 
أشار البيان إلى أهمية وضرورة احترام جميع الأطراف 







إتههداتها OA‏ اا الصدد, والتأكيد على أهمية 


وقد تناول البيان الصادر فى أبريل O‏ بعض النقاط 
تى تعد بمثابة تسجيل للتطورات التى شهدها العالم 
ولعلاقات الآأسيوية - الإفريقية على مدى السنواً 
الخمسين الماضية. حيث ركز على أهمية الدبلوماسة 
الشعبية" اق مجيع ود تحفيز ثقافة السلا ٠‏ والتسا 

9 3 . - < 0-0 5 ۴ 5 ٣ 
بالسناوافمين الزاء والرهل:‎ 


وقد استعرض بيان باندونج ٠٠١5‏ المبادرات المختلفة 
التى تربط القارتين الآسيوية والإفريقيةء وأهمية البناء عليها 
والإضافة إليها بما يؤدى إلى دعم التعاون بين القارتين. 
وقد ذكر فى هذا الصدد الميادرة اليابانية الت يلاق 
إفريقيا "11٥42‏ منتدى التعاون الصينى - الإفريقى 
۴ل" التعاون الھندی -١‏ لإفریقی ”1400". مركز 
حركة عدم الانحياز للتعاون الفنى بين الجنوب والجنوب 
N ACSC‏ / ومتقدى الأعمال الفيتنامى - الإفريقى 
۴" .. إلى آخره من أشكال الحوار فى المجالات 
الختلفة بين القارتينء وانتهى إلى تاييده التام لبادرة 
الشراكة الجديدة للتنمية فى إفريقيا 1/5887" التى 
تعد بمثابة برنامج الاتحاد الإفريقى للقضاء على الفقر 
وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنمو فى إفريقياء 
وقد اعتبرت هذه المبادرة - من وجهة نظر المجتمعين - 
بمثابة الإطار العام للتعاون مع إفريقياء مع التعبير عن 
دعمهم ليذه اللبادزة الإفريقية. وق تم تعديد المبادي” 
العامة لاعلان الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين القارتين 
لعامة لإعلان الشراكة الاستراتي 
لأس ة »الف رق 21845" باعتبارها جسر 
00 لاسب استنادا إلى تغطيتها ثلاثة مجالات 
التواصل بين الجانبين» : 


ه68" 


Scanned by CamScanner 


نزيرة الأفندى 


رئيسية : التضامن السياسى. والتعاون الاقتصادى, 
والعلاقات الا جتماعية والثقافية. ويما يؤدى الي تحقيق 


وا شك ان فترة سه اقرن من الؤمآن جعلت التفاط از 
الأهداف المطروحة فى البيان الأول مختلفة وأكثر اقتضابا 
من تلك المطروحة فى البيان الثانى: لاختلاف الأوضاع 
الدولية والظروف الإقليمية فى كلتا القارتين. ولكن لا يمكننا 
القول إن قضايا الاستقلال والسيادة الحقيقية قد انكمشت 
فى البيان الثانى نظرا لحصول دول القارتين على 
استقلالها وستانكها: قهناك قايا واهداف كاثت حسجة 
فى بیان أو إعلان باندونج الأول» أى عام ١٠٠٠ء‏ وتزايدت 
أهميتها فى عام ٠.٠‏ . ولاشك أن إلقاء نظرة على أوضاع 
الف سن الول الك رة ت آطار رة الك ام 
الآسيوى - الإفريقىء يعكس هذا الوضع بصورة خطيرة 
ومقلقة. سواء على صعيد المنازعات وتهديد السلامة 
الإقليميةء أو التدخل فى الشتون الداخلية للبلد الآخر: ويعد 
وتسم القارة الإفريقية ابر مكال فى هذ1 الضدد. إضاقة 
إلى افتفانستان والعراق:والتهديدات والإنذازات الماثالية 
التى توجه لسوريا أو إيران من جانب الولايات المتحدة 
الأمريكية بصورة أساسية. ثم بالتضامن الأوروبى معها فى 
جزء آخرء حتى بالنسبة للدعاوى الخاصة بالإصلاح 
استاس لى سعد الل اة ا معو 


وحتى على الصعيد الاقتصادى» وكذلك الثقافى 
والاجتماعى. سوف نجد أن الإعلان الثانى كان بمثابة 
الصادر عام ١٠٠٠ء‏ فيما يتعلق بالاعتراف بالمساواة بين 
جميع الأجناس والأمم, واحترام العدالة, والاقتراحات 
الدولية وتنمية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل. 


نزيرة الأفندى 


BIBLIOTHECA ALEXANDRIN: 
مكبره الا ندرية‎ 
2 الساسة الدؤلنة' السحد 155 كاقكن: ولا الكملد‎ 








نطور العلاتان الهئدية - الباكستاحوا 


8 
عندما صدرت 
'السياسة الدولية' تضمن 
العدد الثالث منها دراسة 
رائدة للدكتور سمعان فرج 
الله عن مشكلة كشمير 
والحرب الهندية - 
الباكستانية سنة 1456 
حدث كانت تلك الحرب قد 
وصلت بالكاد الى نهايتها, 
وهى الحرب الثانية بين 
الدولتين بعد حرب سنة 
۷ وقد نشبت بالأساس 
بسبب مشكلة كشمير وقد 
تلتها حرب ثالثة 
فى سنة 1911. 


د. محمد السيد سليم 


والحق أن مشكلة كتشمين فى المشكلة اللمحورية فى الغلاقات الهندية- 
الباكستانيةء ولا يمكن فهم تطور العلاقات بين الدولتين بدون فهم تلك المشكلة. 

تقع ولاية جامو وكشمير فى أقصى الشمال من شبه القارة الهندية فى إقليم 
الهمالاياء وتبلغ مساحتها ۸1,۰۲۲ ميل مربع تقريباء وبلغ عدد سكانها حسب 
تعداد عام ١55١‏ أربعة ملايين نسمةء منهم ثلاثة ملايين مسلم يحكمهم مهراجا 
هندوسى هو هارى سينج. وفى الفترة التى انضمت فيها معظم الولايات 
والإمارات إما إلى الهند أو باكستان؛ لم يستطع مهراجا ولاية جامو وكشمير أن 
يتخذ أى قرار فى هذا الشأن» ولم ترحب كل من الهند وياكستان بتردد 
المهراجا. وفى يوليو ١٤۱۹ء‏ اندلعت ثورة مسلحة فى الجزء الأوسط الغربى من 
الولاية. حيث تمكن الثوار من إقامة ما يسمى بحكومة كشمير الحرة؛ وقد أمدت 
باكستان الثورة بالسلاح وأيدتها. وفى شهر أغسطس من العام ذاته قامت 
جماعات من الهندوس والسيخ بمذابح طائفية ضد المسلمينء أدت إلى فرار 
بعض المسلمين من المنطقة لجأ معظمهم إلى أراضى كشمير الحرة. وقد اشترك 
مهراجا ولاية جامو وكشمير وأعوانه فى هذه الفتنة الطائفية. مما أشعل منطقة 
الحدود بين كشمير وياكستان. 


فى اوائل اکتوبر ۰۱۹٤١‏ بدا المهراجا يشكق من حصان اقتصادى تفرضه 
باكستان على كشمير بسبب قطعها لإمدادات الغذاء وإدارة المواصلات عن 
الولاية. وفى هذا الصدد» هدد المهراجا باكستان بأنه فى حالة عدم رفع 
الحصارء فإن صمي تان بطلب المساعدة من الاصدقاء. وهو هنا يقصد 
الهند بالطبع. وفى ۴ أکتوبر ١٤۱۹ء‏ أرسل المهراجا بالفعل فى طلب مساعدة 
الهند العسكرية. إلا أن الهند ردت بأنها لا تستطيع ارسال قوات هندية إلا بعد 
انضمام كشمير رسميا إلى الهند الأمر الذى دفع المهراجا إلى توقيع وثيقة 
انضمام كشمير إلى الهند وطلب الاستعانة بالقوأت الهندية. وفی ۲۷ أكتوبر 


| 1547, وافقت الهند على انضمام كشمير إليها وبدأت فى إرسال قواتها 


العسكرية التى استطاعت أن تدافع عن العاصمة فى وجه الثوار المسلحين. وفى 


(*) مدير مركز الدراسات الآسيوية ‏ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية , جامعة القاهرة . 


السئاسة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


٤. يوليو 0~ المجلد‎ ١ 


- oY - 


3 محمد السيد سليم 


J‏ تحت الإدارة الصينية 
م تحت الاحتلال الهندي 


أوائل نوفمير 1451, بدأت القوات الهندية عملياتها على طول محور الغزو الرئيسى لتطهير المنطقة من الثوار. ونتيجة لهذا 





ل احتمع "مونتباتن" الحاكم العام للهند -بعد أن اعتذر نهرو لمرضه- بمحمد على جناح الحاكم العام لباكستان فى 
لا نف الشهر, وكانت هذه أولى مباحثات هندية - باكستانية تدور حول كشمير. وقدم محمد على جناح مقتر. 5 
کو القتال فورا وانسحاب القوات الهندية ورجال الثوار فى وقت واحد ويأقصى سرعة من أراضى ولاية جامو 
تدعو الى ea‏ ترا الهش وباكستان إدارة الولاية وترتبا لإجراء استفتاء تحت اشرافهما المباشر. 
۴ 0 چ هزه المقترحات لأن ذلك سوف يعنى ببساطة التنازل عن المكاسب العسكرية التى حققتها القوات 

9 رفضت 11 تمقن الهند هن أن اجراء استفتاء شامل فى الولاية سوف يكون لصالح باكستان: لأن معظم 
الهندية, e‏ ب استمر القتال فى كشمير خلال شتاء وربيع .٠۹١۸‏ ويدأت القوات النظامية الباكستانية فى 
سكان لقي ووب يو يدا اواخر مارس /14. وتمكنت من وف تقندم القوات الهندية فى باقى أراضى الولاية ومن ثم 
ا a‏ الباكستانية ندا للقوات الهندية فى كشمير. 

' ْ 9 ابنذ الهند المبادأة وعرضت النزاع على مجلس الامنء وطلبت من مجلس الامن الايقاف الفورى 
فى أوائل باد . ,. ,وو :اج من ولاية جامو وكشمير ولكنها لم تطلب تدخل مجلس الامن فى مسألة مستقبل 
للقتال وانسحاب من سه ٣٩‏ العام أصدر مجلس الامن بالنسبة للنزاع أربعة قرارات هى القرارات الصادرة على التوالى 
الوضع فى كشمير: 0 ۸ و٣۲‏ ابریل ۰۱۹٤٨‏ و٣‏ يونيى /115. وكان أهم هذه القرارات القرار الصادر فى ٠١‏ 
فی ۱۷ ا إبريل .١145‏ فقد نص قرار ٠١‏ يناير 1954 على تشكيل لجنة للوساطة بين الدولتين 
ینایر ۱۹٤۸‏ والقرار [حدهم الهند والثانى باكستانء أما الثالث فيتم اختياره بواسطة العضوين السابقين. أما 
تتكون من ثلاثة أعضاء ر٩٠‏ فقد نص على زيادة عدد أعضاء لجنة الوساطة إلى خمسة أعضاء. وحدد مهمة اللجنة 
القرار الصادر فى ۲١‏ أبريل 


Yor —‏ — السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 76.5 - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


تطور العلاقات الهندية - الباكستانية 


بالذهاب فورا إلى شبه القارة الهندية بغرض تسهيل اتخاذ اجراءات استعادة السلام والنظام واقامة استفتاء فى كشيمير 
هذاء وتكونت لجنة وبساطة الامم المتحدة من تشيكوسلوفاكيا التى اختارتها الهند؛ والارجنتين التى اختارتها باكستان, 
واختار مجلس الامن بلجيكا وكولومبيا والولايات المتحدة. واجرت اللجنة التى اطلق عليها اسم 'لجنة الامم المتحدة للهرر 
وباكستان" مباحثات مع الهند وياكستان: وأصدرت قرارها الاول فى ١١‏ أغسطس ١15/8‏ بوقف اطلدق النار بين الدولتين 
واجراء استفتاء عام لتحديد مستقبل وضع ولاية جامو وكشمير. اتوي کے وا ا اللجنة قرارها الثانى واعتبرتن 
مكملا لقرارها الاول. ونص القرار الثانى على المبادىء الاساسية للاستفتاء ولكن بصورة أكثر ا ونجحت اللجنة فى 
تحقيق ايقاف اطلاق النار بين الدولتين» وعقد اتفاق بينهما لتحديد خط ايقاف النار وعدم زيادة القوات على جانبيه. ول 
اللجنة فشلت فى حل مشكلة قوات كشمير الحرة ومشكلة ادارة المناطق الشمالية الجبلية للولاية. واعقب لجنة الوساطة 
العديد من الوسطاء الدوليينء إلا أن جهودهم جميعا لم تحقق أى نجاح يذكر خصوصا فى مسألة نزع السلاح فى ولاية 
كشمير. وهكذا انتهت وساطة الأمم المتحدة التى استمرت من عام 1548 إلى عام 1107 بالفشل فى حل نزاع كشمير. 

وفى ٠١‏ أغسطس ١١۹٠ء‏ بدأت المباحثات المباشرة بين الهند وباكستان فى دلهى بين "نهرو" وأمحمد على بوجرا"' 
رئيسى وزراء الدولتين. وتم الاتفاق على ضرورة اجراء استفتاء محايد للتحقق من رغبات شعب كشميرء وعلى تعيين مدير 
للاستفتاء. ولكن اتفاقية دلهى سرعان ما واجهت انتكاسة كبيرة وذلك بتوقيع باكستان اتفاقية الدفاع المتبادل مع الولايان 
المتحدة الامر الذى دفع نهرو إلى التخلى عن التزاماته بعقد استفتاء فى كشمير. وكذلك صدقت الجمعية التشريعية فى 
كشمير على انضمام الولاية الى الهندء وقامت بتطبيق الدستور الهندى على كشمير. وقد احتج "محمد على بوجرا على 
تراجع 'نهرى' عن اجراء استفتاء فى كشمير وعلى قرار الجمعية التشريعية فى كشمير لانضمام الولاية الى الهند. وهكذا 
انتهت مرحلة المباحثات المباشرة بالفشل لتعود المشكلة مرة أخرى إلى الامم المتحدة. 

فی ٠١‏ يناير ١١۹٠ء‏ اجتمع مجلس الامن ليناقش طلب باكستانء واتخذ قرارا يؤكد قراراته السابقة وكذلك قرارات لجنة 
الامم المتحدة للهند وياكستان. وأكد المجلس ان الاستفتاء الحر الذى يجرى تحت اشراف الامم المتحدة هو الذى يحدد 
الوضع النهائى لولاية جامو وكشميرء وأن قرار الجمعية التشريعية فى كشمير هو عمل غير شرعى ولا يغير من وضع 
الولاية. وفی ۲ ديسمبر ۷١۹٠ء‏ أصدر مجلس الامن قرارا بتعيين وسيط دولى مرة أخرى بين الدولتين لتنفيذ مقترحات لجنة 
الامم المتحدة للهند وياكستان؛ وأجرى مباحثات بين الدولتين وقدم تقريره إلى مجلس الامن؛ ووافقت باكستان على مقترحاته 
بينما رفضتها الهند ويذلك توقفت جهود الامم المتحدة مرة أخرى. 

فى أواخر عام 1517 بدأت فكرة العودة إلى المفاوضات المباشرة بين الهند وياكستان لحل مشكلة كشمير مرة أخرى. 
ففى هذه المرةء حدث تغير مهم فى شبه القارة الهندية بنشوب الحرب الصينية - الهندية وهزيمة القوات الهندية. وطلبت 
الحكومة الهندية المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة وبريطانياء ونتيجة لهذه الظروف, تمكنت كلتا الدولتين من إقناء 
نهرى بعودة المفاوضات المباشرة مع باكستان حول كشمير. وصدر بيان مشترك للدولتین فی ۲۹ نوفمبر ۱۹۹۲ يعلن عن 
إجراء مباحثات على المستوى الوزارى للتمهيد للاجتماع النهائى بين "أيوب خان' الذى تولى السلطة فى باكستان عام 1404 
ونظيره "نهرو" لحل مشكلة كشمير. إلا أن المباحثات الوزارية بين الوفدين الهندى والباكستانى انتهت دون إحراز أى تقدم 
نتيجة للخلاف العميق فى وجهات النظر. وصدر بيان مشترك أعلن عدم الوصول إلى اتفاق حول تسوية مشكلة كشمير ولم 
يدع البيان المشترك إلى عقد مؤتمر قمة بين نهرو وأيوب خان. 

فی ۲۷ مايوسنة ۱۹٦٤‏ مات نهرو وتلاشت معه الآمال فى عقد مؤتمر قمة بين رئيسى الحكومتين: اا 'ساشتری" 
رئاسة الحكومة الهندية. والذى اتخذ خطوة جريئة لم يقدم عليها نهرو خلال الستة عشر عاما الماضية منذ بدأت مشكة 
كشمير. وذلك بضم كشمير نهائيا للهند وإغلاق باب المفاوضات والتسوية تماما. وعقب ذلك, أصدر الرئيس الهندى فى ١؟‏ 
ديسمبر 1114 قرارا جمهورياء بناء عليه تولى سلطات ومهام كل من الحكومة والجمعية التشريعية فى كشمير. واحتجت 
الحكومة الباكستانية لدى الهند ضد ضم كشمير اليها وعدم التمسك بالالتزامات الاي وما رة رخات شس کقمير. 
وفكذاء تلاشت كل الأمال لكل الشكلة بالطرق السامية: وبات ؤافتها تقل 'آيوب كان" إلى التقكير فى يعيابينة انستخدام 
القوة والتخلى عن الوسائل السياسيةء مما جعل العمل العسكرى أمرا لا مفر منه وبدات باكستان بالفعل تستعد للحرب. ١‏ 

بدأ النزاع الهندى - الباكستانى المسلح حول كشمير فى النصف الاخير من عام 1515, واتبعت باكستان نفس الطريقة | 
التى استخدمتها فى النزاع الاول عام 1948-16517. ففى 0 أغسطس ١1١٠ء‏ عبر المئات من المتسالين الباكستانيين | 
السلحين بالاسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة خط وقف النار الى داخل كشمير. واتجهت القوة الرئيسية للغزاة | 
نحوالعاصمة 'سرينجار لإثارة انتفاضة شعب كشمير بغرض قلب الحكومة بالقوة والاستيلاء على السلطة وتشكيل مجلس | 
ثورى بمساعدة باكستان. وعندما فشل الثوار فى تنفيذ آهدافهم» شنت باکستان فی آول سيتمبر ١410‏ هجوما قويا | 
بالمدرعات» ونجح الهجوم الباكستانى فى دفع القوات الهندية للخلف. واستولت القوات الباكستانية على مدينة "أخانور' على 





نس لتتؤلية العدد 0031 يولي 528 = الجد Nebi ٠٠‏ 


Scanned by CamScanner 


ل محمد السيد سليم 
تمبر ۱۹٩١‏ دعا فيه حكومتى الهند وباكستان الى ال ورين كشمير, اجتمع مجلس الامن واتخذ قرارا فى ؛ 
لإفراد المسلحين والتعاون مع المراقبين العى> ل 97 2 النار فوراء واحترام خط وقف النار وانسحاب جميع 
وزار. وفى 1 سبتمبر ١٠۹٠ء‏ قامت القوات الي 2 أ حه ي هند وياكستان للاشراف على مراقبة وقف اطلاق 
لنوات الباكستانية الناجع فى جنوي غري ىن لاتم دسم اناق شمل الجبهة الغربية بأكملها بهدف وقف تقدم 
انزاع» واصدر قرارا يدعو فيه أطراف النزا إلى EA‏ الامن مرة اخرى فى نفس اليوم للنظر مرة اخرى فى 
ااتحدة بزيارة الدولثين للقيام مهمه د ES‏ انار فورا. وفی ٩‏ سبتمبر ٠۹١‏ بدأ السكرتير العام للامم 
رالهند دون أى تقدم ملحوظ. ` +“ اسم فى شبه القارة الهنديةء وقام بمفاوضات مكثفة مع قادة باكستان 
وول اروا قلات السيق الرس للخل في اتراق ريد أت ري قرت وال روات شد اف رذن 
ظهر خطر قيام الصين بعمل عسكرى ضد الهند؛ حذرت | لائات المتحدة 6ك ه الم ١‏ ° 
سعرشن للردع الأمريكى. وفى هذ ایج رت الولايات المتحدة الصين بأنه لا يمكن لبكين أن تهاجم الهند دون أن 
ا 3 a‏ 1 عسو كان مجلس الامن يقوم بنشاط دبلوماسى مكثف لاتخاذ قرار جديد للسلام فى 
شه ف رة 'هناجة. وأصدر المجلس فى ١١‏ سبتمبر ١١١‏ قراره الثالث منذ بدء النزاع. ونص قرار المجاس أيضا على وقف 
و ٠ر‏ من يوم 7 سبتمبر 1110 وانسحاب الأفراد المسلحين من كلا الجانبين إلى المواقع التى كانوا يحتلونها 

وقبلت الهند وباكستان وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم ١١‏ سبتمبر 1515. وبدأت الدولتان بعد انتهاء القتال فى 
استغلال الفرصة فى ظل وقف اطلاق النار للتوسع فى الاستيلاء على مزيد من الأراضى وتعزيز المواقع العسكرية القائمة. 
ودفع هذا مجلس الأمن لكى يصدر قراره الرابع بوقف إطلاق النار فى ۲۷ سبتمبر ١١١٠ء‏ معبرا عن قلقه البالغ لعدم تمسك 
حكومتى الهند وياكستان بوقف إطلاق النار. وفى © نوفمبر ١١۹٠ء‏ أصدر مجلس الأمن قراره الخامس معلنا أسفه لعدم 
تنفيذ قرارات المجلس السابقة؛ وطلب من حكومتى الهند وباكستان أن تتعاونا فى تنفيذ هذه القرارات لتحقيق وقف اطلاق 
النار والانسحاب السريع للأفراد المسلحين. 

وفى 4 يتايى 1517 بدآت فى مديثة "طشقتد" فى الأتحاد السوفيتى مباحثات السلام بين آییب خان وشتاسترى يثاء على 
العرض السوفيتى يوم ٤‏ سبتمبر 1510. وبذل السوفيت جهودا مكثفة لنجاح المفاوضات بين الجانبينء وتم توقيع اتفاقية 
طشقند فى ٠١‏ يناير ١٦۱۹ء‏ إلا أنها كانت خطوة كبيرة نحوالسلام» فقد تم الاتفاق على انسحاب قوات الطرفين فى موعد 
أقصاه 5" فبراير 1577 إلى المواقع التى كانوا يحتلونها فى ٠‏ أغسطس 1515: وأن يراعى كل من الطرفين شروط وقف 
إطلاق النارء وكذلك وافق الطرفان على عودة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية والنظر فى الإجراءات لعودة العلاقات 

وقئ تعمد سنة ١۱۹۷ء‏ نشبت حرب ثالثة بين الهند وياكستان؛ وقد جاءت طبيعة النزاع الهندى -الباكستانى هذه المرة 
مختلفة تماما عن النزاعات السابقة؛ فلم يكن النزاع هذه المرة بسبب مشكلة كشمير, ولكنه بدأ بمشكلة داخلية فى باكستان 

عان ما تحولت إلى نزاع ثنائى مع جارتها -الهند- أدى إلى قيام الحرب بينهما فى نهاية عام ١1617١‏ . وحيث إن النزا ع قد بدأ 
17 0 ا جناحى باكستان (باكستان الغربية وباكستان الشرقية) فإننا سوف نبدأ بعرض المشكلة وجذورها 
والأوضاع التى أدت إلى تفجرها على هذا النحو الدموى لتؤدى إلى نشوب الجولة الثالثة للصراع الهندى - الباكستانى. 

ن ٠4‏ انفصلت ماكستان عن الهند عقب الاستقلال عام ١٤1۹ء‏ ظهرت فجوة كبيرة فى المستوى الحضارى بين شطرى 

باسكا الشيرة الغربى. فعلى المستوى الجغرافى؛ تبلغ مساحة باكستان الغربية ٠٠١,١"‏ ميل مربع وتعتبر باكستان 
لغربية إرضا قليلة الأمطار مما أثر بشكل سلبى على النشاط الزراعى بهاء أما باكستان الشرقية فتقع فى منطقة تعتبر من 
۱ لغزبية قي کد اال . وقد أدى هذا الاختلاف المتأخر إلى تنوع المحاصيل الزراعية وتباين نظام السكان والطعام 
ع يلعا ١‏ .“ري أسلوياً مختلفا الحياة فى كل منهماء وكذلك عمل ذلك على ظهور المشاكل الاقتصاديةء فبينما مشكلة 
لين يا أجدت دن ايم ديد ان سد كسان الشرقية م الفيضان ااء فصل السار دة وط تلد 
باكستان الغدي وو برج إلى مشروعات واسعة لأعمال الرى» بينما تحتاج باكستان الشرقية إلى تدابير للسيطرة على 
تحتاج باكسة ان, مإ وبالنسبة للسكان ترتفع نسبة الكثافة السكانية لباكستان الشرقية إلا أن معدل التحضر بها 
لفيضان وتدبير 0 وي بينما معدل التحضر فى باكستان الغربية 5, 37/, وهذا يدل على التخلف الاقتصادى 


والاجتماعى فى باكستان الشرقية. 


افة ۲۰ ميلا داخل الاراضى الهندية. وبينما كانت المعا 


- السياسى a‏ 5 - =“ ع کی 1 5 
وعلى اله Br e‏ : ة فى المناطق ذاتها فى باكستان الشرقيةء حيث لم تكن هناك أى قيادات أو مؤسسات 
القريزة سا ب الأمر هو انعزال المناطق الريفية فى باكستان الشرقية؛ مما أدى إلى أن تكون السلطة محلية 
محلية دائمة» ومما زاد من 

o0 -‏ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠١١١‏ - المحلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


تطور العلاقات الهندية - الباكستانية 


ومتناثرة وغير مستقرةء وكذلك عمل عدم وجود تنظيم اجتماعى قوى على عدم تركيز السلطة السياسية. وتعتبر باكرى. 
الغربية هى إقليم الإدارة. حيث ساهمت بصورة كبيرة فى أجهزة الإدارة المدنية والمؤسسات العسكرية, ونمت فيها تق ل 
الحياة العسكرية. فعقب الاستقلال» أدت السياسة التى اتخذتها الحكو مة المركزية فى باكستان الغربية إلى زيادة التذارُ 
القائم بين باكستان الغربية وباكستان الشرقية. فقد شعر واضعو السياسة فى باكستان فى هذا الوقت بأن مصير الدرن 
الجديدة لم يتأكد بعد مما جعلهم يتبعون سياسة تزيد من تلاحم ووحدة باكستان. وأدى الاهتمام ببناء الدولة وزيادة كفا 
الإدارة الحكومية إلى المركزية وعدم المساواة فى توزيع السلطة بين الجناحين. وظهرت البيروقراطية المدنية العسكرية ر 
سيطر عليها الباكستانيون الغربيون والتى قيدت من الاشتراك المباشر لمواطنى باكستان الشرقية "ذوى الأصل البنغالى' : 
الإدارة. ولم ترحب الصفوة البنغالية فى باكستان الشرقية بهذه المركزية الإدارية والسياسية؛ وأسسوا فى عام .4 حون 
أرابطة عوامى' وهو أول حزب إسلامى معارض فى باكستان الشرقية. وكان الحزب هو التنظيم السياسى والمتحرن 
الرئيسى للصفوة البنغالية. وفى اجتماع شعبى كبيرء قدم الحزب مقترحات باكستان الشرقية بخصوص الوضع السيا 
والإدارى غير المتكافئ. فقد دعا الحزب إلى أن يقتصر اختصاص الحكومة المركزية على ثلاثة أمور هى: الدفاع والشئون 
الخارجية والنقد بينما تترك الأمور الأخرى لاختصاص باكستان الشرقية وباكستان الغربية. وظلت هذه المقترحات هى 
أساس جميع المطالب للاستقلال الذاتى للإقليم. 

وفى عام ١١۹٠ء‏ تحدت الصفوة البنغالية الحكومة المركزية بالاشتراك فى الانتخابات: فتكونت الجبهة المتحدة المعارضة 
من حزب 'رابطة عوامى' وحزب "نظام" الإسلامى اليمينى. وأصدرت برنامجا انتخابيا من إحدى وعشرين نقطةء أهمها 
النقطة التاسعة عشرة التى تنص على ضرورة الحصول على الاستقلال الذاتى الكامل وإخضاع كافة الأمور لسيطرة الإقليم 
على أن يترك الدفاع والشئون الخارجية والنقد لسيطرة الحكومة المركزية. وفازت الجبهة المتحدة المعارضة فى الحصول 
على مقعدا من ۲١۹‏ مقاعد فى الجمعية التشريعية لباكستان الشرقيةء بينما حصل حزب الرابطة الإسلامية الحاكم 
على عشرة مقاعد فقط. وفى ٠١‏ مايو سنة ١١۹٠ء‏ شكل "فضل الحق" -أحد زعماء الحزب- وزارة كاملة لباكستان الشرقية 
من مختلف الطوائف. ولكن كانت الإقالة السريعة لوزارة الجبهة المتحدة المعارضة دليلا على تعصب الصفوة الحاكمة ضد 
أى معارضة سياسية. ففى مايو عام ١١٠٠ء‏ أقالت الحكومة المركزية الوزارة ووضعت إقليم باكستان الشرقية تحت الحكم 
المباشر للحاكم العام لباكستان وتم تحديد إقامة فضلء واستمرت هذه السياسة التعسفية تجاه باكستان الشرقية حتى 
مجئ أيوب خان إلى السلطة فى باكستان عام . فقد أحس أيوب خان بظاهرة انعدام المساواة بين باكستان الشرقية 
وياكستان الغربية التى كانت سببا كبيرا لتوتر وسوء تفاهم شديد بين الإقليمين. وفى أول مارس 1577, أعلن الدستور 
الجديد لباكستان؛ وهو الدستور الذى اهتم بتحقيق المساواة بين باكستان الشرقية وياكستان الغربية فى جميع مناصب 
الحكومة المركزية؛ وعلى أن تفتح أبواب الدفاع الوطنى عن باكستان للأفراد من جميع أنحاء باكستان. إلا أنه رغم ذلك فقد 
رفض أيوب خان إعطاء باكستان الشرقية الحكم الذاتى الإقليمى حتى لا ينقلب إلى استقلال كامل؛ وقد أدى ذلك إلى نشوب 
اضطرابات سياسية فى باكستان الشرقية بلغت ذروتها سنة ١1314‏ باكتشاف مؤامرة قام بها عدد من قدماء العسكريين 
وكبار موظفى الحكومة وزعماء أحزاب المعارضة البنغال لخطف الرئيس أيوب خان أثناء زيارته لباكستان الشرقية فى 
ديسمبر سنة 14717 وتم القبض على قادة المؤامرة. 

فى نوفمبر سنة ١1۹۷ء‏ ضرب إعصار عنيف سواحل باكستان الشرقية وأودى بحياة حوالى نصف مليون شخص,؛ 
وتعرضت غالبية السكان للأوبئة والأمراض وانتشرت المجاعة لدرجة أن بعض المحللين قد وصفوا هذه الكارثة بأنها 
هيروشيما أخرى. فى الوقت التى حدثت فيه الكارثة, كان رئيس باكستان هو يحيى خان الذى تولى السلطة عام 1519 بتأييد 
من المؤسسة العسكرية. وكان البطء الملحوظ الذى صاحب اتوب السلطات الباكستانية لعلاج الكارثة قد زرع بقوة علامات 
الغضب والكراهية فى نفوس سكان باكستان الشرقية؛ والذين رأوا هذا الإبطاء كدليل على سياسة الحكومة التمييزية. 

وقد تم إجراء انتخايات حرة لاختيار أعضاء الجمعية التشريعية سنة ١/ا19,‏ ولكن تقيجة الاتتتخانات كانت بمثابة 
الصدمة بالنسبة للقيادة العسكرية ولحزب الشعب الحاكم بقيادة ذو الفقار على بوتوء حيث فاز حزب E‏ ا بزعامة | 
مجيب الرحمن بالأغلبية فى باكستان الشرقية. وكان ذلك يعنى أن رئيس الوزراء القادم سوف يكون القائد البنغالى مجيب| ' 
الرحمن وليس على بوتو. هذا السيناريو بالطبع كان مرفوضا رفضا قاطعا بالنسبة للحكومة المركزية فى باكستان الغربية' 
وكان نتيجته أن قام الرئيس يحيى خان بحل الجمعية التشريعية لأجل غير معلوم. وقد اعتبرت رابطة عوامى هذا الإجراء٠‏ ' 
بمثابة محاولة حكومية لقطع الطريق على باكستان الشرقية لطلب الحكم الذاتى» فبدأت موجة من الإضراب العام الذى شل! 
جميع مظاهر الحياة فى باكستان الشرقية, الأمر الذى دفع يحبى خان إلى إعادة عمل المجلس التشريعى, ولكنه فى الوقث, 
ذاته كان قد وضع ترتيباته للتدخل بالجيش فى باكستان الشرقية. ١‏ 

بعد مباحثات فاشلة مع جبهة رابطة عوامى» أمر يحيى خان باعتقال زعماء حزب رابطة عوامى» وقرر إرسال الجيش ' 


- 0 ٤٠ 





السئاسة الدولية العدد ١7١‏ يوليو فوع ب االجلد 


Scanned by CamScanner 


د محمد السيد سليم 
ْ سيد a‏ المركزية. وكان التدخل العسكرى فى باكستان 
عدف والقتل والاغتصاب, ووصلت الأمور إلى ذروتها وحدتها بين الجيش 
ما مؤقتة لهم داخل باكستان الشرقيةء وأطلقوا عليها اسم حكومة بنجلاديش. 

و الى حدم شال إلى تزوج الملابين من سكان باكستان الشرقية إلى البنغال الغربية التى كانت تقع داخل حدود 
١‏ ب اهندي. ي E‏ 0 لعبء على ولاية البنغال الغربيةء خاصة أنها تعتبر من أكثر الولايات الهندية ازدحاما 
ن وتخلفا على المستوى قتصادىء وأيضا عدم استقرار. ويتراوح هذا العدد الهائل إليها فقد وجدت الحكومة 


الهندية نفسها مضطرة إلى توفير الغذاء وا مأ ليذه اله ا a‏ ا 
a‏ لی كير "خداء والمأوى لهذه الأعداد الكبيرة. مما يعنى الضغط على خططها ومواردها الاقتصادية 


ق الحركة البتغالية الانفصالية وإعادة الأوضاع تحت 
الشرقية دمويا ووحشياء فقد انتشرت أعمال العنة 


وفى ل هذه اأوضاع» وجدت الهند نفسها تدفع ثمنا كبيرا لظروف ماساوية ليس لها لى شان فى حدوثها. كذلك 
وجدت اله أن الشكل العسكرى الباكشتانى فى شرق باكستان مو فرضة كاريخية اضرب وحدة باكستان وإثبات خطا 
Sk‏ مة الإسلامية ونظرية الأمتين (الهندوسية والإسلامية) فى شبه القارة الهندية عن طريق التدخل لفصل 
باكستان الشرقية عن باكستان. وهكذاء وجهت أنديرا غاندى -رئيسة وزراء الهند حينذاك- إنذارا إلى باكستان بالتوقف عن 
حملتها فى الإقليم» إلا أن الجيش الباكستانى واصل القثال الذى امتد فى العديد من المناطق إلى الحدود الباكستانية - 
الهندية والاشتباك بين قوات كلا الجانبين هناك. 


ومع تدفق اللاجئين: وجدت أنديرا غاندى أن مشكلة اللاجئين سوف تعوق اقتصاد الهند إلى الوراء إذا لم يتم اتخاذ حل 
سريع وحاسم بشأنهاء ورأت أن.تدخلا عسكريا حاسما ضد باكنستان سوف يكون أجدى اقتصاديا واستراتيجيا بالنسبة 
استقبل علاقاتها مع باكستان. وفى هذا الإطارء وقعت الهند اتفاقية صداقة مع الاتحاد السوفيتى لمدة ٠١‏ عاماء وكانت هذه 
الاتفاقية غطاء لحلف عسكرى بين الدولتين؛ وهذا يشكل بدوره عامل ردع ضد كل من باكستان وحليفتها الصين. 

وفى أكتوير ۱۹۷١‏ بدأت القوات الهندية فى تقديم المساعدة لحكومة الحركة الوطنية فى باكستان الشرقيةء ولكن ارتفاع 
عدد ضحايا الجنود الهنود قد خلق ضغطا شعبيا كبيرا على غاندى للأخذ بالثأر والدخول بالقوة فى المعركة ضد باكستان. 
وبالفعل: بدأت الحرب بأن قامت القوات الهندية بالاشتباك مع القوات الباكستانية على حدود باكستان الشرقية. وفى ١‏ 
دیسمبر ١۱۹۷ء‏ وجهت غاندى إنذارا إلى يحيى خان بسحب كل قواته من باكستان الشرقيةء ولكن يحيى خان رفض الإنذار 
على الرغم من تفوق القوات الهندية عدديا على نظيرتها الباكستانيةء وأمر بتوجيه ضربة جوية عنيفة للهند فى ۲ ديسمبرء 
ولكن الهجوم فشل نتيجة عدم فعالية الضرية والتحصين القوى للطائرات الهندية. وفى منتصف ديسمبرء ازدادت حدة 
المعارك على الجانبين مع ظهور مؤشرات بتقدم القوات الهندية وتراجع الجيش الباكستانىء واستمر القتال لصالح القوات 
الهندية حتى تم إعلان وقف إطلاق النار»ء فى أواخر ديسمبر وذلك بشروط الهند. فمع وقف إطلاق النارء كانت الهند قد 
سيطرت كليا على الموقف الحربى واستولت على كل باكستان الشرقية وعلى أراض من باكستان الغربية. وقد أعلنت الهند 
إقامة دولة بنجلاديش فى إقليم باكستان الشرقية لتصبح وطنا دائما للبنغال الذين نزحوا إليها قبل ذلك. ويذلك؛ تم التقسيم 
مرة أخرى فى شبه القارة الهنديةء ولكن هذه المرة تم داخل باكستان وظهرت دولة جديدة فى شبه القارة تعرف باسم 
ڪا وقد امتد نطاق القتال بين الدولتين إلى الحدود الهندية - الباكستانية فى باكستان الغربية واستولت الهند على 
مساحات واسعة من الأراضى الباكستانية فى أقاليم السند والبنجاب. 
بالذكر أن مجلة "السياسة الدولية' نشرت تحليلا لحرب سنة 117١‏ بعد وقوعها مباشرة باستخدام نظرية 


الباسيات» وقد كانت ك امرة الأولى التى يشار فيها الى تلك النظرية فى المجلة. 
1 زا م ىو نو سنة 1977 اجتمع ذو الفقار على بوتوء الذى تولى رئاسة الوزراء فى باكستان بعد الإطاحة بحكم يحيى 
5 اي يملا الهندية التى تقع عند سفح جبال الهمالايا (التى تقرر فيها تقسيم الهند سنة 
ل "اتفاق سيملا” الذى أصبح نقطة تحول جوهرية فى علاقات الهند مع باكستان. 
0 يد إستعادة باكستان لكل الأقاليم التى فقدتها فى حرب ديسمبر سنة 11١‏ باستثناء المناطق الواقعة 
وقد نص الإعلان النار فى كشمير (مساحتها 417٠‏ كم؟). وانسحاب القوات الهندية إلى مواقعها قبل الحرب فى السند 
على خط وقف ج ف ر اكستان أراضى تبلغ مساحتها ۸٠٠١‏ كم" وتستمر الهند فى احتلال المساحة الباقية التى 
وکوتشی E‏ إعلان سيملا على أن تعيد باكستان إلى الهند الأراضى التى احتلتها فى قطاع البنجاب 
تقع فی کشمیر. : E aa‏ مع استئناف المعاملات الاتصالية والاقتصادية بين الدولتين. نيد أن أهم ما نص 
وصحراء راجستان وى نراقن على بحل المنازعات بينهما بما فيها مشكلة كشمير بشكل ثنائى. وتأتى أهمنية هذا النص من 
عليه الإعلان هو اتفاق 3 للامعاء بأن إعلان سيملا قد ألغى قرارات مجلس .الأمن الخاصة بكشميرء بحيث إن نزاع 
أن الهند 0 وهو الأمر الذى ترفضه باكستان مؤكدة أن قرارات مجلس الأمن لا تلغى إلا بقراوات جديدة 

كشمير لا يحل إلا + 


oV -—‏ ~ السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠ء١٠‏ - المجلد .54 


Scanned by CamScanner 


تطور العلاقات الهندية - الباكستانية 


من المجلس ذاته. ومازالت باكستان تصر على التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الصادرة عامى ٠۹٤۸‏ ۰ بشان 
وبيعد إعلان سيملاء بادرت الهند وياكستان بتطبيق مجموعة من الإجراءات التى اصطلح على تسميتها بإجراءان ين, 
الثقة بهدف تجنب نشوب حرب جديدة بينهما. ومن أهم تلك الإجراءات إنشاء لجنة باكستانية-هندية مشتركة سنة ۸١‏ 
لتسهيل الاتصال بين الدولتين على المستوى الوزارى وما دون هذا المستوىء والإعلان المشترك حول تحريم استعمال 
الأسلحة الكيميائية سنة ١۱۹۹ء‏ والاتفاق على الإخطار المسبق بالمناورات العسكرية سنة ۱۹۹۲ء والاتفاق سنة ۹۸° على 
عدم مهاجمة المنشآت النووية للدولتين. 
بيد أن هذه الإجراءات -وإن نجحت فى منع نشوب حرب رابعة بين الدولتين- فإنها لم تؤد إلى حل المشكلات المطروحة 
بينهماء بل إنه فى ظل تلك الإجراءات تحولت الهند وباكستان إلى قوتين نوويتين. 
وقد تجددت مشكلة كشمير اعتبارا من سنة ١۱۹۸ء‏ أى مع انسحاب السوفييت من أفغانستان؛ ونهاية الحرب الباردة. 
ومنذ ذلك الحين» سقط حوالى ۲١‏ ألف قتيل فى الصراع المسلح حول كشمير بين القوات الهندية» والحركات المقاتلة فى 
كشمير وخارجها والمدعومة من باكستان. وقد ازدادت حدة الصراع حول كشمير مع اندلاع السباق النووى الهندى - 
الباكستانى فى مایو سنة ۱۹۹۸ء حيث ربطت الدولتان السباق بما يحدث فى كشمير. ففی ۱١‏ و٣٠‏ مايو سنة ۱۹۹۸ء قامت 
الهند بإجراء خمسة تفجيرات نووية دشنت بموجبها وضعها كقوة نوويةء وقد أعقب تلك التفجيرات إدلاء المسئولين الهنود 
من حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسى بزعامة فاجباى بتصريحات تهدد باكستان بضرورة الاعتراف بالواقع الجديد 
فى الهند وعدم إثارة مشكلة كشمير مرة أخرى» مما اضطر نواز شريف رئيس وزراء باكستان إلى إجراء ستة تفجيرات 
نووية يوم ۲۸ مايو رغم الضغوط الدولية عليه؛ ذلك أن الرأى العام الباكستانى مارس ضغوطا هائلة على حكومة شريف للرد 
على التفجيرات النووية الهندية» كما أن إعلان القوة النووية الباكستانية يشكل استعادة للتوازن الاستراتيجى بين الدولتين, 
كذلك دخلت الدولتان فى سباق لإنتاج الصواريخ طويلة المدى من طرازات بريتفى؛ وغورئ وحتف. وهى صواريخ قادرة على 
حمل رؤوس نووية لمسافات تصل إلى ٠.٠٠١‏ كيلومتر. ومن المؤكد أن هذا التطور قد حقق قدرا من التوازن الاستراتيجى بين 
الهند وباكستان» ولكنه أدى إلى فرض عقويات دولية على الدولتين أضرت بباكستان أكثر مما أضرت بالهند. 
وعقب التفجيرات الهندية» صرح أدفانىء وزير الداخلية الهندى؛ بأن "باكستان يجب أن تأخذ فى اعتبارها أن التفجيرات 
النووية الهندية قد غيرت الموقف الاستراتيجى بشكل حقيقى فى كشمير” ويعد ذلك؛ هدد باتخاذ إجراءات ضد الاستفزازات 
الباكستانية فى كشمير. بينما صرح جوهر أيوب خان» وزير خارجية باكستان: بأن كشمير ستظل "جرحا مفتوحا" يمكن أن 
يؤدى إلى حرب نووية فى شبه القارة الهندية» وأضاف أن الموقف فى إقليم كشمير أخطر من الموقف أثناء الحرب الباردة. 
وفى فبراير سنة ۱۹۹۹٩‏ زار فاجباى رئيس وزراء الهند باكستان وأصدر مع نواز شريف رئيس وزراء باكستان 'إعلان 
لاهور" الذى أكد على أهمية التسوية السلمية للمشكلات المعلقة بين الدولتين. 
وفى مايو سنة ۱۹۹١‏ حدثت مواجهة كبرى بين القوات الهندية والقوات الكشميرية المتمركزة فى مرتفعات كارجيل التى 
تقع على الجانب الهندى من خط السيطرة. وقد أكدت الهند أن القوات المتمركزة فى كارجيل أتت من باكستان وهى مدعومة 
منهاء وهو ما نفته باكستان ولكن أكدته المخابرات الغربية. وقد التقى الرئيس الأمريكى كلينتون مع نواز شريف رئيس وزراء 
باكستان آنذاك فى ٤‏ يوليو سنة ١۱۹۹ء‏ واتفقا على احترام خط السيطرة طبقا لاتفاقية سيملا سنة ۱۹۷۲ء واستئناف 
الحوار بين الهند وياكستان الذى بدأ فى مؤتمر قمة لاهور سنة ١1515‏ بين رئيسى وزراء الهند وياكستانء والذى أسفرعن 
وعقب ذلك» تطورت الأوضاع فى كشمير فى اتجاهين هما: تصعيد أعمال العنف من.داخل كشميرء ومطالبة حكومة 
كشمير بالحكم الذاتى. ففى 1١‏ منايو سنة 1٠ ٠ ١‏ أعلنت جماعة حزب الجاهدين مسئوليتها عن اغتيال غلام حسن باد» | 
وزير الدولة لشئون الطاقة فى حكومة كشميرء وأريعة آخرين؛ وكانت تلك المرة الأولى التى يتم فيها اغتيال وزير كشميرى'» 
حيث إنه منذ سنة 1145 قتل ٠١‏ وزيرا وأعضاء برلمان سابقون. وفى 14 ديسمبر سنة ١۱۹۹ء‏ قامت إحدى الجماعات . 
الكشميرية بخطف طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية» وقد تم اختطاف الطائرة إلى باكستان. وأثناء الأزمة. امتدحت الهند ١‏ 
الموقف المحايد والمساعد الذى اتبعته باكستان لإنهاء الأزمةء ولكن بعد انتهاء الأزمة باستجابة الهند لشروط الخاطفين فى | 
١‏ ديسمبرء ألقت الهند بالمسئولية على باكستان. من ناحيتهاء سعت الهند إلى الدخول فى حوار مع الجماعات الكشميرية . 
المقاتلة وأهمها "تحالف الحرية لكل الأحزاب 0001616566 Party Hurriyat‏ 1 (الذی يضم ۲۳ تنظيما e‏ 
ینب المجاهدين. ففى يوليو أعلن حزب المجاهدين والقادة ا الهنود فی كشمير وقفا لإطلاق النار ” أشهر. بدأة : 
الخ ٤‏ يوليو ثم تلاه القادة الهنود فى ۲۸ يوليو. وكان الحزب قد اعلن أن وقف إطلاق النار هو من طرف واحد f‏ 





۴8۸ - 5٠ المجلد‎ - ٠٠.٠١ يوليو‎ ١١١ العدد‎ SE 
ا‎ 


Scanned by CamScanner 


OTT‏ د. محمد السيد سليم 
تمهيدا للدخول فى مفاوضات الحكومة الهنررة و 
عي الا وا لك وتيا كما ريست يلنة #الشور يلك لاقي سوب ران تتشم شقان إلى 
الاو ل كلمن فى الجتاح العسكرى الجماعة الإ ااي ا 4 : 
حوالى ٠٠٠١‏ مقاتل يزعامة سيد صلا الدده .د ل يه فى د ن بزعامة القاضى حسين أحمد وى 
على أى حال لم يستمر وة إا" ت اين وقد اعترضت باقى الجماعات الكشميرية المقاتلة على وقف إطلاق النار. 
اي َ. E‏ ر طويلا؛ إذ سرعان ما سقطت الهدنة تجدد القتال بعد أن رفضت الهند مشاركة 
راكستان فى المحادثات. 3 یر 2 
أما التط الا . كك 37 
اکا ا اک عع هو مطالبة حكومة كشمير بزعامة فاروق عبدالله حكومة الهند فى 51 يونيو 
امواصلات, ل ا در بين تقتصر سلطات الحكومة المركزية على الدفاع والسياسة الخارجية 
و 8 ر نت علیھ الأرضاء فے کشم قا :3 RT‏ 8 
جن ل اتجادسکویا الوت إلى آل ا ا مد الو ل و بعد أن 
إعلان فاروق عبدالله لهذا المطلب إلى انتقا 


١‏ الحركات الكشميرية الانفصاليةء متخطية بذلك حكومة كشمير. وقد أدى 
وی دات عنيفة له من الأحزاب الهندوسية فى كشمير وخارجها. وأعلن الناطق الر 

باسم حزب بهاراتيا جاناتا رفض الفكرة. بل وطالب بإلغاء المادة E AEA. ry‏ 
a‏ أى حال» فقد رفضت حكومة فاجباى هذا الطلب. وفى الانتخابات التشريعية التى أجريت فى كشمير فى 
اكتوير سننة 5٠7‏ ققد شاروق عبدَالله مقعده فى برلان كشمير: بل وفقد حزيه ذاته اغلبيته فى البرئان: 

من ناحية أخرى؛ أعلنت حكومة مشرف فى ۲١‏ أكتوبر سنة 1944 قرارها بسحب القوات الباكستانية من منطقة الحدود 
الدولية مع الهند كبادرة حسن نية تجاه الهند. كذلك عرضت على الهند فى فبراير سنة ٠٠١‏ الدخول فى حوار حول 
كشمير. ولكن الهند قدمت ثلاثة شروط هى: التزام باكستان باحترام خط السيطرةء وعدم طلب وسطاء دوليين لحل النزاعء 
والتوقف عن مساعدة الحركات الكشميرية أو القيام بالدعاية المضادة للهند. وفيما بعد. قدمت الهند شرطا رابعا هو أن 
توافق باكستان على مناقشة القضايا الثمانى الأساسية المتفق عليها فى مؤتمر قمة لاهور فى آن واحد. من ناحيتها؛ أعلنت 
باكستان على لسان وزير خارجيتها عبدالستار عزيز أنها ملتزمة بإعلان واشنطن الصادر عقب أحداث كارجيل بعد اجتماع 
القمة بين الرئيس كلينتون ورئيس الوزراء نواز شريفء وطالبت بالعودة إلى صيغة إعلان لاهور. كذلك, أعلنت سحب قواتها 
المرابضة على خط السيطرة. ومن الواضح أن باكستان أرادت بذلك تقديم ما يوازى المبادرات الدبلوماسية الهندية (وقف 
إطلاق النار) حتى تفوت على الهند سعيها للظهور باعتبارها قوة السلام الوحيدة فى جنوبى آسيا. 

اتخذت مشكلة كشممير بعد أحداث. ١١‏ سبتمبس منحى جديدا. فقد سعت الهنذ إلى توظيف "الحملة الأمريكية ضد 
الإرهاب' لتصفية مشكلة كشمير من خلال وضع منظمات المقاومة الكشميرية على لائحة المنظمات الإرهابية التى تسعى 
الولايات المتحدة إلى تصفيتها. وقد تعاطفت الولايات المتحدة مع هذا المسعى؛ حين أعلن سفيرها فى دلهى فى 4 نوفمبر 
سنة 7٠١١‏ أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تصفية المنظمات الكشميرية بعد الانتهاء من حملها الأفغانية. ومن ثم؛ فقد 
اتفقت الهند والولايات المتحدة على الهدفء ولكنهما اختلفتا و رأت الولايات المتحدة تأجيل الملف 
الک إلى ما بعد انتهاء حريها فى أفغانستان (حتى لا يفسد فتح هذا الملف علاقاتها.مع باكستان) فإن الهند رأت أنه 
د اا انلق طى الق لأن الولايات المتحدة لم تقدم ضمانا بالعمل المشترك مع الهند ضد المنظمات الكشميرية, 
ا الهند حادث الهجوم على البرلمان الهندى فى ١١‏ ديسمبر سنة ٠٠١١‏ واتهمت منظمات المقاومة الكشميرية 
a‏ اتيمت باكستان بمساندة وإيواء الهاجمين. وقامت الهند بحشد قواتها على خط السيطرة فى كشمير وعلى 
بتدبير نے ,أكسنتان, مما ادى بالالغيرة إلى تغبئة مماثثة. نما ادى بالتالی إلی آکبر حشد عسکری على خطوط 
طول سی : ا منن انشاء الدولتين. وتحت ضغظ غريىء قام الرئيس الباكستانى بالضغط على المنظمات 
ود ا لوقف عملياتها فى كشمير التابعة للهند. وتم إلقاء القبض على كثير من عناصر تلك المنظمات. 
Ht 5‏ اعتيرت أن ذلك كله غير كافء ورفضت ا للحوار حول كشمير إلا بعد وقف 
ف را الى عير حل سيره نویه اعلن الرنين بساني اخزام بالدو بالتهم اموي والسرياسي لإبقاظين 


الكشميريين 5 إفغانستان والعراق بعد الغزى الأمريكى للدولتين» ضغطت الولايات المتحدة على الهند وباكستان 
مع تدهور الاو 3 زرة على الوضع الأفغانىء وساعدها على ذلك وصول حزب المؤتمر بزعامة سونيا غاندى الى 

للتهدنة والتعاكن ”.يب بسني رئاسة الوزارة الهندية. وتركز الولايات المتحدة حاليا على بناء تفاهم استراتيجى واسع مع 

السلطة وتولى “ن ر ارح الاستراتيجى الآسيوى لمواجهتها القادمة مع الصينء وتعمل باكستان حاليا على 

وميم ا 4 3 التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة فى المسرح الأفغانى. 

منع اقامة هذ 


- 0۹ — السياسة الدولية العدد ١1١‏ بوليو ه..”- المحلد .4 


Scanned by CamScanner 





المراغ فطلي ابنذ ني ازراب 


2 
عملت الولايات المتحدة 
إبان الحرب الباردة وبعد 
انهيار الاتحاد السوفيتى على 
صيافة الأوضاع الدولية فى 
الأوراسيا لضمان توطيد 
وحماية نفوزها فى ذلك النطاق 


د. خالد عبدالعظيم 


ED ا‎ TT 





وتتمتع كتلة الأوراسيا بأهمية جيوسياسية بالغة» حيث تعتبر من أهم المناطق 
التى قد تهدد السلام العالمى. وتقع حدود الأوراسيا غربا على ضفاف أورويا 
الغربية على المحيط الأطلنطى: وتمتد نحو الشرق حتى تبلغ ضفاف الصين على 


الإجمالى العالمى؛ وبها أكبر دولتين من حيث عدد السكان: الصين (مليار وا۲۸ 
مليون نسمة) والهند (مليار و٠٠‏ مليون نسمة) وأكبر دولة من حيث المساحة: 


روسيا ١",١(‏ مليون كيلو متر مربع) ومن حيث عدد الصواريخ النووية بعيدة 
المدى الموجهة رأسا إلى الأفداف الحيوية فى الولايات المتحدة وأورويا الغربية. 
بينما الاتحاد الأوروبى يمثل ثانى قوة اقتصادية فى العالم بعد الولايات المتحدة: 


الجيو-سياسى الهائل. وكانت . 


أدوات الولايات المتحدة فى ذلك 


هى تكوين حلف شمال . 


الأطلنطى, واستمرار الانتشار 
الاستراتدحى لقواعدها 
العسكرية فى الأوراسياء 
بالاضافة إلى بناء توازنات 
سداسية تحد من قدرة الأطراف 
الدولية فى أوروبا وآسيا على 
اكتساب هامش متسع للمناورة. 


إذ وفق بيانات التقرير الاستراتيجى للمعنهد الفرنسى للعلاقات الدولية 
والاستراتيجية لعام 4 بلغت نسب مساهمة كل من الولايات المتحدة 
والاتحاد الأوروبى واليابان والصين فى الناتج الإجمالى العالمى كالتالى: 
ا لاما لابو لاا او ا 

٠‏ وكان نيكولاس سبيكمان, أسستاذ العلاقات الدولية بجامعة ييل الأمريكية فى 
أثناء اش العالمية الثانية,. هو أول من.أرسى أسسى الفكن الأنمقراتتجق 
الأمريكى تجاه الافراسيا استنادا إلى خبرات هذه الحرن. وقد قسم جغرافية 
الأوراسيا إلى: قلب قارى هو روسيا التى لها امتداد برى يتجاوز ۱۷ ملیون 
ليلو مخن مريع؛ وهلال كبير من دول ساحلية وأطلق عليه (21501880) أى 
لفماق السلحى. وي' مل كل أورويا وشبه الجَزِيرة العربية والعراق وآسيا 
الوسطى وإيران وأفة اسان والهند وجنوب شرق اسیا والصدین وکوریا: وهی 
كلها دول تمتاز بمواردها الطبيعية والاقتصادية المتنوعة. ويأهمية مواقعها 


الجغرافية لإطلالها على البحار والمحيطات. ويرتكز تحليل سبيكمان على أن 


| 


الحرب العالمية الثانية قد حدثت بهدذ 3 : : 
أحرب الع يا لقني فد حدنت بهدف السيطرة على هذا النطاق. الساحلى؛ ومن 
ثم فهو منطقة الارتطام (2026, (Crush‏ أى a‏ ا 0 
من أجل السيطرة على مواردها وممراتها المائية. ويما أن رويبيا هى بمثابة 
الظهير الخلفى لمنطقة الارتطامء فإنها سوف تشعى إلى التوغل فى هذه المنطقة 


(+) كاتب بجريدة الأهرام إبدو . 


السماسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ۲٠١١‏ 


Scanned by CamScanner 


٤٠١ المحلد‎ - 


د 





د. خالد عبد العظيم 


نموذج سبيكمان لتحليل الحرب الباردة 


هه الصراع بين النفوذ الامريكى 
و النفوذ السوفيتى فى اوروبا 
و الشرق الاوسط و آسيا 


الاساطيل الامريكية 





Scanned by CamScanner 


الصراع على النفوذ فى الأوراسيا 


للوصول إلى البحار والمحيطات» وعلى الولايات المتحدة أن توقف هذا التوغل من خلال سياسة الاحتواء Contain‏ 
1261. ولكى تتمكن الولايات المتحدة من احتواء المد الروسى السلافى فى الأوراسياء فعليها أن تتحول إلى قوة بحررة 
عظمى تحيط بالأوراسياء بداية من المحيط الأطلنطى؛ مرورا بالمحيط الهندى حتى المحيط الهادىء حيث إنها الطريقة 
الوحيدة لمواجهة الموقع الجغرافى الحصين لروسياء وهنا تبدو الأهمية القصوى لحاملات الطائرات والغواصات النووة 
كركيزتين أساسيتين لقوة الولايات المتحدة. 
من خلال دور الولايات المتحدة فى تشجيع انقسام كوريا وفيتنام إلى دولتين والوقوف مع إحداهما ضد الأخرى, 
شمال الأطلنطى وحلف جنوب شرق آسيا ليبقى جانبا من النطاق الأوراسى مفككا إلى دويلات صغيرة تحت سيطرة 
الولايات المتحدة. وقد استدعى ذلك بناء قواعد عسكرية أمريكية فى الأوراسياء حيث أدركت الولايات المتحدة الأمريكية 
من خلال خبرات الحرب العالمية الثانية أن انعدام وجودها فى الأوراسيا كان كفيلا بالسماح للمحور الألمانى - اليابازى 
بأن يستمر فى السيطرة على الأقاليم والموارد بشكل يخل تماما بموازين القوى لصالحه. 

وقد أعلن الرئيس الأمريكى الأسبق ترومان سياسة احتواء الشيوعية فی مارس ١٤۱۹ء‏ ثم جاء إنشاء حلف شمال 
الأطلنطى, الذى ضم الولايات المتحدة وأورويا الغربية فى أبريل ١454‏ ليكون الوسيلة التنفيذية لهذه السياسة. ورر 
الاتحاد السوفيتى بتشديد قبضته على دول أوروبا الشرقية. فأصبحت جميع الأحزاب السياسية الحاكمة أحزابا 
شيوعية. من ناحية أخرى لجأت الولايات المتحدة إلى العديد من القرارات والإجراءات لمنع حصول الصين الشيوعية على 
مقعد مجلس الأمن الذى كانت تشغله الصين الوطنية (غير الشيوعية) (فورموزا وتايوان), إذ أدركت الولايات المتحدة 
خطورة حصول دولتين شيوعيتين كبيرتين على مقعدين داخل مجلس الأمن. 

فی يونيو ١٠٠٠ء‏ اندلعت الحرب فى كوريا باجتياح جيوش كوريا الشمالية الشطر الجنويى للبلاد» فتدخلت القوات 
الأمريكية تحت علم الأمم المتحدة فأخرجت الشماليين من الجزء الجنوبى من كوريا وواصلت الضغط والتقدم حتى 
عرض ۲۸ هو الفاصل بين كوريا الشمالية والجنوبية. وفى 7٠‏ يوليى 1107 تم توقيع الهدنة. وكانت إحدى النتائج المترتبة 
على هذه الحرب تكوين القيادة العسكرية للحلف الأطلنطىء وتزويد ألمانيا الغربية بالسلاح وضمها إلى عضوية الحلف 
فى مايو 1900.: بالاضافة إلى تأسيس اللجنة الأوروبية للدفاع. وقد أدت كل هذه الإجراءات الغربية إلى قيام الاتحاد 
السوفيتى بإنشاء حلف وارسو فى 15 مايقو 00٥‏ . 
بالاعتراض الشكلى عندما اندلعت أعمال عنف وتمرد فى المجر خلال أكتوبر ونوفمبر ١157‏ وسحقها الاتحاد السوفيتى 
بقنسوة: 

كما قام خروتشوف بزيارة تاريخية للولايات المتحدة فی سبتمبر ۹١۹٠ء‏ وكان موضوع التباحث هو وضع برلين 
وتقاسم النفوذ وتمت تسوية هذا الوضع فى 17 أغ کن I‏ ببناء حائط يقسم ألمانيا إلى جزءين بغرض منع مواطنى 
ألمانيا الشرقية من الهجرة والتسلل إلى المانيا الغربية. 

فى أكتوير ١١۹٠ء‏ وقعت أزمة خطيرة بين القطبين ولكن خارج الأوراسيا وهى أزمة صواريخ كويا التى أوشكت أن 
تدفع بالعالم إلى الحرب العالمية الثالثة. إذ قامت طائرات التجسس الأمريكية بالتقاط صور تؤكد قيام الاتحاد السوفيتى 
بتثبیت منصات صواریخ فى كوبا فقط على بعد ١٠۲كم‏ من شواطئ فلوريداء فردت الولايات المتحدة بتثبيت صواريخ فى 
تركيا على مقربة من الحدود السود م تركف الأساطيل الأمريكية لفرض حصار بحرى على كويا بهدف منع القطع 
البحرية السوفيتية من الدخول إلى المياه الإقليمية الكوبية وانتهت الأزمة بعد عشرة أيام من توتر بالغ بين القوتين 
العظميين أوشك أن يؤدى بالعالم إلى حرب نووية. 

ولعل هذه الأزمة بالذات هى التى دشنت التعايش السلمى بين قطبى النظام العالمى: إذ لتدارك خطر نشوب حرب 
نووية تم إنشاء الخط التليفونى الساخن بين البيت الأبيض والكرملين للتشاور المباشر بشأن الازمات العالمية الحادة. 

كانت فيتنام هى نقطة الصدام الثانية بين الولايات المتحدة والشيوعية فى منطقة النطاق الساحلى للأوراسيا 

2 8 فقد انأسمت الى فيتنام الشمالية الشى ىة‎ : e a: 
ويمقتة اتفاقيات جنيف فى يوليو ٤٥۹٠ء فقد انقسمت إلى یتنام د الشيوعية وفيتنام الجنوبية الموالية للغرب؛‎ 


.اة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ - ۲ - 
اانه 5 


Scanned by CamScanner 


با إن واشنطن كانت ترى أن عد د د. خالد عبد العظيم 
وي تسيب كل جز یکی E‏ 0 -إن عاجلا أو آجلا- إلى توحيد شطرى الدولة ومن : 
يتدخل فعليا بإرسال ١١‏ ألف خبير أمريكى ت جاتين السك الشيوعى..بناء على ذلك: بدات الولاتات المتهد؟ 
احفر یی ای کات کی ۶ إلى فيتنام الجنوبية فى عام 1511 وكان الهدف هى تحجيم نشاط الجبهة 
E SE Ce a E A E e E 0‏ 
الشيوعية. خل فيتنام الجنوبية بتأييد وتحريك من فيتنام الشمالية 


فى غضون الفترة i - ۱۹٦٤(‏ 

77 . 51 اق السبرا رواج و وا د 5 ONE‏ 
الرئيس الأمريكى ليندون جونسون | FA‏ 7 ع داخل فيتنام بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة لدرجة أن 
کانت الجیوش الأ بع لع ٠  -‏ ٠ر‏ فرار' من الكونجرس بإرسال نصف مليون جندى أمريكى إلى فيتنام: 
وجانب O‏ - بمبع سقوط جنوي فيتنا 5 5 e e o‏ 0 
للتحرير الموالية لها. > نام فى ايدى جيوش فيتنام الشمالية الشيوعية والجبهة الوطنية 


دارت حرب ذخ فم الأىخ الي عو ا د 

ا ا دص كى لقال والتسرش الديوامية و رن لزا و اکت ن ج ها وة قا 
العالم كله فى صورة قوة غاشمة تلقى بآلاذ الأطنا ٠‏ ِ ٌ 7 
إرادة: واتقسم الراى العا اي 080 لكى 2ف الاطنان من القنابل على شعب بائس فقيرء ولكن عنيد وصلب لا تلين له 
3 يكى لمجرد منع التغا 7 ۱ ری 5 هذه الحرب التى اعتبرها بمثابة 'حرب قذرة" يموت فيها صفوة الشباب 
ا E i‏ 4 لشيوعى فى فيتنام. وبمجرد أن وصل ريتشارد نيكسون إلى الحكم فى عام /1971: اعتبر 
i‏ ولى هى إنهاء - الحرب القذرة التى لم يعد أحد فى الولايات المتحدة يرغب فى استمزارهاء وأسند هذه 
لهمة إلى مستشاره للأمن القومى ثم وزير الخارجية هنرى كيسنجر الذى أدار هذا الملف الشائك بمنطق تقليل الخسائر 
اسو إلى أقصى حد ممكن؛ إذ اتسم تحليل كيسنجر للموقف بواقعية شديدة مؤداها أن الاتحاد السوفيتى سوف 
ين إا فيتنام الشمالية والجبهة الوطنية للتحرير بالأسلحة والخبرة بحيث تسقط فيتنام الجنوبية فى نهاية 
المطاف فی ايد اويم كاج أن أمريكا عازمة على الانسحاب من فيتنام الجنويية. إذن إذا كان الأمر سيكون كذلك 
ولا محالة .. فكيف إذن تنسحب أمريكا مع حفظ ماء الوجه؟ وكانت خطة كيسنجر ترتكز على ما سماه Decent inter-‏ 
1 أى مهلة زمنية تضمن انسحايا مشرفا للولايات المتحدة بحيث لا تسقط فيتنام الجنوبية فى أيدى الشيوعيين مباشرة 
وإنما بعد فاصل زمنى. 

وكان الهدف من إطالة أمد سقوط فيتنام الجنوبية هو حفظ هيبة الولايات المتحدة. وانسحبت الولايات المتحدة من 
ما يزيد على عامين من انسحاب الولايات المتحدة. وكان هذان العامان هما بالنسبة للولايات المتحدة -12 24عع06 116” 
1م.. إلا أنه ما من شك فى أن هذا الملف الشائك كان نقطة تحول جوهرية فى السياسة الخارجية الأمريكيةء والذى 
صاغ نقلات هذا التحول هو مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى هنرى كيسنجرء ومؤدى استراتيجية كيسنجر أنه 
ليس من الحكمة أن تدخل الولايات المتحدة -كما حدث فى فيتنام- فى عملية تناطح مع الشيوعيةء لأن المد الشيوعى 
الأيديولوجى أشبه ما يكون بوحش متعدد الرءوس منتشر فى العديد من النقاط» وبالتالى فعملية التناطح هذه قد تكون 
عالية الخسائر. ولكن هدف السياسة الخارجية الأمريكية ينبغى أن يكون التوصل إلى التوازن على الساحة العالمية من 

1 ا . فت لإدارة الملفات عالية الحساسية التى تذة الاستة‎ ١ 
خلال التفاوض المباشر مع الاتحاد اسوك إدارة لتى تؤثر على الاستقرار العالمى كالملف‎ 
e E a النووى» والأمن الأوروبى؛ والشرق الأ‎ 

قر عق ال الات إرى إليه "عقدة فيتنام' هو أن احتواء الشيوعية بالتناطح العسكرى مع أذيالها وأتباعها فى 
الغالم » 3 فقد الولايات المتحدة هيبتها السياسية والعسكريةء وبذلك عملت استراتيجية كيسنجر على احتواء الاتحاد 
ْ لم سوب يھول ا امقام الأول؛ من خلال التفاوض المباشر معه حول الملفات عالية الحساسية, ثم ببناء 
السوفيتى -احتواء ا 71 ۾ اللدود: الصين؛ وبدأ عصر الوفاق وإن جاز القول الاسترخاء العسكرىء إذ عقب 
تحالف استراتيجى مع 0-6 ١‏ زى صفحة من المفاوضات وجها لوجه بين قطبى النظام العالمى. 

نوات من التنا فی فیتناح؛ بك ت : ا 5 557 
سنوات من التناطح فى رىانية التدمير المتبادل. بدأت المفاوضات فى ١١‏ نوقمير 1514 فى هلسنكى بين الولايات 

ولقناعة كلا القطبين د . الممواريخ النووية عابرة القارات (مدى ...5كم) 
المتحدة والاتحاد السوفيد 0 : 
متحدة والاتحاد السوفيذى (Strategic Arms Limitation Talks)‏ 

ا س د ن ریتشارد نیکسون ولیونید بريجنيف» تم توقيع اتفاقية 1 98۸1-1 وانصبت 
وق مایق 15177 في 8 .(Anti-Ballistic Missiles) al‏ واعتبرت هذه الاتفاقية بداية عملية 
إدارة توازن الرعب. 
N=‏ السياسة الدولية العدد ١16١‏ يوليو 8..” - المحلد ء٤‏ 


Scanned by CamScanner 


الصراع على النفوذ فى الأوراسيا 


وبملاحظة تسلسل تواريخ الزيارات» يتبين و زتارة الرئيس الأمريكى للاتحاد السوفيتى فى مايو “خا 
بزيارة تاريخية كذلك لبكين فى فبراير 19177 لعقد قمة مع ماوتسى تونج زعيم الصين الشيوعية؛ وهدفت الزيارة ,/ 
توثيق الصداقة مع الصين فى إطار سياسة كيسنجر وهى أنه لاحتواء الاتحاد السوفيتى؛ لابد من خلق تهديد متواصل 
على حدوده بانتهاج سياسة تقارب أمريكى مع الصين. 
الشيوعيين» وسعى الاتحاد السوفيتى من خلال الحركة الشيوعية العالمية ومؤتمرها الذى ضم ۸١‏ حزبا شيوعيا إلى 
إدانة الصينء وتكرر نفس السیناریو فى 1514 حينما سعت موسكو مرة أخرى إلى حث ۷١‏ حزبا شيوعيا على إراة 
الصين. وأوشك الأمر أن يتطور من مجرد الإدانة إلى عمل عسكرى شاملء إذ اندلعت فى ماز 5 مناوشات 
حدود الدولتين وتأهب الاتحاد السوفيتى لتوجيه ضربة نووية إلى المنشآت العسكرية والصناعية الصينية إلا أنه تراجم. 
وفى ١١‏ سبتمبر ۹٦۱۹ء‏ التقى رئيس الوزراء الصينى شوان لاى بوزير الخارجية السوفيتى أليكسى كوسيجين فى مطار 
بكين» واستقرت الأوضاع بين الدولتين: عداء كامن لا يتطور إلى أعمال عسكرية. لذا كان التقارب الأمريكى - الصينى 
شبه المتزامن مع مفاوضات الحد من الصواريخ النووية دليلا على رهافة عالية فى الفكر الاستراتيجى الأمريكى وعلى 
واقعية هنرى كيسنجر الذى لعب بورقة الصين فى الوقت المناسب لإرساء أسس الوفاق والحد من التسلح النووى؛ وبر 
الاسترخاء العسكرى ولكن لسنوات محدودة! 


للتاريخ دائما مفاجآت لا تكون فى حسبان اللاعبين السياسيين مهما بلغت درجة وضوح رؤيتهم ومهارتهم. إذ فى 
عام 1١‏ أجير الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون على تقديم استقالته بعد (فضيحة ووترجيت) السياسية التى اتهم 
فيها باستخدام نفوذه كرئيس للتنصت على سياسيين أمريكيين فى مخالفة جسيمة للأسس والقواعد الديمقراطية 
المعمول بها فى الحياة السياسية الأمريكية: وتولى الرئيس الامريكى الجديد جيمى كارتر إدارة دفة الأمورء حيث ؤاجهة 
أزمة جديدة فی ۲۷ ديسمير 6 عندما قامت الجيوش السوفيتية بغزو أفغانستان لإعادة النظام الشيوعى المخلوع إلى 
كذلك فى اليحر الأحمر فى إثيوييا؛ ثانيا لاستمرار تدعيم الطوق الآسيوى المعادى للصين والمتكون من حلفاء موسكو فى 
البيا: فرقاء: الها وهنا دولتان تفمان فى ظهير الصين. 

ولاشك أن النقلات الاستراتيجية السوفيتية على خريطة الصراع العالمى فى النصف الثانى من السبعينيات كانت فى 
الأساس ذات طبيعة جيو سياسية وجيو استراتيجية؛ لأنها استندت إلى كسب نقاط الارتكاز التى تتيح المزيد من 
التطويق السوفيتي للنيحان الذاقئة وكنايع البتدول كدتطويق الصبيخ 3اتها. يدول عات نيا 


ما لم تد كن إدارة الرئيس جيم كارتر من إدراكه وتداركه فنشأت فجوة الصواريخ, إذ تمكن: السوفيت سرا من تطوير 
الصاروخ 5520 المزود بثلاثة رعوس نووية يتجاوز مداها 5.٠١‏ كم. 


أى أن الصاروخ السوفيتى الواحد يمكنه إصابة ثلاثة أفذاف فى أن واحد فى أورويا واسيا والشرق الأوسنظ ولعل 
هذا الشعور السوفيتى بالتفوق النووى فى مواجهة الغرب فى النصف الثانى من السبعينيات هو الذى شجع الكرملين 
على تكثيف نقلاته على خريطة الصراع العالمى. ١‏ 

أدى نشوء فجوة الصواريخ إلى قلق المعسكر الغربى؛ لأن الاتحاد السوفيتى بنشره صواريخ 5520 ذات الرعوس | 
الثلاثة يكون قد نبذ التوجه نحو الوفاق. وفى ٠١‏ ديسمبر ١۹۷٠ء‏ قام الحلف.الأطلنطى بإقرار سياسة ذات مسارين 
.Two Track Policy‏ السار الآول: استمرار التفاوض مع السوفيت حتى عام عبرو ؟١‏ لإقناعهم تۈك ضنواریغ 
0ه المسار الثانى: فى حالة فشل المفاوضات مع السوفيت يبدأ الحلف الأطلنطى منذ عام ۳ باستبدال 
اا اريخ الأمريكية الموجودة فى أورويا الغربية Euromissiles‏ بصواريخ جديدة هى 11 Pershing‏ وذلك لموازنة 
صواريخ 5520. 

وفى الحقيقة أن سبب لجوء الحلف الأطلنطى إلي هذه السهاسةذات المسارين هو أن ارا العام الاورويى كان 
منزعجا للغاية وثائرا على نشر أجيال جديدة من الصواريخ النووية الأمريكية فى أوروياء لأن هذا يعنى فيما يعنيه أن 
اا تكون ساحة الصراع النووى وهدفه فى حالة نشوب هذا الصراع بين الة لبيث. 2 د 


النساسة الدولية العدد ۱ بوليو 1...0 = المجلد ٠‏ 5 


Scanned by CamScanner 


بلاد حازت على استقلالها 
عند انهيار الاتحاد السو فيتي 


و 


انهيارالانحاد السوفینى 


١‏ مارس 1985: انتخاب ميخائيل جورباتشوف سكرتيرا عاما للحزب 
الشيوعى السوفيتى مما يجعله فى واقع الأمر رئيسا للاتحاد السوفيتى 
9 ۰ 5 اعا - 

فيراير : اعلان مبادرة الانفتاح السياسى (جلاسنوست) وإعادة 
بناء الاقتصاد (بيرسترويكا). 

١‏ أكتويرءا"154: اجتمع جورياتشوف مع 
ريجان فى ايسلندا؛ مما أدى إلى توقيع اتفاقية القوى 
(11/1) فى ١541‏ . 3 

ینایر ۱۹۸۷: سمح جورباتشوف بانتخاڊ ت 


السوفيتى 


الرئيس الأمريكى رونالد 
النووية المتوسطة المدى 


تنافسية فى الاتحاد 


ة ر ادنكالية أدت ١‏ 
يونيو هر : بادر جورباتشوف باصلاحات سداد + د ية أدت إلى 
تقليص هيمنة الحزب الشيوعى عي وو ».. افغانستان وانتهت هذه 

فيراير AA‏ : بداية الانسحاب السوفيتى من 
العملية فى ١5/95‏ 

۰ اکتویر :۱۹۸٩‏ رؤساء 0 
الین ایی تاا ر ی رو 

Sa 8 .‏ / -. 
ا ۹ : سقو د 00 
حي 9 . بداية التتحول الديمقراطى فى بلغارد بعد تنحی 
٠‏ نوفمبر 145 1: بداد 


5 و أ تفقور 


Scanned by CamScanner 


۲ ديسمبر 1983: سقوط النظام الشيوعى فى رومانيا ومقتل الرئيس 
الرومانى وزوجته بالرصاص 

١‏ مارس :194١‏ ليتوانيا تعلن استقلالها ويذلك تكون أول دولة تعلن ]أ 
استقلالها عن الاتحاد السوفيتى. 
الروسية الاشتراكية وبذلك أصبح أول رئيس منتخب للجمهورية الروسية 

١١‏ يونيو 1160: الجمهورية الفيدرالية الروسية الاشتراكية تعلن 

" أكتوبر :144٠0‏ ضم الألمانيتين 

أبریل ۱۹۹۱: جورجيا تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتى 

|| يونيو 11311: كرواتيا وسلوفينيا تعلنان استقلالهما ونتيجة لذلك‎ ٥ 
ترسل بلجراد بقواتها المسلحة ويبدأ القتال‎ 

5 اغسطس ۱۹۹۱: أوكرانيا تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتى 

Yo‏ أغسطس ۱ : بيلاروسيا تعلن استقلالها غ الاتحاد السوفيتى 

أكتوير :198١‏ البوسنة والهرسك تعلنان استقلالهما .. وأذربيجان || 
ن تصبح دولة مستقلة 

1 دیسمبر ۱۹۹۱ انتهاء وجود الاتحاد السوفيتى وانشاء رابطة دول 
الكومنولث المستقلة التى تضم بعض الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتى. 

؟" أبريل 1147: توقيع اتفاقية السحب القوات السوفيتية من بولتدا 





السياسة الدولية العدد ٠١١‏ يوليو ٠.٠١‏ - المحلد .4 














الصراع على النفوذ فى الأوراسيا 
وبالفعل بدأت المفاوضات الأمريكية - السوفيتية فى . 
نوفمبر ۱۹۸١‏ فى جنيف, إلا أن السوفيت استغلوا انر 
| المظاهرات فى أوروبا الغربية المناهضة للصواريخ الأمررى 
دغ ولم يقدموا إلا تنازلا محدوداء هو أنه فى مقابل ألا يز 
ا الأمريكيين صواريخ برشنج ۲ فى أوروبا يقوم الاتحار 
9# السوفيتى بتجميد نشر صواريخ إس إس ٠١‏ تجميدا مؤقتا, 
ب. © وتوقفت تماما المفاوضات فى هذا الصدد فى نوفمبر ۹۸۳ 
خب بعد أن تأكد إصرار السوفيت على عدم تفكيك صواريخهم 
ّم وإنما فقط تجميد نشرها تجميدا مؤقتا. 
ولكن الفترة من بدء المفاوضات فى نوفمبر ١518١‏ حة 
1585 شهدت ضغوطا سياسية قوية من جانب الأمريكيين 
| لإثناء السوفيت عن تشبثهم بنشر صواريخهم ثلاثية الرءوس 
التى تسبب فجوة الصواريخ التى تقلق الحلف الأطلنطى. 
7 ومن ناحية أخرىء بدأ الاتحاد السوفيتى يواجه مشاكل 
۶# 8 داخل دائرة نفوذه. ففی صیف ۱۹۸۰ء بدأت الاضطرابات فى 
هم أحواض بناء السفن فى جدانسك ببولندا وقاد هذه 
الاضطرابات ليش فاليسا رئيس نقابة تضامن العمالية. وبدأ 
"9 الكرملين يشعر بوطأة المأزق: كيف يتدخل الجيش الأحمر؟ هل 
+ بعملية غزو عسكرى لسحق التمرد كما حدث فى المجر فى 
01 وفى تشنيكوسلوفاكيا فى 9314١؟‏ لكن الوقت لم يعد كما 
)8 كان! فالجيوش السوفيتية تعانى ويلات حرب مريرة فى جبال 
: : اسه يا أفغانستانء واتجه القرار السوفيتى إلى أن يعلن الجنرال 
ریجان وجورباتشوف فی موسکو ۱۹۸۸ جاروزلسكى الأحكام العرفية فى بولندا فى ٠١‏ ديسمبر 
١ء‏ وتم إلقاء القبض على ليش فاليسا والمئات من أعوانه. 
وكان رد فعل الولايات المتحدة هو قيام الرئيس الأمريكى رونالد ريجان بدعوة زعماء الدول الأوروبية إلى معاقبة 
الاتحاد السوفيتى اقتصاديا بإلغاء عقود توريد الغاز السوفيتى من سيبريا إلى أورويا. 
لاشك أن ملامح المشهد العالمى كانت قد بدأت تتغير جذرياء ففى حين سكت الغرب عن التدخل السوفيتى فى أزمتى 
المجر وتشيكوسلوفاكيا باعتبارهما داخل منطقة نفوذ السوفيت» فقد ثار لمجرد إلقاء القبض على ليش فاليسا وأعوانه. 
ومن الجدير بالذكر أن بولندا تاريخيا تعتبر معقلا من معاقل الكاثوليكية وهو مما أجج غضب الدوائر الغربية. 


لم تستجب أوروبا الغربية لنداء رونالد ريجان وذلك لحرصها على تنويع مصادر الطاقة بعد أزمة البترول العالمية 
الأولى عقب حرب أكتوبر ٠۹۷١‏ وقطع إمدادات النفط عن أوروياء ثم الأزمة الثانية عقب سقوط شاه إيران الموالى للغرب 
قن 5۷۹, 5 


وبٍدآت الخترب البازدة تسيطز مرة أخرى على الأجواء بين قطبى النظام العالمى بسبب فبجوة الصواريخ التى أقلقت 
بعمق وعناء الغرب::فهى من جاتب ا خلت تالو ازن الاستر اقتجى بين المفسكريئ: ومن جاتب اله اقارت ويشدة رايا عاما 
أوروبيا غربيا راقن اوت صواريخ برشنج ۲ الآمريكية فى أوروبا. والإذزعان السياسى للرأى العام الأوروبى مثل 
للحلف الأطلنطى إشكالية: لأنه كان يعنى استراتيجيا تكريس فجوة الصواريخ! 

فى 57 ارقن ۸۴ عن رونالد ريجان فى خطاب شهير إلى الشعب الأمريكى اعتزام الإدارة الأمريكية البدء فى 
مشرو غ "حورب الوا والذى مؤداة تدريغ الفضاء الأمريكى بحيث لا يجتاز هذه الدرع أى صاروخ سوفيتى: فتصبح 
بذلك الولايات المتحدة و امک a‏ أى صواريخ تحاول اجتياز سمائها. ولكن ظلت نقطة ضعف 
المشروع وثغرته ا فى ماله جام الصاروخ الاد ووت فر وي EY‏ ومع كلنويقن تف لی 
الرادارات يصبح المشروع غير ذى جدوى إطلاقا فى صد أى هجوم مضاد مفاجئ؛ إذ من المستحيل التكهن بالممر 
الجوى الذى سيسلكه الصاروخ المنخفض. 5 







3 5 المجلد .4 
السماسة الدولية العدد ١١١‏ يوايد = 


Scanned by CamScanner 


مع ذلك» كان لخطاب ريجان أصداء واسعة النيل- د الد عبن الیم 


10 واک منتسقنا تتانا مع سياسة حت الأترايي وكذلك على مستوى دوائر القرار» واعتبر 

ST EL 11121104 15 5:‏ جان جية الت Ne‏ د 2% بعد 
کا ۰ ۱۳ ى أن امريكا سوف دو ,يد جمد ان خادجية التى عبر عنها بشعاره فى حملت شخاي 
ريجان '!مبراطورية الشر". لصراع العالمى مع الاتحاد السوفيتى الذى أطلق عليه 


في مارس ٩۱۹۸ء‏ تقلد و 

فى : جورباتشوف مقالد | ا 
الاقتصاد السوفيتى واستشراء البيروقراطية جم ف الاتضاد السوفيتى, ومنذ البداية كان يدرك تدهور وضع 
5 أى الشفافية والمصارحة ثم وبإزن س ا ٠‏ فى المجتمع السوفيتى, لذا أعلن عن فلسفته الإصلاحية 
وعلى مستوى السياسة الخارجية: اتخذ العدين . . الا دة الهيكلة والتنظيم لجميع الاجهزة واللؤستسات القائمة. 
اتقاقنة ال Euromissiles‏ وقيل RI‏ ا rE‏ بالغة الأهمية, إن فى ديسمير ۷ عقد مع واشنطن 

5 > 2 9 - ربخ 7 3 ۱ 22 کا . - 8 . 
جورباتشوف إلى ترحيب الغرب به ترحیبا بال کے ينراوح مداها بین 5ه و٠٠٠٠‏ كم وأدت تلك الخطوة من جانب 

إلا ان اكثر الأحداث دلالة.و, مدرة : i TT‏ 
مك ا aie‏ 'ی عه جورباتشوف بدأت فى آکتوبر ۱۹۸۸ عيهنآاءآى آكيعشا, الأفائق لهؤت 

ا ر کے ا ت ا رار جورياتشوف بون. وجاء خريك 19484 ليفاجئ زعماء العالم بأحداثه وتطوراته 
الجارفة التى أكدت أنه متى بدأت عجلة التا Eh RS‏ ی : , 
المانيا الشرقية wer‏ + "ناريخ تدور فإنه يستحيل وقفها. إن بدأ الآلاف من الألمان الشرقيين يهربون من 
ف رتك لبد ا حدود اأجرية مع النمسا بعد أن تم رفع الاسلاك الشائكة متجهين إلى المانيا الغربية؛ فقد كانت 
لشعوب سبق إدراكا من زعمائها بان عص الشيوعية والستار الحديدى قد ذهب وولى إلى غير رجعة. 

ثم جناءت المفاجأة الكبزى بقيام اتقلاب ضد جورباتشوف نفسه فى الفترة من ١6‏ إلى ۲۲ اغسطس ١۱۹۹ء‏ منفذوه 
هم رجال الحرس القديم الذين رأوا فى إضلاحات جؤرباتشوف تهديدا لمصالحهم الشخصية والحزبية. 

وأخمد الانقلاب بوريس يلد يلتسين الذى دعا إلى انتخابات رئاسية فاز بها واستقال جورياتشوف من منصبه فى 9 
یسین 3543 

وباستقالة جورباتشوف المسبوقة بتفكيك حلف وارسى فى أول يوليو ١١۱۹ء‏ يكون تفكك الإمبراطورية السوفيتية قد 
اكتمل! 

الاستراتيجية الأمريكية تجاه الأوراسيا فى عالم ما بعد القطبية الثنائية : 

فى عام ١19‏ أصدر زبجينيو بريزنسكى مستشار الرئيس كازتر للأمن القومى مؤلفه الشهير 
031 01300 166 'رقعة الشطرنج الضخمة بما يعنى خريطة الصراع العالمى؛ وفى هذا العمل يقوم 
بريزنسكى باغادة بلورة الفكر الاستراتيجى الأمريكى تجاه الأوراسيا بما يتفق مع المعطيات الجديدة التى نشأت عن 
تفكك الاتحاد السوفيتى. بادئ ذى بدء. يؤكد بريزنسكى أن الساسة الأمريكيين عليهم أن يتوقعوا تماما -كما فى لعبة 
الشطرنج- تحركات مضادة من جانب دول اوراسية. وهو فى تحليله لطبيعة اللعبة الدولية يصطنع*تقسيمين: 
(۲) نقطة الارتكاز الجيو-سياسى. 
الدولة التى لا تدور فى فلك الولايات المتحدة؛ ولكن لديها مشروععها السياسى والتى 
على تنفيذه. والمثال البارز على هذا اللاعب الاستراتيجى: فرنسا وألمانيا مهندسا 
الكبرى وفق تعبير بريزنسكى. 
دولة لا تتوافر لديها مقومات اللاعب الاستراتيجى من حيث المشروع 
ذلك دولة مهمة إما بحكم موقعها الجغرافى أو بحكم مواردها الطبيعية. 


)١(‏ اللاعب الاستراتيجى؛ 
ويقفصد بالللاعب الاستراتيجى 
يتوافر لديها بعض أو كل القدرة ع , 
الاتحاد الأوروبى أو المغامرة الأوروبيه 
أما نقطة الارتكاز الجيو-سياسى فهى 
: 'مة لتنفيذه» ولكذها مع EE‏ 
السياسى والمهارة اللان و اغاية الأهمية فى الاستراتيجية العالمية؛ إذ إن بناء القوة الإقليمية أو الدولية لا يتم عادة إلا 
ومفهوم الدولة الدحدية .- انير على عدة دول ركائز كما حدث بالنسبة لبناء الاتحاد الأورويى وكما حدث 
من خلال قيام لاعب استرا تیجی ب دير ب 
31 ك جلى بالذ ية للاتحاد السوفيتى. 
نفحدة اذا أ 
وپالتالی فإن الولايات أ 0 
أ ٠‏ ا أذ - < ی 5 95 - ea‏ 
ی بوي ابسو الذى يفضى إلى المضائق التركية؛ إضافة إلى أن تعدادها السكانى كبير؛ إذ 
فأوكرانيا تطل على * اچچ النفون الأمريكى فى أوكرانيا سوف يعيق روسيا فى محاولتها لنشر أساطيل 


ارت أن تعوق عملية بناء قوة روسيا كلاعب استراتيجى مؤثر فى سياسات 
تعمل بكل قوة على حرمان روسيا من ثلاث دول ركائز هى: أوكرانيا. 


ومن ثم فإن 


= ۳۹۷ ¬ السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 5.0.5 - المجلد ء٤‏ 


Scanned by CamScanner 


الصراع على النفوذ فى الأوراسيا 


للتأثير على أورويا وآسيا. 
أما أوزبكستان فهى دولة بالغة الأهمية فى آسيا الوسطى؛ فهى الأكبر من حيث التعداة الشكافي فى برت 7 
الدائرة فى أسيا الوسطى ودولة غنية بإمكانياتها الهيدروليكية والزراعية. أما أذربيجان فهى تطل على بحر قز 
دولة جوار لروسيا التى تطل كذلك على البحر الأسودء ومن ثم فإن الوجود الأمريكى فى أوكرانيا وأذربيجان ,"لك 
حقيقته وجود على البحر الأسود الذى يمثل منفذ روسيا إلى البحر الأبيض المتوسطء وكذلك وجود على بحر قزوين الز 
هو مستودع البترول فى آسيا الوسطى. ولكن الوجود الأمريكى -وفق تحليل بريزنسكى- لا ينبغى أن يسعى فقط إلى 
تطويق البحرين الأسود وقزوين وإنما كذلك الوجود فى العمق البرى لآسيا الوسطى وتحديدا فى أوزيكستان' إذ إن ترن 
هذه الدولة الحبيسة فى عزلتها القارية سوف يعيدها بالضرورة إلى الفلك الروسى مرة أخرى. يتجه بعد ذلك بریزنسکی 
إلى تحليل موقف الولايات المتحدة من توسيع الاتحاد الأوروبى وتوسيع حلف الناتى. وهو فى هذا الصدد يقول بالنص 
إن توسيع أوروبا وحلف الناتو هو مما يخدم أهداف السياسة الأمريكية على المدى القصير وعلى المدى الطويل. إذ إر 
أورويا أكثر اتساعا هو أمر يزيد من طائلة النفوذ الأمريكى. فقبول أعضاء جدد من وسط أورويا هو من جانب سوق 
يزيد من عدد الدول المؤيدة لأمريكا داخل المجالس الأوروبية» ومن جانب آخر سوف يحول دون بناء أوروبى متماسل 
سياسيا بالقدر الذى يصبح فيه منافسا حقيقيا للولايات المتحدة فى بعض المناطق التى لدى الاتحاد الأوروبى مصا 
مهمة فيها كالشرق الأوسط. كذلك "إنه لمن الحيوى جدا للولايات المتحدة أن تتعاون بشكل وثيق مع فرنسا وألمانيا هبن 
التوصل إلى بناء أوروبى يتسم بالحيوية السياسية ولكنه يظل مرتبطا بالولايات المتحدة. فالولايات المتحدة تعتقد أنه بدون 
هاتين الدولتين لا يوجد بناء أوروبى. وبدون بناء أوروبى فلن يمكن بناء منظومة تعاون "أوراسى- أطلنطى » لا شك أننا فى 
مواجهة أورويا جديدة آخذة فى البزوغ والتشكل. وإذا ما كنا نريد أن تصبح أورويا الجديدة تلك جزءا من الحيز الجيو- 
سياسى الأورو-أطلنطىء» فإنه لابد حتما من القبول بتوسيع حلف الناتو. فبدون توسيع حلف الناتو سوف ينهار البناء 
الأوروبى ذاته» لأن منطقة أورويا الوسطى بأكملها سوف تتفتت إلى كيانات صغيرة. كذلك إن عدم توسيع حلف النائر 
الولايات المتحدة أن تختار بين بديلين: الأول هو بناء نظام أوراسى-أطلنطى من خلال آليتى توسيع الاتحاد الأوروبى 
وحلف الناتو والثانى: الحفاظ على علاقات طيبة مع روسياء فإن الولايات المتحدة عليها أن تختار البديل الأول". 
أما فيما يتعلق بتركيا: فتتجه الاستراتيجية الأمريكية إلى تأبيد انضمامها يفوة إلى الاتحاد الأوروبى وذلك لأن تركيا 
يتوافر لديها نفوذ إقليمى كبير فى آسيا الوسطى. والولايات المتحدة بحاجة إلى هذا النفوذ التركى. وفى هذا الصدد 
يقول بريزنسكى: 'إذا ما تبين لتركيا أنه قد تم استبعادها من البناء الأوروبى الذى تسعى للانضمام إليه. فسوف 
تغضب. وسوف تؤيد تصاعد تيار الإسلاميين فى سياساتها الداخلية. وهو ما سوف يعنى رفض تركيا التعاون مم 
الغرب فى منطقة آسيا الوسطى. ومن ثم فإن على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها فى أورويا لصالح انضمام تركب 
للاتحاد الأوروبى. من جانب آخر. فإن مفاوضات متصلة مع أنقرة بشأن مستقبل بحر قزوين وآسيا الوسطى سوف 
تخلق شعورا بالشراكة الاستراتيجية التركية - الأمريكية؛ فالولايات المتحدة تؤيد بقوة الطموح التركى الذى يسعى لبناء 
خط أنابيب بترولى يربط باكو فى أذربيجان بمدينة سيهان على الساحل التركى على البحر الأبيض المتوسط: فعبر خط 
باكو-سيهان سيتم نقل الجانب الأكبر من بترول بحر قزوين . 
كذلك يرى بريزنسكى كقارئ لخريطة الأوراسيا أن هدف الولايات المتحدة ينبغى أن يكون دائما هو الحفاظ على 
التعدديات الجيو-سياسية فى الأوراسيا بكل ما تعنيه من خصوصيات ثقافية وخطوط تماس عقائدى, فالحفاظ على هذه 
التعدديات العيوسبياضية يمنع نشوء اا ماد للولايات المتحدة. من جانب آخرء على الولايات المتحدة أن 
تبحث عن شركاء استراتيجيين يساعدونها فى بناء نظام أمنى أوراسى- أطلنطى. وعلى المدى الطويل أى ما يزيد على 
شرين عاماء فإن على الولايات المتحدة بأن تكون مستعدة لتقبل المشاركة الى مُولية والقرار فيما تعلق بنظام أمنى 
أوراسى-أطلنطى ور ارات مني من باز الأمن القومى الأمريكى الأسبة بأن الأزرأسنا توافت تشهد في 
خلال ربع القرن القادم نشوء الأقطاب الجدد للنظام العالمى. وهو ما يفسر هذا الانتشار الأمريكى الاستراتيجى الوا 
طاق من خلال غدد كيين من القوامه العسكزدة الجديدة ف أورهيا وآضها الوستطى رفم اتهيان الاتحاذ السوقيثيا ب 
من تفسد لهذا الانتشار مريكى لواسع فى ور يا إلا أنه الاستباق لما هو قادم .. أى تطويق الأقطاب الجدد! 
إعادة هدكلة القواعد العسكرية الأمريكية فى أوروبا وآسيا : 


بج فز من يكين عن أكن تكارية' هائى 2-8 وات ا من أن 
فى تقرير صادر من بک بخاريج يو رت صحيفة 'إنترناشيونال هيرالد' الصينية من ” 
د أ ة -البنتاجون- أعدت تقريرا : E‏ :91 
١‏ پوليو ۲۰۰۰١‏ المجلد A - ٠٠‏ - 


9 3 1 
جاه الدوانه همك 


Scanned by CamScanner 


ا“ ت ) 2 ا د خالد عبد العظيم 
راخل منطقة سميت (ملتقى طرق) تقع فيها الم.: ak‏ 
راشنطن تخطط لإقامة ثلاث قواعر A‏ َ اي أخرى فى أورويا الشرقية وآسيا الوسطىء إذ إن 
بريطانيا وبولندا ورومانيا كمواقع مرة ا أحمواريخ فى أورويا وذلك قبل نهاية العام المقبل وقد تم اختيار 
التشيك. وإلى جانب القواعد الجديدة, تخطط , ١‏ . ها قواعد مع الإبقاء على خيارات أخرى فى إيطاليا وجمهورية 
فا ورتا الشترقية: وقد سات “٠‏ وا سحن كذاك لنقل عدد من قواعدها السابقة فى أورويا الغربية والجنوبية 
إلى ارده 5 على موافقات ميدئية م٠‏ م لآ ا 

وكوي د بدئية من كل من بولندا وبلغاريا والمجر والتشيك. 

من واپ اھر جحت الودياف الحرم و ی ےچ ی 173 فيها أفغاني: 
وذلك بهدف مواجهة التهديد الصين, تع ا اا ي خسم مول كى اننا الوسطييعا قدا الفعاضتان: 
6/صارقهًا باليسنتيا قبالة سسواحل - ب | مى» على ضوء سلسلة من الحقائق» منها انتهاء | لصين من نشر 
نطقت ال ل م 020 ك0 نا جريره نايوان بما يضمن تفوقها العسكرى حال نشوب صراع عسكرى محتمل 
فى منطقة المضيق» وقيام الصين كذلك بانتا الل الحدية ع الك لسلس اا 7 , 
قرخ اهجوم اللماكس فى اندر اکر - جيل الجديد من الغواصات المزودة بالرءعوس النووية مما يجعلها تمتلك 
ا > "نووية» وتجاوز أهداف القوة العسكرية الصينية نطاق منع استقلال تايوان إلى حمابة 
الواقع المنتجة للبترول ومعابر نقله بحرا ويرا. لفو ينية نطاق منع استقلال تايوان إلى حماية 

قد اعتبر الجانب الا ETT‏ 5031 
aE‏ أب ا مريكى هذه التطورات أسبابا كامنة وكافية لنشوب صراع عسكرى بين بكين وواشنطن, الأمر 
ى يدعين احده بعين الاعتبار وإعداد الخطط الكافية لمواجهته. 

ومن المعروف أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكى لا يكف عن التحذير من تنامى القوة العسكرية الصينية إلى 
حد تأكيدة أن الجيكن السيتى لعيعد سجرك:قوة مسكرية متقركة على ضعيد العالة النامى. بل اصيع كذاك على 
الصعيد العالمى!! 
أنظمة التسليح فى الصين سوف تشهد خلال السنوات القادمة نقلة نوعية كبرى تقلل من الفجوة التكنولوجية بين القوة 
العسكرية الصينية والقوة العسكرية الأمريكية. 

يتزامن مع هذا التطور بدء بريطانيا وفرنسا وألمانيا فى إنتاج طائرة نقل عسكرية ضخمة مما يتيح للقوات الأوروبية 

وكلا التطورين يؤكد أن هناك نظاما عالميا جديدا آخذا بالفعل فى التشكل دون أى حروب كبرى وإنما بفعل التطور 
التكنولوجى والتراكم الرأسمالى اللذين يغيران بعمق وبهدوء موازين القوى القائمة. 


- ۹ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو 7.0.2 - المجلد 4٠‏ 


Scanned by CamScanner 


التطوران السياسية فى السووان نه أريعون هاها 


3 
كان السودان من بين 
أولى الدول الافريقية 
والعربية التى نالت 
اسنقلالها السياسى وذلك فى 
مطلع عام ١١۹٠ء‏ إلا أن فترة 
الحكم الوطنى فى السودان 
بعد الاستقلال اتسمت بعدم 
الاستقرار السياسى؛ حيث 
تطاولت الحرب الأهلية فى 
جنوب السودان: ودخلت 
الدلاد فى دائرة من الانقلابات 
العسكرية والأنظمة 
الديمقراطية البرلمانية. فمنذ 
الاستقلال وحتى الآن؛ مرت 
الدلاد بست فترات حكم 
مختلفةهئ: 


+)] ناحث سودانى. 


١‏ يولبر 


المساسمة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


محمد عثمان حبيب الله 


فترة الحكم الذاتى والديمقراطية الأولى :.)١1558 - ١95:5(‏ الحكم العسكرى 
الأول ,.)١1915 - ١95(‏ ثورة أكتوير الشعبية والديمقراطية الثانية -۱۹٦٤(‏ 
5م الانقلاب العسكرى الثانى وفترة مايو »)۱۹۸١ - ١9539(‏ انتفاضة 
بانقلاب ۲۰ یونیو ۰۱۹۸٩‏ أی أن السودان عاش أكثر من (58؟) عاما من سنوات 
ما بعد الاستقلال تحت سيطرة أنظمة وصلت إلى الحكم عبر انقلابات عسكرية 
وحوالى )١١(‏ عاما فقط تحت الأنظمة التعددية والديمقراطية البرلمانية. 

تعتبر الفترة الديمقراطية الأولى والتى بدأت قبل الاستقلال وامتدت حتى 
نوفمبر ۸١۱۹ء‏ من أطول الفترات الديمقراطيةء إلا أن الخلافات الحزبية أدت إلى 
وضع نهاية لهذه الفترة بقيام السيد عبد الله خليل رئيس الوزراء بدعوة قيادة 
القضائية بعد سقوط النظام النوفمبرى العسكرى بقيام ثورة أكتوير 1115 
الشعبية(١).‏ 

وقد استمر نظام الفريق عبود فى الحكم لمدة 1 سنوات» ورغم أنه حقق 
بعض الإنجازات الاقتصادية, إلا أنه أصيب بالء = ر واا وت اد وعمل على 
مصادرة الحريات: وكانت أكبر مظاهر فشل نظام عبود معالجته لمشكلة الجنوب ١‏ 
التى تفاقمت خلال هذه الفترة. 1 

وفى المساحة التاليةء نحاول إلقاء الضوء على أبرز الظواهر والتطورات 
السياسية فى السودانء والتى اهتمت مجلة السياسة الدولية بمعالجتهاء وأفردت 
لها حيزا واسعا من صفحاتها خلال السنوات الأريعين الماضية منذ انطلاقةً 
المجلة 8 

ثورة أكتوبر والفترة الديمقراطية الثانية (1956 -1959) : 

بدأت الفترة الديمقراطية الثانية عقب ثورة "١‏ أكتوير الشعبية عام “٦٤‏ 


بس 


وإلتى أطاحت بحكم الفريق ابراهیم عبور 5 1 محمد عثمان حبيب الله 
الهينات برئاسة سر الختم الخليفة والتى سل ا وعقب ثورة أكتوبرء. تكونت حكومة جبهة 
| ایوا ی و ؛ بخدر كبير من الإجماع الوطنى, إلا أن قيادات الأحزاب الطائفية 
الانتخابات عادت الأحزاب مرة اک اختم الخليفة حتى استقال وشكل حكومة حزبية برئاسته. وبعد أجراء 

د حرى وشكلت حكومة ائتلافية من حزبی الأمة والوطنى الاتحادى. ج 


شهدت هذه الفترة قيام الانتخابات العامة ى .. سم .. 

مدى عدم الاستقرار A FP‏ العامة مرئين؛ وتكوين أربع حكومات بتحالفات حزبية مختلفة مما يدل على 
8 وجهوى وا ا ر حريق الجنوب اشتعالا واستفحل أمر التمرد. واتسمت هذه الفترة بحراك 
E‏ الإتليمية التى تطالى حتجاجات والاضرابات المطالبة بتحسين الأجون ويرز نشاظ الجماعات 
سي ف کی کر يميه وتطوير مناطقها مثل مؤتمر البجا فى شرق السودان, واتحاد أبناء جبال 
E ١ Aa e‏ السودانء وتصاعد الصراع بين هذه الجماعات والتكوينات 
من جهة وحزبى الحكومة المسيطرين على جمافير تلك المناطق من جهة أخري. 

من مطالب النقابات والتكو بنات || 8 


وم أخرى, شهدت هذه الفترة مزيدا من الخلافات والانقسامات والتنافس الحزبىء حيث انقسم حزب الأمة 
إلى جناحين أحدهما بقيادة الصادق المهدى؛ ويدعو إلى الإصلاح والانفتاح والتجديدء والآخر بقيادة الإمام الهادى 
المهدى امام الأنضان: وغير الحزب الوطنى الاتحادى تحالفه من حزب الأمة مجتمعا الى حزب الأمة جناح الصادق» 
ثم عاد مرة أخرى للتحالف مع ححزب الأمة جناح الإمام الهادى المهدى. ولجات الاحزاب إلى ممارسة أساليب غير 
ديمقراطية بسبب التنافس والمكايدات السياسية؛ إذ تم طرد نواب الحزب الشيوعى السودانى من الجمعية 
التأسيسيةء ورفضت القوى السياسية احترام رأى القضاء الذى حكم بعودة النواب المطرودين. ومن أجل هزيمة 
جناح الصادق المهدى الذى تمتع بتأييد أغلبية نواب حزب الأمة بعد الانشقاق» لجأت الأحزاب المتنافسة إلى حل 
البرللان باستقالة أكثر من ثلث أعضاء البرلمان. 


من ناحية أخرىء حدث خلاف كبير بين الأحزاب الجنوبية والأحزاب الشمالية حول مدى نطاق الحكم الذاتى الذى 
سیدنہ للجنوب» كما حدث اختلاف حاد بين كافة القوى السياسية حول قضايا أساسية تمثلت فى دستور البلاد 
الدائم. وهل يكون إسلاميا أم علمانيا؟ وجول نظام الحكم: هل يكون رئاسيا أم برلمانيا؟ وحول شكل الدولة: هل تكون 
دولة اتحادية أم مركزية؟ 
على صعيد آخرء ونا كان تدهور الوضع فى جنوب السودان أحد الأسباب الرئيسية التى قادت إلى اندلاع ثورة 
00 دعت عقي نس الخ الخليفة إلى إجراء الاتصالات مع بعض قادة التمرد, وقادت هذه الاتصالات إلى 
عقد مذتم المائدة المستديرة فى 5 مارس .١15915‏ وقد حضر هذا المؤتمر مراقبون من دول إفريقية هى أوغندا وتنزانيا 
Bi ak‏ 3 ويا و افنعؤاقق ومصر. وبالرغم من أن مؤتمر المائدة المستديرة وافق على تبنى النظام الإقليمى 
كز للام لا حك رآ٠‏ بكرن لكل إقليم مجلس تشريعى وحاكم. إلا أنه فشل فى الوصول إلى صيغة نهائية للحكم؛ إذ 
hy e‏ ى المسائل مثل التقسيم الجغرافى للأقاليم» كما برزت انقسامات وسط الجماعات الجنوبية 
مچ TY‏ وتقرير المصيرء وتزايد التدخل الأجنبى وسط هذه الجماعات؛ ورؤى إحالة مشروعات 
2 او لحنة الاثنى عشر التى تكونت فى يونيو 1115 من ستة ممثلين للأحزاب الشمالية وستة ممثلين 
tt‏ 2 بحن اللجنة الأمربافضل مما جرى فى مؤتمر اائدة المستديرة, واعتمدت عبدة توصيات من 
كرا انر الركزى بالحكم الإقليمى وإنشاء جامعة بالجنوب. إلا أن توصيات لجنة الاثنى عشر لم تجد 
أهمها استبدال الحكم : 
طريقها إلى يها | بن الى |[جتوب».خناضة بعد أحداك العنف التى وقعت فى جويا و واو فى عام ۱۹16 
وبدأ الوضع يتوتر ميم حول لجنة الدستور التى قاطعتها بعض الأحزاب الجنوبية (حزب سانو وجبهة 
وتزايدت الخلافات فى ا . بوش الديمقراطى؛ حيث غادر النواب الجنوبيون لجنة الدسكور فى ديسمبر 1938. 
أ الجنوب) بالإضافة إلى 1 '"بفرق رن المواطنين على أساس الدين والعنصر وأنه ليس مقبولا للجنوب'(؟). وتلا 
لآن الدستور المقترح فى - ي رىياق زب الآمة وهو حزب الأغلبية؛ وقادت كل تلك التفاعلات والاضطرابات 
ذلك ما أشرنا إلي نے ر رر باط الأحرار للانقلاب على النظام الديمقراطى والاستيلاء على السلطة, متأثرا 
اة الى تهينة المناخ لتنظيم .ىمينا بتأييد الحزب الشيوعى السودانى, الذى نال عدة حقائب وزارية فى 
چ ۲٣‏ يوليو المح نے ريين ومؤيدى فكرة القومية العربية. 


۷١ -‏ السياسة الدولية العدد ١5لا‏ يلب ۷.١‏ اكا .5 


Scanned by CamScanner 


التطورات السياسية فى السودان منذ أربعين عاما 


حكومة مايو -1١959(‏ 19486): 

نجح تنظيم اليا الأحرار فى ماين 6 فى تنفيذ الانقلاب العسكرى الذى كان يعد له منذ عام ١569‏ 
عندما تكون التنظيم بصورة سرية من عناصر الحزب الشيوعى والناصريين والديمقراطيين من الضباط خريجى 
الكلية الحربية. وتكون مجلس قيادة الثورة من ضباط شيوعيين وناصريين ووطنيين وديمقراطيين؛ وقد اشتهر هذا 
الانقلاب ب (انقلاب نميرى). 

وفى يوليو ١۱۹۷ء‏ قاد ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين أبعدهم النميرى من السلطة فى 1 ١نوفمر‏ 
٠‏ انقلابا عسكريا ضد سلطة مايو. وعرف هذا الانقلاب ب (انقلاب الرائد هاشم العطا) » واستولوا على السلطة 
لمدة ثلاثة أيام انهزموا بعدهاء واستعاد نميرى السلطة فی ۲۲ يوليو ۱۹۷١‏ نتيجة لانقلاب مضاد» وتم إعدام قارة 
الانقلاب وبعض من قادة الحزب الشيوعى الذى اتهم بتدبير الانقلاب(؟). 

وقد اعتمد النظام المايوى الأساليب العنيفة فى مواجهة خصومه ومعارضيه. حيث ارتكب المذابح ضد الأنصار فى 
ودنوباوى والجزيرة أبا فى ۲۷ فبراير ۱۹۷١‏ وانتهك حقوق الإنسان وأدخل أساليب الثعذيب والتصفيات الجسدية 
والمحاكمات العسكرية الإيجازية التى أصدرت أحكام الإعدام فى مواجهة المعارضين. وهنا دخلت المعارضة ضد 
النظام دائرة العمل الشعبى المسلح. حيث أنشأت المعسكرات فى كل من إثيوبيا وليبيا لتدريب المليشيات الشعبية التى 
كونتها (الجبهة الوطنية السودانية) المعارضة لنظام نميرى» وشملت حزب الأمة والاتحاديين بزعامة الشريف حسين 
الهندى والإخوان المسلمين » ووقع انقلاب المقدم حسن حسین عثمان فی سبتمبر ١۱۹۷ء‏ وفى ۲ يوليو 11171 قامت 
المجموعات المسلحة التابعة للجبهة الوطنية السودانية بقيادة العميد معاش محمد نور سعد بحركة يوليوء والتى 
سماها إمام النظام المايوى باسم (حركة المرتزقة). 

ونتيجة لتصاعد المعارضة:. لجأ النظام إلى محاورة معارضيه وأسفرت الاتصالات عما عرف ب (المصالحة 
الوطنية). وبقرارت صدرت فى ١۸‏ مارس ۱۹۷۸ء عين السيد الصادق المهدى, والسيد أحمد الميرغنى: والدكتور حسن 
الترابى فى المكتب السياسى للاتحاد الاشتراكى. والسيد بكرى عديل حاكما لكردفان والسيد شريف التهامى وزيرا 
للطاقة(٤).‏ إلا أن حزب الأمة وأطرافا من الحزب الاتحادى تراجعوا عن مواصلة مشوار المصالحة والمشاركة فى 
النظام المايوى» بينما قبل الإخوان المسلمون بقيادة الدكتور حسن الترابى بالمشاركة الرمزية فى مؤسسات النظام» 
الأمر الذى أتاح لهم الفرصة لتوسيع صفوفهم ويناء حركتهم تنظيميا واقتصاديا وسياسيا. 

وقد مر النظام المايوى بتقلبات سياسية عديدة:؛ بدءا بفترة الشعارات الاشتراكية والقومية العربيةء ثم فترة 
الشعارات الوطنية والمصالحة الوطنية: مرورا بالشعارات الرأسماليةء وانتهاء بالشعارات الإسلامية وإعلان تطبيق 
الشريعة الإسلامية؛ وتقلب النظام فى علاقاته الخارجية بين موالاة الاتحاد السوفيتى والمعسكر الشرقى والتحول إلى 
خطب ود الغرب والولايات المتحدة الأمريكية. واعتمدت سلطة مايو نظام الجمهورية الرئاسية والحزب الواحد» وأقرت 
. 

من ناحية أخرىء؛ كانت مشكلة الجنوب واحدة من القضايا الأساسية التى وجدت اهتمام النظام المايوى. ففى 1 
يونيى 1415 وبعد أقل من شهر من تسلمهم السلطة؛ أصدر العسكريون ما عرف ب (إعلان التاسع من يونيو) الذى 
تضمن اعترافا صريحا بالفوارق والاختلافات التاريخية والثقافية بين الجنوب والشمالء وأقر حق الجنوبيين فى 
تطوير ثقافتهم فى اطار السودان الموحدء كما دعا إلى قيام حكم إقليمى فى المديريات الجنوبيةء وهو ما اعتبر توجها 
جديدا فى التعاطى مع مشكلة الجنوب. ووجد الإعلان ترحيبا من قيادة حركة الأنانيا بقيادة اللواء جوزيف لاقو 
ونشطت الاتصالات بين الحكومة وحركة التمرد. ولعبت بعض الأطراف الأجنبية دورا كبيرا فى التقريب بين طرفى 
النزا ع: وتكللت هذه الاتصالات بالنجاح فی فبرایر ۱۹۷۲ حيث عقف مؤتمن أديس أبايا. وقد نصت اتفاقية أديس أبابا 
التى تم التوقيع عليها فى 7" فبراير 1577 بين الحكومة وحركة الأنانيا على يام حكم ذاتى إقليمى فى جنوب 
السودان. وتم تضمين هذا النص فى دستور السودان لعام ١۹۷٠ء‏ واعتبر البعض اتفاقية أديس أبابا أكبر إنجازات 
نظام مايو 

وادى تطبيق اتفاقية اديس آبابا إلى إشاعة الاستقرار فى الجنوب والشروع فى إقامة بعض المشاريم التنموية 
المحدودة لمدة قاربت العقد من الزمانء إلى أن أتى قرار تقسيم الإقليم الجنوبى بدفع من بعض الساسة الجنوبيين 
ليؤجح الخلافات ويجدد أجواء عدم الثقة بين الشمال والجنوب, ويقدم المبرر لقيام حركة تمرد جديدة اعتبرت القرار 
نقضا لاتفاقية أديس أبابا. وبالرغم من أن قيام التمرذ الثانى قد سبق إعلان قوانين الشريعة الإسلامية فى سبتمبر ١‏ 








١ 5 َ‏ ۲ الجا ع 55 و 
بواسة الدولية العدد ١١١‏ يولير ٠‏ اخ دا 


Scanned by CamScanner 


[ْ محمد عثمان حبيب الله 
۱۹۸۲ حيث صدر البيان التأسيسى لحركة التمرد (المانفستو) 
لماربة تطبيق الشريعة الإسلامية وإضعاف الحكوما 

ورغ أن ا المايوى قد ظل طوال سنوات 
الوحدة الوطنية. والقضاء على الطائفية والقوى 
الاجتماعية الفاعلة, وإيقاف الحرب وتحقيق السلا 
من ذلك إلا أن الانتفاضة التى أطاحت بالنظام 


فى مايى ,١1584‏ إلا أن إعلانها قد أحدث ردود فعل 
: لغربى والمعسكر الشرقى للتحالف مع حركة التمرد 
ت فى السنوات اللاحقة. 

حكمه يركز على إنجازاته فى مجالات التنمية الآقتصادية: وتعزيز 
التقليدية المهيمنة, وتأسيس نظام جديد للحكم يستوعب كل القوى 
م فى جنوب البلاد عبر توقيع اتفاقية أديس أبابا ۱۹۷۲ء على الرغم 
e‏ 00 المايوى قد جاءت والحرب الأهلية فى الجنوب قد استعر أوارهاء 
وتمكنت االمقوية ي السودان بقيادة العقيد جون قرنق من أن تسيطر على حوالى 7۸٠‏ من أرض 
ال تين يحوت قتصادية حتى عجزت الحكومة عن توفير المواد الأساسية مثل الدقيق والبترول والسكر, 
وتوقفت مؤسسات التمويل الدولية عن التعامل مع السودانء لأنه عجز عن دفع أقساط الديون المستحقة عليه(0). 
انتفاضة رجب/أبريل والديمقراطية الثالثة (1986 - 1984 ) : 


فى 1 أبريل ١۱۹۸ء‏ انحازت القيادة العامة للقوات المسلحة للقوى الشعبية اثر الانتفاضة ضد النظام المايوى. 
وانقلبت على سلطة نميرى؛ وأعلنت عن فترة انتقالية مدتها عام تجرى فيها انتخابات لتسليم السلطة للشعب» وأتاحت 
حرية قيام الأحزاب وإصدار الصحفء وعادت الحياة السياسية كما كانت عليها فى سنوات التعددية السياسية. وقد 
أوفت قيادة الجيش بوعدها وسلمت السلطة للنواب البرلانيين المنتخبين من قبل الشعب فى خطوة غير مسبوقة فى 
المنطقة العربية والإفريقية. 

الا أن الحكم خلال الفترة الديمقراطية الثالثة قد واجه الكثير من المتاعب التى ساهم فى تعقيدها الدور الذى لعبه 
السياسى» وإغراق الشارع بالملصطلحات التى تكرس الفرقة السياسيةء إلا أن المجلس العسكرى الذى تكون برئاسة 
المشير عبد الرحمن سوار الذهب لم يمكنه من ذلك واستطاع أن يكبح جماح دعاة التطرف(١).‏ 

وقد ساهم الاتفاق؛ الذى وقعه التجمع مع حركة التمرد فى مارس 1181 من وراء ظهر المجلس العسكرى 
الانتقالى والذى عرف ب (إعلان كوكادام)» فى تعميق فجوة الخلاف بين التجمع من ناحية؛ والمجلس العسكرى 
والقوى السياسية الأخرى التى لم توقع على الإعلان: الجبهة القومية الإسلامية والحزب الاتحادى الديمقراطى من 

ة أ ء ؛ لأنه تضم" نصوصا كانت مثار خلاف بين القوى السياسية مثل رفع حالة الطورائ. وإلغاء قوانين 
حه E‏ تصن دهي > ٠.‏ ءا زه َ - 3 . 2 د مء اس اله 

1 ق اند“ الشرىعة الإسلامية). وإلغاء الاتفاقات الدفاعية مع أى أقطار أخرى -إشارة إلى اتفاقية 
سبتمبر ۱۹۸۳ (قوانين لشرد ۲ 3 ف الكمدة 1 212 9 
فاع المشترك مع مصر 0 3 1 0 E‏ 

20.١‏ .01 بش الأمواج بتفجير القضايا الخلافية, لذلك حاولت أن ترجئ كل القضايا الجوهرية: إلا أن 
للحكومة المنتخبة دون أن تذير موا ب ۰ 5 8 n O ET‏ 5 / 5 

7 1 ب قىق أكبر قد من المكاسب تحت ستار الشرعية الثورية رغم أن تركيبته لم تكن تعكس فى واقع 

اسع كان يسع سكا ي و اا ا 

3 AR الستاسية الفاعلة فى‎ +110 2 ۰١ 
i الأمر الأوزان الحقيقية للقوى السياسد‎ 

لح اء الاتتهابات قى ابزيل ٠۹۸٩‏ واحتلال حزب الأمة المرتبة الأولى فى البرلانء لجأ السيد الصادق المهدى 
رئيس الوزراء إلى ۔ . > رو إللاد. وشهدت الفترة انفجارا فى المطالب النقابية إلى درجة أن أعلن اتحاد مزارعى 
فاعليتها و 2 اکان تی مرغت شمان الاتحاد تسيطر عليه عناصر من الحزب الاتحادى الديمقراطى 
الجزيرة الإضراب عن ذر 2 إلى قيادة القوات المسلحة التى رفعت فى فبراير ۱۹۸١‏ مذكرة تطالب فيها 
الذى هو شريك فى الحكم؛ وق iis‏ وتشکی فیها من ضعف اعداد القوات المسلحة لتتمكن من القيام بدورها 
بتغيير الحكومة الاج السياسة رجد 


ا ة البلاد. 

فى المحافظة لعا دږ یره انی الى الطلق طليها (حتكومة الوحدة الوطنية) وكانت تضم 
تولى الستيد الصادق بيعب التجمع السياسى لجنوب السودان (جناح الدو أجو) والحزب الفيدرالى. كان 

أحزاب الاتحادى الديمقراطى؛ . إا الحقيقية التى كان ينبغى عليها الالتفات إليها, إلا أن شبح إعلان كوكادام 

ظل يطاردهاء وكان أن تفجرت عدة a‏ الخارجية. وعانت الحكومة كثيرا من مشاكل الحزب الاتحادى 


4 ف أوجه 7 3 4 : 
کا و اجهت الحكومة تضاربا 3 وت الانتفاضة ضعيفا ومفككا. واختارت الجبهة الإسلامية القومية بقيادة 
الائتلاف والدى ٠‏ 


الديه قر اطى شردك 
VY‏ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠١٠.١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


التطورات السياسية فى السودان منذ أريعين عاما 


الدكتور حسن الترابى الوقوف إلى جانب المعارضةء خلال فترة حكومة الوحدة الوطنيةء واستطاعت أن تكون رقى 
صعبا وفاعلا فى الساحة السياسية بسبب قدرتها على التنظيم ووضوح الرؤية. 

وفى مايو ۱۹۸۸ أعلن عن تكوين (حكومة الوفاق الوطنى) التى ضمت كل الأحزاب الرئيسية فى الجمعن: 
التأسيسية: حزب الأمةء الاتحادى الديمقراطى» الجبهة القومية الإسلاميةء إلا أن نقاط الخلاف بين عناصر الائتلاف 
كانت أكثر من عناصر الاتفاق. وكان على الحكومة أن تواجه العديد من المشاكل السياسية والاقتصارن 
والاجتماعية, كما تزايدت الضغوط العسكرية على الحكومة فى الجنوب» وتنافست أحزاب الحكومة فى خطب ور 
التكتوى هون فردق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودانء فبعد أن فشل اجتماع السيد رئيس الوزراء مع قرنق فى 
أوغنداء أعلن الاتحاديون عن وصولهم لاتفاق معه عرف ب (اتفاقية السلام السودانية) التى تم التوقيع عليها بين 
المیرغنی وقرنق فی ۱١‏ نوفمبر ۱۹۸۸. 

وقد واجهت اتفاقية السلام السودانية صعويات فى التنفيذ. حيث تحفظت الجبهة القومية الإسلامية؛ احر 
الأحزاب الرئيسية فى الائتلاف الحاكم؛ على بعض بنودهاء كما جاء حادث إطلاق النار على طائرة وزير الدفاع ليمثل 
انتكاسة أخرى للاتفاقية. وفى شهر فبراير :,١444‏ سقطت مدينة الناصر قرب الحدود الإثيوبية فى يد قوات التمرد, 
واستقال وزير الدفاع عبد الماجد حامد خليل محتجا على عدم قدرة الحكومة على توفير المعدات الضرورية للقوان 
المسلحة؛ ورفعت هيئة القيادة بالقوات المسلحة السودانية مذكرتها الشهيرة فى ٠١‏ فبراير 1485 والتى ارتقت إلى 
مستوى الإنذار للحكومة. وتم التوقيع فى فبراير ١984‏ بين القوى السياسية والنقابية اليسارية وحزبى الأمة 
والاتحادى على (البرنامج المرحلى) وتكوين آخر حكومات الصادق المهدى وهى (حكومة الجبهة الوطنية المتحدة) التى 
أقصيت عنها الجبهة القومية الإسلامية. 

وفى نهاية الفترة» وقعت محاولتان انقلابيتان كان مصيرهما الفشلء ولكن المحاولة الثالثة بتدبير الجبهة 
الإسلامية القومية استطاعت أن تطيح بالنظام الديمقراطى للمرة الثالثة فى الثلاثين من يونيو ١۱۹۸ء‏ بعد أن وصلت 
قيادة الجبهة الإسلامية إلى قناعة بأن قيادة الجيش قد ضغطت على السيد الصادق المهدى رئيس الوزراء ليقوم 
بإخراج الجبهة من الائتلاف الحاكم» لأن هناك قوی عظمى لا ترغب فى بقائها(۸). 

نظام الإنقاذ الوطنى 5١١6 - ١989(‏ ) : 


بدأ نظام الإنقاذ العسكرى فى أول عهده شموليا قابضاء لكنه طور نفسه خلال السنوات اللاحقة وسمح بعودة 
الأحزاب التى حظرها فى يونيو ۱۹۸١‏ واتاح قدرا كبيرا من حرية التعبيرء ولم يكن ذلك معهودا من الحكومات 
العسكرية السابقة فى السودان أو فى منطقة الجوار. فهذه أول مرة يتمكن فيها نظام عسكرى من تطوير نفسه إلى 
درجة السماح بالتعددية الحزبية» وإتاحة حرية النقد لمؤوسسات النظام وسياساته. وقد لعبت التفاعلات الداخلية 
والانشقاق وسط القوى الحاكمة -إضافة إلى الضغوط الخارجية من أمريكا وأوروبا ولجنة حقوق الإنسان التابعة 
للامم المتحدة التى أدانت السودان مرات عديدة بحجة انتهاك حقوق الإنسان- دورا مقدرا فى تعديل مسيرة النظام. 
ولعبت الحرب الأهلية المستعرة فى الجنوب واحتقان الوضع الداخلى دورها فى الانفتاح الذى طرأ على حكومة الإنقاذ. 
وقد ظهر التطور والانفتاح بصورة جلية عند وضع الدستور فى مارس ۹۹۸م حيث نص على التعددية وحرية 
التوالى السياسىء إلا أن عددا كبيرا من الأحزاب التى كانت ممثلة فى البرلمان الدیمقراطی -۱۹۸٩(‏ ۱۹۸۹) رفضت 
التسجيل وفقا لقانون التوالى السياسى بحجة أنه يفي شرعية على النظام الانقلابى الحاكم, مما أدى فى بداية 
عام ١‏ إلى تعديل قانون التوالى السياسى إلى قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية. موقا بن عة ازاب 
وحقها فى النشاط السياسى إذا ما قامت بإخطار المسجل العام؛ على أن تقوم بالتسجيل إذا ما قورت خوض 
الانتخابات. وقد ساهم تحسين ظروف البيئة اسیا الداخلية فى عقد اتفاقية بين حزب الأمة والحكومة فى 
جيبوتى سميت (نداء الوطن)ء وقد تا عفد هذه الاتفاقية فى عودة الصادق المهدى إلى لجراي فى سين ا 
بعد أن انسحب من التجمع المعارضء وأدت عودة الصادق المهدى إلى تنشيط الحياة السياسية الحوئنة شيئا چا 
خاصة بعد التعديل الذى طرأ على قانون التوالى السياسى. 
وقد تطور نظام الإنقاذ نحو المركزية والحم الفيدرالى: وتم اسيم السودان إلى "١‏ ولاية: عشر فى الجنوب وست 
عشرة فى الشمال. وجرت فى عهد الإنقاذ انتخابات رئاسية وبرلمانية سمحت بالتنافس المفتوح فى أبريل 1497 


ود مبر E‏ الا أن الأحزاب السياسية قاطعت تلك الانتخابات ولم يخضها حزب الحزب الحاكم. وعدد من 


المستقلين. 


- V4 - ٤٠٠١ء المجلد‎ i پوليو‎ ١ 


السسياسة الدولية العدد 


Scanned by CamScanner 


رود ختام مؤتمر الحوار الوطذ ف 
لام شنت قوات التمرد 1 و ادر 5 دعا إلى تطبيق النظام الفيدرالى عبر برنامج متكامل 
انها LEE‏ قلا نوفمبر ۰۹۵ وکان ذلك a‏ القوات الحكومية للانسحاب. إلا 
ايان السام وى :لك سهق للحركة أن اسدولت عليها على أن يسير لك مني ل جنب م 
ب .)3 71 الدفا ا احملات لتعبئة الطلاب والمثقفين وعموم المواطنين للقتال إلى جان. ا 
عرف + فوات ع الشعبى). ولكن ذلك قاد إلى تصاعد الحداة او ؟كدين تدان إلى بساني الجيقن في 
إنخاذ الإسلام السياسى منهجا والشريعة مصد إ 3 رجية ضد النظام ويرامجه الصريحة فى 
سياسيا غير محدود مكنه من التمدد من 00 كار وحيدا للقوانينء ووجد التمرد مددا عسكريا وماديا ودعما 


تواصلت محاولات الانقلابات | 3 2 sS‏ 
i E‏ بات العسكرية بعد قيام الإنقاذ. وكان أشهرها المحاولة التى وقف خلقها البعثيون بقيادة 
الحركة والمشاركين ف "٠ ٠‏ س به ٠ ٠‏ ا٠‏ والتى تعاملت معها الإنقاذ بحسم شديد وأعدمت بعض قادة 
ل لج اده ٠‏ وة ت القوى المعارضة لنظام الإنقاذ إلى الحمل العسكرى من الخارج» واستطاعت تكوين 
20006 لهجمات على القوات الحكومية بالحدود الشرقية معززة بقوات الحركة الشعبية 
رالقوات '#ريتريه حيث إن الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية الحاكمة بإريتريا أعلنت تضامنها العلنى مع 
المعارضة المسلحة ضد حكومة الإنقاذ الوطنى. 
من ناحية شري الث المفاوضات بين الحكومة والحركة تراوح مكانها نتيجة لتشدد الطرفين» حيث فشلت جولتا 
أبوجا الأولى والثانية» ولم تتقدم مبادرة الإيقاد التی بدأت عام ٠۹۹١‏ كثيرا. وفى ۱۹۹۷ء استطاعت الحكومة أن توقع 
اتفاقية الخرطوم للسلام مع بعض الفصائل الجنوبية المنشقة عن حركة قرنقء وقد أقرت الاتفاقية حق تقرير المصير 
للجنوب» ولكن تنفيذ الاتفاقية واجه بعض الصعويات على أرض الواقع أدت إلى خروج الدكتور رياك مشار وآخرين 
وعودتهم إلى صفوف الحركة الشعبية. 
وأدى تزايد الاهتمام والارتباط الأمريكى بالشأن السودانى؛ بعد نجاح حكومة الإنقاذ فى استخراج واستثمار 
النفط الذى أسال لعاب الشركات الأمريكيةء إلى بث الروح فى مبادرة الإيقاد بعد أن تعثرت المبادرة المصرية - الليبية 
الشتركة اثر تمنعات واشتراطات التجمع المعارض وتبادل الاتهامات بين الطرفين. وتم فى ۲۰ يوليو ۲٠٠۲‏ التوقيع 
على إطار مشاكوس الذى اعترف بحق تقرير المصير لأهل جنوب الضودان يعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات عبر 
استفتاء ينظم لهذا الغرض. وتظبيق الشريعة الإسلامية فى الشمال. على أن يختار اهل الجنوب القواتين التى 
الأساس لاتفاقية السلام الشاملة التى تم التوقيع عليها فى التاسع من يناير ٠٠٠5‏ 
البعض أن الجنوب قد حصل عليها من الاتفاقية أغرت بعض القوى الإقليمية 
فانفجرت أزمة دارفور التى وجدت سبيلها للتدويل فى فترة قياسية وزاد أوارها 
التتافس دين القتبر العنانى مجرب الؤقس الشسي امنكنقعلية والذى تسجلرسميا فى مسق مامه :وها 
اد 8 3 - . 3 يبحكمة. 
زالت ازمة تسرق السودان تنذر بالتقاقم ها لم يتم التعامل:معها.. 0 
ع أ اش يه حكومة الوحدة الوطنية التى نصت عليها اتفاقية السلام الشاملة فى يوليو ۲٠٠٠‏ بين 
ومن المتوقخ أن مي ورد ,ءة يي رير السودان ومن يقبل الانضمام إليها من القوى السياسية الأخرى. لتدخل 
المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحريد . . نوب بنصيب كبير من السلطة والثروة. كما تتم 3 
و a3‏ ا نها يڌ متع فيها الجنوب بنصيب بدن هن والثروة. كما تتمتع الحكومة 
اليد بذاك IE‏ 000 0 الاتفاقية, بينما ارالك ماک دارقور تنتظن منين أبوجاء وقضية ال* ق تبح 
باعتراف المجتمع ا ف أمر مشاركته والفراغ من منبر القاهرة وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى, 
عن متير» والتجمع مازال مثر و a‏ والتى حددتها اتفاقات نيفاشا العصية على التعديل لشهادة الكثير من 
باحثا عن زيادة نسبة مشاركته فى 
القوى الدولية والإقليمية المؤثرة عليها. 
وختاماء نورد بعض tT‏ ش 
. ا ١‏ د ١‏ د : . 
بالحديث. وذلك على E‏ رة وتكونت قبل أن تحدد لها أفكاراء أو تضم لها برامج؛ إذ اعتمدت على جمهور 
نشأت الأحزاب ع لتقليدد إر نين (الختمية والأنصار)ء وهكذا كانت أحزابا طائفية الولاء. طائفية 
رجدته جاهزا هو جمهور E‏ السك ويؤكد ذلك السيد محمد أحمد محجوب ”بدأت مشكلاتنا فور 
المارسة. وهى بذلك لم a‏ اااي لهذه المشكلات واحدا: فالأحزاب التى عملت من اجل الاستقلال او 
لنا على الاستقلال: و ن السبب 


بنيروبى» إلا 3 المكاسب الى رأى 


575 حول التطور السياسى فى السودان خلال الفترة التى تعرضنا لها 


هلالا - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ء٤‏ 


Scanned by CamScanner 


الله 


التطورات السياسية فى السودان منذ أربعين عاما 


عارضته؛ وجدت نفسها فور تحقيق الاستقلال من دون أى هدف محدد .. كان الشىء الكثير تزاتجا من الأحزار, 
فقعدت جميعا عن تحقيق هذه التوقعات, إذ لم تكن لديها برامج مفصلة ومحددة لمعالجة النمو الاقتصادى 
والاجتماعى. وكل قضية طرحت فى مرحلة ما بعد الاستقلال كانت تعالج وفق أهواء الأحزاب'(1). 

دخل العمل العسكرى الحزبى المعارض للحكومة المركزية فى الخرطوم» سواء كانت سلطة مايو 1414 أو سل 
الإنقاذ ۹.؛, بحسبانه وسيلة جديدة من وسائل الصراع على السلطة فى السودان. ورغم أن مسالة انتصار مثل 
هذه القوات على الجيش الوطنى مسألة مستحيلة: إلا أنها تحقق نوعا من الضغط على السلطة:؛ كما أنها تخلق حالة 
من عدم الاستقرار والتهديد الأمنى فى المناطق التى تنشط فيها. ويؤخذ على تلك الحركات الشعبية الحزبية المسلية 
تعاونها مع جهات أجنبية واعتمادها فى الدعم المادى والإعلامى على سياسات دول تحاول أن تتحكم فى موازين 
القوى فى المنطقة, مما يؤدى إلى تدويل الصراع على السلطة واستخدام عناصر خارجية للمساعدة فى حسم 
الصراع(١٠١).‏ 

تعتبر مشكلة جنوب السودان من أخطر وأكثر المشاكل الإقليمية تعقيدا فى القارة الإفريقية والعالم العربى؛ فقد 
لازمت هذه المشكلة السودان حتى قبل استقلالهء وتسببت فى العديد من الأزمات السياسية والانهيار الاقتصادى 
الذى يعانى منه السودان اليوم» فالحرب الأهلية أدت إلى عدم استقرار أنظمة الحكم» وتزايد التوتر الاجتماعى وتفتت 
القوى السياسية وانقسامهاء الأمر الذى انعكس سلبا على سياسية الدولة داخليا وخارجيا. وأدت حرب الجنوب إلى 
الإطاحة بالنظام العسكرى الأول والثانى؛ كما أودت بالديمقراطية الثانية والثالثة. وتعود أسباب النزاع فى جنوب 
السودان إلى عوامل جغرافية وتاريخية وسياسيةء كما أن هناك أسبابا ترجع إلى طبيعة التكوين البشرى المتنوع 
للسكان الذين ينتمون إلى أعراق وثقافات متعددة؛ وهناك أيضا من الأسباب ما يمكن إرجاعه إلى السياسة 
الاستعمارية الانفصالية التى مارستها بريطانيا قبل الاستقلال بين شقى القطرء هذا بجانب سلسلة من الأخطاء 
وقعت فيها الحكومات الوطنية المتعاقبة, كما لا يمكن تجاهل الدور السلبى لبعض القيادات الجنوبية؛ التى انقسمت 
على نفسهاء وخضعت لناورات الأحزاب الشمالية وارتبطت بالقوى الاستعمارية الغربيةء واتخذ بعضها من قضية 
الجنوب مدخلا للمساومات والابتزاز. وهكذاء تحولت مشكلة الجنوب إلى نزيف متواصل ويوابة للتدخل الأجنبى فى 
شئون السودان الداخليةء بهدف عرقلة تقدمه وتطوره وتهديد وحدته الوطنية وتخريب العلاقات الإفريقية - العربية 
والتفاعل الايجابى بين حركة التحرر الوطنى الإفريقية وحركة التحرر القومى العربية. 

ورغم اتهام الكثيرين للتجارب الديمقراطية فى السودان بالفشلء إلا أن هذه التجارب لم تكن بلا نجاح يذكرء فقد 
كان لها نجاحاتها المحسوية فى المجالات السياسية والمعنوية مقارنة بالنظم العسكريةء وتمثل ذلك على سبيل المثال 
فى كفالة الحريات» ورعاية حقوق الإنسان؛ وإتاحة الحريات العامة حيث لم تشهد التجارب الديمقراطية السودانية 
للتجارب الديمقراطية السودانية بأنها لم تجد الوقت الكافى لتقوية عودها وتطوير نفسهاء فقد عاجلتها الحركات 
الاتقلابية بالاسنتيلاء على السلطة فى كل مزة بعد بضع ستنوات من الهكم النيمقراطى: كما آن الماح الإقليمى فى 
المنطقة كان يحرض على الانقلاب على الديمقراطية: والبيئة السودانية لم تكن مواتية لبقاء النظام الديمقراطى 
واستمرارهء ولكن هذا لا يعفى القيادات السياسية من أخطاء أدت إلى إضعاف النظام الديمقراطى وعجلت بوأده. 

وأخيراء فإن عبرة التجارب السياسية السابقة تؤكد أهمية الديمقراطية لمواجهة قضايا البناء الوطنى فى 
السودان؛ والخروج من نفق الأزمة التى تحيط بالوطن وتكاد تمزقه إلى دويلات وكانتونات متحاربة. وهو أمر يفرضه 
واقع التمايز الثقافى والإثنى والتاريخى بين الشمال بهويته العربية الإسلامية. والجنوب بهويته الإفريقية ودياناته 
التقليدية والمسيحية والإسلامية. والاعتراف بهذا الواقع الذى أفرزته عوامل تاريخية عديدة يؤكد على ضرورة انتهاج 
الديمقراطية كإطار وحيد للمحافظة على الوحدة الوطنية وتعزيزهاء وتاكيد حق المجموعات المختلفة فى المحافظة على | 
ثقافاتها وتطويرها وفى التفاعل الطوعى والايجابى فيما بينها فى إطار سودان موحد ومتطور ومزدهر. 


5 ٤١ المجلد‎ 





الساسة الدولية ت وليق 1 


Scanned by CamScanner 


محمد عثمان حديب الله 


الهوامش : 


-١‏ انظر تيم نبلوك, ة والثروة و 

ديم . ج السلطة والثروة 

الخرطوم للنشرء الطبعة الثانية اي 
۲- أبيل ألير: جنوب السودان وال فی قق 

جنوب ا نولشا یی کی ایی و ای ی و 


"- انظر محمود عابدين صالح., | ۱ 2 : 
الأولى 7٠٠٠١‏ ص.5١-161.‏ لصراع على السلطة فى السودان. دار الأمين للطباعة والنشر بالقاهرة, الطبعة 


N e ١ 
لسودان, درجمه الفاتح التيجانى ومحمد على جادين: دار جامعة‎ 


-٤‏ انظر الدكتور منصور خالد» النخبة السودانية وإدمان الفشلء الجزء الأول ص5هه. 

35 أنظر دكتور الطيب زين العابدين, التجربة الديمقراطية فى السودان: النجاحات والإخفاقات. فى مجلة دراسات 
إفريقية الصادرة عن معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية, العدد 1 یکی کم ھی 

1- صلاح محمد إبراهيم: أزمة الوفاق: وقائع الديمقراطية الثالثة فى السودان. الطبعة الأولى 1544 ص؟٤.‏ 

۷- صلاح محمد إبراهيم» أزمة الوفاق: وقائع الديمقراطية الثالثة فى السودان. الطبعة الأولى :١955‏ صة4-.0. 

۸- انظر الدکتور حسن الترابیء السوابق والعواقب لمشروع السلام السودانی» ۲۳ يولیو .۲٠٠۲‏ 

4- محمد أحمد المحجوبء الديمقراطية فى الميزان» ص۷۷. 


-٠‏ محمود عابدين صالح» الصراع على السلطة فى السودان» دار الأمين للطباعة والنشر بالقاهرة: الطبعة 
الأولی ۰۲۰۰۰ ص ٠١۸-۱٣۷‏ . 


۷Y -‏ - السياسة الدولية العدد ٠١١‏ پوليو ٠٠٠٠١‏ - الجلد ٤٠‏ 


Scanned by CamScanner 





شراءة فى افتناحية السيامة الدوليسة 


.8 
حرصت محلة 
'السداسة الدولية 
منن اللحظة الأولى 
على تأسيسها وعلى 
مدى أربعين عاما 
وحتى الآن على رصد 
ومتابعة كافة 
الأحداث السياسية 
المتعلقة نمصر 
ومحيطها العربى 
والإفريقى 


E‏ ماي 
1 سة الدولية العندت ١1١‏ بوليو 


Scanned by CamScanner 


المجلد .5 


أبوبكرا لدسوقى 
لح لس 


بداية من الافتتاحية, ومرورا بالدراسات والتقارير والأقسام الخاصة وملفات 
العدد» وانتهاء بالشهريات عبر مستويات متعددة فى المعالجة. تفاوتت بين 
الرصد والو صف والتذ لتفسير والد لتحليل والتنبؤ والاستشراف» حتى غدت 
السياسة الذوايا سرجعا الستالنس]: لسن ق طاو اعشى العلوم السياسية 
والاقتصادية والقانونية: ولكن أيضًا لباحثى الدراسات التاريخية. 

وإخفاقاته. ونسترشد به انطلاقا للمستقيل؛ ولذا نحاول هنا تقديم مختارات 
منتقاة من افتتاحيات السياسة الدولية: أهم فاعليات المجلة رصدا وتحليلا 
للأحداث التاريخية الكبرى والتحولات المهمة. فهى منطقة الجذب الأولى للقارئ 
التى غالبا ما تتضمن الحدث الأهم والأبرز. 

الكاشف لحدث ما فد تتناوله الأقسام الأخرى للمجلة أو قد تكون لافتة لاهتمام 
باحثين آخرين فى العلوم الاجتماعية على تعددها ليخضعها كل منهم للبحث 

ومن خلال قراءة سريعة للافتتاحيات المختارة» يمكننا ملاحظة أمرين : 


الأول: إنه من الناحية الموضوعية, نجد أن هذه الافتتاحيات قد اهتمت 
اساسا بازبعة محاور أساسية هى: الصراع: والتسوية. والتعاون. ومراخل 
التحول الكبرى التى مرت بها مصر. فمن خلال محور الصراء. نجد أن 
الصراع الأبرز الذى استأثر باهتمام الافتتاحية والمجلة بُسرها كان بالتاكيد ! 
الصراع العربى - الإسرائيلى باعتباره القضية المحورية المحركة والمؤثرة في 
كافة الأحداث فى الشرق الأوسط منذ بدء الصراع وحتى الآنء فأول افتتاحية | 


- ۷۸ - 


أبو بكر الدسوقى 


يقبت نقهوم المتراع بشكل سياكين, ف الت كدري پر 
دريولها- عقب هزيمة حرب پونیو۷ 4۹ لك بها الأستاذ الدكتور بطرس . 
مازالت فى أولى مراحلها. ان هناك معارك كثيرة له وان المعركة مستمرة" لتؤكد على هذا المعنى قولا وفعلا وأنها 
الحرة الكريمة بشرط ان يكون هدفنا واد ل ب ان يخوضها الوطن العربى إذا شاء أن يحتفظ بحقه فى الحياة 
اسرائیلیة الزایعا فی عون یں ری تفلك فام تعفن تون حش كت بطر الى افتتاهيتا" الخزب العررية . 
بالنص القرآنى الكريم "وإن جنحوا 3 رفت بها 'السياسة الدولية" بعد نصر أكتوبر العظيم» والتى استهلها 
ٌْ أخيراء تحقق الا ا جنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم". 

اا ا الا 2 7 الذى كان ثمرة استراتيجية سياسية مدروسة. وخطة عسكرية متقنة, لتحقيق أهداف 
الوب العردي: وانوي العراة ٠م‏ توالت الكتابات المعبرة عن الصراع الإقليمى والعربى ممثلة فى حرب الصحراء فى 
الغزالى - ا عدي > الإيرانية» وأزمة الخليج وتوابعهاء انتهاء بالزلزال العراقى الذى وصفه د. أسامة 
كاف ا ا ا عد أبريل ٠٠١‏ مع بدء الحرب الأمريكية على العراق بأنه حدث فارق فى السياسة الدولية, 
: به عه ٠٠+۶‏ وهو حدث لن تقل تأثيراته النفسية والثقافية والاجتماعية عن تأثيراته السياسية والعسكرية. 


د الکو بار بارس شای سی تجا اول زی 


ماي e‏ الصراع العربى - الإسرائيلى هو الصراع الأهم» فإن تسوية هذا الصراع قد حظيت 
اسب ی فر فى افتتاحية "السياسة الدولية", بداية من عدد أبريل ٠۹۷١‏ حيث تناولت الافتتاحية استراتيجية السلام 
فى الشرق الأوسطء لكن كانت الافتتاحية الأهم تلك التى كتبها د. بطرس غالى بعد توقيع معاهدة السلام فى الشرق 
الأوسط فى أبريل 1175 والتى وصفها بأنها تنهى إحدى المراحل الرائعة فن نضال الشعب المصرى: والتى امتدت على 
مدى ٠١‏ عاماء من أجل استعادة حقوق الشعوب العربية. واستمرت المجلة فى متابعتها المستمرة لجهود التسوية فى 
الصراع العربى - الإسرائيلى فى جميع مراحلهاء حتى أسفرت فى بداية التسعينيات عن الاتفاق الفلسطينى - 
الإسرائيلى» حيث عبر د. أسامة الغزالى حرب فى افتتاحية عدد يناير 19197 تعبيرا دقيقا عن المشهد التاريخى الذى 
صافح فيه الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات» رئيس الوزراء الإسرائيلى اسحق رابين بحضور الرئيس الأمريكى فى حفل 
تاريخى شاهده الملايين من المشاهدين فى أرجاء الأرض واصفا هذا اليوم بأنه طويت بأحداثه صفحة فى تاريخ الشرق 
الأوسط والعالم العربى لتبدأ صفحة جديدة لا تقل صعوية ومشقة على الطريق الطويل لتسوية الصراع العربى - 
الإستراكيلى. 
أما محور التعاون. فقد اهتمت افتتاحية السياسة الدولية بقضايا التعاون الإقليمى والعمل الوحدوى العربى, 
ومستقبل حركة عدم الانحياز» والتعاون الإفريقى - الآسيوى» وقد ظهر ذلك فى العديد من الافتتاحيات» منها افتتاحية 
العدد الأول بعنوان "مستقبل التضامن الإفريقى - الآأسيوى؛ وحركة عدم الانحياز فى مفترق طرق وتعديل ميثاق جامعة 
الدول العربية". 
أما الى. الأخدر فكانت المجلة تولى أهمية كبرى لمراحل التطور فى مصرء فكانت الافتتاحية تبدى تقييما لمرحلة 
لاحقة ات وانعكاسات ذلك على التغير فى السياسة الخارجية المصريةء وذلك مثلما حدث برحيل 
الأعيفين عهال عي الناصر وأنور السادات. 
da ka RS‏ تأسيس المجلة وحتى الآن وجود فترتين زمنيتين فى ت الأحداث: 
n # a‏ اا الثانى من الثمانينيات» حيث اتسمت هذه الفترة بالإيقاع السريح للأحداث 
الأول ند تنكف ٠#"‏ ات فارقة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية؛ فكانت هذه الأحداث غالبا ما تفرض نفسها 
الهمة التى اعتبر ae‏ ۾ زه نا قد تشغل مساحات أكبر فى اللفات والأقسام الخاصة. أما الفترة الثانية منذ 
لتكون موضوعا ا وكانن زات إيقاع بطىء نسبياء وتراجعت أولوية القضايا المصرية لموضوعات الافتتاحية 
ك 5د رواهدة السلام مع إسرائيل وعودة سيناء كاملة للسيادة المصرية, تاركة بذلك دائرة 
بحكم تطورات تلك الفترة 0 ب ااا والإسلامية: أو القضايا ذات الاهتمام العالمى. 
الاهتمام تتجه نحو القضايا الل | اة آل تر ع : 05008 
. إؤتتاحيات السياسة الدولية التى تعبر عن تطور الأحداث الكبرى فى الفترة من ١576‏ 


- ۷۹ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ١٠ء٠‏ - المجلد .4 


Scanned by CamScanner 


أولا- محور الصراع : 
أ- الصراع العربى - الاسرائيلى : 


المغركة مستمرة 
د. بطرس بطرس قالي 


العدد ۹ بتاریخ ١‏ یولیو ٠۹۹۷‏ 









'وأمامنا الآن عدة مهام عاجلة .. المهمة الأولى أن نزيل 
آثار هذا العدوان علينا .. وأن نقف مع الأمة العربية موقف 
الصلابة والصمود .. ويرغم النكسةء فإن الأمة العربية بكل 
طاقاتها وإمكانياتها قادرة على أن تصر على إزالة آثار 
العدوان .." 


جمال عبدالناصر ٩‏ يونيو ١951‏ 

يشلك ها المد مخ اة الما الو ع 
الأعداد التى سبقته .. يختلف من حيث حجمه بسبب 
الظروف ألتى يجنحاوها الوطن العريى فى هه الأوتلامن 
مراحل كفاحه. كما أنه صدر فى غير موعده المعتاد, وكان 
ذلك للرغبة فى التمكن من تناول قدر ممكن من الأحداث 
السياسزة التى لكمقت العدوان الصهيوني: وقد تضهن هذا 
العدد دراسات وتقارير غايتها أن تعالج معالجة عملية 
موضوعية القضايا السياسية التى سبقت وقوع العدوان 
من نحو قضية سحب قوة الطوارىء الدولية وقضية خليج 
العقبة: والقضايا التى لاحقت العدوان. سواء منها ما 
عرض على مجلس الأمنء أو ما عرض على الجمعية العامة 
للأمم المتحدة؛ ومن نحو قضية التعويضات عن الأضرار 
الناجمة عن العدوان» ومن نحو قضية مستقبل جامعة الدول 
العربية. 

وسيتبين للقارىء من هذه الدراسات وتلك التقارير أن 
المعركة مستمرة. ومازالت فى أولى مراحلهاء وأن هناك 
معارك كثيرة لابد أن يخوضها الوطن العربى إذا شاء أن 

تفظ بحقه فى الحياة الحرة الكريمة. وتلك المعارك 
والمجابهات ليست مقصورة على الميدان العسكرى الذى لا 


السياسة الدولية العدد ١15١‏ نوليو 3٠.٠‏ - المجلد ٤٠١‏ 


Scanned by CamScanner 


يعدو كونه واحدا من ميادين متعددة؛ فهناك ميدان 
الدبلوماسية: وميدان التكنولوجياء وميدان الإعلام وميدان 
الاقتصاد» وغير ذلك من الميادين التى لابد من خوضها ازا 
أردنا أن نحقق أهدافناء وأهدافنا التى نسعى إلى تحقيقها 
يجب أن تكون واضحة الرؤية أمامنا لنأمن مغبة خوضها 
فى ظلام. 






الحرب الهربية -الإسرائيلية الرابغة 
د. بطرس بطرس قالج 


العدد ۲۵ بتاریخ ۱ ینایر ٠۹۷٤‏ 


'وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو 
الذى أيدك بنصره ويبالمؤمنين وألف بين قلويهم 2 
[ قرآن كريم ] 


"إن الشعب لا يعقد صلحا مع عدو يحتل أرضه" 
VAY‏ 


8 السلام إن لم يكن يصان بالشرف فإنه لم يعد 
م" 


لورد جون راسل (۱۷۹۲ - ۱۸۷۸) 

يسر مجلة 'السياسة الدولية" أن تكون سباقة فى تقديم 
ملف واف عن حرب السادس من أكتوير سنة ۱۹۷۳ ويقع 
فى أكثر من مائتى صفحة اشترك فيه صفوة من الباحثين 
والخبراء من اللتخصصين فى مختلف فروع السياسة 
ويبلغ عددهم أربعة وعشرين باحثا وخبيرا. 

وقد قسم هذا الملف إلى عشرة أبواب. يتناول كل باب |/ 
منها جانبا من جوانب المواجهة العربية - الإسرائيلية. 


وقد خصصنا الباب الأول للمواجهة العسكرية... تلك | 
الدراسات الأربع التى جمعت بين السياسة والقانين | 


- (A: — 





والعسكرية؛ ويؤكد كل منهبا أن الانتتصار العربى کا 

EE r E‏ 57 . ن 

| متعدد 0 وکو تسرة استزاتيبية سيار > 

بيروبسا' ى عسكرية متقنة, لتحقيق أهداف واضحة 
بزيدها القانون الدولى. 


والباب الثانى من الملف عن المحاور الاقتصادية لهذه 


وتلك الدراسات الثلاث توضح أن الدول العربية قد 
بالحرب عن النطاق الإقليمى المحدود إلى نطاق عالمى غير 
محدود. 


والباب الثالث موضوعه "الإعلام والحرب النفسية" 
ويبدأ بدراسة للدكتور ياسين العيوطى الأستان بجامعة 
سان جون بنيويورك والخبير السياسى بالأمم المتحدة. وقد 
الخرافات التى استطاعت الدعاية الاستراتيجية غرسها فى 
المحرر بجريدة الأهرام» تتصدى لإيضاح مدى النجاح 
دراسة أعدها الأستاذ ابراهيم كروان الباحث بمركز 
الدراسات السياسية والاستراتيجية بدار الأهرام لم فيها 
تحليلا وافيا لصدى هذه الحرب فى الصحافة العالمية. 

ومؤدى تلك الدراسات أن الانتصار المعنوى على جبهة 
الرأى العام العالمى لا يقل شأنا عن الانتصار العسكرى» 
والانتصار الاقتصادى. 





الثورة الشهبية الفلسطينية 
ت. بطرس بطوس قالي 


العدد 7+ بتاريخ ١‏ أبريل 1314 





اا أريعين عاما على 
لاتزال المنساة الفلسطيتة, ري (رراما) تاريخية من 
اجهة القوة” 


غياب الحق فى مو . المطاردة المستمرة من 
: . لكنه ٠‏ ف کر د يتمثل فى 
وم خاص» 4 5 
المطارد والطريد لا نتفاضة 2 ققفَة 
۷ اجتاحت أقوى بن الأراضى 
ومند ا لانت الاحتلال العشرد 
جماهيرية 


- ۸۷ - 


Scanned by CamScanner 


أبو بكر الدسوقى 


الفلسطينية, واستطاعت - باستخدام سياسة النفس 
الطؤيل- أن تسافظ على مدو الع كير وتو البح 
فاستعادت الثورة الفلسطينية إشراقة الثورات الفلسطينية 
العارمة فى الثلاثينيات. وجددت شباب ثورتها الحية. ومع 
تصاعد ضراوة عمليات القمع الإسرائيلى التى لا تتورع عن 
دفن الأحياء» وتكسير الأذرع والسيقانء والخنق والقتلء 
تكون مجموعة من الحقائق الأساسية قد تثبتت وتكرست. 
ولم يعد ثمة جدوى من تجافلها أى إنكارفا من جانب 
إسرائيل: 

- إن الشعب الفلسطينى قد حسم - بصموده- نهائيا 
مسالة التعايش مع أوضاع الاحتلالء أى بمعنى آخرء أن 
دوام الاحتلال من المحال. وعليه؛ فإن الإسرائيليين مطالبون 
- بدورهم بأن يحسموا أمرهم حول إمكان التعايش مع 
تفاع الرق القلسظيف.: 

- إن النضال الفلسطينى يكسب التأييد على حسابهم, 
ويضاعف من عزلتهم الدولية: فضلا عن عزلتهم الإقليمية 
القائمة أصلا. 

وبإيجاق:قإق خط قطون للثورة الشسعبية الفلسليتية فد 
شرع فى خلخلة أوضاع الداخل الإسرائيلى» ابتداء من هز 
قدراته على السيطرة وانتهاء بإمكانية إقناع مواطنيه 
قروو التسك بالاهتلال. 


ب الضراع الإقليمى: 


المغرب العربي 
د. بطرس بطرس غالي 


العدد : بتاريخ ١‏ أبريل 157 






بعد انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية فى 58 
فبراير ١۱۹۷ء‏ تحولت القضية من كونها قضية تصفية 
استعمار أوروبى إلى نزاع مسلح بين ثلاث دول شقيقة هى: 
المغرب وموريتانيا من ناحيةء والجزائر من ناحية أخرى» بل 
ظهر طرف رابع فى الصراع.؛ ألا وهو الجبهة الشعبية 
لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب 'بوليساريو'. 


وعلى الرغم من المساعى الدبلوماسية المكثفة. التى بذلت 
والتى مازالت تبذل على الصعيد الثنائى أو الجماعى: من 
أجل تسوية النزاع تسوية سلمية؛ فان الدماء العربية قد 


السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو 7٠.8‏ - المجلد .4 


قراءة فى افتتاحية السياسة الدولية 


سالت على الأرض العربية بأيد عربية. وهذه المأساة التى 
أضابت المغرب العربى لا تقل خطورة عن المنساة التى مثى 
بها المشرق العربى» فى صورة الحرب الأهلية الدامية التى 
مزقت لبنان الشقيق. 

وقد نجحت کل من اماد لبنان ومأساة الصحراء 
الغردية فى أن ححجب عن الوطن العربى الكنبين القضايا 
الضيرية الحقيقية التى تؤاجهه. آلا وهى تحدى الضهيونية 
الغنصرية. وتحدى التجزئة التخلفية. 

اتا الاستادق: وكمن كدي ةا الف راكنى لقاو 
العربى؛ أن تكلل بالنجاح المساعى التى تبذل من أجل 
اتباب السلم إن الصسدراء القربية ONE‏ 


السياسة الدولية والحرب 
الحراقية الإيرانية 
د. بطرس بطرس قالجي 


العدد 40 بتاريخ ١‏ يوليو "194 


خصصبتك مجلة"السياسة القولية” فى هذ1 العند كسما 
خاصا للحرب العراقية - الإيرانية وآخر تطوراتهاء يتناول 
أبعغانهاء ويدزس آثارها غلى مستقبل الآنة العريية خاصة 
ودول المنطقة ودول العالم الثالث عامة. وخطورة استمرارها 
على السلام والاستقرار والتقدم فى العالم ا 


أنرآن والعتراق + وقوشنيم اسمنه واركاته واهداقه ند بدابة 
کا نا 

نها بالا ب ات تى الملوجا ا للست ةة 
موقف التريث والترقب والحياد E‏ 


إلا أن الأوضاع العسكرية تغيرت, كما أن الملابسات 
السياسية والمواقف قد تبدلت. فقامت ايران ابتداء من مايو 
1 بضرية مضادة:؛ وتمكنت فى سبتمبر من نفس العام 
من رفع الحصار العراقى على مدنها ودفعت غالبية القوات 
العراقية إلى الانسحاب عبر نهر الخارون.. وأعلنت 
الحكومة العراقية عن استعدادها التام لسحب كل قواتها 
من الأراضى الإيرانية. وموافقتها على التفاوض من أجل 
إيجاد حل سلمى عادل للنزاع والتزامها باتفاقية عام 


EAS .‏ ۲.80 المجلد ٤١‏ 
ان الدولية العدد: 20١‏ يي 


Scanned by CamScanner 






- AY -— 


.| بين البلدين والحدود التى رسمتها بينهما .. بل‎ ٥ 
الإيرانيين بدأوا فى العمل على اقتحام الحدود العراقي”‎ 
يوليو ۱۹۸۲ء ودخلوا أراضى‎ ١۳ وعبروا الحدود فی‎ 
العراق.‎ 

وقد أدت هذه التغيرات الجذرية إلى تحول مهم فى 
العناصر التى تحدد وضع العلاقات المصرية - العراقرة 
ومواقف مصر الرسمية من النزاع. : 


أزمة الخليج وقضايا 
مابغد الازمة 
د. بطورس بطرس غالجي 


العدد ٠١0‏ بتاريخ ١‏ يوليو 1991 








یھ تھی او اتک ال انات فی اش سی 
144 إلى المي ۷۹١١‏ 151 سق إن اليا اسراف 
قد استندت فى تبرير غزو قواتها للكويت إلى الدعاوى 
تفسهنا الل سيق لها أن اقاردهنا كن الأضسن. وغشى عن 
ابيا ق أن القبلوياسية العبوية امزال مهدا التسئازلة دوق 
تفجر الموقف. مستندة فى مساعيها إلى مبدأين رئيسيين: 


الأول: هو تسوية الصراعات العربية بالطرق السلمية. 


الثانى: هو ضرورة التوصل إلى التسوية فى نطاق 
عربى» إلا أن تعنت النظام العراقى وتشيثه بموقفه قد أدى 
إلى إجهاض المساعى السلمية المصرية وقد كانت النتيجة 
المعروفة وهى اجتياح القوات العراقية الكويت فى أول 
أغسطس ay ٠۱۹۹۰‏ 


وإزاء استنكار المجتمع الدولى العارم لإقدام العراق ' 
على غزو الكويت, بدأ النظام العراقى فى التذرع بمبررات 
مغلفة بمزيد من التوجهات الأيديولوجية؛ فتارة يكيف الموقف | 
على أنه مواجهة بين الإمبريالية والصهيونية. وتارة أخرى 
الاستعمار من جانب والقوى التحررية فى العالم الثالث من 
جانب آخر 520 


وهكذا رفع العراق فى أن واحقف فل U‏ هن اله ارات 
الحماسية تنادى بالتضامن العربى والتضامن الإسلامي' 
ثم يتسع نطاقها إلى تضامن العالم الثالث بأسره ثم , 
تضامن كافة المقهورين والمعذبين فى الأرض وذلك كسبا ١‏ 
للتأييد واستدرارا للتعاطف مع موقفه. ا 





| 
| 


| 






الزلزال العراقي 
د . أسامة الغزاليم حورب 
العدد 107 بتاريخ ١‏ أبريل7..؟ 





قبل أيام قليلة من مثول هذا العدد من السياسة الدولية 
(أبريل )3٠١7‏ للطبع؛ وبالتحديد صباح يوم الخميس .” 
ازس :دات الحرب الأمريكية على العراق (وهو الأمر 
الذى توقعناد. واستعددنا له بالإعدان المبكر للملف الشامل 
الذي تعره فى :هذا العدد):.ومع أن الوقن بردو رك | 
لتقدير مغزى تلك الحربء وآثارها الدولية والإقليمية بعيدة 
الدى؛ إلا أن الأرجح هو أننا بصدد حدث فارق فى 
السياسة الدولية. يختلف ما بعده عما قبله. وهو حدث لن 
نقل تأثيراته النفسية والثقافية والاجتماعية عن تأثيراته 


التدائسية والعسكرية. 


٠‏ 0000م على المستوى الدولى. سوف 
تسجل الحملة العسكرية الأمريكية - البريطانية على 
العراق: باعتبارها إحدى الوقائع الأساسية التى تؤكد نهاية 
النظام الدولى الذى قام بعد الحرب العالمية الثانية». وتجسد 
فى منظمة الأمم المتحدة بتشكيلاتها المختلفة. وعلى رأسها 
مجلس الأمن. لقد ذهبت الولايات المتحدة إلى الحرب مع 
بريطانيا. متجاهلتين تماما الشبرعية الدولية. ومعارضة 
الغالبية العظمى من بلاد العالم. وفى مقدمتها الدول الثلاث 
الأخرى دائمة العضوية فى مجلس الأمن (فرنسا وروسيا 
والصين)....... 

على المستوى الإقليمى, يبدو الشرق الأوسط والعالم 
العربى تحديداء وكأنه المنطقة التى مس EE‏ 
غيرها- السمات الجديدة للنظام ني بوى...رنيات 
جسيت عرب السويضق اموجه" فى و الباردة: 
بن المسكرين الق د ا عزف المواجهة 
ومثلما شهدت أحداث حرب أكتوبر 


3 الوفاق ومثلما 

3 5 قين الدوليين فى‎ a a ES 
د ددر العملاقين 3-13 الد لبه‎ 

0 أخطيرة 0 بر الأكويت الستان عن الملامح و 
لر ظام اله“ الى الجدية الذى أعلنه الرئيس بون 


الاب 


- AT - 


Scanned by CamScanner 


أبو بكر الدسوقى 
ثانيا- محور التسوية : 
استراتيجية السلام فى الشرق الأوسط : 


الدبلوماسية المصرية 
وخضية السلام الخادل 


د . بطرس بطوس قالجي 


العدد ١‏ بتاريخ ١‏ أبريل 19174 





تحفيق سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط - رقم \VEV‏ 
الصادر فى ۲۲ أكتوير سنة ١1۹۷ء‏ واجتازت هذه 
الملفاوضات مراحل غديدة. فناتفاق النقاط الست, ثم 
مفاوضات الكيلو :1١١‏ كم انعقاد مؤتمر جنيف: ثم إبزام 
اتفاقية فك الاشتباكات. 
مبادئ رئيسية: أولها أن المفاوضات يجب أن تجرى فى 
إطار الأمم المتحدة, وثانيها أن المفاوضات يجب أن نجريها 
بانمع الامة العربية قاظلبةبوثالكها أن الفارضات نبجب أن 

يجب أن تجرى المفاوضات فى إطار الأمم المتحدة. وفقا 
لأحكامها وقراراتها ايب 

وهناك عدة أسباب دعت الدبلوماسية المصر ب إلى ذلك 

أولا: إيمان مصر بالأمم المتحدة, ويمبادئ وأهداف تلك 
المنظمة القائمة على احترام قواعد القانون الدولىء والعدالة 
الا ا 


ثانيا: الأمم المتحدة هى التى أصدرت قرار تقسيم 
فلسطين إلى دولتين: إحداهما عربية والأخرى يهودية. 
........ وهى مسئولة قبل أية جهة أ< ن ضما 
الدولة الفلسطينية العربية e‏ د د 

وليس من مصلحة المجتمع الدولى أن تتم تسوية 
المنازعات الدولية خارج اطار الأمم المتحدة. كما انه ليس من 
مصلحة المجتمع الدولى أن يحل الوفاق الوليد دين 
العملاقين محل مجلس الآمنء وان تكون قراراته بمشابة 
الشرعية الدولية. فحينما تطالب الدبلوماسية المصرية 
باشتراك الأمم المتحدة فى مفاوضات السلام. وحينما 
تطالب بوجود الأمم المتحدة فى مؤتمر جنيف, فإنما تدافع 
بذلك عن مصلحة المجت الدولى للحفاظ مصالح 
الدول الصغيرة والمتوسطة تجاه تسلط الحكم الثنانى 
الجديد المنبثق من تقارب العملاقين. 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ بوليو ٠٠.٠‏ - اللجلد ٤١‏ 


قراءة فى افتتاحية السياسة الدولية 


قناة السويس والاستراتيجية الدولية 


د. بطوس بطرس غالي 


العدد ٠٠‏ بتاريخ ١‏ أبريل 19170 





خصصت مجلة "السياسة الدولية' قسما فى عددها 
هذا عن قناة السويسء بمناسبة إعدادها لعودة الملاحة 
إليها. لتعود مرة أخرى "حلقة الاتصال بين شعوب العالم, 
أى خدمة قضية السلام والرفاهية". 


ويتضمن هذا القسم الخاص مجموعة دراساتء فى 
مقدمتها دراسة قيمة للأستاذ الكبير الدكتور وحيد رأفت» 
تناول فيها أهم ما يخاطر أذهان العرب من مشكلات. وهی 
مشكلة مرور السفن الإسرائيلية فى قناة السويس, ويلى 
تلك الدارسة بحث عن المركز القانونى لقناة السويسء منذ 
تاريخ إتشائهاء حنتى تاريخ قاميم شركةاقناة المنويس: 
وفيه إشارات إلى القضايا التى أثارها هذا التأميم على 
النطاق الإقليمى والنطاق الدولى؛ ثم يلى ذلك تقرير 
المهندس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس 
قن وو ستول قثالة الوسى. ونتقدر غات حكة القتاج 
لتصير مرققا غصريا قادرا على تلبية متطلبات الملاحة 
الدولية فى تطورها الجديذ. 


والليقة إذ فشر هذا الس« الخاضص ع قكاة السسويسن: 
فإنه لا يفوتنا أن نسجل كل تقدير وإجلال وتقديس للأبطال 
الذين استرخصوا الدماء والأرواح فى سبيل استرداد القناة 
وإعادتها إلى حوزة السيادة المصرية؛ فى سبيل الدفاع عن 
وحدة التراب الملصرى» فسجلوا بذلك بطولات خارقةء 
يسجلها التاريخ لشعب مصر وللشعوب العربية عامة. 


مباحددرة السلام 


د. بطرس بطرس غاله 


العدد 01 بتاريخ ١‏ يناير19174 





"إن الأمة العربية لا تتحرك فى سعيها من أجل السلام 
الدائم من موقف ضعف أو اهتزازء بل إنها على العكس 
تماما تملك من مقومات القوة والاستقرار ما يجعل كلمتها 
زارعة من ارادة صادقة نحو السلام» صادرة عن إدراك 
حضارى بأنه لكى نتجنب كارثة محققة علينا وعليكم وعلى 


: اة الدولية خن 115 توليق Ts‏ المجلد +٠‏ 


Scanned by CamScanner 


العالم كله. فإنه لا بديل عن إقرار سلام عادلء لا تزعزى 
الأنواء» ولا تعبث به الشكوكء ولا يهزه سوء المقاصد أو 


التواء التواياً" 


منكلمةالرئيس السادا تأمام الكنيستفى ١‏ "نوفمبر//1؟١‏ 

........ يصدر هذا العدد من مجلة "السياسة الدولية, 
بعد أن أخذت موجات التغيير الجذرى تفعل فعلها فى 
أوضاع العالم العربى والنزاع العربى - الإسرائيلى, بل 
نقول فى الشرق الأوسط والعالم المعاصر أجمع. 

ونقطة البدء فى هذا التغيير الجذرى هى مبادرة السلام 
التى طرحها الرئيس محمد أنور السادات ا 

لقد تحدث الرئيس السادات أمام مجلس الشعب 
المصرى يوم ٩‏ نوفمبر //197 عند افتتاح دورته الحالية, 
وأعلن فى خطابه عن نوايا زيارة إسرائيل لإلقاء خطاب أمام 
الكنيست» وكان هذا الإعلان هو نقطة البدء فى مبادرة 
السلام. 

وفى ١9‏ توفمبر 147/7 بدأ الرئيس رحلته التى تضمنت 
:يارة القدس وأداء صلاة عيد الأضحى فى المسجد 
الأقصى. وأمام الكنيست - فى اجتماع خاص- ألقى 
الرئيس خطابه الذى ضمنه المبادئ الخمسة للتسوية 


ولقد عاش جميع المواطنين فى مصر وفى البلاد العربية 
بل وفى دول العالم أجمع هذه الأيام مع أجهزة وأدوات 
الاتصال والإعلام المحلية والإقليمية والعالمية التى نقلت هذا 
وعايشوه وتأثروا به. 


المحور 


العلد ۵٦‏ بتارییخ ۱ أبریل ٠۹۷۹‏ 





تم فى الأسبوع الماضى توقيع معاهدة السلام بين مصر 
وإسرائيل فى واشنطن» وذلك بعد أن نجحت مصرء من 
خلال مرحلة ممتدة من المفاوضات الصعبة. فى وضع 
الأمور فى نصابها الصحيح. 


إن توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ينهى 
إحدى المراحل الرائعة من نضال الشعب المصرى. والتى / 
امتدت على مدى "١‏ عاماء من أجل استعادة حقوق / 
الشعوب العربيةء بذلت مصر خلالها الغالى والرخيص ' 
وكانت العمود الفقرى الذى التفت حوله مقاومة البلدان | 


- Af - 





يوربية لدرء العدوان الواقع على الأمة العريرة 
صدد تحليل هذه المرحلة التى ن 
لإنتهاء. يلاحظ ما يلى GT‏ 
- أنها بدأت بالهزيمة العربية فى حرب عام 15944. 
- أنها تنتهى» ومصر على وبشك ال IC‏ 
ندر الكبر من أهداف الام العريية في لك قق 
للتسوية الفلسطينية 


ا وشعويها. 
#عضقد انها على وشك 


- إن مصر -بوعى كامل لحركة التاريخ- وضعت, فور 
هزيمة يونيو ۷١١۱ء‏ أهدافا استراتيجية, فأخرى تكتيكدة, 
وقد عملت طوال اثنى عشر عاما على تحقيقها بأسالى 
سياسية وعسكرية N U OS‏ 0 

جهزت المسرح القومى والإقليمى والداخلى لاستعادة 
التوازن العسكرى والاستراتيجى بين العرب وإسرائيل. 
وذلك من خلال سلسلة من المواجهات العسكرية الشرسة 
التى امتدت على مدى ثمانية عشر شهرا. وهى فى ذلك 
كانت تعلم علم اليقين أن النجاح الإسرائيلى لن يوقفه إلا 
نجاح عسكرى عربى مماثل. 

حاربت معركة أكتوير العظيمةء وهى على وعى كامل 
بأن الحرب هى امتداد للسياسة بوسائل أخرى. 


السادس والعشرون من أبريل 111 ا 
دت. بطورسش بطرس غالج 
العدد 74 بتاربخ ١‏ أبريل 1945 


ل ا 

٠ ۷‏ عله بریں ku,‏ ات 
با بسک استنادها إلى عناصر 
- 1 جية السياسية و 
د 3 رذتلف 5 


Scanned by CamScanner 





أبو بكر الدسوقى 


موعده المحدد إنما ليثبت للعالم عامة وللعالم العربى خاصة 
ان مصر انتصرت دبلوماسياء وأنها واجهت تحدى السلام 
وحفقت مطلب الرئيس أنور السادات الذى أعلنه من منصة 
الكنيست فى نوفمبر ۱۹۷۷ء وهو الانسحاب التام من كافة 
الأراضى المصرية التى تم احتلالها بعد 5 يونيو ۷٩۹٠ء‏ 
وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن E ١57‏ 

ثانيا- نكون قد أثبتنا للعالم عامة وللعالم العربى خاصة 
أن أسلوب التفاوض والحوار والسلام أجدى وأنفع من 
أسلوب المواجهة والرفض والحربء وأن الطريق الذى 
وضحت معالمه وأصوله فى كامب ديفيد قد نجح فى 
استروك الآرطن الكصتزية: 

ثالثا- ونكون قد انتهينا من مرحلة فى عملية السلام 
لنبدأ مرحلة جديدة نكرس فيها جهودنا لتحقيق الانسحاب 
من الأراضى الفلسطينية المحتلة والأراضى العريية الأخرى 
المحتلة منذ /195701. 


الاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي 


د. أسامة الغزالجه حرب 
العدد ١١4‏ بتاريخ ١‏ يناير؟199 





فى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثالث عشر 
من سبتمبر 1155, وفى احتفال كبير بمقر الرئيس 
الأمريكى فى واشنطنء وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير 
الفلسطينية 'إعلان المبادئ لترتيبات الحكم الذاتى 
الفلسطينى". ووفقا لما جاء فى مقدمة الإعلان. فإن حكومة 
إسرائيل والوفد الفلسطينى لمؤتمر السلام فى الشرق 
الأوسط -ممثلا للشعب الفلسطينى- وافقا على .. "أنه قد 
حان الوقت لوضع حد عقود المواجهة والنزاع» وتبادل 
الاعتراف بحقوقهم الشرعية والسياسية؛ وليكافحوا للعيش 
فى سلام وتعايش» وبكرامة وأمن متبادلء وليحققوا تسوية 
سلمية عادلة, دائمة وشاملة. ومصالحة تاريخية". ويعد 
توقيع الاتفاقء صافح الرئيس ياسر عرفات رئيس الوزراء 
الإسرائيلى اسحق رابين أمام ثلاثة الاف مدعو ومثات 
الملايين من المشاهدين فى أرجاء الأرض» وطويت بأحداث 
ذلك اليوم الحافل صفحة فى تاريخ الشرق الأوسط والعالم 
العربى لتبدأ صفحة جديدة لا تقل صعوبة ومشقة؛ على 
الطريق الطويل لتسوية الصراع العربى - الإسرائيلىء وفى 
القلب منه القضية الفلسطينية 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ۲١٠١۵‏ - المحلد .4 


قراءة فى افتتاحية السياسة الدولية 


السوري - الإسرائيلي 


د. أسامة الغزالج حورب 
العدد ١+٠‏ بتاريخ ١‏ أبريل ٠٠٠١‏ 





قبل قليل من مثول هذا العدد من "السياسة الدولية" 
للطبع» كانت الأنظار فى الشرق الأوسط وفى العالم كله, 
تتجه إلى اجتماع القمة الأمريكية- السورية فى جنيف» فى 
١‏ مارس الماضىء بين الرئيس الأمريكى بيل كلينتون, 
والرئيس السورى حافظ الأسد. وطبقالما أعلن بعد 
الاجتماعء وما عرف من تفاصيله. فإنه لم يسفر عن 
اختراق أو نقطة تحول فى مسار المفاوضات السورية- 
الإسرائيلية» ولكن أيضا يصعب القول إنه كان فاشلا. إنه 
خطوة إضافية فى المسار الطويل والصعب للتسوية 
السورية - الإسرائيلية. وفى واقع الأمرء فإن صعوية 
وحساسية وتعقيد المسار السورى الإسرائيلى للتسوية. 
لايمكن أن تظهر إلا فى السياق التاريخى الأشمل للصراع 
العربى - الإسرائيلى. ويعبارة أخرىء فإن المغزى الكبير 
للتوصل إلى تسوية سورية - إسرائيلية يتجاوز مجرد 
استكمال حلقات التسوية العربية مع إسرائيل بالمعنى 
الإقليمى أو الجغرافى (بعد مصر. والأردن: والفلسطينيين, 
وآكنَذا فى الافقبان أن تلك القسوية سوق تكوق أهم 
ضمانات التسوية مع لبنان)؛ وهو أيضا يتجاوز استكمال 
المرحلة الأخيرة للعملية السلمية (بمنظور الزمن أو الوقت)» 
منذ ان بدات تلك العملية بزيارة الرئيس السادات لإسرائيل 
فی نوفمبر 7 ؛ أى قبل ما يقرب من ثلاثة وعشرين 
عاما. إن التسوية السورية - الإسرائيلية تعنى» أكثر من 
أى خطوة سبقتهاء قبول 'العرب” بإسرائيل من المنظور 
التارينفى للصزاع: والتزامهم بالتنايقن السلعى معها: على 
الأقل فى المدى الزمنى المنظور! 


إن سوريا - التى تدخل الآن فى عملية شديدة الصعوبة 
فخ المساومة والضغوط المتبادلة مع إسرائيل - اعتبرت 
نفس ها دائما "قلب العروية النابض". ومركزا للشعور 
القومى العربى؛ فضلا عن كونها الدولة الأم لسوريا 
الكبرى أو الشام: وهى بهذه المثابة كانت الطرف المشارك 


فی حرب آکتون IVF‏ والذى علا صونه -بعد 


٤١ المجلد‎ ۲ 5 / 5 
5 8 ۱٦۱ ١ 
بولير‎ ١١ 00 

السياسه الذولبة العدد 


Scanned by CamScanner 





- AN -— 


كامب ديفيد- لطرد مصر من الحظيرة العربية, والذى 
أعطى لنفسه دائما حق التدخل والتأثير المباشر على 
الفلسطينيين والقضية الفلسطينية: بما فى ذلك التىن. 
الشديد على آليات ومضمون اتفاقاتهم (المنضردة) مي 
الإسرائيليين! 


خطوة أولجي علج خريطة الطريق 


د. أسامة الغزاله حورب 
العدد 101 بتاريخ ١‏ يوليو ٠٠١”‏ 


أخيراء ويعد طول انتظارء ويعد أن وصلت المواجهة بين 
الفلسطينيين والإسرائيليين» درجة غير مسبوقة من الحدة 
والدموية..» بدأ يظهر بصيص من أمل فى أن تكون تلك 
اللحظة نفسها هى بداية مرحلة جديدة فى عملية السلام 
العربى - الإسرائيلى فى اكثر مساراتها صعوية 
وم اة أن الان الى ذا تل الاد 
عندما أغلنت فصائل المقاومة الفلسطينية الرئيسية فى 
الأنسبوع الآخير من الشهر الماضى (يوتيق 7١؟)‏ يعد 
جهود مضنية لعبت فيها مصر دورا محورياء استعدادها 
توكك أعسال االتك شيف اسراقيل» [3] سأ التويةاقة 
الأخيرة بوقف عملياتها ضد الفلسطينيين, والمقاومة 


.مم غير أنه لم يكن ممكنا فى الواقع 
إنجاز أى اتفاق فلسطينى - إسرائيلى إلا بصدور ذلك 
الالترّام من القسسائل الفلسطليئية: يضرف التظن عن 
اختلاف الصيغ التى تحدثت بها عن إيقاف أو تعليق 
عملياتهاء أو المدة التى تلتزم بها بذلك الإيقاف (ثلاثة أو 
ستة أشهر ... إلخ). وفى المقابلء بدأت القوات الإسرائيلية 
بالفعل انسحابها من مدينة بيت لحم فى الضفة الغربية 
لتحل محلها قوات الأمن الفلسطينية لأول مرة منذ أبريل 
۲ كما أعلنت إسرائيل موافقتها على الإفراج عن ١١‏ 
أسيرا فلسطينياء (أبرزهم أمين عام الجبهة الشعبية لتحريد 
فلسطين يي سعدات)» وهى بدورها خطوات يراها 
الفلسطينيون أقل بكثير مما يطمحون إليه. 


غير أن تلك الإجراءات المحدودة جداء والحذرة للغابة ' 
من الجانبين تمثل الخطوة الأولى لتنفيذ خريطة الطريق؛ أى | 
مشروع السلام الأخير فى الشرق الأوسط الذى وضعنا | 
أطراف الرباعية الدولية (الولايات المتحدة. وأورويا الغربي» ١‏ 
وروسياء والأمم المتحدة) ١‏ 








مستقبل التضامن 
الإفريقجه - ا ماسيو ه 
د. بطرس بطرس غالجي 


١70 يوليو‎ ١ بناريخ‎ ١ العدد‎ 








هناك مجالات مختلفة من النشاط يمكن أن 
فى تحاقيق تضمامن أسيوى - إفريقى. أول هذه المجالات هو 
الحرية فى العالم العربى وفى كل بلدان إفريقيا وآسيا التى 
ننشدها وتسعى من أجلهاء وثالثها إمكان القيام بدور 
لتدعيم إمكانيات التعايش السلمى. 


نساهم بها 


جمال عبدالناصر (7 فبرابر )١459‏ 
التضامن الإفريقى - الآسيوى 
يصدر هذا العدد الأول من هذه المجلة التى يراد لها أن 
الدولية فى الفترة التى كان مقدرا أن يعقد خلالها مؤتمر 
الجزائر» وقد كثرت التكهنات حول مصير عقده: وكثر 
تداول الحديث عن مستقبل التضامن الإفريقى - الآسيوى. 
3 5 = 5 عا 1 0 
بعد تمهيد ومشاورات مامت برعي 0 
الرأى على أن تكون مدينة الجزائر مكان عقد a‏ 2 
. ` بعد 
للمؤتمر الإفريقى - الآسيوى فى 79 يونيو سه : 


3 اماس 1 5لا 

أن عقدت دورته الأولى بمدينه باندونج 9 2 
أبريل سنة .٠۹٠١‏ ولكن الحوادث la‏ 
0 : . > ترنب 
الجزائر. والتى ابعد فيها الرئيس ج بيلا عن ف الذهن 
فوا تال الزن وال لے 
- -- بمر ما نتائج هد 


عمدة تساؤلات: ما مصير هذا بسو 13 
التأجيل؟ a‏ تقد التضامن الإفريفى - اوسيوى 

7 2 باندونج أول مؤتمر 
١‏ 1 ےت عقد فى + ر 

منذ عشر سنوات مضت الذى صد 
للدول الإفرية 5 الآسيوية والبيان الر 000 ئى ن 
عقبه بالإجماع تضمن المبادئ نكي البائ العشرة. 
59 ۰ 37 5" س 3 8 الإفريقية؛ ومن أهمها ۰ 


=o‏ قرارات 
إي در الموؤنمر 
والى جاتب :فذة اماد 0 ئها لم يتحقق بعد 
منياسية خطيرة بعضها قد POSEN E i‏ 
a - 3‏ منوات 


على الرغم من مرور عام 


Scanned by CamScanner 





أبو بكر الدسوقى 


ر العنصرى مثلا لا تزال قائمة فى جنوب إفريقياء ولا 
تزال متمسكة بمنهجها البغيض القائم على استبداد الرجل 
الأبيض وبطشه وإرهابه للجنس الملون ومثل التمييز الكريه 
لا يزال قائما فى اتجولا وفى مورمبيق: .حَيك تعكير السشرة 
ويعتبر الرقيق ركنا من أركان الاقتصاد فى هذه المناطق .. 
ومازال عرب فلسطين مشردين لاجئين ينتظرون على أبواب 
بلادهم العودة إلى وطنهم السليب .. ولا تظن أن مهمة 
الدول الإفريقية - الآسيوية ستكون محصورة فى المطالبة 
بتحقيق ما لم يتحقق من قرارات مؤتمر باندونج؛ بل إن 
مهمتها فى الواقع أوسع من ذلك مدى وأعمق غورا. 


السودان وليبيا ومطر 


د. بطرس بطرس غالجي 


العدد 19 بتاريخ ١‏ بناير 191٠‏ 





ا أى وحدة جزئية فی العالم العربى تمثل إرادة 
شعبية أو أكثر من شعوب الأمة العربية هى خطوة وحدوية 
عتورقنا فى اعساق الآرشن العريية” 


ميثاق العمل الوطنى - الباب التاسع 


إن ليبيا تعتبر التنسيق والتعاون مع أى دولة عربية 
بمثابة لبنة فى بناء الوحدة؛ وان ليبيا ترفض أى أشكال 
التجزئة التى يقصد بها فصل جناحى الأمة العربية: 
المشرق والمغرب". 


العقيد معمر القذافى - أول ديسمير ١9459‏ 


السودان وليبيا ومصر ثلاث دول عربية إفريقية 
متجاورة متلاصقة تلاصقا تاماء فالسودان أرضه متصلة 
بأرض ليبيا ومصرء وليبيا أرضها متصلة بأرض السودان 
ومصرء ومصر متصلة أرضها بأرض الدولتين الشقيقتين. 
وفى العام المنقضى؛ تفجرت ثورتان مباركتان إحداهما فى 
السودان والأخرى فى ليبيا وكلتاهما لا تختلف فى الجوهر 
عن ثورة "5 يوليو فى الوطن المصرى إلا من حيث الزمان 
والمكان؛ وهاتان الثورتان الجديدتان أضافتا إلى التلاصق 
الجغرافى بين هذه الدول الثلاث تلاحما فكريا وأيديولوجيا 
يكمل التلاصق الجغرافى ويعززهء وبهذا وذاك أصبح مادة 
التكامل متوافرة لا ينقصها إلا أن توضع لها الأصول التى 
تحكم العمل الوحدوى بين هذه الدول والأسس العلمية التى 
تقام عليها التنظيمات والمؤسسات الوحدوية التى يكون من 
شانها الإشراف على العمل الوحدوى. 


السياسة الدولية العدد ١1١‏ يوليو ۲٠٠٠١‏ - المجلد 4٠‏ 


قراءة فى افتتاحية السياسة الدولية 


وللعمل الوحدوى صور كثيرة ومنوعة تختلف باختلاف 
النواحى التى يراد أن يتم التوحيد والتكامل فيهاء 
وا لاف االأساك السام اى الط الس رة 
التكاملية المنشودة. 


حركة عكم الأنحياز 
في مفترق الطرق 


د. أسامة الغزالي حرب 
العدد ٠٠١‏ بتاريخ ١‏ يناير؟199 





فى الفترة من الأول إلى السادس من سبتمبر ”21997 
قد فى العاضهة الأدوويسيية جاكرنا! وتر اة 
العاشر لحركة عدم الانحياز. ولم يكن هناك شك لدى أى 
من الأطراف المشاركة فى الحركةء أو من خارجهاء فى أن 
انعقاد ذلك المؤتمر يأتى فى وقت تقف فيه حركة عدم 
الأنحيانعند مقترق ظرق. لم يسبق له منثيل فى تاريفها: 
فالمبرر الأساسى لوجود هذه الحركة: منذث أن ولدت قبل ما 
يقترب:من اربعة عقود (فى عتنضف الخعسينيات): لم يعد 
قَائمآ الآن.قَفَى ذلك الحين. قآحت الشركة بين الدول 
الآسيوية والإفريقية التى استقلت عن الاستعمار الغربى؛ 
وأرادت -فى نفس الوقت- أن تتجنب الوقوع فى براثئن 
العسكر الشتاد --بقيادة الأتحان السوفيتى: فى ظل مناغ 
الحرب الباردة التى اشتغل أوارها بعد نهاية الحرب 
العالمية الثانية: لقذ عبرت الحركة عنذئذ عن رفض الدول 
المنضمة إليها للاستقطاب الدولى؛ وعن تصميمها على 
انتهاج السياسات التى تتفق مع مبادئها ومصالحها 
بالدرجة الأولى: ومع ازدياد التنافس والصراع بين 
المعسكرين الشرقى والغربى استقطبت الحركة المزيد 
والمزيد من دول العالم الثالث - فى أسيا وإفريقيا وأمريكا 
اللاتينية- مؤكدة أنها تلبى حاجة موضوعية لدى تلك الدول 
للابتعاد عن أتون الصراع بين المعسكرين: ولو أنها حققت 
ذلك بدرجات متفاوتة من النجاح والفاعلية. إن هذا 
سياسات "الوفاق" ثم اختفى مع تفكك الاتحاد السوفيتى, 
وانهيار المعسكر الشيوعى بسرعة وكيفية فاقت كل 
التصورات. ويذلك التطور لم يعد هناك طرفان تقف بينهما 


العدد ١١١‏ يوليو 


0 ات الدوليه 


Scanned by CamScanner 






الحركة. رافضة الانحياز لأى منهماء مما بدا 
الحركة فقدت مبرر وجودهاء بل إن اسمها نفسه | 


موه |. 
ل 


صبع 


مصر ومغاهدة حظر 
هت . أسامة الغزالجه حرب 
العدد ٠٠١‏ بتاريخ ١‏ أبريل 1990 








لم يكن من الممكن ألا تركز 'السياسة الدولية' فى هذا 
العدد على قضية الساعة» آى موقف مصر من تجديد 
معاهدة حظر الانتشار النووى» ولذلك كان إعدادنا ل: ق 
خاس رل الوشیع وما كاج السؤال ادیو نبل 
تلك المسألة هو: لماذا أثارت مصر هذه القضية الآن, وبتك 
الدرجة من الاهتمام والتركيز؟ 


ولاشك أن مصر - شأنها شأن أى دولة موقعة على 
المعاهدة- مهتمة بما يمكن أن يترتب على المعاهدة من 
تأثيرات مباشرة عليها - فى إطار الإقليم الذى تنتمى إليه 
مع تسليمنا بالأهمية الحيوية للمعاهدة على الصعيد الدولى 
كله. وفى داخل إقليمناء أى فى الشرق الأرسط فان الدرلة 
النووية الوحيدة- أى إسرائيل- لم توقع على المعاهدة! وفى 
الفترة التى أعدت فيها المعاهدة, ويدأت الدول توقع عليها - 
أى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات- لم يكن معروفا 
الكثير عن التساح النووى الإسرائيلى. فضلا عن أن 
الصراع العربى - الإسرائيلى كان متأججا- فى مناغ ما 
بعد حرب ١1317‏ وقبل حرب أكتوير 19177- حيث کان 
بإمكان إسرائيل الادعاء بأنها فى حالة حرب مع جيرانها 
وأنها مهددة بالقضاء عليها منهم» وأنها بالتالى لا تستطبع 
أن روم س من الخيار النووى! ومع ذلك فقد وقعث 
صخر اا فی الع مؤدكة بالضوورة م 
و فية لحظر الانتشار النووى. أما الآن فانهذ | 
الموضوع قد تغير كثيرا. 


- A-— 


رابعا : مراحل التحول فى حكم مصر : 


الناصرية وسياسة مصر الخار جية 
د. بطورس بطرس قالح 


١17 1١رياني‎ ١ العدد ۲۲ بتاریخ‎ 





شن الأقوال المأثورة عن نابليون أن الزعيم لا يستطيع أن 
يسلك سياسة خارجية غير التى تمليها عليه جغرافية 
بلاده. ويتجلى مضمون هذا الرأى بوضوح فى الدور الذى 
قام به جمال عبد الناصر فى السياسة الخارجية المصرية 
فى الأعوام الثمانية عشر التى فرض فيها فلسفته على تلك 
السياسة: وفوشي كلك السيائمة مقتضيزاكها عليه 


إن التفاعل المستمر بين الواقع الجغرافى والتاريخى 
والقومى المصرى من ناحية؛ وزعامة جمال عبدالناصر من 
ناحية أخرىء والوضع السياسى الدولى من ناحية ثالثة, 
يكشف لنا عن الخيوط التى نسجت منها سياسة مصر 
الخارجية فى الحقبة الناصرية من تاريخنا. إن مصر من 
بين مختلف بلاد العالم تعتبر أكثرها تأثرا فى سياستها 
الخارجية بموقعها الجغرافى EA‏ 


وفى بداية القرن السابع الميلادى دخل ا 
ومنذ ذلك الحين تخولت إلى دولة إاسلامية تم إلى 5 
r 3 5 ۰. . os‏ 
وبسبب قيام الأزهر الذى هو أكبر واف زي 
فى الخائم لمح تیو دة ا ےہ ی ر رر 
اسلامية تحتل مكان الصدارة ومركز ا 
الاسلاسة غاقة. ويسبب مؤقعها الجغراقي الفزيذ فى تر 
بين المشسرق العربى والمخس .و بوي رى, والخذها باسباب 
سكانها بالذ لنسبة للدول العربية الأخرى و SESS‏ 
غربية:.بل عقف لها لواء الزعامة على 
قاطبة 
کان له أكبر الأثر 
1 2 فرافى والتاريخى Hh‏ 
وهذا الوضح ر | لات ياس 
ا اا فی کے و 
الخارجية. واد 3 ٠‏ تحدطل المصر حولهاء تبحث 
لة من أن تجيف ‏ ” 
يبق مفر آمام کل دو 


- ۲۸۹ - 


Scanned by CamScanner 


أبو بكر الدسوقى 

عن وضعها وظروفها فى المكان؛ وترى ماذا تستطيع أن 

22 وما هو مجالها الحيوى وميدان نشاطها ودورها 

2 فى هذا نادم المضطرب' ثم يتساعل: "ما هو 

دور لإيجابى فى هذا العالم المضطرب وأين هو المكان 
الذى يجب أن نقوم فيه بهذا الدور". 


المحرر 


العدد ۲۲ بتاریخ ۱ ینایر ٠۹۷۱‏ 





إن وضع ملف عن دور الرئيس عبدالناصر فى السياسة 
الدولية عامة, والسياسة الخارجية العربية خاصةء لا يعدو 
لتستطيع أن تخاطب الدول الكبرى مخاطبة الند للند فى 
حوار مثمر قائم على المساواة من أجل تحقيق السلام 


ولقد عهدت مجلة “السياسة الدولية' إلى مجموعة من 
الباحثين باستخراج المقتطفات ذات الدلالات من خطب 
الرئيس ويياناته وتصريحاته التى صدرت عنه خلال فترة 
حياته مما بعد الثورة حتى ساعة انتقاله إلى الرفيق الأعلى. 


خمسة مجلدات تقع فى أكثر من ثلاثة آلاف صفحة من 
الحجم الكبير؛ غير أن ما اشتملت عليه تقف عند يونيو سنة 
,ما الفترة الباقية فلم تصدر عنها مجموعة حتى 
ا" 


عبدالناصر .. والسياسة الدولية 


تحطيما لأسوار العزلة التى فرضت حول مصر قبل عام 
, حدل عبد الناصر دور مصر الايجابى فى الشئون 
الدوليةء موضحا بجلاء طبيعة هذا الدور وأبعاده وأهدافه. 
ولعل من أهم السمات التى تميز أصالة هذا الدور -كما 
يتضح من الفقرات التالية- هى: 

أولا- التفهم الكامل لكيان مصر الجغرافى على خريطة 


المعمورة ودورها التاريخى وا لحضارى عبر العصور 
المختلفة. ثانيا- الارتباط الشامل لسياستنا الخارجية 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يولبو ٠٠٠٠١‏ - المجلد .4 


قراءة فى افتتاحية السياسة الدولية 


بسياستتا الواحلية ياعتبار الآولى اتعكاسا آميثا وصادق) 
للعمل الوطنى فى الداخل. ثالثا- الالتزام بالمبادىء الكبرى, 
ممن کا عجو اق کر نالتاش نی قل مسر انی 
إحدى العواصم الفعالة فى توجيه الأحداث الدوليةء وأن 
نكون عبد الكااسز اعد اقطاب العالم الثين صتهوا معناز 
تاريخ العصر. 


عبدالناصر .. والوطن العربى 


إيمانا بفهوم الأمة العربية الواحدةء نادى عبدالناصر 
بالقومية العربية كمبدأء والوحدة العربية كهدف من أهداف 
التقدال: العربي: واكد هروية متسر > تيك يميد اب 
ومسئولية تاريخية. 


ومنجزات عبدالناصر فى ميدان العروبة عديدة يصعب 
حصرهاء والكلمات التى نقتطفها من خطبه وأحاديثه تلقى 
الضوء على أهم هذه المنجزات: وفى مقدمتها أولا- العمل 
عل تضفية الاستمان من الوطن العرزى. وثائيات اللقبار>ة 
فى التجارب الوحدوية وأهمها تجربة الوحدة المصرية - 
السوريةء وآخرها اتحاد دول طرابلس» مع الحرص على 
إعطاء الوحدة العربية مفهوما علمياء ومحتوى اجتماعيا 
تقوم على اأساسه. ثالثا- وضع صسيغ العمل العتربى 
القنترك وققا لتطورات التحداث فى الوطن العنربى: ومن 
اهم هله اللسية حب اترةاعبدالناصر دالعوة إلى قد 
کا ا 


ويظلى ةا اوو ال رى خن ال الى الت 
مارست مصر بقيادة عبدالناصر دورها الطليعى من أجل 
القومية العربية والوحدة العربية. 


عبد الناصر .. والقضصة الفلسطينية 


تجاه تحرير فلسطين: لبى عبد الناصر نداء الواجب 
القومى: وكرس فكره وجهده للقضية الفلسطينية يتعقيدآتها 
الحاسمة فى هذا الصدد نذكر: 

أولا: إعطاء القضية بعدا دوليا لكسب الرأى العام 
العالمى إلى جانب حقوق شعب فلسطين؛ وكشف حقيقة 


لعن ايق ه.6” - المجلد 4*٠‏ 
وز اة البوليهة العدد iis‏ 


Scanned by CamScanner 


الكيان الاستعمارى الإسرائيلى؛ ويبدو هذا واضى 
كلمات عبد الناصر وخطبه أمام الأمم المتحدة والمؤتمرار 
والمحافل الدولية المختلفة. 5 


ثانيا: إعطاء القضية طابعها القومى باعتبار أن المعريج 
بين الا اسو سير فيل 


ثالثا: رفض الاستسلام وأنصاف الحلول والمساومان 
التى راجت فى ميدان العمل الفلسطينى. 


رابعا: تقديم العون المادى والمعنوى بغير حدور وبغير 
تشتفظلات ويغير شروط لحركة المقاومة الفلى لين 3 
باعتبارها حركة شرعية إيجابية لتحرير فلسطين ويشا, 
القدر أن يسقط عبد الناصر شهيدا فى ميدان العمل 
الفلسطينى وهو يعمل على حفظ حق وحرية المقاومة 
الفلسطينية فى العمل من أجل التحرير. 


'لن نعقد صلحا مع إسرائيل إلا بعد أن تقوم إسرائيل 
شروط الهدنة التى تنقضها كل يوم”. 


من حديث صحفى للرئيس (۲۲ اغسطس )٠۹٩۳‏ 


"آنا اشسعى شعورا عميقا مان المقساة التىحلهننا 
جميعا فى فلسطين لم تكن إلا نتيجة للطمأنينة التى نزلت 
على تقوسا بعك الغطب المتمقة والاحتماعات العاشية 
فنحن الأمم العربية السبب فى ضياع فلسطين وقادتنا هم 
السبب الرئيسى فى ذلك" .... 


من خطاب الرئيس عبد الناصر بنادى فلسطين 
بالاسكندرية ١‏ ديسمير |١967‏ 


ولا بدأت أزمة فلسطين؛ كنت مقتنعا فى أعماقى بأن 
القتال فى فلسطين ليس قتالا فى أرض غريبة. وهو ليس 
انسياقا وراء عاطفةء وإنما هو واجب يحتمه الدفاع عن 
القن د 


وكنت مؤمنا بأن الذى يحدث لفلسطين كان يمكن أن 
يحدث -ومازال احتمال حدوثه قائما- لأى بلد فى هذه 
المنطقة, مادام مستسلما للعوامل والعناصر والقوى التى 
تحكمه الآن 


OD 


- 4 - 


| من كتاب فلسفة الثورة ٠۹٥٤‏ 


دحيل الرئيس محمد 
أنوو الساداء 
د. بطرس بطرس غالج 


العدد 1۷ بتاریخ ۱ ینایر۹۸۲٠‏ 





بالرحيل المفاجىء للرئيس محمد أنور السادات» تنتهى 
مرحلة من أخطر المراحل التى مرت بها مصر. فقد تول 
رئاسة الجمهورية عام 147٠١‏ بعد وفاة الرئيس جمال 
عبدالناصرء وجابهته منذ اللحظة الأولى المسالة الوطنية 





أبو بكر الدسوقى 


المتمثلة فى الاحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء: وهذه 
المشكلة تفرغ لها الرئيس عب الناصس عقب هزيمة يونيو 
1١‏ بتفويض كامل من الشعب المصرى .. وقد تمثلت 
جهوده فى إعادة بناء القوات المسلحة على أسس جديدة. 
وتعبئة الشعب المصرى لخوض معركة فاصلة مع القوات 
الإسرائيلية المحتلة. وجاء الرئيس السادات ليستكمل هذه 
المسيرة خلال ظروف محلية وإقليمية ودولية بالغة التشابك 
والتعقيد؛ فقد وقع تحت ضغوط عنيفة من الرأى العام 
المصرىء الذى كان يستعجل القيام بالمعركة؛ ولكنه من 
ناحية أخرى أراد ألا يقامر بخوض معركة عسكرية قبل 
توافر الظروف الداخلية والسياسية والعسكرية التى تكفل 
له النجاح. ومن خلال مجهود دعوب على كافة الجبهات, 
استطاع الرئيس السادات أن يستجمع كافة القوى الحية 
فى المجتمع المصرى» وأصدر قراره التاريخى بالعبور. 


- ۲۹۱ - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠.٠.٠١‏ - الجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 





اللگے اران بے 


لا شك أنه قد 

حدثت نقلة نوعية فى 
عالم النشرء سواء 
أكانت فى شكل كتب 
ودوردات أم أبحاث 
مكتوبة, نتيجة لتطور 
التقندات الحديثة التى 
تعرف بالرقمية [0)أع21 
فى عالم الاتصالات. فقد 
أصبح كل ما دكتب 
دمكن تداوله عدر 
التقنيات الرقمية فى 
العالم على اختلاف 
ثقافاتها. 


چ 1٦1‏ 2 
١‏ اسة الدولية لعدد ١١١‏ يولير 


Scanned by CamScanner 


د. هدیعوض 
الات ا 


إن السرعة والسهولة اللتين وفرتهما التكنولوجيا الحديثة فى عالم 
الاتصالات مها الكشيرية من اليتبين يكل ما .فى جنك فى يغام الفكر 
واليسك الظلمى والإقداتى فى مخف المصالات من السصبول طلى كل ها 
هو جديد ومبتكر فى وقت قياسى وأيضا تبادل المعرفة والآراء والتقييم فى 
تفس الوقت. أو.نذات السرعة, 


هذه الثورة المعلوماتية لا شك أنها قد غيرت من الشكل التقليدى للكتاب 
والمجلة والمقال والبحث» حيث أصبحت له مواصفات تتسم بالتركيز الشديد 
على الفكرة وتلخيص التفاصيل. فقد أصبح من المهم عدم الخروج أو 
تجاوز عدد الكلمات التى يجب أن يحتويها المقال أو البحث أو حتى 
الكتاب. وأحيانا يُطلب من الكاتب تحديد عدد الكلمات قبل الشروع فى 
الكتابة. وهذا يعنى أن التقنيات الرقمية الحديثة قد فرضت أسلويا جديدا 
فى الفكر والكتابة» يتناسب وسرعة التداول والابتكار. 


تطور تكنولوجيا المعلومات : 


يمكن التعرف على طبيعة التطور فى عالم الفكر والمعرفة والنشر من 


خلال التغيرات التى طرأت على وسائل الاتصال من خلال حواس الإنسان 
الخمس» لأن الإنسان العادى لديه خمس قنوات يستقبل من خلالها 
المعلومات. هى : السمع والنظر واللمس والشم والتذوقء لذلك فإن وسائل 


يكن أغلبهاء للفهم والاستيعاب والتمييز بين الإشارات أو المعلومات: إلا أن ١‏ 


التكنولوجيا الحديثة تعتمد أساسا على حاسة النظر. 


- 4۲ - 


ًِ 5 سد مک 2 ید یچو 


وقد كان الإنسان قديما قبل اختر e‏ 
الإشارات للتعبير عما يشعر به أو ما یواجههء ثم تطور الا 

أشكال لها دلالات خاصة أق.متحدوة, ويمكن لمن HF‏ لد 1 7 
الرسم والآلوان يؤدى نفس دلالاتن الاتصال, , 1 


اع الكلمات أو اللغة يلجا إلى 


استخدام الإشارة. ويميز بين عدل من 
1 استخدام لغة مشتركة من خلال رموز أو 
سه السمع أن يفهمها ويميزهاء كما أن استخدام 


ْ ويمكن تمييز المعانى من خلالهما. 
نقد اوت کی داو ی و و یی ون الي ا ا 
على حاستى النظر والسمع» أساسا ااا ا ل 


استخدام الجرافيك لرسم الأشكال الهندسية والديكور. كذلك 
لاه فق يدا الإنسان الغديم الى كا يسكن في رلاء ا ... 
النهرين 011111212 17/165072 والتى ابتكرها فاع Ess‏ قبل ا 
فى مسحو التسجيل وقائع حياته ولتبادل الأخبار و 
السافاتء كما أصبحت الكتابة أداة الحفظ التى يمكن أن تتعلمها 
وتتوارثها ال لتسجيل حضاراتها وإنجازاتها العلميةء بل لقد 
أصبحت المعلومة او الخير المكتوب أكثر تداولا وفاعلية من مجرد 
الكلام المسموع والإشارات. ۰ 


أما بالنسبة لاختراع الأرقام والعلامات العشريةء فقد بدأت من 
الهند. فالهنود أول من اخترع العلامات العشرية والأرقام» وقد 
قدمت إلى أورويا عن طريق العلماء العرب فى القرن العاشر 
اليلآنئ. ققد ساهمت الأرقام العربية: خاصية الصفر الحستابي. 
فى زيادة فاعلية الاتصال من خلال المعرفة الرقمية 01110611021 
10 وقد أحدثت طباعة الكتب ثورة: وقد بدأتها 
الصين, وجعلت الكتاب من أقدم الصناعات وأوسعها انتشاراء فقد 
ظل الكتاب الوسيلة الرئيسية حتى وقت قريب لتبادل المعرفة. 
والغريب أو المثير حقا أن فن الكتابة جعل القارىء يستخلص 
اران مشیر چوا لك لجا يي ا ا 
المثال الإشارة إلى الدولار على هذا النحو اصبحت مدروة ٠‏ دى 
الذ E‏ بغض النظر عن الثقافة أو الدولة التى ينتمون 
دوا .هذا الخلير ادي إلى اشتوا ع سطريقة العلانات للاشيازة إلى 
جداول إحصائية أو خرائط 
إن التقنية الحديثة المعروفة با 
بطري 3 حوربين 10۲86[ القن بدات 00 
هاكلة ھی غا الاتصال» حيث سهل سد , 
الا رة وإهاةانء C21‏ فى القرن العشرين. 


اول الأخبار المهمة أو التلغراف. 


لقد ساهم الحاسب الال أو ا 2 
المعلومات بصورة أوسع 
المعلومات .MIS‏ 

أبرز هذا اللخص لتطور امات 
والثانة: المعلومات المتضمت دى 


(*) المصدر : 


Scanned by CamScanner 


بحلول عام ٠٠١7‏ أصبح 40" 
مليون شخص؛أى ١١‏ من سکان 
العالم, من مستخدمى الإنترنت. 

أكثرمن ثلث مستخدمى 
الإنترنت فى العالم يعيشون فى 
البلاد النامية التى تضاعف 


بنسبة حوالى ٠0١‏ بين أعوام 
۰ 0059 .ولتركزهؤلاء 
بصمة خاصة فى البرازيل» 
والصين, والهند, والمكسيك 
وكوريا الجنوبية («) 





بآ > اک العلامات مفهومة ومعروفة لدى القارىء. 
ذرة ة لست حديثة كما يعتقد البعضء فإن لها جذورا ترجع إلى الكتابة 
".م ققد اهدع اختراع مووس الذى اسكتخدم النقط والشرظطفرة 
كما أنه أسهم فى اختراع الآلات 


السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠.٠٠‏ - المجلد ٤١٠‏ 


الكتب والدوريات من المكتبات إلى الإنترنت 


وتهتم الأوساط العلمية والأكاديمية بزيادة كفاءة وسائل الاتصالء لذلك فإن العلم الحديث الذى يُعر ف ينل 
المعلومات هو الأداة المتطورة لتوسيع نطاق وانتشار المعرفة. إن هذا المجالء أى نظم المعلومات» قد خضع لعري, 
من مراحل التطؤير مثذ ۹۹٠١‏ من مجرد أداة لتبادل المعلومات إلى مادة علمية ادخلت إلى الت 5 
الأكاديمية. كما أصبحت لها إسهامات أكاديمية فى مجال المراجعة والتحرير للمقالات العلمية, إلى جانر 
استخدام الاتصالات المتعددة 11111-۳٣8014‏ لتحسين كفاءة الاتصال بين القارىء والكاتب. وهذا يساءر 
الكاتب على تطوير مادته العلمية وإكسابها أبعادا علمية جديدة» نتيجة للتفاعل بين القراء وبينه. هذا ال 
التقنى المعروف ب 1861161 3 2/115 من شأنه أن يدعم جميع الأبحاث العلمية فى كافة المجالات العلمية 
والأدبيةء هذا إلى جانب الاهتمام بإدارة المعلومات أو إدارة نظم المعلومات» وهى مجال جديد ومهم؛ ويجب أن 
يهتم الباحثون به. وربما يكون أحد أهم الأهداف لنظم المعلومات هو عمل منظومة متكاملة من القضايا 
والموضوعات البحثية التى تهم المجتمع الدولى: والتى تتناول المتغيرات العالمية. وهكذاء فإن الهدف من وراء نظم 
المعلومات الحديثة هو إحداث نقلة نوعية فى انتشار أفضل للمعلومات ومشاركة وتفاعل أكبر بين الكتاب 
والقراء.ولتسهيل عملية البحث الإلكترونى عن المقالات المنشورة فى المجلات العلمية» استحدثت تقنيات خاصة 
بتخزين المعلومات تعرف ب 185000" . ويمكن لمستخدم الانترنت أن يجد ما يريدء حتى وإن لم تكن لديه 
المعلومات الكافية عن المقال أو الموضوع الذى يبحث عنه» فيكفى أن يكتب الباحث عنوان المقال أى اسم المؤلف, 
أو الموضوع» أو اسم المجلة والعدد أو السنة. كما يمكنه أن يحصل على المقال بالكامل أو ملخص عنهء إما 
مجانا أو بدفع اشتراك. 


على سبيل المثال» أصبحت المجلة العلمية العريقة ”۸۴۴۵1۲5 "۴٥۲٤121‏ فی متناول عدد أكبر من قرائها 
من خلال الإنترنت. هذه المجلة العلمية التى تم إصدارها منذ عام ١۱۹۲ء‏ تعتبر من أكثر المجلات تأثيرا فى 
الولايات المتحدة فى مجال السياسة الخارجية. على مدى ثمانين عاماء داومت هذه المجلة على تقديم الأفكار 
الجديدة فى مجال الشئون السياسية والدولية الخاصة بالإدارات الأمريكية لقرائها الذين يزيدون على مائنى 
ألف قارىء معظمهم من رجال الأعمال والأساتذة والصحفيين. 


ويفضل الطبعات الإلكترونية. توسعت قاعدة المنتفعين من الأفكار والتحليلات السياسية التى تقدم من خلال 
محتويات هذه المجلةء فقد استطاع القائمون على إدارة هذه المجلة أن يدخلوا الأعداد القديمة منذ عام 19174 فى 
الطبعات الإلكترونية. ويذلك أصبحت إدارة مجلة ”۸۴۴۵1۲5 "۴0۲۴18١‏ تمد قراءها بكل المعلومات التى تتعلق 
بالسياسة الخارجية من خلال 2ءء WW .C۴۲.0١۲8W‏ » والحقيقة أن هذه المجلة العلمية لها السبق على 
المجلات العلمية المتخصصة فى مجال الشئون الخارجية فى تطوير موضوعاتها التى تطرحها لجذب عدد أكبر 
من قرائها فى جميع أنحاء العالم, فقد نشرت فى عام ۲۳ مقالا لصمويل هنت: جتون عن ضراع الحضارات 
الذى أثار جدلا واسعا بين المثقفين والكتاب فى آسيا والشرق الأوسط. كما أن مجلة 1۲8ھ A‏ 7ع 50161 لم 
تكتف بتطوير موضوعاتها التى تتميز بمواكبة ونقل كل ما هو جديد يطرأ على السياسة الخارجية للولايان 
المتحدة وعلاقتها بدول المجتمع الدولى شرقا وغرياء وإنما أيضا اتجهت إلى الاستفادة بالتقنيات الحديثة لنقل 
المعلومات لتسهيل تبادل الآراء والتحليلات بين المؤلفين والقراء من خلال ما يعرف ب Video Conference‏ 
منذ عام 1495: كما تم إصدار أول موسوعة 12061006013 على الانترنت 011126 عن الإرهاب عام 
E‏ 


وقد كانت مجلة "السياسة الدولية' فى مقدمة المجلات العربية الملتتخصصة التى اهتمت بأن يكون لها موفع 
على شبكة الانترنت» رغم أن المجلات العربية عامة تأخرت فى الظهور على الشبكة مقارنة بالمجلات والدوريائ 
شبكة الانترنت» حيث يعد موقع الأهرام من أفضل المواقع الموجودة باللغة العربية. وقد اهتمت مجلة "السياسا 
الدولية' بالوصول إلى القارئ العالمى فى كل مكانء فظهر الموقع أولا باللغة الإنجليزية. متضمنا ملخصات لأها 
موضوعات المجلة. ويوجد على قوع الج ملخصات بالإنجليزية تغطى الأعداد من عام 1997 حتى الأنا 
ويلاحظ فى هذا السياق أن المجلة أحدثت تطويرا مهما - استجابة للاهتمام العالمى المتزايد بآراء وتحليلاه 


الساسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ه.. - المجلد ٤١‏ - 44 


Scanned by CamScanner 





د. فدى عوض 


| تاب العر 1 عو عه 
لكتاب ب حیت نفدم» بدءا من هز| | ت 
ا یاو ا هذا لوده تی ی تايل روزيو و 


۰۰ حتى الآن. 
وبمناسبة الاحتفالية الا AR‏ 


ربعينية بفيلاد 'السياسة الى :. 
فى مجال الدوريات» حيث تم طبع ا فقد اهتمت المجلة بمواكبة التطورات التكنولوجية 
للباحث البحث عن الموضوعات والكتا e‏ داد المجلة منذ إصدارها وحتى الآن على أقراص مدمجةء تتيح 
فى سسس الأفراع: سا ون سا ب من خلال 6 564٩‏ تم تطويره وتنفيذه بواسظة المختصين 
لجميع موضوعات المجلة على أقرا © فى جميع الإصدارات العربية. كما تم إعداد كشاف تحليلى 

3 : الك لاضن املميجة أيهنا ..ويصيك إق "الس انسنة لیر فى ارح الأندناسى باللىة 
العربية للدارسين والباحثين فى العلو الستاس ة J‏ وليه هئ لمرجع سى باللغة 
عام» فإن هذا التطور التك: م "سياسية والاجتماعية, بالإضافة إلى الدبلوماسيين والأكاديميين بشكل 

اا اتكنولوجى سيسهل لهم عملية البحث. كما سيتيم للباحثين فى جميع أنحاء العا 

الاطلاع على جميع أعداد المجلة بشكل غير يه البحث» كما سيتيح للباحثين فى جميع أنحاء العالم 


ا 4 
A OPA‏ 
اد ا ی ا ا ایی 


E‏ ا 


Aronctt Sears 


سسس |2001 پال 


Issue No 145 


In This Issue: 





- 4 - السياسة الدولية العدد ١١١‏ يوليو ٠٠٠٠١‏ - المجلد ٤١‏ 


Scanned by CamScanner 


2 
1 


اب 0 
ل 


Scanned by CamScanner